عزيزة بن عمر

عاش حزب نداء تونس في الأيام الأخيرة على وقع العديد من التطورات التي طالت قيادة الحزب، من بينها تجميد مهام المنسق العام و استقالة الأمين العام للحزب، سليم الرياحي.

و يؤكد المناصرون للحزب، أن هذه التغييرات تستبق المؤتمر الانتخابي المقبل الذي “سيرتب البيت الداخلي في نداء تونس” قبل الانتخابات الرئاسية و التشريعية المقبلة، في الوقت الذي يرى فيه آخرون أن وضعية حزب الرئيس تسير نحو “مزيد من التعقيد”.Résultat de recherche d'images pour "‫ازمة نداء تونس‬‎"

تطورات متسارعة

أعلن الأمين العام لحزب نداء تونس سليم الرياحي، الجمعة الماضي، استقالته من منصبه.

و تم تكليف الرياحي في الأشهر الأخيرة بالأمانة العامة لنداء تونس، بعد اندماج حزبه الاتحاد الوطني الحر مع الحركة التي أسسها الرئيس الباجي قايد السبسي.

و ثمّن نداء تونس في بيان، قرار “الأمين العام للحزب الجريء والمسؤول والمتمثل في استقالته من مهمة الأمانة العامة للحزب، مغلّبا بذلك المصلحة العليا للحزب والبلاد على مصالحه الشخصية.”

وتأتي استقالة الرياحي من مهامه في الحزب، أياما فقط بعد تجميد الهيئة السياسية لعضوية ونشاط المنسق العام للحزب، رضا بلحاج، في قرار شكك هذا الأخير في شرعيته.

حركية منتظرة

وتعليقا على هذه التطورات التي مست قيادة الحزب، قال النائب البرلماني، حسن العماري في تصريح ” لمغرب نيوز”، إن “هذه الحركية الكبيرة منتظرة بالنظر إلى اقتراب موعد المؤتمر الأول لنداء تونس الذي سينعقد في بداية أفريل المقبل”.

و أوضح العماري “مقابل استقالة الأمين العام و تجميد عضوية المنسق العام، توجد مشاورات لعودة العديد من الكفاءات الندائية السابقة والشخصيات الوطنية إلى الحزب في الفترة المقبلة”.

و يعتقد النائب عن حزب نداء تونس أن “المؤتمر المقبل للحزب سيوضح الرؤية و سيخطو بالحزب خطوة مهمة في طريق الاستعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة”.

وحول وجود مخاوف من استحواذ حركة تحيا تونس المحسوبة على رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، على الخزان الانتخابي لنداء تونس، قال العماري إن “تحيا تونس أسهمت في تشتيت العديد من الأحزاب، من بينها آفاق تونس و الجمهوري و نداء تونس، وهو ما يحقق رغبة طرف سياسي بعينه في إضعاف النداء الذي حقق التوازن السياسي في انتخابات 2014”.

الأزمة مستمرة

في المقابل، يستبعد محللون أن ينهي المؤتمر المقبل لنداء تونس مسلسل الانقسامات الذي يعيش على وقعه الحزب في الأشهر الأخيرة.

و في هذا الإطار، قال المحلل السياسي، صلاح الدين الجورشي ” لمغرب نيوز “إن “نداء تونس يعيش في وضع كارثي ولا يرغب في الاعتراف بأن العجلة تدور في صالح الحركة السياسية الجديدة المحسوبة على رئيس الحكومة”.

و تابع قائلا “الوضع المالي لنداء تونس أيضا في تدهور بعد التحاق العديد من رجال الأعمال و الأقطاب المالية بالمشروع السياسي الجديد”.

و استبعد الجورشي أن المؤتمر المقبل سيحد من وتيرة الخلافات داخل نداء تونس، قائلا “لقد سبق و أن تم تأجيل المؤتمر في أكثر من مناسبة، مما يؤشر على إمكانية التخلي عنه أو تنظيم مؤتمر صوري يتم فيه اختيار القيادة الجديدة بطريقة شكلية”.

اللعبة كبرت في النداء

رضا بلحاج يؤكد أنه المنسق العام لحركة نداء تونس وممثلها القانوني و أن قرار تجميده لا قيمة قانونية له وصدر عن هيئة غير شرعية وجاء على خلفية موقفه من المؤتمر ومطالبته لحافظ قايد السبسي بتقديم كشف عن تصرفه المالي و أنه سيكشف أكثر تفاصيل في إجتماع الأحد

“لم يتم تنظيم المؤتمرات الجهوية والمحلية بعد، كما لم يتم توزيع الانخراطات على قواعد نداء تونس، الأمر الذي يحيل على عدم وجود رغبة في تنظيم مؤتمر ديمقراطي حقيقي على غرار المؤتمرات التي نظمتها حركة النهضة أو حزب العمال”، وفق تعبير الجورشي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *