· الجهيناوي والزبيدي والفرجاني كانوا مقربين من السبسي ومعارضي الشاهد

تونس مغرب نيوز

كمال بن يونس

بعد أقل من أسبوع من مباشرة الرئيس التونسي الجديد قيس سعيد لمهامه رئيسا للبلاد وقائدا أعلى للقوات المسلحة أعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد أنه تقرر بعد التشاور مع رئيس الدولة اعفاء وزيري الدفاع عبد الكريم الزبيدي والخارجية خميس الجهيناوي وكاتب الدولة للخارجية ( وكيل وزارة ) حاتم الفرجاني من مهامهم .

وقد كلف وزير العدل كريم الجموسي بمهمة وزير دفاع بالنيابة الى جانب مسؤولياتها على رأس وزارة العدل ، وكلف كاتب الدولة للخارجية صبري باش طبجي بمهمة الاشراف على وزارة الخارجية و التنسيق مع المؤسسات التونسية والدولية في التحضيرات لقمة الدول الفرنكفونية المقررتنيظمها العام القادم بتونس .

كما تقرر اعفاء وكيل وزارة الخارجية المسؤول عن التعاون الاقتصادي الدولي حاتم الفرجاني .

وأكدت مصادر مسؤولة للشرق الأوسط ان أعضاء الحكومة الثلاثة الذين وقع اعفاؤهم كانوا من أكثر اعضاء الحكومة السابقة المحسوبين على الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي ونجله حافظ قائد السبسي زعيم حزب النداء خلال اندلاع أزمة سياسية علنية بين رأسي السلطة التنفيذية في صائفة 2018 وتسببت في انقسامات داخل مؤسسات الدولة والحزب الحاكم وفي تأسيس حزب ” تحيا تونس ” بزعامة الشاهد.

وكان وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي ترشح في الانتخابات الرئاسية في دورتها الاولى يوم 15 سبتمبر الماضي وفاز بالمترتبة الرابعة بعد قيس سعيد ورجل الاعمال والاعلام نبيل القروي ورئيس البرلمان بالنيابة عبد الفتاح مورو . وقد توجه الزبيدي بانتقادات حادة الى الشاهد خلال حملته الانتخابية والحوارات التلفزية والاذاعية الذي أجراها بالمناسبة.

كما كان الشاهد الذي ترشح بدوره في الدور الاول للانتخابات الرئاسية انتقد خلال حملته بقوة الزبيدي وشكك في خبرته السياسية ونجاعته .

ولم يعلن بعد في قصر قرطاج عن تعيين مستشاري الرئيس التونسي الجديد وفريقه .

لكن لوحظ ان السفير السابق عبد الرؤوف بالطبيب باشر ، منذ اليوم الاول لدخول الرئيس قيس سعيد الى قرطاج ، مهام الوزير رئيس مكتب الرئيس وحضر أغلب مقابلات قيس سعيد مع قيادات الأحزاب التونسية ومع الضيوف الاجانب وبينهم وزير خارجية المانيا ورئيسي غرفتي البرلمان المغربي مبعوثي العاهل محمد السادس ورئيس بلدية باريس السابق برتران دو لا نويه .

ولم يصدر أي بلاغ يوحي بتعيين السفير عبد الروؤف بالطبيب وزيرا مديرا للديوان الرئاسي خلفا لنبيل عجرود الذي عين في نفس الخطة في يونيو حزيران الماضي بعد 3 أعوام تولى فيها خطة مستشار للشؤون القانونية.

كما أثارت المواقع الاجتماعية ووسائل الإعلام التونسية ضجة مساء أول أمس الاثنين وصباح أمس الثلاثاء في أعقاب نشر خبر في موقع رئاسة الجمهورية عن استقبال الرئيس قيس سعيد لوزير الخارجية الألماني هايكو ماس مع تغييب وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي .

وكان الجهيناوي استقبل الوزير الألماني صباح نفس اليوم في مقر الوزارة وعقد معه مؤتمرا صحفيا تحدثا فيه بالخصوص عن المبادرة الالمانية بتنظيم مؤتمر يجمع الفرقاء السياسيين الليبيين في المانيا تمهيد ” للمؤتمر الليبي الجامع للمصالحة “.

وكشفت صور المقابلة أن الرئيس التونسي كان مصحوبا في نفس الاجتماع بالسفير عبد الرؤوف بالطبيب وسفير تونس الحالي في طهران الدبلوماسي المخضرم طارق بالطيب .

وتوقع عدد من الاعلاميين والسياسين في تعليقاتهم في وسائل الاعلام التونسية دعوة سفير تونس في طهران لحضور الاجتماع مع وزير الخارجية الالماني بوجود نية لتعييه وزيرا للخارجية أو مستشارا للشؤون الديبلوماسية والسياسية في قصر قرطاج ، لأن الدستور التونسي يعطي رئيس الجمهورية الكلمة الفصل في تعيين وزراء الخارجية والدفاع والداخلية رغم اشتراطه موافقة رئيس الحكومة والبرلمان .

وقد سبق للسفير طارق بالطيب ان اشرف على البعثات الديبلوماسية التونسية في دولة الامارات العربية المتحدة ومصر وليبيا واندونيسيا . كما اشرف خلال الاعوام الماضية على ادارة ملف العلاقات مع ليبيا وكلف بترؤس الوفود التونسية في الاجتماعات الدولية الخاصة بالازمة الليبية . كما رافق وزير الخارجية التونسي السابق خميس الجهيناوي مرارا في زيارات عمل خاصة الى طرابلس وبنغازي وطبرق قابلا خلالها اللواء المتقاعد خليفة حفتر ورئيس المجلس الانتقالي فايز السراج ورئيس حكومة الشرق السابقة عبد الله الثني وبقية القيادات السياسية والعسكرية والقبلية الليبية .

في انتظار الكشف عن مبررات هذا التعديلات التي استبقت تشكيل الحكومة الجديدة الشهر القادم كشفت مصادر مسؤولة للشرق الاوسط ان التغييرات لن تشمل مؤقتا بقية كبار المشرفين على المؤسسات الامنية والعسكرية في رئاسة الجمهورية والحكومة .

لكن بعض مستشار الرئاسة السابقين وبينهم رئيس الحكومة السابقة الحبيب الصيد والمستشار السياسي نور الدين بن نتيشة والمستشار الاعلامي فراس قفراش أعلموا مدير الديوان الرئاسي كتابيا أنهم يضعون استقالتهم على مكتب الرئيس الجديد في انتظار البت فيها ، لأن القانون يسمح له بتجديد كامل فريق مستشاريه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *