وجهات نظر 0 comments on اليسار التونسي غارق في الأوهام .. بقلم صلاح الدين الجورشي

اليسار التونسي غارق في الأوهام .. بقلم صلاح الدين الجورشي

لم تعد أزمة اليسار التونسي تخفى عن أي كان، بمن في ذلك أبناء هذا التيار الأيديولوجي العريق. فالأغلبية من هؤلاء هجروا الأحزاب والتنظيمات التي تنطق باسم اليسار لأسباب متعددة، إذ لكل واحد منهم قصة انتهت به إلى أن يصبح فردا يسبح خارج الأطر، رغم أن معظم هؤلاء لا يزالون ينتظرون اللحظة التي يغمضون فيها عيونهم ثم يفتحونها فيجدون اليسار قد توحد وتخلّص من انقساماته التي لا تنتهي.. إنه حلم أشبه بالوهم.

أنهى مؤخرا أحد فصائل هذا اليسار مؤتمره التأسيسي، حيث قام حزب القطب بـ”تحيين خطه السياسي وحسم في خيارات الحزب بخصوص الاستحقاقات السياسية والانتخابية القادمة، وكذلك انتخاب هياكله المركزية”.

في البداية كان الحزب الشيوعي التونسي اليافطة الكبرى لليسار الماركسي، لكن بعد سلسلة من المواقف الخاطئة والأخطاء ذات الحجم الثقيل، تراجع الحزب ودخل في سلسلة من الأزمات والانقسامات. وعاد الأمل مرة أخرى عبر ما سمي باليسار الجديد، لكن مع النزوع نحو الراديكالية والارتباط بتجارب كثيرة من خارج الوطني، والانغماس المرضي في الخلافات الأيديولوجية، وجد اليسار نفسه مقسما وغير قادر على الفعل.

 

اعترف بأن الجبهة “لا يمكن أن تتواصل على مثل هذه المنهجية في العمل”، وأنه “بعد سبع سنوات من تأسيس الجبهة الشعبية، يجب التفكير في تغيير آليات العمل صلبها

أكد المنسق العام لحزب “القطب” في افتتاح المؤتمر؛ أن “وضع اليسار التونسي في أسوأ حالاته”. وبما أن حزبه يعتبر من ضمن مكونات الجبهة الشعبية التي تجمع ستة أحزاب متفاوتة في الأهمية والحجم، فقد اعترف بأن الجبهة “لا يمكن أن تتواصل على مثل هذه المنهجية في العمل”، وأنه “بعد سبع سنوات من تأسيس الجبهة الشعبية، يجب التفكير في تغيير آليات العمل صلبها، وأنها ليست حكرا أو ملكا لأمنائها العامين، وإنما هي ملك لكل التونسيين المؤمنين بالخط الحداثي التقدمي”. ولاحظ أن استمرار وحدة الجبهة الشعبية يعتبر بمثابة “المعجزة إلى حد الآن”، ولوح بانسحاب حزبه إذا لم تغير الجبهة اختياراتها وأولوياتها.

من حقه أن يعتبر استمرار الجبهة “معجزة” لأنه يعلم، وكثيرون هم الذين يعرفون حجم التناقضات التي تشقها طولا وعرضا. فهي بقدر صوتها المرتفع، تبدو هشة ومتنافرة بين مختلف مكوناتها. لقد سبق لرياض بن فضل أن أشار إلى “وجود نوعين من الفكر الاستبدادي داخل الجبهة الشعبية”. صرح بذلك عندما قامت الجبهة بتجميد عضويته بسبب مشاركته في اجتماع جمعه بأحد قادة حركة النهضة (علي العريض، المتهم من قبل الجبهة بأنه متورط في عملية اغتيال شكري بلعيد زعيم حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد).

 

اندلعت معركة كلامية كادت أن تفجر الجبهة، رغم أن هذا الخلاف لا طائل من ورائه، إذ لا أحد منهما يملك ولو قدرا بسيطا من الحظ للفوز في هذا السباق الصعب

أمام حالة التشتت التي يعاني منها اليسار التونسي، نجحت الجبهة الشعبية في البقاء كرقم سياسي احتجاجي داخل البرلمان وخارجه، إلا أن ذلك لم يخفف من حدة الأزمة الهيكلية المتفاقمة يوما بعد يوم. فأزمة الثقة متواصلة، والصراع بين “الرموز” لم يتوقف. ففي الأسابيع القليلة الماضية، أعلن أحد قادة “الوطنيين الديمقراطيين” الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة باسم الجبهة، وهو ما أثار ردود فعل قوية من بقية المكونات التي تمسكت بترشيح “حمى الهمامي”، الناطق باسم “حزب العمال”، وهكذا اندلعت معركة كلامية كادت أن تفجر الجبهة، رغم أن هذا الخلاف لا طائل من ورائه، إذ لا أحد منهما يملك ولو قدرا بسيطا من الحظ للفوز في هذا السباق الصعب.

يخوض اليسار حربا شعواء ضد حركة النهضة باعتبارها “الخصم اللدود”. فهي عند عموم اليساريين تمثل “الشر المطلق”، وبالتالي يعتبر القضاء عليها أو إخراجها من الحكم أحد الأسباب الرئيسية التي توحد كل فصائله افتراضيا. لكن الوقائع تثبت أنه رغم الجهود التي تبذل لتحقيق هذا الهدف المعلن، فإن حركة النهضة لا تزال تمثل الرقم الصعب في تونس. فهي تتصدر استطلاعات الرأي، وتحافظ في الآن نفسه على وحدتها الداخلية وعلى قاعدتها الانتخابية، وهو ما جعل رياض بن فضل يعترف بأن “النهضة هي القوة السياسية الأولى في البلاد، وعديد الأحزاب تؤيدها في مواقفها من أجل فرصة التحالف معها”، مضيفا: “النهضة واقع لا يمكن زعزعته”.

الوقائع تثبت أنه رغم الجهود التي تبذل لتحقيق هذا الهدف المعلن، فإن حركة النهضة لا تزال تمثل الرقم الصعب في تونس. فهي تتصدر استطلاعات الرأي

المعضلة الأخرى التي عجز اليسار عن تفكيكها تتعلق بمدى استعداده للمشاركة في السلطة. وهذا خلاف تاريخي لا يزال متواصلا حتى بعد الثورة، وارتفاع سقف الحريات عاليا. لقد عجزت قوى اليسار عن التوحد، أيضا عجزت عن تغيير موازين القوى السياسية والحزبية. وعندما تُعرض عليها صيغة المشاركة في حكومة ائتلافية، تتصاعد الاعتراضات، ويغلب الرافضون للمشاركة في الحكم مع آخرين يختلفون معهم في الأيديولوجيا )النهضة تحديدا،( أو يتناقضون معهم في الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية، أي بقية الأحزاب المهمة. وبناء عليه، هناك أطراف (من بينها حزب القطب) تدعو اليسار إلى أن “يرتقي الى قوة سياسية تلبي ضرورة التداول على السلطة”، وتخشى أن يكون اليسار التونسي قد “تأقلم مع وضع المعارض الدائم”، وتحاول جره إلى القبول بقاعدة “الانخراط اللامشروط في اللعبة الديمقراطية وقوانينها”.

هل سيحصل ذلك قريبا؟ الاحتمال لا يزال ضعيفا.

وجهات نظر 0 comments on الصراع على السودان “الجديد” .. بقلم فراس أبو هلال

الصراع على السودان “الجديد” .. بقلم فراس أبو هلال

لم ينته الصراع في السودان بسقوط الرئيس المخلوع عمر البشير، بل إن ما يجري الآن هو بداية مرحلة جديدة من الصراع داخل هذا البلد الكبير والمعقد بتركيبته السياسية والسكانية، والأهم أنه صراع “عليه” بين قوى داخلية وخارجية متناقضة.

وفي مثل هذه الصراعات التي تنشأ في مراحل انتقالية صاخبة، يبدو أن الحلقة الأقوى والأضعف في الوقت ذاته هي الشعب السوداني وقواه الحية من المعارضة ومن “ممثلي” الحراك والمشاركين فيه.

 

الشعب هو الأقوى الآن لأنه هو الذي صنع التغيير وأدى إلى إسقاط رأس النظام، بالتالي فهو الفاعل الرئيس الذي يريد الجميع إرضاءه، على الأقل في المرحلة الحالية، ولكنه قد يتحول إلى الحلقة الأضعف إذا لم يستطع أن يشكل نواة صلبة تصنع مناخا سياسيا قادرا على التأثير الدائم والمستدام في المرحلة الانتقالية وما بعدها.

تخطئ القوى الحية في الشعب السوداني إذا “ركنت” واعتمدت على الزخم الشعبي العظيم الموجود في الشارع الآن، فالتجارب التاريخية لثورات المنطقة العربية والعالم تقول إن هذا الزخم لا يمكن أن يستمر للأبد، وإن الأقوى تنظيما هو من يستطيع رسم ملامح المستقبل بعد أن يعود الناس إلى أعمالهم وحياتهم اليومية، ولهذا فإن الضامن الوحيد هو تحويل الزخم الشعبي إلى زخم سياسي منظم وقوي، قادر على مواجهة وإدارة الصراع مع القوى الأكثر تنظيما وقوة داخليا وخارجيا.

الصراع الداخلي

أولى محطات الصراع على السودان “الجديد” هي بين القوى الممثلة للحراك والمعارضة السياسية من جهة، وبين الدولة العميقة التي يعبر عنها “جزئيا” المجلس العسكري الانتقالي. وعندما نتحدث عن صراع داخلي، فالمقصود هنا ليس صراعا بين “أعداء” بل هو صراع داخلي بين رؤيتين “وطنيتين” على شكل البلاد ونظامها في المستقبل.

 

بالتالي، فإن المنطلق الأساسي في هذا الصراع هو تشكيل رؤية موحدة بين الحراك والمعارضة لتكون قادرة على التأثير بالحد الأقصى على رؤية المجلس العسكري نفسه.

إن مرور كل يوم بدون تشكيل رؤية موحدة لهذا الطرف الذي يعتمد على الزخم الشعبي سيعقد من مهمته، وسيجعل المستقبل رهينة في يد الطرف الأكثر تنظيما وإمساكا بالقوة، وهو المجلس العسكري.

ثمة مبادئ مهمة لتحقيق رؤية موحدة للمعارضة والحراك الشعبي، ويمكن للتجارب التاريخية الحديثة في دول “الربيع العربي” أن تقدم بعض الدروس المهمة في صياغة هذه المبادئ، حتى لا تتبخر أهداف الثورة مع الوقت كما حصل في تلك الدول:

أولا: إبعاد شبح الصراعات الأيدولوجية في المرحلة الانتقالية، والتركيز بدلا من ذلك على المبادئ المتفق عليها بين الجميع، ولعل أهمها تأسيس حكم مدني قائم على فصل السلطات واستقلال القضاء والحكم الرشيد، لأن مثل هذا الحكم هو الكفيل بالسماح “بالصراع” الإيجابي والسلمي مستقبلا بين الأيدولوجيات المختلفة، لأن النظام الديمقراطي قادر على إدارة مثل هذا الصراع دون خسائر كبيرة.

ثانيا: الابتعاد عن لغة الإقصاء والانتقام، لأن هذه اللغة تلعب لصالح الطرف الأقوى وهو الدولة العميقة. ولا يقصد بذلك عدم محاسبة المتورطين بجرائم خلال حكم ثلاثين عاما، بل بتمكين القضاء من محاكمة عادلة للمتهمين، لأن الحكم الجديد حتى ينجح فلا بد أن يتفوق “أخلاقيا” على النظام السابق، ولن يحصل هذا التفوق إلا بدعم القضاء المستقل العادل والابتعاد عن الإقصاء والانتقام.

ومن ضمن ثقافة الإقصاء التي قد تضر بالحراك السوداني تلك الخطابات التي تنادي بمعاقبة وإبعاد كل المنتمين للتيارات الإسلامية في السودان، باعتبار أن المؤتمر الوطني ينتمي لهذا التيار، على الرغم من أن قطاعا عريضا من التيار الإسلامي نفسه، ممثلا بالمؤتمر الشعبي، كان في معسكر المعارضة منذ سنوات طويلة لحكم البشير وتعرض للأذى بسبب هذه المعارضة ربما أكثر من غيره من التيارات.

 

يستحق المؤتمر الوطني بالطبع كحزب للمحاسبة، ولكن هذا لا يعني أن يقصى كل المنتمين له، لأن هذا التيار في النهاية هو جزء من الشعب السوداني.

وقد شهدت الدول التي مرت بثورات وحركات تغييرية جذرية حالات مشابهة، كان الحل الأمثل فيها هو تأسيس مسار “عدالة انتقالية” تحاسب المجرمين حسب أعمالهم وممارساتهم لا حسب انتماءاتهم الحزبية، ويشمل مسار العدالة الانتقالية تشكيل دوائر قضائية ولجان تحقيق عادلة ومستقلة لمحاكمة المتهمين، وإقرار من يشملهم العقاب بما في ذلك المنع من المشاركة السياسية، ولكن دائما حتى تتحقق العدالة فإن المحاكمات هي فردية وليست حزبية.

ثالثا: الاتفاق على خطة تأسيسية للنظام الجديد. ولعل التجربة التونسية من التجارب القليلة الناجحة في المنطقة، حيث قامت على انتخاب مجلس تأسيسي وضع الأسس التي سيبنى عليها النظام الجديد، وتوافق على دستور حظي بإرادة شعبية وسياسية وحزبية واسعة، وشارك في صياغته الجميع. مثل هذا المجلس التأسيسي يستطيع أن يصنع توافقا على شكل الحكم الذي يمكن أن يدير الصراعات الطبقية والأيدولوجية في المستقبل بشكل سلمي ودون انشقاقات كبيرة في المجتمع.

الصراع الخارجي

يمثل السودان ساحة للصراعات الخارجية بسبب أهميته الجغرافية ووجود شواطئ له على البحر الأحمر الذي يشكل نقطة ساخنة للصراع الإقليمي والعالمي، وكذلك بسبب مساحاته الشاسعة والإمكانيات الضخمة للاستثمار.

هذه الأسباب جعلت الأطراف الدولية والإقليمية تحاول أخذ “حصتها” من العلاقات والنفوذ خلال السنوات الماضية، ولكنها ستجعل البلاد أكثر عرضة لصراعات أوسع بسبب حالة “الرخاوة” السياسية التي ستشهدها المرحلة الانتقالية، وبسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية.

وإذا كانت الثورات الشعبية العربية ذات أبعاد ومطالب داخلية أساسا، إلا أنها أيضا ثورات استقلال وكرامة، وبهذا المعنى، فإن القوى الحية في الشعب السوداني وفي الحراك والأحزاب ستضع بلا شك هذه القضية في “رؤيتها” للمستقبل.

إن بلدا كبيرا ومهما ويعاني من الضعف الاقتصادي في الوقت ذاته مثل السودان، بحاجة للاستقلالية والابتعاد عن الارتهان لمحور دون آخر، وبحاجة أيضا لصناعة قرار مستقل يجعل المصلحة الوطنية هي الحاكم في علاقاته مع الخارج، وهذا لن يحدث بدون ضغط شعبي على المجلس العسكري الحاكم في هذه المرحلة بالذات.

إن السودان الجديد بحاجة لعلاقات جيدة مع الجميع، ولكن بدون تبعية، ومن هنا تظهر أهمية ضغط الشارع على المجلس العسكري لمنع الارتهان لهذا الطرف أو ذاك، ولصالح علاقات ندية مع جميع المحاور.

 

وقد يواجه هذا التوجه برغبة بعض الأطراف بالهيمنة أو النفوذ، ولكن البلاد التي شهدت ثورة تستحق حكما غير خاضع لنفوذ الخارج، كما أن شعبه وقواه الحية قادرون على مواجهة بعض المحاولات المكشوفة والساذجة أحيانا لأطراف معينة بإظهار السودان الجديد وكأنه “في جيبها”، وظهر هذا جليا في تغطيات الإعلام السعودي والإماراتي المغلوطة حول “طرد وفد خارجية قطر” و”طرد تركيا من جزيرة سواكن”، وغيرها من الأمثلة الواضحة على هذا التوجه، في حين أن السودان الجديد يستطيع أن يحافظ على علاقات طيبة وندية مع السعودية وقطر والإمارات وتركيا وروسيا والولايات المتحدة دون الارتهان لأي طرف.

أما على صعيد المواقف الوطنية والقومية، فإن السودان الجديد يجب أن يقطع مع مسار التنازلات تجاه الولايات المتحدة ودولة الاحتلال، وهو مسار اتبعه البشير خلال السنوات الأخيرة بحذر للحفاظ على حكمه، ولكن الشعب السوداني استطاع أن يسقطه رغم اعتقاده أن تنازلاته في هذه المواقف ستحميه من السقوط، وهذا هو الدرس الذي يجب أن يفهمه من سيحكمون السودان في المستقبل، وهو أن الشعب هو من يرفع أو يسقط، وليس أمريكا ودولة الاحتلال العنصري في فلسطين.

البارزة, وجهات نظر 0 comments on كلفة غياب الاستقرار في ليبيا على تونس

كلفة غياب الاستقرار في ليبيا على تونس

مغرب نيوز – عزيزة بن عمر

تُبرز المراجعة الدقيقة لتاريخ كل من ليبيا و تونس، في مختلف الحقب و المراحل التاريخية، تأثيرا متبادلا و انعكاسات مؤكدة لأحداث أيّ من البلدين على البلد الآخر، و خاصة عند الأزمات، سواء أكانت طبيعية كالجفاف مثلا أو اجتماعية كالصراع بين القبائل أو اقتصادية أو سياسية؛ وذلك بحكم المقومات المشتركة للشعبين (تاريخية و جغرافية و اجتماعية و حضارية زادتها المحن و الشدائد صلابة،)و بحكم تكامل اقتصادي مفترض قابل للتحقّق إذا توفرت الإرادة السياسية.

إلا أن ما يعيشه القطر الليبي من معارك ضارية في العاصمة طرابلس، تفاقم من انسداد أفق الحل السياسي بين أطراف النزاع بهذا البلد، و تعمّق مخاوف تونس من كلفة تخشى الأخيرة أن تكون باهظة.قوات حفتر تتراجع في غريان عقب اشتباكات جنوبي طرابلس

فتونس التي تشترك مع ليبيا بخط حدودي بطول نحو 500 كلم، تقف متوجّسة من تداعيات اقتتال دخل أسبوعه الثاني، عقب إطلاق الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، في 4 أفريل الجاري، عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس.

و مع أنّ حفتر فشل -حتى الآن- في تحقيق تقدّم على الأرض، إلا أن الامتداد الزمني للمعارك يزيد من مخاوف تونس التي أعلنت قبل أيام قليلة، أن 24 أوروبيا مسلحا، بينهم 13 فرنسيا، اجتازوا حدودها قادمين من ليبيا.

كما أن شبح الهجمات الإرهابية التي ضربت البلاد، في السنوات الماضية، لا تزال عالقة بالذاكرة الجماعية للتونسيين، ما يشرعن بطريقة أو أخرى، المخاوف من كلفة باهظة للصراع الليبي على أمن البلاد.

تحديات عسكرية…

لم تقتصِـر تداعِـيات الصراع في ليبيا على الإنعكاسات السياسية الإقليمية، و إنما ترتَّـبت عليها أيضا تداعيات عسكرية إذ عزّز الجيش الوطني مواقعه مؤخَّـرا على الحدود الجنوبية الشرقية مع ليبيا. فوزارة الدفاع أعلنت اتخاذها جميع الاحتياطات الميدانية لتأمين الحدود الجنوبية الشرقية، و مواجهة التداعيات المحتملة تحسبا لما قد ينتج عنه من انعكاسات على المناطق المتاخمة للحدود التونسية الليبية.

كما جددت دعوتها لأطراف الصراع للسعي من أجل التوصّل لحل سلمي توافقي، واصفة التصعيد العسكري الذي تشهده ليبيا بـ”الخطير”.

بدورها، دعت رئاسة الجمهورية إلى ضرورة تجنّب التصعيد العسكري في ليبيا، و إنهاء الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد.Résultat de recherche d'images pour "‫خميس الجهيناوي وفايز السراج‬‎"

و حثت جميع الأطراف في ليبيا على الالتزام بالتهدئة و ضبط النفس، و تغليب الحوار، و على أهمية الحفاظ على المسار السياسي لحلّ الأزمة برعاية أممية.

أما وزارة الدّاخلية فرفعت جاهزيتها، و حذرت من خطر تسلل عناصر إرهابية عبر الحدود الشرقية، بسبب الوضع الأمني في ليبيا.

وزير الخارجية يدعو إلى ضبط النفس و العودة إلى المسار السياسي:

:Résultat de recherche d'images pour "‫خميس الجهيناوي وفايز السراج‬‎"

من جانبه دعا وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي كل الأطراف في ليبيا إلى ضبط النفس و تغليب لغة الحوار و العودة إلى المسار السياسي الذي ترعاهالأمم المتحدة، للتوصل إلى حل سلمي توافقي ليبي- ليبي يعيد الأمن و الاستقرار إلى هذا البلد.
و في اتصالين هاتفيين منفصلين بكل من الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس بعثة الدعم الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، ووزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة يوم أمس الأربعاء، شدد الجهيناوي على ضرورة إنهاء الاقتتال في ليبيا.
وأكد وزير الخارجية دعم تونس للجهود التي تقودها الأمم المتحدة لوضع حد للقتال الدائر في عدد من المناطق الليبية وخاصة العاصمة طرابلس، ولإنهاء التصعيد العسكري حقنا لدماء أبناء الشعب الواحد وحفاظا على سلامة المدنيين الأبرياء وأمنهم.
كما أبرز حرص تونس التام، اعتبارا لأواصر الأخوة التي تربط الشعبين التونسي والليبي، على مواصلة مساعدة الأشقاء في ليبيا، على المستوى الثنائي أو في إطار المبادرة الثلاثية لرئيس الجمهورية، على تجاوز هذه الأزمة الخطيرة واستئناف المسار السياسي الجاري برعاية أممية.

** مناخ ملائم للإرهاب

محمد بوعود الصحفي و المحلل السياسي رأى أنّ “عدم الاستقرار في المنطقة الغربية بليبيا يمكن أن يعمق حالة الفوضى، و يضعف سلطة القوات المُوالية لحكومة الوفاق، ما قد يؤدّي إلى عودة تمركز الدواعش على الحدود التونسية”.

و في حديث ” لمغرب نيوز” لفت بوعود إلى أن “ما يحدث في ليبيا من شأنه أن يخلق مناخا ملائما لنشاط الإرهابيين، و استغلال أجواء الفوضى”.

فـ”حالة الفوضى”، يضيف، “ستزيد من صعوبة مهمة الجانب التونسي في إيجاد طرف في ليبيا للتنسيق معه، باعتبار أنّ الأطراف الليبية منشغلة في الصراع الداخلي”.

و أضاف بوعود “تونس تعتمد إجراءات أمنية معتادة في مثل هذه الحالات، خصوصا في المنطقة العسكرية العازلة على الحدود مع ليبيا، وهي خطة تستوجب يقظة برية وبحرية.”

ومستدركا أن “الوضع في ليبيا قد ينهك قدرة الجيش والأمن (التونسيين)، لتأمين الحدود، لكنها تظل في حالة تأهب قصوى.”

أما المحلل السياسي باسل الترجمان، فاعتبر أنّ “تونس تدفع منذ 2011 غاليا ثمن حالة الانفلات الأمني و السياسي في ليبيا، وخاصة بالمناطق التي يتركز فيها أكبر عدد من الليبيين غربي البلد الأخير، المتاخمة للحدود التونسية”.

و تابع أنّ “كل الأحداث الدّامية التي عرفتها تونس، كانت متأتية من ليبيا التّي احتضنت عناصر إرهابية خطيرة”.

ووفق الترجمان، ينبغي التذكير بالهجوم الإرهابي الأخير الذي شهدته تونس، والذّي استهدف، في 2016، مدينة بنقردان جنوب شرقي تونس، على الحدود مع ليبيا، و فائز السراج على رأس حكومة الوفاق الليبي (المعترف بها دوليا)”.

و خلص إلى أن كل ما تقدم “كلف تونس خسائر كبيرة جدا، و أجبرها على نشر آلاف قوات الأمن و الجيش على المناطق الحدودية، لمنع تسلل الإرهابيين، وتكرار تهديدهم للأمن القومي”.
وفي 2016، هَاجمت جماعات إرهابية مقر ثكنات عسكرية و أمنية ببنقردان، ودخلت في مواجهات مع قوات الأمن والجيش، قُتل خلالها 55 مسلّحا، و12 من قوات الجيش والأمن، و7 مدنيين.
** تأثير اقتصادي

و في ما يخص تداعيات الوضع في ليبيا على اقتصاد تونس، اعتبر الخبير الاقتصادي عزالدين سعيدان ” لمغرب نيوز” أن هذا التأثير “لن يقتصر على تونس، فليبيا بلد نفطي و الصراع القائم فيها قد يؤثر على ارتفاع أسعار المحروقات، وعلى مضاربات سوق النفط (العالمية)، رغم أن سياسة الأوبك (منظمة الدول المصدرة للنفط) الحالية قائمة على عدم زيادة الإنتاج للمحافظة الأسع ار” ، مضيفا أن “التبادل التجاري بين البلدين بالأعرج، بعد تراجع الصادرات بشكل مخيف نحو ليبيا، فيما باتت الواردات تذهب إلى التهريب و السوق الموازية”، على حد قوله.

من شأنه اعتبر المختص في الشّأن اللّيبي بشير الجويني في تصريح إعلامي أنّ “ما يحدث في طرابلس التي تضم أكثر من ثلث سكان ليبيا وتتواصل جغرافيا اجتماعيا مع تونس، يؤثر بشكل مباشر على تونس”.

وأوضح الجويني أنّ “الربط الآلي بين الإرهاب والمناطق الحدودية هو في تقديري خطأ مقصود يراد به التعتيم عن التهريب”.

وتابع أن “ما يحدث في الجنوب التونسي هو عملية طبيعية لتداخل النسيج الاجتماعي والاقتصادي، ولا سبيل لمكافحة (التهريب) والقضاء عليه إلا بتوفير تنمية حقيقية إدماجية ومندمجة، تضمن الديمومة و الاستمرارية، و في توجه يدعم اقتصادا تونسيا ليبيا يضمن الربح المشترك”.

** مصالح “أمنية”

و بخصوص الموقف التونسي تجاه الوضع في ليبيا، أشار محمد بوعود إلى أن “السياسة المعلنة تبدو متوازنة، و المصلحة التونسية تكمن في الإبقاء على علاقة جيدة مع جميع الأطراف، و أيضا مع المنطقة الغربية التي تمسك بالجانب الأمني، و هذا يعني الحفاظ على علاقة قوية معها.”

و أضاف أن “الوضع في ليبيا غامض إلى حد الآن، و طبيعة هجوم حفتر على طرابلس، تعتمد أساسا على تعميق الخلافات القبلية لمحاصرة العاصمة.”

و تابع: “يبدو أنّ حفتر تعطل، و الخشية أن يطول هذا الصراع و يستنزف قوة الأطراف اللّيبية، رغم وصولهم إلى اتفاقات مبدئية برعاية أممية، إلاّ أن هذا الهجوم أبطلها وعقد الأمور أكثر.

و بحسب محمد بوعود لتونس اهتمامات استراتيجية في ليبيا تشمل محورين؛ وجود سلطة مركزية قوية في ليبيا تقضي على الإرهاب وحالة الفوضى و استعادة الأمن في المنطقة، و ثانيا استعادة النسق الطبيعي للتبادل التجاري بين للبلدين”.Résultat de recherche d'images pour "‫خميس الجهيناوي وفايز السراج‬‎"

وجهات نظر 0 comments on نداء تونس.. من ينقذ صورة الحزب و إرث الرئيس… بقلم الحبيب الأسود

نداء تونس.. من ينقذ صورة الحزب و إرث الرئيس… بقلم الحبيب الأسود

كل محاولات ترميم حزب حركة نداء تونس تبدو فاشلة، وحتى المؤتمر الانتخابي الذي عوّل عليه الندائيون وفي مقدمتهم الرئيس الباجي قائد السبسي قاد الحزب إلى نفق جديد بات من الصعب الخروج منه قبل أشهر قليلة من الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

النداء لم يكتف بتدمير نفسه من الداخل، وإنما أعطى صورة سيئة عن العمل الحزبي والنخب السياسية في بلد وصل عدد أحزابه إلى 216 حزبا، فمنذ تأسيسه في العام 2012 على يد قائد السبسي، كان قد حكم على نفسه بأن يكون مجرد جبهة انتخابية لمرّة واحدة فقط، بسبب محاولته الجمع بين متناقضات فكرية وعقائدية، ثم بين قوى انتهازية تبحث عن مساحة للتموقع في المشهد الجديد الذي أفرزته الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في يناير 2011.

وإذا كان نداء تونس قد فاز بانتخابات العام 2014، فلأنه رفع شعارات راديكالية في وجه الإسلام السياسي وخاصة حركة النهضة، التي كانت قد حكمت البلاد بعد انتخابات المجلس التأسيسي في أكتوبر 2011، وقادت الدولة والمجتمع إلى حالة من التصادم ما أدى إلى اتساع رقعة الإرهاب والتطرف إلى حد الاغتيال السياسي الذي استهدف زعيمين كبيرين من زعماء المعارضة اليسارية وهما شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وانتشار خطاب الحقد والكراهية ودعوات الإقصاء والإلغاء في ظل واقع إقليمي كان يصب آنذاك في اتجاه التمكين للإسلاميين، وخاصة لجماعة الإخوان المتحالفة، موضوعيا، مع تنظيم القاعدة في أكثر من بلد عربي.

استطاع الباجي قائد السبسي بما يملك من كاريزما وقدرة خطابية وخبرة سياسية تعود إلى عقود طويلة، أن يبرز كوريث للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ومدافع شرس عن الدولة المدنية في وجه تغوّل النهضة وحلفائها، فأعاد الأمل إلى التونسيين، وخاصة إلى المرأة التي كانت تخشى على ما تحقق لها من قبل دولة الاستقلال من أن يطاح به في زحمة الدعوة للانقلاب على الدولة الحديثة وإنجازاتها الاجتماعية.

بعد أن وصل إلى قصر قرطاج، كان قائد السبسي يطمح إلى أن يكون بورقيبة آخر، ولم يستسغ تحديد مسؤولياته في إطار ضيق من قبل دستور العام 2014، وكان أكبر أخطائه أن أدخل نجله حافظ إلى دائرة المسؤولية في نداء تونس، لكن يبدو أنه كان مطمئنا أكثر من اللازم إلى أن توافقاته مع راشد الغنوشي في اللقاء الباريسي في أغسطس 2013 والذي رعته أطراف دولية من بينها فرنسا والجزائر والولايات المتحدة، كانت ستضمن تقاسم السلطة بين أسرتين لا فقط بين رجلين، وما زاد في تعميق هذا التوجه أن حركة النهضة أوهمت حافظ بأنها ستتعامل معه كما تتعامل مع والده، بل وأصبح قياديوها يطلقون عليه لقب السيد الرئيس، وكانوا وراء تنظيم لقاءات له مع الرئيس التركي ومع أمير قطر كحليف موثوق به.

تناسى الرئيس قائد السبسي وعوده لناخبيه بالتصدي للنهضة والإسلام السياسي، وتراجع حضور نداء تونس بسبب التصدعات التي ضربته والتشققات التي أفقدته أغلب قياداته الفعلية، ولم يجد حافظ إلى جانبه إلا من تغلب عليهم نزعة الانتهازية، فالابن بات يستثمر في اسم والده، وأتباعه باتوا يستغلون قربهم منه لتحقيق مصالحهم، وفوق كل ذلك لم يستطع نداء تونس تكوين مؤسسات أو تنظيم انتخابات قياداته بشكل ديمقراطي نزيه، ولم يفلح في إلزام مرشحيه للسلطة بالانضباط والالتزام، وهو ما يتضح اليوم، فرئيس الحكومة، يوسف الشاهد، المرشح من قبل الرئيس قائد السبسي تمرد عن الحزب والرئيس واتجه لتأسيس حزب جديد، وحتى وزراء نداء تونس اختاروا الكراسي وأعلنوا الولاء لرئيس الحكومة، فالحزب الذي جاؤوا منه بدا بالنسبة لهم منتهي الصلاحية.

كان الرئيس قائد السبسي، يجيب في كل مرة من يسأله عن الوضع الكارثي لحزبه، بأن الحل في المؤتمر الانتخابي الذي تأخر سبعة أعوام عن موعده المفترض، وبعد مخاض عسير جاء المؤتمر لينتظم في مدينة المنستير في ذكرى وفاة الحبيب بورقيبة في السادس من أبريل، ولكن النتائج لم ترق لحافظ قائد السبسي، فنجل الرئيس لا يزال يطمح إلى دور سياسي في المرحلة القادمة، والمقربون منه أقنعوه بأن هذا الدور لا يكون إلا من صدارة المسؤولية في الحزب.

حضور نداء تونس تراجع بسبب التصدعات التي ضربته والتشققات التي أفقدته أغلب قياداته الفعلية،
حضور نداء تونس تراجع بسبب التصدعات التي طالته والتشققات التي أفقدته أغلب قياداته الفعلية

انقلب حافظ على مؤتمر المنستير وقرر استئنافه بشكل عبثي، بعد رفض الطعون التي تقدم بها فريقه، ليتم انتخابه رئيسا للجنة المركزية لنداء تونس، في ذات الوقت الذي كان فيه الشق الثاني يجتمع في مدينة الحمامات لتوزيع المسؤوليات وفق نتائج المؤتمر بصيغته الأولى، وهي النتائج القانونية بحسب رئيسة المؤتمر، ليتم انتخاب سفيان طوبال رئيسا للجنة المركزية ومحمد عادل الجربوعي رئيسا للمكتب السياسي وعبدالعزيز القطي سكرتيرا عاما للحزب.

دخل حافظ قائد السبسي هذه المرة في مواجهة قانونية مع أقرب المقربين إليه ومن كانوا يقفون إلى جانبه ضد كل الانتقادات التي تلاحقه، وخاصة سفيان طوبال رئيس الكتلة البرلمانية التي كانت الأولى بعد انتخابات 2014 بـ86 نائبا لتصبح اليوم الثالثة بـ39 نائبا، بينما أصبحت حركة النهضة تتمركز في الصدارة ومن ورائها كتلة حليفها الجديد حزب “تحيا تونس” المحسوب على رئيس الحكومة.

والواقع أن القيادة الجديدة المنتخبة لن تساعد نداء تونس على استعادة انتصار الماضي ولا على تحقيق أي نتائج مهمة في المستقبل، ولن تعطي أي أمل لمن غادروا الحزب حتى يعودوا إليه، وإنما ستزيد من زحف من تبقى في مراكز المسؤولية وخاصة في الحكم المحلي، نحو حزب “تحيا تونس”.

الرئيس قائد السبسي حسم أمره في اتجاه عدم الترشح لرئاسيات 2019، وسيكون من أبرز الداعمين لترشيح رئيس الحكومة يوسف الشاهد، وهناك دعم إقليمي ودولي لهذا التوجه، كما أن حركة النهضة تبدو مرحبة به، قدر عملها على أن تمسك بمقاليد رئاسة الحكومة في حال فوزها في التشريعيات، فالرئيس قائد السبسي لا يريد للدبلوماسية التونسية التي يعود أمرها إلى رئاسة الجمهورية، أن تسقط بين يدي رئيس من خارج الإطار البورقيبي وتقاليد دولة الاستقلال، خصوصا وأن تونس هي الرئيسة الحالية للقمة العربية، وستستقبل قمة الفرنكوفونية العالمية في يناير 2020، وتستعد لتولي عضوية مجلس الأمن، وتطمح إلى تحسين علاقاتها مع دول محور الاعتدال العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية ومصر.

لكن هذا الموقف من الرئيس قائد السبسي، يجب أن لا يخفي عنه أن هناك حالة تراوح بين الملهاة والمأساة في نداء تونس، وهو قادر عندما يريد أن يتدخل بقوة للدعوة إلى تجاوز ما حدث في المنستير والحمامات السبت الماضي، وعقد اجتماع جديد لأعضاء اللجنة المركزية يجمع بين طرفي النزاع ويتم خلاله انتخاب قيادة جديدة تكون قادرة على تجاوز ما بات عليه الحزب من وضعية الانشطار الداخلي أو الانتحار الذاتي.

الرئيس قائد السبسي يمكن أن ينقذ ما يمكن إنقاذه من شتات حزب ولد كبيرا، ثم اضمحل حتى لا يكاد يُرى، لأن قرار الإنقاذ سيساعد كذلك على إنقاذ المشهد السياسي في البلاد، وعلى إنقاذ صورة الرئيس نفسه في الداخل والخارج، حتى لا يقال أسس حزبا ليجعل منه سلّما ليحكم، ولما حكم سقط السلّم وانهار البناء.

وجهات نظر 0 comments on هل تؤدي إعادة انتخاب نتانياهو إلى إنهاء حل الدولتين؟

هل تؤدي إعادة انتخاب نتانياهو إلى إنهاء حل الدولتين؟

لا تبشر إعادة انتخاب رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتانياهو والإعلان الوشيك عن خطة السلام الأميركية، بالخير بالنسبة للفلسطينيين الذين يأملون في دولة مستقلة.

 

انتزع نتانياهو الثلاثاء فوزا كان صعبا بوجود منافسه الوسطي، ليبدأ المفاوضات مع الأحزاب اليمينية الصغيرة لتشكيل ائتلاف حكومي في ولايته الخامسة. ويبقى السؤال كيف ستؤثر الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة على احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بالتوازي مع حل الدولتين كحل مقترح للصراع العربي الإسرائيلي؟

كيف ستبدو الحكومة القادمة؟

من المرجح أن تكون الحكومة الجديدة مشابهة إلى حد كبير لسابقتها التي عدت الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. ولا يتوقع انضمام أحزاب تدعم وبشكل مباشر دولة فلسطينية مستقلة. وتفضل العديد من الأحزاب كما الليكود الذي يتزعمه نتانياهو ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة على الأقل، حيث يعيش حوالي 400,000 إسرائيلي في مستوطنات غير شرعية بنظر القانون الدولي إلى جانب نحو 2,7 مليون فلسطيني.

وتعهد نتانياهو قبل الانتخابات بضم جميع مستوطنات الضفة الغربية إلى إسرائيل في خطوة تجعل الدولة الفلسطينية مستحيلة، لكنه سيواجه ضغوطا لمتابعة ذلك. وفي غزة حيث خاضت إسرائيل وحماس منذ 2008 ثلاث حروب مدمرة بالنسبة للقطاع المحاصر منذ عام 2008، قد يكون هناك المزيد من الضغوط على نتانياهو للتحرك خاصة في حال عاد أفيغدور ليبرمان الذي استقال من منصبه كوزير للدفاع أواخر العام الماضي، واتهم نتانياهو بالتعامل “بنعومة” مع حماس.

ماذا ستعني لمفاوضات السلام؟

قال هيو لوفات، زميل السياسة الإسرائيلية-الفلسطينية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن كل الدلائل تشير إلى أن إعادة انتخاب نتانياهو تهدد أي آمال متبقية في حل الدولتين. وقال لوكالة فرانس برس “لقد عمل نتانياهو بجد لدفن احتمالات قيام دولة فلسطينية ذات معنى”. وأضاف “إن قرار إسرائيل ضم الكتل الاستيطانية رسمياً في الضفة الغربية سيؤدي إلى أزمة دبلوماسية حادة مع أوروبا، حتى لو لم يكن واضحًا ما هي التكاليف المترتبة على ذلك.

وتابع “ولكن حتى لو لم سلكت إسرائيل هذا المسار، فإن عملية الضم الزاحف جارية بالفعل”. فلسطينيا، قال المسؤول الفلسطيني أحمد مجدلاني “عنصرية الحكومة الجديدة ستجعل التوصل إلى السلام أمراً مستحيلاً تقريبًا”. وأضاف”هذه الحكومة سوف تدفن عملية السلام وحل الدولتين. لم يعد بإمكاننا الحديث عن عملية سلام”. وفي الوقت نفسه، يرى محللون أن دعم حل الدولتين تراجع بين الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.

وواصلت إسرائيل توسيع المستوطنات، وأطلق نشطاء حماس صواريخ من غزة، مما أضر بآمال السلام. ولكن، هناك حل بديل محتمل يمكن أن يدفع قضية محادثات السلام إلى جدول الأعمال مرة أخرى، وهذا الحل بيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

هل ستتحقق خطة ترامب السلام؟

أثبت الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ وصوله إلى السلطة، أنه ربما كان الرئيس الأكثر تأييداً لإسرائيل عبر التاريخ، منتهكا عقودا من الإجماع الدولي عبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبسيادتها على مرتفعات الجولان. وأشاد ترامب بإعادة انتخاب حليفه نتانياهو، قائلاً إنها ستمنح السلام “فرصة أفضل”. ومن المتوقع أن تنشر إدارته خطة سلام طال انتظارها، ويكتنف الغموض محتواها، لكن لدى الفلسطينيين أسبابهم للتخوف من انحيازها لصالح إسرائيل. ورفض وزير خارجية ترامب مايك بومبيو الأربعاء تأكيد دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين، كما امتنع عن إدانة إعلان نتانياهو وتعهده بضم المستوطنات.

كيف سيكون رد فعل الإسرائيليين والفلسطينيين؟

يقاطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إدارة ترامب منذ ديسمبر 2017، عندما اعترف الزعيم الأميركي بأن مدينة القدس المتنازع عليها هي عاصمة إسرائيل. وقال طارق بقعوني من مركز الدراسات الدولية للأزمات إن مقاطعة الرئيس الفلسطيني لترامب ستستمر ما لم يغير الأخير موقفه جذرياً. وأعلن السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان وصهر ترامب المستشار جاريد كوشنر دعم المستوطنات الإسرائيلية في السابق.

وقال بقعوني إن “هناك أيديولوجية واضحة يجسدها فريدمان تضفي الشرعية على المستوطنات، وتحتفظ بهيمنة إسرائيل على الضفة الغربية وتحافظ على غزة معزولة اقتصاديًا”. ويتابع “لا أعرف ما هو الحافز لدى الفلسطينيين للانخراط في الخطة التي ستصل ميتة”. وقال مجدلاني إنهم يتوقعون اقتراحا متحيزا بشكل جذري “نتوقع ضم أجزاء من الضفة الغربية، وخاصة المستوطنات وأجزاء من المنطقة المصنفة ‘ج’، وترك المجتمعات الفلسطينية دون ضم، في محاولة من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل لفرض حل أحادي الجانب”.

ويؤكد المسؤولون الأميركيون أن الخطة ستكون عادلة ويقولون إن على الطرفين تقديم تنازلات. وسيواجه نتانياهو أيضًا انتقادات إذا رأى بعض أعضاء ائتلافه أن الخطة الأميركية تسعى للتخلي عن الضفة الغربية التي يؤمن الشعب اليهودي بعلاقتهم بأرضها منذ عهد التوراة. وقال عضو تحالف أحزاب اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريش، الذي يتوقع أن ينضم إلى حكومة نتانياهو الأربعاء، إن نتانياهو “يمكنه التفكير في خطة ترامب، لكن إذا روج لها فلن يكون هناك حكومة يمينية”.

وجهات نظر 0 comments on من ليبيا للجزائر للسودان.. الثورة المضادة تتراجع .. بقلم فراس أبو هلال

من ليبيا للجزائر للسودان.. الثورة المضادة تتراجع .. بقلم فراس أبو هلال

لا يمكن قراءة الأحداث في المنطقة العربية بمعزل عن بعضها، ومهما حاولت وسائل الإعلام ومنظرو “الهويات القطرية” ترويج انتهاء أحلام العروبة فإن الواقع يثبت فشل هذه التنظيرات. 

مع انتهاء الموجة الأولى من ثورات الشعوب العربية قبل نهاية عام 2011، أخطأت معظم القوى المنتمية لتيار المعارضة السابق للأنظمة القديمة بتبني خطاب قطري، وحاولت غالبية هذه التيارات الإسلامية والعلمانية النأي بنفسها عن امتداداتها العربية خوفا من الاتهام الذي كان يوجه لها بأنها قوى غير “دولتية” مع أنها أنشئت بالأساس بأحلام قومية أممية، فيما عمل النظام العربي التقليدي والحكومات الرجعية بشكل عابر للحدود للتأكد من هزيمة الثورات وعدم وصول تأثيراتها لبلدانها.

خسرت قوى التغيير في اليمن، وكانت تناور في سوريا بين الخسارة والربح، ولكنها منيت بهزيمة كبيرة بعد الانقلاب في مصر، وهو الحدث الذي جعل هذه القوى عارية تماما أمام تيار الثورة المضادة، ونتحدث هنا عن قوى التغيير في كل المنطقة العربية، لأن قدر العرب أن يكون مصيرهم مشتركا يتأثر كل بلد بما يحدث في البلد الآخر.

قبل أكثر من أربع سنوات كتب الباحث في التاريخ الحديث بشير موسى نافع، عن أن الثورة العربية المضادة تجاوزت ذروة زحفها منذ زمن، وكان البعض يعتقد أن ما كتبه نافع يدخل في باب التمنيات، ولكن الوقائع أثبتت وتثبت أن الثورات حققت ولا تزال تحقق انتصارات مهمة، وإن كانت موضعية، ضد الثورات المضادة.

بعد فترة من الانقلاب في مصر، بدأت قوى التغيير تلتقط أنفاسها. فشل انقلاب اللواء المنشق حفتر في ليبيا في فبراير 2014، وكان مجرد فرقعة إعلامية، وشكل هزيمة موضعية للثورات المضادة. ثم شهد الأردن موجة جديدة من الحراك السلمي الذي أدى إلى إقالة رئيس حكومة في حالة نادرة في تاريخ البلاد يستطيع فيها حراك شعبي أن يسقط رئيس حكومة، كما فشلت محاولات جر قطاع غزة إلى حرب أهلية تؤدي إلى إسقاط حكومة حركة حماس كما يشتهي تيار الثورة المضادة.

أما في الخليج، فقد أدت جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي إلى إضعاف الدور الدولي لولي العهد محمد بن سلمان، وإلى تحويل صورته من مصلح سياسي واجتماعي واقتصادي إلى متهم بالمسؤولية عن الاغتيال، كما فشل تيار الثورة المضادة في فصل جنوب اليمن عن شماله، وفي القضاء على التجمع اليمني للإصلاح الذي كان هدفا للإسقاط قبل أن تضطر السعودية والإمارات للجلوس معه باعتباره تيارا وطنيا لا يمكن تجاوزه في اليمن.

وعلى أهمية هذه التراجعات، إلا أن الضربات الكبرى للثورة المضادة انطلقت من السودان، حيث يستمر الحراك الشعبي منذ أسابيع طويلة دون كلل أو ملل، ويستمر معه تنازل النظام الحاكم بالتدريج أمام مطالب الشعب. وقد يقول قائل ما علاقة الثورة المضادة مع نظام السودان الذي يصنفه البعض بأنه ينتمي للتيار “الإسلامي” الذي تعلن الثورة المضادة حربها عليه صراحة؟ ولكن الحقيقة هي أن الثورة المضادة هي مع حكم الأمر الواقع، مع الاستبداد، وضد أي تغيير نتيجة الحراك الشعبي، لأن انتصار أي شعب عربي سيمثل إلهاما لبقية الشعوب الطامحة للتغيير في كل العالم العربي.

بعد السودان، شكل دخول العامل الجزائري للمعادلة ضربة جديدة للثورة المضادة، وتبدو أهمية الجزائر من كونها ساحة غير متوقعة للثورات الشعبية بسبب النفوذ الكبير للجيش وقوى الأمن وبسبب حضور التاريخ بكل ثقله والخوف من تكرار “العشرية السوداء”، ومع ذلك فقد استطاع الشعب الجزائري أن يخوض حراكا سلميا عظيما دفع الجيش للتحرك وإزاحة الرئيس بوتفليقة، ولا يزال الحراك يتقدم لتحقيق نقاط جديدة في صراع مع القوى التقليدية لم ينته بعد.

ويبدو أن قوى الثورة المضادة أرادت استغلال انشغال الجزائر بهمومها الداخلية فحركت حفتر لشن حملته الجديدة على العاصمة الليبية طرابلس، رغبة منها في الحسم العسكري قبيل انعقاد المؤتمر الوطني، ومحاولة لتحقيق أهدافها عسكريا في ظل فشلها بتحقيق هذه الأهداف سياسيا عبر المفاوضات.

 

ولكن عنصر المفاجأة والبروباغاندا الإعلامية لم تفلح في تحقيق سيطرة سريعة دون قتال على طرابلس، بل أدت -حتى الآن- إلى تجمع القوات التابعة للجيش الليبي بقيادة حكومة الوفاق للرد على هجوم حفتر، وبالرغم من سيطرته السريعة على مدينة غريان في الطريق إلى طرابلس إلا أن قواته قد منيت بخسائر كبيرة في الزاوية وقرب العاصمة، ولا يبدو أنها ستحقق أهدافها العسكرية والسياسية، على الأقل مما تظهره التطورات الميدانية حتى الآن.

حققت قوى التغيير بلا شك انتصارات موضعية ومهمة ضد الثورة المضادة خلال السنوات الماضية، ولكن الصراع لم ينته ويبدو أنه سيستمر لسنوات لحين تحقيق تغييرات كبرى في المنطقة أو تحقيق انتصار كامل للثورة المضادة، وتبقى مصر هي العامل الأكبر في التغيير الديمقراطي في الشرق الأوسط، فكما كان الانقلاب العسكري عاملا مهما في هزيمة الثورات الشعبية فإن انتصار هذه الثورات وتحقيق التغيير السلمي لن يتم دون انتقال ديمقراطي في مصر..

 

ولكن هل يمكن أن يحدث ذلك قريبا؟ لا يستطيع أحد أن يتوقع بدقة سلوك الشعوب وتحولاتها، ولكن تمادي النظام في القمع والاستبداد وعزمه على تعديل الدستور يمكن أن يشكل نقطة ارتكاز لحراك شعبي جديد.

 

عربي 21

وجهات نظر 0 comments on بعد ” مبادراته “عن القدس و الجولان و “صفقة القرن” : ترامب يفتعل ” حربا جديدة بالوكالة ” مع إيران ..  بقلم بحري العرفاوي

بعد ” مبادراته “عن القدس و الجولان و “صفقة القرن” : ترامب يفتعل ” حربا جديدة بالوكالة ” مع إيران ..  بقلم بحري العرفاوي

بعد قراره المنفرد الخروج من معاهدة الاتفاق النووي مع طهران وبعد فشل مؤتمر ” فرصوفيا” ( عاصمة بولونيا ) في تشكيل حلف اسرائيلي أمريكي عربي اسلامي دولي جديد ضد إيران وكل الاطراف الفلسطينية ، من منظمة التحرير وسلطات رام الله إلى زعماء المقاومة الفلسطينية واللبنانية  بزعامة حزب الله وحركتي حماس والجهاد ..

 وبعد إعترافه بالقدس عاصمة ل”إسرائيل” ، وبعد أن ” أهدى ” الجولان السوري إلى الكيان الصهيوني ، الادارة الامريكية تفتعل أزمة جديدة مع دولة ايران ، بما يثبت أن ترامب لا يتوقف عن الركض في حقل ألغام.. فاتهم قوات النخبة الايرانية المعروفة ب”الحرس الثوري” ب”الإرهاب”.

  • وقد ردت طهران فاتهمت الجيش الامريكي بالضلوع في ارهاب الدولة من خلال جرائمها في البلدان التي احتلتها خلال العقود الماضية ، وعلى راسها العراق وافغانستان ، ودورها في انعاش الارهاب داخلها وفي الدول الاسلامية والعالم اجمع.
  • إن تعاقب الاجراءات العدائية تجاه طرف ما لا يعبر عن قوة صاحبها بقدر ما تعبر عن حالة القلق التي تتلبسه وعن حالة “الإرتهاب” التي تتملكه فيظل كمن يصرخ في الظلام لتمزيق “الصمت” ولخرق “الغموض” ولرفع كابوس “الوحشة” في منطقة لا يعلم أسرارها ولا يدري من أين تأتيه “مصائبها”.
  • ترامب الذي يعلن فجأة انسحابا من سوريا معتبرا إياها “أرض رمال وموت” والذي يزور قاعدة جنوده في العراق خلسة ولا يستطيع التجوال في شوارع بغداد لا يمكن أن يكون ممتلئا بالقوة وبمشاعر النصر، خاصة وهو يرى الرئيس الإيراني حسن روحاني يزور بعده مباشرة بغداد ويُستقبل في واضحة النهار ويُمضي اتفاقيات مهمة مع الجار العراقي، أو وهو يرى الرئيس السوري يزور طهران ويلتقي المرشد الأعلى للثورة الاسلامية السيد خامنئي بحضور قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ثم يكون مباشرة لقاء بالعاصمة دمشق بين قادة أركان كل من إيران وسوريا والعراق بما يعني أن حلفا مقاوما قد تشكل على امتداد المنطقة وأن قواعد الولايات المتحدة في المنطقة كلها في مرمى صواريخ المنتصرين.

++ إن المعارك تُخاض بداية في الخطاب، وهذا ما يمارسه الأعداء حين يرسلون مفردات التهديد والتحريض والتخويف والوصْم بالإرهاب والاتهام بالإجرام والإفساد، وهذا أيضا ما يُدركه قادة الحلف المقاوم حين يستعملون لغة شامخة انتصارية ترد على الأعداء التهم فتصمهم هم بالإرهاب والإجرام وبدعم الارهاب وتصنيعه وحمايته والتحكم به.

  • في الوقت الذي يُبدي فيه قادة المقاومة ورجالُ الساحات صمودا وثباتا وشموخا مبشرين بالانتصار وبتحرير القدس والجولان وبجعل العدو ينكفئ انكفاءة أبدية، لا تكف نُخبٌ مهزومة منكسرة عن إشاعة اليأس والبؤس والمهزومية بل نجد من أولئك من يُفلسف “خيانته” و”عمالته” فيُنظر في ترتيب الأعداء ليجعل الصهاينة أقل خطرا ممن يعتبرهم “صفويين” مستثيرا غرائزية طائفية مقيتة متخلفة، متورطا في حرب اقليمية ودولية بالوكلة.

وقد سبق للوبيات أمريكية وصهيوينة وغربية أن ورطت عواصم عربية واسلامية خلال الاربعين عاما الماضية في حروب بالوكالة استهدفت ايران ( 1980-1981) والعراق ( في 1991 ثم بعد احتلال بغداد في 2003 ) وافغانستان ( منذ 2001 ) وسوريا واليمن وليبيا ( منذ 2011)..الخ  

  • الأحداث تبدو متسارعة متدافعة متلاحقة وبمشهديات صادمة ومربكة ومستفزة ولا يمكن لأصحاب الهمة والإرادة إلا أن يكونوا جاهزين بكل قدراتهم وبكل ثقتهم كي يخوضوا فصلا من فصول معركة قد تكون مقدمةً للمعركة “الأخيرة” حين تكون أمتنا على موعد مع الإنتصار الجميل.
وجهات نظر 0 comments on هل يلفظ العدوان على اليمن أنفاسه الأخيرة؟

هل يلفظ العدوان على اليمن أنفاسه الأخيرة؟

تكبد العدوان السعودي- الاميركي ومعه الإماراتي ومرتزقتهم في معارك الحديدة الأخيرة خسائر فادحة في العديد والعتاد، وتم تلقينهم دروسا قاسية جدا لن تنسى، وستتحدث عنها الأجيال القادمة، إنها الحرب التي اختاروها وحشدوا لها مرتزقة من مختلف الجنسيات، حرب لا تبقي ولا تذر، تحصدهم وآلياتهم حصد الزرع وقت حصاده، وطائرات مسيرة ترميهم بحجارة من سجيل، فتجعلهم كعصف مأكول بقوة الله الذي يسدد الرمية لتصيب الهدف بدقة.

الحديدة وما أدراك ما الحديدة! أسطورة هي حتى فعلت بالغزاة ما فعلت! رغم أنها منطقة ساحلية غير جبلية وأرض مفتوحة إلا أن خسائر العدوان عليها فاقت تقريبا خسائره في أي جبهة أخرى من جبهات القتال المفتوحة.

وبات يتساءل المتسائل .. ويترقب المترقب، هل يلفظ العدوان السعودي الإماراتي على اليمن أنفاسه الأخيرة فعلا؟ هل قُدمت له معركة الحديدة كمعركة مصيرية يحدد فيها كفاءته وقدرته على الاستمرار في هذه الحرب العبثية، أم أنه في حال انكسر فيها كما انكسر وينكسر في غيرها سيتوقف فورا كي يحفظ ما بقي له من ماء وجه، هل عَجْز قوى العدوان المتكالبة للسيطرة على الحديدة ومينائها سيجعلها توقن بأن اليمن مقبرة وأن الحديدة تستحيل أن تكون كعدن وغيرها من المناطق المحتلة؟ وهل سيدفع الأمريكي بالسعودي والإماراتي للانزلاق أكثر وأكثر في الاستمرار في حرب اليمن في حال فشلا في تحقيق نصر خلال المدة المحددة إلى آخر هذا العام، خصوصا بعد الدعوات الأمريكية نفسها والأوروبية الداعية إلى وقف إطلاق النار ووقف الحرب في اليمن التي صنعت أكبر كارثة إنسانية على مستوى العالم!

أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات، ولكن يبقى الواقع هو الذي سيجيب بما يتركه من معطيات حقيقية على أرض المعركة، يبقى هو الميزان الذي يُرجّح هذه الكفة أو تلك، ويبقى هو الخصم والحكم في نفس الوقت وذات اللحظة، يبقى التقدم لأي طرف هو المعيار الحقيقي الذي به نحكم لمن ستكون الغلبة، مع الإشارة طبعا بأن القصف الجوي وتكثيفه وإن كان له مؤشر قوة، لكن ليس به وحده مؤشر الحسم، ولا يحقق تقدما إذا كان من هم على الأرض ضعافا ويفرون، بل قل محتلين وغزاة طامعين، ولذا في أول مواجهة لهم مع خصوهم من أبناء اليمن يصابون بالذعر فلا يعودون يأبوهن لا بطيران يساندهم ولا بغيره فيلوذون بالفرار.

الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في اليمن العميد يحيى سريع لعله أجاب عن بعض تلك الأسئلة بالفيديو المصور والموثق والذي يقطع الشك باليقين، حيث أفاد في مؤتمر صحفي عن استعادة مواقع تسلل إليها العدو في كافة الجبهات، وعن تدمير وإعطاب 127 مدرعة و184 طقماً و7 جرافات عسكرية بمختلف الجبهات خلال 12 يوما فقط منذ بداية الشهر الجاري، كما تم إحراق 5 مخازن أسلحة للمرتزقة وقتل 867، وإصابة 2150 آخرين في مختلف الجبهات بما فيها جبهة الساحل الغربي.

وقدم الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية معطيات وقائع المعارك التي حصلت في الساحل الغربي بالأرقام فأوضح أنه قُتل وجُرح أكثر من 1224 بينهم قيادات منهم 33 سوداني ودمرت 133 مدرعة في الساحل الغربي أيضا، كما نفذت وحدات متخصصة أكثر من 35 عملية هجومية على مواقع العدو، وتنوعت العمليات بين عمليات مشتركة للقوات الجوية والمدفعية اليمنية واستدراج العدو لحقول ألغام كما تم تنفيذ ضربات صاروخية دقيقة.

هذه المعلومات تدل على أن وضع المرتزقة المحسوبين على السعودية والإمارات بائس جدا، ووضع لا يحسدوا عليه، وهم بلا شك الآن واقعين في حصار خانق، إن تقدموا مثّل تقدمهم انتحارا، وإن تراجعوا اضطروا أن يسلموا أنفسهم للجيش اليمني واللجان الشعبية، فالبعض منهم هذه وضعيته اليوم في الحديدة، عالق في مكانه، لا هو قادر على التقدم، ولا هو قادر على التراجع، ومكوثه في مكانه مسألة وقت ليموت بعد ذلك من تلقاء نفسه، وبهم “المرتزقة المحاصرين والمنهارين الذين يقاتلون في صف العدوان” نحن نقول بل نجزم أن هذا العدوان على اليمن بشكل عام والتصعيد العدواني على الحديدة وساحلها ومينائها بشكل خاص بات في النفس الأخير، وهم من معطيات الواقع ينتظرون الهزيمة أكثر من انتظار اليمنيين للنصر.

وجهات نظر 0 comments on من يوقف هذا العجز العربي ؟ .. بقلم المنصف السليطي

من يوقف هذا العجز العربي ؟ .. بقلم المنصف السليطي

 أوضاعنا العربية ليست أفضل  حالا من أوضاعنا الوطنية بل لعلها أسوأ، و تعطلت كلّ مفاعيل القواسم المشتركة بين الشعوب العربية  و كل ما يوحدها و ما  يقرب بينها من لغة و دين و روابط حضارية  و تاريخية عريقة و تكامل اقتصادي و مصير مشترك والشعور  بوحدة الانتماء و الأهداف، و حولتها  الانقسامات العربية -العربية إلى طاقة معطلة و سلبية. و لذلك يعتبر العديد من المتابعين للشأن العربي أنّ الدول العربية لم تشهد مرحلة أسوأ ممّا عرفته  خلال هذا العقد الأخير. فقد ضيّعت بوصلتها تماما وارتبكت أولوياتها و غابت قضاياها المركزية العادلة و منها القضية الفلسطينية عن اهتماماتها الإستراتجية و عن أجندتها و عن سلم أولوياتها بل سعت بعض الدول العربية إلى التطبيع مع إسرائيل و الإستقواء  بها  في خلافاتها مع شقيقاتها العربية.

و لقد بلغت الخصومات  والنزاعات الداخلية العربية حدّا غير مسبوق واتت نيرانها على الأخضر و اليابس  حتّى صار مألوفا أن تقصف  طائرات لدول عربية أراض  دول عربية أخرى و تقتل و تدمّر شعوب عربية بأياد عربية – على غرار ما يجري في اليمن ” السعيد ” – وأصبح  مألوفا ان  تنطلق صواريخ من أراض عربية نحو أراضي دول شقيقه و أن تنتشر عساكر أجنبية مقاتلة في أكثر من أرض عربيه كما هو الأمر في سوريا و ليبيا. وي تم ذلك  على مرأى و مسمع من العالم اجمع و داخل خيمة الإخوة العربية و على حساب  الدين  و الأرض و العرض و كل الآمال العربية في الكرامة و العزة و الوحدة التي  حلمت بها اجيال عديدة. و لا يتحدثنَّ أحد عن ميثاق الجامعة العربية الذي ينص في  المادة الثانية على أن “الغرض من الجامعة هو توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها، وتنسيق خططها السياسية تحقيقًا للتعاون بينها، وصيانة لاستقلالها وسيادتها والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها” فلا أحد يحترمه ويهتم به ويتذكر بأن الجامعة حاضنة للعمل العربي.

والغريب في الأمر أنك تكتشف  و تتيقن كذلك من خلال كلمات سموهم و معاليهم و سيادتهم أنهم متبرمون من الأوضاع مثل شعوبهم  وقلقون مثل شعوبهم و غير مرتاحين مثل شعوبهم لهذه الأوضاع  العربية الوالغة في الرداءة والسوء وهم يبحثون عن السبل والوسائل الكفيلة بإدخال البهجة والسرور والرخاء على شعوبهم ولكنهم مغلوبون على أمرهم  وكأنهم لا يباشرون تسيير أحوال وشؤون شعوبهم  والإشراف على مقدراتها وهم “غلابة” وعاجزون مثلنا وليس بأيديهم ما يحلون وما يربطون ولا حول لهم ولا قوة ولذلك لا تتجاوز مخرجات البيان الختامي سقف العواطف المتبادلة ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته نيابة عنا و”التشديد على أهمية السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط كخيار عربي استراتيجي تجسده مبادرة السلام العربية في قمة بيروت في العام 2002 ” بينما إسرائيل تفعل ما تشاء على الأرض الفلسطينية  وتستبيحها طولا وعرضا وتعمل على تغيير الحقائق فيها وذكر البيان كذلك أنه من غير المقبول بقاء المنطقة العربية مسرحاً للتدخلات الخارجية…و هكذا يتواصل العجز العربي رغم ” أن الأمة العربية تمر بمنعطفات خطرة جراء الظروف والمتغيرات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية” وقمة تونس ناجحة كسابقتها ولاحقاتها… ولا عزاء لنا بما يحدث…

وجهات نظر 0 comments on قمة لقادة الدول ..و قمة للإعلاميين و المثقفين و الحقوقيين ..و بعد ؟!’‎

قمة لقادة الدول ..و قمة للإعلاميين و المثقفين و الحقوقيين ..و بعد ؟!’‎

عزيزة بن عمر

شهدت تونس جملة من الندوات قبيل عقد قمة ال30 في بلاد ” الثورة ” تطرقت في مجملها إلى العديد من القضايا التي لطالما نوقشت دون أن يتغير أي شيء فيها ،سيما القضية المحورية ” القضية الفلسطينية “.

ففي ال29 من مارس 2019 و تزامنا مع انعقاد أشغال القمة عُقدت بمقر النقابة الوطنية للصحفيين “قمة موازية”  حملت عنوان “قمة المجتمع المدني من أجل الحرية و الكرامة و المساواة للشعوب العربية” تضمنت جملة من المطالب لعل أهمها التنصيص على  مشاركة واسعة و فعّالة لمنظّمات المجتمع المدني في مختلف مجالات الحياة و في صنع القرار، و وقف القيود السياسيّة والقانونية المفروضة على المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان، إلى جانب وقف كافة أشكال انتهاكات الحقوق الفرديّة و الجماعيّة و محاسبة المسؤولين عنها و ضمان عدم إفلاتهم من العقاب”..

و على صعيد آخر طالبت قمة المجتمع المدني باعتماد “نموذج تنموي يقوم على العدالة الإجتماعية و على الشفافية و المسائلة و يحمي الشعوب من التبعيّة و تفاقم المديونيّة، و ضمان الحقوق الثقافيّة و الإبداعيّة واعتبارها أحد أسس التنمية الانسانية المستدامة، و الحق في التمتّع ببيئة سليمة و متوازنة واتخاذ التدابير الضرورية لوقف تدمير البيئة”.

على ضرورة “الوقف الفوري للحروب و النّزاعات في البلدان العربية”، مع الدعوة إلى “إنشاء آلية إقليمية للوقاية من النّزاعات وحلّها سلميّا .

قمة للمجتمع المدني بمناسبة انعقاد القمة العربية ال30 : مطالبة الرؤساء العرب بإعطاء الأولوية لقضية فلسطين و معارضة ” صفقة القرن “

ندوة أخرى انتظمت صباح الثلاثاء 26 مارس 2019 بمقر النقابة الوطنية للصحفيين تظاهرة ثقافية إعلامية بمناسبة انعقاد القمة العربية ال30 بتونس و التظاهرات الرسمية التمهيدية لها ، تلبية لدعوة من التنسيقية التونسية لدعم الشعب الفلسطيني.

تظاهرة شارك فيها العديد من الوجوه الوطنية و العربية على غرار نقيب الصحفيين ناجي البغوري ، الإعلامية آسيا العتروس ، و رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان الاستاذ جمال مسلم،الإعلامي و الحقوقي رشيد خشانة ، السفير الفلسطيني بتونس  هائل الفاهوم .

و قد أكدت التدخلات على دعم الاعلاميين و المثقفين و الحقوقيين و النقابيين التونسيين للمطالب الوطنية والانسانية للشعب الفلسطيني ودولته المستقلة وعاصمتها القدس ومعارضة مبادرات ترامب وناتيناهو الخاصة بضم القدس والجولان والاراضي العربية المحتلة الى اسرائيل .

كما طالبت المداخلات القمة العربية في تونس باصدار مواقف واضحة دعما لاستقلال فلسطين وللامن القومي العربي ورفض كل الاجندات الاستعمارية الجديدة .

وفيما يلي النص الكامل للنداء الصادر باسم المثقفين والاعلاميين ومناضلي المجتمع المدني :

نداء مثقفين واعلاميين وحقوقيين تونسيين بمناسبة القمة العربية ال30 بتونس

نحن المثقفون والكتاب والصحفيون المجتمعون يوم 26 مارس 2019 في مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بمناسبة انعقاد القمة العربية في تونس، وحيث لم يعد مقبولا سياسيا بالنسبة لنا ولعموم أبناء الأمة هذا التراجع المريب للقضية الفلسطينية على جدول اهتمامات النظام العربي الرسمي بعد التلاعب بمفهوم الأمن القومي العربي، وما يشكله ذلك من مدخل خطير للنيل من الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني عبر تمرير ما يسمى ب”صفقة القرن”.

· نطالب القادة العرب المجتمعين في قمة تونس بالاسراع باعادة الاعتبار للاهتمام بالقضية الفلسطينة وتقديم كل اشكال الدعم للشعب الفلسطيني لتجذير صموده في ارضه ، وتلبية حقوقه الوطنية وعلى رأسها قيام الدولة الفلسطينية وعاصمة القدس.

· الاعتراض على كل أشكال اللهث وراء التطبيع مع سلطات الاحتلال رغم انتهاكاتها لكل المقررات الاممية وللقانون الدولية .

· رفض مشروع “صفقة القرن” وكل مبادرات النيل من عروبة القدس والجولان وكل الاراضي العربية المحتلة.

صراعات و حروب و تصعيد …هل تنجح قمة ” بلد الثورة ” في تحقيق انتظارات الشعوب العربية أم موعد آخر للصور التذكارية ؟

صراعات و حروب و تصعيد …هل تنجح قمة ” بلد الثورة ” في تحقيق انتظارات الشعوب العربية أم موعد آخر للصور التذكارية ؟L’image contient peut-être : 10 personnes, personnes assises et intérieur

بدوره عقد مركز الدراسات الاستراتيجية و الديبلوماسية في ال23 مارس 2019 ندوة بعنوان القمة العربية في ظل التحديات الداخلية و الخارجية” و ذلك بحضور عديد الشخصيات الإعلامية و الفكرية الوطنية و العربية .

ندوة عرفت مشاركة العديد من الوجوه السياسية منها القيادي بحركة النهضة و مدير مركز الدراسات الاستراتيجية و الديبلوماسية رفيق عبد السلام ، سفير فلسطين لدى هايل الفاهوم ، الأكاديمي هاني مبارك ، المفكر التونسي هشام جعيط ،  أستاذ التاريخ المعاصر عبد اللطيف الحناشي ، المدير السابق للعلاقات العربية الأوروبية بجامعة الدول العربية أحمد الهرقام.

دعا  المتدخلون القمة العربية إلى ضرورة إنصاف القضية الفلسطينية مع ضرورة الدفع نحو  إيقاف مهزلة التنازع الفلسطيني الفلسطيني، و الدفع نحو استراتيجية لوضع آليات لتفعيل المشروع الوطني الفلسطيني في مواجهة الاحتلال و الحرص على تحويل القرارات الدولية عن القضية الفلسطينية إلى واقع ملموس”.

كما أجمعت مختلف الأطراف بأن لا تكون القمّة العربيّة المنتظرة، قمّة تفريطٍ في الحقوق العربيّة والفلسطينيّة من خلال الدّفع باتّجاه التّطبيع مع الكيان الصّهيوني،و التأكيد على دعم الأمن القومي العربي  “و  بأنّ الخطر الرّئيسي، الذّي يمس الأمن العربيّ، هو الّذي يتأتى من إيران أو من تركيا أو ما يسمّى بالإسلام السّياسيّ”.

في ظل المتغيرات الجيوستراتيجية و صفقة القرن حول فلسطين : أي دور للإعلام العربي

بعد التغييرات التي عرفها المشهد السياسي العربي و خاصّة الفلسطيني منذ بدأ الحديث عما بات يعرف بصفقة القرن، الفكرة الطاغية على القضية الفلسطينية اليوم و بعد ما حصل في مؤتمر وارسو أين تنافس عدد من الدول العربية لحضور المؤتمر الذي كان فرصة لعديد القادة العرب للتطبيع مع الكيان الصهيوني و التودد لدولة الاحتلال، يبقى الحديث اليوم عن أهمية الإعلام و دوره في التصدي لكل محاولات تغييب الوعي العربي و تحريفه تجاه القضية الفلسطينية .
و في هذا الإطار ، عقد منتدى ابن رشد و الشبكة العربية لعلوم الإعلام و الاتصال و رابطة تونس للثقافة و التعدد بالتعاون مع مركز تونس لجامعة الدول العربية في ال8 من مارس 2019 ملتقى فكريا حول”المستجدات الجيوستراتيجية و انعكاساتها على الإعلام و الأمن القومي” و ذلك بحضور عديد الشخصيات الإعلامية و الفكرية الوطنية و العربية .

و أجمع جميع المتدخلين في الملتقى على أن الدول العربية مقصرة تجاه القضية الفلسطينية التي كانت و لا تزال درسا للعرب في الصمود و أنها يجب أن تظل قضية العرب الأولى و أن تعود إلى الطهور كمادة إعلامية أولى.

إضافة إلى التأكيد على أن تتصدر قضايا الأمن القومي  مقررات القمة العربية في تونس التي تستعد جامعة الدول العربية لتنظيمها في دورتها ال30 موفى شهر مارس الجاري .

ملتقى انتظم بمقر مركز تونس لجامعة الدول العربية و ضم مجموعة من الشخصيات الإعلامية  الوطنية و العربية منها الأكاديمي  كمال بن يونس ، الإعلامي زياد الهاني ، الباحث الفلسطيني المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط، فراس أبو هلال ، الإعلامية آسيا العتروس،

على الرغم من أن التمثيل الرسمي فيها هو الأعلى من بين القمم الأخرى، إلا أن القمة العربية التي عقدت في تونس، الأحد، في ظروف بالغة الحساسية تحت مسمى “قمة العزم والتضامن” ، لا تبدو في بيانها الختامي مختلفة عن دوراتها السابقة التي اقتصرت على إصدار بيان تسوده لغة الخطاب دون وضع أي آليات لتنفيذ مخرجات ما اتفق عليه المجتمعون، خاصة ما يتعلق بالأزمات والخلافات بين الدول العربية.

ومع أن القضية الفلسطينية حازت الاهتمام الأكبر في كلمات القادة واجتماعات الوزراء، إلا أن ما صدر عن القمة العربية في بيانها الختامي لا يرقى إلى مستوى التهديدات الإسرائيلية “الجدية” فيما يتعلق بحق العودة للاجئين الفلسطينيين واستمرار الاستيطان وقضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وقضية السيادة الإسرائيلية بمباركة أمريكية على القدس وبعدها على مرتفعات الجولان السورية.