وجهات نظر 0 comments on الجزائر على أعتاب حلحلة الانسداد السياسي

الجزائر على أعتاب حلحلة الانسداد السياسي

دفعت التطورات الأخيرة في الجزائر باتجاه حلحلة الانسداد السياسي القائم منذ أكثر من شهرين، بعد التوقيفات التي طالت أقوى رموز نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، وبعد خطاب الرئيس المؤقت عبدالقادر بن صالح تكون قد اكتملت معالم خارطة طريق سياسية جديدة في البلاد.

وحقق الحراك الشعبي في الجزائر مكاسب جديدة بعد التطورات المتسارعة خلال الساعات الماضية، حيث شكل الخروج الثاني للرئيس المؤقت عبدالقادر بن صالح، أمام الرأي العام، في أعقاب التوقيفات التي طالت أكبر رموز نظام بوتفليقة، تفاعلا إيجابيا لافتا مع المطالب السياسية المرفوعة منذ الثاني والعشرين من شهر فبراير الماضي من طرف الشارع الجزائري.

وغاب الرجل الأول في المؤسسة العسكرية الجنرال أحمد قايد صالح، نهار أمس، عن الواجهة الإعلامية والسياسية، عكس الأسابيع الماضية، التي كان يضطلع فيها بتقديم رسائله السياسية للرأي العام، ويجيب عن ضغوط الحراك الشعبي التي تتكثف في المسيرات المليونية التي تنتظم كل يوم جمعة منذ أحد عشر أسبوعا.

ويوحي صمت رجل المرحلة القوي قايد صالح، المتواجد منذ أمس الأول في مقر الناحية العسكرية الثانية بوهران في غرب البلاد، بأن معالم الخارطة السياسية قد حددت بإحكام بتحييد أكبر رجالات نظام الرئيس السابق، وهم سعيد بوتفليقة، والجنرالان محمد مدين (توفيق) وعثمان طرطاق (بشير)، فضلا عن تنازلات جديدة تقدمها الرئاسة الانتقالية بقيادة عبدالقادر بن صالح.

وتسربت أفكار الرئيس المؤقت، منذ ليل الاثنين إلى الثلاثاء، حيث تحدثت عدة مصادر عن توجه عبدالقادر بن صالح، إلى التنحي عن الرئاسة، بعد إجراء سلسلة مشاورات سياسية جديدة، تستلم مخرجاتها سلطة المرحلة الانتقالية وإرجاء الانتخابات الرئاسية إلى موعد لاحق، ما يضمن للبلاد البقاء في مقتضيات بنود الدستور الحالي.

Thumbnail

واحتفظت الرئاسة المؤقتة بتفاصيل الخطاب السياسي الثاني لبن صالح، إلى غاية توقيت متأخر من مساء الأحد، تجاوز موعد الدفع بصفحات “العرب” إلى المطبعة في لندن وعواصم عربية.

وظل عبدالقادر بن صالح إلى جانب رئيس الوزراء نورالدين بدوي، على رأس اللائحة المطالبة بالرحيل عن السلطة من طرف قوى الحراك الشعبي، لإسهامهما في المؤسسات الرسمية خلال العقدين الأخيرين، حيث يشغل الأول منصبا تشريعيا منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، ويترأس الغرفة الثانية للبرلمان (مجلس الأمة) منذ العام 2002.

وتبوأ الثاني، عدة مناصب وزارية إلى أن رقي إلى رئيس للوزراء في الحكومة الحالية، وهو متهم بتزوير نتائج الاستحقاقات الانتخابية الماضية وقمع المظاهرات والاحتجاجات خلال السنوات الأخيرة، لما كان على رأس وزارة الداخلية.

ومع السقوط المتتالي لرجالات نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، تكون السلطة الفعلية قد سايرت توجهات الحراك الشعبي، وأنهت مرحلة في النظام السياسي الجزائري، الموروث من سلطة الاستقلال الانقلابية 1962 إلى غاية شهر فبراير الماضي، ويكون الشارع الجزائري قد فرض أجندته بواسطة حراك شعبي فريد من نوعه في المنطقة العربية، حيث لم تسفك فيه قطرة دم ولم تطلق خلاله رصاصة واحدة.

ويبقى موقف الحراك الجزائري من التطورات الأخيرة هو الحاسم في المفاوضات غير المباشرة والمفتوحة بينه وبين السلطة منذ الثاني والعشرين من فبراير الماضي، في ظل حالة الحذر التي تشوب الشارع الجزائري، بسبب الشكوك القائمة في نوايا النظام السياسي، ومخلفات حالة التلاعب المعنوي والنفسي، التي مارستها قيادة أركان الجيش خاصة خلال الأسبوع الأخير، لما تجاهل قايد صالح المطالب المرفوعة، وانحاز بشكل واضح للمؤسسات الانتقالية المرفوضة شعبيا.

ويرى مراقبون للشأن السياسي الجزائري أن تصعيد المسيرات الشعبية خلال الجمعة الحادية عشرة، وتغير لهجة المتظاهرين تجاه قيادة الجيش وعلى رأسها الجنرال قايد صالح، يكونان قد دفعا في اتجاه إعادة ترتيب المواقف، واتخاذ إجراءات عملية في سبيل الخروج من المأزق الذي تتخبط فيه البلاد.

Thumbnail

وأفاد بيان للمحكمة العسكرية بالبليدة بأنه تقرر إيداع كل من سعيد بوتفليقة والجنرالين عثمان طرطاق ومحمد مدين الحبس الاحتياطي بغية استكمال التحقيق في تهمة الخيانة العظمى التي يواجهونها.

وتداولت مصادر مطلعة، تهمة “الفساد” الموجهة أيضا للشقيق الأصغر للرئيس السابق ومستشاره الشخصي سعيد بوتفليقة، الذي كان يعرف بـ”الحاكم الفعلي للبلاد خلال السنوات الأخيرة”، خاصة منذ إصابة رئيس البلاد بجلطة دماغية في أبريل 2013، سببت له عجزا وظيفيا يحول دون أداء مهامه الدستورية، لكن محيطه كان يدفع به للبقاء في قصر المرادية وحتى ترشيحه لولاية رئاسية خامسة.

وكانت صحيفة المجاهد الحكومية الناطقة بالفرنسية، قد وصفت توقيف رجالات نظام بوتفليقة، بـ”الخطوة المهمة والسريعة في طريق حل الأزمة السياسية”، وكتبت في افتتاحيتها في عدد الأحد، “يبدو أن الأمور تتسارع مع إلقاء القبض أمس على ثلاث شخصيات مهمة في النظام القديم، وهم سعيد بوتفليقة، شقيق ومستشار الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، وأيضا الجنرالان عثمان طرطاق (بشير) ومحمد مدين (توفيق).. الرجال الثلاثة الذين وصفهم المتظاهرون بـ (رؤساء العصابة)، سيمثلون أمام المحكمة العسكرية بالبليدة (الناحية العسكرية الأولى) بعد فترة قصيرة”.

وأضافت “هذه الاعتقالات هي رد من قايد صالح على الطلب الملح من قبل المتظاهرين بتوقيفهم، وأنها تعبر عن التزام المؤسسة العسكرية تجاه الشعب، ولإعطاء دفعة ونقطة دعم قوية لعملية (الأيدي النظيفة) بقيادة العدالة ضد تبديد الأموال العمومية من قبل مجموعة من رجال أعمال وشخصيات على صلة وثيقة بالنظام السابق”.

وجهات نظر 0 comments on ترامب يقرع طبول الحرب … بقلم الأستاذ منير شفيق

ترامب يقرع طبول الحرب … بقلم الأستاذ منير شفيق

يقف دونالد ترامب الرئيس الأمريكي عاجزاً ومرتبكاً أمام التفوق الصاروخي الروسي، ويذهب إلى حد القول إن سباق التسلح أصبح مكلفاً على أمريكا، فراح يدعو إلى عقد اتفاقات تتعلق بالتسلح، وهو الذي أعلن خروج أمريكا من اتفاق الصواريخ النووية المتوسطة المدى، فيما أعلن مستشاره الصهيوني (حتى العظم) جون بولتون؛ عن ضرورة تطوير القنبلة النووية الصغيرة، والتي يمكن استخدامها في حروب محدودة وضمن مدة قصيرة. وهي دعوة لسباق تسلح، تماماً كما كان إعلان دونالد ترامب الخروج من معاهدة الصواريخ متوسطة المدى؛ دعوة لسباق تسلح.

ولهذا، تذكّر عدد من المعلقين ذلك “الزمن الأمريكي”، حين فرض الرئيس الأمريكي رونالد ريغان سباقاً للتسلح حول التفوّق في حرب النجوم. وقد عزا البعض انهيار الاتحاد السوفييتي لانسياقه وراء سباق التسلح في ميدان حرب النجوم، مما أرهق الموازنة إلى حد أسهم في انهيار الاتحاد (طبعاً هذا تفسير سطحي في تأويل أسباب انهيار الاتحاد السوفييتي)، كما كان تفسير الانهيار السوفييتي في أفغانستان بسبب المقاومة الأفغانية التي ألحقت هزيمة بالاحتلال، سطحياً كذلك. طبعاً قد يكون لهذين السببين تأثير ما، في المعنويات أو الموازنة، ولكن بالتأكيد ليسا بالسببين الأساسيين أو الرئيسيين؛ لأن السبب الأساسي جاء مما أصاب قيادة الاتحاد السوفييتي من شيخوخة وتصلُّب شرايين وفساد، وما دبّ داخلها من صراعات وتناقضات. وقد شبهها البعض بالسمكة التي تفسد أول ما تفسد من رأسها.

هذا التذكير بإطلاق أمريكا في عهد ريغان لحرب النجوم؛ يكشف عن الضعف الأمريكي العام الراهن الذي يدفع رئيساً “حربجياً” مثل دونالد ترامب إلى الهروب من سباق تسلح، كان أول من دفع باتجاهه، علماً بأن سباق التسلح شرط أساسي في حياة الرأسمالية الإمبريالية.

باختصار قيادة ترامب تقف عاجزة أمام ما حققته روسيا بوتين من تفوّق في مجال الصواريخ، وغيره من المجالات العسكرية كذلك، وإلاّ كيف ينتقل إلى خيار البحث عن معاهدات جديدة تخص التسلح في ما بين الدول الكبرى.

هذا ويقف دونالد ترامب الرئيس الأمريكي عاجزاً مرتبكاً أمام الاقتراب الشديد للاقتصاد الصيني من التفوّق، أو احتلال المركز الأول، دافعاً أمريكا لقبول الرقم 2. وهذا بُعد ليس بالسهل، خصوصاً وأن التفوّق الصيني لا يقتصر على حجم الاقتصاد الصيني، وإنما يمتد إلى المنافسة بتقنيات العقل الاصطناعي، هذا إذا لم يكن التفوّق الصيني قد حصل. والدليل، التصرف التآمري الاستبدادي الذي مارسته الحكومة الأمريكية لاعتقال مديرة شركة “هواوي”، بدلاً من التنافس الميداني في السوق، وذلك من خلال تلفيق القضايا الاتهامية، والذهاب إلى المحاكم.

باختصار، قيادة ترامب تقف عاجزة في المجالين الاقتصادي والتقني أمام تفوّق صيني مدعوم بقوة عسكرية؛ ليس بمقدور أمريكا تجريب “حظها” معها.

على أن دونالد ترامب الذي يقف عاجزاً في مواجهة التفوّق العسكري الروسي والتفوّق الاقتصادي والتقني الصيني، هرب إلى فتح ما يشبه الحرب (حتى الآن) ضد فنزويلا وكوبا وإيران وفلسطين، وذلك بهدف تحقيق إنجاز قد يعوّضه، ولو معنوياً، عما فقده أمام المنافسة الروسية والصينية، آنفة الذكر. وبالمناسبة، الهند في الطريق لتسبق أمريكا اقتصادياً.

نقطة القوة الرئيسة التي تمتلكها أمريكا في حربها ضد فنزويلا وكوبا وإيران تتجسّد بسيطرتها على المؤسسة المالية العالمية (التحكم بالدولار وبالنظام المصرفي العالمي)، ومن ثم إنزال عقوبات مالية واقتصادية بالمعنيين ومحاصرتهم (تشديد الخناق عليهم)، من خلال إرهاب كل من يخالف العقوبات من دول وشركات؛ بإنزال عقوبات مماثلة ضدهم.

نقطة القوة الرئيسية هذه جاءت بسبب القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية التي تطورت بعد الحرب العالمية الثانية، لإزاحة بريطانيا عن زعامة الإسترليني، ومن السيطرة العالمية خلال العقدين (الخمسينيات والستينيات)، ليحل الدولار عام 1971 بدلاً من الإسترليني والضمان الذهبي للعملة، وفي الوقت نفسه السيطرة على النظام المالي العالمي. ولهذا، فإن استمرار هذه القوة يعود إلى الماضي وموازين القوى فيه. وهو يفتقر الآن للأسباب التي وضعته في تلك المكانة، الأمر الذي يجعل استمرار السيطرة الأمريكية الاقتصادية والمالية، وفي مقدمها الاستفراد العالمي للدولار، مسألة وقت.

وقد أصبح إنهاء هذا الطغيان العالمي المالي على رأس أجندة الدول الكبرى، كما على رأس أجندة حركة التحرر العالمي من السيطرة الإمبريالية الأمريكية. فأمريكا تتشبث اليوم بسيف الماضي، وليس بسيف الحاضر. وهذا الحسم هنا (التصحيح) يحتاج إلى سنوات قادمة، وقد احتاجت أمريكا لإزاحة الإسترليني والذهب إلى عشر سنوات بعد تصفية السيطرة العالمية للاستعمار القديم في الخمسينيات، وإلى عشر سنوات أخرى لضرب حركات الاستقلال التي تمثلت بدول باندونغ.

وبكلمة، كان لا بد من أن تخسر أمريكا سيطرتها العسكرية والسياسية أولاً، لتبدأ بخسارة سيطرتها الاقتصادية والمالية لاحقاً.

وعودة إلى موضوع الاستراتيجية الهجومية لإدارة دونالد ترامب بتركيزها على فنزويلا وكوبا وإيران وفلسطين بعد أن تراجعت، مؤقتاً، عن إعطاء الأولوية، أو في الأدق، التركيز، لمواجهة روسيا في سباق التسلح العسكري، ولمواجهة الصين اقتصادياً وتقنياً.

إنها عملية تعويض جزئي إذا ما “نجحت” بداية في فنزويلا، وبعدها كوبا في أمريكا اللاتينية، وإذا ما “نجحت” في منطقتنا العربية- الإسلامية، ضد إيران ومن ثم فلسطين أو العكس. ولكن هذا التعويض المبني على استضعاف فنزويلا ومن بعدها كوبا؛ يجب أن يفشل. وثمة مؤشرات غالبة على فشله، بما في ذلك، إذا انتقل إلى تأجيج فتنة داخلية مسلحة أو شبه مسلحة في فنزويلا، بل وحتى إذا ما وقع تدخل عسكري أمريكي مباشر أو بالوكالة من خلال كولومبيا. فقد أثبتت الوقائع أن الانقسام الشعبي ما زال في مصلحة الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو، من حيث العديد والتأييد، وأن الجيش يقف إلى جانبه ولم يستجب لكل التهديدات أو الإغراءات، وأن تشكّل قوات شعبية يعطي ضمانة أكبر لإفشال التآمر الأمريكي؛ لأنه قد يعني المقاومة المسلحة في حالة الغزو العسكري. وبهذا عندما ستتعرض كوبا للعقوبات والحصار، وهو تكرار ما واجهته وصمدت في وجهه منذ العام 1958، ستكون في موقع أقوى مع صمود فنزويلا.

أما على المستوى الفلسطيني، فليس أمام مشروع ما يسمى “صفقة القرن” غير الفشل والإجماع الفلسطيني يرفضها، وعدم تجرؤ مسؤول عربي (حتى المتواطئ) أن يعلن دعمه أو تأييده لها. فإذا كان الهدف من الصفقة هو ما أشيع مؤخراً باعتبارها تثبيتاً للواقع القائم، فهذا الواقع القائم سيظل تحت رحمة الوضع الشعبي المقاوم والمتفجر في القدس والضفة الغربية، ففرض واقعا في الصراع لا يقتصر على أمريكا والعدو الصهيوني، وإنما أيضاً على الشعب الفلسطيني المتأهب للمقاومة والانتفاضة، وإنجاز انتصارات على الأرض، كما هو حادث في قطاع غزة، وما هو حادث في المسجد الأقصى، وفي القدس والضفة الغربية عموماً، من أشكال مقاومة يومية ستصل إلى الانتفاضة الشاملة التي في طريقها لتفرض دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات بلا قيدٍ أو شرط.

أما إذا جاء الدور إلى إيران، وقد وضع ترامب كل ثقله لفرض حصار خانق عليها، ولكنه حتى هذه اللحظة لم يحصد غير التحدي والمواجهة، بما راح يدفعه لفرض المزيد من الضغوط والحصار من خلال رفع الإعفاءات التي فرضت عليه سابقاً، كما من خلال التهديد بمنع إيران كلياً من بيع نفطها، وصولاً إلى التلميح بفرض ذلك من خلال مضيق هرمز. وهي خطوة مغامرة غير محسوبة، ستؤدي إلى إغلاق هرمز على الجميع، مما يعني الحرب ولا بديل آخر غير الحرب. وهذا بحد ذاته يقلب السحر على الساحر ويضع أمريكا ورئيسها في مأزق الهزيمة المدوية، إما بسبب التراجع الأمريكي عن تنفيذ تهديدات ترامب، أو بسبب حرب لن تكون نزهة بالتأكيد بالنسبة لأمريكا. والفشل هنا ينتظر ترامب كيفما فعل.

وجهات نظر 0 comments on شهر على رحيل بوتفليقة.. ماذا تغير؟

شهر على رحيل بوتفليقة.. ماذا تغير؟

يمر اليوم شهر على استقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تحت ضغط “الحراك الشعبي” الذي انطلق في 22 فيفري.

عبد العزيز بوتفليقة “ترك” الحكم في الثاني من “أبريل الماضي بعد عشرين سنة قضاها في قصر المرادية “مستفردا بالحكم إلى غاية مرضه سنة 2013 ثم سلم مقاليد الحكم بطريقة غير شرعية لأخيه سعيد” على حد تعبير أستاذ العلوم السياسية بجامعة قسنطينة منير جندرلي.

وفي اتصال مع “الحرة” أوضح جندرلي أن الجزائريين لم يعترضوا على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة بسبب مرضه فقط “بل بسبب الفساد الذي تفشى على جميع المستويات خلال فترة حكمه”.

ويستدل جندرلي بسلسلة المحاكمات التي طالت رجالا نافذين خلال الأيام الأخيرة، ويربط ذلك بنهاية حكم بوتفليقة “رسميا” على حد وصفه.

وإذ يستبشر منير جندرلي خيرا للجزائر إثر مثول رجالات بوتفليقة أمام القضاء، يرى جزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي أن المحاكمات التي تجري الأيام الأخيرة مجرد “مسرحيات هدفها إسكات صوت الشعب المنادي بتغيير جذري”.

في هذا الصدد يقول ياسين بن عبدلي، أحد قيادات “الحراك الشعبي” بالعاصمة، إن “الشباب غير مقتنع تماما بسيرورة التغيير التي سطرها الجيش”.

وفي مقابلة مع “الحرة” كشف ياسين أن “الجزائري اكتوى كثيرا من هذا النظام حتى فقد ثقته في جميع المؤسسات”.

ياسين أبدى في السياق تخوفا من رؤية ما وصفه بـ”سيناريو مصر” يعاد في الجزائر وقال إن “بقاء الجيش في الساحة السياسية دليل على أن النظام لا يزال قائما ولم يتغير شيء برحيل بوتفليقة”.

بقاء عبد القادر بن صالح على رأس الدولة، ولو بصفة مؤقتة، ونور الدين بدوي على رأس الحكومة إلى حين تحضير الانتخابات الرئاسية، يراه عبدلي مؤشرا على أن طريق الحراك لايزال طويلا، “مادام النظام لا يزال قائما” على حد قوله.

المحلل السياسي عبد العالي رزاقي يرى أن “سقوط” بوتفليقة مرحلة متقدمة من مسار تغيير النظام.

لكنه يشترط “ذهاب بن صالح وبدوي ومحاسبة سعيد بوتفليقة” حتى يستعيد الشعب ثقته في أن التغيير قادم.

رأي رزاقي بخصوص مسألة تغير النظام برحيل بوتفليقة يتفق مع رأي غالبية الجزائريين، على حد تصريحه.

لا سعيد بوتفليقة وقف أمام القضاء ولا الوزير الأول أحمد أويحيى دخل السجن كما ينشده الحراك فماذا تغير؟

رزاقي يرى أن النظام الجزائري ليس نظام بوتفليقة كما يعتقد البعض بل هو نظام تمتد جذوره إلى ما بعد استقلال الجزائر.

“نسير اليوم بفلسفة جماعة هواري بومدين التي استولت على الحكم بعد 1962، لذلك أرى أن رحيل بوتفليقة الذي ساند بومدين مؤشر إيجابي لكنه غير كاف”. يبرز رزاقي في حديث لـ “الحرة”.

ويردف رزاقي “لا يمكن القول إن لا شيء تغير، قد يبدو التغيير بطيئا لكنه آت، شريطة استمرار الحراك”.

يذكر أن الجزائريين طالبوا خلال الجمعة الأخيرة برحيل جميع رموز النظام بما في ذلك عبد القادر بن صالح وبدوي، ومحاسبة سعيد بوتفليقة الذي يتهمه البعض بـ”رئاسة عصابة نهبت المال العام، واستفردت بحكم الجزائر بطريقة غير دستورية”.

  • المصدر: موقع الحرة
وجهات نظر 0 comments on 4 دول على خط الأزمة.. لمن الغلبة اليوم في فنزويلا؟

4 دول على خط الأزمة.. لمن الغلبة اليوم في فنزويلا؟

بعد يوم من إعلان زعيم المعارضة بدء عمليات الإطاحة بالرئيس الفنزويلي، تزدحم العاصمة كراكاس بالاحتجاجات وتختنق بالغازات، في حين دخلت أربع دول مؤثرة على خط الأزمة.

وقد أعلن الرئيس نيكولاس مادورو إفشال محاولة انقلابية “نفذتها مجموعة صغيرة” من العسكر المؤيدين لخصمه زعيم المعارضة خوان غوايدو، متوعدا المتورطين في هذه “المحاولة الانقلابية” بملاحقات جزائية.

وفي خطاب بث عبر التلفزيون والراديو هنأ مادورو القوات المسلحة على “إفشالها المجموعة الصغيرة التي كانت تعتزم إشاعة العنف من خلال هذه المناوشات الانقلابية”.

وأضاف في الخطاب الذي ألقاه من القصر الرئاسي أن ما جرى “لن يظل من دون عقاب، ولقد تحدثت مع النائب العام، لقد عينت ثلاثة مدعين عامين، وهم بصدد استجواب كل الأشخاص الضالعين”.

وأكد أن “المدعين العامين سيطلقون ملاحقات جزائية بالجرائم الخطيرة التي ارتكبت ضد الدستور ودولة القانون والحق في السلام”.

وأثناء حديثه -الذي استمر زهاء ساعة- كان مادورو محاطا بوزير الدفاع فلاديمير بادرينو وعدد من القادة العسكريين.

أنصار المعارضة نزلوا للشارع أمس الثلاثاء تأييدا للمحاولة الانقلابية ضد مادورو (غيتي)

الأطراف الخارجية
وقد دخلت على خط الأزمة في فنزويلا كل من الولايات المتحدة وتركيا وروسيا وكوبا.

ويحظى زعيم المعارضة غوايدو بدعم قوي من الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية.

ويصر مسؤولون أميركيون على أن مادورو لم يعد يحظى بدعم القوات المسلحة، وأنه يجب أن يرحل فورا عن السلطة.

وقد هدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالتدخل عسكريا، معتبرا أنه لا مجال لبقاء مادورو، وقال ” إن كل الخيارات مطروحة في التعامل مع الأزمة الفنزويلية، بما فيها الخيار العسكري، موضحا أن الجيش الأميركي قادر على تلبية رغبة الرئيس في حال اختياره الخيار العسكري للتعامل مع فنزويلا.

وقال بومبيو إن الزعيم الاشتراكي كان على وشك الفرار من بلده للعيش منفيا في كوبا لو لم تثنه روسيا عن ذلك.

واتهمت واشنطن كوبا بتنفيذ عملية عسكرية في فنزويلا أمس الثلاثاء، مما أدى لترجيح كفة مادورو.

وفي الجانب الثاني، تقف إلى جانب مادورو روسيا والصين وكوبا وتركيا، وترفض هذه الدول تغيير النظام القائم في فنزويلا.

وأمس الثلاثاء، أبدت روسيا وتركيا وكوبا مواقف قوية ضد محاولة قلب النظام في فنزويلا.

وقال الرئيس التركي إنه يرفض تعيين حاكم استعماري على فنزويلا، مؤكدا أنه “يتعين على العالم أجمع احترام الخيار الديمقراطي للشعب في فنزويلا”.

أنصار مادورو احتشدوا في شوارع كركاس للتأكيد على وقوفهم إلى جانبه (الأناضول)

شكرا أردوغان
وقد وجه وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا خطاب شكر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان “على الدعم الحازم والصريح الذي أظهره ضد المحاولة الانقلابية”.

وحتى مساء أمس لم تقر المعارضة بفشل المحاولة الانقلابية، ودعا غوايدو لتنظيم مسيرة اليوم الأربعاء ضد مادورو “ستكون الأكبر في تاريخ البلاد”.

وقال في رسالة مصورة نشرت في حساباته على مواقع التواصل “نعرف أن مادورو لا يحظى بدعم أو احترام القوات المسلحة، رأينا الاحتجاج يسفر عن نتائج، علينا مواصلة الضغط”.

وسيكون الإقبال على المشاركة في الاحتجاج بمثابة اختبار مهم لغوايدو بعد تنامي مشاعر الإحباط لدى المحتجين نتيجة بقاء مادورو في السلطة بعد أكثر من ثلاثة أشهر من إعلان غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد.

كذلك، دعا مادورو أنصاره إلى تنظيم مسيرة اليوم لتأكيد أنه لا يزال يحظى بدعم الشارع الفنزويلي.

وتشير التقارير إلى أن بعض قادة المعارضة لجؤوا إلى سفارات أجنبية في مؤشر واضح على فشل الانقلاب.

وجهات نظر 0 comments on ما هي خيارات الإخوان أمام تحرك إدارة ترامب ضدهم؟

ما هي خيارات الإخوان أمام تحرك إدارة ترامب ضدهم؟

حذرت قيادات في جماعة الإخوان المسلمين، وسياسيون مصريون في الولايات المتحدة الأمريكية من اعتزام إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وضع جماعة الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية، أكثر من أي وقت مضى؛ ما يهدد حاضر ومستقبل عمل الجماعة.

وفي وقت سابق، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “تعمل على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا”.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن البيت الأبيض أصدر تعليماته للأمن القومي والدبلوماسيين لإيجاد طريقة لفرض عقوبات على الجماعة، بعد زيارة رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، في التاسع من الشهر الجاري.

رفض إخواني وتحذير تركي

في المقابل، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أنها ستدرس ما صرحت به متحدثة البيت الأبيض بشأن توجه لتصنيفها “إرهابية”، مؤكدة” تمسكها بالاستمرار في العمل وفق فكر وسطي سلمي”.

وفي بيان لها  قالت الجماعة إن “هناك تكرارا لصدور مثل هذه الأخبار طوال السنوات الماضية، في الوقت الذي تتجاهل فيه الولايات المتحدة ما يقوم به السيسي على الأرض من تجاوز لكل القوانين، واستمراره في قتل مئات المصريين دون محاكمة، واحتجازه لأكثر من ستين ألف مواطن”.

وحذر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الثلاثاء، من اتخاذ الإدارة الأمريكية قرارا بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كـ”تنظيم إرهابي”.

وفي مؤتمر صحفي له، قال الناطق باسم الحزب، عمر تشيليك، إن “القرار الأمريكي المحتمل بشأن تصنيف الإخوان تنظيما إرهابيا سيشكل ضربة كبيرة لمطالب التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط”.

خطوة مقلقة

وتعليقا على التصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن جماعة الإخوان، اعتبر أمين عام المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية، أسامة جمال، إنها “ليست المرة الأولى التي تلوح بها الإدارة الأمريكية، أو سياسيين أمريكيين تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية”.

ورأى إن “الإدارة الأمريكية تبدو أكثر جدية من أي وقت مضى بعد هذه التصريحات الأخيرة”.

وأشار إلى أنه ينبغي “التأكد من حيثيات هذه التصريحات، وإذا ما كانت تحظى بإجماع داخل المؤسسات الأمريكية المختلفة أم لا، إضافة للأرضية القانونية التي بموجبها يمكن منع هذا التصنيف”.

خيارات الإخوان

وقال مدير مركز نظرة في الأزمات بشيكاغو الأمريكية، محمد كمال عقدة، لـ”عربي21″، إن “هناك إجماعا من إدارة ترامب بشأن هذا التوجه، ويحظى بدعم وزير الخارجية، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، لكن البيروقراطيين سواء في البنتاجون أو الخارجية أو المؤسسات الأمنية ترفضه؛ لأن هناك عقبات في مسألة التصنيف، تتعلق بطبيعة التصنيف من جهة، وبسياسة واشنطن من جهة أخرى”.

موضحا أن “هذا الموضوع تكرر في السنوات الماضية عدة مرات، وكانت مؤسسات الدولة الأمريكية ضده، وتم التراجع فيه أكثر من مرة، ولكن هذه المرة لا نظن أن يكون هناك تراجع، وأتوقع أن يتعلق أي قرار بذات الصدد بأسماء أشخاص ومؤسسات بعينها لا بالجماعة كلها”.

وبخصوص خيارات جماعة الإخوان، أكد أنها “خيارات صعبة، وتتحمل جماعة الإخوان مسؤولية عدم وجود حلفاء أقوياء لها في أمريكا وأوروبا؛ بسبب تفرقهم الدائم، وانشغالهم بأمور داخلية، وليس أمامهم سوى الطعن على القرار عند صدوره أمام المحاكم، وهذا مكلف، ويحتاج إلى وقت كبير”.

وأردف عقدة بأن “مركز البروكنيج الشهير أكد أنه لا يوجد باحث أو أكاديمي أمريكي مهتم بالشرق الأوسط يوافق على هذا التصنيف؛ فهو قرار سياسي بامتياز؛ نتيجة ضغوط من مصر والإمارات والسعودية”، مشيرا إلى أن “تداعيات هذا التصنيف إن صدر سيؤثر على أفراد ومؤسسات بعينها من جهة، وعلى علاقة واشنطن مع الدول التي لها توجه بدعم الإخوان، سواء رسميا أو شعبيا كالمغرب وتونس وماليزيا وتركيا وقطر وباكستان”.

محاولات فاشلة

المتحدث باسم الجمعية المصرية الأمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان، سعيد عباسي، أعرب عن اعتقاده بأن “إدارة ترامب جادة في مساعيها نحو تصنيف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، وسبق أن قدم بعض الأعضاء الجمهوريين هذا الطلب منذ أربع سنوات، وباءت محاولاتهم بالفشل”.

لكنه توقع، أن “لا يستطيع ترامب تنفيذ كلامه؛ لأنه سيلقى معارضة من وزارة الدفاع “البنتاجون”، ومن داخل الكونجرس الذي يسيطر على أغلبيته الحزب الديمقراطي؛ حيث لم يتم إدانة جماعة الإخوان في أي جرائم عنف”.

هل يفعلها ترامب

وحذرت أستاذ العلوم السياسة، سارة العطيفي، من مغبة التوجه الأمريكي، وطالبت “جماعة الإخوان وأعضاؤها في كل مكان التأقلم مع ما سوف يعلن”، معتبرة أن “مثل هكذا قرار سيكون أكبر خطأ من الإدارة الأمريكية؛ لأنه سيفتح الباب أمام الجماعات المتطرفة”.

وأضافت  أن “هذا التوجه يهدف للضغط على جماعة الإخوان المسلمين في الأردن والكويت؛ لتمرير صفقة الشيطان (القرن)، الذين يمثلون كتلة كبيرة في مجالسهم النيابية”.

وأردفت بأن “الجنرال العسكري المنقلب، عبد الفتاح السيسي، ما زال متخوفا من عودة جماعة الإخوان، فإذا تم تصنيفها من قبل الولايات المتحدة فهذا انتصار له، ومبرر لملاحقتهم وزيادة التنكيل بهم”، مضيفة أن السؤال هو: هل يستطيع ترامب فعل ذلك؟ نعم يستطيع وسوف يضرب بعرض الحائط أي نصيحة أو رفض من الكونجرس”.

وجهات نظر 0 comments on هل يستطيع العالم الاستغناء عن نفط إيران خوفاً من ترامب؟

هل يستطيع العالم الاستغناء عن نفط إيران خوفاً من ترامب؟

إذا كان تنظيم “داعش” يمارس إرهاباً عسكريّاً عنيفاً وشرساً ضد البشر والحجر فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمارس إرهاباً أعمى ضد شعوب المنطقة برمتها، وإن كانت المجموعة الأولى لا ترتدي قفازات عند ارتكاب الجرائم فإن الثانية ترتديها مصنوعة من المخمل لتمارس إرهابها دون بصمات قدر الإمكان، لكن اليوم وبعد مضي أكثر من 4 عقود من وجود أمريكا وقواتها في المنطقة اهترأت هذه القفازات، وأصبح الجميع يشاهد إرهابها العسكري والاقتصادي والسياسي ضد العدو والصديق، ومبدأها واضح في هذا الإطار “إما أن تكون معي أو إنك ضدي”.

القانون السابق الذي فرضته واشنطن في منطقة الشرق الأوسط ظهر جلياً مؤخراً بعد القرار الأخير الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين الفائت بوقف كامل صادرات النفط الإيراني، ولا تزال تداعيات هذا الموضوع تنتشر هنا وهناك بين موافق ومخالف ومجبور بالإكراه على الرضوخ لهذا القرار.

أهداف ترامب من هذا القرار

لاشك بأن إيران تعدّ إحدى الدول الإقليمية الكبرى التي لا تزال تحافظ على استقلاليتها بقرارها السياسي ولا تأخذ إملاءاتها من أحد وهذا الموضوع يسبّب لها الكثير من الضغوط منذ انتصار الثورة الإسلامية 1979 وحتى اللحظة، ولم تبخل واشنطن منذ ذلك الحين بممارسة جميع الضغوط الممكنة لإحباط هذه الثورة ومنعها من النجاح لكي لا تتجرأ دول المنطقة على اتخاذ نفس النهج، ولكن لا تزال الثورة قائمة وأهدافها لاتزال واضحة ويتم العمل عليها منذ ذلك اليوم ولم تستطع واشنطن ولا غيرها حرفها عن مسارها، فهل ستتمكن إدارة ترامب من القيام بهذا الأمر بعد مضي 40 عاماً على المقاومة والنجاح، وهل سيكون نفط إيران الذي تؤثّر عائداته على لقمة المواطن الإيراني مفتاح الإدارة الأمريكية لإرضاخ الشعب الإيراني وحكومته وما أهدافها من ذلك؟.

أولاً: الأهداف الواضحة للإدارة الأمريكية تجاه إيران ترتبط بشكل مباشر بمساندة هذه الدولة لدول المنطقة في دحر الإرهاب لاسيما في سوريا والعراق وهذا آخر ما كانت تتمناه الإدارة الأمريكية لأن وجود القوات الأمريكية يرتبط بوجود الإرهاب في المنطقة، لذلك كان لا بدّ من الانتقام من إيران بشكل مباشر عبر تضييق المعيشة على المواطن الإيراني، وتحريض الشارع الإيراني ضدّ الحكومة وهذا الأمر حاولت تكراره الإدارات الأمريكية في عدة مناسبات لكنها واجهت فشلاً ذريعاً.

في هذه المرة وصل الأمر إلى حظر بيع النفط الإيراني ومنع الدول الحليفة لإيران من شراء نفطها، والغاية واضحة في هذا الإطار وتتمحور حول تحطيم إيران اقتصادياً ومالياً وتركيعها حتى تقبل التفاوض مجدداً على الاتفاق النووي “5+1″، “الذي تخلى عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فور وصوله إلى السلطة ومّزق بنود هذا الاتفاق”، وبشروطه هو وليس شروط إيران، أو إسقاط الحكومة الإيرانية عبر إحداث انهيار في الريال الإيراني وارتفاع التضخم والغلاء والجوع وتردّي الخدمات، وذلك وفقاً للأهداف التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي لدى إعلانه التخلي عن “الاتفاق النووي”.

ثانياً: ترامب ومنذ وصوله إلى إدارة البيت الأبيض وهو يبحث عن تحقيق أي إنجاز حتى لو كان وهمياً لإقناع الشعب الأمريكي بانتخابه مرة أخرى، ولتحقيق هذا الأمر قام بسلسلة تحركات تخدم الكيان الصهيوني مقابل الضغط على إيران لإقناع اللوبي الإسرائيلي في أمريكا من دعمه في حملة الانتخابات المقبلة في العام 2020.

ثالثاً: أمريكا تنتج حالياً كميات كبيرة من النفط الصخري وهي تبحث عن أسواق عالمية لتسويق هذا النفط، خاصة في الأسواق الآسيوية، لذلك وجدت واشنطن من الأفضل استغلال الأمور سياسياً وحظر النفط الإيراني لتفسح المجال لنفطها الصخري بأن يغزو العالم، لكن تحقيق هذا الأمر ليس سهلاً على الإطلاق هذا في حال وافقت الدول الآسيوية الغاضبة من قرار ترامب، حيث قال الخبير النفطي الأمريكي سكوت موديل: “إن الدول الآسيوية المستوردة للنفط غاضبة من القرار الأمريكي، وذلك في تصريحات نقلتها بلومبيرغ.

لماذا يصعب تحقيق أهداف ترامب؟

أولاً: السعودية والإمارات تعهدتا بتغطية النقص الذي سيطرأ على أسواق النفط بعد قرار ترامب الأخير، لكن هل هذا الأمر ممكن؟.

السعودية تعتقد أنه بإمكانها تعويض ما يزيد عن مليون برميل إيراني يومياً، ولكن هذا الامر لا يبدو منطقياً على الاطلاق، فالإنتاج السعودي من النفط بلغ 10,7 ملايين برميل بزيادة 700 ألف برميل في شهرماي الماضي على أن يبلغ الإنتاج السعودي في شهر ماي المقبل 11 مليون برميل بزيادة 300 ألف برميل كحد أقصى.

وإلى جانب السعودية ينبغي أن يزداد الإنتاج الأمريكي من 10,25 ملايين برميل إلى 11 مليون برميل بحسب معهد “إينرجي إسبكتس” المتخصص باستراتيجيات النفط، وفي هذه الحسابات لا تعوّض أمريكا والسعودية والإمارات مليوني برميل إيراني في السوق.

بالإضافة إلى ما سبق فإن ذلك سيقوّض تلقائياً ثقة أعضاء “أوبك” والمنتجين خارجها، أو ما يطلق عليه “أوبك +”، في القرار النفطي السعودي في المستقبل، وبالتالي سيصبح اجتماع “أوبك +” المقبل في فيينا المقرر عقده في جوان المقبل دون معنى، حيث إن الاجتماع مخصص للنظر في تمديد خفض الإنتاج بعد انتهاء مدته، وها هي الرياض تتعهد بزيادة الإنتاج خلافاً لما كانت تجادل ضده وتسعى لإقناع الأعضاء به، وهو “خفض الإنتاج.

ثانياً: أمريكا تتعاطى مع دول العالم وكأنها لاتزال تعيش في تسعينيات القرن الماضي علماً أن هيمنة القطب الواحد أصبحت من الماضي، ولا نعتقد بأن الصين التي تستورد من إيران 650 ألف برميل والهند التي تستورد ما يقارب 300 الف برميل يومياً من إيران تتخليا عن هذه الحصة كرمة لعيني ترامب، بل على العكس من المتوقع أن تزيد الصين من استيرادها للنفط الإيراني، فالصين التي تعارض بشدّة  “عقوبات أحادية الجانب” وفق المتحدث باسم الخارجية الصينية، ترى أن ترامب يتقصّدها في إملاءاته لإحكام الهيمنة الأمريكية على معادلات المنظومة الدولية.

تركيا أيضاً لا تريد الاستغناء عن النفط الإيراني، وفي هذا الإطار قال حامي أقصوي، المتحدث باسم الخارجية التركية، يوم أمس الجمعة، إن بلاده تسعى لإقناع أمريكا بالسماح لشركة توبراش للتكرير، أكبر مستورد نفط في البلاد، بمواصلة شراء النفط الخام من إيران من دون التعرّض لعقوبات، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز”.

وجهات نظر 0 comments on بعد حديث أردوغان.. ما أبعاد الدور التركي في مواجهة مشروع حفتر؟

بعد حديث أردوغان.. ما أبعاد الدور التركي في مواجهة مشروع حفتر؟

دخلت تركيا على خط الأزمة الليبية، معلنة دعمها سياسيا وعسكريا لحكومة الوفاق الليبية في مواجهة “انقلاب” اللواء المتقاعد، خليفة حفتر الذي وصفته بالديكتاتور المدعوم أوربيا وعربيا.

ولم تبتعد تركيا عن أزمات ليبيا منذ نجاح ثورتها في إطاحة نظام معمر القذافي في عام 2011، لكنها لم تكن من أولوياتها مثل باقي الدول كسوريا مثلا، نظرا لانشغال النظام التركي في عدة ملفات محلية ودولية وإقليمية.

ومنذ تشكيل حكومة الوفاق الليبية بعد الاتفاق السياسي الموقع بين الأطراف الليبية في ديسمبر 2015 سارعت أنقرة بالاعتراف بالحكومة والتواصل معها ودعوة رئيسها، فايز السراج للزيارة، بل وعين الرئيس التركي مبعوثا خاصا له إلى ليبيا، ناهيك عن نشاط الدبلوماسية التركية هناك.

دعم وتقارب أمني:
  • الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد أن “بلاده ستقف بقوة إلى جانب أشقائها الليبيين، كما فعلت في السابق، وأن تركيا ستستنفر كل إمكاناتها لإفشال مساعي تحويل ليبيا إلى سوريا جديدة”.
  • أردوغان أشار إلى أن “ليبيا اليوم أصبحت واحدة من الأماكن التي يحاول البعض تنفيذ سيناريوهات مظلمة فيها، ففي جانب منها هناك حكومة تستمد شرعيتها من الشعب (حكومة الوفاق الوطني)، وفي الجانب الآخر “دكتاتور” (خليفة حفتر) يتم دعمه من قبل أوربا وبعض الدول العربية”، بحسب وكالة الأناضول الرسمية.
  • تصريحات الرئيس التركي سلطت الضوء من جديد على حالة التقارب بين حكومة أنقرة وبين حكومة الوفاق الليبية والتي أكدت مؤخرا أن المجتمع الدولي تخلى عنها وأن موقفه من عدوان “حفتر” على العاصمة “طرابلس” غير واضح وحملته مسؤولية تدهور الأوضاع.
عدوان “طرابلس” وموقف أنقرة:
  • خلال العدوان الذي يشنه “حفتر” على العاصمة الليبية، التقى “أردوغان” برئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري في إسطنبول لبحث آخر تطورات العدوان على “طرابلس” والجهود المبذولة لتنسيق الموقف الدولي تجاه هذا الاعتداء على طرابلس، إضافة إلى سبل إنجاح الحل السلمي للأزمة في ليبيا.
  • قبل العدوان على العاصمة الليبية والذي قلب الموازين وأفسد كل المفاوضات السابقة والجهود الدولية لتحقيق حل سياسي في ليبيا، لوحظ تقارب تركي “أمني” مع حكومة “السراج”، ترجمته الزيارات المتكررة بين وفود عسكرية تركية وليبية.
  • رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، قام بزيارة إلى تركيا في 09 نوفمبر 2018، على رأس وفد رفيع المستوى ضم وزير الخارجية ومحافظ مصرف ليبيا المركزي التقى خلالها الرئيس “أردوغان” وعددا كبيرا من المسؤولين الأتراك، وبحث خلالها التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني.
رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج (يسار) والرئيس التركي أردوغان
  • أرودغان أكد خلال الزيارة دعم “بلاده للمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق، مشيداً بما يبذله “السراج” من جهود لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، مؤكدا استعداد بلاده للمساهمة في مجالات الاستثمار والتنمية وبرامج إعادة الإعمار في ليبيا وتقديم ما يطلب منها في هذا الجانب.
  • وزير الداخلية بحكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا قام بزيارة إلى تركيا على رأس وفد أمني كبير التقى خلالها بعدة وزراء ومسؤولين عسكريين، اتفق خلالها على التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين وتدريب الشرطة الليبية، وكذلك عودة الشركات التركية للعمل في ليبيا.
  • باشاغا التقي في مارس الماضي بمقر الوزارة في طرابلس، بسفير تركيا لدى ليبيا، سرحت أكسين لبحث تنفيذ الاتفاقات على المستوى الأمني والاقتصادي، وسط شكر من السفير التركي للوزير الليبي على جهود وزارته في ضبط الأمن وتحسين الأوضاع في العاصمة الليبية.
  • قبيل زيارة باشاغا إلى تركيا بشهر واحد، قام وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في الخامس من نوفمبر الماضي بزيارة ضمت وفدا عسكريا كبيرا إلى العاصمة “طرابلس”، أجرى خلالها سلسلة لقاءات مع كل من رئيس حكومة الوفاق ورئيس الأركان الليبية ووزير الداخلية ورئيس مجلس الدولة بحث فيها التعاون في المجالات الدفاعية والعسكرية بين البلدين”.
  • اللقاء بين فايز السراج ووزير الدفاع التركي، ناقش عدة موضوعات، منها: ملف توحيد “الجيش” الليبي، وقضايا مكافحة “الإرهاب”، والتعاون العسكري في بناء القدرات الدفاعية والأمنية الليبية، عبر برامج التدريب والتأهيل والتجهيز، وتفعيل الاتفاقات المبرمة بين البلدين في هذا الشأن”، وفق بيان لمكتب “السراج” الإعلامي.
  • أكار أكد خلال الزيارة الملفتة لوفد تركي عسكري كبير، أن “تركيا قادرة على المساعدة في حل بعض المشاكل التي تعاني منها ليبيا في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وأن بلاده ترغب في التعاون الأمني مع ليبيا وتكثيف اللقاءات والتعاون بين البلدين”.
ما النتيجة؟
  • هذه الزيارات والتقارب خاصة العسكري والأمني أثارت ذريعة حفتر ومؤيديه، ما دفعه لشن حملة منظمة ضد تركيا واتهامها بدعم مدينة “مصراتة” بالسلاح والمقاتلين، ومن أجل ذلك عقد المتحدث باسم حفتر أحمد المسماري عدة مؤتمرات صحفية سخرها جميعها للهجوم على أنقرة والرئيس أردوغان، ومنها مؤتمر عقده في العاصمة المصرية “القاهرة”.
  • في ديسمبر 2018 أعلنت قوات حفتر حجز سفينة تركية في ميناء الخمس البحري شرقي العاصمة طرابلس محملة بأطنان من الذخيرة والأسلحة على خلاف بيانات الحمولة التي تشير إلى مواد بناء، معتبرة هذا خرقا لقرار حظر السلاح المفروض من قبل مجلس الأمن، الأمر الذي نفته تركيا مؤكدة التزامها بالقرارات الدولية وأنها لا علاقة لها بما يسميهم البعض بالمتطرفين في ليبيا”.
  • مراقبون أكدوا أن موقف حفتر من نظام أردوغان ينم عن خلاف الجنرال الليبي مع جماعات “الإسلام السياسي” من ناحية، وعن محاولة منه لمغازلة داعميه من “مصر والإمارات” من ناحية أخرى كون وجود خلافات كبيرة بين حكومة أنقرة ونظام السيسي الداعم لحفتر منذ ظهوره”.
  • حتى خلال العدوان الذي تشنه قوات حفتر بدعم أوربي وعربي، لم تنج حكومة “أنقرة” من الاتهامات، حيث اتهمها المسماري بأنها ترسل أسلحة إلى مقاتلين من مدينة مصراتة وأنها ترسل “مرتزقة” وجهاديين عائدين من سوريا للقتال بجانب قوات الحكومة في الغرب الليبي، وفق زعمه”.
  • طرح التقارب التركي مع حكومة الوفاق في ظل التخلي الدولي عن هذه الحكومة في محاولة لإضعافها أمام عدوان حفتر على العاصمة الليبية، يطرح بعض التساؤلات من قبيل: كيف سيؤثر دخول “أنقرة” على خط الأزمة الليبية في المشهد السياسي والعسكري؟ وما الدور التركي المتوقع في مواجهة مشروع حفتر وداعميه إقليميا ودوليا؟
  • الناشط والمدون الليبي، فرج فركاش قال لـ “الجزيرة مباشر” إن “الدعم السياسي التركي لحكومة الوفاق سيكون في مواجهة الدعم السعودي والإماراتي لحفتر، وسيتطور إلى دعم “لوجستي” وعسكري نخشى أن يتطور إلى دعم على الأرض، لكن حكومة الوفاق ستحاول تعزيز دفاعاتها الجوية ضد الطيران الليلي المسير وقد نرى دعما في هذا الاتجاه بالإضافة إلى السلاح والعتاد”.
  • أوضح في تصريحات خاصة من “طرابلس” أنه باستمرار دعم الدول المذكورة لـ”حفتر” ستطول الحرب، وربما نرى فتحا لجبهات جديدة في حقول النفط وبعض المدن الأخرى المجاورة للعاصمة لتتحول المعارك إلى حرب مفتوحة ما لم يتدخل المجتمع الدولي ويضغط على “الوكلاء” بوقف دعمهم وإجبار من يدعمون بالجلوس على طاولة المفاوضات”، حسب تقديره.
  • الباحث السياسي الليبي، علي أبوزيد أشار إلى أن “دخول تركيا على خط الدعم لحكومة الوفاق وجيشها أمر مهم ومحوري وسيؤدي إلى اتزان الموقف الدولي المنقسم حول ليبيا، وربما تحويل مواقف بعض الدول أو تعديلها”.
  • قال في تصريحات للجزيرة مباشر إنه “إذا أردنا تحديد أهمية الدور التركي في الملف الليبي من الجانب السياسي فيمكن ذلك من خلال فهم استراتيجية السياسة الخارجية التركية التي ترفض وتناهض محور الاستبداد العربي (الإمارات، السعودية، مصر)، الذي يريد اختطاف القرار العربي وتجييره لصالح صفقة القرن وجعل المنطقة بكاملها منسجمة مع سياستها، وتركيا تدرك أن سيطرة هذا المحور على ليبيا من خلال رجلهم خليفة حفتر سيزيد من نفوذهم خاصة وأن ليبيا جسر العبور إلى المغرب العربي وإحدى دوله وهي جارة لدولتين إحداهما كانت منها انطلاقة الربيع العربي (تونس) والثانية تشهد حالياً موجته الثانية (الجزائر)، وسيطرة محور الاستبداد على ليبيا يهدد التغيير في هاتين الدولتين ويوسع نفوذ محور الشر هذا”، حسب كلامه.
  • الباحث الليبي أوضح أن “تركيا دولة عضو في حلف “الناتو” وتربطها علاقات ممتازة مع الروس وهي الأقدر على تعديل الموقف الروسي الداعم حالياً لحفتر، وأيضاً الأتراك لهم مصالح واستثمارات في ليبيا وهم يدركون جيداً أن هذه المصالح لن تكون آمنة بوصول حفتر إلى السلطة”.
  • تابع: “دخول الأتراك على الخط بمستوى عالٍ ممثلاً في حديث الرئيس “أردوغان” يمثل رسالة واضحة أن الأتراك لن يسمحوا باختطاف الملف الليبي من قبل إحدى الدول الكبرى الداعمة لحفتر كفرنسا واستغلال انقسام المجتمع الدولي لتمرر ما تريد، ومن المرجح أن نرى محوراً دولياً داعماً لحكومة الوفاق تقوده تركيا وربما تنضم إليه إيطاليا التي لا زالت تسعى إلى تحييد فرنسا، وسيكون دور تركيا مهماً لفضح أي تدخلات عسكرية داعمة لحفتر تخرق القرارات الدولية”، كما قال.
وجهات نظر 0 comments on إعدامات بالجملة في السعودية و تحالف مع ترامب و حلفايه في حربهم ضد إيران ….بقلم البحري العرفاوي

إعدامات بالجملة في السعودية و تحالف مع ترامب و حلفايه في حربهم ضد إيران ….بقلم البحري العرفاوي

 

يوم زيارة رئيس وزراء الباكستان عمران خان الجمهورية الاسلامية الايرانية (الاحد 21 أفريل الجاري) تسربت تحاليل حول إمكانية أن يكون المسؤول الباكستاني يحمل رسالة وساطة بين الدولتين المسلمتين الكبيرتين إيران والسعودية، رغم أن العنوان الرسمي للزيارة هو بحث التعاون الأمني في مكافحة الارهاب وقد سبق أن صرح وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قرشي، بأن المسلحين الذين قتلوا 14 من عناصر الأمن الباكستاني في بلوشستان  الخميس الماضي كانوا من الانفصاليين البلوش ومؤكدا أن لديهم معسكرات تدريب وقواعد لوجستية في الأراضي الإيرانية

كما سبق أيضا أن أعلنت طهران بدورها أن التفجير الانتحاري الدموي الذي أودى في فبراير الماضي بأرواح 27 عنصرا في الحرس الثوري بمحافظة سيستان-بلوشستان الحدودية ارتكبه انتحاري باكستاني، وهو منتم إلى جماعة “جيش العدل” التي لديها قواعد داخل باكستان.

غير أن الأحلام سرعان ما تبخرت حين تتالت المواقف السعودية والممارسات التي لا تُدرَج إلى في معنى التصعيد مع الجارة الشقيقة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

1: تصريح نائب وزير الدفاع السعودي

في مؤتمر دولي انعقد بروسيا من 23 إلى 25 من شهر  أفريل الجاري ـ بحضور حوالي ألف مندوب من 100 دولة وثلاثين وزير دفاع ـ ندد نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بما أسماها الرؤية الإيرانية، التي قال “إنها قائمة على نشر التطرف ودعم المليشيات الطائفية”، مضيفا” أن رؤية طهران تقوم على عدم الاستقرار في المنطقة، في مقابل رؤية السعودية 2030 التي تسعى للسلام والاستقرار”، مشيراً إلى “عزم بلاده على التصدي للتطرف والإرهاب والطائفية مهما كلف الأمر”.

وذكر أن “رؤية إيران منذ 1979” (عام الثورة الإيرانية)، هي الرؤية “الدموية والتخريبية التي يحاول النظام الإيراني فرضها بالدم والنار والدمار”، مضيفاً أن النظام في طهران يستمر “في تغذية الطائفية وعدم احترام القوانين الدولية”، وداعياً إلى “الاختيار بين الفوضى التي تنشرها إيران، والأمن والاستقرار”.

وقال” أن النظام الإيراني يشارك الأفكار والمنطلقات والوسائل مع الجماعات الإرهابية، ومنها “مليشيا” حزب الله “الإرهابية” في لبنان، و”مليشيا” الحوثيين الإرهابية في اليمن…التي سعت للاستيلاء على الدولة اليمنية، واعتدت على المملكة العربية السعودية”، متهماً طهران ب”السعي للاستيلاء على اليمن من خلال دعم الحوثيين، الذين يسيطرون على الحديدة ومعظم الحواضر في البلاد.”

وهو إذ يصنف النظام الإيراني نظاما داعما للجماعات “الإرهابية” و”مُصَدِّرًا لثورة عابرة للحدود” ومشجعا على “الطائفية” فإنه بذلك يقطع كل أمل في مصالحة أو في جلوس على مائدة حوار لمعالجة الخلافات بالطريقة السلمية بما يحقق مصالح الشعوب الاسلامية وبما يحفظ حقوق الأمة ويحمي ثرواتها ويحقن دماءها.

2 الإعدامات والخلفية المذهبية

قالت السلطات السعودية إنها نفذت يوم الثلاثاء 23 أفريل الجاري أحكام الإعدام بـ 37 من المواطنين السعوديين بعد إدانتهم بالإرهاب

.

وجاء في تصريح نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية على تويتر “تنفيذ حكم القتل تعزيرا وإقامة حد الحرابة في عدد من الجناة لتبنيهم الفكر الإرهابي المتطرف وتشكيل خلايا إرهابية للإفساد والإخلال بالأمن وإشاعة الفوضى وإثارة الفتنة الطائفية”

وقالت الوكالة “إن واحدا من الذين نفذ فيهم حكم الإعدام صلب لاحقا، وهو عقاب لا ينفذ إلا لأشد الجرائم خطورة”.

يُروى أن بعض المحكومين بالإعدام هم من الأطفال الذين يبلغوا سن العشرين.

وجرى تنفيذ الأحكام في العاصمة الرياض ومكة والمدينة والقصيم وعسير والمنطقة الشرقية التي تسكنها الأقلية الشيعية في السعودية

وهو ما جعل بعض المراقبين يستنتجون بأن سلطات السعودية تمارس عملية “التصفية المذهبية” توقيا من كل احتمالات تمرد الأقليات “الشيعية” تعاطفا مع إيران ـ في حالة الحرب ـ بما هي دولة “شيعية”، وقد سبق أن أعلنت وزارة الداخلية السعودية في بيان لها يوم 02 جانفي 2016 عن إعدام 47 شخصا بينهم الشيخ الشيعي نمر النمر،  وذكرت وزارة الداخلية السعودية في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية يومها “أن الحكم جاء بعد أن ثبت على المتهمين “اعتناق المنهج التكفيري المشتمل على عقائد الخوارج، المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، ونشره بأساليب مضللة، والترويج له بوسائل متنوعة، والانتماء لتنظيمات إرهابية، وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية”.

مثل هذه الإعدامات وتحت عناوين “الإرهاب” و”الطائفية” و”التكفير” و”الإجرام” وعلى وقع طبول الحرب في المنطقة وفي ظل توتر العلاقة بين دولتين مسلمتين كبيرتين، لا يمكن إلا أن تكون مغذية للفتنة المذهبية بين دولة سنية تاريخيا وأخرى شيعية وقد كان ممكنا أن يكونا جناحي أمة يتعاونان لتحقيق الرفاه والتقدم والأمن لشعوبنا العربية التي تعاني أزمات اجتماعية وأمنية وصحية وتعليمية وثقافية ودينية.

3: معركة النفط والتهديدات الايرانية

في مؤتمر صحفي عقده يوم الاثنين 21 أفريل الجاري قال بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية “إن أرباح النفط تمثل “المصدر الأول” لتمويل أنشطة طهران، وبالتالي ينبعي إنهاء الإعفاءات من حظر شراء النفط الإيراني الممنوحة سابقا لبعض الدول”
مضيفا أن “صادرات النفط تعطي النظام الإيراني نحو 40% من أرباحه، و أن العقوبات الأمريكية قد منعت إيران، إلى حد الآن، من الحصول على أرباح تزيد عن 10 مليارات دولار كان سيخصصها النظام الإيراني لدعم مجموعات مثل حماس وحزب الله، وكذلك لمواصلة تطوير برنامجه الصاروخي”
ولطمأنة من قد يتخوفون من الأثار السلبية للحظر النفطي على الجمهورية الاسلامية الايرانية قال بومبيو :” أن السعودية والإمارات تعهدتا بضمان عدم حدوث شح في السوق النفطية العالمية” .

المسئولون الإيرانيون اعتبروا موقف السعودية والإمارات موقفا عدائيا وأعلنوا بأنهم لن يسمحوا لأحد بأن يأخذ حصتهم في السوق النفطية وهي رسالة واضحة بأن القوات الإيرانية ستمنع عبور حاملات النفطي الخليجي لمضيق هرمز وقد قال الإمام علي خامنئي على الأمريكيين إذا أرادوا عبور مضيق هرمز أن يتكلموا مع الذين يحمونه، ويقصد الحرس الثوري الذي صنفه ترامب “إرهابيا” وسيجد نفسه مضطرا للتحاور معه.

الرئيس الايراني حسن روحاني قال “السعودية والإمارات اتخذتا موقفا لا يستطيعان تحمل تبعاته” وهو تصريح واضح الدلالة بأن إيران لن تقبل بأن يسطو أحدٌ على حصتها من النفط والحال أن نفط المتواطئين ضدها يمر من ممر هو تحت مرمى وإشراف الحرس الثوري.

وقد كان قائد الثورة الإيرانية قد   اختار الجنرال حسين سلامي قائدا عاما للحرس الثوري خلف اختار للجنرال محمد علي جعفري، الجنرال حسين سلامي يصنف من الصقور وقد سبق أن هدد بإزالة الكيان الصهيوني من الخارطة داعيا “الإسرائيليين” إلى “تعلم السباحة استعدادا للهرب عبر البحر”.  

وجهات نظر 0 comments on ماذا تريد السعودية من إعلان إعدام 37 سعودياً جلّهم من المعارضة؟

ماذا تريد السعودية من إعلان إعدام 37 سعودياً جلّهم من المعارضة؟

أقدمت السعودية على تنفيذ إعدام جماعي يوم أمس الثلاثاء في عدة محافظات من السعودية بحق مواطنين سعوديين حمّلتهم تهماً مختلفة منها “الإرهاب” وإثارة الفوضى والتواصل مع جهات خارجية، إلا أن المعلومات المنتشرة حول هوية المعدومين تفيد بأن جلّهم من المعارضة ومعظمهم من أبناء المنطقة الشرقية في السعودية، حيث تم إعدام 32 شخصاً منهم على خلفية انتمائهم المذهبي.

السلطات السعودية لم تكشف أي معلومة عن ظروف المحاكمات ولا الأدلة التي حصلت عليها لإدانة بعض المتهمين، ولطالما أن الغموض يلفّ أسوار السعودية قد لا يكون حتى عدد الأشخاص الذين أعلنت السعودية عن إعدامهم صحيحاً وقد تخفي خلف هذه الإعدامات الكثير من الحقائق والتفاصيل التي لا تريد السعودية أن تخرج خارج أراضيها، ولاسيما أن السعودية تتعرّض لضغوط كبيرة بعد الجريمة التي نفّذتها جهات من السلطات السعودية بحق المواطن السعودي والصحفي جمال خاشقجي وأدّت لتقطيع جسده ووجّهت اتهامات مباشرة لولي العهد السعودي وأعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تورّطه في هذه الجريمة وكذلك فعلت العديد من الصحف الأمريكية والغربية.

إذن العدد أعلنته السعودية وعلينا تصديقه، كما علينا تصديق أن الذين أعدمتهم متورطون بأعمال إرهابية ويضرّون بأمن الدولة ومصالح السعودية، إلا أن منظمة العفو الدولية لم تصدّق ذريعة السعودية لإعدام 37 شخصاً سعوديّاً، ورأت أن “الإعدام الجماعي الذي نفّذته ​السعودية​ ما هو إلا مؤشر مروّع على أنه لا قيمة لحياة الإنسان لدى السلطات التي تستخدم ​عقوبة الإعدام​، بشكل منتظم، كأداة سياسية لسحق المعارضة من الأقلية الشيعية في البلاد”.

وتُطبّق عقوبة الإعدام في السعودية بما يخالف أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان ومعاييره، وغالباً ما تُعقد محاكمات القضايا التي تصل عقوبتها إلى الإعدام سرّاً ونادراً ما يُسمح للمتهمين الاتصال بالمحامي.

قد يُدان الشخص دون أدلة وبالاعتماد حصرياً على “اعترافات” انتُزعت منه تحت التعذيب وغير ذلك من ضروب المعاملة السيئة أو عن طريق التحايل عليه وخداعه.

في حملتها القمعية المستمرة، وليس من قبيل الصدفة، تستهدف السلطات السعودية، ودون شعور بالخجل، هؤلاء المواطنين الذين يشكلون جزءاً لا يتجزّأ من المشهد الفكري والفني للمجتمع الناشط. فباستهداف السلطات لهم إنما ترسل رسالة إلى شعبها بأكمله مفادها أنه لن يكون هناك أي تسامح مع أي شكل من أشكال النقد، ناهيك عن التشكيك في الممارسات الاستبدادية للدولة.

أغلبية الذين أُعدموا هم من الشيعة الذين أدينوا بعد محاكمات زائفة انتهكت المعايير الدولية للمحاكمة العادلة التي اعتمدت على اعترافات انتُزعت تحت وطأة التعذيب.

ومن بينهم 11 رجلاً أدينوا بالتجسس لمصلحة إيران وحُكم عليهم بالإعدام بعد محاكمة جائرة للغاية، أدين ما لا يقل عن 14 آخرين أُعدموا بارتكاب جرائم عنيفة تتعلق بمشاركتهم في المظاهرات المناهضة للحكومة في المنطقة الشرقية ذات الأغلبية الشيعية في السعودية بين 2011 و 2012، تعرّضوا للتعذيب أو غيره من صنوف المعاملة السيئة أثناء استجوابهم من أجل انتزاع “اعترافات” منهم.

ومن بين الذين أُعدموا عبد الكريم الحواج – شاب شيعي قُبض عليه في سن السادسة عشرة وأدين بجرائم تتعلق بتورّطه في احتجاجات مناهضة للحكومة، وبموجب القانون الدولي يُحظر استخدام عقوبة الإعدام بحق الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً وقت ارتكاب الجريمة.

وأشارت منظمة العفو إلى أن السعودية من الدول الخمس الأولى في العالم التي تنفّذ عمليات إعدام، وقد نفّذت منذ بداية العام 104 إعدامات، مشددة على أنها تناهض عقوبة الإعدام “في جميع الأحوال دون استثناء، بغض النظر عن طبيعة الجريمة، أو صفات المذنب، أو الأسلوب الذي تستخدمه الدولة في إعدام السجين”.

يقول نشطاء الشبكات الاجتماعية ومستخدمو الإنترنت السعوديين، إن 32 من الذين أُعدموا هم من الشيعة من منطقة القطيف ورجال الدين وطلبة العلوم الدينية في منطقة الشرقية.

وقال رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان علي الدبيسي: “إن حملة الإعدامات اليوم هي الثانية في عهد الملك سلمان، مشيراً إلى أن الأغلبية العظمى للذين أعدموا هم شيعة”.

في الواقع ما تقوم به السعودية بحق المعارضة شرقي البلاد يعدّ انتهاكاً صارخاً لجميع القوانين الدولية، واستغلالها للهجوم الأخير على مركز للشرطة شمال العاصمة الرياض لتصفية المعارضة وجمعها مع الجماعات الإرهابية والتكفيرية ليس إلا أسلوباً رخيصاً للتخلص من كل من يخالفها الرأي ويطالب بحقوقه المشروعة.

إن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه السعودية وتغاضيه عن جميع الجرائم التي يرتكبها آل سعود مقابل الحصول على دولاراتهم دفع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للمضي قدماً في استهداف كل من يقف في طريق مخططاته من معارضين ونشطاء ودعاة ورجال دين طالما أن الغطاء الغربي لا يزال موجوداً، ويمكن حالياً استغلال الفورة العالمية الجديدة في مجال “مكافحة الإرهاب” لتوجيه هذه التهمة لكل من يعارض سياسة واشنطن والرياض، وقد نجحت أمريكا في هذا المجال وتريد السعودية اقتباسه منها بعد أن مهّدت واشنطن بأن الإرهاب فيروس خطير ينهش جسد الشرق الأوسط وإذا بحثت عن مسببي هذا الفيروس لوجدت أمريكا هي من صنعه وهي من يقوّيه وهي تمنع استئصاله على اعتبار أنه الحجة الوحيدة لبقائها في الشرق الأوسط واستطاعت عبر ماكيناتها الإعلامية إيهام العالم أجمع بأنها تحارب الإرهاب إلا أنها لم تكن سوى تنشر الفوضى والفساد في المنطقة، وما تفعله الرياض حالياً يأتي في سياق السياسة الأمريكية التي توجّه اتهامات بالإرهاب لكل من يخالفها الرأي وبعد عقد من الزمن أو أكثر تقول إننا كنا مخطئين فإلى متى ستستمر هذه المسرحية؟.

وجهات نظر 0 comments on بن جعفر و الشاهد و مرجان و المرزوقي على الخط : السباق نحو قرطاج و القصبة على أشده .. بقلم كمال بن يونس

بن جعفر و الشاهد و مرجان و المرزوقي على الخط : السباق نحو قرطاج و القصبة على أشده .. بقلم كمال بن يونس

 التحق بقائمة المرشحين الافتراضيين للانتخابات الرئاسية القادمة د.مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي والزعيم المعارض والحقوقي والنقابي في عهدي بورقيبة وبن علي ، الذي بدأ مسيرته السياسية داخل الحزب الدستوري ، ثم داخل تيار ” الديمقراطيين الاشتراكيين ” والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان مع فريق “المنشقين عن حزب بورقيبة ” بزعامة الوزيرالليبيرالي أحمد المستيري ونخبة من رفاقه وبينهم حسيب بن عمار والباجي قائد السبسي ومحمد مواعدة واسماعيل بولحية وراضية الحداد…ونخبة من الحقوقيين الليبيراليين واليساريين المعتدلين بزعامة حمودة بن سلامة وأحمد شطورو وعبد الوهاب بوحديبة وخميس الشماري ..

 + بن جعفر أعلن نيته الترشح للرئاسة ، خلال حوار مطول جمعه مع مئات المثقفين والاعلاميين والسياسيين نظمه السبت الماضي مركز الدراسات الاستراتيجية والديبلوماسية الذي يرأسه وزير الخارجية الاسبق  د.رفيق عبد السلام .

فهل يتعلق الأمر بمجرد إعلان نوايا جديد لتعزيز القائمة الاولية للمرشحين الافتراضيين للرئاسة والتي تضم بالخصوص السادة يوسف الشاهد وكمال مرجان والمنصف المرزوقي ومطفى كمال النابلي والفاضل عبد الكافي وأحمد نجيب الشابي ومحمد عبو و وحمادي الجبالي وحمه الهمامي وعبد الكريم الزبيدي  وعبير موسي والمنجي الرحوي ومحسن مرزوق.. ؟

أم أن إعلان بن جعفر ، الذي مهد له بمحاضرة تقييمية شاملة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد ، خطوة سياسية عملية للتأثير في المشهد السياسي والانتخابي وفي الحملات الانتخابية السابقة لأوانها نحو قصري قرطاج والقصبة من جهة وقصر باردو من جهة ثانية ؟

+ وبحكم اعلان بن جعفر عن ترشحه بحضور حقوقيين مستقلين و قياديين من عدة أحزاب ، بينها التكتل والنهضة والمؤتمر، فهل يتعلق الأمر برسالة سياسية واعلامية حول امكانية ترشيح مصطفى بن جعفر باسم ” جبهة انتخابية سياسية تتمسك بخيارات ثورة 2011 ودستور 2014 ” وتقدم انتقادات قوية لأداء الحكومات المتعاقبة في الأعوام الثمانية الماضية وخاصة لحصيلة حكومات ” النداء ” وشركائه في عهد السيدين الحبيب الصيد ويوسف الشاهد ؟

في هذه الحالة هل سيتوصل ” ممثلو تيار الثورة ” الى التوافق حول دعم ترشيح مصطفى بن جعفر ، القيادي في الاشتراكية الدولية منذ عقدين ، والذي لم يتورط مباشرة في المسؤوليات التنفيذية ما بين 2011 و2014 . كما ترك وزراء حزبه التكتل سمعة طيبة في الوزارات التي مروا بها ، على الأقل فيما يتعلق بالشفافية ورفض الرشوة ، وبينهم الامين العام الجديد للحزب خليل الزاوية والسيدان عبد اللطيف عبيد والياس فخفاخ .

++ هذا السيناريو سوف يكون رهين المشاورات التي تجري في الكواليس بين القيادات السياسية ، خاصة بعد استئناف الحوار العلني بين الرئيس الباجي قائد السبسي وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي من جهة وبين قيادات في احزاب ” تحيا تونس ” و” المبادرة ” و” مشروع تونس ” و”المسار” و”النداء ” و”الجبهة الشعبية “.. من جهة ثانية بهدف تشكيل جبهات انتخابية وسياسية جديدة ..

++ كما سيكون رهين الإجابة عن أسئلة كبرى من قبل  قيادات حزبي “تحيا تونس” والنهضة : هل سيتواصل تحالفها الاستراتيجي؟

 وما مصير تحالفهما في صورة اعلان الشاهد ترشحه للرئاسة ودعم النهضة لشخصية قوية لمنافسته مثل مصطفى بن جعفر او المنصف المرزوقي او عبد الكريم الزبيدي أوحمادي الجبالي أو الفاضل عبد الكافي؟
 وفي صورة عدم ترشح زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي فهل تكون الشخصية التي سوف تدعمها الحركة في الرئاسيات من داخلها أم من خارجها ؟

وهل ستشارك النهضة في الانتخابات التشريعية ضمن قائمات حزبية أم تشكل بدورها ” قائمة وحدة وطنية ” لا تحددها الاعتبارات الايديولوجية والحزبية على غرار القائمات التي من المقرر أن يشكلها حزب يوسف الشاهد -سليم العزابي وأنصارهما ؟

+ في كل الحالات يعتقد المراقبون أن فوز شخصية دستورية – تجمعية في الانتخابات الرئاسية مستبعد جدا ، وإن دعمتها بعض القيادات التجمعية والنهضة وحلفائها ، بما في ذلك بالنسبة للشخصيات التي لديها قيمة اعتبارية ، والتي قد تؤثر في مسار الانتخابات البرلمانية ، عبر قائمات حزبي المبادرة والمشروع والحر الدستوري والنداء ..وقد أثبتت انتخابات 2014 أن غالبية ناخبي حركة النهضة وحلفائها صوتوا للمنصف المرزوقي رغم تصريحات قياديين منها ساندت قائد السبسي ..

قد تأتي الأيام القادمة بالجديد ..خاصة بعد انعقاد المؤتمر الاول لحزب يوسف الشاهد موفى الاسبوع الجاري ..