اختارت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، ضمن  قائمتها السنوية لأكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم خلال عام 2018، في خطوة تلمّع لصورته المهترئة بعد تورطه في قضية قتل جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده بإسطنبول مطلع أكتوبر الماضي.

 

وقامت فورين بوليسي باختيار مفردات منمقة لتبييض صورة ولي العهد السعودي، مشيرة إلى أن الأمير السعودي الشاب ماتزال قوته تشهد تناميا، في إطار مساعيه والجهد الذي يبذله من أجل تغيير واقع بلاده الاقتصادي والقفز بها من دائرة الاعتماد على النفط. وهو ما سيضمن مستقبلا مبهرا للأجيال القادمة الشرق الأوسط.

وقالت المجلة إنه “ربما تلاشى تألق محمد بن سلمان في 2018، بسبب مقتل خاشقجي، وردة فعل الكونغرس تجاه حرب اليمن، وانسحاب شخصيات مؤثرة من دافوس الصحراء، في أكتوبر، لكن في الوقت الذي تراجعت فيه سمعته، فإن تلك الأحداث لم تفعل سوى القليل لتقليص أهمية محمد بن سلمان، وقوته لا تزال تشهد تناميا، لأسباب أقلها أن الأمير لا يزال يواصل خطته لإنهاء اعتماد بلاده على النفط مستقبلا..”

خاشقجي ضمن الشخصيات المؤثرة

فورين بوليسي، اختارت أيضا المغدور به خاشقجي، الذي تسعى عديد الأطراف والجهات إلى التستر على قضية اغتياله منذ أكثر من أربعة أشهر، ضمن قائمتها التي تحظى بأهمية كبرى خاصة على المستوى الدولي. فهي تأتي نتيجة مشاركة أعداد ضخمة من المصوتين والباحثين والمحللين من مختلف أنحاء العالم.

وفي حديثها على جمال خاشقجي، لم تشر المجلة إلى تورّط ولي العهد في مقتله. وركزت على ما كان يحمله من أمل إزاء مسقط رأسه في السعودية، وهذا ما يجعله يستحق تسجيل حضوره ضمن قائمتها هذا العام، مشيرة إلى أنه كاتب أحد أبرز الأعمدة في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

مساع أمريكية لتأييد ولي العهد السعودي

 

ليست هذه المرة الأولى التي أظهرت فيها المجلة الأمريكية، تأييدها لولي العهد السعودي بعد تورطه في اغتيال جمال خاشقجي. فقد دعت في وقت سابق الرئيس دونالد ترامب الى التدخل بسرعة لإنقاذ بن سلمان من الكوارث التي ورط نفسه بها.

وطالبت المجلة الأمريكية الإدارة الأمريكية بضرورة عدم التخلّي عنه وأن تساعده على تجنّب الأخطاء التي وقع بها، لأنها ستؤدي إلى انهيار كامل لمشروع الإصلاح في السعودية، وما يحمله ذلك من تهديد للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، خاصة وأن المملكة النفطية تشهد انهيارا كبيرا في الاستثمار الأجنبي.

 

ترامب أيضا يلمّع

الحملة الأمريكية لتلميع صورة ولي العهد السعودي، مثلت امتدادا لموقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المدافع الرسمي عن بن سلمان. فلا يكاد ترامب يفوّت فرصة إلا ويعيد تأكيد دعمه لبن سلمان، مدعيا أنه حليف جيد، وأنه ليس متأكدا من تورطه في قتل خاشقجي.

ورغم إدانه الكونغرس الأمريكي، ودعوات كبار أعضاء حزبه الجمهوري بمجلس الشيوخ للتنديد بولي العهد السعودي، ورغم ما كشفته وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي)، فإن الرئيس الأمريكي يبذل جهودا مستميتة لتبرئته من أي مسؤولية في جريمة القتل البشعة التي هزت العالم.

واعتبر محللون أن دعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قد ساهم في تهور ولي العهد السعودي وأغراه للقيام بمغامرات طائشة، منها حرب اليمن، وحصار قطر، وآخرها مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مبنى قنصلية بلاده بإسطنبول، محذرين من أن الأسوأ لم يأت بعد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *