قالت صحيفة “إندبندنت” إن  قمة العشرين التي ستعقد في بيونس أيرس يوم الجمعة تمثل لحظة مربكة لولي العهد السعودي ومحاولات ترميم سمعته التي دمرتها جريمة قتل الصحافي المعروف جمال خاشقجي بداية الشهر الماضي.

و علق بروزو دراغاهي إن ولي العهد المثير للجدل محمد بن سلمان سيواجه غضبا شديدا من النائب العام الأجنتيني بالإضافة للقاءات باردة مع قادة العالم في أول خروج له بعد جريمة القتل التي تمت في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر). ووصل الأمير يوم الأربعاء حيث وصل للعاصمة الأرجنتينية بعد زيارة إلى تونس وسط دعوات لمحاكمته بجرائم حرب ارتكبها في اليمن.

وأكدت هيومان رايتس ووتش يوم الأربعاء أن النائب يتحرك على الملف حيث بدأ بجمع المعلومات من  المصادر السعودية واليمنية والدبلوماسيين في البلاد بشأن وضعيته الدبلوماسية. وربما كان باستطاعة الأمير البالغ من العمر 33 عاما إلغاء الزيارة لكنها تحمل الكثير من المخاطر إلا انه يبدو وكأنه يراهن على نجاح مقامرته.

و يسمح الدستور الأرجنتيني التحقيق بأي جريمة حرب أو تعذيب بدون اعتبار للمكان الذي حدثت فيه،  خاصة أن البلاد عانت سنوات من الظلام  على يد الجنرالات الأبقين في زمن الديكتاتورية.

و تعد قمة العشرين فرصة لقادة الدول الغنية والمصرفيين ووزراء المالية لمناقشة  التجارة وإدارة النظام الإقتصادي العالمي. وفي العام الماضي ألغى الملك سلمان مشاركته في قمة هامبورغ وأناب عنه وزير المالية ومسؤول آخر في ظل الأزمة مع قطر.

ووسط الغضب الشعبي على مقتل وتقطيع خاشقجي كان باستطاعة محمد بن سلمان إلغاء رحلته لكنه وصل قبل يوم أو يومين من القمة إلى بيونس أيرس. و لهذا فالقمة قد تمثل لحظة محرجة للأمير في منتجع كوستا ساليغورو.

و ستكون هذه المرة الأولى التي سيواجه فيها رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ولي العهد الذي قطع العلاقة بسبب تغريدة لوزيرة خارجية بلاده تطالب فيها باحترام حقوق الإنسان. وستحضر  المستشارة الألمانية  انغيلا ميركل  التي ألغت مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي صفقات السلاح مع السعودية بسبب مقتل خاشقجي وحرب اليمن.

” سيحرص  بن سلمان على جعل هذه الرحلة كتعبير على أنه تجاوز جريمة مقتل خاشقجي ولكن الإمتحان الأكبر هو إن كان قادة العالم سيلتقطون معه صورة أو يصافحونه “

و قال إتش إي هيللير من المجلس الأطلنطي: “سيحرص ولي العهد السعودي على جعل هذه الرحلة كتعبير على أنه تجاوز جريمة مقتل خاشقجي ولكن الإمتحان الأكبر هو إن كان قادة العالم سيلتقطون معه صورة أو يصافحونه”. و “لا يزال هناك غضب محلي على مقتل خاشقجي في العواصم الغربية”.

و مثل بقية القمم سيتم استخدام صورة الأمير كركز للنظام الرأسمالي الذي يستغل ويسمح بالوحشية كتلك التي مارسها بن سلمان. ويرى الكاتب أن ترحيب قادة العالم بمحمد بن سلمان ومصافحة يده أو التقاط صورة معه سيقوي من موقعه الدولي وسيبدد الأحاديث عن إمكانية استبداله بمعتدل من العائلة المالكة ليرث العرش السعودي. وعملت إدارة دونالد ترامب التي أكدت على أهميته كحليف في المنطقة ضد إيران دورها في غسل صورته.

و وصف مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكية في مقال له بصحيفة “وول ستريت جورنال” ناقدي البيت الأبيض بلغة تهكمية واحتوت على عدد من الأخطاء قائلا فيها إن “التخلي أو تخفيض مستوى التحالف الأمريكي- السعودي لن يعمل أي شيء لدفع الرياض تبني سياسات في الإتجاه الصحيح”.

و قال إن ولي العهد دفع البلد بالإتجاه الصحيح وللإصلاح من ناحية السماح للمرأة بقيادة السيارة والمشاركة في المناسبات الرياضية والحد من دور الشرطة الدينية ودعوة للعودة إلى الإسلام المعتدل”. و بالنسبة لطيب رجب أردوغان، الرئيس التركي الذي ظل يكشف عن معلومات لكي تبقى قضية خاشقجي حية فإنه لم يستبعد مقابلة مع ولي العهد الذي طلب لقاء معه. وجاء رد الخارجية التركية “سنرى”. وأكد أردوغان أن الأمر بالقتل صدر من جهات عليا دون توجيه التهمة مباشرة للأمير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *