صمتت المدافع وتوقف القتال في أغلب بؤر التوتر العسكرية والنزاعات في البلدان التي تشهد حروبا بالوكالة منذ مدة طويلة ، خاصة في ليبيا وسوريا واليمن والعراق ..وفلسطين المحتلة وأفغانستان..حيث انتشرت الجريمة المنظمة والأمراض والأوبئة والمخدرات ..

خفف انشغال العالم ب”بوباء كورونا” معاناة عشرات الملايين من المواطنين ضحايا حروب الاستنزاف الجديدة ..وانسحبت أغلب الجيوش الى ثكناتها ..وسرح اغلب العسكريين ..لأن ” العدو الجديد” ، أي فيروس كورونا ، لا يتسامح مع التجمعات البشرية ..ولا يهتم إن كان أصحابها من بين المدنيين أو العسكريين ..كما نجح في اختراق حاملات الطائرات و البوارج الحربية العملاقة و القصور المحصنة ..

انهزمت الجيوش المتقابلة في ساحات الحروب التقليدية أمام “فيروس حقير” تسبب إلى حد الآن في إصابة أكثر من مليون بشر وفي قتل أكثر من مائة ألف ..وفي خسائر مالية لا تحصى لمليارات من البشر وللبورصات والشركات العملاقة 190 دولة ..بينها الولايات المتحدة وغالبية دول الاتحاد الأوربي والصين والهند واليابان والنمور الآسيوية ..

رب ضارة نافعة..

وكثرة الهم تضحك..كما يقال ..

تنفس ملايين الأطفال والنساء والشيوخ والعجز والمدنيين الذين يعانون منذ حوالي 10 أعوام ويلات الحروب والتشريد والتهجير والجوع والفقر والحرمان ” تنفسوا الصعداء” .. بالرغم أن ” الهدنة ” منحها لهم ” الوباء”..

اكتشف شعوب بلدان عريقة من حيث تاريخها ، مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا ، أن ” الاوبئة ” أرحم بهم من غالبية السياسيين والقيادات العسكرية وأصحاب المال والجاه والزعامات الحزبية والدينية والطائفية و..

لكن هل تكون هذه ” الهدنة ” ظرفية أم تدوم ؟

هل سيفهم صناع القرار الاقتصادي والسياسي الذين أشعلوا نيران الحروب ” الأهلية والطائفية ” المدمرة في سوريا والعراق وليبيا واليمن والسودان .. وفي غيرها من الدول أن إهدار مليارات من ثروات شعوبهم في التسلح  كان غلطا فادحا وأن الأفضل إنفاق مثل تلك الأموال في تحسين واقع الشعوب والخدمات العمومية في قطاعات الصحة والتعليم والتربية والثقافة والإعلام والتأمينات الاجتماعية ؟

لقد انهارت العملات السورية واليمنية والعراقية والليبية والسودانية والإيرانية بشكل مفزع .. وتدهورت الأوضاع المعيشية للشعوب والدول العربية التي تعاني الحروب منذ 40 عاما ، وبصفة أخص منذ 10 أعوام ..

ثم شمل الدمار والخراب أغلب الدول العربية والإسلامية والإفريقية ..

إلى ان جاء وباء كورونا ..ففرضت هدنة على ” المرتزقة ” و” الجيوش النظامية ” وغير النظامية ..وعلى اللوبيات التي تتمعش من تجارة الأسلحة و من قتل الأبرياء .. إقليميا ودوليا ..

فهل يفهم العالم وساسة المنطقة الدرس أم يعودون للإشعال نيران الحروب والدمار ؟

في كل الحالات لا سلام ولا أمن ولا استقرار ولا تقدم دون إيقاف الحرب نهائيا في سوريا وليبيا واليمن والعراق والسودان و…لأن نيرانها وشضاياها سوف تنتقل إلى كل بقية دول المنطقة والعلم مثلما انتقلت جرثومة كورونا ..

وانجاز هذه المهمة ممكن اذا تظافرت جهود الدول ال20  الأغنى في العالم والامم المتحدة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *