أخبار, ندوات ودراسات 0 comments on التربية الاسلامية في تونس .، إلى أين ؟ .. ندوة حول “التعليم الديني بتونس”

التربية الاسلامية في تونس .، إلى أين ؟ .. ندوة حول “التعليم الديني بتونس”

ينظم المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية ندوة حول “التعليم الديني بتونس” و ذلك يوم الثلاثاء 25 ديسمبر 2018 بمقر المعهد.

و سيتمحور  النقاش حول النقاط التالية:

  • سؤال المعنى و القيم في تدريس التربية الإسلامية
  • دور التعليم الديني في تقويم سلوك الفرد
  • التأريخ لمراحل التعليم الديني في تونس
  • التربية الدينية في رياض الأطفال
  • التعليم الديني في تونس بين الرسمي والموازي
  • التعليم الديني في أفق الإصلاح التربوي بالمناهج: التربية الإسلامية و ضرورات التنشئة الاجتماعية على قيم المواطنة المتأصلة”
  • أي دور للمؤسسات الرسمية في التعليم الديني اليوم ؟

و يؤثث الحوار مفتي الجهورية التونسية و رئيس  هيئة التعليم الزيتوني و مدير عام التفقدية العامة لبيداغوجيا التربية ممثل عن وزارة الداخلية و كاهية مدير الدراسات و التكوين بوزارة الشؤون الدينية، إضافة الى عدة أئمة خطباء و متفقدين في المجال التربوي.

حوارات, ندوات ودراسات 0 comments on فيديو//ليلى أولاد علي لتونس أوروماد : نحن بصدد التشاور حول مستقبل المشروع السياسي ل”كتلة الائتلاف الوطني” حتى يكون جاهزا لانتخابات 2019

فيديو//ليلى أولاد علي لتونس أوروماد : نحن بصدد التشاور حول مستقبل المشروع السياسي ل”كتلة الائتلاف الوطني” حتى يكون جاهزا لانتخابات 2019

عزيزة بن عمر 

قالت النائبة عن كتلة الائتلاف الوطني ليلى أولاد علي إن الكتلة تكونت من أجل الاستقرار الحكومي الذي تحتاجه البلاد .

و أضافت أولاد علي بأن الكتلة جاءت من فكرة الدفاع عن استقرار المؤسسات و دعم الحكومة للإصلاحات الكبرى ، مشيرة إلى أن الائتلاف الوطني يضم 44 نائبا من نداء تونس و مشروع تونس و كذلك من كتلة آفاق تونس الذين ينتمون إلى عائلة واحدة و هي العائلة الحداثية الديمقراطية .

كما أوضحت النائبة بأن النواب الوافدين على الكتة بالإضافة إلى الشاهد و أعضاء من فريقه الحكومي يشتركون في نفس الأفكار الاقتصادية و نفس المبادئ هي التي ساهمت في انبثاق الكتلة ، مضيفة بأن المجموعة المكونة للكتلة بصدد التشاور مع وجوه آخرى ستلتحق بالمشروع السياسي الجديد لتحديد ملامحه المستقبلية و كيف سيُقدم إما “أن يكون في شكل حزب أو في شكل حركة أو في شكل قائمات موحدة “.

كما أكدت ليلى أولاد علي سعي جميع الأطراف بأن يكون المشروع جاهزا في انتخابات 2019 مواصلةً للاستقرار الديمقراطي , موضحة بأن نداء تونس “ضعُف” و لابد من  تطعيم الساحة السياسية بأحزاب آخرى ” قوية” قادرة على خلق  توازن سياسي في البلاد و يُتيح للمواطن فرصة اختيار من سيُمثله في الاستحقاقات الانتخابية القادمة .

https://www.facebook.com/Maghrebnews.org/videos/371914583352199/

أخبار, البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on رضا السعيدي : لا بدّ أن نتجه نحو إصلاحات جوهرية و حقيقية في القطاع العمومي

رضا السعيدي : لا بدّ أن نتجه نحو إصلاحات جوهرية و حقيقية في القطاع العمومي

منية العيادي

 

 أكّد الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة المكلف بمتابعة المشاريع و البرامج العمومية، رضا السعيدي، ضرورة أن تتجه الدولة نحو إصلاحات جوهرية و حقيقية في القطاع العمومي لأن العجز المالي في المؤسسات العمومي وصل إلى ما يناهز 6 مليارات لدينا مؤسسات عمومية كبرى و لم يعد لديها القدرة على الاقتراض من البنوك التونسية إلا بضمان من الدولة و يطرح الأمر على مجلس وزاري و يؤشر عليه رئيس الحكومة و وزير المالية .

و أضاف السعيدي خلال ندوة سياسية بعنوان “الاستقرار الحكومي بين تحديات الاستحقاقات الاجتماعية و رهان الاقلاع الاقتصادي” عقدها مؤخرا مركز الدراسات الاستراتيجية و الديبلوماسية، أنه لن يتم التخلص من عجز جملة هذه المؤسسات إلا بما يسمى بإصلاحات القطيعة مع السابق بعيدا عن الخطابات الشعبوية و في إطار شراكة استراتيجية لأن هنالك مؤسسات لديها مشاريع استثمارية كبرى و لكنها لا تستطيع تعبئة مواردها المالية من أجل إتمام هذه المشاريع بسبب عجزها المالي.

و قال الوزير : “لا نستطيع الحديث عن قوة اقتصاد أو إدارة دون توفر العوامل الأساسية” إضافة إلى الظروف و الاشكاليات السياسية و الاجتماعية التي تعيش على وقعها البلاد و تعطل المصادقة على كثير من القوانين التي تهم الاصلاحات الاقتصادية و بقائها في رفوف مجلس النواب .

و دعا السعيدي إلى أهمية دعم القطاعات المنتجة و القادرة على أن تكون لها مداخيل هامة للبلاد مثل الصناعات التحويلية و الانتقال الرقمي الذي سيحسن الحوكمة و يرفع من القيمة المضافة و أيضا الطاقات المتجددة.

يذكر أن السعيدي أكد في تصريح سابق ، استعادة تونس سنة 2019 للنمو الاقتصادي، من خلال تحقيق نسبة نمو متوقعة في حدود 1ر3 بالمائة الى جانب إقرار اجراءات لدعم محركي التصدير و الاستثمار، وفق قوله.

و تحدث السعيدي عن تعافي بعض القطاعات الاقتصادية و منها النسيج و الملابس و الصناعات الميكانيكية، مشيرا الى التشجيعات الجبائية التي تم اقرارها لفائدة المؤسسات الاقتصادية بهدف دعم الاستثمار و دفع التشغيل و خلق الثروة. 

و ذكر في هذا الصدد، بالاجراءات المنبثقة عن المجلس الاعلى للتصدير لدفع الاستثمار علاوة على عرض تونس لـ33 مشروعا مهيكلا بقيمة 13 مليار دينار على المستثمرين الدوليين في اطار الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص في اطار المنتدى رفيع المستوى حول الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص (سبتمبر 2018). 

كما ذكر بأن انطلاق العمل في حقل الغاز “نوارة” بولاية تطاوين بالجنوب، سيكون في جوان 2019. 

و سيدعّم هذا المشروع الإنتاج الطاقي بين 30 و 40 بالمائة و سيوفر عائدات مالية بقيمة 500 مليون دولار.

 

 

 

ندوات ودراسات 0 comments on جوهر بن مبارك : تونس تحكمها منذ عهد بورقيبة عائلات تحتكر الثروة و السلطة ….قانون المالية الحديد استفز مشاعر التونسيين

جوهر بن مبارك : تونس تحكمها منذ عهد بورقيبة عائلات تحتكر الثروة و السلطة ….قانون المالية الحديد استفز مشاعر التونسيين

منية العيادي – عزيزة بن عمر

اعتبر أستاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك أن ما تضمنة قانون المالية الجديد فيه استفزاز لمشاعر التونسيين خاصة عند النقطة المتعلقة برفع الضرائب على المحال التجارية الكبرى و وكلاء السيارات و تأجيلها سنة إضافية لما فيه من انعكاس على مواصلة نسبة التضخم و ارتفاع للأسعار و فيه تأثير على  المقدرة الشرائية للمواطن حسب رأيه  ، متسائلا عن الأسباب التي دفعت الحكومة إلى اتخاذ الإجراء و اختيار هذا بالذات ”  .

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في ندوة سياسية بعنوان “الاستقرار الحكومي بين تحديات الاستحقاقات الاجتماعية و رهان الاقلاع الاقتصادي” التي نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية و الديبلوماسية بتونس أمس الجمعة بحضور العديد من الوجوه السياسية و الا قتصادية .

و أضاف بن مبارك أن وراء المصادقة على قانون القانون فئة  أو مجموعة من العائلات التونسية التي وصفها ” بالمتنفنفة” و التي قامت ” بأكبر عملية سطو” على الطبقة الوسطي من التسعينات إلى اليوم ، متهجّما على الدولة باعتبارها المتسبب الرئيسي في بلوغ الأزمة الاقتصادية “ذروتها” و التي قال إنها ليست وليدة اليوم بل حينما قررت منذ ال90 عدم الانفاق على النقل العمومي “و وصوله مرحلة التهرئة التي نراها الآن” بالتشجيع على السيارات الفردية ، كما أكد الأستاذ إلى أن الدولة مصرة على مواصلة انتهاج هذة السياسة من خلال ما أعلنه رئيس الحكومة منذ أشهر بالتخفيض في سعر السيارات الشعبية .

و تابع قائلا ” لما نستورد سيارات من الخارج نخلق فرص عمل جديدة للأجانب و ندمّر مواطن شغل في تونس لما ” ، مؤكدا حاجة تونس اليوم إلى دفع الاستثمار و خلق فرص عمل لابنائها و ليس العكس.

و قال بن مبارك إلى إن هناك مؤشرات تدل على أن تونس تحكمها شريحتين شريحة سمّاها ب” الأوليقارشيا الريعية” هذه العائلات المتنفذة التي يعود نفوذها إلى المرحلة الاستعمارية و تدعّمت زمن حكم بورقيبة و بن علي و إلى اليوم و تدعّمت مع الحزب الحاكم و الحزب الواحد و العائلة الواحدة استطاعت أن توفر لنفسها غطاء سياسي هام جعلها في مقام ” ريعي بامتياز “، معتقدا بأن هذه من أكبر الكوارث على الاقتصاد الوطني من خلال وجود عائلات تتحكم في دواليب الدولة  .

أما الشريحة الثانية وفق بن مبارك انبثقت بعد الثورة و التي تدعمت مع الحكومات المتتالية  التي وصفها ب” الأوليقارشيا المفيوزية ” التي ترعرعت على الاقتصاد الموازي و التي كانت تشتغل على هامش الاقتصاد التونسي لسنوات طويلة و تطمح إلى نادي الامتيازات و إلى نادي العائلات النافذة و هي تطالب اليوم بالاعتراف لتجد نفسها في صراع مع الشريحة الأولى التي ترفض استقطابها وفق تعبيره .

كما أفاد جوهر بن مبارك بأن كل هذه الدلالات وراء استفحال الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد اليوم التي ألقت بظلالها على الواقع الاجتماعي ، مؤكدا بأن الأطراف المتناحرة على المسألة السياسية هي تلك الشريحتين ” الريعية و المفيوزية” التي تتصارع على الاقتصاد و السياسة و أيضا على المناصب .

و ختم جوهر بن مبارك بالقول بأن الأزمة في تونس اليوم ليست أزمة مالية بل هي أزمة “إنتاج ثروة ة أزمة توزيع ثروة” و لابد من إعادة النظر في مختلف الجوانب حتى تكون لدىنا سياسة واقعية قادرة أن تؤمن الاستقرار الاجتماعي .

 

أخبار, البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on إرث معقد أوجد حالة من عدم الثقة بين الدولتين: “صعوبات جمّة” تعوق المبادرة المغربية للحوار مع الجزائر

إرث معقد أوجد حالة من عدم الثقة بين الدولتين: “صعوبات جمّة” تعوق المبادرة المغربية للحوار مع الجزائر

أثارت دعوة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى إنهاء الخلافات مع الجزائر، جدلاً متصاعداً حول مدى إمكانية قيام الدولتين بتجاوز الإرث التاريخي للأزمات والتوترات في ما بينهما، إذ أتت الدعوة المغربية مدفوعة بالتقارب الجزائري – الموريتاني، والسعي لتعزيز التنسيق الأمني، ومواجهة الاختراق الإيراني، والتهديدات العابرة للحدود، وفي المقابل تواجه المبادرة المغربية تحديات عدة، يتمثل أهمها في: الحواجز الثقافية الناجمة عن ضعف الثقة، وتاريخ الصراع والتنافس الإقليمي، والخلافات الحدودية بين الدولتين.

المبادرة المغربية

قام العاهل المغربي الملك محمد السادس، في نوفمبر 2018، بإلقاء خطاب بمناسبة الذكرى الـ43 للمسيرة الخضراء، للحديث عن العلاقات المغربية – الجزائرية، داعياً إلى حل الخلافات بين الدولتين. وقال في خطابه: «أؤكد اليوم أن المغرب مستعد للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين، ولهذه الغاية أقترح على أشقائنا في الجزائر إنشاء آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور، يتم الاتفاق على تحديد مستوى التمثيل بها، وشكلها وطبيعتها، على أن تتمثل مهمة هذه الآلية في دراسة جميع القضايا الخلافية، كما يمكن أن تمثل فرصة للتعاون الثنائي بين الدولتين، لاسيما في قضيتَي الإرهاب والهجرة غير الشرعية».

ولم يأتِ أي ردّ رسميّ من الجزائر على هذا الخطاب، كما لم تعلق وسائل الإعلام الرسمية على الخطاب، فيما تباينت ردود أفعال وسائل الإعلام الخاصة، ما بين مؤيدين لهذا الحوار لحل الخلافات والمشكلات العالقة، ومعارضين يرون أن هذا الحوار مجرد مناورة استراتيجية من المغرب.

فعلى سبيل المثال، وصفتها صحيفة «الوطن» الجزائرية بأنها «مناورة جديدة» على حد تعبير الصحيفة، وبعد ما يزيد على أسبوع من إلقاء الخطاب، أرسل الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، برقية إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، ليهنئه بالذكرى الـ63 لاستقلال بلاده: «يسعدني، والشعب المغربي الشقيق يُحيي الذكرى الـ63 لاستقلاله المجيد، أن أعبر لجلالتكم عن أخلص التهاني وأزكى التبريكات، راجياً من الله العليّ القدير أن يحفظكم وأسرتكم الملكية الشريفة، ويديم عليكم نعم الصحة والسعادة والهناء، ويحقق للشعب المغربي المزيد من التقدم والازدهار تحت قيادتكم الرشيدة»، ولم تُشرْ البرقية إلى دعوة المغرب للحوار المباشر، وهو ما رآه المحللون رفضاً لهذه الدعوة.

فيما لاقت هذه الدعوة للحوار دعماً دولياً، حيث صرح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بأن «أنطونيو غوتيريس (الأمين العام للأمم المتحدة) كان مؤيداً على الدوام لحوار معزز بين المغرب والجزائر»، كما صرحت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، إنياس فون دير، في بيان: «لقد دعت فرنسا دائماً بقوة إلى تعزيز العلاقات بين المغرب والجزائر، اللذين هما شريكان كبيران تجمعنا بهما صلات متميزة».

والجدير بالذكر أن هذه المرة لم تكن الأولى التي يدعو فيها الملك محمد السادس، للمصالحة بين الشعبين، حيث سبق أن دعا لهذا بخطاب «ثورة الشعب والملك»، في أغسطس 2016، وهو الأمر الذي لاقى قبولاً من وزير الخارجية الجزائري آنذاك، رمطان لعمامرة، الذي أكد أن بلاده ترغب فعلاً في توثيق العلاقات مع المغرب، ومع ذلك لم يتغير أي شيء منذ ذلك الحين.

محفزات دافعة

يُشير المحللون إلى وجود عدد من الدوافع وراء الدعوة المغربية للحوار مع الجزائر، وهو ما يمكن الإشارة إليه في ما يلي:

1- التقارب الجزائري – الموريتاني

يرى بعض المحللين أن الجانب المغربي لديه حساسية من المعبر الحدودي البري الذي تم افتتاحه بين الجزائر وموريتانيا في أغسطس 2018، بهدف معلن هو زيادة التبادل التجاري بين الدولتين، ونقل الأشخاص، وتعزيز التعاون الأمني بين البلدين. وقد يكون المعبر الجديد بديلاً عن معبر الكركرات الحدودي، الذي يربط المغرب بموريتانيا وبعمقها الإفريقي. يضاف إلى هذا قيام وزير الخارجية الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بزيارة إلى العاصمة الجزائر في أكتوبر 2018، قبيل محادثات جنيف حول قضية الصحراء المغربية، ومن ثم قد يؤدي فتح حوار مباشر مع الجزائر إلى وضع حدّ للتوترات الجيوسياسية بالمنطقة، حتى لا يقوم الطرف الآخر بأي مناورة لإغلاق معبر الكركرات، وربما يتطور الأمر إلى ترتيبات سياسية وأمنية ثلاثية بين كلّ من نواكشوط والجزائر والرباط.

2- مناورات «اكتساح 2018»

قامت الجزائر في سبتمبر 2018 بتنظيم مناورات جوية وبرية بالذخيرة الحية على الحدود الجنوبية الغربية مع المغرب، وقد أُطلق على هذه المناورات اسم «اكتساح 2018»، وهو ما يحمل عدداً من الرسائل، لاسيما أن مصطلح «اكتساح» تم استخدامه من الرئيس الجزائري، أحمد بن بلة، إبان حرب الرمال سنة 1963، وقد جاءت هذه المناورات بعد التغييرات الهيكلية داخل الجيش الجزائري، واقتراب الانتخابات الرئاسية في الجزائر، وعدم صعود خليفة للرئيس، عبدالعزيز بوتفليقة، ومن ثمّ جاءت الدعوة إلى الحوار لمنع حدوث أي تطورات عسكرية في هذه المنطقة، ما قد يعرقل المسار التفاوضي برعاية أممية لإيجاد حل سلمي للنزاع حول منطقة الصحراء.

3- الانتخابات الرئاسية الجزائرية

من المنتظر أن تُعقد الانتخابات الرئاسية الجزائرية في أبريل 2019، وعلى الرغم من أن جبهة التحرير الوطني أعلنت أن الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، سيكون مرشح الجبهة في الانتخابات المقبلة، بالإضافة إلى عدم ظهور منافس قوي أمامه حتى الآن، إلا أن ذلك لا يمنع أنه قد يقع أي تحول قبيل هذه الانتخابات، ومن ثم آثرت المبادرة الملكية أن تستبق أي تحول غير متوقع.

4- تعزيز التنسيق الأمني

قد يؤدي الحوار بين المغرب والجزائر، في حال عقده، إلى التنسيق بينهما في مجموعة من القضايا التي تُعتبر مشكلة للدولتين، مثل: الهجرة غير الشرعية، وتفادي الضغط الخارجي من الدول الأوروبية. فعلى سبيل المثال، طالب الاتحاد الأوروبي باجتماع القمة في بروكسل، في يونيو 2018 «بوضع منصات هبوط للمهاجرين الذين يتمّ إنقاذهم في البحر الأبيض المتوسط، على أمل التحكم في تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا من خلال إنشاء مراكز استقبال في شمال إفريقيا، حيث يمكن تسجيل طلبات اللجوء ودراستها هناك»، وهو المقترح الذي عارضته الجزائر والمغرب، يضاف إلى هذا إمكانية التنسيق في الملف الليبي.

5- مواجهة الاختراق الإيراني

أعلن المغرب، في مايو 2018، قطع علاقاته مع إيران بسبب الدعم العسكري الذي يقدمه «حزب الله» لـ«البوليساريو»، حيث أرسل «حزب الله» خبراء عسكريين لتدريب عناصر «البوليساريو» بمنطقة تندوف، وسلم لهم شحنة أسلحة، كما تم الإعلان عن تورط عضو في سفارة إيران بالجزائر في تنظيم هذه العمليات، وتسهيل الاتصالات، مع وجود دعم إيراني لمثل هذه العمليات. ومن ثم يرغب المغرب في تحييد أي تقارب للجزائر مع النظام الإيراني الذي يرغب في اختراق هذه المنطقة.

6- دعم مفاوضات جنيف

جاءت المبادرة المغربية متزامنة مع التحضيرات الأممية لعقد مائدة مستديرة، اليوم وغداً، حول قضية الصحراء، وهو ما دفع المغرب إلى استباق هذا النقاش، والدعوة إلى حوار بين الطرفين، ما يساعدها في إبداء حسن النية، كما أن مشاركتها في هذا الحوار المحتمل قد يساعدها في الحفاظ على حقوقها.

تحديات التقارب

واجهت المبادرة المغربية تشكيكاً من بعض النخب الجزائرية، فعلى سبيل المثال صرح السفير الجزائري السابق في مدريد ووزير الاتصال السابق، عبدالعزيز رحابي، في نوفمبر 2018، بأن «خطاب العاهل المغربي جاء كخطوة تستهدف تحييد الجزائر عن مفاوضات ديسمبر المقبلة حول نزاع الصحراء»، كما أبدى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الجزائري والقيادي في الحزب الحاكم، عبدالحميد سي عفيف، «تخوفه من أن تكون دعوة المغرب أتت عقب فرض المفاوضات عليه مع جبهة البوليساريو، بداية ديسمبر، في جنيف، بغية إقحام الجزائر كطرف في القضية، وبالإضافة إلى هذه التخوفات توجد مجموعة من التحديات التي قد تمثل عائقاً أمام حدوث مصالحة حقيقية بين الدولتين، وهو ما يمكن الإشارة إليه في ما يلي:

1- المشكلات التاريخية

يؤثر في العلاقات المغربية – الجزائرية تراكم العديد من الأزمات بينهما، التي لايزال لها تأثير حتى الوقت الحالي. فعلى سبيل المثال، بعد تفجير فندق «أطلس إسني» بمراكش في عام 1994 اتهم المغرب المخابرات الجزائرية بالوقوف وراء الهجوم الإرهابي، وفرض التأشيرة على المواطنين الجزائريين، وفي ردّ على ذلك أغلقت الجزائر الحدود البرية بينهما، ولاتزال هذه الحدود مغلقة حتى الآن. يضاف إلى هذا قضية الصحراء، والدعم الذي تقدمه الجزائر لجبهة البوليساريو التي تنازع المغرب في السيادة على منطقة الصحراء، والمواجهات العسكرية بين البلدين في ما يعرف بـ«حرب الرمال» عام 1963.

2- مخيمات تندوف

تتزايد الخلافات بين المغرب والجزائر بشأن سكان مخيمات تندوف، الذين يقيمون في المخيمات التابعة لـ«البوليساريو»، حيث فوضت الجزائر سلطة إدارة مخيمات تندوف إلى «البوليساريو»، وقد أشار الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره، الصادر في أكتوبر 2018، إلى «أن تصرف الجزائر غير مقبول، وعليها مراجعة موقفها في هذا الشأن، حيث إنها تنصلت من مسؤولياتها الدولية بصفتها الدولة المضيفة للاجئين في مخيمات لمصلحة مجموعة انفصالية»، ويرى المغرب أن الجزائر تمنع السكان الصحراويين من الالتحاق بوطنهم الأم، كما تحاول الرباط استخدام هذه الورقة لدفع الدول الصديقة لاتخاذ مواقف واضحة تجاه قضية الصحراء، وتمكين المواطنين الصحراويين من الحصول على أوراق هوية تُمكّنهم من العودة إلى المغرب.

3- تهريب المخدرات

تتهم الجزائر المغرب بإغراق مدنها بالمخدرات، وهي الاتهامات التي تنكرها الرباط، حيث سبق أن اتهم رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحيى، في يناير 2018 المغرب بتهريب المخدرات إلى الجزائر، مصرحاً «إن قوات الأمن الجزائرية تحتجز على الأقل مرة في الأسبوع قناطير من المخدرات قادمة من المغرب»، وذلك على حد تعبيره.

4- التوجه المغربي إلى إفريقيا

يتصاعد التنافس الجزائري – المغربي في إفريقيا، لاسيما بعد قيام المغرب بالدخول إلى مختلف هياكل الاتحاد الإفريقي، وحصوله على مقعد لمدة عامين في مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، ويتضح هذا التنافس – على سبيل المثال – من خلال توقيع المغرب اتفاقاً لمد خطّ لأنابيب الغاز مع نيجيريا، عبر غرب إفريقيا، في يونيو 2018، وفي المقابل اتجهت الجزائر لتفعيل اتفاق إنشاء خط غاز لاغوس – الجزائر.

– هذه المرة لم تكن الأولى التي يدعو فيها الملك محمد السادس للمصالحة بين الشعبين، حيث سبق

أن دعا لهذا في خطاب «ثورة الشعب والملك»، في أغسطس 2016، وهو الأمر الذي لاقى قبولًا من وزير

الخارجية الجزائري آنذاك، رمطان لعمامرة، الذي أكد أن بلاده ترغب فعلًا في توثيق العلاقات مع المغرب،

ومع ذلك لم يتغير أي شيء منذ ذلك الحين.

– قد يؤدي الحوار بين المغرب والجزائر، في حال عقده،

إلى التنسيق بينهما في مجموعة من القضايا التي

تُعتبر مشكلة للدولتين، مثل: الهجرة غير الشرعية،

وتفادي الضغط الخارجي من الدول الأوروبية.

 

 

عن مركز المستقبل للأبحاث و الدراسات المتقدمة –

أبوظبي

ندوات ودراسات 0 comments on تونس والعرفان .. الوفاء لشعبان

تونس والعرفان .. الوفاء لشعبان

نظمت تونس في العام 2016 احتفالية كبرى لتكريم المفكر و الباحث الدكتور عبد الحسين شعبان و تولى كل من المعهد العربي للديمقراطية ومنتدى الجاحظ والجامعة الخضراء اقامة هذا النوع من الوفاء و الاعتراف بالعرفان لمفكر اغنى المكتبة العربية بروائع الانجازات الثقافية وتولت دار الفارابي اصدار وثائق هذا التكريم و وقائعه في كتاب جديد يقع بنحو 300 صفحة تضمن ايضا الكلمات والبرقيات والمقالات التي كتبت بحق شعبان بالمناسبة و كذلك ما رسمته ريش كبار السياسيين و المثقفين و الادباء و الصحفيين بحق كعلامة فارقة في المشهد العربي و الدولي و لا سيما في المجالات التي خاض فيها لجهوده المعرفية و الفلسفية و مؤلفاته ونشاطه الانساني والاكاديمي في ميدان الدراسات الحقوقية والابداعيــــة كافة.

و خلص الدكتور خالد شوكارت الوزير و النائب التونسي السابق الى ان الكتاب (هو ديوان عرفان بالجميل تقدمه تونس للمفكر العربي العراقي الكبير الدكتور عبد الحسين شعبان الذي قدم للمشروع الحضاري العربي المعاصر ما يزيد عن نصف قرن من العطاء الفكري والحقوقي و السياسي و الانساني و ساهم وحده بجهود ذاتية غالبا في اثراء المكــــــتبة العربية باكثر من مائة مؤلــــف في صنوف الفكــــر والادب والبحث المختلفة).

و احتوى الكتاب على مئات الشهادات التي القيت او ارسلت  الى اللجنة المنظمة لحفل التكريم بتونس او كتبت على هامشه وهي تنبض بالحقائق والسجايا التي عرف بها شعبان واثرى من خلالها علاقاته بالاوساط المختلفة ليس عبر لقاءات عابرة او ارتباطات زائلة بل من خلال وفاء نادر ومحبة مقرونين بدأب على عمل مشترك من اجل صياغة رؤية اخلاقية واثرائيةمجتمعية  ذات حضور عام وايجابي من شأنه بناء مشروع نهضوي يقام على اسس اللاعنف والتسامح والالتقاء على المشتركات ونبذ سياسة الانتقام والخلاف، وطي صفحات الماضي ورسم مشهد جديد مفعم بالامل والعيش المشترك تحت عنوان قبول الاخر واحترام رأيه واجتهاداته.

ان عرض هذا الكم الكبير من الشهادات عمل لا ينطوي على قيمة وثائقية حسب بل ينطوي على جهد تأليفي ملحوظ .. ولعل أبرز قيمة تتجلى فيه ان مصادر هذه العملية اعتمدت التطوعية في الانجاز وفتــــــح ملفات المحتفى به لاستعادة بعض ابرز ما فيها ولاسيما تلك التي سجلت مواقف لا تنـــــــسى بالنسبة للرأي العام توفرت لشعبان فرصة التفرد بها عن طيب خاطر ونكران ذات وجهد ذاتي واخلاص للكلمة قل نظيره.

أخبار, ندوات ودراسات 0 comments on شبح التطرف لا يزال يطارد بلاد المغرب العربي … كيف يمكن تقييم التهديدات الجهادية في دول شمال إفريقيا؟

شبح التطرف لا يزال يطارد بلاد المغرب العربي … كيف يمكن تقييم التهديدات الجهادية في دول شمال إفريقيا؟

 

إن التهديد الجهادي ليس جديدًا على بلاد المغرب العربي، لكن تداعيات الثورات العربية عام 2011 غيرت البيئتين السياسية والأمنية في دول شمال إفريقيا بشكل جذري. وفي حين أن دولًا مثل مصر وليبيا وتونس شهدت زيادة في الوفيات نتيجة للهجمات الجهادية، شهدت دول أخرى مثل الجزائر والمغرب تأثيرًا أقل. وبرغم هذه الاختلافات، فإن التهديدات مستمرة وكثيرة، تشمل خلايا جهادية محلية، بعضها خلايا تنشط بشكل راسخ في الشأن الداخلي، وبعضها الآخر يزدهر على شكل مجموعات خارجية تعمل في الساحل، مثل القاعدة في المغرب الإسلامي. إن انعدام الثقة وقلة التعاون بين البلدان المغربية في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب يزيدان من تعقيد مواجهة مثل هذه التهديدات، وهذا من شأنه أن يجعل أمن المنطقة أكثر خطورة مما سبق، وأن يطيل أمد المعركة ضد الجهاد.

 

ليبيا

شهدت ليبيا وتونس ومصر زيادات في الهجمات الجهادية بعد الاضطرابات العربية عام 2011.

قبل عام 2011، لم تحدث في ليبيا أي حالات وفاة نتيجة للهجمات الجهادية، لكن سقوط معمر القذافي وبداية الحرب الأهلية غيّرا الوضع بشكل كبير. وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي، بلغت نسبة الوفيات الناتجة عن الإرهاب ذروتها في ليبيا في عام 2015، بمعدل 454 قتيلًا. وأصبحت البلاد مرتعًا للمنظمات السلفية الجهادية، مثل تنظيم الدولة الإسلامية. وبالمثل، استغل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الفوضى لفتح معسكرات تدريب في جنوب غرب ليبيا، والحصول على أسلحة، وتجنيد المزيد من المقاتلين، بمن فيهم الطوارق ذوي الخبرة وأصحاب التجهيز الجيد.

وفي حين انخفض عدد الوفيات المرتبطة بالأعمال الجهادية في ليبيا إلى 376 في عام 2016، لا تمتلك البلاد إستراتيجية طويلة الأمد لمكافحة الإرهاب، ولا تمتلك حكومة فعالة في ظل استمرار الحرب الأهلية، والظروف الاجتماعية والاقتصادية المتردية، والحكم السيء والفساد، والقمع، وانعدام سيادة القانون. ولهذا، ستظل ليبيا أرضية خصبة للجماعات الجهادية والميليشيات المسلحة الأخرى.

 

تونس

وفي تونس المجاورة، ازدادت أعداد الوفيات الناتجة عن الهجمات الجهادية بشكل كبير، إذ وصلت ذروتها عام 2015 بمعدل 81 قتيلًا، وهي زيادة قاسية مقارنة بالأربع سنوات التي تلت عام 2011. منذ ذلك الحين، استولى المقاتلون المرتبطون بالقاعدة على جبلي الشعانبي والسمامة بالقرب من الحدود الجزائرية، بينما شكلت الحدود التونسية مع ليبيا مصدر قلق كبير للتونسيين. ونتيجة لذلك، ركزت تكتيكات مكافحة الإرهاب بشكل متزايد على أمن الحدود والتعاون الثنائي مع الجزائر. يعمل كلا البلدين اليوم على تبادل المعلومات الاستخبارية، وتأمين الحدود، وتنسيق الأعمال البرية، والتعاون في وقف أنشطة التهريب.

 

وقد نتج عن هذا التعاون العديد من العمليات الناجحة، شملت مقتل قائد كتيبة عقبة بن نافع المرتبطة بالقاعدة، خالد الشايب، المعروف أيضًا باسم أبو صخر لقمان، العقل المدبر لهجوم متحف باردو في تونس (آذار/مارس 2015). انخفضت الوفيات المرتبطة بالجهاد منذ ذلك الحين إلى 22 قتيلًا، ولم تحدث أية إصابات أو ضحايا جماعية منذ الهجوم على الحرس الرئاسي في تونس في عام 2015.

ومع ذلك، لا يزال التهديد الجهادي في تونس خطيرًا على نحو ملموس. كما أن تكتيكات مكافحة الإرهاب، مثل الغارات الجوية، وقمع المجتمعات الحدودية من قبل قوات الأمن، وتعطيل الاقتصاد غير الرسمي الذي يعتبر حيويًا لمعيشة هذه المجتمعات، جميعها تعمق الشعور بالتهميش الاقتصادي والاستبعاد الاجتماعي.

 

مصر

شهدت مصر ارتفاعًا كبيرًا في الهجمات الجهادية بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي عام 2013. بلغت نسبة الوفيات الناتجة عن الإرهاب في مصر ذروتها في عام 2015، بمعدل 663 قتيلًا، وهو ارتفاع ضخم مقابل 47 قتيلًا عام 2011. ساهم العنف العشوائي وانتشار الفوضى في ازدياد تطرف أعضاء الإخوان المسلمين بشكل عنيف.

وقد وجد الجهاديون في سيناء أرضية خصبة جدًا، مستغلين انعدام مصادر الدخل ونقص الخدمات الأساسية بين السكان المدنيين، الذين لم يجدوا خيارًا سوى البحث عن الحماية والخدمات في إطار المجموعات المقاتلة. ولا يزال خطر التطرف الجهادي يفتك بالأراضي المصرية، لا سيما في ظل جهود التجنيد النشطة من قبل تنظيمات إرهابية عدة.

 

الجزائر

لدى الجزائر والمغرب تكتيكات مكافحة إرهاب أكثر تطورًا من بقية دول المغرب العربي.

شهدت الجزائر انخفاضًا مطردًا في عدد الوفيات الناتجة عن الهجمات الإرهابية، إذ انخفضت من 153 قتيلًا عام 2009 إلى 9 قتلى عام 2016. أبقت الجزائر النشاط الجهادي متدنيًا في البلاد من خلال توظيف تكتيكات صارمة في مجال مكافحة الإرهاب، بالترافق مع نهج ناعم من المصالحة وإعادة الاندماج. وفي أثناء متابعة عمليات هجومية ضد أوكار الإرهاب في البلاد، تبنت السلطات الجزائرية –بدءًا من عام 1994– أساليب تصالحية شملت هدنة، وعملية مصالحة، وبرامج إعادة تأهيل، ومنح الجهاديين السابقين فرصة الحديث عن تجاربهم، فضلًا عن تفعيل استثمارات متنوعة في مجال التنمية.

واصلت الدولة سيطرة صارمة في المجال الديني، بينما استثمرت في مجالات الإسكان، والوظائف، والصحة، والبنية التحتية، وسياسات الشباب. ومن خلال تلبية احتياجات سكانها، استعادت الدولة الثقة والشرعية، وحرمت المجموعات الجهادية المحلية من قوتها البشرية المحلية السابقة. واليوم، أصبح التهديد الجهادي في الجزائر متقطعًا ومشتتًا بشكل كبير، مما جعل إمكانيات داعش أو القاعدة في البلاد محدودة بشكل كبير.

 

المغرب

أما المغرب المجاور، فلم يحصل فيه وفيات مرتبطة بهجمات جهادية حتى عام 2011 (باستثناء تفجيرات الدار البيضاء 2003). شهد المغرب عام 2011 أكثر من 17 وفاة نتيجة لهجمات جهادية، ما دفعه إلى اتخاذ تدابير صارمة لمكافحة الإرهاب، لا سيما في الفترات الأخيرة. قرر المكتب المركزي للتحقيقات القضائية تشديد الإجراءات الأمنية، فقام عام 2015 بتفكيك 49 خلية إرهابية، واعتقال 772 مشتبهًا به. ومثل الجزائر، سعت المملكة إلى معالجة التطرف من جذوره، فاستثمرت في مشاريع التنمية، خصوصًا في المناطق الفقيرة. استثمر المغرب في تدريب أئمة المساجد، بما في ذلك 447 إمامًا من إفريقيا وأوروبا، من الرجال والنساء، وذلك بغرض مواجهة التفسيرات الراديكالية للنصوص المقدسة.

 

صمم المغرب العديد من البرامج لترويج الإسلام المعتدل في السجون، التي يمثل فيها المعتقلون المتطرفون نسبة 1% فقط. لجأ المغرب كذلك إلى الشراكة مع المؤسسات الخاصة لتوفير العمل والتدريب والتوظيف للمتطرفين السابقين، بهدف إعادة دمجهم في المجتمع. وقد حققت هذه الإجراءات نتائج ملموسة: لم تحصل هجمات إرهابية في المغرب منذ هجمات مراكش عام 2011.

 

 

الخلاصة

على الرغم من الفروق في كثافة التهديد والمخاطر، لا تزال التحديات تلوح في أفق بلاد المغرب العربي.

أولًا، تعتبر قضية العائدين مسألة بالغة الأهمية، خصوصًا بالنسبة للمغرب وتونس، إذ انتقل منهما 2,926 و1,623 مقاتلًا على التوالي إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، للقتال في صفوف عناصر داعش. ويعتقد اليوم أن هناك 800 مقاتل تونسي و198 مقاتلًا مغربيًا قد عادوا إلى بلدانهم، ومن المرجح أن يعود المزيد من المقاتلين في المستقبل القريب.

ثانيًا، من شأن التقارب الجغرافي من دول الساحل، التي تعاني من انعدام الأمن بشكل عميق، أن يحمل تأثيرًا مباشرًا على دول شمال إفريقيا. ستظل مرونة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والقدرات المتنامية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، مصدر قلق عميق بالنسبة لمنطقة الساحل، والمغرب العربي، وبالتالي أوروبا.

 

ثالثًا، من المرجح أن تتواصل العوامل التي أدت إلى بروز المجموعات الجهادية في المقام الأول، في جميع بلدان المغرب العربي، وأهمها عدم المساواة الاقتصادية، والافتقار إلى الفرص المهنية، والاستبعاد الاجتماعي، والتهميش السياسي، والقمع، والعنف العشوائي. وبناء عليه، ربما يطارد شبح الجهاد شمال إفريقيا لفترة طويلة جدًا.

المصدر: مركز أبحاث “ميدل إيست إنستيتيوت” الأمريكي

أخبار, البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on تقرير “المؤشر العربي” يوضّح نظرة العرب للكيان الإسرائيلي

تقرير “المؤشر العربي” يوضّح نظرة العرب للكيان الإسرائيلي

خلافاً لما تروّجه بعض وسائل الإعلام العربية حول مسألة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، تشير المعلومات والتحليلات إلى أن الكيان الصهيوني لا يزال يشكّل أكبر تهديد للأمة العربية والمنطقة، وأن أغلبية الناس في جميع الدول العربية ينظرون نظرة سلبية إلى ميل بعض حكوماتهم إلى تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”.

وفي آخر استطلاع للرأي اعتبر 92٪ من الرأي العام في العالم العربي أن “إسرائيل” تشكّل تهديداً لأمن واستقرار المنطقة، فيما عارض فقط 3% هذه الفكرة، وتظهر هذه الإحصائيات زيادة مقارنة بنتائج عام 2016، حيث اعتبر 89٪ من العالم العربي أنها تشكّل خطراً للمنطقة من ذلك العام.

وأحدث مثال على البيانات المتاحة في هذا المجال هو تقرير المؤشر العربي 2017/2018 الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات، والذي يهدف إلى الوقوف على اتجاهات الرأي العام العربي نحو مجموعةٍ من المواضيع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بما في ذلك اتجاهات الرأي العام نحو قضايا الديمقراطية، وقيم المواطنة والمساواة، والمشاركة المدنية والسياسية.

قضية فلسطين والنزاع العربي – الإسرائيلي

أولى المؤشر الاهتمام، كعادته، لمواقف الشارع العربي من القضية الفلسطينية، بل لنظرة العرب تجاه الكيان الإسرائيلي والاعتراف به أو التطبيع معه، وطرح المؤشر العربي عدة أسئلة على أعداد كبيرة من الشعب العربي، من بينها سؤال حول ما إذا كانت القضية الفلسطينية تشكل قضية لكل العرب أم إنها تعتبر قضية الفلسطينيين وحدهم؟، وما هي وجهة نظرهم حول المعاهدات الثلاثية الموقعة بين الطرفين العربي والإسرائيلي؟، وكذلك موقفهم من اعتراف بلادهم بـ “إسرائيل”.

وفيما يتعلق بنوع التعامل مع القضية الفلسطينية، فإن أغلبية المستجيبين   (77٪)  اعتبروا أنها تخصّ جميع العرب، فيما اعتبر 15% من المستطلعين أن القضية الفلسطينية تخص الفلسطينيين وحدهم، وكان الجدير بالملاحظة في هذه القضية أن أعلى نسبة تصويت أتت من الأردن (90٪) وتونس (89٪) ومصر (85٪) والسعودية (80٪) ولبنان (80٪) حيث أكدوا على أن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب، وقد بلغت هذه النسبة على الأقل 64٪ في فلسطين نفسها، و67٪ في العراق و72٪ في السودان.

ومقارنة مع استطلاع عام 2016 في هذه القضية، أظهرت النتائج هذا العام زيادة ولكن لا تزال أقل مما كانت عليه في استطلاعات سابقة، حيث بلغت هذه النسبة 84٪  عام 2011 و2012/2013 وانخفضت إلى 77٪ في عام 2014، وبعد ذلك في عام 2015 و2016، وصلت إلى الحد الأدنى 75 ٪، وعادت لترتفع عام 2017 لتبلغ 77 ٪.

في المقابل، ازداد عدد الذين يعتقدون أن قضية فلسطين هي قضية الفلسطينيين أنفسهم، وكانت هذه النسبة حوالي 8 ٪ و9 ٪ في 2011 و2012/2013، وارتفعت إلى 14 ٪ في عام 2014. وفي عام 2015 و2016، وصلت نسبة هؤلاء إلى ذروتها 18٪، وفيما وصلت في العام الحالي إلى 15٪ تقريباً.

إن قمنا بمقارنة هذه النتائج بين عامي 2011 و2018 نلاحظ أن نسبة من ينظرون إلى القضية الفلسطينية كمسألة تخص كل العرب قد انخفضت في جميع البلدان، لكنها انخفضت بنسبة أكبر (27) عند الفلسطينيين أنفسهم. نقطة أخرى مثيرة للاهتمام هي الزيادة الكبيرة في هذه النسبة في كل من مصر والسعودية، ويمكن ربط هذا الأمر بسبب الدعايات الإعلامية والخطابات الدعاية إلى التطبيع مع العدو الإسرائيلي.

هل يقبل العرب أن تعترف بلدانهم بـ “إسرائيل”؟

إن الاعتراف بـ “إسرائيل” يواجه معارضة جادة وقوية في العالم العربي. حيث رفض 88 %من المستجيبين أن تعترف بلدانهم بـ “إسرائيل”، مقابل 8 % من المستجيبين أفادوا أنهم يقبلون اعتراف بلدانهم بـ “إسرائيل”. واشترط نصف الذين وافقوا على أن تعترف بلدانهم بالكيان أن يتم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

وكانت أعلى معدلات المعارضة للعلاقات مع الكيان الإسرائيلي في لبنان (97٪) والأردن (94٪) وتونس (93٪)، فيما بلغت 91% في كل من فلسطين وموريتانيا، وهنا يجب تسليط الضوء على نقطتين مهمتين:

1-في البلدان الثلاثة التي وقّعت معاهدة السلام مع الكيان الإسرائيلي، وهي مصر والأردن وفلسطين، فإن الأغلبية المطلقة من الناس يعارضون تطبيع العلاقات مع تل أبيب، ففي الأردن، بلغت هذه النسبة 94٪ وفي فلسطين 91٪ وفي مصر تصل إلى 87٪.

2-في السعودية، عارض 55٪ من المستجيبين اعتراف بلادهم بالكيان الإسرائيلي وتطبيع علاقاتهم معها، فيما وافق 9٪ منهم فقط على ذلك. وتجدر الإشارة هنا إلى أن 36٪ من المجيبين لم يجيبوا على هذا السؤال. كم أنه قد انخفضت نسبة المعارضين بحدود 30 بالمئة فيما ارتفعت 2 بالمئة نسبة الموافقين مقارنة مع العام الماضي.

 ملخص نتائج التقرير

1-تظهر صورة الكيان الإسرائيلي في المجتمع العربي، زيف ادعاءات بعض الحكومات العربية من أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي عدو العرب الأول، كما تظهر أيضاً عدم قبول أغلبية الشعب العربي تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي.

2-يعكس الفرق في النتائج بين مختلف البلدان والتغير الملحوظ في النسب خلال فترات الاقتراع المختلفة حقيقة أن الرأي العام يتأثر بالدعاية التي يقوم بها هؤلاء المعارضون، ولكن هؤلاء يتأثرون أولاً وقبل كل شيء بالظروف المتغيرة والعلاقات والسلوكيات، وثانياً إن نسبة التأثر بهذه الادعاءات في مختلف المناطق التي لديهم نفوذ فيها ضئيلة وغير متساوية.

3-تعد ردود أفعال محور المقاومة على السلوك الإسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وصفقة القرن التي أعلنها ترامب، وعدم تفاعل السعودية الكبير مقابل هذه الإجراءات، هي فرصة جيدة من أجل زيادة التنسيق بين الشعوب العربية والإسلامية من أجل التوحّد وإيجاد استراتيجية موحدة للعمل ضد ما يقوم به الطرف الآخر.

4-يجب الاهتمام بمخاوف الرأي العام العربي من “إسرائيل” وعدم رضاهم عنها وعن المحور الذي يخطو بوضوح نحو تطبيع العلاقات عبر فرض معاهدات جديدة على الشعب الفلسطيني، ويتطلب ذلك العمل على الحد من النقاط المثيرة والدعاية التي يتبناها هؤلاء كـ ” نفوذ إيران ” لعدم استخدامها كمبرر لتصرفاتهم.

ندوات ودراسات 0 comments on د.أحمد الدبيان : حسن التعامل مع اللغة العربية و نشرها مفتاح للتقارب الفكري و محاربة الاسلاموفوبيا

د.أحمد الدبيان : حسن التعامل مع اللغة العربية و نشرها مفتاح للتقارب الفكري و محاربة الاسلاموفوبيا

 منية العيادي

اعتبر رئيس المركز الثقافي الإسلامي في بريطانيا الدكتور أحمد الدبيان أنّ اللغة وعاء الفكر و لا تستطيع أمة من الأمم أن تنهض دون أن يكون لها لغة ذات حدود و ذات منطمات و هيئات تعمل فيها ، و قد أدركت كثير من الأمم أهمية ذلك ، و لهذا نرى اليوم كثيرا من الدول في العالم تدعم مؤسسات و أذرعا ثقافية تمتدّ عبر العالم لدعم ثقافات و لغات تلك الدول مثل goethe institut الألماني و Instituto Cervantes الاسباني و معهد كونفوشيوس الصيني و مركز يونس امرة التركي و تلك المؤسسات منتشرة في جميع أنحاء العالم لدعم ثقافة البلدان الراجعة لها بالنظر من خلال تدريس اللغات وعيا من تلك الدول بأنّ الذراع الثقافي هو اللغة و هذه اللغة إن أحسن التعامل معها و نشؤها فإنها ستورث تقاربا فكريا مع الدول الناطقة بهذه اللغة.

و من هذا المنطبق اعتبر الدبيان أن اللغة العربية خير آلة و خير وسيلة يمكن أن تسوّق للثقافة العربية الإسلامية و للفكر العربي و للدول العربية لتغيير صورتها السلبية أحيانا نحو الصورة الإيحابية و أضاف أنّ نشر اللغة العربية و تعليمها يمكن أن يكون مدخلا كبيرا للإسلام أولا و مفتاحا للحوار و مواجهة الإسلاموفوبيا الذي بدأ ينتشر بشكل كبير في الغرب ليس بما يتعلق بالدين فقط بل بكل ما يتعلق بالثقافة العربية الإسلامية ، هذا التيار الدي أشار إلى أنه صاعد بقوة في الغرب و خاصة في أوروبا حتى إن هناك منظمات بدأت تتشكل لدعم هذا التيار الفكري و ترسيخه في عقل و فكر المجتمع الأوروبي .

و أفاد رئيس المركز الثقافي الإسلامي في بريطانيا أن المركز يسعى من خلال عمله إلى تقديم وجه مشرق للثقافة العربية و يهدف إلى نقل الوعي بالثقافة و الغة العربيتين إلى الجيل الجديد و يهتم بكثير من المناسبات لأجل إضهار تألق اللغة و الفكر العربي و إيصاله إلى وعي الأقليات الإسلامية و وعي “الجيل الجديد الذي أصبحنا نشتكي من بعده و ضعف اللغة العربية لديه” مؤكدا أنه لو تم ابراز الوعاء اللغوي و الثقافي فإنه سوف يكون خير وسيلة لتقديم وجه حقيقي مشرق للثقافة و الحضارة العربيتين التين ظلمتا كثيرا و قلما يشاد بهما .

و أضاف د.أحمد الدبيان أنه يجب أن لا نعتقد أنّ كل ما يوجد في الغرب، مُعادٍ لنا فهناك كثير من محبي و عشاق الثقافة و الفنون العربية و هناك الكثير من المؤسسات الغربية تقوم بتدريس الفنون الإسلامية و الحضارة الإسلامية و هناك جامعات في الغرب تقوم بتدريس اللغة العربية كلغة حية ثانية.