أثار قرار اللواء الليبي، خليفة حفتر بإرسال قوات جديدة إلى الجنوب عديد من التساؤلات حول أهداف هذه التحركات الآن، وما إذا كانت هذه القوات الجديدة ستصطدم بقوات حكومة الوفاق أم ستتعاون معها ضد المجموعات المسلحة هناك.

وأعلنت الكتيبة 166 مشاة، التابعة لقوات “حفتر” إنه “بناء على تعليمات وأوامر القائد العام (حفتر)، تنتقل الكتيبة بكامل عتادها وأفرادها لتنفيذ “أمر الموت” في جنوب ليبيا لتنفيذ مهمة عسكرية جديدة”، دون الكشف عن طبيعة المهمة، وفق صفحتها الرسمية.

تحرك “الصاعقة”

في سياق متصل، كلف “حفتر” قوات الصاعقة التابعة له بالتوجه إلى مدينة سبها في الجنوب الليبي لمواجهة ما أسماهم المجموعات المسلحة والإرهابيين وقطاع الطرق المنتشرين على الحدود الجنوبية المفتوحة على دول تشاد والنيجر ومالي”، حسبما صرح المتحدث باسم “الصاعقة”، ميلاد الزوي لوكالة “سبوتنيك” الروسية.

ونشر ناشطون من الجنوب والشرق الليبي، مجموعة “فيديوهات” لعدد من الكتائب العسكرية التابعة لحفتر قدروها بحوالي 100 عربة عسكرية تتحرك من المنطقة الشرقية متجهة إلى الجنوب الليبي.

ما الهدف ؟

وراى مراقبون أن “الهدف من تكثيف “حفتر” لقواته في الجنوب الليبي هو استغلال حالة الفراغ الأمني هناك من جهة واستغلال حالة انقسام المجلس الرئاسي في طرابلس من جهة أخرى، ومن ثم وجد فرصته للتواجد بقوة في الجنوب الليبي من أجل توسيع نفوذه.

لكن السؤال: ما مهام القوات الجديدة تحديدا؟ وهل ستصدم بقوات “الوفاق” هناك أم ستتعاون معها؟.

نفير ووساطة دولية

من جهته، قال الناشط من الجنوب الليبي، إسماعيل بازنكة إن “تحرك قوات نحو الجنوب وفي هذا التوقيت وبالتزامن مع الحرب الإعلامية على مكون “التبو” سيسبب قلقا لدى هذا المكون مما يستدعي إعلان حالة النفير في جميع صفوف التشكيلات المسلحة سواء التابعة للوفاق أو حفتر على حد سواء”، حسب قوله.

و أشار في تصريحات إلى أن “محاولة اجتياح المنطقة بقوات مدعومة من عناصر المرتزقة والمليشيات القبلية بمعزل عن بقية المكونات ستحدث صدامات في المنطقة، وفي حال شن حرب على مكون ما باسم “الجيش” سيصعد الأمر ويصبح حرب مفتوحة ولن نرضى كأبناء الجنوب إلا بوساطة دولية”.

وتابع: “كلنا ندعم بسط الأمن والاستقرار في المنطقة وضبط الحدود وهذا لن يتأتى إلا بتعاون مع أهل الجنوب بدون إقصاء وبرعاية البعثة الأممية من خلال الترتيبات الأمنية”، كما قال.

صراع السلطة

ورأت الناشطة الليبية، هدى الكوافي أن “الصراع في الجنوب الليبي مستمر والكل منشغل بمن سيسيطر هناك، وفي ظل غياب أبناء هذه المنطقة الهامة تحولت إلى ساحة للمعارك للسيطرة على خيراته ومنها الوصول للسلطة”.

و أضافت أن “اللاهثون وراء الحكم يعتبرون الجنوب هو صراع الوصول إلى الكرسي، أما بخصوص صدام قوات المشير (حفتر) والحكومة فلا أعتقد ذلك، واتمنى أن يحدث تعاون، لكن سيظل الصراع في الجنوب مستمرا مع انقسام أبنائه وغياب دور قوي لهم”، حسب كلامها.

تقاعس “الرئاسي”

و قال الصحفي الليبي، عبدالله الكبير إن “تحول “حفتر” إلى الجنوب أمرا متوقعا نظرا للفراغ الذي يخلفه “تقاعس” المجلس الرئاسي في إرسال قوات إلى هذه المنطقة الهامة، لذا التوجه هدفه تعزيز مواقع الجنرال الليبي هناك”، وفق رأيه.

و أضاف: “وإذا اندلعت مواجهة مع “المليشيات” الأفريقية هناك، فالأرجح هو تعاون كل القوات المحلية هناك لدحرها بصرف النظر عن الجهة التي تنتمي لها هذه القوات، فالعامل الوطني والقبلي سيعلو على أي انتماءات أخرى”، وفق تصريحاته .

في حين رأى رئيس مؤسسة “ليبيا للإعلام”، نبيل السوكني أن “هدف “حفتر” من هذه التحركات والتحشيد هو رفع أسهم شعبيته التي وصلت إلى الحضيض مؤخرا، مضيفا : لن تقدم هذه القوات أي شيء يذكر في الجنوب وربما سيكون مصيرها مثل “القوات السودانية” التي كانت تتبعه وانتهت”، حسب زعمه.

 

 “عربي21

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *