نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريرا تحدث فيه عن اللحظات الفارقة للدول العربية في كأس العالم لكرة القدم منذ انطلاقه، الذي شهد عدة مشاركات من طرف دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تراوح فيها أداء منتخباتها بين المبهر والمتدني والمفاجئ.

و قال الموقع، في تقريره  إنه بعد مواجهة المملكة العربية السعودية للمضيفين لهذه الدورة في المباراة الافتتاحية، يأمل عشاق كرة القدم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تتمكن فرقهم المفضلة من إحداث تأثير مثلما حدث سابقا، على غرار تونس سنة 1978، والمغرب سنة 1986، والسعودية سنة 1994.

و ذكر الموقع أن مشاركة المنتخب المصري سنة 1934، مثلت أول مشاركة للعرب، وذلك حتى قبل المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم. وقد تأهل الفراعنة بعد فوزهم على فريق فلسطين الانتدابية، الذي كان آنذاك يتكون من لاعبين بريطانيين ويهود، قبل التوجه إلى النهائيات في إيطاليا. وقد فشلت مصر في تجاوز الدوري الأول بعد خسارتها 4-2 أمام المجر في نابولي. وبعد مرور عقود، صرح حارس المرمى المصري مصطفى كامل منصور، الذي كسر أنفه خلال المباراة، بأن “الفريق كان ضحية التحكيم المتحيز”.

و أضاف الموقع أن الكويت تأهلت لنهائيات كأس العالم سنة 1982 في إسبانيا، وكان ذلك ظهورها الوحيد في البطولة حتى اللحظة الراهنة. وقد تفوقت عليها فرنسا بفارق 3-1، فضلا عن تسجيل فرنسا هدفا غير مقبول بعد أن أعلن الحكم نهاية الشوط. وعلى إثر ذلك، احتشد اللاعبون الكويتيون حول الحكم السوفييتي، بحجة أنهم سمعوا صفارة وأوقفوا اللعب. وقد أثار هذا الهدف غضب اللاعبين والشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح، الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، الذي نزل من المدرجات إلى الملعب للانضمام إلى الاحتجاجات.

و تطرق الموقع إلى الهزيمة النكراء التي لحقت بالمنتخب السعودي أمام ألمانيا على ملعب قبة سابورو في اليابان، بنتيجة 8-0 التي تعتبر أكبر هزيمة لفريق من الشرق الأوسط في نهائيات كأس العالم، فضلا عن تأهل إسرائيل لنهائيات كأس العالم تقريباً في السويد دون لعب مباراة واحدة، حيث انسحب العديد من المنافسين بما في ذلك السودان وإندونيسيا وتركيا لأسباب سياسية.

و أشار الموقع إلى الظهور المشرف للمنتخب التونسي في مونديال الأرجنتين 1978، الذي حقق الفوز الأول للعرب وأفريقيا في هذه  البطولة. وقد فازت تونس في أول مباراة ضد المكسيك رغم أن المكسيك بادرت بالتسجيل لكن بدأت تونس بسلسلة من الأهداف استهلها علي الكعبي وبعده مختار غميض. وقد أنهى طارق ذياب مهرجان الأهداف بهدف ثالث في الأنفاس الأخيرة من المباراة.

و تابع الموقع بأن أواسط الثمانينيات من القرن العشرين كانت بمثابة عصر ذهبي لفريق كرة القدم العراقي، حيث فاز بكأس الأمم العربية لسنة 1985، والميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية سنة 1985، فضلا عن التأهل للألعاب الأولمبية. وبعد التأهل لمونديال المكسيك 1986،  فشل أسود بلاد ما بين النهرين في الصعود: وعادوا إلى ديارهم بثلاث هزائم وهدف واحد فقط أمام بلجيكا.

و أشار الموقع إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم قد اعترف لأول مرة سنة 1998 بإنشاء فريق لدولة فلسطين، وقد خاض أول مباراة له في تصفيات كأس العالم التي عقدت خلال شهر حزيران/ يوليو 2011 ضد أفغانستان. أما المغرب، فقد تصدر مجموعته وأصبح أول دولة أفريقية أو عربية تصل إلى مراحل متقدمة من البطولة. وقد كان أداء المغرب جيدا في البداية ومن ثم واجه مقاومة شرسة ضد منتخب ألمانيا الغربية، وفي نهاية المطاف خسر تلك المباراة.

و أفاد الموقع بأن مصر فازت بكأس أفريقيا للأمم سبع مرات. وفي سنة 2010، صعدت إلى المرتبة التاسعة في تصنيفات الفيفا العالمية. وقد  تمكنت من الترشح لمونديال روسيا 2018 بعد فوزها على الكونغو من خلال ركلة جزاء سجلها نجم ليفربول محمد صلاح. خلال هذا المونديال الذي تستضيفه روسيا تأهلت أربع بلدان عربية؛ وهي مصر والمملكة العربية السعودية والمغرب وتونس، للمرة الأولى في تاريخ المسابقة الذي يمتد على مدار 88 سنة.

و أشار الموقع إلى الهدف الذي سجله اللاعب السعودي سعيد العويران في نهائيات كأس العالم 2014 التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي تمكن من اختراق الدفاع البلجيكي وهز شباك حارس المرمى ميشيل برودوم. من جانب آخر، تمكنت تركيا من الوصول إلى نهائي مونديال 2002 التي نظمت في كوريا الجنوبية واليابان.

و أضاف الموقع أن المباراة التي جمعت المنتخب الأمريكي والإيراني في فرنسا كانت من أكثر المباريات التي طغى عليها الطابع السياسي، نظرا لانقطاع العلاقات بين الدولتين قبل عقدين من الزمن. من جهة أخرى، لم يكن أحد يتوقع الكثير من منتخب الجزائر في أول مباراة له في نهائيات كأس العالم لكرة القدم في إسبانيا سنة 1982. ولكن في النهاية، تمكنت من الفوز على ألمانيا.

و في الختام، تطرق الموقع إلى أهداف التي ترنو قطر لتحقيقها من خلال احتضان بطولة كأس العالم لسنة 2022، التي تشمل تخفيف الضغط المسلط عليها من قبل المجتمع الدولي على قضايا الحريات المدنية وحقوق الإنسان الأساسية.

عربي21

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *