أخبار, البارزة 0 comments on النخالة يكشف.. هكذا وصل الاحتلال لقادة سرايا القدس في غزة واغتالهم

النخالة يكشف.. هكذا وصل الاحتلال لقادة سرايا القدس في غزة واغتالهم

كشف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، عن الطريقة التي وصلت بها الأجهزة الأمنية لدولة الاحتلال إلى قادة سرايا القدس، الذراع المسلح للحركة، ما أدى إلى اغتيالهم  خلال المواجهة الأخيرة في غزة.

ونافيا وجود اختراق أمني في صفوف سرايا القدس، قال النخالة في مقابلة مع موقع “حياة واشنطن”؛ إنه يجزم بأن التهاون في استخدام الاتصالات من قبل قادة السرايا، كان السبب الرئيس في الوصول إليهم من قبل الاحتلال.

وبين أن هناك تهاونا في استخدام أجهزة الاتصال، كما أنه لا يتم التقيد بالتعليمات الواجبة بذلك، داعيا المقاومين لتجنب استخدام أدوات الاتصال.

وأضاف: “أنا حزين لقول إن جميع من استشهدوا كان بحوزتهم أجهزة اتصال خلوية”، معتبرًا أن ذلك نقطة ضعف قاتلة.

وحول تهديدات الاحتلال بتنفيذ اغتيالات مماثلة في الخارج، قال أمين عام الجهاد الإسلامي؛ إن حركته قادرة على الرد على أي اغتيال، مشيرًا إلى أن حركته لا زالت تحافظ على قوتها بما يتاح لها من إمكانيات.

وأكد أن عدم مشاركة حركة “حماس” في المعركة الأخيرة مع الاحتلال كانت لها جوانب إيجابية، مشيرا في هذا الإطار إلى أن حسابات الاحتلال حول دخول حزب الله والفصائل الفلسطينية للمعركة، ساهم في كبح تغوله في المعركة، مؤكدا أنه لو طال أمد المعركة لتدخلت حماس وحزب الله.

وكانت قوات الاحتلال شنت عدوانا على غزة استمر نحو 5 أيام بدءا من 9 أيار/ مايو الجاري،  أسفر عن استشهاد 33 فلسطينيا، بينهم 6 أطفال و3 سيدات، وعدد من قادة الجهاد الإسلامي.

في المقابل، أطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة رشقات صاروخية صوب مدن وبلدات دولة الاحتلال بينها تل أبيب والقدس، تسببت بمقتل شخصين، بحسب ما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، نقلا عن هيئة الإسعاف الإسرائيلية.

أخبار, البارزة 0 comments on مصادر جزائرية تنتقد “دعوة زيلينسكي للقمة العربية”

مصادر جزائرية تنتقد “دعوة زيلينسكي للقمة العربية”

 أكدت مصادر دبلوماسية جزائرية، رفضها الشديد لما قالت توجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لدعوة للرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي لحضور القمة العربية التي ستعقد الجمعة بمدينة جدة السعودية.

وكتبت 3 صحف جزائرية واسعة الانتشار بالبنط العريض في صدر صفحتها الأولى التي ظهرت عليها صورة محمد بن سلمان، عناوين متشابهة تؤكد توجيه الجزائر رسائل غير مباشرة عبر القنوات الإعلامية، تشير إلى امتعاضها الشديد من هذه الخطوة التي تضع العرب في حرج.

وأوردت صحيفة “الخبر” في المانشيت الرئيسي تساؤلا متبوعا بعلامة تعجب: “ماذا يفعل زيلنسكي في قمة العرب؟!”. وأبرزت في مقالها أن آخر المعلومات حول القمة العربية، تفيد بأن الرئيس الأوكراني فولودومير زيلنسكي سيحضر الجلسة الافتتاحية للقمة، وذلك بعد تلقيه دعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها، بأن “من شأن هذه الخطوة أن تلقي بظلالها على مجريات الاجتماعات، خاصة أنها أول مرة توجه فيها دعوة الحضور إلى رئيس دولة بعينها وليس إلى مسؤولين في منظمات إقليمية ودولية مثلما جرى عليه العرف الدبلوماسي في الدورات السابقة لمؤتمرات القمة العربية على مستوى القادة”.

وأبرزت استنادا لنفس المصادر، أنه لم يسبق لأي دولة عربية أن دعت شخصيات خارج الصفة التمثيلية المكتسبة في إطار المنظمات المعروفة، مثل منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي وحركة دول عدم الانحياز والبرلمان العربي ومنظمة الأمم المتحدة.

وفي نفس السياق، وصفت صحيفة “ليكسبريسيون” الناطقة بالفرنسية، دعوة زيلينسكي في عنوانها بالتحول المذهل للأحداث قبل 24 ساعة من بدء قمة جدة. وقالت إن ما فعله بن سلمان يضرب في الصميم الموقف الحيادي للجامعة العربية من الصراع الأوكراني الروسي ومساعيها السابقة في الوساطة بين الطرفين، مذكرة بزيارة الوفد العربي الرفيع، العام الماضي لكل من موسكو وكييف، ولقائه بمسؤولي البلدين، بغرض دفع الطرفين للتفاوض.

وهاجمت صحيفة “لوسوار دالجيري” من جهتها محمد بن سلمان، بعنوان أكثر ضراوة، متهمة إياه بتحويل الجامعة العربية إلى ملكية خاصة. وتساءلت الصحيفة استنادا إلى مصادر دبلوماسية أيضا عن أهداف ولي العهد السعودي من هذه الخطوة، وما إذا كان يريد بعث رسالة إلى الغرب من أجل إرضائه لتجاوز جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2018.

واللافت أن التذكير بجريمة اغتيال خاشقجي ورد في كل المقالات على لسان المصادر الجزائرية، ما يشير فعلا إلى الغضب الشديد من قرار دعوة زيلينسكي.

وهذا التذمر الجزائري، سبقه توتر واضح في الأسابيع الأخيرة من جهود القيادة السعودية لاسترجاع النظام السوري لمقعده في الجامعة العربية دون المرور على الجزائر بوصفها الرئيس الحالي للقمة العربية، ناهيك عن أنها أول الدول التي طالبت منذ سنوات بعودة دمشق لوعائها العربي.

وتحركت السعودية بعد الخلاف الصامت الذي أحدثه الموضوع السوري بين البلدين، باتجاه الجزائر من خلال إيفاد مسؤولين رفيعين، مثل رئيس مجلس الشورى عبد الله بن محمد آل الشيخ، ثم وزير الخارجية فيصل بن فرحان آل سعود، مع إبداء حرص على حضور الرئيس عبد المجيد تبون شخصيا للقمة العربية، كون غيابه سيمثل نوعا من الفراغ على الأقل من الناحية الشكلية، باعتباره مَن سيسلم رئاسة القمة للسعودية.

ولحد الآن، لم تفصح الرئاسة الجزائرية عما إذا كان تبون سيشارك في القمة شخصيا، في حين يواصل وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، زيارته للسعودية التي شهد فيها تأسيس مجلس التنسيق الأعلى بين البلدين، وحضور اجتماعات ما قبل قمة القادة، مع احتمال أن يكون هو ممثل الجزائر، في حال امتنع الرئيس تبون عن الحضور، وفق مبدأ المعاملة بالمثل، إذ حضر وزير الخارجية السعودي في قمة الجزائر 2022.

أخبار, البارزة 0 comments on تقديم كتاب ” الايتيقا وأخلاقيات المهنة ” للأستاذ علي بالعربي

تقديم كتاب ” الايتيقا وأخلاقيات المهنة ” للأستاذ علي بالعربي

الصحافة تكتب تاريخ البلاد

تقديم كمال بن يونس *

تداول على قطاعات الإعلام و الاتصال والثقافة والسياسة الخارجية والعمل الحزبي في تونس والوطن العربي عدد كبير من الصحفيين والكتاب والمنتجين والإداريين والديبلوماسيين والسياسيين .

لكن نخبة منهم فقط جمعت بين خوض تجربة العمل في كل هذه القطاعات مجتمعة ، مثل الأستاذ علي بالعربي مؤلف هذا الكتاب الذي عرفه البعض صحفيا ومسؤولا عن مؤسسات إعلامية وعرفه آخرون مشرفا في الصف الأول على وزارات الثقافة والإعلام والخارجية . في المقابل يتوقف غيرهم عند تجاربه السياسية الحزبية وطنيا وعند مرحلة توليه مسؤوليات ديبلوماسية بعد تعيينه سفيرا .

ولئن منح ” تعدد الاختصاصات ” و ” تعدد المرجعيات ” علي بالعربي فرصة تنويع مرجعياته وخبراته وكتاباته ، فنشر مثلا دراسات موثقة عن تاريخ المسرح التونسي ، فإن من بين يشد الانتباه أنه ظل وفيا ل” مهنة المتاعب” ، أي للصحافة .

واختار الكاتب والديبلوماسي والمثقف والإعلامي علي بالعربي أن تكون هديته الجديدة للسياسيين والمثقفين والإعلاميين التونسيين والعرب كتابا طريفا ومهما عن ” أخلاقيات مهنة الصحافة ” .

قدم الكتاب مادة توثيقية وقراءة واضحة وغير معقدة لمختلف المدارس والتجارب والقراءات للمرجعيات الأخلاقية والقانونية والسياسية والاجتماعية التي اعتمدت في تنظيم قطاع الاعلام ، انتاجا وتسويقا ، وإدارة في العالم وفي الوطن العربي وتونس .

وبذلك كشف ” السفير” و”مدير ديوان وزير الثقافة” و” المدير العام لوكالة الأنباء” ثم للإعلام و الاتصال في وزارة الخارجية ، أن من بين أبرز استنتاجات مساره المهني والسياسي والديبلوماسي الطويل إعطاء الأولوية لأداء قطاع الإعلام والاتصال ، لأن ” الصحافة تكتب تاريخ الدولة والبلاد “. وهي التي توفر لصناع القرار والباحثين والأجيال القادمة ” الوثيقة ” و ” المرجع الأهم ” في فهم الواقع ثم في قراءة التاريخ .

من أجل كل هذا عني الكاتب بتقديم قراءة استعراضية وأخرى نقدية للتجارب القانونية والسياسية والمهنية في تنظيم قطاع الاعلام والاتصال ، وضمان احترام الصحفيين والمشرفين على وسائل الاعلام ل” الإيتيقا ” و ” الديونتولوجيا ” و” أخلاقيات المهنة الصحفية ” ..وتكريس قاعدة : ” الخبر مقدس والتعليق حر” ، مع التوفيق بين الحقوق والواجبات ، وبينها الحق في السعي لتوسيع هامش الحريات وواجب احترام حقوق الطرف الآخر ، سواء كان حليفا أو خصما أو عدوا ..

وكان إيجابيا أن تحرر الكاتب من ” عقدة ” قطاع كثير من الكتاب والصحفيين في البلدان الفرنكفونية والأنجلوسكسونية الذين عودوا القراء على ” الإنحياز” لمدرسة فكرية وإعلامية واحدة . بل لقد كانت من بين أبرز نقاط القوة في الدراسة أنها انفتحت على تجارب قانونية وصحفية ومهنية متناقضة شملت البلدان الاسكندنافية و” أعرق الديمقراطيات ” ، أي بريطانيا وأمريكا وبلدان القارة الاوربية والهند واليابان ..

كما قدمت الدراسة تجارب مقارنة في المنطقة العربية والإسلامية ، بما في ذلك الدول الخليجية وتركيا وايران ، قبل تقديم عرض تفصيلي وقراءة نقدية لتطورات المشهد الإعلامي في تونس قانونيا وسياسيا ومهنيا خلال السبعين عاما ، بما في ذلك بعد اندلاع الانتفاضة الاجتماعية في 2010 و الثورة الشبابية مطلع 2011 .

وقد نجح الكاتب في تقديم قراءة ” تأريخية ” موثقة لتطورات علاقة وسائل الاعلام والصحفيين التونسيين وفي العالم بالسلطات وبالقوانين والمواثيق المنظمة لقطاع الإعلام والاتصال و” ميثاق شرف المهنة ” وبالمنظمات التي انتمى اليها الصحفيون والاعلاميون وبينها الجمعيات المهنية والنقابات ومجالس الصحافة .

وكان مهما جدا أن التزم علي بالعربي في كتابه قدرا كبيرا من الحياد والموضوعية والمهني بما في ذلك عند تقديم الانتهاكات للحريات و لأخلاقيات المهنة الصحفية في المراحل التي كان فيها موظفا كبيرا في الدولة أو مسؤولا في وزارات الثقافة والاعلام والخارجية في عهدي الرئيسين الحبيب بورقيبة ( قبل 1987 ) وزين العابدين بن علي ( ما بين 1987 و 2011 )..كما لم غفل عن التعريف بالإصلاحات والتغييرات التي وقعت بعد ثورة 2011 بما في ذلك المرسومان 115 و 116 ودستور 2014 واحداث الهيئة العليا المستقلة لإصلاح الإعلام والإتصال ..

لكن رغم كل هذا الجهد التوثيقي والتأليفي المهم جدا ، خاصة من حيث تأكيده على أهمية احترام الصحفيين والعاملين في القطاع لأخلاقيات المهنة الصحفية ، ينبغي أن يتوج الكتاب بدراسة أكثر عمقا لبعض المحطات والفقرات والمحاور والمتغيرات التي تؤثر في واقع ” السلطة الرابعة ” والإعلاميين في مرحلة تزايد فيها دور المال السياسي وضغط اللوبيات العالمية والإقليمية المتحكمة في قطاع الإعلام والثقافة لتضمن الهيمنة على عقول مليارات البشر وسلوكياتهم ونمط استهلاكهم ومواقفهم ..

وتزداد الحاجة إلى مثل هذا الكتاب لأن الصحفيين يكتبون تاريخ بلادهم ودولتهم ..

*كمال بن يونس

أكاديمي ورئيس تحرير أول في الصباح ومراسل بي بي سي والشرق الأوسط والأهرام سابقا


كمال بن يونس

مستشار دولي

أخبار, البارزة, وجهات نظر 0 comments on تونس – الاتحاد المغاربي : عشرات المثقفين المغاربيين يحيون الذكرى 65 لمؤتمر طنجة

تونس – الاتحاد المغاربي : عشرات المثقفين المغاربيين يحيون الذكرى 65 لمؤتمر طنجة

· الكلفة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية لتعطيل قرارات الاتحاد المغاربي باهضه جدا

65 عاما كاملة مرت على اجتماع ثلة من كبار زعماء الحركة الوطنية التونسية والجزائرية والمغربية في مدينة طنجة المغربية ما بين 27 و 30 أفريل 1958 وإعلانهم الشهير بإطلاق مشروع الوحدة المغاربية والتنسيق بين قيادات المنطقة وشعوبها .

بهذه المناسبة انتظم ملتقى حواري علمي ثقافي سياسي افتراضي شارك فيه عشرات المثقفين والخبراء والجامعيين والسياسيين المستقلين من الجزائر وليبيا وموريتانيا وتونس والمغرب .كما حضر جلسته الافتتاحية الأمين العام للاتحاد المغاربي وزير خارجية تونس سابقا الطيب البكوش وشخصيات علمية اعتبارية من كل دول المنطقة ومن بين ممثلي الجالية المغاربية في المهجر.

وقد نوهت كل الكلمات بالجهود المتعاقبة منذ عشرات السنين لدعم ” العمل المشترك ” ، بعد أن أكدت كل الدراسات والتقارير العلمية أن الكلفة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والأمنية والسياسية لعدم انجاز قرارات التكامل المغاربي باهضة جدا ، بينها حرمان كل دولة من الدول الخمسة فرصة تحسين نسبة نموها السنوية بما لايقل عن نقطتين .

كان الملتقى تحت شعار:” 65 عاما عن مؤتمر طنجة : أي مستقبل للحلم المغاربي ؟”، وقد دعت له وساهمت في تأثيثه 4 منظمات مغاربية غير حكومية هي مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية في الرباط ،الذي يرأسه الأكاديمي ووزير التعليم العالي السابق في المغرب عبد الله ساعف ، ومؤسسة ابن رشد للدراسات الاستراتيجية العربية والإفريقية بتونس التي يرأسها الإعلامي والأكاديمي كمال بن يونس ، والتكتل الجمعوي بطنجة الكبرى الذي يرأسه الكاتب والإعلامي المغربي أحمد الطلحي، والمؤسسة الألمانية المغاربية للثقافة والإعلام التي يرأسها الإعلامي والجامعي المغاربي – الألماني منصف السليمي.

خبراء من الدول الخمسة

ومن أبرز الذين شاركوا في الملتقى شخصيات اعتبارية جزائرية على غرار الإعلامي الجزائري عثمان اللحياني والمفكر والأستاذ في جامعة الجزائر المركزية أمين الزاوي مركز الدراسات حول الشرق الأوسط والأدنى في جامعة فليبس في ماربورغ/ألمانيا والأستاذ رشيد اوعيسى ونخبة من الأكاديميين الجزاتئريين بينهم الاساتذة فوزي بن الدريدي ومصطفى الراجعي ومحمد هناد .

ومن موريتانيا شارك بالخصوص رئيس المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية في نواكشوط الأستاذ ديدي ولد السالك ورئيسة المبادرة الموريتانية الوطنية للفاعلين الشباب والنساء في صنع القرار والتنمية الأستاذة أمينتو بلال .

ومن تونس كان بين المشاركين بالخصوص الديبلوماسي السابق والباحث الشاب البشير الجويني والخبير الاقتصادي الدولي رضا الشكندالي و ممثل منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية عبد الجليل البدوي و الأكاديمي والإعلامي كمال بن يونس والخبير في علوم تكنولنوجيا الاتصال علي غريب.

ومن المغرب شاركت نخبة من المثقفات والمثقفين بينهم رئيسة المنتدى الديمقراطي المغربي السيدة كريمة غراض والأساتذة محمد حركات ومحمد حيتوم وادريس بن سعيد وعلال القندوسي واحمد الطلحي وبعد الله ساعف .

ومن ليبيا ساهم في تأثيث الحدث الأساتذة سلمى المنفي وآمال العبيدي ومصطفى الساقزلي ..

توصيات إلى صناع القرار

هذا الملتقى الحواري الافتراضي الذي أداره عن بعد الإعلامي التونسي الألماني منصف السليمي ، نوه باللقاء التاريخي الذي جمع قبل 65 عاما في طنجة قيادات الحزب الدستوري التونسي وجبهة التحرير الوطني الجزائرية وحزب الاستقلال المغربي وممثلي المجتمع المدني المغاربي الذين أمنوا مبكرا بوحدة مصير شعوب المنطقة ودولها .
وأوصى المشاركون صناع القرار الرسمي والشعبي والمؤسسات العلمية والثقافية والإعلامية في المنطقة المغاربية بالمضي في خطوات عملية ل” تفعيل المشروع المغاربي خدمة لمصالح المواطنين ورجال الأعمال ودول المنطقة، والاستفادة من فرص ترفيع نسب النمو في البلدان الخمسة وتكريس شعارات تحرير تنقل المسافرين ورؤوس الأموال والسلع وبناء اقتصاديات ومؤسسات مندمجة”.
وأوصى المشاركون الإعلاميين والمثقفين والسياسيين بالخصوص ب ” تجاوز الخلافات القديمة والجديدة ” و” معالجة قضايا الخلاف سياسيا ” والتركيز على “قضايا الأجيال القادمة ” و”استشراف المستقبل والانطلاق من رمزية ذكرى مؤتمر الهيئات الشعبية والأحزاب الوطنية المنعقد في 1958 بطنجة للبناء والتحرر من مخلفات نزاعات الماضي .

رؤية استراتيجية

وتوجهت المداخلات العلمية والورقات وحصص النقاش العام بنداء إلى صناع القرار في المنطقة من أجل إطلاق حوار معمق بين كل الجهات الفاعلة على الصعيدين الرسمية والشعبي من أجل بلورة “رؤية استراتيجية جديدة” تساهم في تحقيق أحلام الزعماء الوطنيين ورواد الدولة الحديثة في إنجاز “المغرب الكبير” الذين وحدت بينهم منذ مرحلة الكفاح ضد الاستعمار مكاتب المغرب العربي في القاهرة ودمشق وبرلين وغيرها ، بهدف التنسيق بين حركات التحرر الوطني والأحزاب المؤمنة بالاستقلال والمصير المشترك في كامل شمال افريقيا.

وأوصى المشاركون بأن تأخذ “الرؤية الجديدة” بعين الاعتبار الدراسات الاسترايتجية العميقة التي سلطت الأضواء على التحديات المتزايدة على المستويين الإقليمي والدولي، أساسا في مجالات التنمية الشاملة وتغيرات المناخ وتطور عالم المعرفة والتقنيات و الرقمنة .
ودعوا الى إعادة الاعتبار للفكرالاستراتيجي عند تفعيل جهود البناء المغاربي المشترك ، والتحرر من الاعتبارات الظرفية وردود الفعل العابرة .

دور المجتمع المدني ومجتمع المعرفة

وأكد المشاركون في الندوة على ضرورة تفعيل دور المجتمع المدني والمعرفي في إعادة الحياة إلى حلم الأجيال في انجاز “الفكرة المغاربية”، والتي اعتبروا أنها أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى بسبب المتغيرات الإقليمية والدولية والمستجدات الجيو استراتيجية والسياسية الظرفية .

اشراك النخب

ودعت الندوة إلى إطلاق مسارات للتفكير المشترك عبر إشراك النخب والهيئات نشيطة في حقول المعرفة والثقافة والمجتمع المدني ومجتمع المعرفة ، في دعم مسارات التعاون والاندماج المغاربي، بهدف ترسيخ التراكم و الاستفادة من كل التجارب البناء ة المغاربية السابقة وتطويرها، في مختلف القطاعات، مع الاستفادة من مئات القرارات والمعاهدات المشتركة التي سبق أن توصل إليها المسؤولون المغاربيون منذ لقاء القمة التشاوري في زيرالدة بالجزائر في 1988 وقمة مراكش التأسيسية للاتحاد في فيفري 1989 ثم القمم المغاربية والمؤتمرات الوزارية والفنية المغاربية المتعاقبة بتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا والمغرب .

آلية متابعة دائمة

كما أوصت هذه الندوة الافتراضية بإطلاق مشاورات على نطاق هيئات ونخب من المجتمع المدني ومجتمع المعرفة من البلدان المغاربية الخمسة وفي أوساط الجاليات المغاربية المهاجرة، لتشكيل آلية متابعة دائمة للتواصل والتنسيق والتحرك المشترك من أجل تحقيق أهداف هذه المبادرة النابعة من القيم التي جمعت الزعماء الوطنيين في مؤتمر المغرب العربي الكبير بطنجة قبل 65 عاما ثم في كل مؤسسات العمل المغاربي المشترك في كل القطاعات على الصعيدين الرسمي والشعبي .

أمل هل يتحقق ؟

أخبار, البارزة, وجهات نظر 0 comments on “بروفة انتخابية”.. ما تأثير مهرجانات أردوغان والمعارضة على النتائج؟

“بروفة انتخابية”.. ما تأثير مهرجانات أردوغان والمعارضة على النتائج؟

عقد التحالفان الرئيسيان في تركيا، تجمعهما الكبيران في ولاية إسطنبول، وسط تباين في أعداد المشاركين فيهما، ما يثير التساؤلات حول أهميتهما في الولاية التي تعد الأكبر تعدادا للسكان.

والسبت، نظم “تحالف الأمة” تجمعه الكبير في ساحة مالتيبه في إسطنبول، لكن الصور ومقاطع الفيديو كشفت مشاركة ضعيفة، مقارنة بالمهرجان الانتخابي الذي نظمه “تحالف الجمهور” في مطار أتاتورك الأحد.

ولم يكشف المنظمون في “تحالف الأمة” عدد المشاركين في المهرجان الانتخابي، إلا أن تقديرات تشير إلى أن تقديرات صحفية تتحدث عن ما بين 450 ألفا و650 ألف مواطن شاركوا في تجمع المعارضة.

فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن عدد المشاركين في التجمع الانتخابي الذي عقده في مطار أتاتورك هو نحو 1 مليون و700 ألف، وهو الرقم الأكبر في تاريخ التجمعات في تركيا.

وتبرز أهمية إسطنبول في التجمعات الانتخابية كونها، الولاية الأكبر التي فيها أكبر عدد من الناخبين في تركيا، حيث يشارك 11 مليونا و350 ألفا و971 ناخبا في الانتخابات الحاسمة التي تجرى الأحد المقبل في تركيا. ولهذا السبب فإن الفعاليات الانتخابية في الولاية وعدد الأشخاص المشاركين فيها، تعد من أكثر الموضوعات نقاشا بالبلاد.

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مقارنة بين تجمعي المعارضة في 2018 و2023، مشيرين إلى أن “تحالف الأمة” سجل فشلا في حشد المواطنين في الولاية الأكثر أهمية بالانتخابات التركية.

ولم يسجل “تحالف الجمهور” حضورا فقط في إسطنبول، فقد شهدت ولايتا أنقرة وإزمير تجمعا كبيرا، فيما رأى مراقبون أن التجمع الذي عقده حزب العدالة والتنمية في إزمير التي تعد معقل حزب الشعب الجمهوري، هو الأكبر في تاريخ الفعاليات الانتخابية للحزب الحاكم.

اقرأ أيضا: 1.7 مليون شخص يشاركون في أكبر مهرجان انتخابي لأردوغان (شاهد)

وتعمدت صحيفة “صباح” التركية، عقد لقاءات قصيرة مع مشاركين من “جيل Z”، ومواطنين غير محسوبين على الطبقة المحافظة في ولاية إسطنبول، لتظهر التنوع الذي أبرزه “تحالف الجمهور” في تجمعه الانتخابي.

 

وأعرب المواطنون عن استيائهم من حزب الشعب الجمهوري الذي “لم يعد يمثل حزب أتاتورك، وأصبح أداة لمنظمة العمال الكردستاني”.

تجمعات محرم إنجه عام 2018 أكبر من تجمعات المعارضة في 2023

الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، في مقال على صحيفة “حرييت“، ذكر أن التجمعات الانتخابية للمرشح الرئاسي محرم إنجه التي عقدها حزب الشعب الجمهوري عام 2018، في إزمير وإسطنبول، كانت أكبر من تجمع “تحالف الأمة” المعارض في الولايتين نفسهما في انتخابات 2023، والتي لم تلق بأجواء المعارضة القائمة على “نحن قادمون”.

وفي ملاحظته بشأن تجمع المعارضة في إزمير وإسطنبول، لفت الكاتب إلى أن كليتشدار أوغلو الذي كان من المفترض أن تنظيم التجمع الانتخابي من أجله، كان الأقل تحدثا على المنصة مقارنة مع الآخرين، ففي تجمع إزمير تحدث زعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو نحو 27 دقيقة، أما المرشح الرئاسي كليتشدار أوغلو فتحدث 18 دقيقة فقط. والأمر ذاته في تجمع مالتيبه بإسطنبول حيث تحدث 13 دقيقة فقط، مقارنة برئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الذي تحدث 28 دقيقة.

ولفت إلى أن الترحيب بزعماء الأحزاب المحافظة داود أوغلو وتمل كارامولا أوغلو وعلي باباجان، الذين صعدوا إلى المنصة مع زوجاتهم المحجبات، كان على مضض في إزمير وإسطنبول.

اقرأ أيضا: حشد للمعارضة التركية في إسطنبول.. وآخر لأردوغان في قيصري (شاهد)

تجمع العدالة والتنمية بمطار أتاتورك.. رسائل ودلالات

أما تجمع أردوغان في إسطنبول فقد كان في المكان المناسب، في مطار أتاتورك الذي هبط فيه الرئيس التركي بالطائرة خلال محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/ يوليو 2016 في تحد للقائمين على الانقلاب، كما يذكر الكاتب سيلفي، الذي أشار إلى أن مكان عقد التجمع رسالة بحد ذاتها من أردوغان أنه “في الوقت الذي أراد فيه الانقلابيون القضاء علي وعائلتي في تلك الليلة، كان كليتشدار أوغلو يفر هاربا بين الدبابات.. لكن شعبنا كان معنا”.

وأوضح الكاتب أن اختيار حزب العدالة والتنمية مطار أتاتورك لتجمعه متوافق تماما مع روح هذه الانتخابات،

كان اختيار مطار أتاتورك لحشد حزب العدالة والتنمية متوافقا تماما مع روح هذه الانتخابات، أعطى خلاله أردوغان رسائل أيضا لم تقتصر على “15 تموز/ يوليو” بل أيضا على مكانة المكان، في الوقت الذي توعد فيه كليتشدار أوغلو بمنحه لشركة أمريكية، في الوقت الذي عقد فيه مهرجان تكنوفيست للطيران والتكنولوجيا بمشاركة ملايين الشبان.

أكبر تجمع على الإطلاق
الكاتب سيلفي، أشار إلى أن تجمع مطار أتاتورك، هو الأكبر على الإطلاق، فقد حطم خلاله أردوغان رقما قياسيا، وكان اختيار مطار أتاتورك الأكبر مساحة من مناطق التجمعات في “يني كبي”، و”مالتيبه”، بمثابة تحد كبير.

وأشار إلى أن تجمع مطار أتاتورك، كان أكبر بأضعاف من تجمع الطاولة السداسية، وارتفعت خلاله معنويات أردوغان بشكل كبير عندما رأى حجم المشاركة في التجمع.

وتساءل الكاتب: “هل تنعكس حشود حزب الشعب الجمهوري في مالتيبه، والعدالة والتنمية في مطار أتاتورك، على نتائج انتخابات 14 أيار/ مايو؟”، مشيرا إلى أن إسطنبول سجلت رقما قياسيا، لكن تجمعات حزب العدالة والتنمية في المقاطعات الأخرى كانت أيضا حيوية للغاية.

ورأى سيلفي، أن التجمعات لا تحدد النتيجة، لكنها تعطي انطباعا عن ما سيخرج من صندوق الاقتراع في 14 أيار/ مايو.

اقرأ أيضا: عبور المئوية.. إليك كل ما تريد معرفته عن الانتخابات التركية 2023

“بروفة ليوم الانتخابات”.. ما تأثير التجمعات على صناديق الاقتراع؟

الكاتب التركي تونجا بينغين، في مقال على صحيفة “ملييت“، ذكر أن هناك جدلا بين الأحزاب حول الصور التي تنعكس على الشاشات من خلال البث المباشر، ومقارنات بشأن أي الحشود التي ملأت الساحات، ويجري الحديث عن “لغة التجمعات” من حيث العدد والإثارة والحماسة. كما أنه تم التنبؤ بنتائج صناديق الاقتراع بمقارنات بأثر رجعي.

وأشار الكاتب إلى أن بعض باحثي شركات الاستطلاع يرون أن التجمات لها تأثير ضئيل على صناديق الاقتراع، ذلك أن معظم الناخبين اتخذوا قرارهم بالفعل، وعلى عكس ذلك فإن هناك من يرى أن “الرسائل والصور التي يتم تقديمها في إسطنبول لها تأثير كبير على الناخب لا سيما في هذه الانتخابات”.

وأوضح أن أنصار الأحزاب والمرشحين يتجمعون في مناطق التجمعات، ولكن وفقا لمتخصصي السياسة، فإن أداء القائد خلال هذه التجمعات له تأثير كبير على “الناخب المتردد”.

ورغم أن غالبية المشاركين يذهبون إلى التجمعات بقرار مسبق بشأن المرشح والحزب الذي سيصوتون له، إلا أن الأجواء فيها تسهم أيضا في اكتساب الناخبين المترددين وأولئك الذين ابتعدوا عن أحزاب أخرى.

وتابع الكاتب بأن عناصر مثل عدد المشاركين وكمية الإثارة والحماسة لدى الحشود في منطقة التجمع تحمل أيضا رسالة من وجهة نظر سياسية، وهناك أغلبية صامتة لا تأتي إلى التجمعات، ولا يمكنها الحضور، وهي أيضا تتأثر بها.

وأكد أن تأثير الحشد المتحمس والمكثف في الساحات، له تأثير كبير على صناديق الاقتراع، لذلك فإن التجمعات يمكن أن نصفها بأنها “حرب تصور”.

وأوضح أنه بتصاعد التصور أن أحد الأطراف سيفوز أو سيخسر من خلال التجمعات، فقد تتغير تفضيلات التصويت لدى الكثير من الناس، وفي هذه الانتخابات تحديدا فإن تأثيرها سيكون كبيرا حتى آخر لحظة في صناديق الاقتراع.

ونوه إلى أن التجمعات أيضا تحتوي على رسائل موجهة من الأحزاب ضد بعضها البعض، تحمل التحفيز لدى الناخب، وأولئك الذين يقولون إنهم يستطيعون اصطحاب ناخبيهم إلى الساحات، يمكنهم أيضا اصطحابهم إلى صناديق الاقتراع، فالتجمعات تعد أيضا “بروفة ليوم الانتخابات”، كما أن هناك عددا من الناخبين قد تسهم هذه التجمعات في تغيير رأيهم.

أخبار, البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on فيديوهات من ندوة 65 عاما على “مؤتمر المغرب العربي” بطنجة .. أي مستقبل للحلم المغاربي ؟

فيديوهات من ندوة 65 عاما على “مؤتمر المغرب العربي” بطنجة .. أي مستقبل للحلم المغاربي ؟

 

البيان الختامي لندوة:     

65 عاما عن “مؤتمر المغرب العربي” بطنجة: أي مستقبل للحلم المغاربي؟

 – وفاء لدماء الشهداء وتضحيات أجيال من الوطنيين والديمقراطيين في البلدان المغاربية من أجل التحرر الوطني والاجتماعي والسياسي والتنمية المندمجة،

– وتقديرا للزعماء الوطنيين وأجيال من السياسيين الرسميين ونشطاء المجتمع المدني في مرحلتي الكفاح ضد الاستعمار وبناء الدولة الحديثة الذين سعوا لتحقيق “الحلم ببناء منطقة مغاربية موحدة ومندمجة”، بدءا من قادة مكاتب المغرب العربي في القاهرة ودمشق وعدة عواصم عالمية،

– وتكريسا لتوصيات قادة “الهيئات الشعبية” المغاربيين الذين وضعوا في مؤتمر طنجة، المنعقد ما بين 27 و30 أبريل 1958، نواة العمل المشترك وأسس “الاتحاد المغاربي”، بناء على المشاريع التي سبق أن نوقشت من قبل القادة الوطنيين في المنفى وخاصة أعضاء “لجنة تحرير المغرب العربي في القاهرة” وقيادات الأحزاب الثلاثة التي شاركت في المؤتمر: حزب الاستقلال المغربي وحزب جبهة التحرير الجزائري والحزب الحر الدستوري التونسي،

– ومتابعة لجهود النخب المغاربية وهيئات المجتمع المدني والمؤسسات التي أفرزتها قمة مراكش التأسيسية للاتحاد المغاربي في فبراير 1989 وبقية القمم والاجتماعات التي نظمتها الأمانة العامة للاتحاد في كل من المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا..

بادرت أربع منظمات مغاربية مكونة من مثقفين وأكاديميين ونشطاء في المجتمع المدني، بتنظيم ندوة افتراضية بتاريخ 29 أبريل 2023، تحت عنوان:            

65 عاما عن “مؤتمر المغرب العربي” بطنجة:  أي مستقبل للحلم المغاربي؟

دعي إليها الأمين العام لاتحاد المغرب العربي ونخبة من المثقفين والشخصيات الاعتبارية(*)، المؤمنة بضرورة تفعيل المشروع المغاربي خدمة لمصالح المواطنين ورجال الأعمال ودول المنطقة، وبهدف الاستفادة من ترفيع نسب النمو في البلدان الخمسة وفرص تكريس شعارات تحرير تنقل المسافرين ورؤوس الأموال والسلع..

أسفرت هذه الندوة بالخصوص بما يلي:  ولقد

أولا: التركيز على استشراف المستقبل

الانطلاق من رمزية ذكرى مؤتمر الهيئات الشعبية والأحزاب الوطنية المنعقد في أفريل  1958 بطنجة، يتوجه المشاركون بنداء إلى صناع القرار في المنطقة من أجل إطلاق حوار معمق مع العديد من الجهات الفاعلة من أجل بلورة “رؤية استراتيجية جديدة” تساهم في تحقيق أحلام الزعماء الوطنيين ورواد الدولة الحديثة في إنجاز “المغرب الكبير”.

وأوصى المشاركون بأن تأخذ “الرؤية الجديدة” بعين الاعتبار التحديات المتزايدة على المستويين الإقليمي والدولي، أساسا في مجالات المناخ وتطور المعرفة والتقنيات ولاسيما الرقمنة.

ثانيا: إعادة الاعتبار للفكرة المغاربية

يؤكد المشاركون في الندوة على ضرورة تفعيل دور المجتمع المدني والعلمي في إعادة الحياة إلى حلم الأجيال والفكرة المغاربية، والتي أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى.

 ودعوا إلى التركيز على فرص إحياء المشروع المغاربي والتوعية بفوائده والتعريف بمزاياه لدى الأجيال الصاعدة، في مواجهة الانتكاسات والخيبات والتراجعات المسجلة على امتداد عقود من الزمن.

ثالثا: فضاء للتفكير المشترك في البدائل

دعت الندوة إلى إطلاق مسارات للتفكير المشترك عبر إشراك نخب وفعاليات وهيئات نشيطة في حقول المعرفة والثقافة والمجتمع المدني، في دعم مسارات التعاون والاندماج المغاربي، بهدف تطوير وترسيخ التراكم والتجارب المغاربية، في مختلف القطاعات الاقتصادية والمجتمعية (الشباب، المرأة، الطفولة..) والمهنية والجامعية والإعلامية.

رابعا: آلية للعمل المشترك تحت مسمى “منتدى طنجة المغاربي”

أوصت هذه الندوة الافتراضية بإطلاق مشاورات على نطاق هيئات ونخب من المجتمع المدني ومجتمع المعرفة من البلدان المغاربية الخمسة وفي أوساط الجاليات المغاربية المهاجرة، لتشكيل آلية للتواصل والتنسيق من أجل تحقيق أهداف هذه المبادرة النابعة من روح مؤتمر المغرب العربي الكبير بطنجة في ذكراه الخامسة والستين، تحت مسمى “منتدى طنجة المغاربي”.

كما سيصدر لاحقا تقرير مفصل حول أعمال الندوة بهدف توثيقها واعتماد مخرجاتها كإطار توجيهي للتشاور والعمل المشترك في المرحلة المقبلة.

عن المشاركات والمشاركين في الندوة وعن المنظمات الأربعة التي قامت بالمبادرة.

المنظمات الأربعة التي قامت بالمبادرة:

المؤسسة الألمانية المغاربية للثقافة والإعلام (بون-ألمانيا)  MagDe

Email: info@mediamagde.com Tel-Whatsapp: +4915142447891

التكتل الجمعوي بطنجة الكبرى (طنجة-المغرب) TATM

Email: ettalhia@gmail.com Tel-Whatsapp: +212661702422

مؤسسة ابن رشد للدراسات الاستراتيجية العربية والإفريقية (تونس) AFRAS

Email: kamalbenyounes1@gmail.com Tel-Whatsapp: +21698323226

مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية (الرباط-المغرب) CERSS

Email: asaaf66@gmail.com Tel-Whatsapp: Tel : +212661203940

——————————————————————————————————–

(*) انظر اللائحة المرفقة

لائحة المشاركين في الندوة

البلد الصفة الاسم الكامل

(مع حفظ الألقاب)

تونس الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب البكوش
الجزائر مفكر وروائي، أستاذ كرسي بجامعة الجزائر المركزية، أستاذ الأدب المقارن بجامعة وهران أمين الزاوي
المغرب أستاذ جامعي، رئيس مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية (الرباط-المغرب)، وزير سابق عبد الله ساعف
ألمانيا مدير مركز الدراسات حول الشرق الأوسط والأدنى في جامعة فليبس في ماربورغ/ألمانيا . مدير معهد مريام للدراسات المعمقة حول المغرب الكبير (تونس) MECAM رشيد أوعيسى

 

 

الجزائر كاتب وإعلامي عثمان لحياني
الجزائر أستاذ علم الاجتماع بجامعة سوق أهراس، منسق عام الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية فوزي بن دريدي

 

الجزائر باحث ومدير سابق للأبحاث والدراسات بالمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة في الجزائر محمد هناد
الجزائر أستاذ علم الاجتماع بجامعة مستغانم، متخصص في قضايا الصوفية مصطفى راجعي
ليبيا ناشطة حقوقية، ممثلة المركز الأوروبي لحقوق الانسان بطرابلس سلمى المنفي

 

ليبيا أستاذة العلوم السياسية بجامعة قاريونس بنغازي وجامعة بايروث الألمانية آمال العبيدي
ليبيا مدير برنامج بناء للتنمية المستدامة (ليبيا واسطنبول) مصطفى الساقزلي
المغرب خبير في العمارة الإسلامية والتنمية المستدامة والتغيرات المناخية، عضو قيادي بالتكتل الجمعوي بطنجة الكبرى أحمد الطلحي
المغرب منسق التكتل الجمعوي بطنجة الكبرى علال القندوسي
المغرب عضو وباحثة في مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية (الرباط-المغرب)، ورئيسة المنتدى المدني الديمقراطي المغربي كريمة غراض
المغرب شاعر، رئيس سابق لاتحاد كتاب المغرب حسن نجمي
المغرب أستاذ علم الإجتماع بجامعة محمد الخامس. منسق مجموعة الأبحاث والدراسات السوسيولوجية، سوسيولوجيا مغاربية. ادريس بنسعيد

 

المغرب قيادي نقابي في الاتحاد المغربي للشغل محمد حيتوم
المغرب أستاذ الاقتصاد السياسي والحكامة بجامعة محمد الخامس

المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والحكامة الشاملة

محمد حركات

 

موريتانيا رئيس المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية- نواكشوط ديدي ولد السالك
موريتانيا رئيسة المبادرة الموريتانية الوطنية للفاعلين الشباب والنساء في صنع القرار والتنمية أمينتو بلال
موريتانيا اعلامي مُهتم بالسياسات الأمنية في إفريقيا وناشط حقوقي، رئيس منتدى الأواصر للتحاور ودراسات حقوق الإنسان (أواصر) عبيد إميجن
تونس اعلامي، رئيس مؤسسة ابن رشد للدراسات العربية والإفريقية (تونس) كمال بن يونس
تونس المنسق العام بقسم الدراسات في منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بتونس عبد الجليل بدوي

 

تونس باحث في الشؤون المغاربية – تونس بشير الجويني
تونس أستاذ الاقتصاد في الجامعة ومستشار اقتصادي دولي ومدير عام سابق لـ CERES رضا الشكندالي
تونس خبير دولي في التواصل والإعلام فتحي الدبابي
ألمانيا إعلامي وباحث، رئيس المؤسسة الألمانية المغاربية للثقافة والإعلام (بون-ألمانيا)  MagDe منصف السليمي
ألمانيا رئيس جمعية الطلبة والأكاديميين الجزائريين بألمانيا رضا مازون
أخبار, البارزة, وجهات نظر 0 comments on اجتماع موسكو والتطبيع الصعب بين دمشق و أنقرة .. بقلم توفيق المديني

اجتماع موسكو والتطبيع الصعب بين دمشق و أنقرة .. بقلم توفيق المديني

 

عُقِدَ الاجتماع الرباعي يوم الثلاثاء 25نيسان/أبريل 2023، في موسكو بين وزراء دفاع ورؤساء استخبارات تركيا وروسيا وإيران وسوريا، وناقش الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها لتطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا ،وعودة العلاقات بين البلدين، إِذْ إِنَّ هذا المسار التفاوضي بدأ منذ أواخر العام 2022، لكنَّهُ لم يحرزْ تقدمًا ملموسًا بسبب المواقف المتباينة من  العديد من الملفات العسكرية والأمنية الشائكة. ويبدو الرئيس بوتين سعيدًا للغاية بالاجتماع الرباعي في موسكو ، بجمع الجانب التركي والجانب السوري على طاولة واحدة، لأنَّ هذا يعزِّزُ من الحضور القوي للدبلوماسية الروسية في منطقة الشرق الأوسط.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنَّ الوزير الروسي سيرغي شويغو بحث مع نظرائه الإيراني والتركي والسوري في موسكو قضايا تعزيز الأمن في سوريا.وأضافت الوزارة أن وزراء دفاع وقادة الأجهزة الأمنية لسوريا وروسيا وتركيا وإيران ركزوا في مباحثاتهم على محاربة كل المجموعات المتطرفة في سوريا وأكدوا حرصهم على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، كما تطرقت المحادثات لضمان الأمن الإقليمي.

وأوضح بيان لوزارة الدفاع التركية تعليقًا على أن الاجتماع تناول أيضا سبل تكثيف الجهود لإعادة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم وسبل مكافحة كافة التنظيمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة على الأراضي السورية.

ووفق البيان، فقد جرى الاجتماع “في أجواء إيجابية”، وشدد على احترام وحدة الأراضي السورية، كما شدد المجتمعون على أهمية استمرار الاجتماعات الرباعية من أجل توفير الاستقرار في سوريا والمنطقة واستمراره.

الموقف التركي من المباحثات

في تعليقه على الاجتماع الرباعي لوزراء دفاع ورؤساء استخبارات كل من تركيا وروسيا وإيران وسوريا، الذي استضافته موسكو يوم الثلاثاء الماضي  ، قال وزير الدفاع التركي  خلوصي أكار :”إنَّ بلاده تبذل الجهود للتخلص من “ابتلاء الإرهاب”، وتوفير أمن الشعب التركي وحدوده، وبالتالي تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بأقرب وقت ممكن.

وأوضح أنَّ تركيا جدَّدَتْ خلال اللقاء الرباعي احترامها لوحدة وسيادة الأراضي السورية، وأكَّدَتْ أنَّ الغاية الوحيدة لتواجد قواتها هناك هي مكافحة التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها “واي بي جي/ واي بي دي/ بي كي كي” و”داعش”.

وشدَّد الوزير التركي على أنَّ بلاده “ستواصل دون انقطاع مساعيها لتحييد الإرهاب”، معتبرًا أنَّ هذا الأمرَ ليس لمصلحة أنقرة فقط، “بل خطوة هامة لوحدة الأراضي السورية أيضا”، حسب “الأناضول”.

وقال أكار إنَّ أنقرة تهدف أيضًا لوقف موجة اللجوء من سوريا إلى تركيا، وذلك عبر تهيئة الظروف المناسبة في الأراضي السورية، ومن ثم تأمين العودة الطوعية للاجئين السوريين في تركيا، إلى بلدهم.

قبل اندلاع أحداث ما يسمى “الربيع العربي”عام 2011، كانت تركيا حليفًا اقتصاديًا وسياسيًا أساسيًا لسوريا،إِذْ جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علاقة صداقة بالرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنّ علاقتهما انقلبتْ رأسًاعلى عقبٍ مع بدء الاحتجاجات في سوريا،ودعم تركيا للتنظيمات الجهادية والإرهابية بهف إسقاط الدولة السورية وتقسيمها على أساس طائفي ومذهبي وعرقي،وفق المخطط الأمريكي-الصهيوني -التركي آنذاك.

موضوع اللاجئين السوريين كدافع للتطبيع التركي مع سوريا

بالنسبة لتركيا، هناك دوافع حقيقية تدفع الرئيس أردوغان إلى البحث عن سبل التطبيع مع سوريا،و فما يَهُمُّ أنقرة في الوقت الحاضرموضوع اللاجئين السوريين الموجودين على الأراضي التركية، ويقدر عددهم بنحو 3.6مليون سوري،وموضوع حزب العمال الكردستاني بوصفه منظمة إرهابية  ويهدد الأمن القومي التركي حسب وجهة النظر التركية ، إضافة إلى اقتراب موعد الانتخابات التركية التي يمثل فيها اللاجئون السوريون ورقة تتلاعب بها المعارضة التركية.

يؤكد الخبراء والمحللون الأتراك أنَّ قضية اللاجئين السوريين تفرض نفسها بقوةٍ على الشعب والاقتصاد التركيين، وتأتي على رأس القضايا المؤثرة على نتيجة الانتخابات التركية.وفي هذا السياق،ماانفكت المعارضة التركية تستغل قضية اللاجئين السوريين لتحريض الشعب التركي ضد السوريين بطريقةٍ فَجَّةٍ، وعنصريةٍ أحيانًا،وتقدم نفسها على أنَّها تمتلك خريطة طريق لحلِّها  عبر علاقتها مع الرئيس بشار الأسد ،وإعادة اللاجئين إلى بلادهم، حسب زعمها.

وتتعاظم المخاوف بين أوساط اللاجئين السوريين مع اقتراب موعد الانتخابات التركية، المقررة في 14 أيار/ مايو المقبل جراء زيادة الخطاب “التحريضي” ضدهم من قبل أحزاب المعارضة التركية،إِذْ تعمد بعض شخصيات المعارضة تحميل اللاجئين مسؤولية الأزمات المعيشية التي يعاني منها الأتراك، مثل التضخم وارتفاع إيجارات المنازل، وتتوعد بترحيلهم.

وتحرص بعض أحزاب المعارضة على استخدام ملف اللاجئين في الحسابات الانتخابية لكسب وِدِّ الناخب التركي، وهو عادة ما يكون مصحوباً بالكثير من خطاب الكراهية و العنصرية على منصات التواصل الاجتماعي،وآخرهم مرشح المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو، الذي هدَّد بإرسال اللاجئين إلى بلادهم في غضون سنتين، في حال فاز بالانتخابات، وتساءل: “ماذا يفعل 3 ملايين سوري في بلادنا، وأبناؤنا لا يجدون وظائف”؟.

وقبل كليتشدار أوغلو، توعدت زعيمة حزب “الجيد” المعارض ميرال أكشنار بترحيل اللاجئين السوريين حال وصولهم للسلطة، مؤكدة أن “السوريين سيتم ترحيلهم لا محالة”.

وتحتدم المنافسة في الانتخابات الرئاسية التركية التي سَتُجْرَى يوم 14آيار/مايو المقبل ، بين الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يواجه أزمة اقتصادية حادة في تركيا جرَّاء التضخّم (60 بالمئة) وتراجع قيمة الليرة التركية  أمام الدولار،و ارتفاع عجز الموازنة العام للبلاد إلى مستويات 170.56 مليار ليرة تركية خلال شهر فبراير الماضي 2023، وتداعيات كارثة الزلزال (انتقادات طالته بالتقصير)،وبين نظيره زعيم أكبر أحزاب المُعارضة (الشعب الجمهوري) ومُرشّح طاولة التحالف السداسي، كمال كليتشدار أوغلو المُنافس الأقوى الذي يطمح بالإطاحة بأردوغان ، والذي يعوِّلُ على دعم الإدارة الأمريكية له.

ماهو موقف الإدارة الأمريكية من التطبيع بين تركيا و سوريا؟

من الواضح أنَ الإدارة الأمريكية الحالية ضاقت ضِرْعًا بالرئيس أردوغان،بسبب توتر العلاقات التركية-الأمريكية في عهده،ويتوقّف الخبراء في الشؤون التركية عند مدى جديّة إدارة الرئيس الأمريكي جوبايدن في التدخّل في الانتخابات الرئاسيّة والبرلمانيّة القادمة، حيث للأخير مُقابلة أجراها مع صحيفة “نيويورك تايمز” حين كان مُرشّحًا ديمقراطيًّا للرئاسة، إِذْ وصف حينها أردوغان بالمُستبد، مُؤكّدًا أنَّ على واشنطن أن تُحمّس قادة المُعارضة التركيّة حتى يستطيعوا مُواجهة أردوغان وهزيمته، ليس عبر انقلاب، بل عبر العمليّة الانتخابيّة.

رغم أنَّ الرئيس التركي يُعَدُّ من الحُلفاء التقليديين للأمريكيين، فإنَه سجل عدة تباينات في مواقفه من السياسة الأمريكية في السنوات الأخيرة،فأردوغان أصبحت تربطه  علاقات استراتيجية مع الرئيس الروسي  فلاديمير بوتين ،الذي بات يفضل فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما سجّل أردوغان موقفاً لافتاً من الدعم الأمريكي المُفترض لزعيم المُعارضة التركية في الانتخابات الرئاسية القادمة .

وانتقد أردوغان ا السفير الأمريكي لدى أنقرة جيف فليك، حيث قام السفير بزيارة لزعيم المُعارضة التركيّة كمال كليتشدار أوغلو المُنافس الأقوى الذي يطمح بالإطاحة بأردوغان، ما أوحى بأن ثمّة إرادة أمريكيّة، غربيّة تنوي مُساعدة المُعارضة التركيّة، والتخلّص من أردوغان، والظهور بمظهر المُتآمر عليه (أردوغان) يخدم أدبيّات الحزب الحاكم(العدالة و التنمية)، الذي يُظهر نفسه في مظهر الراغب باستقلال القرار السيادي التركي عن الأمريكيين، ويرى أنصار أردوغان أنه بالفعل كذلك، وتبنّى سياسات مُناوشة للأمريكيين بعض الأحيان.

لاتريد إالإدارة الأمريكية الحالية تحقيق أي تقدم في عملية تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، لأنَّ هذا يتعارض مع الخطط المستقبلية للولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بشمال شرق سوريا، حيث أنه، وعلى الرغم من رد الفعل الحاد من تركيا حليفة (الناتو) من تواصل الولايات المتحدة الأمريكية تعاونها مع حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا على الأرض،ودعمها لقوات سوريا الديمقراطية”قسد” في شمال شرق سوريا، فإنَّ واشنطن تنظر إلى تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا على أنَّه العامل الأقوى الذي سيعطل الخطط الأمريكية.

رؤية سوريا لعودة العلاقات مع تركيا

تعتبر سوريا أنَّ التواجد العسكري التركي في الشمال السوري، الذي يمتد من غرب نهر الفرات، بدءاً من ريف اللاذقية الشمالي، إلى منطقة جرابلس على ضفاف الفرات الغربية، وشرقي البلاد، وشرق نهر الفرات( تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، ورأس العين في ريف الحسكة الشمالي الغربي)،حيث أقامت الحكومة التركية خلال الأعوام الماضية العديد من القواعد العسكرية داخل الأراضي السورية، لعل أبرزها قاعدة “الشيخ عقيل” في ريف الباب شمال حلب، وقاعدة “مطار تفتناز” و”المسطومة” في ريف إدلب،تعتبر سوريا هذا التواجد العسكري احتلالاً لأراضيها، بينما تؤكد أنقرة أنه لدرء المخاوف على الأمن القومي .

وفيما  تُصِّرُ دمشق على أن تطبيع العلاقات مع أنقرة شرطه هو الانسحاب التركي الكامل من الشمال السوري، والقضاء على التنظيمات الإرهابية في إدلب، في إشارة إلى “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) التي تسيطر مع فصائل معارضة أخرى على نحو نصف مساحة محافظة إدلب (شمال غرب) ومحيطها، تريد تركيا تفاهمًا أمنيًا وعسكريًا وآلية مشتركة مع الدولة السورية ، لا سيما أنَّ مصالحهما تتلاقى على القوى المدعومة من قبل واشنطن، وهي “قوات سورية الديمقراطية”، و”وحدات الحماية الكردية””،المرتبطين عضويًا و إيديولوجيًا وعسكريًا بحزب العمال الكردستاني(PKK) المصنف من قبل تركيا منظمة إرهابية، ويسعى إلى إنشاء دولة كردية ذات طابع قومي في كل جنوب تركيا، وتشمل أيضًا شمال سورية و العراق و إيران.

فالأتراك يرون أن عودة قوات الحكومة السورية إلى شمال شرقي سورية تحول دون قيام كيان كردي انفصالي  على حدودهم الجنوبية، يعتبرونه مساً مباشراً لأمنهم القومي. ويبدو أنَّ تركيا غير متمسكة في البقاء طويلاً في الشمال السوري، ولكنَّها  تشكِّكُ في قدرة الجيش السوري من حماية الحدود السورية التركية الممتدة على طول نحو 1000 كيلومتر.

وتهدف تركيا من خلال التطبيع مع سوريا توفير مناخ آمن لبدء عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، والذين تحولوا إلى ورقة سياسية ضاغطة بيد المعارضة التركية على حكومة حزب العدالة والتنمية الساعي إلى الاستمرار في السلطة عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الشهر المقبل.

خاتمة:

تمارس روسيا ضغوطات على سوريا من أجل تحقيق التطبيع مع تركيا، لما فيه من مصلحة لأردوغان، الذي رغم أنَّ حكومته أثبتت أنَّها منافس شرس لموسكو في ليبيا وسوريا، والقوقاز، فإنَّها في الوقت عينه شريك ومفاوض موثوق في الحرب والاقتصاد.وازدادت أهمية تركيا بالنسبة لموسكو في  ظل الحرب  الروسية -الأوكرانية ، بوصفها قناة الوساطة الوحيدة بينها وبين أوكرانيا، وحتى الغرب، وسيطرتها على مداخل البحر الأسود، إضافة لموقفها المتوازن الذي لم ينضم للعقوبات الغربية على موسكو، رغم إدانتها الصارمة للغزو الروسي وتقديمها بعض الدعم العسكري لكييف.

في ضوء توجه الرئيس التركي أردوغان للمصالحات الإقليمية وتصفير المشاكل مع دول الجوار منذ صيف 2020، حيث نجح بصورة كلية أو جزئية في استعادة العلاقات الطبيعية مع كل من الإمارات، والسعودية، وإسرائيل، وأرمينيا، ومصر، لا يستبعد المراقبون من عقد لقاء قمة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان و السوري بشار الأسد،للإتفاق حول تسوية تاريخية تتعلق بالانسحاب التركي من شمال سورية وتسليم المنطقة تدريجياً للحكومة السورية وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم،وتحديث اتفاق أضنة المبرم بين البلدين في عام 1998.

ولكنَّ التطبيع بين تركيا وسوريا ،هو بالتأكيد متغيرٌ أكبر وأكثر تعقيداً بكثير من أي من المصالحات الأخرى الآنفة الذكر ، بسبب تعدد الأطراف الإقليمية و الدولية المنخرطة في الأزمة السورية والدور الذي لعبته تركيا في هذه الأزمة، طوال العقد الماضي. لذلك فإذا أحرز مسار التطبيع التركي-السوري تقدماً فعليّاً خلال الشهور القليلة المقبلة، فستكون هذه خطوة البداية نحو انفراج الأزمة السورية ونهاية النزاع الأهلي، والعداء الأيدولوجي بين الرئيس الأسد والرئيس أردوغان.

 

أخبار, البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on ندوة : 65 عاما على “مؤتمر المغرب العربي” بطنجة .. أي مستقبل للحلم المغاربي ؟

ندوة : 65 عاما على “مؤتمر المغرب العربي” بطنجة .. أي مستقبل للحلم المغاربي ؟

– وفاء لدماء الشهداء وتضحيات أجيال من الوطنيين والديمقراطيين في البلدان المغاربية من أجل التحرر الوطني والاجتماعي والسياسي والتنمية المندمجة..

– وتقديرا للزعماء الوطنيين وأجيال من السياسيين الرسميين ونشطاء المجتمع المدني في مرحلتي الكفاح ضد الاستعمار وبناء الدولة الحديثة الذين سعوا لتحقيق “الحلم ببناء منطقة مغاربية موحدة ومندمجة”، بدءا من قادة مكاتب المغرب العربي في القاهرة ودمشق وعدة عواصم عالمية..

– وتكريسا لتوصيات قادة الأحزاب الوطنية والهيئات الشعبية المغاربية الذين وضعوا في مؤتمر طنجة، المنعقد ما بين 27 و30 أبريل 1958، نواة العمل المشترك وأسس “الاتحاد المغاربي”، بناء على المشاريع التي سبق أن نوقشت من قبل القادة الوطنيين في المنفى وخاصة أعضاء “لجنة تحرير المغرب العربي في القاهرة” وقيادات الأحزاب الثلاثة التي شاركت في المؤتمر: حزب الاستقلال المغربي وحزب جبهة التحرير الجزائري والحزب الحر الدستوري التونسي..

– ومتابعة لجهود النخب المغاربية وهيئات المجتمع المدني والمؤسسات التي أفرزتها قمة مراكش التأسيسية للاتحاد المغاربي في فبراير 1989 وبقية القمم والاجتماعات التي نظمتها الأمانة العامة للاتحاد في كل من المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا..

ستنظم أربع هيئات مغاربية مدنية وأكاديمية ندوة افتراضية تحت عنوان:

65 عاما على مؤتمر المغرب العربي” بطنجة: أي مستقبل للحلم المغاربي؟

وذلك يوم السبت 29 أبريل 2023 ابتداء من الساعة الحادية عشرة صباحا بتوقيت الجزائر  والمغرب وتونس، العاشرة بتوقيت موريتانيا، الثانية عشرة بتوقيت ليبيا وألمانيا وأوروبا الوسطى.

ويشارك في الندوة نخبة من البلدان المغاربية الخمس ومن بلاد المهجر، تضم مثقفين وباحثين ونشطاء من المجتمع المدني وشخصيات اعتبارية، مؤمنين بضرورة إحياء حلم الأجيال المغاربية، والذي أصبح مهددًا أكثر من أي وقت مضى بتحديات متعددة الأبعاد.

وتهدف الندوة لتكون ملتقى لنخب وفعاليات وهيئات نشيطة في حقول المعرفة والثقافة والمجتمع المدني، ينطلق منه حوار يساهم في دعم مسارات التعاون والاندماج المغاربي، وتنسيق من أجل تحقيق أهداف هذه المبادرة وتفعيل المشروع المغاربي والعمل من أجل خدمة لمصالح المواطنين ورجال الأعمال ودول المنطقة، بهدف الاستفادة من ترفيع نسب النمو في البلدان الخمسة وفرص تكريس شعارات تحرير تنقل المسافرين ورؤوس الأموال والسلع.

وستكون أعمال الندوة متاحة لمتابعتها والتفاعل مع المشاركين فيها عبر بث مباشر  على صفحات التواصل الإجتماعي للهيئات المنظمة للندوة.

الهيئات المنظمة:

المؤسسة الألمانية المغاربية للثقافة والإعلام (بون-ألمانيا)  MagDe

Facebook:  https://www.facebook.com/mediamagde

Email: info@mediamagde.com  Tel-Whatsapp: +4915142447891

التكتل الجمعوي بطنجة الكبرى (طنجة-المغرب) TATM

Facebook: https://www.facebook.com/takatoul?mibextid=ZbWKwL

Email: ettalhia@gmail.com  Tel-Whatsapp: +212 661 70 24 22

مؤسسة ابن رشد للدراسات الاستراتيجية العربية والإفريقية (تونس) AFRAS

Facebook :  https://www.facebook.com/europemaghrebnewstn

Email: kamalbenyounes1@gmail.com  Tel-Whatsapp: +21698323226

مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية (الرباط-المغرب) CERSS

Facebook:  https://www.facebook.com/cerss.org/

Email: asaaf66@gmail.com  Tel-Whatsapp: Tel : +212661203940

تتابعون الندوة مباشرة على صفحاتنا :

فيسبوك
يوتيوب

أخبار, البارزة, وجهات نظر 0 comments on في تكريم مؤسسة التميمي للمؤرخ الأستاذ الحبيب الجنحاني:المثقف الحر الذي يصعب تصنيفه أم الزيتوني الذي عشق الاشتراكية واحترم اليسار التونسي ؟

في تكريم مؤسسة التميمي للمؤرخ الأستاذ الحبيب الجنحاني:المثقف الحر الذي يصعب تصنيفه أم الزيتوني الذي عشق الاشتراكية واحترم اليسار التونسي ؟

تحرير نوفل سلامة

مواصلة في التقليد المحمود الذي دأبت عليه مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات في تكريم المثقفين والمفكرين التونسيين في قائم حياتهم ، وعلى خلاف الاحتفائيات الرسمية التي عودتنا بها الجهات الرسمية في تذكّر المفكرين التونسيين بعد رحيلهم إلى الرفيق الأعلى و تكريم الأموات من مبدعينا ، نظمت المؤسسة لقاء فكريا تشكر عليه صبيحة يوم السبت 8 أفريل الجاري لـتكريم علم من أعلام الثقافة والفكر في تونس وللاحتفاء بقامة علمية أثرت لفترة في جيل من المثقفين في مرحلة مهمة من تاريخ تونس المعاصر قبل أن يحفه النسيان وتتجاهله الدوائر الرسمية وهي لفتة تحسب لمؤسسة الدكتور عبد الجليل التميمي أن فكرت في تسليط الضوء من جديد على الدكتور المؤرخ ” الأستاذ الحبيب الجنحاني ” الذي تعذر عليه الحضور بعد أن كان قد أبدى موافقته لمواكبة هذا اللقاء التكريمي لصعوبات صحية حالت دون الالتقاء به والاستماع إلى شهادته حول مسيرته العلمية والثقافية وتجربته الفكرية التي قادته إلى الكثير من البلدان ليتعرف على ثقافات مختلفة كانت حاسمة في تكوين فكره وثقافته وتحديد خياراته حتى استقر به المقام قبل مرضه وانقطاعه النسبي عن الكتابة بدولة الكويت اين كرمته سنة 2017 مؤسسة سعاد الصباح بمؤلف تكريمي أثثه ثلة من المفكرين والأدباء من تونس وخارجها كان من بينهم الأستاذ الدكتور لطفي عيسى والأستاذ عيسى البكوش. وهذا الاحتفاء هو الثاني بعد احتفاء الكويت أرادته المؤسسة تكريما من بني وطنه واعترافا له بالجهد الفكري الذي بذله الأستاذ الحبيب الجنحاني وتعريفا بهذه الشخصية الفكرية التي لا يعرفها الكثير من جيل اليوم.

في هذا اللقاء الذي تولى إدارته الإعلامي كمال بن يونس وأثثه بكلمات احتفائية مستوحاة من حديث الذكريات وما بقى في الذاكرة من اللقاءات الأولى والوشائج الحميمية عدد من المفكرين والسياسيين من اللذين جمعتهم بالمحتفى به صداقة قديمة و محطات مختلفة كان من بينهم الأساتذة عيسى البكوش و لطفي عيسى و عبد اللطيف عبيد و الصحراوي قمعون و الحبيب الكزدغلي ورشيد خشانة .

عاد كل من أخذ الكلمة إلى البدايات الأولى التي جمعته بالمحتفى به والعلائق التي جمعته بالدكتور الحبيب الجنحاني فتم التركيز بإطناب كبير على القيمة العلمية والمعرفية للدكتور الجنحاني

ومروره بالجامعة الذي لم يدم طويلا وتوقف الجميع عند خاصية وميزة تميز بها وهو كونه شخصية غير نمطية ومثقف يصعب تصنيفه فكريا ومن غير الممكن موقعته ضمن تيار فكري أو ايديولوجي محدد فهو مثقف مخضرم نهل من منابع الثقافة العربية الإسلامية التقليدية لما درس في بداياته الأولى بجامع الزيتونة أين اطلع على أبرز أثارها وتعرف على أعلامها وقد حالفه الحظ بأن تعرف على العلوم الحديثة الغربية بتنوعاتها المعروفة ومنها الفكر الإنساني لما قادته الأقدار في هجرته الأولى الى عاصمة الأنوار باريس وهناك حصلت له الصدمة المعرفية الأولى ثم إلى دول أوربا الشرقية في هجرته الثالثة بعد هجرته الثانية إلى المشرق وتحديدا إلى القاهرة ثم إلى ألمانيا في هجرته الرابعة وهناك حصلت له صدمة معرفية كبرى جعلته ينبهر بالتجربة الإشتراكية التي ظل وفيا لها رغم مآخذه الكبيرة فيما وصلت إليه الأوضاع مع حكم الأنظمة الشيوعية التي يصفها بالتسلطية حيث تعاطف مع حركة المثقفين الروس والألمان المنتقدين للسياسة الشيوعية المطبقة خاصة في علاقتها بقمع حرية الفكر والتعبير و منع الحق في الاختلاف وفي هذا المستوى اتفق الجميع على أن الحبيب الجنحاني هو مثقف حر ومثقف عضوي منفتح على كل التيارات والثقافات فهو تقليدي إسلامي من جهة انتمائه للزيتونة وهو يساري اجتماعي نتيجة انبهاره بالفكر الاشتراكي وقربه من الفكر اليساري الاجتماعي وهو ليبرالي يناضل في كتاباته من أجل الحقوق والحريات التي تعرف عليها في الحراك الكبير الذي عاشته فرنسا خلال فترة الستينات من القرن الماضي وعلى هذا فإن الحبيب الجنحاني هو كل هذا ، هو مزيج من الثقافات والمعارف إلى درجة أن يصعب تصنيفه وقد زادت هذه الحيرة في موقعته معرفيا وفكريا إعلانه دون تردد بأنه دستوري بورقيبي مؤمن بالرؤية والخيارات التي جاء بها الرئيس الحبيب بورقيبة لتحديث البلاد وتحقيق تقدمها لذلك كان من النخبة الجامعية التي اقتربت من الحكم من دون أن تنتمي إلى الحزب الحاكم ومن الجماعة المثقفة التي لم تتقلد أي منصب حزبي أو سياسي ومع ذلك عملت ضمن منظومة الحكم ولو من زاوية المعرفة ونافذة الفكر وبهذا يفسر إشرافه على الملحق الأدبي الثقافي لجريدة العمل لسام الحزب الاشتراكي الدستوري خلال سنتى 1965 و 1966 وهي محطة ثرية في مسيرة هذه الأكاديمي الذي آمن بالمشروع البورقيبي من دون أن ينتمي إلى الحزب الحاكم أو يساهم في الحكم .

كان مهووسا بالتجربة الاشتراكية التي تأثر بها لما زار دول أوروبا الشرقية و أقرها الحزب الدستوري خيارا اقتصاديا للدولة في مؤتمر بنزرت في سنة 1966 وتسلم تنفيذها والسهر عليها المناضل أحمد بن صالح فكان من ضمن النخبة الفكرية التي ساندت التجربة وناضلت بالكلمة من أجل انجاحها حيث شعر بن صالح أن هذه التجربة الاشتراكية تعترضها مشكلات معقدة في عالم الفعل اليومي وينقصها البعد التنظيري والمحمل الفكري النظري لذلك حرص على تأسيس ” لجنة الدراسات الاشتراكية ” لتكون النواة الفكرية لهذا العمل الضروري من أجل بناء إطار نظري يساعد على نجاح التجربة و أختاره أحمد بن صالح مع ثلة من الجامعين لهذه المهمة. يقول الجنحاني : لقد تحمست صحبة

عدد من الجامعيين لهذا العمل المعرفي الذي تفطن إلى أهميته أحمد بن صالح قبل أن يعهد إليّ مهمة إعداد العدد التجريبي من مجلة تحمل عنوان ” المجتمع الجديد ” غير أنها لم تر النور وتوقفت وكان أحد مقالاتها مقال بعنوان ” الملكية وظيفة اجتماعية ” وهو عنوان يعبر عن رؤية المتحمسين للتجربة ” ويضيف القول : ” ومن بين محاولات التنظير للتجربة الاشتراكية تعليق يومي كنت أكتبه بجريدة العمل بعنوان ” تأملات اشتراكية ” وقد استمر لأكثر من سنتين وتوقف عندما سقطت التجربة في سنة 1969.”

قيمة هذه الشهادة التي ذكرها الحبيب الجنحاني عن التجربة الاشتراكية في كونها قد فتحت نافذة جديدة للتعرف عن أسباب فشل هذا التوجه الاقتصادي الجديد الذي اختارته البلاد وزاوية نظر أخرى لدراسة تجريه التعاضد التي يصر على تسميتها بالاشتراكية في حين أنها تعرف في الكثير من الأدبيات التي أرخت لتلك المرحلة أو تناولت بالتقييم هذه التجربة ” بالتعاضد ” وهو تمييز مهم يعبر عن مدى الإيمان العميق للرجل بالفكرة الاشتراكية. والقيمة الأخرى لهذه الشهادة في ما اعتبرته أن من بين الأسباب الرئيسية التي غالبا لا يتحدث عنها وكانت سببا في توقف تجربة التعاضد هو فقدانها للمحمل النظري والإطار الفكري الذي يساعد على الفهم والإقناع ويساهم في تشجيع الناس على الانخراط في تجربة اقتصادية جديدة وهذا يعني أنه حسب الجنحاني لا يمكن لأي فكرة جديدة أن تنجح ويتقبلها المجتمع ما لم يسبقها أو يرافقها محمل نظري وإطار معرفي.

ركز بعض من أثث هذا اللقاء التكريمي في كلماتهم الاحتفائية على قيمة الرجل المعرفية وإسهاماته العديدة في مجال الفكر وخاصة اضافاته الواضحة عند مروره بجريدة العمل وإشرافه على ملحقها الأدبي والثقافي الذي كان محط اهتمام الكثير من المثقفين من كل العائلات الفكرية وأحدث وقتها حراكا فكريا هاما بنوعية القضايا التي طرحها والتي كانت في تعارض تام مع الخط التحريري و ما كان يكتب في الجريدة الأم التي كانت تدافع عن خاطب السلطة حينها وتدافع عن خيارات الرئيس الحبيب بورقيبة.

تناولت بعض المداخلات علاقته بالفعل السياسي اليومي وتم التذكير بأنه من الأكادميين القلائل الذين تسلموا مقاليد تسيير مجالس بلدية حيث تقلد الحبيب الجنحاني مهمة رئاسة بلدية قليبية خلال الفترة الممتدة من 1966 إلى سنة 1972 وهي تجربة قل وأن وجدناها عند المثقفين الذين عادة ما يترفعون عن الانخراط في العمل السياسي اليومي ويخيرون البقاء في ابراجهم العاجية.

من القضايا التي أثيرت في هذا اللقاء التكريمي وبقيت دون إجابة علاقة الحبيب الجنحاني بالحزب الشيوعي الروسي وهو الزيتوني الذي نهل من معارف جامع الزيتونة والتراث الإسلامي في علاقة بتكفل الحزب الشيوعي الروسي بمعاليم الدراسة .. وسبب إهتمامه في كتاباته الأولى بشخصية خالد محمد خالد وكتاباته عن الاسلام .. وعدم تسلمه لأي منصب حزبي داخل الحزب الاشتراكي

الدستوري ولا عهدت إليه مهمة سياسية وهو البورقيبي المدافع عن خيارات الرئيس بورقيبة والمساند لنهجه في تحديث البلاد .. وتأسيسه لنقابة التعليم العالي و علاقتها باليسار التونسي وهي محطة يطرح فيها سؤال علاقة الحبيب الجنحاني باليسار التونسي وقربه بعد الثورة من حزب التجديد قبل أن يتحول إلى حزب المسار .. من الأسئلة الحائرة الأخرى التي تحتاج توضيحا موقف الحبيب الجنحاني من الثورة التونسية وما عرف عنه من حيرة كان يبديها في طرحه المستمر لسؤال ماذا نفعل ؟ وهو سؤال يحيل إلى المسار الذي اتخذه الانتقال الديمقراطي بعد سقوط نظام بن علي والمنعرجات التي عرفتها الثورة في علاقة بتصدر التيار الإسلامي المشهد السياسي وقيادة البلاد وهنا من الضروري العودة إلى كتابه دفاعا عن الحرية الصادر سنة 2012.

من الأسئلة الحائرة الأخرى في مسيرة الرجل وبقيت دون إجابة ما كتبه الحبيب الجنحاني في مقدمة كتاب ” طائر الحرية ” وهو كتاب تكريمي لشخصه أشرفت عليه مؤسسة سعاد محمد الصباح وصدر سنة 2017 وهو تأليف جماعي للاحتفاء به ساهم فيه عدد من الكتاب العرب والتونسيين كان من بينهم الأستاذ عيسى البكوش والأستاذ لطفي عيسى والأستاذ صلاح الدين الجورشي والأستاذ محمد عيسى المؤدب والأستاذ أحمد الحمروني والأستاذ عبد الجليل التميمي والأستاذ حمادي صمود والأستاذ عبد الواحد براهم والأستاذ المنصف قوجة وغيرهم… في مقدمة هذا الكتاب قال الجنحاني : إن التكفير عن الذنوب لا يحتمل التأخير إن التكفير عن ذنب تأييد نظم سلطوية معادية للحريات العامة هو اسهام متواضع في إماطة اللثام عن الوجه الخفي لجلاوزة القرن العشرين ” فهل يعلن الجنحاني عن توبة وتكفير عن ذنب لمساندته وتأييده لنظام ديكتاتوري آمن لفترة بخياراته قبل أن يتراجع عنها ؟ و هل قام بمراجعات لموقفه من الحكم البورقيبي الذي أيده وانخرط فيه معرفيا واليوم يعلن توبته منه ؟

من القضايا الأخرى التي مثلت مفاجأة في مسيرة الحبيب الجنحاني ما اعتبر تغييرا في موقفه من الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة والمراجعة الجريئة التي قام بها بعد الثورة و التي قل أن وجدناها عند بورقيبي آمن بخيارات باني تونس الحديثة حيث ورد على لسانه وبأسلوب مباشر وصريح في مقدمة كتاب طائر الحرية ” إن للزعيم الحبيب بورقيبة مثالب كثيرة بدأت تكشف عنها بعض الدراسات الموضوعية التي نشرت بعد رحيله وفاجأت أبناء الجيل الذي سانده وتحمس لإصلاحاته لكن المفاجأة لم تجعل الشجرة تحجب الغابة فلكل الزعماء الكبار أخطاء تبلغ حد المساوي في حالات معينة فهم بشر يصيبون ويخطئون ولكن الذي يحز في نفوس من هتفوا باسمه طويلا عندما يقرؤون اليوم نصوصا وشهادات صادرة عن حوارييه وقد كتبوا شهادات يصعب علينا أبناء ذلك الجيل الذي تحمس للمجاهد الأكبر تصديقها فقد استغربنا ونحن نقرأ الدراسات الجديدة كيف شرّع ذلك الزعيم الكبير الذي درس الحقوق فوق مقاعد جامعة السربون لأساليب التعذيب في تاريخ الدولة الوطنية الحديثة وأسس المحاكم

الاستثنائية لمحاكمة المختلفين معه في الرأي وكيف غذى عاشق أوغست كونت وروسو وفولتير النعرة الجهوية في صفوف الشعب الذي حلم طويلا أن تغرس الدولة الوطنية الحديثة قيم المواطنة ”

هذه شهادة صادمة من مثقف بورقيبي آمن بفكر الرئيس الحبيب بورقيبة ودافع عن خياراته السياسية والإصلاحية واليوم نجده يراجع موقفه منه رغم اعترافه بقيمته ويعبر عن شعور حيرة وقلق جيل هو واحد منه هتف طويلا بروح المجاهد الأكبر واليوم تحصل له صدمة أمام ما كشفته الكتابات الجديدة عن ممارساته في مجال حقوق الانسان وفي علاقته بمعارضيه والمخالفين له في الرأي وما حصل من استبداد وتسلط في الحكم وقمع للحريات والانفراد بالسلطة والسؤال الذي يفرض نفسه هل انتظر الحبيب الجنحاني وفاة الرئيس بورقيبة حتى يكتشف الجانب السلطوي في باني تونس الحديثة ؟ وهل تطلب الأمر ظهور دراسات حديثة يصفها بالموضوعية حتى يتعرف الجنحاني عن الوجه الآخر للرئيس بورقيبة وهو وجه قاتم وسيء وحتى يكتشف أن من هتف باسمه هو من شرع التعذيب وانشأ محاكم آمن الدولة وقسم الشعب وذكى النعرات ؟

*****

نثبت هنا الرسالة التي حررها د. عبد الجليل التميمي والتي وجهها إلى رئيس الجمهورية ووزير التعليم العالي ووزيرة الثقافة وطالبهم بمنح جائزة الدولية التقديرية للمحتفى به، فيكفي من الإهمال الغير مبرر بعدم منح هذه الشخصية ما يستحقه من عناية واهتمام وتشجيع.

***

مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات

رسالة رقم : 19

تونس في : 10 أفريل 2023

إلى سامي رجال الدولة

رسالة مفتوحة حول الحلقة الدراسية

التي خصصناها لتكريم أستاذ الأجيال الحبيب الجنحاني

أقمنا بتاريخ 08 أفريل الجاري تنظيم حلقة دراسية حول المسيرة العلمية والثقافية للأستاذ الجنحاني وقد ساهم في هذه الحلقة الدراسية عدد كبير من المؤرخين والباحثين ومن رجال الصحافة وتوقفوا حول دور

الحبيب الجنحاني من مختلف مواقفه النضالية المشرفة ودوره الطلائعي تونسيا ومغاربيا ومشرقيا، إن هذا الزخم من المعلومات المتنوعة التي تم معالجتها في مختلف المواقع العربية والاسلامية ونوهوا بالدور الفاعل في تعميق الفهم ومساهمته المعرفية عبر مئات البحوث التاريخية. وابرزوا تواصله الفاعل وإيمانه المطلق بالمسار اليساري، هو الأمر الذي دفعه أن يستوعب آليات الانبهار عبر زيارته لأهم المراكز والقوى بباريس وموسكو والقاهرة، واستوعب بذكاء المتغيرات الجيومعرفية وأهله أن يكون فاعلا في عديد المنظمات والجمعيات التونسية والعربية وأصبح عضوا في أنشطتها الفكرية المختلفة.

إن الزخم من المعلومات التي سجلت كانت محل فخر واعتزاز لهذه الشخصية الجامعية ذات العطاء، وأن هذا الحفل التكريمي الذي سعينا إلى عقده وشارك فيه أصدقاء الحبيب الجنحاني وكان وراء تدخلها اليوم لدى رجال الدولة، مقترحين عليهم التفضل باستقبال الاستاذ الجنحاني ومنحه جائزة الدولة التقديرية لهذه السنة، خاصة وأنه لم يحظ بأي تكريم لائق للخدمات الجليلة التي أداها، دون انقطاع من انتمائه إلى قسم التاريخ بالجامعة التونسية الأم، وناضل ضد عديد الزملاء الفرنكوفونيين وخاصة لكل ما يتعلق بتعريب المسألة العربية الإسلامية مع الاحتفاظ باستعمال اللغة الفرنسية لكل المسائل الأخرى.

مؤملين تحقيق هذا التكريم قريبا، احتراما ووفاء عن عاصمة الأغالبة والتي هي مفخرة بلادنا على مدى العصور.

مع الشكر والتقدير.

د. عبد الجليل التميمي