طالب جريجوري ميكس العضو الديمقراطي البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي بتعليق جزء من التمويل العسكري الأميركي لمصر، فيما عاد موضوع المساعدات الأميركية للقاهرة إلى الواجهة هذا الأسبوع بعد اتهام السناتور بوب مينينديز الرئيس الديمقراطي السابق للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بقبول رشاوى مقابل ممارسة النفوذ لمساعدة الحكومة المصرية وهو ما نفاه.

وقال ميكس إنه طلب من وزارة الخارجية الأميركية تعليق جزء من المعونة العسكرية لمصر الحليف الإستراتيجي للولايات المتحدة، بينما لم تحجب واشنطن سوى 85 مليون دولار من المساعدات التي يربطها القانون الأميركي بإحراز مصر “تقدما واضحا ومستمرا” في معايير حقوق الإنسان.

ويأتي تحريك هذا الملف في غمرة استعدادات مصر لإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في 10 ديسمبر/كانون الأول، فيما انطلقت حملة جمع التوكيلات للمرشحين لخوض السباق الانتخابي.

وأفاد ميكس في بيان نشره على منصة إكس تويتر سابقا “يحتاج الكونغرس إلى مزيد من التوضيح من وزارة الخارجية بشأن كيفية تناول المخاوف المتعلقة بمعاملة المعتقلين السياسيين والصحفيين، فضلا عن سيادة القانون في علاقتنا الثنائية”.

وتقدم واشنطن لمصر منذ زمن طويل كميات ضخمة من المساعدات العسكرية وغير العسكرية، خاصة منذ أن وقعت أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان اتفاق سلام مع إسرائيل في عام 1979.

وتم حجب الكثير من هذه المساعدات في السنوات الأخيرة بسبب مخاوف تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في ظل حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي بما في ذلك الاعتقالات السياسية والاختفاء القسري.

لكن حكومة الرئيس جو بايدن أعلنت هذا الشهر أنها قررت التنازل عن القيود المتعلقة بحقوق الإنسان على مبلغ 235 مليون دولار من المساعدات وأرجعت هذا إلى أن إرسالها سيعود بمزايا أمنية على الولايات المتحدة.

وينفي السيسي وجود معتقلين سياسيين في مصر ويقول إن الاستقرار والأمن لهما الأولوية القصوى وإن السلطات تعمل على تعزيز الحقوق من خلال محاولة توفير الاحتياجات الأساسية مثل الوظائف والسكن.

ودعا 27 عضوا في مجلس الشيوخ على الأقل، في تجمع يضم 51 عضوا، وهو عبارة عن ديمقراطيين وثلاثة مستقلين يصوتون معهم عادة، إلى استقالة مينينديز.

ومن بين المطالبين بالاستقالة ديك دوربين، الرجل الثاني في الأعضاء الديمقراطيين بمجلس الشيوخ. وانضم إلى الدعوة جاري بيترز، رئيس لجنة الحملات الانتخابية للديمقراطيين في مجلس الشيوخ والسناتور كوري بوكر العضو الآخر الممثل لولاية نيوجيرزي مع مينينديز في مجلس الشيوخ.

وقال السناتور الديمقراطي جو مانشين إن السناتور بوب مينينديز أبلغ ديمقراطيين في مجلس الشيوخ الخميس بأنه لن يستقيل غداة دفعه ببراءته من اتهامات بقبول رشاوى، بينما تنحى مؤقتا عن رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في المجلس وحل محله السناتور الديمقراطي بن كاردين.

وقال ممثلو الادعاء إن مينينديز وزوجته نادين قبلا سبائك ذهبية ومئات الآلاف من الدولارات في مقابل استغلال نفوذهما للتدخل في تحقيقات إنفاذ القانون مع ثلاثة رجال أعمال من نيوجيرزي ومساعدة الحكومة المصرية.

وتعطي الولايات المتحدة أهمية بالغة لأمنها القومي وتحرص على تعزيز العلاقات مع مصر بعيدا عن ملفات حقوق الإنسان ما مثل ضربة للجماعات التي تعوّل على الملفات الحقوقية للضغط على السيسي خارجيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *