أخبار 0 comments on الجزائر.. 15 حزبًا يطلقون مبادرة لدعم ترشح بوتفليقة لولاية خامسة

الجزائر.. 15 حزبًا يطلقون مبادرة لدعم ترشح بوتفليقة لولاية خامسة

أطلقت أحزاب جزائرية، اليوم الأربعاء مبادرة لدعم ترشيح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة.

وأعلنت الأحزاب التي بلغ عددها 15 مبادرتها التي حملت عنوان، “الاستمرارية في إطار الاستقرار والإصلاح”، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الجزائر، لكن المبادرة غاب عنها حزبا الائتلاف الحكومي.

ومن أبرز الأحزاب التي انخرطت في المبادرة، حزب التحالف الوطني الجمهوري”، وحركة “الوفاق الوطني”، وحزب “الكرامة”، والثلاثة أحزاب وسطية، فيما تمتلك الأحزاب مجتمعة 25 مقعدًا في البرلمان من أصل 462.

وأعلن بلقاسم ساحلي، رئيس “التحالف الوطني الجمهوري”، أن المبادرة تعتبر “عملًا تحضيريًا للقاء شامل سيجمع بين الأحزاب الداعمة للاستمرارية في سبتمبر أو أكتوبر المقبلين”، لافتًا إلى أن “التشكيلات السياسية المجتمعة تجدد دعمها للرئيس بوتفليقة”.

و كشف أن المبادرة ستلتقي، “في المستقبل القريب”، تنظيمات طلابية بالجامعات الجزائرية، فيما رفض ساحلي، وصف الأحزاب صاحبة المبادرة بـ”المجهرية أو الصغيرة”، في إشارة إلى وزنها النيابي الضعيف.

أخبار, البارزة 0 comments on غسان سلامة يلمح إلى تأجيل الانتخابات في ليبيا

غسان سلامة يلمح إلى تأجيل الانتخابات في ليبيا

قال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، إن المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، تحتاج مزيدًا من الوقت حتى تتمكن من إجراء الانتخابات في أجواء ملائمة.

و أوضح سلامة خلال لقاء مع وسائل الإعلام في بنغازي شرق ليبيا الأربعاء، أن “البعثة تدرس فكرة البدء في الانتخابات قبل نهاية العام”، مشيرًا إلى “الحاجة لقانون تستند إليه، وإلى استباب الأمن بشكل أفضل خصوصًا في غرب البلاد”.

و شدد على أن “البعثة الأممية إلى ليبيا، تؤيد إجراء الانتخابات كحل لمشكلة الشرعية وازدواجية المؤسسات في السلطات التنفيذية والتشريعية”.

و أضاف أن “إرادة الشعب الليبي هي التي تقرر من تريد بشرط أن يسمح الوضع القانوني والأمني بذلك لليبيا”.

و حول الإصلاحات الاقتصادية المتوقعة في البلاد لهذه الفترة، أكد سلامة أنه “لا يدعم هذه الإصلاحات فقط، بل سيكون جديًا في تنفيذها مع الأطراف المعنية في ليبيا إلى جانب أطراف من المجتمع الدولي”.

أخبار 0 comments on حكم بإعدام 45 شخصا في ليبيا بتهمة قتل متظاهرين عام 2011

حكم بإعدام 45 شخصا في ليبيا بتهمة قتل متظاهرين عام 2011

أصدرت محكمة استئناف طرابلس في ليبيا حكما بالإعدام رميا بالرصاص على 45 متهما من نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، في قضية قتل متظاهرين عام 2011، والمعروفة إعلاميا بقضية “السريع أبو سليم”.

و قالت وزارة العدل في حكومة الوفاق الوطني الليبية، بالعاصمة طرابلس، في بيان على صفحتها على موقع “فيسبوك”، إن الحكم النهائي في قضية ما يعرف “بالسريع – أبوسليم” قد صدر يوم الأربعاء.

و عقدت المحكمة جلسة علنية في القضية رقم ( 1477 – 2015 ) و المتهم فيها 128 شخصا، بحضور رئيس و أعضاء هيئة المحكمة، إضافة إلى فريق الدفاع و أهالي و أقارب الضحايا و المتهمين.

و بحسب البيان فقد أصدرت محكمة استئناف طرابلس الدائرة الجنائية الثانية، حكما بإدانة 99 شخصا، من بينهم 54 متهما بالسجن خمس سنوات، و براءة 22 شخصا، والعفو عن شخص واحد، أما بقية المتهمين فقضت المحكمة على ثلاثة منهم بسبق الفصل في دعواهم، و توفي ثلاثة أشخاص قبل الفصل في الدعوى.

يذكر، أن قضية “السريع أبو سليم” متعلقة بأحداث 21 أوت عام 2011، حين أطلق موالون لنظام معمر القذافي النار على معارضيه على الطريق السريع المحاذي لمنطقة أبو سليم في طرابلس.

أخبار 0 comments on خلافات بين ترامب و الكونغرس حول الإنفاق الحكومي

خلافات بين ترامب و الكونغرس حول الإنفاق الحكومي

وافق مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الأربعاء على بحث فاتورة إنفاق على الدفاع وبرامج العمل والرعاية الصحية تتجاوز 850 مليار دولار، وسط اعتراض البيت الأبيض على جوانب منها.

ومن المتوقع أن يصوت المجلس خلال الأيام المقبلة على فاتورة المخصصات هذه، والتي تشمل نحو 675 مليار دولار لوزارة الدفاع، و182 مليارا لمجموعة من البرامج الداخلية لوزارتي العمل والصحة والخدمات الإنسانية والتعليم والوكالات التابعة لهما.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر في الكونغرس أن مجلس الشيوخ قام بتجميع الفاتورتين على أمل ألا يستخدم الرئيس دونالد ترامب حق النقض ضد تشريع الإنفاق الداخلي.

وفي وقت سابق هدد ترامب بإغلاق الحكومة إذا لم يلتزم الكونغرس، الذي يسيطر عليه أنصاره الجمهوريون بأولوياته للإنفاق، ولاسيما رغبته في إنفاق المليارات على بناء الجدار الفاصل على الحدود مع المكسيك.

وأعلن البيت الأبيض الأربعاء عن موقفه بشأن فاتورة الإنفاق، لكنه لم يهدد باستخدام حقه في رفض مشروع القانون، مشيرا إلى أن المشروع لا يشمل مقترحاته لخفض الإنفاق في مجالات التعليم وأبحاث التعليم والرعاية الصحية.

وتعارض الإدارة الأمريكية أيضا خفض بعض أوجه الإنفاق الدفاعي، بما فيها 532 مليون دولار من تمويل الأمن في أفغانستان، و406 ملايين لتمويل تدريب وإعداد القوات الأمريكية في العراق وسوريا لمكافحة تنظيم “داعش”.

وهدد ترامب بإغلاق الحكومة عدة مرات منذ توليه السلطة في 2017 في محاولة لتضمين أولوياته الخاصة بالهجرة.

ويتعين على الكونغرس أن يوافق على تشريع تمويل الحكومة حتى 30 سبتمبر المقبل، أو ستضطر الحكومة الاتحادية لتعليق كل عملياتها عدا الضرورية منها.

المصدر: رويترز

أخبار 0 comments on الصحافة الأمريكية ترفع صوتها بوجه ترامب

الصحافة الأمريكية ترفع صوتها بوجه ترامب

تستعد الصحافة الأمريكية لشن هجوم مضاد على الرئيس دونالد ترامب الذي لا يتردد بوصفها “عدوة الشعب”، لتذكره بأن الدستور الأمريكي يضمن لها كامل حريتها .

واتفقت نحو 200 مجموعة صحافية على أن يتم الخميس نشر افتتاحيات تشدد على أهمية استقلال وسائل الإعلام، كما تم الاتفاق على إطلاق وسم #لسنا_أعداء_أحد على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأطلقت صحيفة “بوسطن غلوب” هذه الحملة ردا على اتهامات ترامب لوسائل الإعلام بأنها لا تحمل سوى “الأخبار الكاذبة” بمجرد أن تنتقده، أو لا تؤيد سياسته.

ووصل الأمر بترامب إلى وصف وسائل الإعلام بأنها “العدو” أو “عدو الشعب”.

ودعت “بوسطن غلوب” كل وسائل الإعلام في البلاد إلى التنديد في افتتاحياتها بـ”هذه الحرب القذرة على الصحافة الحرة”.

كما اعتبر المدافعون عن حرية الصحافة أن تصريحات ترامب تلغي دور السلطة المضادة الذي تمارسه الصحافة، وتتعارض مع المادة الأولى من الدستور الأمريكي الذي يضمن حرية التعبير ويحمي حقوق الصحافيين.

ومبادرة الخميس يمكن من جهة ثانية، أن تدفع أنصار ترامب إلى التعبئة لدعمه كونها الدليل على انحياز وسائل الإعلام ضده.

وغرد مايك هاكابي الحاكم الجمهوري السابق والمعلق في شبكة “فوكس نيوز” المحافظة القريبة من ترامب أن وسائل الإعلام تشن هجوما مدروسا أكثر من أي وقت مضى ضد دونالد ترامب، وضد نصف البلاد من الذين يدعمونه.

أخبار 0 comments on اتفاق بين النداء و حركة مشروع تونس للعمل على تكوين “الكتلة النيابية الأولى في البرلمان”

اتفاق بين النداء و حركة مشروع تونس للعمل على تكوين “الكتلة النيابية الأولى في البرلمان”

تونس- مغرب نيوز

اجتمع اليوم وفدا من كتلة حركة نداء تونس و كتلة حركة مشروع تونس لمواصلة النقاش الذي انطلق في البرلمان حول الوضع العام بالبلاد و كيفية إيجاد الحلول العملية لتجاوز الأزمة و إعادة خلق التوازن السياسي.

وذكر بيان نشرته الصفحة الرسمية للنداء، أن الطرفين اتفقا على العمل على تكوين كتلة نيابية تكون الأولى في البرلمان و تمثل صمام أمان للعملية السياسية و قوة اقتراح تتصدى لكل محاولات التوظيف السياسي للمسار التشريعي .

وأوضح البيان أن هذه الكتلة ستكون بمثابة القوة النيابية الضامنة للاستقرار السياسي و المحكمة في كل الخلافات التي من شأنها تعطيل تسيير الشأن العام، لافتا الى أن المبادرة مفتوحة أمام كل الأطراف النيابية الأخرى لخلق أغلبية برلمانية تدفع نحو الرفع من مردودية المؤسسة التشريعية و مزيد تفعيل دور السلطة التنفيذية.

وبين في سياق متصل أن الكتلة ستعمل على سد شعور ثم انتخاب رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات وتنقيح القانون الانتخابي وتركيز المحكمة الدستورية والمصادقة على قانون مالية يكون قاطرة فعلية لحلحلة الوضع الاقتصادي و الاجتماعي والدفع نحو التوافق حول الإصلاحات الكبرى المستعجلة.

كما اتفق الحاضرون على الاجتماع في تاريخ لاحق بمقر حركة مشروع تونس لمزيد الحوار بعد مراجعة مؤسسات الحركتين.

أخبار 0 comments on الاقتصاد التونسي ينمو بنسبة 2،6 % خلال النصف الأول من سنة 2018

الاقتصاد التونسي ينمو بنسبة 2،6 % خلال النصف الأول من سنة 2018

سجل الاقتصاد التونسي سجل خلال النصف الاول من سنة 2018 نسبة نمو في حدود 2،6 بالمائة مقابل 1،9 بالمائة خلال نفس الفترة من 2017 وسط تحسن القيمة المضافة للصناعات المعملية وانهاء الصناعات غير المعملية لوتيرة نسق النمو السلبي الذي لازمها منذ سنة 2011 حسب معطيات نشرها الاربعاء المعهد الوطني للاحصاء.

وقد افرزت النتائج الاولية للحسابات المتعلقة بالثلاثي الثاني من سنة 2018 ، ارتفاعا في الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 2،8 بالمائة خلال الثلاثي الثاني من 2018 مقارنة بنفس الفترة من 2017 في حين سجل الاقتصاد التونسي نموا بنسبة 0،6 بالمائة مقارنة بالثلاثي الاول من 2018

واشار المعهد الى ان القيمة المضافة لقطاع الصناعات المعملية ارتفع بنسبة 0،8 بالمائة خلال الثلاثي الثاني من سنة 2018 مقارنة بنفس الفترة من 2017 .

ويعزى هذا التطور الى نمو قطاع الصناعات الفلاحية والغذائية بنسبة 2،4 بالمائة وقطاع النسيج والملابس والاحذية بنسبة 2،6 بالمائة والصناعات الكميائية بنسبة 4،9 بالمائة مقابل نمو سلبي خلال الربع الاول من 2018 (تراجع بنسبة 23،9 بالمائة) .

وانخفضت في المقابل القيمة المضافة لقطاع صناعة مواد البناء والخزف والبلور بنسبة 2،3 بالمائة و قطاع الصناعات الميكانكية والكهربائية بنسبة 0،6 بالمائة مما يشكل اول تراجع منذ الربع الاخير من 2015 وفق ذات البيانات.

وتطورت القيمة المضافة للصناعات غير المعملية لاول مرة منذ سنة 2011 لتنمو خلال الربع الثاني من 2018 بنسبة 1،3 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من 2017

وفسر المعد هذا التحسن بارتفاع انتاج قطاع البناء والتشييد بنسبة 3،6 بالمائة ونمو قطاع المناجم بنسبة 0،3 بالمائة وتراجع حدة انخفاض قطاع استخراج النفط والغاز الطبيعي رغم استمراره على وتيرة سلبية بنسبة 1،4 بالمائة في حين سجل انتاج الكهرباء والغاز تراجعا طفيفا بنسبة 0،5 بالمائة خلال الربع الثاني من 2018 مقارنة بنفس الفترة من 2017 .

واشار المعهد الى استمرار النمو الايجابي لقطاع الخدمات بنسبة 3،6 بالمائة خلال الثلاثي الثاني من 2018 مقارنة بنفس الفترة من 2017 وذلك بفضل ارتفاع اداء قطاع خدمات النزل والمطاعم والمقاهي بنسبة 11،5 بالمائة و عدد الليالي المقضاة بالنزل التونسية بنسبة 34 بالمائة وخدمات النقل بنسبة 4،7 بالمائة بفعل انتعاش قطاع النقل الجوي ونمو قطاع المواصلات بنسبة 3،2 بالمائة و الخدمات المالية بنسبة 5،5 بالمائة.

وسجلت القيمة المضافة لقطاع الفلاحة والصيد البحري تطورا بنسبة 9 بالمائة خلال الثلاثي الثاني من 2018 وذلك بالاعتماد على البيانات التي تصدرها وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري.(وات)

أخبار, البارزة 0 comments on وثيقة: النص الكامل لخطاب رئيس الجمهورية يوم 13 أوت 2018 بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني للمرأة

وثيقة: النص الكامل لخطاب رئيس الجمهورية يوم 13 أوت 2018 بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني للمرأة

بسم الله الرحمان الرحيم

 

نساء تونس، بناتي العزيزات،

أيها الشعب التونسي العظيم،

 

تحية لكل نساء تونس وبناتها في كل أرجاء البلاد وخارجها بمناسبة عيدهن الوطني،

جزيل الشكر والتحية إلى كلّ أعضاء لجنة الحريات الفردية والمساواة التي أعلنَّا عنها في مثل هذا اليوم من السنة الفارطة، وكلفناها بإعداد تقريرها في الغرض في كنف الاستقلالية التامّة، على أن نتّخذ لاحقا ما نراه صالحا من قرارات وفق تمشٍّ تدريجي حسب مختلف مجالات التدخل التشريعي وتعدد الموادِّ القانونية وتنوع اختصاصاتها.

كما نود التنويه بعمل هذه اللجنة وما تميز به من عمق وجدية وجرأة فكرية وعلمية تجسدت خاصة في ما قدمته من مقترحات قانونية، رأت فيها مدخلا لتأكيد الحريات الفردية وضمانها وتكريسًا للمساواة وتركيزها وفق فصول دستور ثورة الحرية والكرامة التي أبهرت العالم بسلميّتها وبرهنت على قدرة التونسيات والتونسيين على التغيير دون الانزلاق في متاهات العنف والفوضى رغم صعوبة الظرف الاقتصادي والسياسي المحلي والإقليمي والعالمي.

كما نود التأكيد على أننا مؤتمنون بِحُكم الدستور الذي انتُخِبْنَا بمقتضاه على احترامه والسهر على حماية ما كَفَلَهُ من ضماناتٍ لحرية الأفراد في معتقداتهم وآرائهم ومن حمايةٍ لحرمةِ أجسادهم وكامل حقوقهم، كل ذلك في إطار المساواة التامة بين المواطنات والمواطنين وفق ما تقتضيه دولةٌ سيِّدَةُ نفسها، مستقلةٌ في قراراتها، حرةٌ في خياراتها، ضامنةٌ لعلوية دستورها، مُحْتَرِمةٌ لتعهداتها الدولية ومُطبِّقةً لقوانينها.

نساء تونس، بناتي العزيزات،

أيها الشعب التونسي العظيم،

لقد واكبنا ما دار من جدلٍ، نعتبرُه طبيعيا ومحمودًا، حول تقرير هذه اللجنة، ولمِسنا فيه قَدْرًا من النُّضج في التعبير عن الاختلاف دون اللجوء إلى العنف حتى وإن صدرت بعض المواقف من نفس الأطراف الرافضة لاحترام الرأي المخالف والتي نصَّبتْ نفسها وصيَّةً على الشعب التونسي مُتجاهِلَةً كما عهِدْنَاهَا تاريخَهُ الإصلاحي ونَافِيَةً لسُنَّةِ الاختلاف والتطور ولمدَنِيَّةِ الدّولة المنصوص عليها في الدستور.

وهنا نُريد التأكيد أنه لَمَّا قرّرنا بعث هذه اللجنة في العيد الوطني للمرأة في السنة الفارطة، كُنَّا عاقدين العزم على القيام بمشروع إصلاحات يخُصُّ الحريات الفردية والمساواة لارتباطهما بالمواطنة كقيمة أساسية في دولة مدنية ديمقراطية حديثة، مِمّا يُمثِّلُ سبقًا تاريخيا عظيما لا مثيلَ لهُ في محيطنا الجغرافي والحضاري والسياسي، لكننا في انْفِرَادِنَا به انطَلقْنَا من سنّةِ الاجتهاد الأصيل التي تُمكِّنُنَا من مراعاة تطور المجتمع وتغيُّر حاجيات أفرادهِ. ولذلك ولَّدَتْ مبادرتنا هذه رُدُودَ فِعلٍ على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي وساهمت في فتح أبواب الاجتهاد والتَّناظُر حول أمهات القضايا التي تهمّ مصائر ومستقبل مجتمعاتنا العربية والإسلامية.

ومن المؤكد أنه وَبِصَرْفِ النظر عن هذه التداعيات سواء كانت مساندةً أو رافضةً أو نَاقدةً فإنها بَيَّنت أن النموذج التونسي كان وسيظل نموذجا رائدًا، فاعًلا، مُتمسّكًا بنهج الإصلاح ما استطاع لذلك سبيلاَ، مُلتزما بالعقائد والمقاصد والأصول، دون تهوُّرٍ أو عنف.

نساء تونس، بناتي العزيزات،

أيها الشعب التونسي العظيم،

إن مسيرة الإصلاح في تونس الحديثة مُتّصِلَةُ العُرَى منذ انطلاق الإصلاح السياسي في 10 سبتمبر 1857 بإعلان عهد الأمان حتّى دستور 26 جانفي 2014 مرورا بدستور 26 أفريل 1861، دون أن ننسى دستور الاستقلال الصادر في غرة جوان 1959.

وبالتوازي مع الإصلاح السياسي كانت هناك محطات للإصلاح الاجتماعي أيضا، من ذلك إلغاء العبودية في 26 جانفي 1846، وإصدار مجلة الأحوال الشخصية في 13 أوت 1956 التي تظلُّ أهمَّ إصلاحٍ اجتماعي حدث في القرن العشرين في تونس وفي المنطقة بمُجملها، حيث وضعت المرأة في صُلْبِ تغيير المجتمع بأن حررتها وحفظت كرامتها ومكّنتها من الحق في الاختيار الشخصي، ومن ذلك حرية اختيار القرين التي تدعَّمت بإلغاءِ ما عُرِف بمنشور 73 في 8 سبتمبر2017.

كما تَدَعَّمَت المكاسب السياسية للمرأة بإقرار التناصف العمودي والأفقي في القانون الانتخابي مما مَكَّنَ العديد من الكفاءات النسائية من الوصول إلى مراكز القرار وآخرها المجالس البلدية وخاصة رئاسة البلديات.

ولا بدّ من التذكير بأنّ هذه المكاسب لم تكن ممكنة لو لم يتمَّ إقرارُ عُمومية التعليم وإجباريته منذ فجر الاستقلال حتّى صارت التونسيات تتبوّأن المراكز الأولى في نسبة النجاح الدراسي وحيازةِ شهادات التحصيل العلمي. وَمَا تواصلُ ارتفاع نسبة تفَوُّقِ الإناث على الذكور لسنوات متتالية في نتائج البكالوريا والتخرج من الجامعات إِلاّ دليلٌ على أن تونس كسبت رهانها على المرأة وحققت بالتالي قفزة تاريخية قياسا بمحيطها الجغرافي والحضاري والسياسي.

لذلك يحق لنا اعتبار أن ثورة تونس الأولى هي مجلة الأحوال الشخصية وهي ثورة اجتماعية استحقت بها لقب دستور تونس الاجتماعي.

نساء تونس، بناتي العزيزات،

أيها الشعب التونسي العظيم،

يبقى أنه لكل شيء إذا ما تمَّ نقصانُ، وأنَّ تطور مساهمة المرأة في الحياة الخاصة كما في الحياة العامة يفرض علينا مراجعة هذا الخيار باتّجاه تطويره وتعزيزه وتثبيته اجتماعيا وتشريعيا في انسجام مع تطوّر المجتمع وفصول الدستور الذي أكّد على مبدأ المساواة بوضوح لا لبس فيه ولا غموض بل أكثر من ذلك، إذ حَمَلَ على عاتق الدولة إلزاميَّةَ تحقيقها وضمانها وحمايتها.

 وفي هذا السياق نود أن نذكر، لعلّ الذكرى تنفع المؤمنين، أن دستور الثورة التونسية الجديد المصادق عليه في 26 جانفي 2014 كان واضحا وصريحا في تنصيصه على المساواة في الحقوق والواجبات بين التونسيات والتونسيين توطئةً وفصولاً. فقد نَصَّت التوطئة على العزم على إقامة نظام “تضمن فيه الدولة علوية القانون واحترام حقوق الانسان (…) والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين والمواطنات”. كما نص الفصل 21 منه على أن: “المواطنون والمواطنات متساوون في الحقوق والواجبات، وهم سواءٌ أمام القانون من غير تمييز”.

فالأصل هو المساواة على قاعدة المواطنة والانتماء للدولة دون تمييز بمقتضى الجنس أو العرق أو اللون أو الدين.

ولذا يصبح لِزامًا على الدولة القيام بمجهود تشريعي لملاءمة التشريعات الجاري بها العمل مع ما نصَّ عليه الدستور في هذا المضمار بوضوح. ويكون من الضروري القيام بمراجعات في القوانين المنظمة للولاية والحضانة والحصول على الجنسية أو منحها وغيرها من الأوضاع التي لم تعد تتلاءم لا مع الدستور ولا مع الواقع المعاش للنساء المتميز بانخراط كلي في تحمُّل الأعباء يفوقُ في أحيانٍ كثيرة مساهمة الرجال داخل نفس العائلة، في الريف كما في المدينة، وفي الشرائح الفقيرة الحال كما في الشرائح الغنية من المجتمع.

نساء تونس، بناتي العزيزات،

أيها الشعب التونسي العظيم،

إن مجهود الدولة في مواءمة ما جاء في التشريعات السارية مع ما جَدَّ من مبادئ تحفظُ الحقوق والحريات هو أمر عادي يفرضُه واجب تسيير الدولة والتنسيق بين أجهزتها ممّا يُحتِّم عليها أن تبادر بجرأة القانون وقوته وفاعليته في رفع المظالم التي يستحيل الاستمرار في عدم مجابهتها والتخفي وراء التِعَلاَّتِ الواهية لترسيخها. فالمساواة بين الجنسين واقعٌ يفرضه المجتمع بتطوره ودرجة انخراط أفراده نساءً ورجالاً في تغييره اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا وهي بذلك تفعِيلٌ لمبادئ العدل والإنصاف.

لذلك أعلنا في مثل هذا اليوم من سنة 2017 أن مسألة المساواة في الإرث بين الجنسين تختزل أوجه اللاّمساواة واللاملاءمة بين واقع اجتماعي متحرك يعبر عن تطور مشاركة المرأة ومساهمتها في تنميته على جميع الأصعدة وواقع تشريعي يأبى إقرار ذلك وتقنينه. ولهذا فهو الإصلاح الأكبر باعتباره بَوَّابَةَ محاربة بقية مظاهر التمييز وغياب العدل والإنصاف بين نصفي مجتمعٍ تَبَوَّأَتْ فيه النساءُ مراكز ريادية فاقت فيها وتَفوَّقَتْ على الرجال كمًّا وكَيْفًا.

نساء تونس، بناتي العزيزات،

أيها الشعب التونسي العظيم،

إنّ هذا القرار هو استكمال لمسار إصلاحي ترسّخ مع دولة الاستقلال ونريدُ الوصول به إلى مرحلة التتويج، بعد أن ثبت بِمَا لا يدعو للشك أن مساهمة المرأة في نفقات العائلة وتنمية ثروتها أمر واقع، وذلك مهما كان موقعها بنتا أو أختا أو أُمًّا أو زوجة. كما ثبت أيضا أنه بعد هذا المجهود وهذه المساهمة، التي تكون في أحيان كثيرة هي الأصل والأساس، يتمُّ استبعاد المرأة وإقصائها اعتمادا على قواعد في قسمة الميراث لا تأخذ هذا الواقع بعين الاعتبار بل أكثر من ذلك تتركها عُرضةً للتشرُّدِ والفقر والعنف بأنواعه لحظة اقتسام التركة ليُفَضَّلَ عليها الرجل لا لشيءٍ إلاَّ لأنه ذكر.

إنّ الدولة التونسية الحديثة، بقيادة الرئيس الحبيب بورقيبة، اختارت أن تكون مجلة الأحوال الشخصية أوَّلَ قانونٍ تُبادرُ به دولةُ الاستقلال، قبل إعلان الجمهورية في 25 جويلية 1957 وحتى قبل إصدار دستور الجمهورية الأولى في غرة جوان 1959.

نفس هذه الدولة الحديثة اختارت أن تمنح للبنت حق إرث والدها باستعمال تقنية الرّد وإزالة قاعدة الحجب في قانون 1959. وهي نفس الدولة المدنية الحديثة التي تختار بمشروعنا الحالي إنصاف النساء ومواكبة تطور المجتمع والاعتراف بمُساهَمَتِهِنَّ في تكوين ثروات عائلاتهن مهما كان وضُعهُنَّ ضِمن العائلة، وأيًّا كان مَوقِعُهُنَّ، في الأرياف أو في المدن. كما اخترنا من خلال هذا المشروع الذي نعلن عنه اليوم ليس فقط إنصافا لنساء في عملية تقسيم الثروة داخل العائلة باعتبارهن ساهمن في تكوينها بل وأساسا لحِمايتِهنَّ من تبعات تجريدهن من حقهن في التمتع بما ساهمن في اكتسابه وبالتالي نحنُ نُريدُ وضع حدٍّ لحالات العنف والتفقير والتشريد التي تتعرض لها النساء خاصة في العائلات التي ليس لها من الممتلكات ما يكفي لحماية أفرادها عند اقتسام التركة. فكم من أُمٍّ تجدُ نفسها عالةً على أزواج بناتها أو زوجات أبنائها عند اقتسام ملكية منزل العائلة، ويتمُّ إخراجها من منزلها بعد أن ساهمت في بِنَائِهِ بمجهودها وحُسْنِ تصرُّفِها، وكم من أختٍ أو بنتٍ تجد نفسها دُونَ سقفٍ يحميها وهي التي أفنت زهرة عمرها في إقامة سَكَنٍ يأوي العائلة، ونسيت في غمرة ذلك أن توفِّر لنفسها مَأْمَنًا تحتاجه يوم لا ينصفها القانون ويتنكَّرُ لها المجتمع. وكم من زوجة تجدُ نفسها مُهملةً تبحث عمَّن يُطعمها أو يُؤويها بعد أن قضَّت أجمل سنواتِ العمرِ في تحسين وضعية عائلتها دون أن تُقيمَ لمثل ذلك اليوم حساباَ.

نساء تونس، بناتي العزيزات،

أيها الشعب التونسي العظيم،

إنّ لمن أوْكَدِ واجبات الدولة إنصاف المظلوم وحماية الضعيف وإيجادِ حلٍّ لمن أخرجته عجلة القانون من دائرة إنصافها والحفاظ على كرامة نسائها وعدم الاقتصار على البرامج الاجتماعية المُخصَّصة لرعاية الشرائح الهشّة بل أيضا وبالأساس أن تحفظ حقوق أفرادها بشكل يتوازن مع مساهماتهم وتضحياتهم واحتياجاتهم.

إنّ المشروع الذي نحمله اليوم يندرج في صميم فهمنا للدولة العادلة، الدولة التي تسعى لملاءمة القانون مع الأوضاع المستجدّة وفرض سيادته على الجميع ومعالجة الحالات التي تستوجب الإحاطة وإيجاد الحلول المناسبة لها. وعلى عكس ما يعتقد البعض، فإن من أوكد واجبات القانون في المجتمعات العادلة هو حماية الضعفاء فيه. ونحن اخترنا هذا الدور للقانون وللدولة وننأى بأنفسنا عن كل جدلٍ يهدف إلى نفي هذا الدور عن الدولة. ونحن نستمِدُّ شرعيةَ هذا التوجه من الاختيار الذي عبَّر عنه الشعب التونسي في دستوره المُنجز بعد ثورةٍ قامت في الأساس على رفض التهميش والتمييز والإقصاء والتّفقير مهما كانت مظاهرها أو مأتاها.

إن دستور هذه الدولة، التي تسعى لتحقيق العدل بين مواطناتها ومواطنيها، نصَّ بوضوح في فصله الثاني على مدنيتها إذ جـاء فيه ما يلي: “تونس دولة مدنية، تقوم على المواطنة، وإرادة الشعب وعلوية القانون”. ويُعتبر هذا الفصل الجديد في دستور 2014 مُقارنةً بدستور 1959 نقطة مِفصليَّةً، فهو يؤكد الطابع المدني للدولة بما يعنيه ذلك من أن النظام القانوني التونسي هو نظام مدني وضعي وليس بنظام ديني. فالدولة كيان قانوني وضعي له شخصية معنوية على عكس الأفراد المنتمين لها. وسلطة التشريع في هذه الدولة بيد الشعب حسب الفصلين 3 و50 من نفس الدستور، فالشعب صاحب السيادة ومصدر السلطات، يمارسها بواسطة مُمثِّليهِ المُنتخبين أو عبر الاستفتاء. كما أنه لا وجود لهيئة أو سلطة دينية تعلو السلطة التشريعية وتُراقبها فيما تسنُّ من قوانين تُعبِّرُ فيها عن إِرادتها من خلال قوانينها. وغير ذلك يُعَدُّ من باب التناقض الصريح مع الدستور.

نساء تونس، بناتي العزيزات،

أيها الشعب التونسي العظيم،

إنّ نظام المواريث هو نظام قانوني وضعي للدولة التونسية ضَمَّنَتْهُ في مجلة الأحوال الشخصية منذ سنة 1956 ونقَّحتهُ عديد المرات، وهو ما يمنحُها سلطة تنقيحِهِ متى رأت لذلك ضرورةً وِفقَ تطور المجتمع وتغيُّرِ حاجيّاتِ أفرادِهِ ووضعياتهم.

ونحن نريدُ تذكيرَ البعض مِمّن يحتمي خلفَ مقولة أن الدولة التونسية عند وضعها لنظام المواريث في مجلة الأحوال الشخصية سنة 1956 إِنّماَ اختارت اسْتِقَاءَهَا من قواعد الفقه الإسلامي بِأنَّهُ، وبقطع النظر عن تركيبة المجتمع التونسي آنذاك وبنيته الاجتماعية والاقتصادية، فإن المُشرِّع اعتمد الرد لإلغاء حجب البنت في الإرث مُتجاوِزًا التعصيب بالذكر في قواعد التوريث كما أنَّ الدولة التونسية ألغت نظام الأحباس الذي كان يُستعملُ لإقصاء الإناث في العائلة من الإرث.

وهذا خيرُ دليلٍ على تجذُّرِ المنحى الإصلاحي والتأويل المنفتح لقواعد الإسلام في تفاعله مع محيطه واستيعابه لتطور الأنساق الاجتماعية. ثم إن العديد من المُورِّثين دأبوا على اختيار المساواة في الإرث بين بناتهم وأبنائهم في قائم حياتهم اعتمادًا على الهِبَة دون أن يكون في ذلك تناقضٌ أو انتهاكٌ لمعتقدهم الديني أو سببا لتكفيرهم أو نبذهم أو إخراجهم من المِلّة.

وأن تكون غالبية الشعب التونسي مُسلمةً، مثل ما ورد في الفصل الأول من الدستور، فذلك لا يعني أن مرجعيَّةَ قوانينِ الدولة دينية وإلاَّ كان لزامًا علينا عندها تطبيق النص الديني الصّريح في قطع اليد عند السرقة ورجم الزاني والزانية واسترقاق البشر وامتلاك الجواري وغيرها من الأحكام التي لا يمكن اليوم تبنيها في المجتمعات الحديثة والدُّولِ المدنية التي تكمنُ قوتها في احترام معتقداتِ أفرادها بأن تكفلَ لهم حرية المعتقد والضمير وحقَّ ممارسةِ ذلك في ظلِّ حماية القانون والتزام الدولة بسلطته.

نساء تونس، بناتي العزيزات،

أيها الشعب التونسي العظيم،

لقد نصَّ دستور جانفي 2014 في فصله السادس صراحةً على أنّ “الدولة راعيةٌ للدين، كافلةٌ لحرية المعتقد والضمير وممارسةِ الشعائر الدينية، ضامنةٌ لحيادِ المساجد ودُورِ العبادة عن التوظيف الحزبي”.

وتأكيدًا على الطابع المدني للدولة وإقراره للمساواة بين التونسيين والتونسيات على قاعدة المواطنة، فإنَّهُ ألزم نفس هذه الدولة في فصله 46 على حماية الحقوق المكتسبة للمرأة ودعمها وتطويرها. وهو ما نسعى إلى تحقيقه من خلال هذه المبادرة في إطار مهامِّنا الدستورية وفق الفصل 72 من الدستور الذي ينصَّ على أنَّ “رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدتها، يضمن استقلالها واستمرارها، ويسهر على احترام الدستور”.

لذلك وفي إطار التوازنات التي جاء بها دستور الدولة التونسية بين مدنية الدولة واحترام حرية المعتقد والضمير، اعتبرنا أنه من الضروري تنفيذ التزامات الدولة تجاه مواطناتها ومواطنيها في تحقيق المساواة بينهم مع احترام إرادة الأفراد الذين يختارون عدم المساواة في الإرث فيكون بذلك تحقيق شروط المساواة واجبٌ محمولٌ على الدولة ويبقى لأفرادها حرية اختيار عدم المساواة بين بناتهم وأبنائهم في قائم حياتهم اعتمادا على معتقداتهم الدينية. وبهذه الطريقة يتمُّ حفظُ واجب الدولة في القيام بالمبادرة التشريعية لتحقيق المساواة بين مواطناتها ومواطنيها، تكريسا لمدنية الدولة وتنفيذا لالتزاماتها على معنى الفصلين 2 و21 و46 منه، وتحفظُ الدولة المدنية أيضًا، تشريعيا، لمن اختار من مواطنيها عكس ذلك، الحقَّ في تكريسِ رغبته وفقًا لحرية المعتقد والضمير طالما أن المعتقد شأن شخصي يهُمُّ الأفراد والذوات البشرية لا الذوات والكيانات المعنوية ومنها أساسًا الدَّولَة.

نساء تونس، بناتي العزيزات،

أيها الشعب التونسي العظيم،

نحن لا نعتقد أننا بهذا الخيار قد ابتعدنا عن جوهر الدين وعمقه بما أنه تَركَ للمؤمنين حريةَ تنظيمِ معاملاتهم وفق تطور احتياجاتهم وتبدُّل حال مجتمعاتهم، وإِلاَّ كيف نُفسِّرُ لُجوءَ الخليفة الراشد عمر بن الخطاب والمُكنَّى بالفاروق لشدَّةِ حرصه على التفريق بين الحق والباطل وتحقيق العدل والإنصاف، عندما علَّقَ تنفيذ عقوبة قطع يد السارق في سنة انتشرت فيها المجاعة واضطُرَّ بعض الناس للسرقة سدًّا للرمق؟ ثُمّ كيف نفسر اجتهاده في واقعة “الطَّرَّازة” عندما عرضت عليه زوجة قصتها وهي التي ساهمت في تكوين ثروة زوجها بعملها كطرازة وكان يقوم ببيع ما تُنتجه بكدِّها، وعند وفاته حضر الورثة وأقصوْهَا من القسمة فأمر لها بالنصف في كامل المُخلَّف وبنصيبها في الباقي؟ هل يعني ذلك تكفير الخليفة الراشد عمر بن الخطاب أو إخراجه من الملة أو زيغه عن تعاليم الإسلام أم يعني فقط رسالة منه حتّى يبقى الإسلام منفتحًا على خصوصيات وضعيات الأفراد واستيعابه لها بشكلٍ يجعله صالحاً لكل زمان ومكان، نابِذًا للجمود، مُحرِّكًا للعقل طَلَبًا للعدل والإنصاف على اعتبارهما أهم مقاصده؟

ثم إنّنا لا يمكن أن نقف ضدَّ هذا التوجه والحال أن بعض الدول المُشهِرَةِ لانتمائها الديني كتركيا مثلاً تُطبِّقُ نظام المساواة في الإرث منذ العشرينات ولم تمَسَّ منه حتى عند تغيُّر النظام السياسي فيها.

وفي اعتقادنا أن مصادقة النواب في مجلس النواب التونسي يوم 23 ماي 2018 على انضمام تونس لبروتوكول الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب بشأن حقوق المرأة وبتصويت كل الحساسيات السياسية فيه دون تسجيل أيِّ رفض له، والذي نصَّ بصريح العبارة في فصله 21 على حق المرأة في الميراث من ممتلكات العائلة مثلها مثل الرجل وبشكل منصف وعادل، وفي هذا خيرُ دليلٍ على تشبُّعِ النواب بالدستور نصًّا وروحًا.

كما أنَّ المشروع الذي نقدِّمُهُ اليوم هو من صميم الدستور وهو من صميم العدل والإنصاف، إذ لا يعقلُ أن نُقِرَّ بمساهمة النساء النَّشِطَة في تكوين ثروة العائلة ونرفض تمكينها من حقها في الإرث منها تكريسًا للدستور وما جاء به من حقوق وحريات وما ألزم به الدولة في هذا الصدد كاحترامها للمعاهدات الدولية التي أمضت عليها وكذلك احترامًا لتاريخنا الإصلاحي والجانب النير فيه الذي يحمي حقوق الإنسان وحقوق المرأة تحديدًا.

نساء تونس، بناتي العزيزات،

أيها الشعب التونسي العظيم،

سيذكرُ التاريخ كل من ساهم ويساهم في هذا المشروع مثلما خلَّدَ ذكرى من سبِقَهُم مِمَّن وضعوا لَبنةً مهمّةً على درب الاجتهاد والإصلاح والتنوير كما خلَّدَ ذكرى الزعيم بورقيبة ومن معه لَمَّا وضعوا مجلة الأحوال الشخصية في مواجهة الأعراف البالية ومنظومة الجهل والقهر والظلم والتزمّت فكانت ثمرةً طيِّبة ونواةً صالحةً لبناء مجتمع المواطنة والمساواة والحداثة الأصيلة الذي نصبو إليه ونَعْمَلُ جاهدين طلبًا لبُلوغِهِ.

إن أريدُ إلا الإصلاحَ ما استطعتُ وما توفيقي إلاَّ بالله عليه توكلتُ وإليه أُنيب (صدق الله العظيم)

عاشت تونس،

عاشت نساء تونس،

والسلام عليكم.

أخبار, البارزة 0 comments on عز الدين سعيدان : الدينار يواصل الانزلاق منذ 2011 .. و الحل في عملية إنقاذ غير “مسيّسة”

عز الدين سعيدان : الدينار يواصل الانزلاق منذ 2011 .. و الحل في عملية إنقاذ غير “مسيّسة”

 ** الاحصائيات الصحيحة تؤدي الى قرارات سليمة

منية العيادي

قال الخبير في الشأن الاقتصادي عز الدين سعيدان إن كل الإحصائيات و الأرقام التي تبين ارتفاع قيمة الصادرات و واردات السياحة و الاستثمار الأجنبي مجرد “مغالطات” مبينا أنّ كل المعاملات مع الخارج بأشكالها من تصدير و توريد و سياحة و استثمار أجنبي مباشر و تحويلات تونسية للخارج تقييمها الصحيح لا يكون أبدا بالدينار التونسي لأن الدينار التونسي غير مستقر و في وضع هبوط دائم لذلك فإن التقييم الصحيح لا يكون إلا بالعملة الأجنبية .

 و أضاف في تصريح لموقع مغرب نيوز أن حديث رئيس الحكومة مثلا عن ارتفاع الاستثمار الأجنبي المباشر في السداسي الأول بنسبة 17.7 ليس صحيحا لأن التقييم كان بالدينار التونسي بينما يجب أن يكون الدخل بالعملة الأجنبية و  في حقيقة الأمر ليس هناك تطور أو إرتفاع بل انخفاض لأنه في نفس تلك الفترة الدينار التونسي خسر 30 % من قيمته أي هناك تراجع بنسبة 12.3 عكس ما تقوله الحكومة. 

و استنكر سعيدان الحديث عن تطور الصادرات بينما ارتفع العجز التجاري بنسبة 15% أي بقيمة 10 مليار دينار في 7 أشهر  مشيرا إلى أن “التطمينات التي قدمتها الحكومة، بتحسن المؤشرات الاقتصادية في الأشهر القادمة، ليست سوى خطاب سياسي لا علاقة له بالمنطق و الحقائق و المؤشرات الاقتصادية  .

و تابع  :” يجب أن تقرأ الأرقام بطريقة صحيحة و دقيقة لأن هناك سياسات ستبنى على هذه الأرقام قيما بعد و ستكون بصفة آلية خاطئة لأن الحقيقة غير ذلك و التالي يجب مراجعة تلك السياسيات المتبعة و تغييرها 

و أضاف سعييدان أنّ الدينار يواصل الإنزلاق و بشكل مخيف و  هو انعكاس للأوضاع الإقتصادية و المالية المتدهورة في البلاد التي تعاني تضخما ماليا مرتفعا جدا و هو من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى هبوط قيمة العملة إضافة إلى العجز الكبير في الميزان التجاري و بالتالي سيكون هناك طلب على العملة أكثر بكثير من العرض و النتيجة الحتمية أن سعر العملة الأجنبية سيرتفع و بالتالي الدينار سينخفض .

و أرجع الخبير الإقتصادي هذا التدهور في قيمة الدينار التونسي مقارنة بالعملات الأجنبية إلى السياسات و الخيارات الخاطئة و السيئة للحكومات المتعاقبة منذ 2011 مشددا على أن الحكومة يجب أن تسعى إلى التسريع في إصلاح الأوضاع الإقتصادية و المالية بهدف تقليص نسبة التضخم المالي و تقليص نسبة التوريد مقابل العمل على الرفع في نسبة التصدير فعلا و الاستثمار الأجنبي المباشر و بالتالي ارتفاع إحتياطي العملة و حينها فقط سيتم إصلاح وضع “الدينار” .

 و ختم بأن الحل يكمن في عملية إنقاذ للإقتصاد التونسي بتشخيص جيد و جدّي و “غير مسيّس” نستنبط منه برنامج إصلاح هيكلي أو إستراتيجية إنقاذ .

أخبار 0 comments on فريد الباجي: “الرجل الذي يريد ان يتزوج رجلا له ذلك … لكن لا للمساواة في الإرث” (فيديو)

فريد الباجي: “الرجل الذي يريد ان يتزوج رجلا له ذلك … لكن لا للمساواة في الإرث” (فيديو)

قال الشيخ فريد الباجي إن الناس احرار فيما يعتنقون و ما يختارون مضيفا بالقول :” ان أردت أن تتزوج رجلا و انت رجل فلك ذلك…انت اباحية لك ذلك…الدستور يضمن ذلك.. لكن ليس من حق رئيس الجمهورية و لا من حق اللجنة أو البرلمان ارساء دين جديد “، مشيرا بذلك الى مسالة المساواة في الإرث.

و أضاف أن تقرير لجنة الحريات الفردية و المساواة لا يختلف أبدا عن الوهابية و داعش، مضيفا بالقول “الفرق الوحيد أن الوهابيين والدواعش يحملون السلاح ليحكموا العالم و الدولة تستعمل سلطة القانون”.

و اعتبر الباجي أن مقترح رئيس الجمهورية المتعلق بمسألة الميراث “باطل دستوريا و سياسيا.. و أن هذا الاقتراح سيؤدي إلى الاقتتال و الخصام بين العائلة الواحدة.. و أنه يشرع للتقاتل و الدماء بين العائلات يعني السلم الاجتماعي و الاهلي أصبح مهددا بهذا القانون. 

 

https://web.facebook.com/196023023765580/videos/269639177197603/