أفادت الصحافة الفرنسية أمس الأحد أن استقالة وشيكة لحكومة إدوار فيليب وتغييرها بحكومة ثانية، قد تكون قادرة على رفع التحديات التي يواجهها الرئيس ماكرون، أبرزها استرجاع ثقة الفرنسيين إزاءه وتحضير الانتخابات الأوروبية المقبلة التي تعد اختبارا سياسيا كبيرا بالنسبة لشعبيته؟

حكومة جديدة منفتحة على المجتمع المدني

وعلق رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية الجديد ريشار فيران والمقرب من الرئيس الفرنسي عن التعديل الحكومي المرتقب قائلا: “إنها خطوة سياسية ضرورية ومهمة كونها ستمنح نفسا سياسيا جديدا”.

وأضاف: “تميزت السنة الأولى من عهدة الرئيس ماكرون بسلسلة من الإصلاحات العميقة التي ستغير الوجه السياسي والاقتصادي لفرنسا. أما السنة الثانية من العهدة الرئاسية فستشهد انفتاح الحكومة على المجتمع المدني لأن الرئيس ماكرون أدرك أثناء قضية ألكسندر بينالا أنهلا وجود لسياسيين كثيرين يمكنهم أن يدافعوا عنه في البرلمان، أكثر من ذلك وجد نفسه في بعض الأحيان وحيدا”.

وبينما يعول إيمانويل ماكرون على السند السياسي الذي يمكن أن يقدمه له حزب “الحركة الديمقراطية” بزعامة فرانسوا بيرو لإرساء شعبية الحكومة الجديدة المقبلة، يتوقع بالمقابل أن يواجه هذه المرة صعوبات جمة لإقناع مناصري حزب “الجمهوريون” الذي يترأسه لوران فاكييز بتقديم له الدعم السياسي.

إدخال فرنسا في “العالم الجديد”

وفي حال تم تعيين حكومة جديدة، فمن المتوقع أن يتم إعلان عن الأسماء الجديدة من قبل الأمين العام لقصر الإليزيه وأمام مدخل هذه البناية، وذلك لإعطاء صبغة رسمية وهامة لهذا الحدث، فيما سيقوم رئيس الحكومة القديم الجديد إدوار فيليب بإلقاء خطاب أمام البرلمان يشرح فيه السياسة العامة للحكومة الجديدة على أمل أن يصوت البرلمان بأغلبية مريحة لصالح الخطة.

وباستخدام هذا السيناريو (استقالة جماعية للحكومة وتكليف إدوار فيليب بتشكل حكومة جديدة) يهدف إيمانويل ماكرون إلى ضرب خيال الفرنسيين وإقناعهم بأنه لم ولن يبقى مكتوف الأيدي مهما كانت الصعوبات، بل وهو في حركية دائمة ويركض وراء مبتغى واحد فقط ألا وهو تحسين أوضاعهم وإصلاح فرنسا لكي تدخل “العالم الجديد” كما يقول دائما.

الانتخابات البلدية في الأفق

ومن بين الملفات التي تنتظر الحكومة المقبلة في حال تم تعيينها، ملف النمو الاقتصادي والتضامن الاجتماعي الذي يعد تكملة لخطة “مكافحة الفقر” التي كشف عنها الشهر الفارط. كما يسعى ماكرون إلى التقرب أكثر من سكان الأرياف والضواحي الفرنسية بعدما وجهت له انتقادات علىأنه “رئيس الأغنياء” و”المدن الكبيرة”.

وفي انتظار التغييرات السياسية المرتقبة، لا يزال إدوار فيليب يحتل منصب وزير الداخلية بالنيابة بعد استقالة جيرار كولومب من منصبه.

ويمكن لهذه الاستقالة أن تتبعها استقالات أخرى في إطار التغيير الحكومي لوزراء حاليين يرغبون في خوض غمار الانتخابات البلدية مثل بنجامين غريفوا الناطق الرسمي باسم الحكومة الذي يريد أن ينتزع منصب عمدة باريس من آن هيدا لغو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *