رفض رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، أي تحركات لأي قوة تملك ترسانة مسلحة بحجج الإصلاح والتطهير، مؤكدا أنهم لن يسمحوا بتكرار ما حدث في السابق من دمار وحرق لمنشآت الدولة، وأن من يقوم بذلك سيتحمل مسؤوليته الكاملة أمام جميع الليبيين.

وأكد السراج في كلمة له الخميس، أنه لا يوجد جسم تحت مسمى اللواء السابع، وأنه قد تم حلّه منذ شهر أفريل الماضي بقرار رقم 79 لسنة 2018، مجددا تأكيده على أن القوة التابعة للمجلس الرئاسي لم تقم بقصف أي مدينة وعملياتها محدودة في طرابلس.

و ناشد السراج، الجميع إلى عدم الانجرار وراء أصوات غير مسؤولة بحجج واهية ستؤدي إلى زعزعة الأمن، منوها إلى أنه قد دعا من البداية إلى تجنيب المدنيين هذه المواجهات المسلحة التي لن تؤدي إلا لمزيد من الدمار والخراب وسقوط ضحايا أبرياء مدنيين.

 

و شدد السراج، على أن الذين يزعزعون الأمن سيتحملون مسؤوليتهم القانونية والجنائية وستتم محاسبتهم، مؤكدا أن طرابلس عاصمة الدولة الليبية وهي تضم كافة الليبيين من كافة مناطق البلاد وأمنها وسلامتها مسؤولية الجميع، مشيرا إلى أنهم لن يفرطوا في ذلك.

و أعرب رئيس المجلس الرئاسي، عن تفاجؤه بما حدث من اعتداء في جنوب طرابلس على مؤسسات الدولة واقتحام بعض المعسكرات، وما سببه ذلك من سقوط ضحايا أبرياء وشباب من الوحدات الأمنية والعسكرية وترويع سكان المنطقة من مختلف مناطق ليبيا، رغم الجهود المبذولة لإرساء السلم الأهلي والاجتماعي.

و لفت فائز السراج، إلى أنهم قد تواصلوا مع بعض الأطراف إلى احتواء هذا الأمر، ولكن البعض يصر على الزج بالمزيد من الشباب إلى أرض معركة الرابح فيها خاسر، معولا على العقلاء من كافة مناطق ليبيا بحث الشباب على عدم التهور والزج بهم في مغامرات غير محسوبة وإرساء السلم الأهلي والاجتماعي في كافة المناطق.

و أعلن السراج، عن توصلهم لاتفاق يقضي بتولي المناطق العسكرية الغربية والوسطى الإشراف على وقف إطلاق النار وعودة القوة لتمركزاتها السابقة، وتسليم المعسكرات ومقرات الدولة للوحدات العسكرية التي كانت فيها، معربا عن أمله بالتزام الجميع بهذا الأمر، موضحا أن سقوط ضحايا أبرياء مدنيين نتيجة هذا العبث وإهدار نقطة دم واحدة لا يمكن إعطاؤها أي تبرير لهذه الأعمال.

و دعا السراج، مجلسي النواب والأعلى للدولة إلى القيام باستحقاقاتهما بإنجازها في هذه الظروف الحرجة، وتوحيد مؤسسات الدولة السيادية العسكرية والاقتصادية وغيرها، واستكمال القوانين الخاصة بإيجاد قاعدة دستورية حتى يمكن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب فترة ممكنة.

نفي قصف ترهونة

و في السياق ذاته نفى نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أحمد معيتيق، صدور تعليمات من الرئاسي لقصف مدينة ترهونة، مؤكدا قدرة المجلس الرئاسي على الاستعانة بقوات ليبية تتبع وزارة الدفاع لبسط الأمن في منطقة الاشتباكات دون اللجوء إلى قصف المدنيين.

و قال معيتيق في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس بطرابلس، إن المجلس الرئاسي لن يقف مكتوف الأيدي أمام ما يحدث حاليا، ولديه قراراته الحاسمة لوقف الاقتتال وتجنيب العاصمة المزيد من الأضرار.

و دعا معيتيق، أطراف النزاع بضواحي طرابلس إلى الاحتكام إلى لغة العقل والمنطق بعيداً عن آلة القتل والدمار التي شهدتها المنطقة وعادت بالسلب على الوضع العام في البلاد، وتجنيب العاصمة المزيد من الاضطرابات.

قوات فاصلة

و كلف رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، آمر المنطقة العسكرية الغربية اللواء أسامة الجويلي، وآمر المنطقة العسكرية الوسطى اللواء محمد الحداد، بالإشراف على ترتيبات وقف إطلاق النار وفض الاشتباك بمناطق جنوب طرابلس.

و شمل هذا التكليف من السراج بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، الإشراف على انسحاب كافة القوة المتمركزة بمناطق الاشتباكات، و تسليم المعسكرات و مقار الوحدات العسكرية النظامية لوحداتها السابقة التي كانت متمركزة بها قبل بداية الاشتباكات، و تأمين عودة الحياة الطبيعية بمناطق الاشتباكات.

و أمهل السراج، الجويلي و الحداد موعدا أقصاه 30  سبتمبر المقبل، لعودة كافة الوحدات العسكرية التابعة لهم والمكلفة بهذه الواجبات إلى مناطقها، بحسب الرسالة التي نشرها المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.

و طالب رئيس المجلس الرئاسي، آمري المنطقة العسكرية الغربية و المنطقة العسكرية الوسطى بموافاته بتقرير مفصل بالإجراءات التي تم اتخاذها من قبلهم مرفقا بالملاحظات و التوصيات.

حصيلة القتلى

من جانبها أعلنت وزارة الصحة بحكومة الوفاق الوطني، عن مقتل 27 شخصا وإصابة 91 آخرين، جراء الاشتباكات الدائرة بضواحي طرابلس منذ يوم الاثنين الماضي و حتى يوم أمس الأربعاء.

و أكدت الوزارة، أن معظم هؤلاء القتلى والجرحى من المدنيين، ومنهم من أصيب بحروق أو جروح بين البليغة والمتوسطة نظراً لتواجدهم وسط مناطق الاشتباكات، وفق ما ذكرت إدارة الإعلام بوزارة الصحة على صفحتها في “فيسبوك” اليوم الخميس.

و أوضحت، أن المصابين و حالات الوفاة جراء الاشتباكات موزعون على مستشفيات: طرابلس الجامعي (مركز طرابلس الطبي)، و الهضبة العام (الخضراء سابقاً)، و الحوادث أبو سليم، و جراحة الحروق و التجميل، ومستشفى طرابلس المركزي، ومصحي المختار وأويا، ومركز جراحة القلب تاجوراء.

و ذكرت إدارة الإعلام بوزارة الصحة، أن أحد القتلى الذين استقبلهم مركز طرابلس الطبي مالي الجنسية، وقد توفي في منزله بعد أن تعرض لإصابة بليغة بسبب سقوط قذيفة على مسكنه.

يشار إلى أن مناطق جنوب العاصمة الليبية طرابلس مازالت تشهد اشتباكات متقطعة وقصفا مدفعيا بين كتيبة ثوار طرابلس، واللواء السابع مشاة من ترهونة جنوب شرق طرابلس منذ الاثنين الماضي، رغم إعلان وقف إطلاق النار مرتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *