حوارات 0 comments on انور بشير سليمان قداد : تمكنا من تحقيق أهداف إقتصادية هامة … ووجهتنا القادمة ليبيا 2030

انور بشير سليمان قداد : تمكنا من تحقيق أهداف إقتصادية هامة … ووجهتنا القادمة ليبيا 2030

بفضل الرؤية الثاقبة للسيد انور بشير سليمان قداد مدير عام قطاع الأغذية المجمدة بمجموعة بشير قداد وأبنائه القابضة وقدرته على التكيف مع المشهد الاقتصادي المتغير، تمكنت مجموعة بشير قداد وأبنائه القابضة من تحقيق إنجازات ملموسة خلال فترة قصيرة، وتوسيع عملياتها على المستوى الإقليمي، وتقديم خدمات ومنتجات مبتكرة.

وتعتبر مجموعة بشير قداد وأبنائه القابضة، أحد المؤسسات الإقتصادية الرائدة في المنطقة، وذلك نتيجة العمل الدؤوب للسيد قداد. وتؤكد مشاركتهم المتميزة في معرض ليبيا للغذاء على رؤيته الاستثنائية والتزامه في تفعيل الابتكار وسعيه الدائم لتحقيق التميز.

وحول أهداف المبادرة العالمية الهامة للتنمية المستدامة لعام 2030 والتي تهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بشكل مستدام، أكد أنور قداد أن ليبيا جزء لا يتجزء من هذا التحول العالمي .

وأن مجموعة بشير قداد وأبنائه القابضة تسلط الضوء على كيفية تأثير أهداف التنمية المستدامة على الإقتصاد الليبي وكيف يمكن للشركات الليبية الإستفادة من هذه الأهداف.

و أكد على ضرورة تطوير الفلاحة في الجنوب الليبي عبر تحديد استراتيجيات شاملة تستند على فهم عميق للتحديات والفرص المحلية عبر تحسين البنية التحتية للزراعة في الجنوب الليبي ، تطوير تكنولوجيا الري والزراعة الذكية، تنويع المحاصيل، توفير التمويل الزراعي، برامج تدريب وتوجيه، حماية الموارد الطبيعية، تعزيز الصادرات الزراعية، تشجيع الابتكار وريادة الأعمال في المجال الفلاحي، تعزيز التعاون الدولي في المجال الزراعي ، وخلق سوق متكامل عبر التفاعل مع الفلاحين والمجتمعات المحلية، وتكامل الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص، يمكن أن يسهم في تحقيق تنمية زراعية مستدامة ورفع مستوى حياة السكان في الجنوب الليبي.

واشاد أنور بشير قداد بالدور التاريخي الهام للصناعات الليبية في تطور الاقتصاد ال وطني، خاصةً في الفترات التي تلت استقلال البلاد.. وقال أن المنطقة الغربية و الشرقية، بما في ذلك طرابلس و بنغازي، شهدت تطورًا صناعيًا ملحوظًا، حيث تم تأسيس العديد من المصانع والشركات التي تعمل في مجالات متنوعة مثل الصناعات الكيميائية والبتروكيماوية والغذائية.

وأكد أن مجموعة بشير قداد وأبنائه القابضة تشيد بدور المؤسسات المالية في النهوض بالقطاعين الصناعي والزراعي و شدد في نهاية الحوار على ضرورة ادماج الشباب والشركات الناشئة للنهوض بجميع القطاعات الإقتصادية في ليبيا .

اخيراً أكد تقديره لمجهودات محافظ مصرف ليبيا المركزي و كامل الفريق الخاص بالمصرف علي المساهمة في استقرار الحياة الاقتصادية والمالية في البلاد. و ايضاً توجه بالشكر الى جميع المؤسسات المصرفية الخاصة و العامة في ليبيا علي اهتمامهم و حرصهم الدائم في دعم رجال أعمال و تطوير الخدمات المصرفية. و توجه بشكر خاص الى البنوك العالمية ABC – BACB – Alubaf – BIAT لتعاونهم المتواصل من اجل رفع الخدامات المالية الي جميع الشركات الصناعية و التجارية في العالم.

أخبار, البارزة, حوارات 0 comments on منوشهر متكي : لا خلاف في إيران حول دعم فلسطين والمقاومة

منوشهر متكي : لا خلاف في إيران حول دعم فلسطين والمقاومة

تونس – كمال بن يونس

يتابع وزير الخارجية الإيراني الأسبق منوشهر متكي تحركاته عربيا ودوليا دعما للمقاومة الوطنية الفلسطينية واللبنانية، مستفيدا من شبكة العلاقات التي كسبها عندما كان طالبا وباحثا في الهند وسفيرا لبلاده في اليابان في عهد الرئيس “الإصلاحي” والمثقف محمد خاتمي ثم وزيرا للخارجية ما بين 2005 و2010 في عهد الرئيس المحافظ أحمدي نجاد بعد أن ترأس الحملة الانتخابية لمنافسه رئيس البرلمان “المحافظ البراغماتي” علي لاريجاني.

على هامش زيارة منوشهر متكي مؤخرا إلى تونس حيث شارك في  تظاهرات ثقافية وإعلامية داعمة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية التقاه الإعلامي والأكاديمي كمال بن يونس وأجرى معه الحوار التالي لـ“عربي21”:

س ـ أولا كيف ينظر الدبلوماسي والسياسي المخضرم منوشهر متكي إلى التعقيدات الحالية التي بدأت في فلسطين المحتلة وتوسعت لتشمل لبنان والعراق وسوريا واليمن وإيران والباكستان وكامل المنطقة، وانخرطت فيها واشنطن ودول من الحلف الأطلسي؟ هل تسير الأوضاع نحو تصعيد أخطر وحرب واسعة بين “إسرائيل” والولايات المتحدة وحلفائهما من جهة وبين المقاومة الوطنية الفلسطينية واللبنانية وإيران وكل حلفائها من جهة ثانية؟

ـ الصراع بين قوات الاحتلال وحركات المقاومة لم يبدأ مع حراك “طوفان الأقصى” يوم 7 أكتوبر2023، ولكن قبل عشرات السنين.

الأسباب العميقة للحرب الحالية في فلسطين ومحيطها تناقض المواقف والأهداف والأولويات بين مشروع احتلال وإرادة شعوب تكافح من أجل التحرر الوطني والاستقلال .

تلقى سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود دعما ماليا وعسكريا ضخما من أمريكا وحلفائها. وكانت منذ عشرات السنين تتهم المقاومة الوطنية بـ “العنف والإرهاب” عندما كانت منظمات الكفاح الوطني يسارية وعلمانية وليبيرالية وقومية. وتجدد إطلاق نفس الاتهامات عندما أصبحت ابرز قوى المقاومة وطنية إسلامية وتقدمية تتزعمها قيادات حركات حماس والجهاد وحزب الله ..

وبالنسبة لإيران فالموقف كان دوما واضحا، منذ انتصار ثورتها الشعبية الإسلامية في 1979 عندما قررت قيادتها بزعامة آية الله الخميني غلق “السفارة الإسرائيلية” الضخمة في طهران وتسليم نفس المقر لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وزعيمها ياسر عرفات ورفاقه.

ومنذ ذلك التاريخ انفتحت إيران على كل قوى المقاومة الوطنية الفلسطينية واللبنانية بصرف النظر عن مواقفها الفكرية اليسارية والقومية والإسلامية.. وسواء كانت سنية أو شيعية أو علمانية أو ليبرالية..

حروب بالوكالة؟

س ـ هناك من يعتبر أن إيران تدعم الحوثيين و”حماس” و”الجهاد” وحزب الله وفصائل عراقية وسورية لتخوض “حربا بالوكالة” نيابة عنها مع “إسرائيل” وأمريكا وحلفائهما.. ما صوابية ذلك؟

ـ إيران الثورة قررت منذ عهد الإمام الخميني رحمه الله أن لا تعوض حركات المقاومة للاحتلال في مهمتها وأن لا ترسل قوات إيرانية.. وأن لا تتدخل في شؤون حركات المقاومة ..

والجميع يعلم أن قيادات طهران وحزب الله لم تكن طرفا مباشرا في تفجير “طوفان الأقصى” بل كان القرار فلسطينيا وداخل قطاع غزة المحتل ..

طهران تكتفي بتقديم دعم سياسي وإعلامي ومادي لقوى المقاومة، مثل المشاركة في تدريب بعض قادتها ومجاهديها الذين يطلبون ذلك حتى يخوضوا مباشرة مع شعبهم معركتهم الوطنية من أجل التحرر والاستقلال .

وقد لاحظ العالم كيف نجحت المقاومة الفلسطينية المحاصرة ونظيرتها اللبنانية في التحكم في التكنولوجيا وفي صنع أسلحة وطنية محلية وفي تطوير أسلحة تقليدية مثلما كسبت ورقت تدريب آلاف المقاتلين والمجاهدين ضمن أجندتها وحسب خصوصياتها .

إيران قد تقدم الخبرة والدعم السياسي لبعض رموز المقاومة الوطنية الفلسطينية واللبنانية ولكنها لا تخوض الحرب نيابة عنهم.

إذن فإن المعركة ليست مع إيران ولكن مع شعب فلسطين الذي يكافح منذ عشرات السنين من أجل إنهاء الاحتلال وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وهي كذلك مع شعب لبنان وكل شعوب المنطقة التي تكافح من أجل التحرر الوطني والاستقلال .

صمود المقاومة سيدوم أعواما

س ـ وهل يمكن لحركات “حماس” و”الجهاد” وحزب الله أن تصمد طويلا في صورة تمسك القيادات الإسرائيلية والأمريكية بتمديد الحرب وتوسيعها ومتابعة قصف ملايين المدنيين جوا وبرا وبحرا؟

ـ حسب معلوماتي وتحليلي سوف تصمد المقاومة الوطنية الإسلامية في فلسطين ولبنان لمدة أعوام. ومهما كانت شراسة الحرب وحجم التدمير للمدن والمساكن والمدارس والمستشفيات وموارد رزق الملايين من المدنيين فإن المقاومة مرشحة لأن تصمد على الأقل عاما آخر .

لكن يبدو أن قيادات فلسطينية وعواصم عربية وإسلامية في المنطقة أعطت الضوء الأخضر لواشنطن وتل أبيب لأنها تريد بدورها القضاء على حركات حماس والجهاد وحزب الله وحلفائها في اليمن والعراق وإيران ..

س ـ هذا ليس جديدا..

ـ عايشت هذا عن قرب عندما كنت وزيرا للخارجية.. واكبته خلال حرب تموز / يوليو 2006 خلال لقاءاتي في القاهرة مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك وفي بيروت مع مسؤولين لبنانيين ووزير خارجية فرنسا ثم في عواصم دولية وعربية أخرى..

قال لي مبارك ورئيس حكومة لبنان ومسؤولون أجانب إن بعض الحكومات العربية والغربية وافقت على الحرب وتريد “القضاء على حزب الله” وحلفائه ..

وسمعت كلاما مماثلا بعد اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة أواخر 2008 ومطلع 2009 عندما كان الشعار “القضاء على حماس والجهاد” وحلفائهما ..

ولكني أجبت مخاطبي دوما: لا يمكن القضاء على شعب يقاوم الاحتلال وعلى فكرة التحرر الوطني ..

وكانت النتيجة أن غيرت الأطراف التي دعمت الحرب والعدوان والمجازر موقفها وانتصرت المقاومة في لبنان 2006 وفي فلسطين في 2009 ثم في المواجهات التي وقعت بعدها.. رغم حجم الخسائر وارتفاع عدد الشهداء والجرحى.. والجميع يعلم أن سقوط شهداء وجرحى “ثمن مطلوب” بالنسبة للقوى التي تقاوم الاحتلال في كل العصور وفي كل مكان ..

خلافات الإصلاحيين والمحافظين في إيران

س ـ كنت سفيرا مع الرئيس محمد خاتمي المفكر والسياسي الإصلاحي ثم وزير خارجية للرئيس أحمدي نجاد الذي يتهمه البعض بالتشدد وبكونه “محافظا”.. هناك من يعتقد أن أمريكا قدمت تنازلات لإيران في الملف النووي وفي لبنان وفي كامل المنطقة في عهد “المحافظين” وليس في عهد الرؤساء “الإصلاحيين”، ما هو رأيك؟

ـ أولا بالنسبة لإيران ليس هناك خلاف جوهري بين غالبية السياسيين والرؤساء والتيارات التي توصف بكونها “إصلاحية” أو”محافظة” أو “محافظة براغماتية”، فيما يتعلق بواجب تحرير فلسطين ودعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية وغيرها من قوى التحرر الوطني ..

ثانيا بالنسبة للملف النووي خاضت الديبلوماسية بنجاح مفاوضات جدية مباشر وغير مباشرة مع الدول العظمى والأمم المتحدة والهيئات الدولية.. وتوصلنا إلى تفاهمات مع الرئيس باراك أوباما وفريقه عندما كان مرشحا للانتخابات الرئاسية قبل 2008 وبعد أن أصبح رئيسا ..

واحترمت إيران والدول الأوروبية وروسيا تعهداتها، لكن واشنطن تراجعت في عهد الرئيس دونالد ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني ..

صحيح أن الرئيس الإصلاحي والمثقف محمد خاتمي فاجأ الغرب بإعلانه عن “تنازلات غير مسبوقة” فيما يتعلق بالملف النووي والتخصيب. لكن بعض قراراته وقع التراجع عنها في عهد الرئيس أحمدي نجاد بقرار رسمي دعمته مؤسسات الدولة الإيرانية. علما أن الديبلوماسية كانت تلعب دورا كبيرا في عهد أحمدي نجاد أيضا الذي سافر بدوره إلى نيويورك وأعلن في آخر عهده استعدادا لمزيد من المفاوضات والحوار .

وقد عرفت عن قرب عندما كنت سفيرا في اليابان الرئيس محمد خاتمي، الذي كان مفكرا ومثقفا منفتحا يؤمن بحوار الثقافات والحوارات. لكنه كان في نفس الوقت وطنيا يحترم سير مؤسسات الدولة وبينها مؤسسة المرشد ومواقف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الذي يشرف على السياسات العامة للبلاد مع مؤسستي البرلمان، مجلس الشورى، ورئاسة الجمهورية .

س ـ ختاما.. لماذا يتواصل الحصار الأمريكي والغربي على إيران بعد 44 عاما على ثورتها رغم حضورها الدبلوماسي وتزايد دورها الاقتصادي والسياسي الإقليمي والدولي؟

ـ هناك المزيد من تقاطع المصالح بين ايران وأغلب دول العالم والمنطقة.. ونحن نسعى لأن تكون علاقاتنا متطورة مع كل الدول الإسلامية والعربية وفي العالم من أمريكا اللاتينية إلى آسيا مرورا بإفريقيا وأوروبا..

لكن بعض العواصم تعادي إيران بسبب دعمها للمقاومة الفلسطينية ومعارضتها للتطبيع بين بعض الأطراف السياسية والمحتل الإسرائيلي.. كما يعادي البعض إيران منذ ثورة 1979 لأنها تبنت الإسلام وقامت بخطوات كبيرة لبناء اقتصاد وطني وللتحرر من مخلفات التبعية التي كانت سائدة في عهد الشاه..

يحاربون المرجعيات الثقافية الإسلامية لإيران ودول المنطقة ويتجاهلون دور الإسلام وحضارات الشرق العلمي والثقافي والسياسي السلمي عالميا منذ قرون..

أخبار, البارزة, حوارات 0 comments on عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي لمغرب نيوز : لن تتمكن قوة على وجه الأرض من استبعاد غزة من المشهد الفلسطيني

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي لمغرب نيوز : لن تتمكن قوة على وجه الأرض من استبعاد غزة من المشهد الفلسطيني

ليس من حق إسرائيل تحديد من يحكم غزة

+ لن تتمكن قوة على وجه الأرض من استبعاد غزة من المشهد الفلسطيني

رام الله. خاص. مغرب نيوز

اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، اللواء توفيق الطيراوي، أن المطالبات أو الاشتراطات أو الترتيبات أو المقترحات، التي تثار إسرائيليا وأمريكيا، حول مستقبل غزة، بعد حرب الإبادة الجماعية الحاصلة الآن، لن تخرج عن دائرة الوهم أو تمنيات العاجزين بأحسن الأحوال.

وشدد في تصريح لمغرب نيوز انطلاقامن مكتبه في رام الله في الضفة الغربية “إن التسريبات التي يتناقلها الإعلام الإسرائيلي وبعض الإعلام الغربي حول وضع غزة، بعد انتهاء العدوان، هي تسريبات موجهة، ستجد ألف سبب وسبب لإجهاضها، قبل أن تخطو خطوة واحدة، على الأرض”.

مستقبل الشعب الفلسطيني

وأضاف “أنه لا توجد قوة على وجه الأرض، تستطيع التدخل، في رسم مستقبل الشعب الفلسطيني، بمعزل عن إرادة فلسطينية جماعية وطنية ومستقلة، وأي تساوق مشبوه مع تلك الطروحات، التي تحاول الالتفاف على صمود وبطولة الشعب الفلسطيني ، أو تفصيل إدارة دولية أو هجينة أو تابعة ذليلة، سيلطمها الشعب الفلسطيني فورا، بالأسلوب الذي يعبر عن عنفوانه ومعاناته”.

وأضاف قائلا “إذا كان الاحتلال الإسرائيلي، يتصور أنه بمحرقته المستمرة في قطاع غزة، يستطيع وأد تأثير غزة في المشهد السياسي، أو إعادة تشكيل الفاعلين في الحالة الوطنية، فهو يخطئ بحساباته مرة أخرى، وسيجد نفسه متورطا بسوء قراءاته”.

الموقف الفرنسي الجديد

وثمن الطيراوي التصريحات المتقدمة، التي صدرت عن مسؤولين أممين وغرب وعرب، وكان آخرها، ما أعلنته وزارة الخارجية الفرنسية، بأنه ليس من حق إسرائيل أن تقرر من سيحكم غزة في المستقبل، وأن غزة يجب أن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية.

وختم بقوله أن “العالم مطالب بالتقاط الفرصة الآن، لفتح مسار سياسي يبدأ بوقف العدوان الهمجي على غزة، وإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان في الضفة الغربية، واحترام المقدسات الدينية في القدس المحتلة، ورفع الحصار عن قطاع غزة وإعادة إعماره، والإفراج عن الأسرى، كسبيل وحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.

البارزة, حوارات 0 comments on فاروق القدومي: على “فتح” و”حماس” و”الجهاد” النضال المشترك في منظمة موحدة

فاروق القدومي: على “فتح” و”حماس” و”الجهاد” النضال المشترك في منظمة موحدة

خرج “شيخ الزعماء الوطنيين الفلسطينيين” و”عميد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية” وأمين سرها السابق فاروق القدومي من صمته، ودعا كل أحرار العالم إلى “الضغط بقوة على سلطات الاحتلال الإسرائيلية حتى توقف فورا المجازر وحرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلتين، وتضمن له الحق في الغذاء والماء والدواء والعلاج في مستشفيات فيها كهرباء ولا تتعرص للقصف من قبل طيران قوات الاحتلال ومدافعها.. ثم تحقيق مطالبه الوطنية في التحرر والكرامة الوطنية”.

وفي ما يأتي نص الحوار كاملا:

س ـ كيف تابع رفيق الزعيم ياسر عرفات منذ حوالي سبعين عاما عملية “طوفان الأقصى” وانفجار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والعربي-الإسرائيلي مجددا؟

تعقيبا على هذا السؤال حيا “شيخ الدبلوماسيين الفلسطينيين” ووزير خارجية حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية منذ ستينيات القرن الماضي “الانتفاضة الشعبية الوطنية الفلسطينية الجديدة” والحراك الوطني الشعبي الفلسطيني المقاوم منذ الإعلان عن “طوفان الأقصى”.

وحذر فاروق القدومي دول المنطقة والعالم وكل الأطراف الفلسطينية من “الوقوع في فخ الفرقة والفتن الداخلية”. ودافع عن الثورة الشعبية الفلسطينية الحالية ودعاها للصمود رغم شراسة القمع وسقوط عشرات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى من بين الوطنيين من كل التيارات.

واعتبر الرئيس السابق للدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية أن “الانتفاضة الجديدة” تكريس لحق كوني تضمنه مواثيق الأمم المتحدة وكل القوانين الكونية وهو الحق في مكافحة سلطات الاحتلال و”المستوطنين” والنضال من أجل التحرر الوطني والاستقلال وبناء دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

حرب الإبادة في القدس والضفة وغزة

وحيا القدومي “الصمود الأسطوري الفلسطيني” وكل قوى “محور المقاومة” في المنطقة رفضا لسياسات الاحتلال ولـ”حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفسلطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس العربية “.

ودعا القدومي السلطة الفلسطينية في رام الله وكل القوى الفلسطينية الوطنية المقاومة “وخاصة حركات فتح وحماس والجهاد الإسلامي” إلى “تكريس الوحدة الوطنية” وتنسيق تحركاتها الوطنية وكفاحها المتعدد الجبهات من أجل التحرر الوطني .

كما أنه دعاها إلى “تفعيل حراكها ضمن مؤسسة وطنية مناضلة موحدة تحترم خصوصيات كل طرف لكنها توحد الجميع حول المطالب الوطنية والسياسية والإنسانية المشتركة، وبينها وقف العدوان والقصف وإنهاء الحصار الظالم على قطاع غزة ومدن الضفة والقدس، فضلا عن ضمان الحاجيات الضرورية التي يفرض القانون الدولي على كل سلطات الاحتلال في العالم  توفيرها للشعوب المحتلة  وبينها الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود.”.

أولوية وقف المجازر ورفع الحصار



س ـ وهل يتوقع فاروق القدومي أن تصمد المقاومة الفلسطينية طويلا وهو الذي واكب عقودا من نضالات الحركات الوطنية الفلسطينية السياسية والمسلحة منذ أكثر من ستين عاما؟

ـ فاروق القدومي أكد على ثقته في “صمود المقاومة الفلسطينية لمدة سنوات”. ونوه بنجاحها في الحصول على دعم غير مسبوق من قبل الشارع العربي والإسلامي والأوروبي والأمريكي والعالمي ومن قبل حكومات عديدة في المنطقة وفي العالم .

كما أنه تقدم بالشكر وتحية التقدير “لملايين المواطنين الغربيين في أمريكا وأوروبا وفي العالم أجمع من أمريكا اللاتينية إلى آسيا وأستراليا والشعوب الإسلامية من إندونيسيا إلى نيجيريا والسنغال وموريتانيا.. الذين استفاقوا مجددا بجريمة احتلال فلسطين والجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال منذ عشرات السنين في كل فلسطين وخاصة في قطاع غزة الذي تحول إلى سجن كبير يتعرض فيه مليونان ونصف من المدنيين للتجويع والاضطهاد والقمع والقصف منذ أكثر من 15 عاما.. مع تجاهل كل الدعوات العالمية لرفع الحصار وفتح المعابر واحترام الهوية الوطنية العربية الإسلامية للشعب المحتل..

750 ألف مستوطن



وحيا الزعيم الوطني الفسلطيني التاريخي “صمود الجيل الجديد من رجال المقاومة الفلسطينية” ووصفهم بـ”أسود البر والبحر والجو الذين هزموا العدو وكسروا شوكته وأذلوه”.

وحذر القدومي سلطات الاحتلال وحكومة “إسرائيل” الحالية وحلفاءها من تبعات “سياسة الانتقام الوحشي البربري المجرم بحق المدنيين العزل من أطفال وشيوخ ونساء ومدنيين ذنبهم الوحيد أنهم طالبوا بحقهم في إنهاء الاحتلال ورفض المستعمرات غير القانونية والسرطانية في منطقتي القدس المحتلة والضفة الغربية وفي “حزام غزة”.. بعد أن تجاوز عدد “المستوطنين فيها الـ750 ألفا “.

وتوجه القدومي بتحية تقدير “إلى جميع محاور المقاومة التي تتخذ من القدس وفلسطين قبلتها وتناضل على طريقها من أجل تحقيق المطالب الوطنية”.

ودعا إلى “تفهم ظروف وإمكانيات كل منها” ورفض التعرض لأي منها بسوء قائلا: “كل أدرى بشعابه كما نحن أدرى بشعابنا”..

“اتفاقيات السلام” السابقة



س ـ وكيف يقيم رئيس الدائرة السياسية السابق لمنظمة التحرير اتفاقيات السلام العربية-الإسرائيلية والفلسطينية-الإسرائيلية  السابقة، وبينها اتفاق أوسلو،الذي صادقت عليه قيادة منظمة التحرير الفلسطينية واعترفت من خلاله رسميا بـ”دولة إسرائيل” كما اعترفت بعده عشرات الدول بـ”الدولة الفلسطينية”؟

ـ رئيس الدائرة السياسية والزعيم التاريخي لمنظمة التحرير الفلسطينية علق قائلا: “عندما جاءت محادثات السلام مرارا تفاعلنا معها وفق مرجعيات الثورة الفلسطينية ومقررات مجالسها الوطنية بدءا من المجلس الوطني لعام 1974 الذي عقد بعد حرب السادس من أكتوبر/ العاشر من رمضان 1973 التي أعادت الاعتبار دوليا وإعلاميا وسياسيا لمطلب التحرر الوطني الفلسطيني..

وبعد مؤتمر مدريد للسلام في 1991 واتفاقات أوسلو-واشنطن 1993 وما عقبها من حراك دبلوماسي وسياسي دولي لقيام “السلطة الوطنية الفلسطينية المستقلة” قبلنا بالمسار بشروط رغم معارضة كثير من القيادات الوطنية الفلسطينية والعربية. وقد قبلنا بالمسار على أساس أن يكون  قيام “السلطة الوطنية في غزة وأريحا أولا” مقدمة لتحقيق كل المطالب الوطنية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال على مراحل مع وقف الاستيطان والاعتداءات على الأرض والمدن والمقدسات والشعب في كامل فلسطين..

لكن “الأوضاع تغيرت منذ مدة طويلة طويلة، بسبب إجهاض حكومات إسرائيل لكل  سيناريوهات السلام، فعاد أبطال الكفاح الوطني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة إلى تنظيم سلسلة من الانتفاضات والثورات والتحركات الميدانية التي ستجني منها كل دول الوطن العربي والمنطقة مكاسب، لأنها ستؤدي إلى الانتصار على مشاريع الاحتلال والاستيطان والتهجير والتشريد والتغييرات المشبوهة للتركيبة الديمغرافية وللحدود الجغرافية لعدة دول”.

 

موقع عربي 21

 

 

 

 

البارزة, حوارات 0 comments on المنصف الشابي:هذه حقيقة علاقة سعيد وبن علي وبورقيبة بالقوميين

المنصف الشابي:هذه حقيقة علاقة سعيد وبن علي وبورقيبة بالقوميين

حاوره كمال بن يونس
موقع عربي 21

لا تزال فكرة القومية العربية أو العروبة القائمة على فهم أن العرب أمة واحدة تجمعها اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا والمصالح، قائمة لدى تيار عريض من النخب العربية. وعلى الرغم من الهزائم السياسية التي منيت بها تجارب القوميين العرب في أكثر من قطر عربي، إلا أن ذلك لم يمنع من استمرار هذا التيار، ليس فقط كفاعل سياسي هامشي، بل كواحد من الأطراف السياسية الفاعلة في تأطير المشهد السياسي في المنطقة العربية.

ومع مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، الذي دشنته الثورة التونسية، عادت الحياة مجددا إلى الفعل السياسي وتجدد السجال التاريخي بين التيارات الرئيسية التي شكلت ولا تزال محور الحياة السياسية العربية، أي القوميين والإسلاميين واليساريين، بالإضافة لتيار تكنوقراط يحسب نفسه على الوطنية ناشئا على هامش هذا السجال.

وإذا كان الإسلاميون قد مثلوا الصوت الأعلى في مرحلة ما بعد ثورات الربيع العربي؛ بالنظر إلى كونهم التيار الأكثر تعرضا للإقصاء في العقود الماضية، ولأنه كذلك التيار الأقرب إلى غالبية روح الأمة التي تدين بالإسلام، فإن ذلك لم يمنع من عودة الحياة مجددا للتيار القومي، الذي بدا أكثر تمرسا بأدوات الصراع السياسي؛ على اعتبار تجربته بالحكم في أكثر من بلاد عربية، وأيضا لقربه من دوائر صنع القرار، خصوصا العسكرية والأمنية منها.

“عربي21″، تفتح ملف القومية العربية، أو التيارات القومية العربية بداية من المفاهيم التي نشأت عليها، وتجاربها والدروس المستفادة من هذه التجارب، بمشاركة كتاب ومفكرين عرب من مختلف الأقطار العربية، والهدف هو تعميق النقاش بين مكونات العائلات الفكرية العربية، وترسيخ الإيمان بأهمية التعددية الفكرية وحاجة العرب والمسلمين إليها.

اليوم يحاور الكاتب والأكاديمي التونسي كمال بن يونس، في هذا اللقاء الخاص بـ “عربي21”، والذي ننشره على جزأين، المنصف الشابي زهو زعيم قومي سابق، عن علاقات القوميين في تونس بالأنظمة الحاكمة التي مرت على تونس..

عندما اعتقل البوليس السياسي في 1968، في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة، 40 ناشطا سياسيا شيوعيا وقوميا واشتراكيا ضمن ما عرف بتسمية “مجموعة آفاق” تبين أن بينهم 14 شخصية من عائلة الشابي، بينهم القيادي البعثي مسعود الشابي و”العروبيان” أحمد نجيب الشابي وابن عمه المنصف الشابي، اللذان لعبا دورا سياسيا كبيرا في عهد الرئيس زين العابدين بن علي (1987 ـ 2011): الأول على رأس الحزب الاشتراكي التقدمي والحزب الديمقراطي التقدمي والثاني في البرلمان و”الدبلوماسية الموازية” وفي قيادة حزب الاتحاد الوحدوي الديمقراطي الذي كان يتزعمه رجل الأعمال والسياسي المخضرم عبد الرحمان التليلي.

في هذا الحوار الخاص بـ “عربي21”، مع الإعلامي والأكاديمي كمال بن يونس يكشف المنصف الشابي عن جوانب من مسيرة اليسار القومي والماركسي في تونس بين العمل السياسي والنقابي السلمي و”التنظيمات الثورية السرية”، بينها “حزب الشعب الثوري” والانتماء إلى “حركات مسلحة” تدربت في ليبيا وفي المخيمات الفلسطينية بلبنان تحت إشراف شخصيات ليبية وقيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بزعامة جورج حبش وتيسير قوبعة والجبهة الشعبية ـ القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل وجبهة التحرير الفلسطينية بزعامة أبو نضال صبري البنا ورفاقه في العراق..

كما يكشف المنصف الشابي عن جوانب مثيرة في علاقاته بالرسميين في تونس والمنطقة وبشخصيات جزائرية وتونسية بينها الرئيس بن علي ووزراؤه ورئيس حزب النهضة راشد الغنوشي ورئيس الحكومة الأسبق محمد مزالي والرئيس الجزائري الأسبق علي الكافي وبقيادات قومية بعثية وناصرية مؤثرة بينها المحامي والمفكر المصري عصمت سيف الدولة والحقوقي محمد فائق..

كما يكشف عن جوانب من ذكرياته مع قيس سعيد قبل وصوله إلى السلطة في 2019..

وفيما يلي نص الجزء الأول من الحوار :

س ـ أستاذ منصف الشابي أنت سياسي ومفكر وباحث في التاريخ تخرج من جامعات الجزائر وفرنسا وخضت تجارب سياسية وثقافية مختلفة ونشرت كتبا ودراسات علمية نادرة وشهادات مثيرة عن تجارب اليسار الماركسي والقوميين والتيارات الوطنية والعروبية في تونس والمنطقة.. هل عرفت عن قرب الرئيس قيس سعيد قبل وصوله إلى الحكم في 2019؟

وما هو رأيك في شهادة بعض زملائه السابقين في الجامعة مثل المحامي والمستشار السابق في قصر قرطاج محمود المهيري الذي كان أول من كتب عنه بعد انتخابات 2019 وقال عنه إنه “كان قريبا من التيار العروبي الناصري المتأثر بكتب المفكر المصري عصمت سيف الدولة، رغم عدم انتمائه إلى أي مجموعة سياسية أوحزبية”؟

 

 

ـ حسب معلوماتي لم يكن قيس سعيد الطالب ثم الأستاذ الجامعي والناشط السياسي بعثيا أو قوميا ناصريا أو “عصمتيا “..

وقد تعرفت على قيس سعيد عن قرب بعد ثورة 2011 في جلسات نصف شهرية كان ينظمها الجامعي العروبي عمر التريكي نجل المناضل الوطني العروبي أصيل جهة المنستير حسين التريكي، الذي فر من تونس نحو أمريكا اللاتينية بعد الاستقلال لأنه حوكم بالإعدام غيابيا بسبب انحيازه إلى الأمين العام للحزب الدستوري صالح بن يوسف ورفاقه الذين عارضوا بورقيبة بقوة سياسيا وعسكريا..

وأذكر أن تلك الجلسات كان يحضرها سياسيون مستقلون وشخصيات من عدة تيارات كان بينهم رئيس الحكومة والأمين العام الأسبق للحزب الدستوري ما بين 1987 و1989 الهادي البكوش، والقيادي المنشق عن حركة النهضة منار الاسكندراني والجامعي المستقل قيس سعيد والمثقف الدستوري والعروبي مصطفى الفيلالي ..

كانت تلك الجلسات الدورية بمثابة “ناد للتفكير المفتوح” وكان قيس سعيد يحضرها مثلنا لنناقش بحرية المتغيرات في البلاد والآفاق بعد سقوط حكم بن علي..

كان قيس سعيد يلتزم في أغلب الاجتماعات الصمت. ويصغي جيدا إلى مداخلات المشاركين. وكان غالبا يتدخل في آخر الجلسة ليقدم “استنتاجات” أو “ملاحظات” بأسلوب تقريري قطعي، دون أن تناقش مداخلاته. ربما لأنه كان يعتقد منذ ذلك الوقت أنه كان “صاحب رؤية” أو “صاحب مشروع غير قابل للنقاش”..

قيس سعيد لم يكن قوميا عروبيا

س ـ هل كانت مداخلات قيس سعيد في ذلك المنتدى توحي بانتمائه إلى “اليسار القومي”، بما قد يفسر الدعم الكبير الذي حصل عليه في تونس وفي المنطقة من قبل “القوميين” وقياديين في “حركة الشعب” الناصرية التونسية وبعض رموز التيار الماركسي في “حركة الوطنيين الديمقراطيين” مباشرة بعد انتخابات 2019  ثم بعد منعرج 25 يوليو العسكري الأمني السياسي؟

ـ قد يكون بعض القوميين والعروبيين واليساريين يحملون هذا التقييم عنه.. وهو ما قد يبرر تشريك عمر التريكي لقيس سعيد في المنتدى..

لكني استنتجت من خلال تلك الجلسات أن قيس سيعد ليس قوميا عروبيا ولا يساريا ولا إسلاميا بالمفهوم المتعارف عليه، ولكنه أقرب إلى التيار الوطني التونسي، الذي يؤمن بالدولة التونسية ويحرص على “التوفيق بين الوطنية والعروبة والإسلام والدراسات القانونية “..

ومن بين ما شد انتباهي منذ 2012 تمسك قيس سعيد بمواقفه ووجهة نظره، ونزوعه نحو “الحسم في موقف الآخر”، وعدم المغامرة بخوض نقاش مفتوح معه أو الانحياز إلى “موقف أيديولوجي” أو سياسي واضح..

كما لا أذكر أنه كان يستدل بمواقف وكتب عصمت سيف الدولة أوغيره من المفكرين القوميين الناصريين أو البعثيين أو اليساريين أو الإسلاميين، رغم وضوح نزعته “التأليفية” بين المرجعيات العربية والإسلامية و”الثوابت الدينية “..

بن علي والحبيب عمار والماطري كانوا “عروبيين”

س ـ  في كتابك عن الضابط العسكري والمعارض السابق المنصف الماطري (ابن شقيق الوزير محمود الماطري، أول رئيس للحزب الدستوري الجديد في ثلاثينيات القرن الماضي قبل بورقيبة)، توقفت عند مشاركته مع مجموعة من السياسيين والعسكريين “العروبيين” في المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد حكم بورقيبة في 1962.. وتطرقت إلى علاقة الضابط زين العابدين بن علي بتلك المحاولة الانقلابية الفاشلة.. والتي كان من بين المعنيين بها عسكريون وسياسيون عروبيون من بين أصدقاء بن علي، لم تكشفهم الأبحاث ولم تشملهم المحاكمات، بينهم القيادي الوطني العروبي عبد الحكيم مبروك “الخنيسي” والحبيب عمار الذي سيصبح في 1987 عقيدا ثم جنرالا آمرا للحرس الوطني ثم وزيرا للداخلية..

ومعروف أن بن علي قرب إليه المنصف الماطري بعد وصوله إلى الحكم ثم وافق على زواج ابنته من نجله رجل الأعمال الشاب محمد صخر الماطري الذي لعب دورا سياسيا واقتصاديا وإعلاميا كبيرا جدا قبل ثورة 2011..

ـ هذا صحيح.. حدثني المنصف الماطري والد محمد صخر الماطري مباشرة ومرارا عن ذلك لوحدي ومع بعض رفاقه القدامى وبينهم وزير الداخلية الأسبق الجنرال الحبيب عمار..

وقد نشرت ذلك في كتابي.. وأشرت إلى أن الماطري قال لي في شهاداته إن “مجموعة الإنقاذ” التي حاولت الانقلاب على حكم بورقيبة في 1962 اقترحت على بعض الضباط السامين وبينهم زين العابدين بن علي مشاركتهم لكنه اعتذر..

وكانت شخصيات “عروبية” أخرى نجت من الكشف والاعتقال في تلك المحاولة الانقلابية، بينها الحبيب عمار الذي كان لديه توجه عروبي.. وقد تعرفت عليه عن قرب وتحادثنا مطولا عندما عينه بن علي عضوا في الغرفة الثانية للبرلمان، “مجلس المستشارين”، ليرتاح منه.. وعينني فيه عضوا بصفتي قوميا وفي حزب الاتحاد الوحدوي الديمقراطي العروبي..

وأؤكد أن المنصف الماطري والد صخر الماطري كان عروبيا.. وعلى هذا الأساس نشرت كتابا عنه..

زين العابدين بن علي بقي عروبيا بعد وصوله قصر قرطاج والدليل خطابه التاريخي في آب / أغسطس 1990 بعد الاجتياح العراقي للكويت، الذي أعلن فيه رفضه المشاركة في القمة العربية الطارئة في القاهرة التي كان مقررا أن “تعطي شرعية وهمية للتدخل الأمريكي والأطلسي في الخليج “..

والدليل الآخر هو خطابه “التصعيدي” الشهير في النصف الثاني من كانون الثاني / يناير 1991 الذي انتقد فيه الهجوم الأمريكي البريطاني الأطلسي على العراق من منطلقات عروبية وقومية..

أذكر أنني بعد ذلك الخطاب كلمت الوزير مدير الديوان الرئاسي في قصر قرطاج محمد الجريء بصفتي أتولى الأمانة العامة بالنيابة لحزب الاتحاد الوحدوي الديمقراطي وقلت له: “بلغ سيادة الرئيس بن علي دعمنا كقوميين لما جاء في هذا الخطاب التاريخي.. وعلى هذا الأساس نحن ندعم تماما الرئيس بن علي العروبي الوطني ومساره السياسي..”.

وأذكر أن من بين كبار الوزراء والمستشارين في قصر قرطاج وقتها كان المثقف العروبي صالح البكاري.. الذي عين لاحقا وزيرا للثقافة ثم سفيرا في الرباط لمدة تجاوزت العشرة أعوام..

وهذا يؤكد مرة أخرى أن شخصيات علمية وثقافية وسياسية عروبية ومن اليسار القومي نجحت في عهدي بورقيبة وبن علي في تصدر المشهد السياسي والثقافي والإعلامي الرسمي وفي مستوى المجتمع المدني.. وكان لديها حضور في الإدارة المركزية للدولة بقرار من بورقيبة وبن علي..

بن علي والقذافي والجزائر

س ـ وثائق المحاكمات السياسية السابقة في تونس وشهادات عدد من المعارضين السابقين تشير إلى علاقة مميزة ربطت منذ سبعينيات القرن الماضي رئيس ليبيا معمر القذافي وفريقه بزين العابدين بن علي عندما كان مديرا للمخابرات العسكرية قبل اتفاقية كانون الثاني / يناير 1974 للوحدة بين تونس وليبيا ثم مديرا عاما للأمن ما بين 1978 و1980 أي قبل التحرك العسكري الذي قامت به “الجبهة القومية لتحرير تونس”، التي انطلقت من ليبيا والجزائر وكان لديها مئات المسلحين تدربوا مع “ثوار جبهة البوليساريو” أو في مخيمات التدريب في ليبيا والمخميات الفلسطينية في لبنان وخارجه..

ـ  لقد تصالح بن علي بسهولة مع حكومة القذافي فور دخوله قصر قرطاج في 1987 وأعاد بسرعة العلاقات المقطوعة أواخر عهد بورقيبة.. وأمكن له ذلك لأسباب عديدة من بينها “صداقاته” داخل التيار العروبي في تونس وفي ليبيا والمنطقة..

وأسجل مثلا أن عددا من قادة الكومندوس المسلح التابع “للجبهة القومية لتحرير تونس” الذي هاجم مدينة قفصة (جنوبي غربي البلاد) اعترفوا في أبحاثهم وأمام محكمة أمن الدولة بعلاقاتهم بجبهة “البوليساريو الصحراوية” وبنظام القذافي وأن بن علي مدير عام الأمن الوطني كان قريبا منهم.. وقد تسببت تلك الاعترافات في إصدار بورقيبة قرارا بعزل زين العابدين بن علي ورئيسه وزير الداخلية عثمان كرشيد بعد اتهامهم بـ “الفشل” في الكشف عن الكومندوس القادم من ليبيا والجزائر قبل بدء تنفيذ عمليته.. واتهمت بعض شهادات العسكريين في المحافظات الجنوبية للبلاد بن علي وقتها بعدم إبلاغ تقاريرها عن التحركات “المشبوهة” لمجموعات سرية قادمة من ليبيا والجزائر..

وقد أكد عز الدين الشريف وأحمد المرغني القائدان السياسيان “للجبهة القومية العربية لتحرير تونس”، نواة الكومندوس الذي هاجم محافظة قفصة في يناير 1980 أن بن علي كان “قريبا منهم”.. وأنهم تلقوا “تسهيلات” من سياسيين بارزين في ليبيا والجزائر مكنوهم من قيادة عمليات تدريب “الثوار” مع مسلحي جبهة البوليساريو ومقاتلي “الصحراء الغربية” الموالين للنظام الجزائري وأخرى في ليبيا والمخيمات الفلسطينية ومراكز التدريب العربية على السلاح في لبنان..

بل إن عز الدين الشريف كان يقول إنه كان على اتصال شخصي مع زين العابدين بن علي قبل هجوم 1980..

في نفس السياق يؤكد محمد العكرمي الذي كان قياديا في حزبنا، الاتحاد الوحدوي الديمقراطي بعد 1988، أنه كان “على تواصل مباشر مع بن علي منذ عقود وأن بن علي كان عروبيا وقوميا ومناصرا للقضايا العربية وبينها قضايا تحرير فلسطين ورفع احتلال العراق الخ..”.

والمعروف أن العقيد بن علي كان متواصلا مع القذافي .. قبل اتفاقية الوحدة التي أبرمها القذافي وبورقيبة في كانون الثاني / يناير 1974 بجزيرة جربة السياحية في الجنوب التونسي بحضور وزير الخارجية “العروبي” محمد المصمودي.. وقد فوجئ بورقيبة ورئيس الحكومة الهادي نويرة ورفاقهما بكون القذافي اقترح اسم زين العابدين بن علي في “فريق حكومة دولة الوحدة”، التي سميت “الجمهورية العربية الإسلامية”. لذلك أمرا بالتحقيق في الأسباب التي أدت إلى اختياره من قبل القذافي بينما استبعدت قائمته شخصيات كبيرة في الدولة بينها الهادي نويرة رئيس الحكومة والوزراء المقربين منه ومن حرم الرئيس وسيلة بن عمار..

 

 

وكانت نتيجة التحقيق استبعاد بن علي من رئاسة مؤسسة المخابرات العسكرية وتعيينه ملحقا عسكريا في سفارة تونس بالرباط..

لكن بن علي الذي انفتح على الثقافة الغربية وعلى موطنه في المنطقة السياحية بالساحل التونسي ظل قبل توليه الرئاسة وبعد ذلك “عروبيا”.. لأنه أصيل  “عرام” بالقرب من مارث ومدنين وقابس من الجنوب التونسي.. وهي منطقة أنجبت عددا كبيرا من رموز التيار العروبي واليسار القومي قبل استقلال تونس عن فرنسا وفي مرحلة بناء الدولة الوطنية الحديثة ..

في نفس الوقت أذكر كقيادي سابق في “حزب الشعب الثوري” التونسي في 1980 أن التنظيمات القومية واليسارية “السرية” التونسية كان لديها أكثر من ألف مقاتل تونسي في لبنان، بينها حوالي 700 تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومئات كانت تدربهم المخابرات الليبية بإشراف مباشر من رئيسها المعروف عبد الله السنوسي.. فيما كان مئات المسلحين من “اليسار القومي الثوري التونسي” تدربوا مع جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية وفي ليبيا بتنسيق بين السلطات الليبية وجناح في القيادة العسكرية والسياسية الجزائرية بزعامة سليمان هوفمان رئيس المخابرات وصالح صوت العرب قائد المنطقة العسكرية الثانية سابقا والشريف مساعدية الأمين العام لحزب جبهة التحرير…

وكان عشرات من هؤلاء المسلحين التونسين شاركوا في “كومندوس الهجوم على قفصة في 1980”..

وقد تنقلت شخصيا خلال الـ 48 ساعة التي أعقبت الإعلان عن عملية قفصة، بتنسيق مع المعارض التونسي المقيم في الجزائر الزعيم القومي العربي إبراهيم طوبال، إلى مخيمات المسلحين وقياداتهم في لبنان والعراق وليبيا ثم إلى الجزائر.. ونجحت في إقناع جورج حبش في لبنان وأبو نضال صبري البنا في العراق وقيادات المسلحين التونسيين بتعطيل نقل ما لا يقل عن 500 مسلح تونسي جوا في طائرات ليبية من لبنان إلى الجنوب التونسي لدعم “ثورة تحرير تونس” و”جيش تحرير تونس” الذي انطلق من قفصة..

أخبار, حوارات, ندوات ودراسات 0 comments on تقرير الندوة الحوارية حول:+ توصيات بتطوير الشراكة بين دول جنوب العالم وبلدان ” محور المقاومة للاستعمار”

تقرير الندوة الحوارية حول:+ توصيات بتطوير الشراكة بين دول جنوب العالم وبلدان ” محور المقاومة للاستعمار”

تقرير الندوة الحوارية حول:

المتغيرات في افريقيا وبوادر تشكل النظام العالمي الجديد ودعم مطالب التحرر الوطني 

+ توصيات بتطوير الشراكة بين دول جنوب العالم وبلدان ” محور المقاومة للاستعمار”

بقلم منية العيادي 

نظمت جمعيتا “تونس للكفاءات” و “المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية ابن رشد” ندوةحوارية بعنوان “المتغيرات في افريقيا وبوادر تشكل النظام العالمي الجديدودعم مطالب التحرر الوطني ومقاومة المشاريع الاستعمارية الجديدة .”

” شارك في تأثيثها مختصون في الدراسات الاقتصادية و الجيواستراتيجية من تونس وبلدان المغرب العربي وافريقيا..

الورقة العلمية التمهيدية للندوة تناولت قدمها الأستاذ كمال بن يونس رئيس المؤسسة العربية الافريقية للدراسات الاستراتيجية ابن رشد ونائب رئيس جمعية ” تونس للكفاءات “.

وأوضحت هذه الورقة التمهيدية أن قضايا التحرر الوطني والانتصار لمحور المقاومة إقليميا ودوليا وبناء نظام إقليمي ودولي عادلين من بين ابرز التحديات التي تواجه نحو ملياري مواطن افريقي ومئات ملايين مواطن عربي ومليار ونصف من شعوب الدول الإسلامية بعد نحو 70 عاما عن الاستقلال عن الاستعمار التقليدي البريطاني والفرنسي والاسباني والإيطالي ..

ودعت ورقة رئيس مؤسسة ابن رشد للدراسات الاستراتيجية العربية الافريقية الإعلاميين والمثقفين وصناع القرار في العالم العربي الإسلامي وفي دول أمريكا اللاتينية واسيا وافريقيا الى إعادة الاعتبار لمطالب التحرر الوطني وإقامة علاقات دولية متعددة الأقطاب تتقاطع فيها مصالح الشعوب ولا تكون أسيرة اجندات دول الاستعمار القديم والجديد أو ” القوى الاستعمارية الصاعدة ” التي تسعى لاختراق افريقيا محاولة الاستفادة من ضعفها وتشرذم دولها و” الحروب بالوكالة ” التي انتشرت فيها .

 الندوة  كانت مناسبة لتقديم محموعة من الورقات والمناقشات التي أعطت الأولوية لتحليل فرضية تحرر دول القارة الافريقية من الاستعمار المباشر وغير المباشر والبدء في مرحلة بناء نظام إقليمي ودولي جديدين سواء في إطار إفريقي-إفريقي أو في إطار إفريقي-عربي-إسلامي لكي تصبح القارة منافسا لبقية قارات العالم والتحديات التي تواجه هذه الفرضية.

تأسيس تكتل عربي-إفريقي قد يكون الأضخم في العالم؟

 

سلّط الخبير الاقتصادي رضا شكندالي الضوء على أهمية التوجه العربي نحو الاستثمار في القارة الافريقية حيث وصف التكتلات العربية والافريقية بالضعيفة على مستوى التبادل التجاري البيني مشيرا إلى أن أنظارالدول الصناعية الكبرى  تتجه اليوم نحو الاستثمار في افريقيا التي تمثل محل تنافس كبير للاستثمار بين دول عظمى في العالم وتسجل بلدانها نسب نمو اقتصادي كبيرة جدا .

وسجل الشكندالي أن تقارير البنك الدولي أثبتت أن الدول الافريقية أدخلت إصلاحات كبيرة على مستوى التشريعات وعلى مستوى مناخ الأعمال جعلت منها بلدانا جاذبة للاستثمارات .

إذن فالفرصة  سانحة بالنسبة للدول العربية التي يمكن أن تؤسس لتكامل اقتصادي عربي-افريقي وافريقي إسلامي ، خاصة وأننا لا نتحدث عن كتلتين منفصلتين بل متكاملتين في ظل وجود 6 دول عربية واقعة في شمال القارة الافريقية (بلدان المغرب العربي ومصر) و5 بلدان عربية متواجدة في جنوب الصحراء (السودان وجنوب السودان وجيبوتي والصومال وجزر القمر) يمكن أن تأهلهما أن يصبحا أضخم تكتل في العالم.

وأشار رضا الشكندالي إلى أن أكثر من نصف العرب يقطنون في افريقيا وبالرغم من ذلك فالعلاقات العربية الافريقية تتميز بالحذر مرجعا أسباب هاته الاستراتيجية الحذرة إلى  رؤية  إلى افريقيا على أنها بيئة للعنف والانقلابات والحروب وتفضيل الطابع السياسي في العلاقات معها على الطابع الاقتصادي  إلى جانب إصرار بعض الدول العربية على التعامل مع الشركاء التقليديين في أوروبا وأميركا على الرغم من أن الأزمة المالية العالمية الأخيرة ضربت وبشدة الطرفين وخاصة أوروبا.

وأكد شكندالي أنه توجد إمكانيات متاحة حاليا لتكامل افريقي عربي إسلامي  تهيئ افريقيا والعالم العربي الإسلامي للعب دور مهم في تأمين التجارة الدولية خاصة وأن شمال افريقيا وغرب الوطن العربي يؤثران في أمن البحر الابيض المتوسط وخطوطه  التجارية بالإضافة إلى وجود قناة السويس ما يجعل هذا التكامل محددا لأمن البحر الأحمر وخطوطه التجارية علاوة على موقع الصومال وجيبوتي المطلة سواحلهما على البحر وخليج عدن وموقع السودان المطل على البحيرات الكبرى في افريقيا الوسطى  مشيرا إلى أن هذا التقارب يمكن أن يؤسس لقوة اقتصادية كبرى تسيطر على أهم الخطوط التجارية في العالم خاصة وأن افريقيا تتوسط قارات العالم على مساحة شاسعة تزيد عن خمس مساحة الأرض والوطن العربي يمتد على قارات ثلاثة ويمسك بأهم المضائق البحرية والممرات المائية في العالم بينما تبلغ سواحله البحرية أكثر من 12 ألف كلم.

38 بالمائة من نفط العالم

 

ودعا المشاركون في الملتقىإلى إمكانية تطوير التنسيق بين دول المنطقة  العربية الافريقية على مستوى الاستثمار الزراعي والفلاحي خاصة وأن الدول العربية تنتج تقريبا حوالي 38 بالمائة مما ينتجه العالم من النفط الذي يستعمل في صناعة الأسمدة إضافة إلى امتلاك افريقيا 4000 كلم من مصادر المياه العابرة فيما تسيطر دول الجوار العربي على منابع المياه داخل الحدود العربية بنسبة 60 بالمائة وهو ما يمكن من مواجهة الشح في مصادر المياه العربية ومن معالجة التصحر وتضييق الفجوة القائمة بين الموارد المائية المتاحة والحاجات الراهنة والمستقبلية في افريقيا.

كما أشارت ورقات الملتقى   إلى أن التكامل الاقتصادي العربي-الافريقي الإسلامي يمكن أن يفرز سوقا استهلاكية كبيرة لأكثر من خمس سكان العالم وهو ما يسيل لعاب كبار المستثمرين ويدفعهم للتعامل مع هذا التكتل وبالشروط التي يريدونها. ..

 

التكامل بين الدول العربية والافريقية والإسلامية

 

..في نفس الوقت لفتت الورقات المقدمة في الندوة بالمنافع السياسية لتطوير التكامل العربي-الافريقي– الإسلامي . هذا التكامل الاقتصادي  سيجعل افريقيا و العالم العربي الإسلامي “ قوة ضغط ديبلوماسية كبيرة تتكون من مئات السفراء والخبراء لدى المنظمات والهيئات الناشطة في المجال الدولي .

وبالتالي سوف تصبح المنطقة “ قوة ضاربة في التفاوض مع الطرف الأمريكي والأوروبي وبشروط قد يفرضها هذا تكتل بلدان ” الجنوب ” الذي يطمح للتحرر الوطني ، عوضا من أن يقبلها من مؤسسات دولية كالاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي التي تفرض شروطا كبيرة على دول الجانبين العربي والافريقي. 

وجددت الورقات العلمية والنقاشات على   ضرورة أن ينخرط الطرفان العربي والافريقي في رؤية اقتصادية ترمي إلى تحقيق المصالح المشتركة للجانبين ويمكن الاستفادة من بعض الرؤى التي تبنتها بعض المؤسسات الإقليمية العربية والافريقية ومنها منظمة الاتحاد الافريقي والبنك العربي للتنمية الاقتصادية بافريقيا.

      

    إفريقيا .. منجم التجديد والابتكار.. مكمن الفرص والتحديات

 

على صعيد اخر قدم الباحث في العلاقات الدولية وعضو مجلس الشباب العربي الافريقي والديبلوماسي السابق بشير الجويني ورقة علمية موسعة للملتقى اعتبرت  أن إفريقيا تواجه تحديات متنوعة تأخذ أشكالا متعددة منها ما هو مغر لكن منها أيضا ما يطرح أسئلة لعل بعض إجاباتها انطلقت منذ 2010.

وأشار إلى أن بعض القوى غيرت نظرتها إلى افريقيا حيث شهدت القارة السمراء نجاحا مطّردا في تدفقات الاستثمار الأجنبي ورغم ذلك لازال عدد من القوى ينظر إليها على أنها مصدر لععد كبير من الثروات الطبيعية لذا وجب تعديل نظرة العالم لافريقيا ونظرتها له وهو ما نجح فيه عدد من القوى الشابة.

 

تجارب الاندماج المالي والتكنولوجي

 

ويشير الباحث إلى أن افريقيا شهدت الكثير من التطورات على المستوى الاجتماعي  والاقتصادي والتكنولوجي وعلى مستوى الاستثمار والبنى التحتية.

 واستعرض بعض التجارب التي شهدتها بعض الدول الافريقية ومنها

** تجربة الإندماج المالي وتتمثل في دمج الفئات ذوي الدخل المالي المنخفض التي لا يسمح لها بالانخراط في عمليات النظام المصرفي بالتعامل مع الجهاز المصرفي وإتمام المعاملات المالية باستخدام المحمول.

وأضاف أن إفريقيا  تحتل المرتبة الأولى عالميا في تنقل الأموال عبر الهواتف.

 التجربة في مجال الخدمات المالية والإدماج بكينيا  equity bank **

** تجربة الشراكة بين جنرال الكتريك وحكومة نيجيريا من خلال مشاريع البنية التحتية، وبناء القدرات وذلك من خلال تدريب الكفاءات والمهارات إضافة إلى تطبيق برامج ومبادرات الرعاية الصحية.

     ** تجارب بيع الطاقة الكهربائية بالهاتف الجوال بكل من كينيا وأوغندا  

      ** تجربة تصنيع السيارات في المغرب و تطوره حيث تم انتاج مليون سيارة في أفق 2020 واستقرار شركات عالمية في البلاد مثل “رينو” و”بيجو” الفرنسيتين وشركة “بي واي دي” الصينية حيث يتصدر المغرب قائمة الدول المصدرة لمنتجات السيارات في منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط.

** تجربة انتاج غذائي جديد للتصدي للمجاعة في افريقيا بطرق مستحدثة مثل تجربة الضيعة الكبيرة في نيجيريا  

** تجربة تصنيع مواد غذائية ومنتجات استهلاكية ذات تكلفة معقولة وقابلية استعمال على نطاق واسع مثل تجربة “اندومي” في نيجيريا.

** التركيز على المستقبل بناء على نسب الشباب ومن ذلك تجربة الجمعية الكينية

 /kenya generation

لإعانة الشباب المتخرج حديثا ووأد الهوة بين سوق الشغل والشباب وتجربة المؤسسة الناشئة الجنوب افريقية في مجال التعليم عن بعد

getsmarter

وجامعة القيادة الإفريقية التي تتعامل مع جامعات مرموقة عالميا.

وختم الباحث بشير الجويني مداخلته بالقول إن الموارد المتاحة أمام الإنسان العربي والافريقي الآن هي الأضخم في التاريخ والتحدي ليس تحدي ندرة ووفرة بل هو متعلق أساسا بترجمة هذه الموارد إلى فرص مفضية لتحسين واقع البشرية والتجديد هو النقطة الرئيسية التي يتعين أن ينطلق منها الأفارقة ويعودوا إليها مؤكدا على أن التجديد والتعويل على القوى العاملة الشبابية هو مفتاح الخروج إلى العالم بإفريقيا شابة فتاة وحرة.

متدخلون عبر تطبيقة ” زوم ” :

 لا يمكن للدول الافريقية أن تجد لها موقعا  ضمن النظام الدولي الجديد إلابدعم الجبهة الداخلية

أورد عدد من المتدخلين من البلدان العربية وبلدان الساحل والصحراء عبر تطبيقة ” زوم ” أن افريقيا تمتلك عديد الفرص في سبيل النهوض بهذه القارة وإيجاد موقع ضمن التنافس الدولي خاصة بعد التحولات الجيوسياسية التي شهدها ويشهدها العالم سواء فيما يتعلق بظروف ما بعد جائحة كورونا أو الأزمة الروسية الأكرانية .

وسجلت الورقات المقدمة أن  هنالك عدة عوامل تعرقل  النهوض الافريقي من بينها الضعف السياسي الذي تشهده الكثير من الدول الافريقية  بسبب الاضطرابات و الانقلابات العسكرية التي تشهدها بعضها خاصة في بوركينا فاسو ومالي وافريقيا الوسطى وغينيا وعدم التداول السلمي على السلطة بالإضافة إلى عدم وجود دول لديها اقتصاد صلب ومتطور بل نجد مجموعة من الاقتصادات الريعية .فيما يتعلق بالدول التي تمتلك احتياطات نفطية أو تصدر المواد الأولية ناهيك عن ضعف البنية الاجتماعية الذي تغذيه النعرات الاثنية.

 

التحرر من القوى الاستعمارية التقليدية

 

وأشارت الورقات المقدمة  إلى أن المشكلة تكمن في ضعف البلدان الافريقية على  المستوى الداخلي سواء السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي وهو ما يؤثر على تموقعها وقوتها سواء في محيطها الإفريقي أو على المستوى الخارجي مشيرا إلى أن بعض النخب الإفريقية حسب اعتقاده لم تتحرر بعد ولازالت موالية سواء للقوى الاستعمارية التقليدية مثل فرنسا وبريطانيا أو لأخرى جديدة مثل روسيا وغيرها.

وشدد المشاركون بورقات وفي النقاش العا  أنه لا يمكن للقارة الافريقية أن تجد لها مكانا في ظل هذه الفرصة التي يوفرها النظام الدولي الجديد إلا بتقوية بلدانها داخليا سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي بما فيها إضفاء الحوكمة الرشيدة داخل الأنظمة السياسية الإفريقية والتداول السلمي على السلطة وغيرها من الجوانب الداخلية.

         

تكنولوجيا المعلومات والامن السيبراني

 

من جهته أشار الدكتور علي غريب الخبير فيتكنولوجيا الاتصالات والامن السببيرني إلى أهمية وسائل الاتصال والتواصل الحديثة وما تشكله كجزء من برامج التنمية الأفريقية التي أصبحت تعتمد بشكل كبير على مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي قامت بحل عديد المشاكل التي كانت تفصلها قديما عن السوق الاقتصادية العالمية .

كما أشار أيضا إلى أهمية إنشاء مؤسسات تعليمية وجامعات افريقية افتراضية للتدريس عن بعد وما تمثله من فرص لتموقع البلدان الافريقية في العالم الافتراضي العالمي من جهة وما تشكله من دعم لعديد الطلبة سواء من افريقيا أو من بلدان أخرى.

وأكدت ورقة الدكتور علي غريب أنه وسط تحول النظام العالمي الجديد الذي تسيطر عليه الصين وأمريكا يمكن للبلدان العربية والافريقية أن تجد لها مكانة مضيفا أن مؤتمرات القمة الافريقية الصينية والافريقية اليابانية والعربية الافريقية  تعطي الأمل لبقية الدول الافريقية والعربية الصغرى  في بناء نظام إقليمي ودولي جديدين يحترمان السيادة الوطنية ومطالب ” دول محور المقاومة في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية “.

 

الصراعات   الجديدة ..ومسؤولية النخب

 

واعتبر رئيس جمعية تونس للكفاءات الرئيس الشرفي لمنظمة الخبراء المحاسبين في تونس شكري الحيدري أن هنالك مصالح جديدة فرضت على الدول العربية أو الافريقية أو على دول العالم أجمع التي أصبحت ترى مستقبلها في الطاقة والطاقة البديلة وهو ما أدّى إلى وجود تشكلات أخرى  أفرزتها الاكتشافات الجديدة لحقول الغاز والنفط حولت الصراعات نحو شمال افريقيا ومنها بلدان ليبيا والجزائر وموريطانيا وبعض البلدان الافريقية ومن بين تلك المصالح الجديدة أيضا الصراع حول المياه خاصة مع ندرة الأخيرة وحالة الجفاف التي تعاني منها عديد البلدان وما يحدث بين مصر والسودان من ناحية وأثيوبيا من ناحية أخرى حول سد النهضة هو خير دليل.

وقال شكري الحيدري أن الدور منوط بالكفاءات  في تونس والدول العربية والافريقية والإسلامية والاسيوية وسواء كجامعيين أو كباحثين أو كرجال أعمال أو رجال اقتصاد لفهم التموقعات الجديدة واتجاهات الصراعات الإقليمية والدولية واستشراف المستقبل عن طريق مراكز البحوث والدراسات .      

 

     

 

إرادة الشعوب

 

ومن بين مداخلات الحاضرين في الندوة اعتبرت الأستاذة  فايزة غريب أن المستقبل سيكون افريقيا بلا شك مشيرة إلى أن القارة الإفريقية رغم كل مشاكلها والتهديدات التي تشهدها فهي تعج بالفرص مستنكرة تمسّك شباب البلدان الافريقية بالهجرة نحو أوروبا التي ترى أن لا مستقبل لها.

واعتبرت المتدخلة أن افريقيا ترفض كل أشكال الاستعمار ويبقى الأمر منوطا بالشعوب التي يجب أن تدرك وتعي أن المستقبل لها وليس لغيرها وحينها فقط سيتمكن العملاق الافريقي من الانطلاق..

 

تحرير العقليات

 

من جهتها اعتبرت الناشطة في المجتمع المدني سعاد حمدي أن الشعوب العربية والافريقية لن تحرر إلا بتحرر العقول والخروج من دائرة الخضوع للآخر على كل المستويات قائلة إن ما يحكم دول العالم اليوم هو المصالح وفي قاموس تلك الدول لا يوجد صديق دائم أو عدو دائم بل مصلحة دائمة .

وأضافت أن كبرى دول العالم تتنافس حول مصالحها الاستراتيجية بينما لازالت الدول العربية والافريقية تتحدث عن التحرر وهو ما أخر سعيها نحو التقدم

   

 تغطية منية العيادي .        

أخبار, البارزة, حوارات 0 comments on مؤرخ تونسي: بورقيبة اعتمد على شيوعيين وليبراليين ومستقلين

مؤرخ تونسي: بورقيبة اعتمد على شيوعيين وليبراليين ومستقلين

كمال بن يونس


يعتبر المؤرخ والمفكر التونسي المخضرم خليفة شاطر أحد أبرز الباحثين في التاريخ والسياسة الدولية. تعرف عن قرب على أغلب السياسيين والمثقفين والإعلاميين والجامعيين خلال السبعين عاما الماضية بينهم الرؤساء السابقون الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي وفؤاد المبزع والباجي قائد السبسي..
يتابع خليفة شاطر، وهو في العقد التاسع من عمره، الكتابة في وسائل الإعلام التونسية والدولية وإصدار كتب علمية سياسية مثيرة، آخرها كتاب عن عهد الرئيس الأول لتونس الحبيب بورقيبة (1955ـ 1987) وثان عن الزعيم الوطني الليبرالي ورئيس الحكومة الانتقالية قبل الاستقلال الطاهر بن عمار..

عرف خليفة شاطر الرئيس الحبيب بورقيبة وعائلته والمقربين منه عن قرب.. ودرس مع زين العابدين بن علي وعدد من وزرائه ومستشاريه في الثانوية ثم عرفه عن قرب رئيسا. وقد أهله ذلك لتولي مسؤوليات علمية وثقافية وأكاديمية كثيرة في عهدهما، بينها رئاسة مؤسسة جمعية دراسات دولية ومعهد الدراسات الدولية التابع لها والذي تخرجت منه نخبة من الدبلوماسيين وكبار المسؤولين في الدولة..

الإعلامي والأكاديمي كمال بن يونس التقى المؤرخ خليفة شاطر وأجرى معه الحوار التالي الخاص بـ “عربي21” حول صفحات سرية من تطور الحياة الفكرية والسياسية في تونس خلال الـ65 عاما الماضية، والصراعات داخل مؤسسات الحكم والمجتمع والمعارضة بين الشيوعيين والليبراليين والقوميين والإسلاميين:

س ـ أستاذ خليفة شاطر أنت مؤرخ وباحث كبير من بين خريجي جامعة “السوربون” في فرنسا منذ 1974.. عرفت عن قرب مبكرا الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ابن بلدتك المنستير، وتعرفت على أغلب المقربين منه خلال 32 عاما من الحكم وبينهم رئيس الوزراء والمفكر محمد مزالي ومدير الحزب المثير للجدل الوزير محمد الصياح.. ثم ألفت كتابا علميا عن بورقيبة.. كما أنك واكبت المسار السياسي للرئيس زين العابدين بن علي وثلة من رفاقه في المعهد الثانوي بمدينة “سوسة”، 130 كلم جنوبي العاصمة تونس، منذ كنتم طلابا في الثانوية.. فكيف تقيم المرجعيات الثقافية والفكرية للرئيسين بورقيبة وبن علي والحزب الحاكم في عهدهما، ما بين 1955 و2011؟ هل صحيح أنهم اعتمدوا على سياسيين ومثقفين من مدارس “غربية” ليبرالية وشيوعية واشتراكية ودخلا في قطيعة مع رموز التيارات العروبية والإسلامية؟

ـ لا أعتقد أن الزعيم بورقيبة اختلف عن منافسه في قيادة الحزب والحركة الوطنية صالح بن يوسف بسبب العلاقة مع الزعيم جمال عبد الناصر والقومية العربية والإسلام ..

الخلاف كان سياسيا ..حسم لصالح بورقيبة وانصاره الذين كانوا أقلية في قيادة الحزب عام 1955، لكنهم نجحوا في تغيير ميزان القوى لصالحهم بدعم من فرنسا ومن عدد من زعماء الحزب والحركة النقابية الذين ” تضخم دورهم لاحقا” بينهم الحبيب عاشور واحمد بن صالح واحمد التليلي ومصطفى الفيلالي والهادي نويرة والباهي الادغم ..

بعد ذلك كنا في اتحاد الطلبة مباشرة بعد الاستقلال مساندون للحزب ولبورقيبة ، لكن بزرت مبكرا بيننا 3 مجموعات و3 تيارات:

ـ التيار الأول “دستوري” تابع للحزب الدستوري الذي تزعمه الحبيب بورقيبة منذ 1934 ثم أصبح الحزب الحاكم بعد 1956، وكان من بين قادته عبد المجيد شاكر ومحمد بن عمارة ومصطفى الفيلالي ثم محمد الصياح ..

ـ الثاني تيار يضم اليسار الشيوعي والاشتراكي وكان من أبرز رموزه المنصف سلامة، أصيل مدينة المنستير موطن بورقيبة ، وهو قيادي سابق في الحزب الشيوعي التونسي .

وقد جذب المنصف سلامة الى الحزب الدستوري شخصيات شيوعية بينها محمد الصياح الذي سيصبح لاحقا نائب مدير للحزب ثم وزيرا مديرا مركزيا للحزب ووزيرا للتربية والتعليم والتجهيز. ويعتبر الصياح من بين أكثر من أثروا في توجهات الحزب والدولة الفكرية والسياسية في الستينات والسبعينات والثمانينات ..وأوشك أن يعين رئيسا للحكومة في 1980 قبل أن ينحاز الرئيس بورقيبة إلى المرحوم محمد مزالي بتأثير من زوجته وسيلة.

وقد استقطب محمد الصباح والمنصف سلامة وفريقهما شخصيات شيوعية واشتراكية ونقابية يسارية كثيرة انخرطت بدورها في الحزب ثم تولت مسؤوليات عليا في الدولة بينها حقائب وزارية ..

وكان من بين هؤلاء العربي عبد الرزاق و عمر بالخيرية و الهادي الزغل الذي عين وزيرا للشباب والرياضة في حكومتي الهادي نويرة ومحمد مزالي.

وتولي العربي عبد الرزاق مسؤوليات عليا في قطاعات التربية والثقافة والشباب والاعلام بينها مناصب برتبة وزير مثل مدير ورئيس تحرير دار العمل. كماعين عضوا في البرلمان لمدة عشرة أعوام (1974 ـ 1984 ) وفي القيادة العليا للحزب، “الديوان السياسي “، ما بين 1978 و1981.

ـ أما التيار الثالث فكان يضم المستقلين، كنت من بينهم مع شخصيات برزت لاحقا على رأس حركات يسارية، مثل “حركة آفاق”، أو على رأس مؤسسات الدولة. وكان من بين هؤلاء احمد السماوي الذي سيصبح في 1968 من بين قيادات حركة “آفاق”، لكنه عين فيما بعد وزيرا ومسؤولا أول عن قطاعات استراتيجية في الدولة مثل السياحة والنقل ..

وقد نظم “المستقلون” و”الدستوريون” مرارا تحركات ضد محمد الصياح ورفاقه القادمين من الحركة الشيوعية.. لكنهم صمدوا وعززوا مواقعهم عبر اظهار ولاء كبير لبورقيبة والمقربين منه..

بورقيبة والاشتراكية والشيوعية

س ـ كيف تفسر أن الزعيم بورقيبة ورفاقه في الحركة الوطنية انحازوا مبكرا إلى النقابات العمالية والتوجهات اليسارية الاجتماعية رغم قرار حظر الحزب الشيوعي التونسي في جانفي 1963؟ ولماذا انحاز بورقيبة وقيادات البلاد في الستينيات إلى سياسة “اشتراكية” ولتغيير اسم الحزب الحاكم في مؤتمره الوطني في 1964 بمدينة بنزرت من “الحزب الحر الدستوري” إلى “الحزب الاشتراكي الدستوري”؟

ـ لم يكن للرئيس بورقيبة ورفاقه في قيادة الحركة الوطنية التونسية مشروع سياسي اقتصادي أو برنامج اجتماعي ولا أي تصور للدولة الحديثة المستقلة التي كانوا يطالبون بها في عهد الاحتلال .

فلما تغيرت موازين القوى دوليا واضطرت فرنسا إلى الاعتراف باستقلال تونس والمغرب وعدد من مستعمراتها ، انفتح بورقيبة ورفاقه على قيادات النقابات ، وخاصة الاتحاد العام التونسي للشغل ، واستفادوا من دراساتهم الاقتصادية والاجتماعية ، التي كانت متأثرة باليسار العمالي الدولي والتيارات الاشتراكية العالمية .

لكن بورقيبة أعلن مرارا أنه ضد الشيوعية التقليدية وتبنى حتى موفى الستينات “الاشتراكية الدستورية” ( أو الاشتراكية البورقيبية ) وسياسة “التعاضد”، أي تأسيس آلاف الشركات الاهلية التي تشرف على قطاعات التجارة والصناعة والزراعة ، وتكون الملكية فيها أساسا للدولة مع مشاركة للخواص .

فلما فشلت تلك السياسة وتسببت في أزمة اقتصادية اجتماعية أمنية شاملة تخلى عنه وسمح بمحاكمة المشرف على تنفيذها الوزير والزعيم النقابي القوي احمد بن صالح و”اليساريين ” المقربين منه .

ورغم حضر الحزب الشيوعي التونسي ومحاكمة عدد من المجموعات المعارضة اليسارية والقومية فقد تبنى بورقيبة ، ومن بعده الرئيس زين العابدين بن علي ، “إدماج المعارضين السابقين” ونخبة من رموز اليسار الماركسي والقومي ” في الحزب الحاكم وفي مؤسسات الدولة وفي الإدارة الحكومية .

وبالنسبة لمنظمات الشباب التابعة للحزب سمح بورقيبة ومن بعده بن علي ب” الانفتاح على المعارضين السابقين ” وعلى يساريين ماركسيين شريطة التزامهم بالتوجهات الكبرى لسياسته ..

وبعد إقرار التعددية الحزبية في العشرية الأخيرة من حكمه ، كان بورقيبة يستقبل زعماء الأحزاب الشيوعية والاشتراكية واليسارية والليبيرالية ويدعوها إلى ” العودة إلى الحزب “،رغم تبني رئيس حكومته محمد مزالي وزوجته وسيلة للتعددية والديمقراطية السياسية والحزبية …

ورغم قمع السلطات في عهدي بورقيبة وبن علي مرارا للمعارضة بمختلف رموزها فقد حرصا في فترات عديدة على “احتواء المعارضين التائبين” و”التحالف مع النقابات والنقابيين”.

لذلك تضخم دور النقابات وقيادات اتحاد الشغل التي نجحت مبكرا في استقطاب الجامعيين والاكاديميين اليساريين والمستقلين عن الحزب الحاكم .

وقد تزايد دور هؤلاء الجامعيين في عشرية السبعينات التي أسندت فيها رئاسة الحكومة للخبير الاقتصادي الليبيرالي ومحافظ البنك المركزي السابق الهادي نويرة .

الولاء قبل الكفاءة

س ـ هناك من يعتبر أن من بين غلطات الدولة في عهد بورقيبة الاعتماد على شباب من خريجي الجامعات الغربية ممن ليست لديهم خبرة وتجارب، بهدف استبعاد المناضلين الوطنيين الذين كانت ميولتهم عربية إسلامية ومن خريجي جامعة الزيتونة.. فكانت الحصيلة أن أعطيت الأولوية للولاء وليس للخبرة والنجاعة.. وتواصل نفس السلوك بعد بورقيبة..

ـ أولا بورقيبة قرب منه مناضلين سابقين ليسوا من خريجي الجامعات الاوربية ، بينهم عبد الله فرحات، الذي أسندت إليها حقائب كثيرة مهمة جدا بينها الدفاع ، بالرغم من كونه لم يكن من بين حاملي شهادة الثانوية ( الباكالوريا )..اذن فكان يؤمن بأن ” الولاء قبل الكفاءة “..

في نفس الوقت كان بورقيبة حريصا على الترويج لفهم حداثي تقدمي للإسلام والتراث العربي .. لذلك دعا المفكر ووزير المعارف السابق في مصر طه حسين الى القاء خطاب في جامع الزيتونة والى افتتاح السنة الجامعية بحضور الشيخ الطاهر بن عاشور وزملائه .. واستغل بورقيبة المناسبة ليسمع مشايخ الزيتونة ” المحافظين ” بغلطهم عندما حاربوا أفكار المصلح الكبير الشيخ الطاهر الحداد وخاصة كتابه “امرأتنا بين الشريعة والمجتمع “..

وطلب بورقيبة من بن عاشور ومشايخ الزيتونة أن يعيدوا الاعتبار علميا للطاهر الحداد وكتبه بحضور طه حسين فحقق انتصارا عل خصومه “السلفيين” والقوميين والإسلاميين ..خاصة أن كثيرا منهم وقفوا ضده وانحازوا الى خصمه الزعيم صالح بن يوسف بعد اعلان الاستقلال الداخلي المحدود في 1955..

واستغل بورقيبة ذلك المنعرج للتأثير في توجهات اصلاح التعليم وقطاع الثقافة التي كلف بها لاحقا الاديب والمفكر الوجودي محمود المسعدي ..قبل أن تسند حقائب التربية والثقافة إلى شخصيات مثل الشاذلي القليبي ومحمد مزالي والبشير بن سلامة ..الذين لم يكن لهم نفس العمق الفكري والمعرفي ..وكان بورقيبة ومقربون منه يعتبرونهم أقرب إلى ” التيار المحافظ والسلفي “رغم السماح لهم بلعب دور وطني عبر مجلة ” الفكر” ثم على رأس مؤسسات الدولة ..

تراجع المستوى العلمي والثقافي

س ـ كيف تقيم اليوم مستوى العلمي والثقافي للجامعة التونسية وخريجيها الجدد وأدائها؟

ـ للأسف هناك تراجع عام في مستوى الخريجين والجامعيين في الجامعة التونسية وفي عدد من الجامعات العربية بما في ذلك في شعب الدراسات التاريخية والفكرية والفلسفية واقسام الدراسات الدولية ..

لكن بعض الأكاديميين التونسيين لديهم اشعاع عالمي وعربي ولديهم عمق معرفي وقدموا منشورات اثرت المكتبة العالمية مثل المؤرخ والمفكر هشام جعيط الذي توفي العام الماضي بعد أن أثرى المكتبة العالمية بمؤلفات علمية تأليفية عميقة عن التاريخ العربي الإسلامي في مختلف المجالات .

أخبار, حوارات 0 comments on رئيس هيئة “الدفاع عن الحريات والديمقراطية” : انهيار المسار الديمقراطي سيفرز دكتاتورية تدوم عشرين عاما

رئيس هيئة “الدفاع عن الحريات والديمقراطية” : انهيار المسار الديمقراطي سيفرز دكتاتورية تدوم عشرين عاما

++اسقاط حكومة الفخفاخ لم يكن في محله

كمال بن يونس

تأسست مؤخرا في تونس “هيئة وطنية للدفاع عن الحريات والديمقراطية ” بحضور شخصيات من عدة تيارات فكرية وسياسية بينها عياض بن عاشور ، الخبير الحقوقي الدولي ورئيس “البرلمان الانتقالي” عام 2011 ، وزعماء أحزاب لم ينخرطوا في مبادرتي ” مواطنون ضد الانقلاب ” و” جبهة الخلاص الوطني”..

وقد اسندت رئاسة هذه الهيئة إلى المحامي اليساري والحقوقي العياشي الهمامي الذي تزعم بين 2005 و 2008 ” جبهة 18 أكتوبرللحريات ” ، وعين في حكومة الياس الفخفاخ عام 2020 وزيرا مكلفا بحقوق الانسان والعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني لمدة نصف عام .

الاعلامي والاكاديمي كمال بن يونس التقى العياشي الهمامي واجرى معه الحوار التالي:

* استاذ العياشي الهمامي ..

أعلنتم مع فريق من الحقوقيين عن مبادرتكم في سياق سياسي من الحراك المعارض لقرارات الرئيس قيس سعيد منذ يوليو الماضي..

فهل امتداد لمبادرتي مواطنون ضد الانقلاب ، بزعامة الحقوقي اليساري الوزير السابق جوهر بن مبارك ، و جبهة الخلاص الوطني بزعامة السياسي المخضرم المحامي أحمد نجيب الشابي ؟

وهل هي مبادرة تهدف إلى توفير حزامي جديد للمبادرتين الاولى والثاني من بين الشخصيات والأطراف السياسية التي اعتذرت عن الانخراط فيهما لأن سقف مطالبهما السياسية مرتفع جدا مثل الدعوة إلى ” عزل الرئيس” و” إسقاط كامل منظومة 25 يوليو “؟

++ شكرا على طرح السؤال بوضوح ..

لكني أؤكد للجميع أن مبادرتي ” مواطنون ضد الانقلاب ” و” جبهة الخلاص” سياسيتان بامتياز ولديهما أجندا سياسية واضحة ..

في المقابل نحن نشطاء ديمقراطيون نهتم بالسياسة لكننا ندافع أساسا عن عن الحريات العامة والفردية وعن الحقوق .

وقد لاحظنا وجود حاجة في المجتمع وفي البلاد إلى هيئة تجمع بين اولوية الدفاع عن الحريات والحقوق والديمقراطية ..أي أننا نختلف عن المنظمات التي تتعامل مع قضايا حقوق الإنسان مثلا باعتبارها حالات انسانية وسياسية ومطالب معزولة عن النظام السياسي الذي قد يكون استبداديا ودكتاتوريا ..أي أن الانتهاكات فيه تكون شبه دائمة ..

ونعتقد أن من بين شروط احترام الحريات والحقوق النظام الديمقراطي ..

واليوم نعتقد أن النظام الديمقراطي في تونس في خطر وعلينا التحرك بسرعة وبنجاعة لتجنب الأسوأ..

الاستفتاء صوري؟

++ تقول “الديمقراطية في خطر”.. بينما يعترض على ذلك الرئيس وأنصاره ويستدلون استدل بكون قوات الأمن تحمي مظاهرات المعارضة ومؤتمراتها السياسية والإعلامية..

مازلنا نتمتع ببعض الحقوق وهامش من الحريات باتت بدروها مهددة لان رئيس الجمهورية الحالي انقلب على الدستور وقام بتفكيك مؤسسات الدولة المنتخبة وهو بصدد ارساء مؤسسات غير منتخبة مثل هيئة الانتخابات الجديدة التي وقع تنصيبها ومجلس الاعلى للقضاء الذي يراد له أن يعوض المجلس المنتخب ..

ويتخوف الديمقراطيون أن تكون نتيجة الاستفتاء تزييف ارادة الشعب وإضفاء مشروعية على الحكم الفردي بهدف الاستيلاء على السلطة نهائيا..وقتها قد تصبح اجتماعات شخصين من المعارضة او م الإعلاميين خرقا للقانون وللإجراءات الاستثنائية فتعود البلاد إلى مربع الدكتاتورية والاستبداد..

لذلك تتأكد حاجة المجتمع المدني لتشكيل هيئة وطنية للدفاع عن الحريات والديمقراطية.. ترفض دفع البلاد نحو ” استفتاء صوري” وانتخابات تشرف عليها السلطة التنفيذية بعد حل الهيئة العليا المستقلة المنتخبة وتعويضها بهيئة عينتها رئاسة الدولة ..

+ إذا افترضنا أن الاستفتاء سينظم رغم ضعف نسبة المشاركة ،هل من المتوقع أن تطرح السلطة في هذا الاستفتاء فرضيتي تصويت بنعم ولا على المشروع ؟

أم أنها ستتحرك منذ الآن على أساس أن نتيجة الاستفتاء كانت تزكية نتائج الاستشارة الالكترونية ومشروع الرئاسي حول استبدال النظام البرلماني المعدل بنظام رئاسي ..رغم معارضة النقابات والأحزاب ؟

– ليس لدينا أي فكرة ..لم يطلع احد على مشروع الدستور والاستفتاء ..كل شيء ممركز في قصر قرطاج ..

الوثائق حجبت عن الجميع بما في ذلك عن المحسوبين على الرئيس الذين ينتظرون أي إشارة لإعلان مساندتهم ..

لا احد يعرف حجم الأخطار التي تهدد المكاسب الديمقراطية التي ناضل من اجلها التونسيون طوال عقود ..

وليس معروفا بعد ان كان الدستور سوف يعدل كاملا ام جزئيا وعلى اي أساس ؟ ومن سيقوم بذلك؟

وليس معروفا الى حد الان النص الذي يقنن تفاعل الدولة مع نتيجة الاستفتاء اذا ما عارضت الأغلبية المشروع الرئاسي وصوتت ضده ..هل سيتسقيل الرئيس مثلا في صورة التصويت ب”لا”..

لذلك نحن نحذر من الانحراف نحو نظام دكتاتوري لا يكشف الحقيقة للشعب ..ويفاجئ الشعب كل مرة بقرارات تعارضها الأغلبية ولم ينظم حولها حوار تشاركي ..

وحاليا نحن في مناخ يسود فيه الانفراد بالرأي و الاقصاء والخطاب الشعبوي والعداء للغير والتهجم بأسلوب “هلامي” على “الآخر”.. وعلى من وقع اتهامهم ب” الخيانة ” وبكونهم ” يعملون في الظلام والغرف المظلمة “..

دورنا كديمقراطيين وحقوقيين وانصار للحريات أن نقول الحقيقة وأن نسعى لأن نجنب بلادنا التضحية بالحريات والديمقراطية وسقوطها مجددا في مستنقع الدكتاتورية والاستبداد..

+ لكن الاستاذ قيس سعيد فاز في الانتخابات لاسباب عديدة من بنيها أنه كان طوال عقود مناصرا للديمقراطية والدستور ونائبا لرئيس الجمعية التونسية للقانون الدستوري مع استاذه المرحوم عبد الفتاح عمر..فكيف اختلطت الاوراق وتغيرت التحالفات ؟

– نتائج الانتخابات الماضية توحي بأنه وقع “التغرير” بالراي العام والناخبين..

هو استفاد من ” الانتخاب المفيد” في الدور الثاني للانتخابات ..لان الغالبية كانت ضد المرشح الثاني الذي كانت تحوم حوله شبهات فساد ..

هرب الناخبون من القطرة فوقعوا تحت الميزاب..

توقعوا ان رجل القانون الدستوري سوف يكون في مستوى المسؤولية واحترام علوية القانون والدستور و لم يتوقعوا ان تسقط البلاد في الشعبوية والقرارات الفردية التي تنال من المكاسب الدستورية والقانونية ..كما لم يتصوروا أنه يمكن أن يقود مسار انقلاب على الدستور والمؤسسات المنتخبة ..

غلطة استقاط حكومة الفخفاخ

لكن كل الاطراف السياسية تتحمل مسؤولية الدفع بالانتخابات والبلاد نحو المازق الحالي ؟

الا تعتبرون ان من بين الاولويات اليوم أن تعلن قياداتها نقدا ذاتيا عن غلطاتها السياسية بما في ذلك سوء ادارة ملف انتخابات 2019 واسقاط حكومات الحبيب الجملي والياس الفخفاخ وهشام المشيشي وبصفة أخص حكومة الفخفاخ التي كان رئيسها وأغلب أعضائها قريبين إلى الأحزاب التي ناضلت من اجل التعددية والديمقراطية قبل 2011 وبعدها بما في ذلك عبر ” مبادرة جبهة 18 أكتوبر 2005 “؟

– بصفتي رئيس الهيئة ليس من صلاحياتي تقديم موقف من القضايا الخلافية ومن بينها هذه المسألة ..

شخصيا أعتقد أنه لا بد لكل السياسيين القيام بقدر من النقد الذاتي لتعزيز جبهة النضال من أجل الديمقراطية والحريات ولو عبر بيانات عامة نظرية تتعهد بالاصلاح والتغيير ..

+ شخصيا كيف تفاعلت مع تبرئة القضاء مؤخرا للسيد الياس الفخفاخ من شبهات تضارب المصالح و عدم احترام الاجراءات القانونية ؟

شخصيا فرحت كثيرا بتبرئته وتوقعتها منذ البداية ..

لان السيد الياس الفخفاخ كان مطالبا بتسوية بعض الملفات الادارية والقانونية التي تهمه وتهم مؤسساته بعد توليه رئاسة الحكومة بشهرين كحد أقصى ..لكن ذلك كان مستحيلا بسبب الاغلاق العام في 2020 بسبب وباء كورونا .. لان كل الادارات والقباضات اغلقت وصدر قرار رسمي بتاجيل كل العمليات الادراية والمالية والجبائية والقانونية لمدة 4 اشهر ..

وقد تعرض الفخفاخ الى حملة شيطنة بينما الجميع يعلم ان الامر يتعلق بوضعية استثنائية بسبب وباء كورونا وقرار رسمي بالاغلاق العام رافقه قرار تاجيل قانوني لكل الاجراءات الادارية والمالية بما فيها تلك التي تهم الفخفاخ ..

الاجل القانوني انتهى في جويلة وليس في 27 افريل بسبب حالة الحظر الشامل والغلق الكامل للادارات ..

+ هل يمكن ان يؤدي حكم تبرئة السيد الياس الفخفاخ الى مراجعات واعادة فتح باب الحوار بين الاطراف السياسية التي شاركت في حكومته وتصدع التحالف بينها بسبب ما يعتبره البعض ” افتعال ” قضايا عدلية و”اجرائية ” ضد الفخفاخ وحزبه والمقربين منه ؟

— هذا السؤال يجب ان يوجه اليهم

++ هل هناك نقاط التقاء بين جبهتكم الجديدة وتجربة جبهة ” 18 أكتوبر” التي تأسست في 2005 بعد اضراب جوع دام أكثر من شهر في مكتبكم للمحاماة شارك فيه عدد من أبرز زعماء المعارضة والحقوقيين من كل التيارات ..وتطور الى صياغة وثائق فكرية سياسية مجتمعية وتحركات مشتركة دامت سنوات ؟

يقول محمود درويش : ” لكل نهر منبع ومجرى ومراكب”..واليوم نقول ” لكل مقام مقال” ..

اكيدا ان هناك شبه بين جبهتنا الجديدة وتجربة 18 اكتوبر2005 ..

لكن مبادرتنتا اليوم جاءت لأن الاهم بالنسبة الينا تجاوز النقص الحاصل في البلاد اليوم لان بعض المنظمات الحقوقية التقليدية شبه ” معطلة ” في مجال الدفاع عن الحريات ..كما نعتبر أن من بين خصوصيات تجربتنا أنها تعطي أولوية كبيرة للربط بين قيام نظام ديمقراطي والنضال الحقوقي ولا تكتفي برصد الانتهاكات…

لقد حققت ثورة تونس مكاسب عديدة .. وشهد العالم طوال 10 اعوام بنجاحاتها لكنها فشلت في تحقيق الحاجيات الاجتماعية والاقتصادية ..

فهل يعقل اليوم ان نضحي في نفس الوقت بالمكاسب السياسية وبالاوضاع الاجتماعية الاقتصادية ؟

يجب إصلاح الغلطات السابقة والدفاع عن اسس الدولة الديمقراطية ..لانه اذا فشل مسار التمسك بالديمقراطية الدولة سيجد الشعب نفسه طوال 20 او 30 عاما في مرحلة نظام دكتاتوري وسيعود النضال مجددا من اجل مكاسب محدودة ..

أخبار, البارزة, حوارات 0 comments on نقيب محاماة تونس السابق: بلادنا بحاجة لإنقاذ وطني

نقيب محاماة تونس السابق: بلادنا بحاجة لإنقاذ وطني

كمال بن يونس

استأنف نقيب المحامين التونسيين والوزير السابق عبد الرزاق الكيلاني، فور الإفراج عنه من السجن موفى الشهر الماضي، تحركاته الحقوقية في المحاكم وفي التظاهرات الثقافية والسياسية المعارضة لـ “حل البرلمان وتجميد الدستور” وتطالب بـ “استئناف المسارين الديمقراطي والبرلماني والتراجع عن قرار حل المجلس الأعلى للقضاء والهيئات الدستورية”..

وانخرط الكيلاني في تحركات يتزعمها حقوقيون وسياسيون يساريون وليبيراليون وإسلاميون وقوميون من أجل تأسيس “جبهة للخلاص الوطني” و”مبادرة ديمقراطية” تعلن قريبا عن “خطة لإنقاذ البلاد من أزماتها السياسية والاقتصادية”..

الإعلامي والأكاديمي كمال بن يونس التقى الكيلاني وأجرى معه الحوار الآتي خصيصا لـ “عربي21”:

 

                        عبد الرزاق الكيلاني يتحدث لكمال بن يونس

س ـ أستاذ عبد الرزاق الكيلاني عرفت منذ 1990 رئيسا لمنظمة المحامين الشباب في تونس وفي البلدان المغاربية ثم نقيبا للمحامين.. وبعد انتخابات أكتوبر 2011 توليت حقيبة وزارية ثم عينت سفيرا في جنيف.. وقد اتهمك بعض خصومك عند اعتقالك مطلع الشهر الماضي بـ”ممارسة السياسة” والانحياز إلى “حزب سياسي”.. فأين الحقيقة؟

ـ أولا ممارسة السياسة والانتماء إلى الأحزاب ليست تهمة بل هي حق يضمنه الدستور والقانون.. لكن من روجوا ضدي “إشاعات” وحاولوا شيطنتي يعلمون جيدا أنني كنت دوما مستقلا عن كل الأحزاب وأنني رافعت عن كل السياسيين من مختلف التيارات بصفتي محاميا وعميدا للمحامين ورئيسا لجمعيتهم وعضوا في الهيئة الوطنية..

كما أنهم يعلمون أنني كنت في موفى 2010 ومطلع 2011 من بين الذين تصدروا مسيرات المحامين والحقوقيين بملابس المحاماة أمام قصر العدالة وفي الشوارع، لأن غالبية المحامين انخرطت وقتها في الحراك الشعبي والاحتجاجات ضد الظلم والاستبداد وساهمت في إسقاط حكم بن علي وفي إنجاح الطور الأول من الانتقال الديمقراطي..

والبعض يعيب علي إلى اليوم دوري في “ثورة الحرية والكرامة” في يناير 2011 وبعدها.. بما في ذلك عندما كنت سفيرا في جنيف لدى منظمات الأمم المتحدة وهيئات حقوق الانسان الأممية..

أغلب الأصدقاء والخصوم متأكدون جيدا من استقلاليتي ومن علاقات الصداقة التي تجمعني مع المحامين والسياسيين من كل التيارات في تونس وفي فرنسا وأوروبا والوطني العربي.. لذلك تضامن معي عند افتعال قضية عدلية ضدي في المحكمة العسكرية عشرات نقباء المحامين الحاليين والسابقين في تونس وفي فرنسا وأوروبا ومن الاتحادات الدولية للمحامين..

يشرفني أن أعرف نفسي بكوني محاميا وحقوقيا مستقلا يؤمن بعلوية الدستور والقانون وبالقيم الكونية..

ودون خوض في التفاصيل أنوه بكون أولوية الأولويات يجب أن تكون اليوم الاحتكام لدستور يناير 2014 الذي أنجزه المجلس الوطني التأسيسي التعددي المنتخب في أكتوبر 2011 بعد مشاورات شملت عشرات آلاف المواطنين والسياسيين، بينهم أكاديميون وخبراء من مختلف المدارس والتيارات بمن فيهم الأستاذ قيس سعيد.

هذا الدستور نموذجي عربيا لأنه نص على احترام “حرية الضمير” و”حرية المعتقد” وعلى مكاسب سياسية وحقوقية بالجملة.. يمكن تعديله لكن من قبل البرلمان المنتخب وليس عبر مراسيم وأوامر ظرفية..

البحيري وراضية النصراوي

س ـ لكن البعض اتهمك بالانحياز إلى حزب النهضة الإسلامي ويستدلون بمرافعتك عن نائب رئيس هذا الحزب الوزير السابق المحامي نور الدين البحيري؟

ـ هذه مغالطة أخرى لأني دافعت عن الزميل المحامي نور الدين البحيري مع عدد كبير من مشاهير المحامين الليبيراليين واليساريين والمستقلين بينهم الأساتذة أحمد نجيب الشابي ورضا بالحاج وحاتم قطران وإسلام حمزة ومحمد الهادفي رئيس المحامين في محكمة تونس وعضو الهيئة الوطنية وعبد الرؤوف العيادي وسمير ديلو…

وفي سياق مهمتنا حاولنا زيارة المحامي نور الدين البحيري في المستشفى، حيث كان في إضراب جوع  وكانت حياته في خطر.. وعندما منعنا عون أمن من زيارته طالبته بقرار كتابي يبرر المنع.. فوقع افتعال قضية ضدي.. وانطلقت محاولات شيطنتي.. لكن المحامين التونسيين والأجانب الذين حضروا استنطاقي أمام القاضي العسكري، وبينهم محامون من فرنسا ورئيس فرع المحامين في تونس محمد الهادفي، أوضحوا أن القضية كانت مفتعلة..

ومن بين المهازل توجيه اتهامات مماثلة لعميد للمحامين مثلي رافع طوال عقود عن كل السجناء والمتهمين في قضايا سياسية ونقابية.. بينها قضايا تهم حقوقيين ومحامين محسوبين على “أقصى اليسار” مثل الصديقة المحامية والحقوقية راضية النصراوي وزوجها حمة الهمامي أمين عام حزب العمال.. الذي أنوه بما كتبه دفاعا عني عندما كنت في السجن..

وقد ذكر الصديق حمة بعلاقات المودة والتقدير التي جمعتني به وبزوجته الأستاذة راضية النصراوي طوال عقود.. وأسجل بكل فخر أني تعلمت منها الكثير مهنيا وحقوقيا.. وهي صديقة مثلما تجمعني علاقات صداقة بالأساتذة أحمد نجيب الشابي ونور الدين البحيري والعمداء شوقي الطبيب وعبد الوهاب الباهي والبشير الصيد.. وكل النقباء ورؤساء جمعية المحامين الشبان الذين وقفوا معي.. بصرف النظر عن ميولاتهم الفكرية والسياسية.. وكان بينهم مثلا الأستاذ محمد عبو الذي دافعت عنه بقوة عند تتبعه واعتقاله في 2005..

جبهة للخلاص والديمقراطية

س ـ وماذا عن انخراطك في المظاهرات التي دعا إليها القياديون في “المبادرة الديمقراطية” وحراك “مواطنون ضد الانقلاب” ومسار تشكيل “هيئة للخلاص الوطني”؟

ـ أسجل أولا أن المحامين وممثلي السلطة القضائية لعبوا دورا كبيرا جدا في تاريخ الكفاح الوطني والحقوقي في تونس منذ أكثر من قرن..

ويعرف الجميع أن نخبة من رواد الحركة الوطنية في عهد الاحتلال، بينهم الزعماء الحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف والهادي نويرة وفتحي زهير وعبد الرحمان الهيلة.. كانوا محامين ومن رموز الأسرة القضائية الموسعة..

وخلال كل محاكمات المعارضين “اليوسفيين والقوميين والشيوعيين والديمقراطيين الليبراليين والإسلاميين والنقابيين والطلبة” كان المحامون في الموعد دفاعا عن الحريات والقانون والدستور.. وقد حصل شرف الدفاع عن عدد كبير منهم منذ مباشرتي للمحاماة قبل أكثر من 35 عاما..

وبعد منعرج 25 يوليو والقرارات التي أدت إلى “تجميد” الدستور والبرلمان الذي انتخبه ملايين المواطنين في 2019 ثم “حل” المجلس الأعلى للقضاء المنتخب وهيئة مكافحة الفساد، وقفت مع الشخصيات والقوى التي تؤمن بعلوية الدستور والقانون وبأن الخلافات السياسية تحسم عبر الحوار بين الوطنيين والديمقراطيين وليس عبر “استخدام القوة” وإلغاء المؤسسات الشرعية المنتخبة..

الخلافات السياسية حقيقية.. ومطلوب من كل الأطراف إعلان نقد ذاتي بما في ذلك الأطراف التي شاركت في الحكم قبل ثورة 2011 وبعدها تلك التي وصلت إلى السلطة بعد انتخابات 2019..

وقد كنت وزيرا ثم سفيرا في 2012 و2013 و2014 أسجل أن من بين غلطات حكومات ما بعد ثورة 2011 أن كثيرا من أعضائها والمتحكمين فيها كانت من بين من تنقصهم الخبرة والكفاءة..

لكن لا بديل اليوم عن الاحتكام إلى صناديق الاقتراع وشرعية الانتخابات..

وعندما نتحدث عن حاجة البلاد إلى خطة للإنقاذ السياسي والاقتصادي والاجتماعي فلا بد من دعم جهود الأطراف التي تدعم هذا المسار وبينهم الأصدقاء في “المبادرة الديمقراطية” وحراك “مواطنون ضد الانقلاب” ونخبة المحامين والأكاديميين الديمقراطيين..

وفي هذا السياق تتنزل انتقاداتي لمهزلة إحالة أعضاء البرلمان على محلات البوليس والمحاكم واتهامهم بـ”الانقلاب” و”التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي” بسبب اجتماع افتراضي عبروا فيه عن موقف سياسي يعارض الانقلاب على الدستور..

وتشرفت أن شاركت وترأست في تحركات حول هذا الملف مع خبراء اقتصاد ودراسات استراتيجية ومع شخصيات وطنية مثل الأساتذة أحمد نجيب الشابي وجوهر بن مبارك ورضا بالحاج والحبيب بوعجيلة وشيماء عيسى وإسلام حمزة وعبد الرؤوف العيادي والصافي سعيد وأسامة الخريجي وغيرهم..

ولا يحرجني أن أعلن مجددا أن “محاكمة ممثلي السلطة التشريعية بقرار من السلطة التنفيذية يكرس النيل من مبدأ الفصل بين السلطات ومن استقلالية القضاء ومن شرعية المؤسسات المنتخبة.. وهو انقلاب على الدستور وعلى القانون.. ولا بد من حل سياسي ومن حوار وطني حقيقي لإنقاذ البلاد من مزيد الانزلاقات”..

أخبار, البارزة, حوارات 0 comments on الياس الفخفاخ رئيس الحكومة التونسي السابق للشرق الاوسط: تحديات بالجملة تواجه تونس ودول المنطقة في 2022

الياس الفخفاخ رئيس الحكومة التونسي السابق للشرق الاوسط: تحديات بالجملة تواجه تونس ودول المنطقة في 2022

*مطلوب مزيد تطوير شراكة تونس والدول المغاربية مع اوروبا و الخليج

بدأ عام 2022 ودول المنطقة ، وبينها تونس ، تواجه تحديات اقتصادية اجتماعية وسياسية أمنية بالجملة ، بعضها هيكلي وبعضها الآخر ظرفي، في ظل الأزمة الصحية الغير مسبوقة كورونا وانعكاساتها السلبية على مؤشرات التنمية ونسب النمو عالميا وإقليميا ووطنيا ، فضلا عن تضرر تونس من تعاقب سنوات عدم الاستقرار السياسي داخليا وعدم الاستقرار ألامني على حدودها الشرقية خارجيًا.

وإذا سلمنا أن فشل منوال القديم تسبب منذ مطلع هذا القرن في سلسلة من الأزمات الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية ثم في اندلاع الثورة التونسية والثورات العربية في 2011 ، فإن صناع القرار الجدد لم ينجحوا في تغيير هذا المنوال ، فكانت الحصيلة حالة من عدم الرضى الشعبي وعدم الاستقرار تسبب في بروز مخاطر جديدة تهدد العقد السياسي الاجتماعي الذي حصل عليه توافق كبير في مطلع 2014 ، أي الدستور ، كما تهدد التوازنات المجتمعية والاقتصادية والوحدة الوطنية .

ولا يخفي أن تراكم الأزمات الاقتصادية الاجتماعية والسياسية الهيكلية منذ عقود يوشك أن يتسبب في انهيار الدولة و تراجع الإحساس بالانتماء للوطن الموحد مقابل بروز الولاءات الفئوية والقطاعية و الجهوية ..و في انتشار نزعات الغلو والتطرف.

وأعتقد أن تونس بالرغم من انفتاح مجتمعها ونخبها ورصيد البلاد في عالم التنمية البشرية والسياسية وتجاربها التعددية المتعاقبة .

ليست بمنأى عن هذه المخاطر.

يشهد العالم تطورات جيو استراتيجية وتكنولوجية واقتصادية وسياسية نوعية ستنعكس على فرص التنمية البشرية والاقتصادية والسياسية في تونس وفي كل دول المنطقة .

وستكسب الرهان في ظل التنافس العالمي الجديد الدول والمؤسسات التي ستحسن توظيف ورقة التحكم في اقتصاد المعرفة والتقدم العلمي والتكنولوجي و تكنولوجيات الاتصالات ومسار الرقمنة .

وبالرغم من المضاعفات السلبية لوباء كورونا على الصعيدين الكوني والإقليمي سوف تتحسن أوضاع الشعوب والدول التي ينجح صناع القرار فيها في مواكبة التقدم السريع في عالم الرقميات .

في المقابل سوف تتسع “الهوة الرقمية ” بين بعض دول الجنوب ودول الشمال ، وسنشهد مزيدا من التراجع لدور الدول والحكومات والمؤسسات التي لا تواكب المستجدات في عالم اقتصاد المعرفة والتحولات الرقمية الجديدة .

في هذا السياق العام بات من الضروري لتونس و لدول شمال افريقيا أن ترفع في مستوى الشراكة والمبادلات مع دول الاتحاد الأوربي.

لقد انطلق مشروع برشلونة الأوربي المتوسطي طموحا في 1995 ثم في القمة الاورو متوسطية الأولى في 2005 .

وكان الهدف تحرير تنقل المسافرين ورؤوس الأموال والسلع في الاتجاهين .

وقطعت أشواط ايجابية رغم الانتكاسات . وساهم الاتحاد الأوربي بصفة جماعية وبعض دوله بصفة ثنائية في تأهيل جزيء للاقتصاد التونسي .

لكن عوامل كثيرة ، من بينها التركيز على إدماج دول أوروبا الشرقية كأولوية على حساب تعهداتها لشركائها في دول جنوب المتوسط ، وبينها تونس ، بما في ذلك فيما يتعلق بدعم الانتقال الديمقراطي والاندماج الاقتصادي والانتقال الرقمي لكن لابد أن تدرك دول أوربا اليوم أن مستقبل استقرارها وأمنها وتوازنها الديمغرافي والاجتماعي رهين شراكة مع دول جنوب المتوسط ، واعتماد شراكة تنموية شاملة وتنظيم تنقل المسافرين والمهاجرين في الاتجاهين دون اختزال التدخلات والمساعدات في ” الحلول الأمنية والعسكرية “.

إن معدل الدخل الفردي في دول شمال البحر الأبيض المتوسط يقدر بعشرة أضعاف دخل المواطن في دول جنوب المتوسط .

إذن فالهوة تزداد عمقا في وقت تعثر فيه الانتقال الديمقراطي وتأخر فيه الانتقال الرقمي وتزايدت فيه نسب الفقر والبطالة ومؤشرات الاضطراب الأمني .

لذلك فمهما كانت التعطيل لحرية التنقل والعقوبات التي سوف تفرض على المهاجرين غير النظاميين سيفرض ملف الهجرة نفسه مجددا بسبب الاختلال الديمغرافي والاقتصادي والهوة الرقمية و ظروف العيش والأوضاع السياسية في ضفتي البحر الابيض المتوسط .

حاليا يقدر عدد السكان في البلدان المتوسطية العشرة بمائتي مليون ساكن شمالا ومثلهم جنوبا .

لكن من المتوقع أن يتراجع النمو الديمغرافي في بلدان جنوب أوروبا،مقابل تضاعف سكان دول جنوب المتوسط قبل عام 2050 .

إذن فمن مصلحة الجميع البدء منذ الآن في شراكة ناجعة في قطاعات التدريب والتربية والتعليم والإنتاج والخدمات واعتماد سياسات مشتركة تجنب دول الجنوب هجرة مزيد من الأدمغة وتضمن للدول الأوربية حاجياتها القادمة من الخبرات والعمال في مختلف القطاعات.

بالتوازي على تونس ودول شمال افريقيا أن توظف إيجابا علاقاتها مع الدول المتقدمة في المشرق العربي وتحديدا مع دول الخليج التي حققت في الأعوام الماضية تقدما اقتصاديا كبيرا وانفتاحا ثقافيا .

أعتقد أن ذلك ضروري وممكن ، خاصة مع الدول الخليجية الشقيقة التي نجحت في تنويع اقتصادياتها واستثماراتها محليا وعربيا ودوليا ودخلت “مرحلة ما بعد النفط “.

كما سيكون مفيدا لتونس ودول المغرب العربي تطوير علاقاتها مع دول الخليح العربية التي برهنت على تقدمها السريع والناجع في مجال الانتقال الاقتصادي و الرهان على تقدم الإنسان و الموارد البشرية والانفتاح الثقافي…

ولا شك أن من بين أولويات المرحلة القادمة بالنسبة لتونس ودول جنوب المتوسط العربية تشبيك علاقاتها الثنائية والإقليمية مع دول الخليج التي يمكن أن ترفع مستوى استثماراتها وشراكتها معها خدمة لمصالح كل الأطراف وتكريسا éلقاعدة تقاطع المصالح .

مؤشرات عام 2022 توحي بكون التحديات خطيرة والغموض كبير لكن تطوير شراكات البينية والإقليمية يمكن أن يساهم في محاصرة الأزمات ..كل الأزمات ..