منية العيادي
بعد أكثر من 6 سنوات على تأسيسه يسعى حزب نداء تونس في حركة جاءت متأخرة كثيرا إلى عقد مؤتمره الانتخابي الأول يومي السبت و الأحد 2 و 3 مارس المقبل و تسعى من خلاله قيادات نداء تونس حاليا إلى الاصلاح و التجدید و لملمة شتات الحزب و إعادة الإعتبار إليه بعد سنوات من التشتت و الانقسامات و الخلافات الداخلية .
و ذهب بعض الندائيين إلى اعتبار المؤتمر القادم ” الفرصة الأخيرة ” من أجل إعادة الحزب إلى موقعه الطبيعي كقوة رئيسية في البلاد و بالتالي لا مجال للخطأ و على جميع الندائيين التجند لإنجاحه .
التحضير للمؤتمر بدأ بعقد ندوة اللجان الجهوية الأحد المنقضي، و لم تخل هذه الندوة من بعض المناوشات التي بانت بالكاشف و إن تم إنكارها إضافة إلى الاتهامات التي تم توجيهها إلى عديد الأطراف في الحكم بعرقلة الحزب عن عمله و تشتيته و أبرزها حركة النهضة.
مؤتمر انتخابي من أجل إعادة البناء و الإصلاح و ترميم الحزب
برّر المدير التنفيذي لحزب نداء تونس حافظ قائد السبسي، تأخير انعقاد المؤتمر الانتخابي الأول بالظرف الخاص الذي مر به الحزب من حيث حداثة النشأة و التحاق أعضاء من هيئته التأسيسية بالحكومة الأولى و ديوان رئاسة الجمهورية اثر انتخابات 2014، مضيفا بأن الأهم في رأيه هو وجود القناعة الصادقة للإصلاح و البناء.
و اعتبر قائد السبسي أن الاحزاب الكبرى ليست مستثنية من ارتكاب الأخطاء مرجعا ذلك الى ما وصفه بصعوبات الانتقال الديمقراطي و الظرف الوجيز الذي نشأ فيه الحزب، و قال إن النداء حقق مكاسب كبيرة و استطاع النشاط تحت الضغط و الاضواء آملا في أن يحمل المؤتمر القادم نداء جديدا أكثر تماسكا و قوة من ذي قبل.
وجه حافط قائد السبسي خلال ندوة الإعداد للمؤتمر الانتخابي عديد الرسائل السياسية الواضحة و أشار إلى أن يوسف الشاهد و مجموعته ”مكلفون من قبل حركة النهضة بإحداث مشروع سياسي جديد الهدف منه ضرب حركة نداء تونس و إضعافها و فسح المجال أمام حركة النهضة خلال الانتخابات المقبلة من خلال ساحة سياسية مشتتة”، وفق تعبيره.
كما إعتبر أن حركة النهضة هي التى تقود المشروع السياسي الجديد لرئيس الحكومة، مشيرا إلى أنها تفرض شروطها على الحكومة و تتحكم في أعضائها و كأنهم بيادق و ألعوبة، وفق قوله.
و اعتبر حافظ قائد السبسي خلال افتتاح أشغال ندوة اللجان الجهوية للإعداد لمؤتمر نداء تونس أن “خروج بعض قياديي النداء لم يساهم إلا في إضعاف الحزب وتشتيت الساحة السياسيّة”.
كما تطرّق إلى علاقة نداء تونس بحركة النهضة في فترة سابقة وهو واقع “فرضه حينها تمرير بعض القوانين بالبرلمان”، حسب حافظ قايد السبسي الذي أكّد أنّ حركتي النداء والنهضة، “مشروعان سياسيان مختلفان وأن حركة النهضة تمثّل الإسلام السياسي”.
كما اتهم حافظ قائد السبسي رئيس الحكومة يوسف الشاهد باستغلال موارد الدولة و توظيف أجهزتها في حملته الانتخابية قائلا:” في الانتخابات البلدية الماضية قامت الاتهامات الموجهة الينا بتوظيف أجهزة الدولة عندما شارك وزراء النداء في الحملة، واليوم لا نسمع ذات الاتهامات حول مشاركة عدد من الوزراء في الاجتماعات التحضيرية لهذه المجموعة و لعملية تمهيد الأرضية التي أجراها الشاهد في الشمال الغربي”.
ووصف حافظ قائد السبسي الشاهد بـ”الولد” الذي لم يكن قياديا في رأيه بل من الصف الرابع للقيادة،حيث اتخذ رئيس الجمهورية قرار تنصيبه على رأي الحكومة. وشدد حافظ قائد السبسي على ان الساحة السياسية اليوم في رأيه لا تتسع الى 3 مشاريع سياسية بل لمشروعين فقط هما مشروع نداء تونس، الحركة الوطنية العصرية ومشروع حركة النهضة مستندا في ذلك الى تقدم الحزبين( حركة النهضة ونداء تونس) في كل الدوائر الانتخابية في الانتخابات البلدية في ماي الماضي.
توتر العلاقة بين النداء و رضا بلحاج ؟ بلحاج غير مرغوب فيه في الحزب ؟
رغم سعي منسق حركة نداء تونس رضا بلحاج إلى نفي ما تم الترويج له من وجود خلافات و حدوث مناوشات بينه و بين حافط قائد السبسي قائلا إنّ الفيديو الذي تمّ نشره ” لا يعكس واقع النقاش بينه و بين قايد السبسي الإبن” و أنّ ما دار بينهما تعلّق بمسألة الرزنامة التي تمّ التوافق حولها، إلا أن عديد المؤشرات تبين بوضوح وجود خلافات عميقة بين بلحاج و قياديين في النداء و ليس فقط مع حافظ.
ففي مواجهة معلنة بين بالحاج و رئيس الكتلة النيابية للنداء سفيان طوبال قال طوبال إن رضا بالحاج عاد إلى الحزب للحفاظ على موقعه متهما إياه بنية عرقلة تنظيم مؤتمر الحركة .
و أضاف طوبال أن رضا بلحاج غير مرغوب فيه داخل حركة نداء تونس