تصاعد الخلاف بشكل كبير بين حركتي فتح وحماس، وتبادل الطرفان الاتهامات بتصعيد عمليات اعتقال ناشطيها في غزة والضفة الغربية، على أيدي أجهزة الأمن، خلال الساعات الـ  48 الماضية، وهو ما يشير إلى ارتفاع درجة الخصام، رغم الجهود التي بذلها الوسطاء المصريون في ملف المصالحة خلال الفترة الماضية.
وعقب حملة اعتقالات واستدعاءات طالت العشرات من نشطاء وكوادر حركة فتح في قطاع غزة، من قبل أجهزة أمن حماس، في مسعى لمنع النشاطات المؤيدة للرئيس محمود عباس قبل خطابه، الذي ألقاه أمس الخميس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قالت حركة حماس إن نحو 100 من عناصرها وكوادرها في الضفة تعرضوا للاعتقالات على أيدي قوات الأمن هناك.
ومنذ أيام تتهم حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس، حماس، بشن حملة أمنية كبيرة ضد عناصرها في غزة، شملت منعهم من تنظيم أي فعالية شعبية، لدعم الرئيس، وتأييد خطابه على غرار الفعاليات التي انطلقت في الضفة الغربية. 
وقالت فتح إن الحملة الأمنية ركزت أيضا على منع فعالية إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم الرئيس، وإنها شملت اعتقال واستدعاء العشرات من ناشطيها في القطاع، ومن بينهم قيادات معروفة. وأشارت إلى أن ما وصفتها بـ «حملة الاعتقالات المسعورة» لعناصرها من قبل حماس «تهدد الأمن المجتمعي وتتساوق مع سياسة الولايات المتحدة والاحتلال الاسرائيلي».
وقالت في بيان لها، إن الحملة تأتي في إطار «تخريب جهود المصالحة وإفشال الجهود المصرية لهذا الملف المفصلي»، وأنها أيضا تأتي»انسجاما مع الحرب الشعواء التي تقودها الولايات المتحدة ضد منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني».
وطالبت فتح حماس بـ»العودة إلى وعيها الوطني»، ودعت الفصائل الوطنية والإسلامية للضغط على حماس من أجل تراجعها عن «تفجير الوضع الداخلي».
إلى ذلك قال المتحدث باسم الحركة في الضفة الغربية أسامة القواسمي، إن عمليات اعتقال ناشطي حركته في غزة، تمت بأوامر من إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مباشرة. وأضاف «أن حماس فقدت البوصلة تماما وهي تصطف إلى جانب إسرائيل في مهاجمة الرئيس الذي يقف صامدا بطلا أمام الهجمة الأمريكية الإسرائيلية»، مضيفا «التاريخ سيسجل عنكم أنكم خدعتم وضللتم الناس باسم الدين 30 عاما، وادعيتم أن هدفكم تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وفي نهاية أمركم رضيتم بصفقة القرن الصهيو أمريكية».

وعقب تصاعد حملات الاعتقال في صفوف ناشطي فتح في غزة، أعلنت حركة حماس أن الأجهزة الأمنية في الضفة شنت حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من ناشطيها.
وقال القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد «إن حملة الاعتقالات الشرسة التي تشنها أجهزة السلطة ضد كوادر حماس وأنصارها في الضفة الغربية تأتي ضمن نهج السلطة الإقصائي، ورفضها للرأي الآخر الذي يمثل غالبية شعبنا وفصائله الحية».
واعتبر أن موقف الفصائل، بما فيها حماس المطالب بـ «وقف العقوبات» على قطاع غزة ومعالجة حالة التفرد التي تمارسها قيادة السلطة «أصبح ضرورة»، لافتا إلى أن الاعتقالات السياسية «هي تعبير عن انغلاق الأفق أمام السلطة في إنجاز أي شيء لشعبنا سوى الحصار والاعتقالات».

من جهتها أعلنت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، في بيان أصدرته أن الأجهزة الأمنية قامت ليل الأربعاء وفجر الخميس بحملة اعتقالات واسعة في صفوف ناشطي حماس، غالبيتهم من الأسرى المحررين. وأوضحت اللجنة عبر صفحتها على «فيسبوك» أن أكثر من 100 حالة اعتقال واستدعاء تمت.
وفي السياق أعلن النائب عن حماس في المجلس التشريعي محمد الطل، تنازله عن «الحصانة» التي وصفها بـ « «الزائفة»، ودعا أجهزة الأمن في الضفة لاعتقاله، وندد النائب عن حماس المقيم في الضفة بعملية الاعتقال التي طالت ناشطي حركته.
ونفى الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية اللواء عدنان الضميري، اتهامات حركة حماس باعتقال ناشطيه، على خلفية سياسية، وقال في تصريح صحافي «التوقيف لأي شخص يتم على أرضية قانونية، وليس حسب موقف أو رأي سياسي»، متهما حماس بأنها «تثير الشائعات المغرضة». 
وتابع «الأولى بها أن تسمح للمواطنين في قطاع غزة بالتعبير عن تأييدهم ودعمهم للرئيس عباس، حيث يشهد القطاع منذ يومين اختطاف عدد من عناصر حركة فتح، إلى جانب الاعتداء عليهم بالضرب».
وفي سياق متصل، تتواصل حملات التأييد والدعم في الضفة للرئيس عباس، عبر فعاليات شعبية انطلقت من عدة مناطق، كما استمرت حملة التأييد في غزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعلن العديد من الاتحادات والنقابات والفعاليات الشعبية في بيانات أصدرتها دعمها للرئيس عباس، ومطالبه التاريخية، التي تحمل «أحلام شعب لم يزل يرزح تحت نير الاحتلال».
وعقد المجلس الوطني يوم أمس جلسة للأعضاء الموجودين في عمان في مقره في العاصمة الأردنية، خصصها لدعم الرئيس عباس.

وقال رئيس المجلس سليم الزعنون خلال الجلسة «إن منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، هي التي تمثل مصالحه وتدافع عن حقوقه، ولا شرعية لمن يساعد على تنفيذ صفقة القرن وإضعاف الموقف الفلسطيني».
وأضاف «لن نتخلى عن رئيسنا عباس، ونقول له نحن معك ذاهبون نحو الدولة بعاصمتها الأبدية القدس الشريف».

 

(القدس العربي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *