المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا يقول أن الليبيين يحتاجون إلى التأكد من أن المال العام يستخدم بشفافية وأن المساعدات تذهب إلى المحتاجين فيما كشف الإعصار عن حجم الانقسام في المؤسسات الليبية.

اشترطت الولايات المتحدة إنشاء هياكل رسمية موحدة للإنفاق بشكل يضمن حصول ضحايا الفيضانات في مدينة درنة على الدعم الذي يحتاجون إليه فيما مثل الانقسام ابرز التحديات أمام قدرة الليبيين على تجاوز تداعيات إعصار دانيال.
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، الجمعة وفق ما نشرته سفارة واشنطن لدى طرابلس، إن “الليبيين المتضررين من الفيضانات يكافحون من أجل إعادة بناء حياتهم، وهم يحاولون التكيف مع خسائر شخصية لا يمكن تصورها”.
وفي 10 سبتمبر/أيلول الجاري، اجتاح الإعصار عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، بالإضافة إلى مناطق أخرى، بينها درنة التي كانت المتضرر الأكبر.
وكشف الإعصار عن اهتراء في البنية التحتية ولكن عن حجم الانقسام في المؤسسات الليبية والذي اعاق وصول الكثير من المساعدات لليبيين فيما تحدثت الكثير من التقارير الدولية عن عجز كبير من قبل المسؤولين عن مواجهة الأزمة فيما أمر النائب العام الصديق الصور بإيقاف عدد منهم تهمة إساءة إدارة العمل الإداري والمالي الموكل لهم.
وأضاف نورلاند أنه “مع تزايد التركيز على إعادة الإعمار، يحتاج الليبيون إلى التأكد من أن المال العام يستخدم بشفافية، وأن المساعدات تذهب إلى المحتاجين”.
وأكد أن المجتمع الدولي “يستعد للمساعدة في هذا الجهد بالخبرة المالية والفنية”.

وطالب الليبيين، بإنشاء “الهياكل التي تجمع السلطات من جميع أنحاء البلاد، للاتفاق على النفقات ذات الأولوية، وضمان تخصيص الأموال بأكثر فعالية وبشكل صحيح”.
وقال “نحث السلطات الليبية على تشكيل مثل هذه الهياكل الموحدة، بدلا من إطلاق جهود منفصلة”.
وفي حين لم يذكر المسؤول الأميركي سبب تلك المطالب، إلا أنها تأتي في ظل صراع بدأ منذ أيام، حول الجهة التي ستقوم بالتصرف في الإعانات الدولية المالية المقدمة للبلاد، للتخفيف من آثار الإعصار التي ضرب مدنها الشرقية.
كما أن الصراع ذاته بين مؤسسات البلاد المنقسمة، يدور أيضا حول عشرة مليارات دينار (ملياري دولار)، كان مجلس النواب قد خصصها ميزانية للطوارئ وإعمار المدن المنكوبة جراء الإعصار، في حين أعلن المجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري) رفض تلك الخطوة التي وصفها بالفردية.
وفي بيانه، قال نورلاند “من المؤكد أن اقتراح عقد مؤتمر لإعادة الإعمار في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول، سوف يكون أكثر فاعلية إذا تم إجراؤه بشكل مشترك وشامل”.
واعتبر ذلك “ضروريا لضمان حصول ضحايا الإعصار على الدعم الذي يحتاجون إليه”.
وأكد مواصلة واشنطن “العمل مع المسؤولين الليبيين في جميع أنحاء البلاد، ومع الأمم المتحدة لدعم برنامج إعادة الإعمار الذي سيثق به الليبيون”.
وتزيد تداعيات إعصار دانيال من المطالب الدولية والداخلية بضرورة إنهاء الانقسام الليبي وتوحيد المؤسسات والمرور إلى تنظيم انتخابات شفافة بعد أكثر من عقد من الحروب والصراع المسلح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *