في ظل توتر العلاقة التركية الامريكية، أكدت زعيمة المعارضة التركية والمرشحة الرئاسية السابقة ميرال اكشينار، دعمها ووقوفها بجانب الحكومة ونظام الرئيس رجب طيب أردوغان، لمواجهة التحديات التي تحيط بالدولة.

وقالت “أكشينار”، في كلمة لها بمؤتمر صحفي: “من أجل دولتنا و أمتنا نقف مع حكومتنا”، مؤكدة أن الجميع في قارب واحد ولذلك فهي مستعدة للعمل معًا لمساعدة الدولة.

ويذكر ان العلاقة الامريكية التركية تشهد حالة من التوتر غير مسبوق في تاريخ الحليفين اللدودين بعد ان جاء رد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على خلفية تجميد ممتلكات وزيري العدل والداخلية التركيين من قبل واشنطن بسبب احتجاز القس الامريكي من قبل الدولة التركية بدعوة التجسس على الامن.

وقال أردوغان، في مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم، يوم السبت، 4 اوت 2018 “سنرد على الولايات المتحدة على أساس مبدأ المعاملة بالمثل”، متابعا “سأوجه تعليمات بتجميد أموال وزيري الداخلية والعدل الأمريكيين إن كان لديهما أموال في تركيا”.
وأضاف أردوغان: “الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة لا تليق بالشراكة الاستراتيجية، وهي عدم احترام لتركيا”، موضحا “فرض عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين غير منطقي وهو أمر غير مقبول”.

وبصدد الخطوة الأخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة في قضية القس أندرو برانسون المعتقل في تركيا منذ أكتوبر 2016، قال أردوغان: هذه الخطوة لا تليق بشريك استراتيجي قائلا : “من يظن أنه سيدفع تركيا للتراجع تحت ضغط لغة التهديد وقرارات العقوبات السخيفة، فهو لا يعرفها هي وشعبها على الإطلاق”.

ودعا الرئيس التركي الولايات المتحدة إلى “عدم مساومة تركيا للإفراج عن القس برانسون مقابل نائب المدير العام لبنك “خلق” التركي المحتجز في أمريكا”.

وشدد على أنه “لا يمكن جعل تركيا أداة لتحقيق مكاسب سياسة داخلية في أمريكا كما فعلت أوروبا، وتكرار أخطاء الأوروبيين لن يُكسب الأمريكيين”.

وأكد أنه يمكن حل المسائل بين واشنطن وأنقرة، عبر “تغليب فكرة التحالف والشراكة الاستراتيجية التي تشكل إطارا لمصالحنا المشتركة”.

وتابع: “القنوات الدبلوماسية تعمل بشكل مكثف، وأعتقد أننا سنتجاوز قريبا الجزء الأكبر من القضايا الخلافية بيننا عن طريق تغليب العقل”.

كما أكد الرئيس التركي، في كلمة ألقاها ، بولاية بايبورت شمال شرقي البلاد، تحدث فيها عن الوضع الاقتصادي الداخلي، مطمئنا شعب بلاده، أنه “لا داعٍ للقلق فلا يمكن إعاقة مسيرتنا بالدولار وسواه”.

وأضاف: “أوصي أن لا يتحمّس أولئك المتربصون بسعر صرف العملات الأجنبية والفائدة”، مشددا أن “الشعب التركي سيردّ على معلني الحرب الاقتصادية ضد تركيا”.

وعن تقلبات سعر صرف الليرة، قال إن “الشعب التركي الذي لا يخشى الدبابات والطائرات والمدافع والرصاص، لن يخشى مثل هذه التهديدات، ومن يظن عكس ذلك فإنه لم يعرف هذا الشعب إطلاقًا”.

وأشار الرئيس التركي أن “بعض الدول انتهجت موقفًا يحمي الانقلابيين ويحتضن الإرهابيين ولا يعترف بالحقوق والقوانين في جميع المسائل التي تعد تركيا طرفا فيها”.

وتابع: “أقول للوبيات الفائدة لا تتحمسوا عبثا، فلن يمكنكم التكسب على حساب هذا الشعب وإخضاعه”.
وأكّد أردوغان أن بلاده لا تكن عداوة خاصة تجاه أي بلد في العالم، وتتعاون مع كل الدول في النقاط التي تتماشى مع مصالحها.

ومضى قائلا: “وفي حال معارضة هذه الدول لمصالحنا نسعى لحلها عن طريق المفاوضات، لكن عندما يتعلق الأمر بمحاصرة تركيا وإملاء مجموعة من الأمور التي تتعارض مع سيادتنا، فالوضع يختلف، لا تؤاخذونا فلن نتساهل في هذا الأمر”.

ودعا الرئيس التركي أبناء شعبه إلى تحويل مدخراتهم من الذهب والعملات الأجنبية إلى الليرة التركية.
وقال: “تأكدوا أن أولئك الذين يسعون وراء حسابات صغيرة مجازفين بالتضحية بتركيا، سيندمون كثيرا”.

ولفت أردوغان إلى أن بلاده “قطعت مسافات مهمة في مسألة البدائل (الاقتصادية) المختلفة من إيران إلى روسيا، ومن الصين إلى بعض البلدان الأوروبية، وفي أماكن كثيرة أخرى أيضا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *