دعا رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إلى الكفّ عن الاستثمار في خطاب الكراهية و التباغض و التحريض. و قال متوجّها إلى قيادات الجبهة الشعبية: “اقول لأصدقائنا في الجبهة الشعبية تقدموا للشعب ببرامج جدية و كفوا عن المزايدات التي لا طائل من ورائها”.
و جدّد الغنوشي، اليوم السبت 12 جانفي 2019، خلال ندوة بعنوان “مسار الثورة بعد حصيلة ثمان سنوات “رؤية و استشراف”، نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية و الدبلوماسية، انتقاده لهيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي، قائلا إنّ الاتهامات الموجهة للحركة لا أساس لها.
و في تعليقه عن توجيه تهمة القتل العمد لمصطفى خذر في قضية اغتيال البراهمي، قال الغنوشي إنّه غير منتم لحركة النهضة و هو واحد من ضحايا القمع و سجن مع غيره من العسكريين و كان ينتمي للمؤسسة العسكرية و خرج من السجن و له علاقات مع أعداد من النهضويين و غير النهضويين. وتابع قائلا: “تقديري أنه اشتغل بقضايا لا تخصه و هو قد جمع وثائق أمنية و التي كانت منتشرة في كل مكان و اشتغل مع الأمن فيما يخص الإرهابيين و بالتالي اشتغل فيما لا يخصّه و قد حكم ب8 سنوات سجنا و كان ذلك في عهد الترويكا” .
و تابع قائلا : “ينبغي أن نحترم استقلال القضاء و نحترم المؤسسات و أن يتوفّر للقضاء الوقت الكامل من أجل القيام بعمله وألاّ يكون عرضة للابتزاز و الضغط مبيّنا ان حركة النهضة حريصة أكثر من أي طرف آخر على ظهور الحقيقة في كل قضايا الاغتيالات لأنّه لا يجب أن يبقى الجرح مفتوحا “.
و قال الغنّوشي إن الندوات التي تقوم بها هيئة الدفاع عن الشهيدين البراهمي و بلعيد تشبه سياسة بن علي و بعض ندوات عبد الله القلال في بداية التسعينات معبرا عن خشيته من أن يكون “هذا التشويش يهدف لعدم وصول البلاد إلى الانتخابات و زرع ألغام أمامها أو من أجل الوصول إلى الانتخابات دون نهضة أو وصول الانتخابات والنهضة قد تم تشويهها”.
و قال : “أؤكد بكل مسؤولية أنّه لا وجود لجهاز سرّي داخل حركة النهضة و نحن متأكدون أن القضاء سيفنّد كل شيء”.
و تساءل رئيس حركة النهضة : ” لو كان مصطفى خضر من النهضة كيف تتركه يحاكم و يسجن و لا تحميه”.
كما اعتبر الغنوشي أنّ الحملة الإعلامية الأخيرة للجنة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي “حملة إعلامية و انتخابية سابقة لأوانها، تقف وراءها أحزاب نافست حركة النهضة في 2011 و 2014 و 2018 و عندما كانت حصيلتها ضعيفة حولت الصراع إلى حملة إعلامية”. و أردف قائلا: “انتهى عهد حملة إعلامية ثم اعتقالات ثم منع أحزاب”.
و دعا إلى التهدئة و تجنب المزيد من الاستقطاب و التصعيد و التوظيف السياسي للإعلام مقترحا صياغة ميثاق إعلامي يرشد الممارسة الإعلامية و يضمن توازن الرأي و الرأي الآخر، عوض حملات الشيطنة، وفق قوله.