ندوة بتاريخ 30 جانفي 2016

نظمت المؤسسة العربية و الافريقية للبحوث و الدراسات الاستراتيجية يوم السبت 30 جانفى 2016 أولى فعالياتها النوعية خلال العام الحالى من خلال عقد ندوة حوارية حول ” المستجدات فى المشرق العربي و إنعكاساتها على دول المغرب العربي ” .

Aucune description de photo disponible.

هذه الندوة التى ألتأمت بمقر مركز الجامعة العربية بالبحيرة تونس تأثثت بجملة من المداخلات الفكرية والشهادات المنبثقة من تراكمية الخبرة و التجربة قدمتها ثلة من الشخصيات الوطنية المختصة فى المجال الدبلوماسي والتجارة و الاقتصاد و الامن و الشؤون العسكرية على غرار السفراء السابقين السادة محمد جنيفان و صلاح الدين الجمالي و محمد الحصايري و صالح حمدى و عز الدين القرقني والجنرال محمد المؤدب المدير العام السابق للامن العسكري وللديوانة والخبراء السادة أحمد كرم و جمال عوي الدين عويديد وزهير بن يوسف و عبد الله العبيدي ومنير بالعربي و حضرها جمع من المثقفين و المهتمين بالشأن العربي و الاسلامي و الافريقي و ممثلين عن عدد من السفارات العربية و الاجنبية المقيمة فى تونس .L’image contient peut-être : 3 personnes

بعد الكلمة الافتتاحية للسيد كمال بن يونس رئيس المؤسسة و بإدارة من السيد رضا الكزدغلى الكاتب العام للجلسة الأولى و السيد محفوظ الباروني أمين المال للجلسة الثانية تركزت أعمال الندوة على إستعراض و مناقشة المحاور التالية :

– المتغيرات فى المنطقة العربية منذ إتفاقيات سيكس بيكو بين فكر و فعل المؤامرة و بين توفر بيئة التوتر والتأزم على خلفية التهديدات و الخلافات و الانقسامات و خصوصية كل منطقة من الفضاء العربي فى ذلك شرقا و غربا مع تأثيرات بلدان الجوار .

– الشخصية العربية الاسلامية و مدى قدرتها على إثبات الذات و فرض الرؤية و التفاعل مع المتغيرات و موقع تونس فى ذلك منذ تهجير الاندلسيين و إلى حركات هجرة بعض الشعوب العربية العكسية اليوم الى بلدان أوروبا و أمريكا الاتينية .

– توازن القوى الجديد فى منطقة الشرق العربي و التحالفات السياسية و العسكريةالعديدة و المتداخلة و تأثير الوجود العسكري الروسي فى المنطقة : من يؤثر فى من و ما هي خلفيات التحالفات و أجنداتها ؟

– القراءة العسكرية و الأمنية للواقع العربي و الاسلامي اليوم بين تهديد داعش و التدخل الأجنبي و قدرة الدول العربية على التعامل مع هذا التهديد بالفعاليو القوة الضروريتين : هل الدول المغاربية و تونس بالاساس فى وضع مريح أم فى منطقة تهديد مباشر .

– المستجدات الأمنية و العسكرية فى المنطقة العربية فى عمقها الاستراتيجي الحينى و منظور المدى و اانعكاساتها الاقتصادية و التجارية على تونس و على دول الجوار.

– تأثير قضايا الطاقة و التقلبات النقدية على المتغيرات الجيوغستراتيجية فى المنطقة العربية و الاسلامية شرقا و مغربا

و قد أفضت الندوة فى مختتم أعمالها الى جملة من التوصيات و الآراء المقدمة من قبل المتدخلين أو المستخلصة من الحوار النوعي الثرى ستعمل الهيئة المديرة للمؤسسة العربية و الافريقية للدراسات على متابعتها في شكل كتاب ولقاءات حوار مع صناع القرار.

و أرجع رئيس المؤسسة السيد كمال بن يونس ما يحدث في منطقة المشرق العربي إلى ما شهدته المنطقة من حروب منذ 35 عاما أي منذ اندلاع الحرب العراقية الإيرانية ثم العدوان الاسرائيلي على لبنان و القيادة الفلسطينية و ما تبعه من ترحيل زعاماتها و قياداتها إلى تونس و عدة دول عربية أخرى مرورا بحرب الخليج الثانية في جانفي 1991 ردا على اجتياح القوات العراقية للكويت في صائفة 1990 حيث كانت تلك الحرب منعرجا استراتيجيا و دوليا، ثم الحرب في افغانستان ثم العراق و سقوط بغداد و معها الرئيس صدام حسين بتعلة تغيير أنظمة الإستبداد، وصولا إلى ثورات ما يسمى الربيع العربي .
كل تلك الأحداث كانت تمهيدا لما يحدث اليوم في المنطقة من تشتت و صراع على مختلف الأصعدة.
و أشار بن يونس إلى أن المستجدات الحالية يمكن أن تكون منطلقا للتفاؤل و التفكير في البناء و الاصلاح و المساهمة في إعادة رسم خارطة المنطقة و النظام الاقليمي الجديد بعد أن تبين أنه لا يمكن للآخر أن يغير خارطة المنطقة لوحده.

كما أكد أن النجاعة تدفعنا اليوم إلى قراءة المستجدات الأمنية و السياسية و الإقتصادية في المشرق العربي برؤية استشرافية و بناءة و ليس بالتركيز فقط على على الواقع المؤلم و الماضي أي أن نساهم في البناء و ليس في تعميق الهوة و السقوط في الأخاديد و الكمائن التي نصبت لأمة كانت ولا تزال واحدة منذ 14 قرنا يراد لها أن تتورط في مزيد من حروب الاستنزاف و في اهدار مزيد من الثروات و الطاقات البشرية في الاقتتال الداخلي .

وختم رئيس المؤسسة بالقول إن الدول العربية عموما و المغربية خاصة أقرب من أي وقت مضى لتوظيف الأزمات و الحروب و الاختلافات و الاضطرابات الداخلية لوقف نزيف الصراعات المدمرة و المكلفة و ينبغي التغيير بما يخدم أولويات الشعوب في التحرر بما في ذلك التحرر من الاستعمار الصهيوني و التحرر الاجتماعي و السياسي و الثقافي و تكريس شعارات الثورات الشعبية المتعاقبة رغم اخفاقاتهامن ثورات العقود الماضية إلى ثورات الربيع العربي.

السفير السابق صلاح الدين الجمالي كان من بين المؤثثين للحوار و قال إن جل الدول العربية فقدت السيطرة على أوضاعها و القدرة على إدارة شؤونها و معالجة أزماتها التي فرضت عليها من الخارج و أكد أن الدول الغربية أصبحت تتدخل في سير الأحداث في المنطقة ، و أن المتابع للأحداث في المنطقة العربية يلاحظ أن هذا التحرك الشعبي التلقائي الذي سمي ثورات الربيع العربي واكبته للأسف خطة مرسومة من المخابرات الغربية لإشاعة الفوضى و إعادة رسم خارطة المنطقة العربية وفقا للمصالح الغربية و في صدارتها المصالح الأميريكية.

و أوضح أن غياب الانسجام و التوافق و الثقة المتبادلة بين العرب هو ما شجع الغرب على التعامل مع العرب بطريقة بشعة من تلفيق للتهم و المغالطات لتبرير التدخل العسكري اضافة إلى تكريس سياسة الكيل بمكيالين في التعاطي مع المنطقة العربية.

و أشار الجمالي أن العلاقات الخارجية لبلادنا مع مختلف البلدان العربية لا تزال غير متجانسة و أن للتجاذبات السياسية في بلادنا دور في هذا الوضع و قال إن تفادي المزايدات في علاقاتنا مع دول المشرق العربي سيكون له الأثر الإيجابي في إعادة الدفء إلى العلاقات.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *