تونس أروماد- عزيزة بن عمر

أغلقت تماما لغة الحوار بين نقابة التعليم الثانوي ووزارة التربية وحلت محلها لغة التهديد و التصعيد و الوعيد. و امام هذه الحرب تحول التليمذ الذي لا حول له و لا قوة الى وقود للمعارك بين الطرفين ، حتى أن جهة من هذه الجهات استغلت حاجياته للتعليم و التأطير و التقييم كحجّة للمقايضة و لتقديم مطالبه ، و من أوجه المقايضة المطالبة بالزيادة في اجور المعلمين مقابل استئناف الامتحانات .

و استيقظ تلاميذ تونس صباح اليوم الاثنين ، على مدارس و اساتذة مضربين على الامتحانات ، الأمر الذي دفع بالتلاميذ للخروج أفواجا من المعهد احتجاجا على قرار الأساتذة مقاطعة الامتحانات على غرار ما تم بعدد من المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية في معتمديات منزل بوزيان والرقاب وسيدي علي بن عون وبئر الحفي وسيدي بوزيد المدينة في حين التحق عدد اخر منهم بمقاعد الدراسة من ذلك معهد خالد بن الوليد ومعهد 2 مارس والمدرسة النموذجية في سيدي بوزيد والمؤسسات التربوية بمعتمدية السوق الجديد.

وقد عبّر عدد من الاولياء عن غضبهم من قرار مقاطعة الامتحانات وندّدوا بالتجاء الأساتذة الى مثل هذه الأساليب للضغط على الحكومة معتبرين ان التلميذ أصبح ضحية ووسيلة لتحقيق مطالب الأساتذة وطالبوا بحق التلاميذ في إجراء الامتحانات لمعرفة مستويات أبنائهم، بحسب تصريحاتهم.

في المقابل، اتّهم الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الثانوي فخري السميطي، وزارة التربية بـ”محاولة إفشال السير العادي للدروس خلال هذا الأسبوع والمراهنة على غلق المؤسسات التربوية”.

وقال السميطي في تصريح إعلامي، اليوم، إن “عدد المربّين الذين لم يستجيبوا لدعوة مقاطعة الامتحانات ضئيل جدّا، وبذلك لن تنجح الوزارة في تأمين الفروض التأليفية وبالتالي ستسعى إلى غلق أبواب المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية في وجه الأساتذة والتلاميذ”. مضيفا “نحن متمسّكون بمواصلة مقاطعة الامتحانات مع التدريس بصفة عادية”.

وتابع سنتمسّك كمربّين بانتهاج أسلوب حضاري مع مديري المؤسسات التربوية إذا رفضوا تمكيننا من ممارسة عملنا وسنلتزم بقرارنا كلّفنا ذلك ما كلّفنا”.

وكان وزير التربية حاتم بن سالم قد دعا يوم أمس الأحد خلال الجلسة العامة التي خُصّصت لمناقشة ميزانية الوزارة المذكورة الأساتذة إلى عدم مقاطعة الامتحانات، متوجّها لهم بالقول “اتعطلوا الامتحانات نطبّق القانون.. أرضاكم أو لم يرضيكم”.

و يتهم المتابعون للشأن العام في تونس نقابة التعليم باستغلال التلميذ كورقة ضغط لابتزاز الوزارة في سبيل تحقيق مطالب الأساتذة التي تتلخص في المسألة المادية من زيادات في الرواتب والمنح.

وكانت وزارة التربية قد نشرت بيانا عبرت من خلاله عن رفضها القاطع لقرار نقابة التعليم مقاطعة الامتحانات لمخالفته قوانين العمل النقابي.

كما عبرت في بيان آخر عن استغرابها لما أسمته أسلوب وعيد وشيطنة من الكاتب العام لجامعة التعليم الثانوي، متوعدة باقتطاع أيام من أجور الأساتذة المقاطعين للامتحانات.

ويؤكد المستشار بديوان وزير التربية محيي الدين المسعودي على تعاطي الوزارة مع كافة مطالب الأساتذة المالية بالأساس والتفاوض معهم بشكل جدي، غير أنه يرفض ما أسماها سياسة لي الذراع والتعنت.

ويقول إن مطالب الأساتذة بالزيادة في قيمة المنح تعد شططا وتعجيزية بالنظر للميزانية المخصصة لوزارة التربية، لافتا إلى أن الوزارة ستقتطع من أجور الأساتذة المقاطعين للامتحانات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *