يجدد المنتخب التونسي لكرة القدم يوم الاحد العهد مع تصفيات كاس افريقيا للأمم (الكاميرون 2019) بملاقاة نظيره السوازيلندي بالعاصمة مبابان بداية من الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت تونس لحساب الجولة الثانية من منافسات المجموعة العاشرة بطموح تحقيق فوزه الثاني على التوالي لتدعيم صدارته.
ولحساب المجموعة ذاتها يواجه المنتخب المصري منتخب النيجر يوم السبت على ملعب برج العرب بداية من الساعة السابعة مساء بتوقيت تونس.
ويحتل المنتخب التونسي طليعة ترتيب مجموعته برصيد 3 نقاط بفوزه على نظيره المصري بهدف نظيف على ملعب رادس بينما تتقاسم سوازيلندا المركز الثاني مع النيجر بنقطة واحدة اثر تعادلهما سلبا في نيامي.
وتتكون التصفيات من 12 مجموعة على ان يصعد صاحب المركز الأول من كل واحدة إلى النهائيات مباشرة بالإضافة لافضل 3 منتخبات أصحاب المركز الثانى والكاميرون البلد المستضيف.
وبعد مشاركة لم ترتق الى مستوى التطلعات بمونديال روسيا وخروج مخيب منذ الدور الاول يستانف المنتخب التونسي مشواره بالتصفيات القارية باطار فني جديد اثر فك الارتباط بالتراضي مع المدرب نبيل معلول والتعاقد مع المخضرم فوزي البنزرتي الذي يتطلع في ثالث تجربة له على راس منتخب “نسور قرطاج” الى الذهاب بعيدا في مشوار كاس افريقيا للامم بعدما رافق الفشل مغامرتيه السابقتين في دورتي 1994 و2010 بانسحابين مريرين منذ مرحلة المجموعات رغم توليه المقاليد الفنية في ظروف صعبة.
كما يطمح فوزي البنزرتي الى تدوين انتصاره الأول مع المنتخب التونسي وبالتالي كسر سوء الطالع الذي لاحقه خلال المباريات الرسمية الماضية التي لم يتكلم خلالها سوى لغة التعادلات امام الزايير (جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليا) 1-1 في نهائيات تونس 1994 وزامبيا 1-1 والغابون 0-0 والكاميرون 2-2 في نهائيات انغولا 2010.
وبين منتخب تونسي صنع لنفسه مكانة دولية محترمة بتاهله في خمس مناسبات الى المونديال ومشاركاته المسترسلة منذ 1994 في نهائيات كاس افريقيا للأمم واحتلاله المركز الأول افريقيا وعربيا في تصنيف الفيفا واخر سوازيلندي مغمور صاحب المركز 134 عالميا والباحث عن اول ترشح في تاريخه الى النهائيات الافريقية تبدو موازين القوى متباينة بشكل كبير وطريق الانتصار سالكة لزملاء ياسين مرياح الذين يتعين عليهم مع ذلك عدم استسهال المهمة وخوض المقابلة في كنف الجدية والتركيز خاصة وان المنافس المنتشي بتعادل في طعم الانتصار في الجولة الافتتاحية امام النيجر سيحاول استغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق مفاجاة مدوية والخروج على الأقل بنقطة التعادل.
ومقارنة بالرصيد البشري الذي شارك في نهائيات كاس العالم بروسيا عرفت قائمة اللاعبين المدعوين لمواجهة سوازيلاندا غياب عدد من الوجوه البارزة البعض لاسباب صحية على غرار حارس نيس الفرنسي معز حسن ومدافع لاغونتواز البلجيكي ديلان برون والبعض الاخر لاختيارات فنية مثل الحارس ايمن البلبولي لتخلفه عن التمارين مع فريقه الجديد النادي الافريقي ولاعب الارتكاز الفرجاني ساسي وصانع الألعاب سيف الدين الخاوي المنتقلين حديثا على التوالي الى الزمالك المصري وكون الفرنسي لاستئناف نشاطهما بصفة متاخرة مقابل عودة مهاجم الترجي الرياضي طه ياسين الخنيسي اثر تعافيه من الإصابة ودخول عناصر أخرى تالقت في مستهل هذا الموسم الرياضي وفي مقدمتها حارس مرمى اتحاد بنقردان غيث اليفرني ومدافع الملعب التونسي جاسر الخميري ومتوسط ميدان روزنبورغ النرويجي عصام الجبالي.
ومع ذلك فان جميع المؤشرات توحي بان فوزي البنزرتي سيرفع شعار الاستمرارية في التشكيل ويحافظ على النواة الأساسية التي خاضت مقابلات كاس العالم لاسيما وانها كسبت اليات وثوابت لعب واضحة بحكم فترة العمل الطويلة التي قضتها سويا مع البدء في وضع البعض من لمساته الفنية التي تتماشى مع فلسفته الكروية التي يغلب عليها “البريسينغ” العالي والطابع الهجومي.
وتبعا لذلك ينتظر ان تتالف تشكيلة المنتخب من فاروق بن مصطفى في حراسة المرمى يتقدمه في محور الدفاع الثنائي ياسين مرياح وصيام بن يوسف على ان يضطلع حمدي النقاز بتنشيط الرواق الايمن في حين تبقى المنافسة شديدة على الرواق الايسر بين علي معلول العائد بقوة مع فريقه الاهلي المصري بعد تجاوزه فترة الفراغ التي عرفها خلال المونديال واسامة الحدادي الذي برز بشكل لافت في بداية هذا الموسم ما اهله للفوز بجائزة لاعب الشهر في صفوف ناديه ديجون الفرنسي.
اما في خط الوسط يبدو الياس السخيري ثابتا في مكانه وسيكون الى جانبه محمد امين بن عمر المتحفز لاستعادة مكانه الأساسي بعدما خسره خلال المونديال جراء الإصابة التي تعرض لها في ودية ايران في شهر مارس الفارط بينما ستعهد مهمة التنشيط الهجومي وصناعة اللعب لكل من انيس البدري ونعيم السليتي ووهبي الخزري الذين يجيدون أيضا القدوم من الخلف وانهاء الهجمة وهو ما من شانه ان يساهم في خلق التفوق العددي داخل الصندوق ويشكل خير سند لراس الحربة طه ياسين الخنيسي.
وبغض النظر عن الاسماء التي ستخوض المباراة فان المنتخب التونسي مطالب بالجمع بين النتيجة والاداء لاستعادة ثقة جماهيره والتاسيس لمرحلة جديدة تحت اشراف المدرب فوزي البنزرتي هدفها على المدى القريب كسب المنافسة المباشرة مع المنتخب المصري في سباق الترشح الى النهائيات الافريقية ثم المراهنة على التاج القاري الغائب عن خزائن كرة القدم التونسية منذ التتويج الوحيد بدورة 2004 بتونس.
يذكر ان الاتحاد الافريقي لكرة القدم كان قد اسند مهمة إدارة المباراة للحكم الاثيوبي تيسيما باملاك بمساعدة مواطنه تيمسغين سامويل أتونغو والسوداني محمد عبد الله ابراهيم. (وات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *