عزيزة بن عمر
حينما قررت مجموعة من نواب حزب “نداء تونس” الانشقاق عن حزبها، و تكوين كتلة نيابية مستقلة؛ أطلقت على نفسها تسمية “الحرة”، وبعدما قررت هذه المجموعة إنشاء حزب جديد هو حزب “مشروع تونس”، الذي يتزعمه مدير حملة السبسي الرئاسية ومدير ديوانه الرئاسي، محسن مرزوق؛ نبّهت بعض الأصوات إلى إمكانية أن يحمل الحزب الجديد تناقضات الحزب القديم، وبعضاً من صراعاته التي يمكن أن تكون ساكنة إلى حين انفجارها من جديد، مع أول امتحان جدّي يعترض هذا الحزب الوليد.

وبرغم أن الامتحانات الجدية لم تطرح بعد؛ بالشكل الذي عرفه حزب النداء، مثل تجربة الحكم والصراع على المناصب والمكاسب؛ فإن (مشروع تونس) شهد في الأيام الأخيرة أزمة كبيرة، لا تختلف عما يشهده الحزب الأصلي بالتوازي، من استقالات و تجميد عضويات.

استقالات بالجملة :

يبدو أن التوتر الحاصل داخل حزب محسن مرزوق عجّل برحيل العديد من القيادات الحزبية حيث وصل العدد الجملي للمغادرين خمسة نواب من كتلة الحرة لمشروع تونس استقالتهم و إيداعها في مكتب الضبط بالبرلمان و  هم الصحبي بن فرج و سهيل العلويني و مروان فلفال و ليلى للشتاوي و هدى سليم.

و كان المكتب السياسي لحزب حركة مشروع تونس انعقد  الأحد 5 أوت 2018، قد تطرق إلى فرض مجموعة من 5 نواب رأيها على الكتلة و الحزب حسب مصادر إعلامية و وجه لهم انتقادات لاذعة بخصوص محاولاتهم لشق صف وحدة الحزب.

وكان الصحبي بن فرج وليلى الشتاوي وهدى سليم ومروان فلفال وسهيل العلويني، أصدروا بيانا خالفوا فيه موقف الكتلة بخصوص منح الثقة لوزير الداخلية هشام الفوراتي، و هو ما اعتبر مكتب الحزب إهانة.

و قال سهيل العلويني في تصريح صحفي اليوم إنه و النواب الاربعة الاخرين قدموا استقالة مزدوجة من الكتلة و الحزب معتبرا أن الاستقالة تنسجم مع ما أسماه بالمواقف المبدئية التي اعلنوا عنها في علاقة بالتصويت مع منح الثقة لوزير الداخلية هشام الفوراتي .

وبهذه الاستقالات يصبح عدد نواب الكتلة 14 نائبا ، بعد ان كان عددهم عند التأسيس 30 كلهم من المستقيلين من حزب حركة نداء تونس ، وذلك بعد فترة وجيزة من استقالة  32 نائبا بصفة جماعية يوم 9 نوفمبر 2015 ، بما يعني أنها خسرت حتى اليوم 16 نائبا .

خلافات عديدة :

اتخاذ قرار التصويت الايجابي لصالح وزير الداخلية الجديد , ليسنقطة الخلافية الوحيدة بين عدد من نواب كتلة الحرة و قيادة حزب المشروع , وخاصة الامين العام محسن مرزوق , فالاشكالات طفت على ملامح الحزب منذ بداية تشكله و امتدت على معظم القرارات التي اتخذها.
ومن أهم محطات الخلاف داخل حزب مشروع تونس , اتخاد قرار الخروج من السلطة و الالتحاق بالمعارضة,  و رار التصويت على وزير الداخلية الجديد , قرارات الدخول في تحالفات سياسية , وعدد من التصريحات التي يؤكد فيها مرزوق على مواقف سياسية  معيّنة.. دون استشارة هياكل الحزب.
خلافات كبرى داخل المشروع ,حول التوجهات الكبرى للحزب و «المنعرجات» التي ميّزت مواقفه في الفترة الاخيرة , ممّا جعل بعض القيادات داخل المشروع تعتبر ان أمينه العام محسن مرزوق أصبح يُطبّق ما يمليه عليه رئيس الجمهورية , أو أنه يحاول التنبؤ بمواقف رئاسة الجمهورية في عدد من القضايا ويحاول التحضير لها عبر  اتخاذ مواقف «استباقية» تجعله في احيان كثيرة في مواجهة عدد كبير من القائمين على تسيير الحزب ,وتُحدث احراجا وضبابية لدى الرأي العام الذي يختلط عليه الامر بين اعتبارها مواقف شخصية للأمين العام او مواقف حزبية تم الاتفاق عليها.

ويبدو أن الهزات داخل مركزية حزب “مشروع تونس” وفي كتلته البرلمانية تتماهى مع الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، ومحاولات زعيم الحزب محسن مرزوق التموقع مرة بالاقتراب من المدير التنفيذي لحزب “نداء تونس”، حافظ قايد السبسي، ومرة أخرى مع مجموعة المنسلخين عن حزب “النداء”، لكن تجد هذه الخيارات معارضة شديدة داخل الحزب، وبالخصوص لدى الكوادر الندائية المنسحبة منذ تولي السبسي الابن زمام الحزب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *