شهدت القمة العربية، التي عقدت في تونس أمس، مفارقات عدة فرغم تسميتها من قبل الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، بـ”قمة العزم و التضامن”، إلا أن الخلافات مستمرة، فقد غادر أمير قطر قبل إلقاء كلمته، فيما انتقد نشطاء حديث العاهل السعودي عن “الدور التنموي” لبلاده في اليمن، و التغاضي عن دورها في تعميق المأساة في هذا البلد العربي، كما انتقد نشطاء استعانة الرئيس الفلسطيني بنتنياهو لانتقاد حماس، فيما استعان الرئيس التونسي بالشعر لتلطيف أجواء القمة.

و قالت مصادر إعلامية إن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، غادر اجتماعات القمة العربية بمجرد انتهاء الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي من إلقاء كلمته، من دون إبداء السبب.

و لم يُعرف حتى الآن سبب مغادرة الشيخ تميم للقمة، حيث تحدثت بعض المصادر عن وجود خلافات بين القادة العرب، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن برنامج الزيارة اقتصر فقط على حضور أمير قطر لافتتاح القمة، بدون إلقاء أي كلمة.
وحول هذه الواقعة أكد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي في مؤتمر صحافي إن أمير قطر حضر الجلسة الافتتاحية للقمة و أن “لا إشكال في مغادرته”.

و غادر ملك السعودية القاعة بعد إنهاء الرئيس التونسي قايد الباجي السبسي خطابه، و عزا مراقبون ذلك إلى محاولة العاهل السعودي تجنب كلمتي ممثلي الأمم المتحدة و الاتحاد الأوروبي اللذين تحدثا عن أوضاع اليمن وفلسطين.
وكانت “حدة التوتر” بين الزعماء المشاركين في القمة واضحة، حيث اضطر الرئيس التونسي لتلطيف الأجواء، ودعا إلى “التخفيف من حدة الخطاب حتى تعم الفائدة”.

و من بين المفارقات التي تضمنها خطاب عدد من الزعماء، تأكيد العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز على “الدور التنموي” لبلاده في اليمن، حيث أكد “استمرار المملكة في تنفيذ برامجها للمساعدات الإنسانية والتنموية لتخفيف معاناة الشعب اليمني العزيز”.

و هو ما دعا عدداً من النشطاء إلى التهكم على هذا الخطاب، مستغربين “تجاهل” الملك السعودي لدور بلاده في تعميق الأزمة والمأساة في اليمن. ولوحظ أن العاهل السعودي غادر القمة خلال الجلسة الافتتاحية وقبل كلمة الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، التي أشارت في كلمتها للأوضاع في اليمن.

كما تعرض الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى انتقادات كبيرة بعدما “استشهد” بعبارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لاستهداف حركة المقاومة الإسلامية، حماس، حيث قال خلال خطابه في القمة: “حماس لا تريد المصالحة، و قالها بصراحة نتنياهو : كلما جاء دعم لحماس ابتعدنا عن المصالحة”.

و كان من اللافت أيضاً لجوء الرئيس التونسي إلى استحضار خطاب الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة خلال قمة 1979، وخاصة عبارته المشهورة “نأمل أن يوفقنا الله إلى توحيد آرائنا و تثبيت خطانا كي نبعث مجد آبائنا و لا نكون أقل جدارة بعروبتنا مما كان عليه أسلافنا”.

قائد السبسي استعان أيضاً ببيت شعر للشاعر المصري المعروف حافظ إبراهيم يقول فيه: “كم ذا يكابد عاشق ويلاقي… في حب مصر كثيرة العشاق”، قبل إعطائه الكلمة للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في محاولة أخرى لتلطيف الأجواء المشحونة داخل القمة. و كان السيسي قرر الحضور في آخر لحظة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *