ينتظر أن يقوم اليوم الاثنين 5 نوفمبر، رئيس مجلس الوزراء الإيطالي, جوزيبي كونتي، بزيارة عمل إلى الجزائر من شأنها أن تشكل فرصة لتعزيز الحوار السياسي بين البلدين، لا سيما حول المهاجرين غير الشرعيين.

و جاء في بيان لرئاسة الجمهورية أن “هذه الزيارة تندرج في إطار ترقية الحوار السياسي رفيع المستوى بين الجزائر وإيطاليا اللتان تربطهما معاهدة صداقة وحسن الجوار والتعاون الموقعة بالجزائر العاصمة في 27 جانفي 2003 من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الإيطالي”، بحسب وكالة الانباء الجزائرية.

وأضاف ذات المصدر أن الجزائر وإيطاليا ستغتنمان فرصة هذا اللقاء “لتبادل وجهات النظر حول المسائل ذات الاهتمام المشترك على المستويين المتوسطي والمغاربي وفي منطقة الساحل”.

و كانت ايطاليا قد عبرت عن تضامنها و دعمها للجزائر حينما كانت تواجه الإرهاب في فترة التسعينات، و يربط البلدين معاهدة الصداقة و حسن الجوار و التعاون منذ 2003.

و تتميز العلاقات القائمة بين الجزائر و إيطاليا بنوعية الحوار السياسي و المستوى الرفيع للتعاون الثنائي، كما تقيم الجزائر و ايطاليا حوارا استراتيجيا حول المسائل السياسية و الأمنية و مكافحة الإرهاب التي تمثل “آلية هامة للتشاور”.

و من المرتقب أن تشكل العديد من المسائل الإقليمية و الدولية ذات الاهتمام المشترك محور المبادلات بين الطرفين خلال هذه الزيارة منها مكافحة الإرهاب العابر للأوطان و الهجرة غير الشرعية بالإضافة إلى الوضع السائد في ليبيا و الصحراء الغربية و الساحل لاسيما في مالي.

و فيما يخص مسألة الهجرة التي تهدد حياة آلاف الأشخاص فإن موقفي الجزائر و إيطاليا “متقاربين جدا” و يرتكزان على العلاقة بين التنمية و الهجرة غير الشرعية بحيث لطالما دعت الجزائر إلى معالجة أسباب ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تكمن في التخلف و الفقر.

وفي الشأن الاقتصادي، عرف العلاقات بين الجزائر و ايطاليا ديناميكية متزايدة مع تسجيل مبادلات تجارية هامة لكنها تحتاج لمضاعفة الشراكات المتنوعة في النشاطات المنتجة.

في هذا الاطار ستشكل زيارة رئيس مجلس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتيي المنتظرة اليوم الاثنين فرصة للبلدين لبحث سبل و وسائل توسيع التعاون الاقتصادي.

و يبقى قطاع الطاقة مهيمنا على العلاقات الاقتصادية الجزائرية-الايطالية و الذي اصبحت بفضله ايطاليا منذ عدة سنوات على رأس قائمة زبائن الجزائر.

و قد بلغت صادرات الجزائر نحو ايطاليا و التي تتكون أساسا من المحروقات 55ر5 مليار دولار سنة 2017ي بارتفاع 4ر6 بالمئة مقارنة ب2016 .

و خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2018 احتلت ايطاليا المرتبة الأولى بين زبائن الجزائر بصادرات بلغت 43ر4 مليار دولار أي بارتفاع 8ر3 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من 2017.

و تعد ايطاليا واحدة من أهم وجهات الغاز الطبيعي الجزائري بفضل أنبوب الغاز “ترانس-ميديتيرانيان” الذي يسمى أيضا أنبوب الغاز “انريكو ماتاي” و هو ثمرة شراكة وقعت سنة 1977 بين المجمع الوطني للمحروقات سوناطراك و الشركة الطاقوية الايطالية “إيني”.

و يتفاوض المجمعان حاليا حول تجديد عقود التصدير التي تنتهي آجالها سنة 2019، من جهة أخرى تواصل سوناطراك و إيني جهودهما بحثا عن فرص جديدة للتعاون الطاقوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *