هذه حقيقة الغليان بسبب غياب أطباء انعاش

حاوره كمال بن يونس

أورد الدكتور مراد الشكندالي رئيس ودادية أطباء جزيرة جربة في تصريح للصباح نيوز أن الأوضاع الطبية في مستشفيات ومستوصفات جربة ” تدعو للانشغال ” ، لأنها عاجزة عن تقديم ما يحتاجه مرضى كورونا المرشح للارتفاع لأسباب عديدة من بينها وصول طائرة جديدة قادمة من بروكسيل الأحد الماضي وعلى متنها حوالي 111 مسافرا أغلبهم ليسوا من أصيلي الجهة . وقد تقرر إيواء هؤلاء “العالقين” العائدين في مركز حجر صحي سياحي في الجزيرة . و اشتبه في وضعية 7 منهم فأحيلوا على مستشفى الصادق المقدم الذي ينقصه أطباء مختصون والطاقم الطبي شبه الطبي المختص وليس فيه طبيب إنعاش واحد يمكن أن يتفرغ لمرضى كورونا وليس فيه سيارة اسعاف متطورة للنقل والعلاج بين المدن.

ويوجد طبيب انعاش واحد في مستشفيات جربة مكلف بالعمليات الطبية العادية الاستعجالية مثل الولادات و أمراض ” الزائدة ” و حوادث المرور. ولا يمكنه التكفل بمرضى كورونا خوفا من أن ينقل العدوى إلى بقية المرضى والطاقم .

وأكد الدكتور مراد الشكندالي أن زوبعة كبيرة انفجرت في اليومين الماضين في جزيرة جربة ، التي سجلت 47 حالة مرض بكورونا من بين 52 في كامل ولاية مدنين ، بعد أن رفض ” مسؤولون” من المستشفي ” الجامعي بمدنين” قبول مريضة في حالة خطيرة جدا من جربة تستوجب احالتها على ” قسم الانعاش” بحضور أطباء مختصين في الانعاش .

وقد تدخل وزير الصحة عبد اللطيف المكي ومسؤولون من الوزارة ليلا لنقل هذه المريضة الى مستشفى صفاقس بعد تحركات وحملة قوية على المواقع الاجتماعية قام بها ممثلو المجتمع المدني والمواطنون والمثقفون والاطباء .

و أورد رئيس ودادية أطباء جربة أن المجتمع المدني في جربة وعدة جهات قام بخطوات عملية منذ شهر مارس الماضي من أجل إعانة المستشفى الجهوي الصادق مقدم بجربة في توفير الحاجيات الدنيا لاستقبال مرضى كورونا . لكن مشكلة النقص في الإطار الطبي و الشبه طبي و خاصة غياب طبيب انعاش مختص ومتفرغ لهؤلاء المرضى عقد الاوضاع في وقت أكدت فيه كل التقديرات أن ” جربة أصبحت بؤرة كورونا ” لأسباب عديدة من بينها وجود المطار الدولي الثاني فيها وعودة الاف المهاجرين والمسافرين والسياح من أوربا وتركيا ودول أخرى.

وقد اعترف بيان توضيحي رسمي صدر عن ” المستشفى الجامعي في مدنين ” برفض قبول المريضة التي كانت في وضعية خطيرة جدا وتحتاج انعاشا لا يوجد في جربة ، وبرر البيان الموقف محدودية امكانيات مستشفى مدنين وبقرار اتخذه “المجلس العلمي للمستشفى يوم 26 مارس الماضي” نص على عدم فتح المستشفى الا لمواطني مدنين وبني خداش (؟؟).

ورغم تدخل وزير الصحة عبد اللطيف المكي وتأكيده على أن ” كل المستشفيات الجهوية مفتوحة لكل المواطنين ” وتعهد بنقل المريضة الى مستشفى صفاقس ، أكد مسؤولون من منظمات في المجتمع المدني في بيان أصدره السيد محفوظ الباروني ونشطاء انزعاجهم الشديد من الثنائية المزعجة التي تعاني منها المنطقة السياحية جربة جرجيس منذ 60 عاما ، فهي الأولى من حيث عدد الفنادق السياحية وعدد زوارها من التونسيين والأجانب ، لكن وضعية مستشفياتها ومستوصفاتها “كارثية “. ولا يقدر غالبية المواطنين على التعامل مع المصحات الخاصة التي رفعت اسعارها بشكل جنوني بما في ذلك بالنسبة لفحوصات وعلميات جراحية بسيطة جدا، واستفادت من كثرة توافد المرضى والجرحى الليبيين .

وطالب رئيس ودادية الأطباء وممثلو المجتمع المدني من السلطات المركزية ب” تدخل قوي وضمان عدد من الأطباء المختصين وتحسين الخدمات الصحية في القطاع العام ” .

يذكر أن وزير الصحة عبد اللطيف المكي أدى الأحد الماضي زيارات إلى عمل المستشفيات ومراكز الحجر الصحي في جربة ومدنين وتطاوين وناقش مع الاطباء والاداريين مقترحات تحسين الخدمات الطبية في المستشفيات المحلية والجهوية بدءا من مرحلة الحرب على كورونا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *