* فريق بايدن يدعم الديمقراطية والتنمية والعقلانية ..

* لهذه الاسباب دعونا الشعب الى النزول إلى الشارع

حاوره كمال بن يونس

نوه وزير الخارجية التونسي السابق والقيادي في حركة النهضة رفيق عبد السلام في حديث الى عربي 21 بالجهود و”المساعي” و” الوساطات” التي تقوم بها شخصيات تونسية وسفارات واشنطن والعواصم الأوربية في تونس ، لمحاولة إنهاء الأزمة السياسية الحالية ، التي استفحلت “بعد أن رفض الرئيس التونسي قيس سعيد احترام قرار حوالي ثلثي البرلمان الذي صادق على تعديل حكومي قرره رئيس الحكومة هشام المشيشي وفق صلاحيات ضمنها له الدستور”.

وكشف عبد السلام أن السفير الأمريكي في تونس دونالد بلوم وفريقه أبلغ رئيس البرلمان راشد الغنوشي ورئيس الحكومة هشام المشيشي ورئاسة الجمهورية أن ” الادارة الأمريكية ما تزال تدعم الانتقال الديمقراطي وسياسات التنمية في تونس ” وأنها مع ” التوافق السياسي ” والحوار بين أركان الدولة والاحزاب السياسية.

ونوه رفيق عبد السلام بفريق الرئيي الامريكي الجديد بادين وخاصة بوزير الخارجية الجديد الذي سبق له أن زار تونس والتقى قيادة حركة النهضة مرارا ، واعتبر أن واشنطن في مرحلة ما بعد”الرئيس الشعبوي” دونالد ترامب ستدعم مجددا “التوافق السياسي” في تونس وليبيا ومصر وبقية الدول العربية والافريقية .. وتوقع أن يدعم فريق بايدن الديمقراطية والتنمية والعقلانية في تونس وليبيا والدول العربية والاسلامية وفي العالم أجمع بما في ذلك عند تعامله مع الملف النووي الايراني ..

ونوه عبد السلام بالجهود التي تقوم بها سفارات واشنطن ومفوضية الاتحاد الاوربي والعواصم الغربية من أجل تسوية الازمة السياسية في تونس ، لكنه أكد أن ” الاطراف السياسية التونسية مطالبة بالدفع في اتجاه التوافق دون الحاجة إلى تدخلات ووساطات ، بدءا من السيد الجمهورية “.

جماهير النهضة انتخبوا قيس سعيد

لكن لماذا تأزمت علاقات رئيس الدولة قيس سعيد بقيادة حركة النهضة التي كانت دعت بقوة الى انتخابه ووقفت ضد منافسه نبيل القروي؟

رفيق عبد السلام عقب قائلا : ” فعلا استغربنا تعاقب مؤشرات التوتر والتصعيد بين الرئيس قيس سعيد مع جماهير حركة النهضة التي انتخبته ..

ونحن بدورنا تساءلنا لماذا وصلت الأمور هذا الحد من التوتر والجميع يذكر أن آلافا من أنصار حركة النهضة نظموا تظاهرة ضخمة لصالح قيس سعيد يوم الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية في اكتوبر 2019؟”

لكن عبد السلام استطرد قائلا :”

يبدو أن الرئيس قيس سعيد “أصبح يخضع لضغوطات أطراف سياسية متشجنجة وأقلية متطرفة من الاستئصاليين معارضين للديمقراطية وللتوافق السياسي وللتعددية الحزبية وللبرلمان والدستور..”

لكن من تكون هذه الاقلية والاطراف ؟

الوزير التونسي السابق والقيادي في حزب النهضة لم يستبعد أن يكون بينها بعض ” المستشارين ” و” قيادات من حزبي الشعب و التيار ” اللذين يشكلان ” أقلية برلمانية لديها 38 نائبا من بين 217.

مسيرة شعبية ضخمة ؟

وماذا عن المسيرة الشعبية الضخمة التي دعت قيادة حزب النهضة إلى تنظيمها يوم 27 فبراير الجاري ؟

هل لن تتراجع قيادة النهضة عنها في آخر لحظة بعد تعاقب زيارات السفراء والديبلوماسيين الاجانب الى مقراتها والى مكتب رئيس البرلمان راشد الغنوشي ؟

رفيق عبد السلام نفى وجود أي توجه للتراجع عن تنظيم هذه المسيرة الشعبية ، وأورد أن أهم الرسائل التي يراد توجيهها بالمناسبة : دعم الديمقراطية واحترام نتائج الانتخابات ورفض الانقلاب عليها وعلى المؤسسات الدستورية تحت شعارات فوضوية وشعبوية مثل الدعوة إلى حل الأحزاب وحل البرلمان أو استبدال النظام الديمقراطي المنتخب بنظام شعبوي”.

كما تهدف هذه المسيرة الى “دعم الحكومة وقرار الأغلبية البرلمانية التي منحتها الثقة و التاكيد الالتزام بالدستور ..والاعتراض على الدعوات للانقلاب عليه وعلى شرعية صناديق الاقتراع وعلى المسار السياسي المدني “.

ونفى القيادي في حزب النهضة أن تكون مسيرة 27 فبراير”مسيرة معارضة لأي طرف سياسي بما في ذلك لشخص رئيس الدولة قيس سعيد ” وأكد أنها ” مسيرة مساندة للدولة بكل أركانها ولمؤسساتها المنتخبة وللنظام الديمقراطي التعددي ..”

كما أوضح أنها سوف تكون ” مسيرة مفتوحة لكل الشعب وكل الوطنيين ..وان شعاراتها ستكون وطنية جامعة تدعو للتوافق وليس الى الصدام والتفرقة ” ..

أجواء صائفة 2013 ؟

وهل تذكر هذه المسيرة والاجواء العامة في البلاد بأجواء صائفة 2013 عندما نظمت مسيرات ضخمة معارضة للانقلاب العسكري في مصر ولسيناريوهات الانقلاب في تونس ؟

رفيق عبد السلام اعتبر أن “الاجواء اليوم تختلف عن أجواء صائفة 2013 عندما كانت ” قوى الثورة المضادة في أوجها في تونس وعربيا ودوليا ..لكن الاهداف والرسائل السياسية نفسها ، من حيث الدعوة إلى التمسك بحسم الخلافات سياسيا بعيدا عن الحلول الأمنية والعسكرية وكل سيناريوهات الاستهتار بقرار صناديق الاقتراع “..

واعتبر عبد السلام أن ” التوازنات السياسية الوطنية والاقليمية والدولية اصبحت لصالح الانتقال الديمقراطي وليس لصالح قوى الثورة المضادة والشعبويين الذين انتعشوا في العالم أجمع في عهد دونالد ترامب ثم انتعشوا في المنطقة وفي تونس “..

واعتبر عبد السلام أن ” انتخاب بايدين إعادة الاعتبار للمشروع الديمقراطي عالميا وانكسار للموجة الشعبوية في امريكا ترامب وتونس ..

لأن النزعات الشعبوية التي لا تؤمن بالديمقراطية هي في تراجع عالميا وفي امريكا بعد هزيمة دونالد ترامب وحلفائه في الانتخابات السابقة “.

رسالة الى قيس سعيد

وماذا يتوقع وزير الخارجية السابق من الرئيس التونسي بعد لقاءاته مع عدد من السفراء الاجانب .؟

عبد السلام توجه بالمناسبة بنداء إلى كبار رجال الدولة في تونس وبينهم الرئيس قيس سعيد إلى أن يحكموا المصلحة الوطنية العليا ..

واعتبر أن من بين واجبات رئيس الدولة الذي انتخب وفق دستور ديقمراطي واضح أن يدرك ان هناك مصلحة وطنية ..وان يصغي الى النداءات الداخلية والرسائل الخارجية ويفتح حوارا مع كبار اركان الدولة ورموزها ومع قيادات كل الاحزاب..لان انحيازه الى اقلية من الأحزاب وامتناعه عن المصادقة على قرار اغلبية البرلمان ومحاولة شل عمل الحكومة لا يفيد البلاد ويضر بمصالح الشعب والدولة ..في مرحلة استفحلت فيها الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والصحية “..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *