أخبار, البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on الحدث في تونس : المؤتمر الأول للاتحاد الإفريقي الآسيوي للتكوين المهني و التقني

الحدث في تونس : المؤتمر الأول للاتحاد الإفريقي الآسيوي للتكوين المهني و التقني

لأول مرة ستحتض تونس قريبا أشغال المؤتمر الأول للاتحاد الإفريقي الآسيوي للتكوين المهني والتقني بمشاركة شخصيات و منظمات دولية من افريقيا و آسيا تحديدا .
و سيتم خلال هذا المؤتمر الأول للاتحاد الإفريقي الآسيوي للتكوين المهني والتقني الاعلان عن أحداث مكتب تونس الذي يضم كفاءات تونسية وخبرات عالية. وهو اول مولود للاتحاد بعد التأسيس.
و ينعقد هذا المؤتمر الأول للاتحاد الإفريقي الآسيوي للتكوين المهني والتقني بتونس ضمن فعاليات الملتقى الإفريقي الآسيوي للتعاون والشراكة الذي ينتظر انعقاده تحت سامي إشراف سيادة رئيس الجمهورية من 18 إلى 22 ديسمبر الجاري بفندق بلاص قمرت تونس.
كما ينتظر حضور عدد من السلك الدبلوماسي وممثلين عن السفارات الإفريقية والآسيوية إلى جانب عدد من مؤسسات وهياكل قطاع التكوين المهني والتقني في القطاعين العام والخاص وممثلين عن المجتمع المدني على المستوى الإفريقي العربي والاسيوي .
المكتب الإعلامي محمد صالح بنحامد
ملاحظة : للاستفسار ومزيد الإرشادات يرجى الاتصال بلجنة التنظيم على الأرقام التالية :
السيد نزار : 26266496
السيدة حنان: 23920233
السيد محمد : 98282404
أخبار, البارزة 0 comments on الجزائر تترقب محاكمة تاريخية لأقوى رجال بوتفليقة

الجزائر تترقب محاكمة تاريخية لأقوى رجال بوتفليقة

تتجه أنظار الجزائريين، اليوم الاثنين، إلى محكمة سيدي امحمد بالعاصمة، التي تشهد محاكمة أقوى مسؤولي وأركان نظام الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة، الموقوفين منذ أشهر بسجن الحراش بتهم تتعلق بالفساد.

وستكون ملفّات مصانع تركيب السيّارات على رأس قائمة الملفات المدرجة للمحاكمة، وهي القضايا التي انتهت بوضع أبرز رجال الأعمال في نظام بوتفليقة بالحبس المؤقت، إضافة إلى وزراء آخرين عملوا في قطاع الصناعة، وكذلك رئيسا الوزراء السابقان أحمد أويحيى وعبد المالك سلال، بتهم تتعلق بـ”تبييض الأموال وتبديدها، واستغلال النفوذ، والحصول على منافع غير مستحقة”.

وتتزامن هذه المحاكمة التي يتوّقع أن تكون من أهمّ وأطول المحاكمات في تاريخ الجزائر، مع التحضير لانتخاب خليفة لبوتفليقة يوم 12 ديسمبر الجاري، موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، التي تستمر حملات مرشحيها للأسبوع الثالث على التوالي، في أجواء باهتة، بسبب الرفض الشعبي لهذا الاستحقاق الرئاسي.

والأحد، تراجعت السلطات بشكل مفاجئ عن بثّ جلسة محاكمة مسؤولي ورموز النظام السابق علانية، وأعلن وزير العدل بلقاسم زغماتي أنه “لن يسمح بتصويرها، فيما ستكون مفتوحة أمام الجمهور في قاعة الجلسات”.

ويحظى الملف القضائي لرئيسي الوزراء السابقين عبدالمالك سلال وأحمد أويحيى بالاهتمام الأكبر في الجزائر، في ظلّ جدل قانوني بشأن ضرورة مثولهما أمام محكمة خاصّة لمحاكمتهما، وضع حدّ له الوزير بلقاسم زغماتي، الذي أكدّ أن محاكمتهما “أمر جائز بمحكمة عادية”.

أخبار, البارزة 0 comments on ارتفاع ضحايا غارات حفتر على طرابلس لـ14 طفلا و امرأتين

ارتفاع ضحايا غارات حفتر على طرابلس لـ14 طفلا و امرأتين

وصل عدد ضحايا غارات الطيران التابع للواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس و مرزق، الأحد، إلى 14 طفلا و امرأتين، إحداهما حامل.

و أعلنت عملية “بركان الغضب”، التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية، ارتفاع حصيلة قتلى غارات الطيران، الداعم لحفتر، على طرابلس إلى 5 أطفال.

وأعلنت العملية في بيان لها نشرته في صفحتها على “فيسبوك” عن “وفاة الطفل يوسف جمال يوسف حلمي 10 سنوات متأثرا بجراحه بعد إصابات بليغة تعرض لها اليوم الأحد نتيجة قصف الطيران الحربي الداعم لمجرم الحرب المتمرد حفتر لمنازل مدنيين في السواني”.

وتابعت: “لترتفع حصيلة الضحايا من الأطفال في آخر 72 ساعة إلى 14 طفلا: 9 أطفال استشهدوا في قصف أم الأرانب و 5 استشهدوا في قصف السواني”.

وسبق أن أعلنت وزارة الصحة بحكومة “الوفاق” عن مقتل 3 أطفال وجرح 10 أشخاص جراء قصف جوي شنه طيران حربي داعم لحفتر، جنوب العاصمة.

وأوضحت الوزارة، في بيان لها، أن طيرانا حربيا داعما لحفتر استهدف منازل وسيارات مدنيين وجسرا في بلدة السواني.

وفي ذات الوقت، أعلن مستشفى مرزق العام وصول جثامين 9 أطفال وامرأتين، إثر قصف طيران حفتر، الجمعة، لأم الأرانب بالجنوب.

وأفاد المستشفى بأن الأطفال تتراوح أعمارهم بين السنة والنصف إلى الثلاثة عشر عاما، وأن المرأتين إحداهما حامل.

وأوضحت قناة “ليبيا الأحرار” أن طيران حفتر قصف، الأحد، أيضا مجمع سرت للمطاحن والأعلاف وسط المدينة، مخلفا أضرارا مادية داخل مجمع المطاحن بالمدينة، دون تسجيل خسائر بشرية.

وأضاف: “استهدف طيران حفتر مناطق مدنية أيضا قبل يومين وقصف مهبطا مدنيا قيد الإنشاء في مدينة كاباو، الذي لم يستخدم لأي أغراض ولا تتمركز فيه أو في محيطه أي قوة أمنية”.

وفيما لم يصدر عن قوات حفتر تعقيب بهذا الخصوص على الفور، أدانت وزارة الداخلية في حكومة “الوفاق الوطني” الليبية، المعترف بها دوليا، الغارات التي شنها طيران داعم لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على منطقتي السواني وأم الأرانب بالجنوب.

وأكدت الوزارة في بيان لها أن هذه الأفعال “هي جريمة حرب متكاملة الأركان راح ضحيتها الكثير من الأشخاص”.

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذه الأفعال “الإجرامية التي تستهدف وتروع المدنيين والآمنين”.

ونشرت “الأناضول” في 21 نوفمبر المنقضي إحصائية توضح أن “قوات حفتر قتلت أكثر من 200 مدني، وأصابت مئات آخرين، منذ بدء هجومها على طرابلس، في 4 أفريل 2019، سواء في عمليات قصف جوي وصاروخي عشوائي، أو عبر تصفيات مباشرة واختطافات على الهوية.

أخبار, البارزة 0 comments on أنقرة: تركيا و ليبيا لن تسمحا بفرض الأمر الواقع شرقي المتوسط

أنقرة: تركيا و ليبيا لن تسمحا بفرض الأمر الواقع شرقي المتوسط

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي، الأحد، إن تركيا وليبيا لن تسمحا بفرض سياسة الأمر الواقع، بعد الاتفاقية المشتركة بين البلدين والمتعلقة بتحديد مناطق النفوذ البحرية.

جاء ذلك في رد أقصوي على سؤال تلقاه حول توقيع تركيا وليبيا مذكرتي تفاهم، الأولى حول التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، والثانية حول تحديد مناطق النفوذ البحرية، والتصريحات الصادرة عن اليونان ومصر في هذا الإطار.

وأكد أقصوي أن “مذكرة التفاهم المتعلقة بتحديد مناطق النفوذ البحرية لتركيا، موقعة وفقا للقانون الدولي”.

وأوضح أنه “جرى تحديد قسم من الحدود الغربية للسيادة البحرية لتركيا شرقي البحر المتوسط، عبر الاتفاقية مع ليبيا”.

وشدّد أقصوي أن “الاتفاقية وقعت وفقًا للقانون الدولي، بما في ذلك البنود ذات الصلة باتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، لا سيما قرارات المحكمة التي تشكل اجتهادات القانون الدولي”.

وأشار إلى أن “جميع الأطراف تعلم أن تركيا تمتلك أطول ساحل بر رئيسي شرقي المتوسط، والجزر الكائنة في الجهة المقابلة للخط الواقع بين البرين الرئيسيين لا يمكن أن تشكل سيادة بحرية خارج مياهها الإقليمية، وأنه لدى حساب حدود السيادة البحرية يتم الأخذ بعين الاعتبار طول السواحل واتجاهاتها”.

ولفت إلى أن تركيا دعت الأطراف قبل توقيع الاتفاقية إلى مفاوضات من أجل الوصول إلى تفاهم عادل، وأن تركيا لاتزال مستعدة للتفاوض.

واستدرك أقصوي قائلا “الأطراف اختارت اتخاذ الإجراءات الأحادية وإلقاء التهم على تركيا، بدلا من إطلاق المفاوضات معها”.

وشدد أنّ “أطروحات اليونان وقبرص الرومية المتطرفة المتعنتة، تحاول منح سيادة بحرية بـ 4 آلاف ضعف من المساحة الحقيقية لجزيرة كاستيلوريزو (ميس) مقارنة بالبر الرئيسي التركي”.

وأوضح أقصوي أن هذا المفهوم أفقد مصر 40 ألف كليو متر مربع في الماضي.

وأضاف “مع الاتفاقية الأخيرة الموقعة مع ليبيا، أكد البلدان بوضوح أنهما لن يسمحها بفرض سياسة الأمر الواقع”.

والأربعاء الماضي، استقبل الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج في قصر “دولما بهتشة” بمدينة إسطنبول.

 

أخبار, البارزة 0 comments on مسؤول كويتي: مؤشرات إيجابية لطي صفحة الخلاف الخليجي

مسؤول كويتي: مؤشرات إيجابية لطي صفحة الخلاف الخليجي

قال خالد الجارالله نائب وزير الخارجية الكويتي إن هناك “مؤشرات إيجابية لطي صفحة الخلاف بين الأشقاء”، وذلك بعد إعلان رئيس الحكومة الكويتية في وقت سابق أن القمة الخليجية المقبلة ستعقد في الرياض، في الـ 10 من كانون أول/ ديسمبر. 

وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الكويتية، اعتبر الجارالله أن “اجتماع أبناء الخليج في بطولة (خليجي 24) في الدوحة بالإضافة إلى تحديد موعد للقمة والاجتماع الوزاري في 9 ديسمبر الحالي هو حتما مؤشر إيجابي”.

وعبر المسؤول الكويتي عن أمله في أن “يكون التمثيل في القمة الخليجية على أعلى مستوى لتكون قمة الرياض طريقا لعودة القمم الخليجية كما كانت”.

وأضاف أن بلاده “تنظر للقمة الخليجية المرتقبة بكثير من التفاؤل والأمل في أن تحقق ما يتطلع إليه أبناء الخليج من أمن واستقرار وتطور في مسيرة مجلس التعاون في ظل مشاركة من الدول الخليجية الست”.

وفي وقت سابق، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني عن ثقته “بأن القمة الخليجية الـ40 ستخرج بقرارات بناءة تعزز من اللحمة الخليجية وتعمق الترابط والتعاون والتكامل بين الدول الأعضاء وترسخ أركان هذا المجلس المبارك”.

أخبار, البارزة 0 comments on ترامب يضع علاقات واشنطن و بكين على صفيح ساخن بسبب قانون مستفز !

ترامب يضع علاقات واشنطن و بكين على صفيح ساخن بسبب قانون مستفز !

دخلت العلاقة بين الولايات المتحدة والصين مرحلة جديدة من التوتر والصراع؛ إثر توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مشروع قانون ينص على فرض عقوبات على مسؤولين صينيين متهمين بممارسة العنف وانتهاكات حقوق الإنسان خلال الأحداث في هونغ كونغ.

وقال ترامب، إنه وقع مشروع القانون الذي وافق عليه الكونغرس الأمريكي بالإجماع، ويحمل اسم “قانون حقوق الإنسان والديمقراطية في هونغ كونغ“.

وأشار إلى أنه وقع هذا المشروع بسبب “احترامه” للرئيس الصيني شي جين بينغ، ولشعب هونغ كونغ.

وأوضح أن المشروع الذي طرحه السيناتور الجمهوري ماركو روبيو وحظي بدعم كبير من الجزبين الجمهوري والديمقراطي، يهدف إلى إفساح المجال أمام سلام طويل الأمد من خلال حل الخلافات بين حكومتي الصين وهونغ كونغ.

بدورها ردت الصين على قرار ترامب، واستدعت السفير الأمريكي لديها للمرة الثانية خلال 72 ساعة، وطالبته بأن توقف واشنطن فوراً “تدخلها في شؤونها الداخلية، وتكف عن مزيد من الإضرار بالعلاقات الثنائية”.

و قالت الخارجية الصينية، في بيان، إنّ نائب وزير الخارجية، يوي تشنغ، أبلغ سفير واشنطن أن توقيع القانون يمثل “تدخلاً خطيراً في شؤون الصين الداخلية، و انتهاكاً جاداً للقانون الدولي”، حسبما نقلت وكالة “أسوشييتيد برس”.

كما اعتبر “تشنغ” القانون الأمريكي شكلاً من “الهيمنة السافرة”، داعياً الولايات المتحدة إلى عدم تنفيذ القانون تجنباً لمزيد من التدهور في العلاقات بين واشنطن و بكين، حسب البيان ذاته.

ومنذ يونيو الماضي، تشهد هونغ كونغ، التي كانت سابقاً مستعمرة بريطانية، أسوأ أزمة سياسية منذ إعادتها إلى الصين في 1997.

و تمثلت الأزمة في اندلاع حركة احتجاجية ضد محاولة حكومة الرئيسة التنفيذية، كاري لام، تمرير مشروع قانون مثير للجدل يقر تسليم مطلوبين إلى الصين، و هو المشروع الذي سُحب رسمياً في أكتوبر الماضي.

غير أن الاحتجاجات استمرت ونادت بمطالب جديدة، بينها مزيد من الإصلاح الديمقراطي، وإجراء تحقيق مستقل في مزاعم لجوء الشرطة إلى العنف المفرط خلال الاحتجاجات، و إطلاق سراح محتجزين دون شرط، و عدم وصف الاحتجاجات بأنها أعمال شغب، فضلاً عن إجراء انتخابات مباشرة لمنصب الرئيس التنفيذي للمدينة.

أخبار, البارزة 0 comments on تقرير أمريكي حول القدرة العسكرية الإيرانية.. هل باتت واشنطن تخاف من قدرات طهران المتنامية ؟

تقرير أمريكي حول القدرة العسكرية الإيرانية.. هل باتت واشنطن تخاف من قدرات طهران المتنامية ؟

كشفت وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية في تقرير نشرته يوم الثلاثاء الماضي عن تنامي القدرات العسكرية لقوات الجيش الإيرانية في جميع المجالات الصناعية والدفاعية وفي هذا التقرير الذي شمل 130 صفحة، تم تسليط الضوء على أهداف واستراتيجيات وخطط وبرامج القوات العسكرية الإيرانية، كما تطرق هذا التقرير إلى الهيكل التنظيمي الخاص بالقوات المسلحة الإيرانية وإلى القدرات العسكرية التي تمتلكها هذه القوات الإيرانية.  

وزعم هذا التقرير بأن طهران تبذل الكثير من الجهود في كل المجالات الصناعية والعسكرية لكي تصبح القوة العظمى في منطقة غرب آسيا ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط، ولفت هذا التقرير الأمريكي إلى أن طهران تمكّنت خلال السنوات الماضية من المضي قدماً في مجال تصنيع وتطوير العديد من المعدات الصاروخية والطائرات من دون طيار، وفي بداية هذا التقرير تحدّث “روبرت اشلي” رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية الامريكية قائلاً: “خلال السنوات الماضية تمكّنت إيران من تطوير قدراتها العسكرية والصاروخية وهذا الأمر شكّل تهديداً لمصالحنا ولمصالح حلفائنا في منطقة الشرق الأوسط ولهذا فإنه ينبغي علينا أن نعرف إلى أي مدى أصبحت إيران قوية في المجال العسكري”، وفي جزء آخر من حديثه، قال “أشلي”: “إن طهران ترى الآن بأنها أصبحت قريبة جداً من تحقيق جميع أهدافها ولقد تمكّنت إيران خلال السنوات الماضية من اللعب بالعديد من الكروت لممارسة الكثير من الضغوط على أمريكا”.

الجدير بالذكر أن هذا التقرير الأمريكي بدأ بذكر تاريخ القوات المسلحة الإيرانية قبل نجاح الانقلاب الإسلامي وبعده وبعد ذلك عكف هذا التقرير على دراسة هذه القضية في أربعة فصول وهي كالتالي:

 1. إلقاء نظرة على القوات المسلحة الوطنية

2. الاستراتيجيات الوطنية

3. القدرات العسكرية الإيرانية

4. الرؤية.. العمل على تأهيل وتطوير قوات عسكرية قوية

كما أن هذا التقرير الصادر عن وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية سلّط الضوء أيضاً على القوات البحرية والصاروخية والبرية والجوية الإيرانية، وفي جزء آخر من هذا التقرير ذُكر أيضاً: ” أن طهران تعتبر أمريكا أكبر تهديد لها وتعتقد طهران أيضاً بأن أمريكا قامت بالعديد من المؤامرات ضدها لمنعها من الوصول إلى مكانة عالية في المنطقة”.

وفي سياق متصل، ذكر هذا التقرير الأمريكي بأن طهران قامت خلال السنوات الماضية بتطوير العديد من مجالاتها العسكرية وذلك من أجل أن تتمكن من مواجهة أي عدو يمتلك تكنولوجيا عسكرية متطورة وزعم كاتب هذا التقرير إلى أن طهران استخدمت خلال الفترة الماضية الكثير من الاستراتيجيات الحربية لتطوير قدراتها العسكرية، كما جاء في هذا التقرير الأمريكي بأن الاستراتيجية الدفاعية الإيرانية شهدت خلال السنوات الماضية تطوّراً ملحوظاً وذلك من أجل مواجه العديد من التهديدات ولا سيما تهديدات الجماعات الارهابية والتهديدات الصهيونية والسعودية.

كما لفت هذا التقرير إلى أن قوات الجيش الإيرانية تدخل هذه الأيام مرحلة جديدة من التطور في العديد من المجالات الصناعية والعسكرية ولها الآن القدرة الكافية للتعامل بشكل جديد مع الكثير من أشكال التهديدات وأصبح لديها الآن العديد من القوات البشرية والتكتيكية والمعدات والوحدات والمقار العسكرية التي تعمل ليل نهار على حماية المدن الإيرانية من التهديدات الإرهابية.

وفي جزء آخر من هذا التقرير والذي جاء تحت عنوان “استراتيجية الأمن الوطني”، ذكر هذا التقرير بأن أهداف هذه الاستراتيجية الإيرانية تتمثل في حفظ النظام الجمهوري الإسلامي في إيران وحفظ الأمن والاستقرار في داخل المدن الإيرانية وترسيخ مكانة إيران في منطقة غرب آسيا كقوة عظمى يُحسب لها الكثير وأيضاً لتحسين المستوى المعيشي والاقتصادي لأبناء الشعب الإيراني وذكر هذا التقرير أيضاً: “لقد تمكّنت إيران خلال الفترة الماضية من صياغة استراتيجية الثبات والاستقرار والعديد من الاستراتيجيات العسكرية والأمنية”.

وحول هذا السياق، كتبت وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية حول المحاولات التي تبذلها طهران لكي تصبح قوة عظمى في المنطقة وقالت:” إن طهران تبذل الكثير من الجهود لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة وتسعى أيضاً إلى توسيع نفوذها في المنطقة.

كما أن طهران تحاول الحفاظ على حلفائها وطرد جميع القوات الأجنبية ولا سيما الأمريكية من المنطقة وتحاول أيضاً هزيمة كل الجماعات الإرهابية التي تنتشر في بعض دول المنطقة ومن أجل تحقيق كل هذه الأهداف، قدّمت طهران الكثير من الدعم المالي والعسكري لحلفائها في المنطقة”.

وتحدث التقرير في جزء آخر عن الاستراتيجيات العسكرية الإيرانية، حيث كشف: “أن طهران عبارة عن مجموعة معقّدة من القدرات العسكرية والأمنية والاستراتيجية الأمنية الإيرانية تحاول في المقام الأول ردع القوى الأجنبية التي تريد مهاجمتها.

كما أن حلفاء طهران في المنطقة قد يقدّمون لها يدّ العون لحفظ مصالحها والوقوف ببسالة أمام منافسيها في المنطقة وفي المقام الثاني تمتلك طهران الكثير من القدرات الصاروخية والعسكرية التي تمّكنها أيضا من مواجهة أي تهديد”.

وفيما يتعلق بقدرات القوات المسلحة الإيرانية، ذكر هذا التقرير بأن طهران تمتلك الكثير من الصواريخ الباليستية التي تعتبر العنصر الرادع الأساسي لأي هجوم غادر من قبل الأعداء وكشف هذا التقرير بأن طهران بذلت الكثير من الجهود خلال العقود الأربعة الماضية لتطوير وصناعة أنواع مختلفة من الصواريخ والطائرات الحربية والطائرات من دون طيار وذلك من أجل مواجه كل التهديدات الأمريكية والصهيونية والسعودية في المنطقة.

كما وصف هذا التقرير القدرات الصاروخية الإيرانية وقال: ” إن طهران تمتلك الكثير من أنواع قاذفات الصواريخ والكثير من الصواريخ البعيدة المدى والمتوسطة المدى والقصيرة المدى التي يمكنها أن تضرب أهدافاً تقع على بُعد 2000 كيلو متر وبهذا التطور الملحوظ أصبحت طهران من أقوى دول المنطقة”.

وفي الفصل الأخير من هذا التقرير، ذُكر أن طهران سوف تقوم في المستقبل بتطوير وصناعة العديد من الصواريخ الباليستية والعديد من القطع البحرية مثل السفن الحربية والغواصات وذلك من أجل السيطرة على مضيق هزمر بالكامل.

الجدير بالذكر أن القوة البرية للجيش الإيراني تحرّكت أيضاً خلال السنوات الأخيرة في مسار التنمية وتعزيز القدرات ورفع الجاهزية، وفي وقتنا الحالي أصبحت هذه القوات تتمتع بجاهزية عالية في مختلف المجالات القتالية، وإذا نظرنا إلى الوراء، فسوف نرى أنه خلال السنوات الأربعين الماضية تمكّنت وحدة الصناعات العسكرية الإيرانية من قطع مسار طويل في مجال صناعة وتطوير العديد من المعدات العسكرية.

أخبار, البارزة 0 comments on مسؤولون سابقون في البيت الأبيض: أمريکا الشيطان الأکبر.. ما هو سبب عداء واشنطن لطهران أربعين عاماً ؟

مسؤولون سابقون في البيت الأبيض: أمريکا الشيطان الأکبر.. ما هو سبب عداء واشنطن لطهران أربعين عاماً ؟

 تشتهر عبارة “الشيطان الأکبر” في الأدبيات السياسية والإعلامية في عالم اليوم، للإشارة إلى النزعة التوسعية لأمريكا وعدائها لإيران، الذي اتضح للشعب الإيراني منذ الحرب العالمية الثانية في الحد الأدنی.

لكن مجلة “فورن افرز” وهي من المجلات الأمريكية المعروفة في السياسة الخارجية، قد استخدمت هذه العبارة في عددها الجديد(نوفمبر-ديسمبر2019بمعنى معكوس.

ففي تقرير أفردته هذه المجلة لإيران تحت عنوان “شيطان أمريكا الأكبر: حساسية حيال إيران لأربعين عاماً”، تطرقت إلى بعض أخطاء أمريكا تجاه إيران، معتبرةً إدارة ترامب بأنها ذروة النظرة الأمريكية الخاطئة تجاه طهران.

كاتبا التقرير هما “دانيل بنجامين” المنسق السابق لشؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية و”استيفن سايمون” عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي في إدارتي کلينتون وأوباما.

حساسية أمريكية تجاه إيران لأربعين عاماً

يبدأ تقرير “فورن افرز” بوصف مستقبل محتمل كما يلي:

من خلال دراسة استراتيجيات الأمن القومي للإدارات المتعاقبة، هنالك بلد واحد فقط صُوِّر بأنه عدو دائم وحاقد، أي إيران. بحيث إنه منذ انتصار الثورة الإسلامية في عام 1979، صوَّرت واشنطن إيران بأنها لاعب مخاصم وخطير بالكامل.

وتشير المجلة الأمريكية إلى خروج ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران وممارسة سياسة الضغط القصوى، وتقول: لم تشهد أمريكا حتى الآن رئيساً مزاجياً مثل ترامب، وهناك احتمال أن يميل هذا الرئيس إلى خيار المرونة أمام إيران، بعد اختباره لخيار تشديد الضغوط.

وتتابع فورن افرز بالقول: لم يأت النهج العدائي لترامب خلال ثلاث سنوات من رئاسته من فراغ، بل كان استمراراً لخصومة عميقة تجاه إيران اتسمت بها السياسة الأمريكية خلال 40 سنة الماضية. حالياً مع تصاعد الدوافع السياسية وتكثيف اللوبيات الإسرائيلية والسعودية، وصلت هذه الخصومة إلى أبعاد خطيرة قد تؤدي إلى خطأ جاد في الحسابات. فإيران لا تشكل تهديداً وجودياً لأمريكا، ولكن اشتباكاً خطيراً مع هذا البلد سيكون مكلفاً جداً وسيؤدي إلى نتائج معكوسة.

ثم يضيف الكاتبان: لقد آن الأوان لكي تعيد أمريكا النظر في بعض الفرضيات التي أدت إلى الطريق المسدود الحالي. حان الوقت لنسيان الظل الإيراني الذي يخيم على التفكير الأمريكي الاستراتيجي.

الموقع الجيوستراتيجي والبرنامج النووي.. الذريعة الأمريكية لمعاداة إيران

استناداً إلى بعض الإحصاءات حول عدد السكان، حجم الاقتصاد والميزانية العسكرية الضخمة البالغة 750 مليار دولار لأمريكا وحلفائها مثل السعودية والكيان الإسرائيلي، يقول بنجامين وسايمون: من ناحية ميزان القوى، فلا معنى لحساسية أمريكا تجاه إيران. فعلى الرغم من الفارق الواضح بين القدرة العسكرية للبلدين، فإن صنّاع القرار في أمريكا ينظرون إلى إيران نظرة العداء والتهديد لسببين: الجغرافيا والبرنامج النووي.

تتمتع إيران بخط ساحلي طويل في الخليج الفارسي، الذي ينتقل منه خمس نفط العالم. نظرياً تستطيع إيران عرقلة انتقال النفط عبر إغلاق مضيق هرمز، الأمر الذي ستكون له تداعيات مأساوية على اقتصاد العالم، رغم أن هذا التهديد مستبعد عملياً.

النظرة السلبية المفرطة وازدواجية المعايير لدى واشنطن

وإذ تنتقد مجلة فورين افرز أمريكا لأنها تحافظ على علاقاتها مع شركائها في منطقة الخليج الذين يدعمون الإرهاب من جهة، وتتعامل مع إيران كبلد منبوذ من جهة أخرى، توضح أن هناك كواليس تفوق المصالح الاستراتيجية.

ثم يشير الكاتبان إلى مسألة مهمة ألا وهي دعم إيران لحزب الله اللبناني، الذي تحول الآن إلى حزب سياسي في لبنان. إن دوافع طهران لدعم حزب الله إضافةً إلى كونها إيديولوجيةً، فهي جيوسياسية بالدرجة نفسها أيضاً. فهذه الصواريخ تشكل العامل الأساس لردع إيران الاستراتيجي أمام “إسرائيل”، وهذا الردع الذي بدأ منذ عام 2006 ظل مستمراً حتى الآن ويحقق نجاحاً.

ويذکِّر بنجامين وسايمون بنقطة مهمة، وهي أن طبيعة العديد من إجراءات إيران لتوسيع نفوذها في أنحاء الشرق الأوسط، تأتي رداً على الأخطاء الاستراتيجية لأمريكا وحلفائها. فرغم أن الصقور في واشنطن يحذّرون دائماً من نفوذ إيران في العراق، ولكن الحقيقة هي أن هذا النفوذ “ناتج في الأساس عن احتلال أمريكا للعراق عام 2003، كما أن دعم إيران لحكومة بشار الأسد في سوريا ما هو إلا جهود طهران للحفاظ على الوضع الموجود والدفاع عن حليفها الموثوق به، بعد أن حاولت الدول العربية السنية الإطاحة بالرئيس الأسد من خلال تسليح وتمويل المتمردين السوريين.

ويلفت التقرير اهتمام الساسة الأمريكيين إلى أن: المشكلة هي أن هذا الإطار الفكري(إذا كان عدوكم متأثراً بالأيديولوجية أكثر من أي شيء آخر، فمن غير المرجح أن يقبل بالتسوية أو التراجع)، قد أعمى العديد من المحللين الأمريكيين، ولذلك، فهم لا يرون الدافع الحقيقي لإيران، والذي هو عبارة عن خلق الحد الأقصى من المصالح الأمنية في الأجواء العدائية العميقة.

من السبب في العداء بين إيران وأمريكا؟

تعترف المجلة أن “الذنب الأول” في العلاقات بين واشنطن وطهران، هو مشاركة أمريكا في المؤامرة البريطانية للإطاحة بـ”محمد مصدق” رئيس الوزراء الإيراني المنتخب في عام 1953، ولكن لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل زاد الدعم الأمريكي لمحمد رضا شاه بعد الانقلاب غضب الشعب الإيراني. وبعد خروج ترامب من الاتفاق النووي، أضيف الشعور بالحقد والانتقام إلى هذا الغضب.

أسباب وتداعيات العداء الأمريكي لإيران

ثم يتساءل بنجامين وسايمون بالقول: «كيف يمكن إيضاح هذا العداء؟، ويذكر أن إجابتين له، هما “انطباق إيران على التعريف التقليدي للأمريكيين عن التهديد الخطير” و”التأثير المدمر للوبي الإسرائيلي“.

يزعم الكاتبان أن إيران، مثل الاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة، لها نفس الخصائص التي يتصورها الأمريكيون لأكبر أعداء بلدهم، أي “الأيديولوجية الثورية والنهج التوسعي للمتحالفين في كل أنحاء العالم“.

أما السبب الثاني للعداء الأمريكي لإيران بحسب الكاتبين، فهو تزايد تأثير اللوبي الصهيوني في واشنطن، ونتيجة هذا اللوبي هي “تكثيف نفوذ المسيحيين الانجيليين في الحزب الجمهوري ونمو الدعم العام لإسرائيل في أمريكا“.

ويرى الكاتبان أن “الجميع يعلم شكل حروب أمريكا الكبيرة في الشرق الأوسط، ومن الواضح أن أفضل خيار حيال هذه الحروب هو الحيلولة دون وقوعها“. والتكلفة الأخرى هي تفاقم الخلافات بين أمريكا والاتحاد الأوروبي والذي تجلى في عهد ترامب بوضوح. وحتى إذا كانت الحكومة الحالية في طهران غير مرغوب بها لواشنطن، فإن تداعيات إسقاطها مثل أزمة اللاجئين المحتمل والضغوط الشديدة على الجيران، أكثر مأساويةً.

عداء ترامب الخاص تجاه إيران

لقد خصصت فورين افرز قسماً من تقريرها لدراسة علاقات الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع طهران، وقالت: لقد كانت الخصومة حاضرةً بين واشنطن وطهران إلا نادراً، ولكن عداء ترامب الخاص تجاه طهران يختلف عن المسار الطبيعي لرؤساء أمريكا السابقين. فلم تتخذ أي إدارة قبل إدارة ترامب هذا الموقف بشكل ثابت دون تغيير، بأن إقامة علاقات فاعلة مع حكومة رجال الدين في إيران غير منطقي وغير مقبول.

ويضيف التقرير: من المؤكد أن هناك إشارات ضعيفة بأن ترامب هو الآخر سيسلك طريق من سبقوه تجاه إيران، بمعنی أنه سيحاول التشدد في السلوك الظاهري، ولكن في الوقت نفسه سيتوصل إلى صفقة مع إيران خلف الکواليس.

من التعامل العسكري إلى إعادة فتح السفارة.. أهداف وآليات أمريكا تجاه إيران

في القسم الأخير من التقرير، ترى فورين افرز أن أمريکا يجب أن تتعامل مع إيران في نهاية المطاف. الهدف الأهم لواشطن يجب أن يکون منع إيران من الوصول إلی السلاح النووي. والطريق الأنجع لذلك هو الدبلوماسية المتعددة الأطراف في إطار الاتفاق النووي. وهذا الطريق لا يوفر إمکانية التفتيش وجمع المعلومات من المنشآت النووية الإيرانية من قبل الغرب فحسب، بل سيخلق لدی إيران دوافع للتعاون في هذا المجال أيضاً.

والهدف الثاني لأمريکا يجب أن يکون الحصول علی أدوات للضغط في مجال السياسة الخارجية الإيرانية، لکي تتضاءل إمکانية الصراع بين واشنطن وطهرانوالحصول علی نفوذ هادف في السياسة الإيرانية يستلزم في الحد الأدنی فتح قناة اتصال بين جيشي البلدين، بهدف منع الاشتباکات غير المقصودة. ثم يمکن أن يسير هذا الاتصال نحو مفاوضات سرية متعددة الأطراف حول القضايا التقنية، ويتعزز عن طريق إثارة مواضيع سياسية في مستويات أعلی في مجالات التعاون المحتملة، ويصل إلی ذروته في النهاية من خلال تطبيع العلاقات الدبلوماسية.

ثم تختم فورين افرز تقريرها بالقول: ثمة ضرورة لإعادة فتح السفارة الأمريکية في طهران، لتأثير واشنطن علی المستويات العلیا لصنع القرار في إيران، ولا يتأتی هذا التأثير إلا من خلال إعادة فتح السفارة وإقامة التعاملات المنتظمة والمحترفة بين الطرفين. حالياً، حيث وضعت الحرب في سوريا أوزارها، واستمر الردع في حدود “إسرائيل” مع جنوب لبنان، وأظهرت إسرائيل عزمها علی منع تقدم إيران بالقرب من مرتفعات الجولان، وابتعدت الإمارات عن الحرب السعودية علی اليمن، توفَّرت فرصةٌ للتحرك بحذر. ومن المستبعد أن ينتهز ترامب هذه الفرصة، لأن التکاليف السياسية لهذا التغيير باهظة جداً. ولکن رغم ذلك، علی الإدارة اللاحقة أن تجرِّب التعامل مع طهران في المدی البعيد.

موقع الوقت

أخبار, البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on هزيمة اليسار في الانتخابات الأخيرة.. نهاية تنظيم أم نهاية جيل ؟

هزيمة اليسار في الانتخابات الأخيرة.. نهاية تنظيم أم نهاية جيل ؟

منية العيادي

 

بعد الهزيمة الثقيلة التي مُنيت بها الأحزاب اليسارية في تونس في الانتخابات الرئاسية و التشريعية 2019، و فشل الجبهة الشعبية في الحفاظ على وحدة صفها و دخولها السباق الانتخابي في حالة انشقاق و تفكك صار الحديث بإسهاب عن نهاية اليسار و نهاية قياداته  .

فقد فقدت الجبهة الشعبية النجاح الذي حققته سنة 2014 بفوزها بـ 15 مقعداً ليقتصر حضورها في البرلمان الجديد على مقعدين و هو ما مثل نهاية اليسار التونسي في تعبيراته السياسية-الحزبية المنخرطة في معارك الانتخابات و البرلمان  .

هزيمة اليسار .. نهاية جيل ؟

عقدت جمعية “نشاز” مؤخرا لقاء حواريا بفضاء التياترو بالمشتل تحت عنوان “اليسار بعد الهزيمة .. نهاية جيل ؟” في إشارة واضحة إلى أن انتخابات 2019 كانت بمثابة لحظة الحقيقة و الدّليل القاطع على عجز جيل بأكمله على تمثيل اليسار .

و شارك في النقاش الحواري شباب يمثلون الجيل الجديد من اليسار و منهم سمر التليلي و هي أستاذة فرنسية و ناشطة في المجتمع المدني و الباحث الجامعي و الناشط في المجتمع المدني مالك الصغيري و الباحث في علم الاجتماع السياسي محمد سليم بن يوسف إضافة إلى عدد من قيادات اليسار .

و عرضت سمر التليلي أهم الأسباب التي جعلت الأحزاب اليسارية عاجزة عن إحداث التغيير و التي جعلت جزءا من الشباب الذي يؤمن بالتنظيم يخرج من هذا التنظيم و يذهب لدى تنظيمات قريبة منه في الأفكار و الرؤى مثل التيار الديمقراطي و حركة الشعب أو أن يخير الخروج النهائي من هذا التنظيم.

و أرجعت هزيمة ما أسمته اليسار “القديم” إلى ابتعاده عن الواقع و عن المطالب الواقعية للشعب و تخلفه عن المعارك و الحركات الاحتجاجية الشعبية الهامة و من أبرزها أحداث الكامور التي رفع فيها شعار تأميم الثروات، و إلى حالة التشتت و الانقسام التي عرفها معتبرة أن أغلب التناقضات لم تكن تناقضات جوهرية مبنية على اختلاف الرؤى بل كانت متعلقة بخلافات تنظيمية أو ترتيبية.

Résultat de recherche d'images pour "‫سمر تليلي‬‎"

و تساءلت سمر التليلي عما إذا كانت التنظيمات اليسارية اليوم بشكلها القديم قادرة على استقطاب الطاقات الشبابية موضحة أن اليسار الجديد هو يسار تجاوزي نقدي يحاول أن يخلق البدائل و الحلول للتخلص من أسباب الأزمة التي خلفها يسار الجيل القديم .

كما أضافت أننا لا نستطيع فعلا اعتماد هزيمة الانتخابات التشريعية و الرئاسية الأخيرة للجبهة الشعبية للإعلان عن نهاية جيل كامل من اليسار أو كمقياس لتقييم اليسار .

 

من جانبه اعتبر محمد سليم بن يوسف أن الخسارة الأخيرة لقوى اليسار في الانتخابات خلقت مناخا من الهلع مشددا على أن خسارته يجب أن تكون محفزا لاستيعاب الدرس و منطلقا للتقييم .

و أضاف أن اليسار كفكر “لا يمكن أن يموت” مضيفا أن النجاح في الانتخابات و التمثيل السياسي للتنظيم ليس شرطا لوجوده مشيرا إلى أن اليسار منتشر كفكر قبل أن يكون كتنظيم و أن تشكيلات الجبهة الشعبية و المسار و الحزب الاشتراكي و القطب و غيرها هي من منيت بالهزيمة في الانتخابات الأخيرة و ليس اليسار  .

و أرجع محمد سليم بن يوسف هزيمة اليسار الأخيرة إلى طريقة طرح التنظيم لأفكاره في الفترة الأخيرة و التباين في سلوكه السياسي و عدم تحديد مواقفه الرسمية من بعض القضايا إضافة إلى الأزمات المتتالية التي عرفها هذا التنظيم مشيرا إلى أن القدرة التعبيئية لأحزاب اليسار كانت ضعيفة جدا مقارنة بسنة 2014 إضافة إلى الظهور الباهت في الشارع و أثناء الحركات الاحتجاجية الشعبية في السنوات الثلاثة الأخيرة.

كما أشار إلى الانعدام شبه الكلي لمناضلي و مناضلات اليسار من الشباب في الحملات الانتخابية لتوزيع المناشير المتعلقة ببرنامج الجبهة الشعبية مرجعا ذلك إلى تغيّر فكرة الالتحام بالشعب لدى أحزاب اليسار و ابتعادها عن القضايا الاجتماعية الكبرى .

 

و ذكر الباحث مالك الصغيري أن اليسار الذي كانت له نضالات كثيرة منذ فترة ما قبل الثورة و عاش عديد الاضرابات النضالية و تصدى لأساليب النظام بجرأة جعلته موضوع استقطاب دمره أمراء الحرب الذين دمروا أيضا اتحاد طلبة تونس منذ سنين بنفس الطريقة ، ماكينة التشويه و الشيطنة التي تعرض لها عديد القياديين و عديد المنخرطين في الحركة الطلابية الشبابية التي لعبت دورا كبيرا في اندلاع الشرارة الأولى للثورة .

L’image contient peut-être : 1 personne

و اعتبر الصغيري أن اليسار اليوم عاجز على أن انتهاج مسار قوي و تجديد خطابه و آلية عمله ولّد خسارته لموقعه في الحياة السياسية، بينما أتيحت له فرص عديدة لم يتمكن من استغلالها.

 

اليسار موجود و لم ينتهِ

رغم أن عديد المراقبين للشأن السياسي راهنوا على استحالة عودة الأحزاب اليسارية و إعلنوا موتها نهائيا بعد الهزيمة الكبرى في الانتخابات، فإن عديد القيادات الشبابية اليسارية تؤكد أن اليسار لا يزال يمثل قوة كبيرة في تونس و أن من انتهى هو اليسار التقليدي بينما اليوم يُؤَسَس لجيل جديد من اليسار.

و يشدد هذا الجيل الجديد من اليساريين على أن اليسار موجود كفكر في الساحات و منظمات المجتمع المدني للشغل و لا يمكن أن يندثر، لكنه سوف يتجدد حتى يتكيف مع الواقع. 

من جهة أخرى فإن الأحزاب اليسارية تنكب حالياً على القيام بمراجعات و تقييمات تعيد تمركزها من جديد في الحياة السياسية.

و ترى قيادات من أحزاب اليسار المنشقة عن الجبهة الشعبية أن العمل المشترك لا يزال قائماً في انتظار أن تتضح الرؤية وفق الواقع الجديد كما شددت على العمل على إعادة بنائه التنظيمي و إبراز مشروعه السياسي كحزب قومي عربي و حدوي” خاصة بعد السقوط في الانتخابات بسبب دخول هذه الأحزاب مشتتة .
كما تشدد قيادات اليسار على ضرورة التفكير في تطوير أساليب العمل و المشاريع و البحث عن الأدوات الحقيقية لمواصلة المسار السياسي، و ضرورة فتح باب الحوار و النقاشبين كافة الأطراف السياسية
لبناء رؤية جديدة يتم في ضوئها بناء التحالفات المقبلة.

الانشقاقات و حرب الزعامات .. سبب الهزيمة

دخل اليسار الانتخابات الأخيرة في حالة من الانشقاق و التفكّك، هي الأسوأ منذ تشكلّ الائتلاف الانتخابي الجبهة الشعبية سنة 2012 حيث تفجرت الخلافات في الجبهة الشعبية، منذ مارس الماضي، عندما قررت اللجنة المركزية لحزب “الوطد” اقتراح القيادي منجي الرحوي، مرشحاً للانتخابات الرئاسية، في وقت كان فيه الاتجاه يسير نحو تجديد ترشيح حمة الهمامي.

Résultat de recherche d'images pour "‫منجي الرحوي و حمة الهمامي‬‎"

و تطورت بسرعة الأزمة الداخلية في صلب الجبهة لينتج عنها حل الكتلة البرلمانية وانسحاب كلّ من حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد ورابطة اليسار العمالي وليعلن فيما بعد تسعة نواب -أغلبهم من حزب الوطد الموحد ورابطة اليسار العمالي- تشكيل كتلة برلمانية تحمل الاسم ذاته “كتلة الجبهة الشعبية” ما أنتج صراعاً قانونياً حول الملكية القانونية لتسمية الجبهة والشعار الانتخابي.

و فشلت الجبهة الشعبية في الحفاظ على وحدة صفّها، بعد انقسام أبرز مكوناتها إلى شقين (حزب الوطنيين الديمقراطيين، ورابطة اليسار من جهة، وحزب العمّال بقيادة حمة الهمامي وحلفائه من جهة ثانية)، وانخراطهم في صراع قانوني حول الملكية القانونية لهذا التكتلّ و شعاره الانتخابي.

فقد أعلن حزب “الطليعة العربي الديمقراطي” (أحد مكونات الجبهة الشعبية) عن “انتهاء هذا التكتل اليساري بالصيغة التي تأسس بها، وبالتوازنات التي قام عليها، والآفاق التي رسمت له، وحتى بالمعاني التي انطوت عليها أرضيته السياسية”.

في هذا السياق ذاته، اتهمت الجبهة الشعبية “شق حمة الهمامي” حزب الوطنيين الديمقراطيين (الوطد) بـ”تفكيك الكتلة أوّلا ثم افتكاك الجبهة ورمزها الانتخابي”.

وذلك من خلال تأسيس حزب يحوّل الجبهة الشعبية من ائتلاف انتخابي في شكل أحزاب إلى ائتلاف حزبي، يضمّ حزب الوطد الموحّد ومنسّق رابطة اليسار العمالي وحزب “الطليعة العربي الديمقراطي”.

 

 

 

 

و تعمل الأحزاب اليسارية حاليا على البحث عن حلول من أجل تدارك الوضع و تطويق هزيمتها المدوية في الانتخابات الأخيرة، فهل ستقدر على التعافي و تكوين قوة يسارية مجددا لها وزنها على الساحة السياسية التونسية ؟ أم أنه قريبا ستعلن نهاية جيل الزعامات القديمة و التأسيس لجيل جديد ؟

 

 

البارزة, وجهات نظر 0 comments on الأوضاع الاستثنائية في العراق تتطلب حلولاً استثنائية … بقلم عبد الحسين شعبان

الأوضاع الاستثنائية في العراق تتطلب حلولاً استثنائية … بقلم عبد الحسين شعبان

الحراك يعيد رسم الخريطة السياسية
الأوضاع الاستثنائية في العراق تتطلب حلولاً استثنائية

عبد الحسين شعبان
باحث ومفكر عربي
بارتفاع عدد الضحايا في العراق الذي زاد على اثني عشر ألف إنسان بين قتيل وجريح تبدو الخريطة السياسية أكثر وعورة وتضاريسها أشدّ قسوة، لاسيّما بانعدام الثقة بالحكومة، فلم تعد تكفي الوعود بالإصلاحات أو بمحاربة الفساد، بل أصبح الطريق إلى تهدئة الأوضاع يتطلّب الاستجابة إلى مطالب، بل حقوق، المتظاهرين وحركة الاحتجاج الواسعة، التي لم يشهد العراق مثيلاً لها، وهي أقرب إلى استفتاء على “عدم شرعية” استمرار العملية السياسية التي بدأت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في العام 2003، والتي قامت على أساس نظام المحاصصة الطائفي- الإثني المستند إلى الزبائنية السياسية وتقاسم المغانم .
ولم يعد ممكناً ردم الهوّة بين الحكومة والشارع العراقي، إلّا بإجراء تغييرات جوهرية، تلك التي يعبّر عنها المتظاهرون بـ استقالة الحكومة وتعديل الدستور وإلغاء قانون الانتخابات وحلّ الهيئات المستقلة ” غير المستقلة”، وهي أمور ممكنة وآنية، ويمكن أن تمهّد لتغييرات أوسع وأشمل، وإن كان هناك عقبات وكوابح أمامها على صعيد القوى السياسية الداخلية، أو على صعيد النفوذ الإقليمي والدولي المؤثر في العراق على نحو كبير.
أما فيما يتعلق بتحسين مستوى المعيشة والخدمات الصحية والتعليمية وإيجاد فرص عمل ومحاسبة الفاسدين وإلغاء الطائفية السياسية ووضع حدّ لنظام المحاصصة، فتلك أمور تحتاج إلى وقت وتراكم وتدرّج، وتلك مسألة واقعية في علم السياسة التي هي في المحصلة فن الممكنات وتوازن القوى واتساق بين ما هو موضوعي بما هو ذاتي.
وقد انقسمت القوى والكتل السياسية حول مسألة التغيير إلى مجموعات، فجاءت مواقفها متضاربة ، بل شديدة الاختلاف، وبدأت المعركة كأنها “كسر عظم” كما يُقال .
المجموعة الأولى- تتمثل بالشارع العراقي، وهذه تتألف من فئة الشباب وفيهم متعلمين وخريجين، لكنهم عاطلون على العمل على الرغم من المعارف والمهارات التي اكتسبوها ، ناهيك عن اطلاعهم على ما يجري في العالم عبر الانترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي ، فالعالم أصبح أصغر من “قرية صغيرة” بفعل الثورة العلمية – التقنية الرابعة وتكنولوجيا الإعلام والمعلومات والاتصالات والمواصلات، ولاسيّما في ظلّ الطفرة الرقمية ” الديجيتل” وهذه كلّها من نتاج العولمة. فلم يعد الشباب من الجيل الجديد والذي تتراوح أعماره بين 18-25 عاماً يقبل بما هو سائد لأنه أكثر ميلاً وتطلعاً للالتحام بالعالم في فضاء من الحرية والتواصل الإنساني.
المجموعة الثانية- القوى المؤيدة للتغيير، وهذه الأخيرة كان الحراك الشعبي مفاجئاً لها، بل إنه اضطرّها بعد المواقف السلبية والتشكيكية عشية بدئه إلى المشاركة فيه لاحقاً، ومن هؤلاء كتلة سائرون التي تضم تيار الصدر برئاسة السيد مقتدى والحزب الشيوعي العراقي. وحسناً فعلت هذه المجموعة بالالتحام بحركة الاحتجاج، علماً بأن مطالب المتظاهرين تمثل بعض مطالبهم بالذات، لذلك كان انحيازهم إيجابياً، لاسيّما وأن غالبية المشاركين في الحراك هم من الفقراء والمعدمين .
المجموعة الثالثة- الحركة الكردية وإقليم كردستان، وهؤلاء بشكل عام لم ينحازوا للحراك، بل وقفوا منه موقفاً سلبياً، خشية أن يؤثر على المكاسب التي حصلوا عليها، تلك التي حاول عادل عبد المهدي طمأنتهم بشأنها، بعد تشدد سلفيه نوري المالكي وحيدر العبادي، خصوصاً عشية استفتاء إقليم كردستان بشأن الاستقلال (سبتمبر/أيلول/2017) وما ترتب عليه من إجراءات زادت من مشاكل الإقليم مع السلطة الاتحادية.
المجموعة الرابعة- الرافضة للتغيير، وخصوصاً تلك التي تعتبر المطالبة بالتغيير “مؤامرة خارجية” مشبوهة مدعومة من الولايات المتحدة و”إسرائيل” وبعض الدول العربية، كما ذهب إلى ذلك قيس الخزعلي رئيس “عصائب أهل الحق”، علماً بأنه وفصائل مسلحة من الحشد الشعبي مثل كتائب حزب الله وسرايا النجباء وسرايا الخرساني وكتائب التيار الرسالي وسرايا الجهاد والبناء أعلنت مواقفها الرافضة للحراك الشعبي، وهذه جميعها مقرّبة من إيران ، وكانت هذه الأخيرة قد اتخذت موقفاً سلبياً من الحركة الاحتجاجية التي اتهمتها هي الأخرى بأنها من تأثير واشنطن وتل أبيب.
المجموعة الخامسة- قوى دينية من ” الشيعية السياسية” ساهمت في العملية السياسية منذ البداية وتتحمل قسطاً كبيراً وأساسياً من المسؤولية، بل إنها من القوى التي استفادت منها على الصعيدين الحزبي والشخصي، وبسبب المنافسة السياسية ووصول الأوضاع إلى طريق مسدود، اندفعت لمعارضة حكومة عادل عبد المهدي، التي تعتقد أنها أحق منه بها، ولذلك وقفت إلى جانب إقالة الوزارة ، لكنها ظلّت تقدّم خطوة وتؤخر أخرى ، مثل حزب الدعوة مجموعة المالكي أو ” كتلة النصر” جماعة العبادي وتيار الحكمة ( السيد عمار الحكيم)، الذي أبدى تحفظاً منذ البداية حول تركيبة الحكومة، وقرّر بلورة موقف يميّز بين الموالاة والمعارضة، وفضل هو بالذات أن يعتبر نفسه في المعارضة على أن يحتسب من تيار الموالاة.
المجموعة السادسة- الأحزاب والكتل “السياسية السنّية”، وهذه وإن كانت غير منخرطة في الحراك الشعبي، لكنها لا تستطيع أن تقف ضده، إذْ أن غالبية المطالب هي مطالبها، مثل إلغاء الهيمنة الطائفية ووضع حد للنفوذ الإيراني، وهي ذاتها مطالب القائمة الوطنية ” العراقية” برئاسة علاوي الذي طلب في بدء الحراك إطلاق صلاحيات عادل عبد المهدي، لكنه مع تطور الأحداث، اقترب موقفه من مطالب الحراك الشعبي.
لقد دفع الحراك الشعبي أوساطا واسعة بعضها في الخارج، للتحرك ، فأصدر العديد من التجمعات والشخصيات نداءات وبيانات ومقالات، لتحريض المتظاهرين، مع أن هؤلاء لا يحتاجون إلى تحريض، لأنهم في قلب الحدث وفي عمق المأساة، فتخطّى فيها جميع الأحزاب والحركات والقوى السياسية على أنواعها ، طائفية أو غير طائفية، مشاركة بالعملية السياسية أم خارجها، في الداخل والخارج، فالجمهور المحرّض بما فيه الكفاية والمسحوق حتى العظم والمهان والمذل والمستغفل يعرف ما يريد، وقد شعر بعمق الهوّة بينه وبينها ، فهتف ضدها، بل أحرق بعض مقارها.
إن ما يحتاجه الجمهور هو بلورة خطوات عملية لتحقيق أهدافه الآنية، وهنا يمكن للنقابات والجمعيات والاتحادات المهنية أن تلعب مثل هذا الدور، وعندئذ يمكن مواصلة الضغط على الحكومة لإجبارها على التنازل، بل فرض برنامج واقعي وتدرّجي وممكن التحقيق عليها، يلزم ما بعدها.
إن الخريطة السياسية العراقية بما فيها من نتؤات ومنعرجات وصعود ونزول مرشحة لتغييرات واصطفافات وانتقالات يفرضها تطوّر المشهد السياسي، فعلى الرغم من استمرار حركة الاحتجاج الواسعة في بغداد ومحافظات وسط جنوب العراق، ما تزال الحكومة العراقية هي الأخرى مستمرة في تشبثها بمواقفها، وكأن هذا الأمر لا يعنيها، وإنْ كان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي اعترف بتشخيص حركة الاحتجاج للأخطاء المتراكمة منذ العام 2003 ولحد الآن، لكنه رفض تقديم استقالة الحكومة ما لم يتم تحضير بديل، لأن ذلك قد يؤدي إلى فراغ على حد تعبيره، وربما يأخذ العراق إلى المجهول.
ومع أنه أقرّ بأحقية التظاهرات السلمية، لكنه انتقد التظاهرات من قناة أن ” البعض يتخذها درعاً بشرياً للتخريب” منبهاً إلى ” أن القوات العراقية إلى الآن في وضع دفاعي وليس هجومياً، وهي لا تستخدم الرصاص”، وقد اعتبر المتظاهرون ذلك بمثابة تهديد مبطّن باستخدام المزيد من القوة. وما تزال لغة الحكومة باردة، بل إنها غير مكترثة بالبشر الذين سقطوا ضحايا العنف، وإلّا لماذا هذا الإصرار على الاستمرار؟ ، وأية قيمة لدستور أو آيديولوجيا أو مبادئ أو حتى أديان أو طوائف إزاء الدماء التي سالت والتي لا يقابلها أي شيء على الإطلاق؟، “فالإنسان هو مقياس كل شيء”، على حد تعبير الفيلسوف الإغريقي بروتوغوراس .
صحيح أن الفراغ الدستوري غير يسبب نوعاً من الفوضى لكن الدستور يعالج مسألة الفراغ في المادة 64 ، لذلك إن التشبث بالدستور ليس سوى ذريعة غير مبررة ، علماً بأن الدستور تم وضعه على الرف في العديد من المرات، ناهيك عن كونه أس المشاكل، وقد احتوى على الكثير من الألغام، وهو امتداد للدستور المؤقت للمرحلة الانتقالية الذي صاغه نوح فيلدمان اليهودي الأمريكي المتعاطف مع الصهيونية و”إسرائيل” (2004)، وقبل ذلك هو ما جاء به بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي للعراق الذي وضع أسس النظام الطائفي – الإثني في صيغة مجلس الحكم الانتقالي (2003)، وهو الأمر الذي صيغ بعنوان “المكوّنات” في الدستور الدائم (2005) التي وردت عدة مرّات في الدستور.
وتتحمل القوى التي حكمت العراق بعد الإطاحة بالدكتاتورية مسؤولية ما وصلت إليه البلاد، ممثلة بالتيار الإسلامي، وخصوصاً حزب الدعوة، حيث توالى على دست الحكم أربع دورات (الأخيرة لم تكتمل) منذ العام 2005 ففي الأولى والثانية حكم نوري المالكي وفي الثالثة حيدر العبادي وكلاهما من حزب الدعوة ، أما في الدورة الرابعة فقد تم اختيار عادل عبد المهدي، الذي كان مع المجلس الإسلامي الأعلى، وظلّ قريباً من التيارات الإسلامية، حيث تم اختياره باتفاق بين كتلتي سائرون برئاسة مقتدى الصدر والفتح برئاسة هادي العامري وقيل بترشيح أو تأييد ومباركة من السيد علي السيستاني الشخصية الشيعية المتنفذة في النجف، وكذلك بتوافق إيراني- أمريكي.
لا أحد يستطيع أن يتكهّن كيف ستنتهي حركة الاحتجاج، لكن المؤكد أن عراق ما قبل الفاتح من اكتوبر (تشرين الأول) 2019 ، هو ليس ما بعده ، فثمة تغييرات ستحصل في الخريطة السياسية ، بل ستزداد التصدعات في تضاريسها بعد انتهاء حركة الاحتجاج، سواء حققت كامل مطالبها أو جزءً منها، لكن خط التغيير سيأتي، سواء بقيت الحكومة الحالية أم لم تبقَ، فالمؤكد أن العالم كلّه ظلّ يتطلّع إلى حركة الاحتجاج السلمية، وكانت الأمم المتحدة قد أدانت عبر ” المفوضية العليا لحقوق الإنسان” “قطع الانترنيت والكهرباء واستخدام الرصاص الحي والمطاطي والغازات المسيلة للدموع من قبل قوات الأمن تجاه المتظاهرين” داعية هذه القوات إلى “حماية المتظاهرين”.
إن أحد مؤشرات شرعية الحكم هو رضا الناس وقبولهم ، وكان العديد من دول الاتحاد الأوروبي، والتحالف الغربي الذي تشكل لمواجهة داعش (2014) بما فيه الولايات المتحدة حليفة العراق رسمياً في إطار ” معاهدة التحالف الاستراتيجي” قد شجبت استخدام القوة وقتل وخطف المحتجين، ودعت إلى التفاعل بين القادة السياسيين والمواطنين العراقيين المطالبين بالإصلاح، ففي ذلك وحده يمكن تفعيل المطالب لشعبية ووضعها موضع التطبيق، وهو ما ينبغي أن تدركه الحكومة العراقية، لا أن تستمر في تشبثها بجوانب “شكلانية” ، فمثل هذه الأوضاع الاستثنائية تتطلب حلولاً استثنائية.

نشرت في مجلة الشروق (الإماراتية ) العدد 1440-1452 تاريخ 11-17 /11/2019