أخبار 0 comments on كاتب سعودي: ترامب أضرّ بنا بعد تغيير موقفه من قطر

كاتب سعودي: ترامب أضرّ بنا بعد تغيير موقفه من قطر

قال الكاتب السعودي نواف العبيد إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيندم على تغيير آرائه تجاه قطر بعد أن استهل فترته الرئاسية بدعم الحصار الذي فرضته دول خليجية على الدوحة قبل أكثر من عام.

وأوضح العبيد في مقال له نشرته مجلة “فوريس بوليسي” الأمريكية أن ترامب اختار في البداية طريق الضغط السعودي المصري الإماراتي البحريني على قطر ووصفها بأنها ممول للإرهاب على مستوى عال على عكس سلفه باراك أوباما ووجد المطالبة بإنهاء علاقتها مع إيران جذابة بالنسبة له.

وأشار الكاتب إلى أن ترامب وعلى الرغم من موقفه الأولي إلا أنه وصل إلى مرحلة استضاف فيها أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في البيت الأبيض ووصفه بأنه “صديق لي” و”مدافع كبير جدا” عن الحرب ضد الإرهاب فضلا عن أن وزير خارجيته طلب من الرياض خلال زيارة في أبريل الماضي السعودية وحلفاءها إنهاء الحصار على قطر والتركيز على أمور أكثر أهمية.

ورأى العبيد أن ترامب ارتكب خطأ استراتيجيا وربما خطيرا جدا في موقفه من قطر لافتا إلى أن علاقتها مع جماعة الإخوان المسلمين تشكل خطورة على الولايات المتحدة بشكل أخص أكثر من العلاقة مع إيران.

وأضاف: “بالنسبة للولايات المتحدة، يمثل النشاط السياسي الثوري لجماعة الإخوان المسلمين خطرا عميقا”، وتابع: “إذا كان هدف جماعة الإخوان على المدى الطويل هو بناء مجتمع إسلامي أصولي خالٍ من النفوذ الغربي فسيكون ذلك مدمراً لوضع الولايات المتحدة الاستراتيجي ومكانتها في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي الأوسع”.

وأشار إلى أنه من المهم جعل قطر تنهي علاقتها بجماعة الإخوان أكثر من التركيز على النأي بنفسها عن إيران “ومع ذلك لا يمكن القيام بذلك دون ضغوط جدية من جيران البلد من النوع الذي تم فرضه في الحظر الذي قادته السعودية مؤخراً”.

واعتبر الكاتب أن ترامب أضر بأصدقائه العرب الرئيسيين وأضعف خطورة تهديداتهم وأضر بفرصهم في إقناع قطر باختيار طريق آخر.

ولفت العبيد إلى أن لدى الولايات المتحدة أدوات تساعد على إعادة قطر للطريق الصحيح مثل قاعدة العديد والعلاقة الاستراتيجية الطويلة مع الدوحة لكن فقط في حال عكس ترامب مساره وانضم للتحالف الذي تقوده السعودية لممارسة الضغط.

أخبار 0 comments on “ميدل إيست آي”: دروز إسرائيل يتحركون باتجاه تمرد واسع النطاق

“ميدل إيست آي”: دروز إسرائيل يتحركون باتجاه تمرد واسع النطاق

قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إن الطائفة الدرزية في إسرائيل باتت اليوم في حالة صدام مع حكومة بنيامين نتنياهو بعد إقرار قانون القومية اليهودية على الرغم من التضحيات التي قدمتها منذ قيام دولة الاحتلال.

وأشار الموقع إلى أن حالة غضب غير مسبوقة باتت تسري في جسد الجالية بعد إقرار القانون والذي بموجبه سيتحولون إلى جسم غريب رغم مشاركتهم في الأعمال القتالية ضد الفلسطينيين وانخراطهم ضمن الجيش الإسرائيلي.

وفيما يلي النص الكامل لتقرير الصحفي جوناثان كوك:

باتت الجالية الدرزية الصغيرة في إسرائيل، والتي طالما عرفت بولائها للدولة، في حالة صدام مع الحكومة اليمينية التي يترأسها بنيامين نتنياهو، وذلك بخصوص قانون يضمن لليهود حقوق مواطنة يتفوقون بها على من سواهم، حسبما يقول المحللون.

وكانت إسرائيل قد تعودت على الإشارة إلى الدروز، وهم طائفة دينية باطنية يخدم رجالها في الجيش الإسرائيلي، كدليل على أن غير اليهود يمكن لهم أن يزدهروا ويثروا داخل الدولة اليهودية.

إلا أن الأيام الأخيرة شهدت حالة غير مسبوقة من الغضب داخل قطاعات كبيرة من الجالية الدرزية بشأن قانون الدولة القومية الذي أجازه البرلمان الإسرائيلي الشهر الماضي.

ولقد تعرض التشريع الجديد للانتقاد على نطاق واسع نظراً لأنه يمنح الأغلبية اليهودية وضعاً متميزاً بينما يسقط كل إشارة إلى “الديمقراطية” أو “المساواة”.

يقول أحد علماء الدروز، وهو رباح حلبي، إن رد فعل جاليته كان شبيهاً بالانتفاضة المصغرة، في إشارة إلى الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأكد في تصريح لموقع ميدل إيست آي إن معظم أفراد الجالية الدرزية في حالة من الصدمة، لأنهم ظنوا أنهم من خلال إثبات ولائهم سوف يعاملون كمواطنين متساوين، إلا أنهم الآن يضطرون لإعادة التقييم وتقبل الرأي القائل بأن نظرتهم السابقة كانت خاطئة.

وأضاف حلبي الذي ألف كتاباً حول الهوية الدرزية: “لقد تبددت أوهامهم، ويبدو كما لو أن صحوة في صفوفهم قد بدأت، وهي صحوة من شأنها أن تلحق الضرر بالطرفين.”

المحتجون يطالبون بالمساواة

لقد أغضب القانون الجديد، الذي يتمتع بوضع أشبه ما يكون بالمادة الدستورية، خُمس سكان (فلسطين التاريخية)، وهم من غير اليهود الذين ينحدر معظمهم من سلالة الفلسطينيين الذين نجوا من حملة التطهير العرقي في عام 1948. ثم ما لبثت هذه الأقلية الفلسطينية أن حصلت في نهاية المطاف على المواطنة الإسرائيلية.

ولكن على النقيض مما عليه حال الجاليات المسلمة والمسيحية، طالما عُرف أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل، والذين يبلغ تعدادهم مائة وعشرين ألفاً، بولائهم للدولة ومشاركتهم في الخدمة العسكرية، وخاصة في المهام القتالية داخل الأراضي المحتلة.

يشير زعماء الدروز بغضب شديد إلى التضحيات الكبيرة التي قدمتها جاليتهم بما في ذلك ما يزيد عن 450 درزياً لقوا مصرعهم في زيهم العسكري.

كما يتمتع الدروز بنفوذ في السياسة الإسرائيلية يفوق حجمهم الحقيقي. فعلى الرغم من أنهم لا يشكلون سوى 1.5 بالمائة من تعداد سكان إسرائيل إلا أن لديهم خمسة مشرعين في البرلمان الذي يتكون من 120 عضواً، وأربعة من هؤلاء المشرعين أعضاء في التحالف الحاكم بقيادة نتنياهو.

والمثير في الأمر أن الشخص الذي يقود الحركة الاحتجاجية هو جنرال درزي متقاعد حصل على العديد من الأوسمة يدعى أمل أسعد.

وقد تقدم المتحدثين في مهرجان خطابي نظم في تل أبيب في وقت مبكر من هذا الشهر شارك فيه ما يقرب من ستين ألف درزي ويهودي إسرائيلي من المتعاطفين معهم بما في ذلك العديد من كبار المسؤولين الأمنيين سابقاً.

طالب المحتجون بإبطال القانون الأساسي الجديد – وهو واحد من مجموعة من القوانين تشكل معاً ما يشبه الدستور في إسرائيل – وتعديله لضمان منح حقوق متساوية لجميع المواطنين.

ومن الشخصيات الدرزية البارزة الأخرى التي شاركت في المهرجان الزعيم الروحي الشيخ موفق طريف الذي قال مخاطباً الجموع: “رغم ولائنا المطلق إلا إن إسرائيل لا تعتبرنا مواطنين متساوين.”

فما كان من الجمهور إلا أن هتف قائلاً: “المساواة! المساواة!” ورفع المشاركون يافطات كتب عليها: “إذا كنا إخوة فيجب أن نكون متساوين.”

نتنياهو المصدوم

تقدم المشرعون الدروز وكذلك المنظمات القيادية الفلسطينية كل على حدة باستدعاءات منفصلة لدى المحكمة العليا في إسرائيل مطالبين بإبطال التشريع. ولكن لا يتوقع أن تبدأ المحكمة بالتداول في الموضوع حتى مطلع العام القادم.

من جانبها، وصفت منظمة عدالة، وهي مجموعة حقوقية تدافع عن حقوق الأقلية الفلسطينية، القانون بأن له نفس “مواصفات التمييز العنصري (الأبارتيد)” وأشارت إلى أنه لا يوجد دستور آخر في العالم لا ينص على حق المساواة لجميع المواطنين والمقيمين.”

يبدو أن الاحتجاجات الدرزية صدمت نتنياهو وأعضاء حكومته، وذلك على الرغم من أن القانون كان قيد البحث والنظر لما يقرب من عقد من الزمن.

إلا أنه مع ذلك ظل مصراً على موقفه متمسكاً برأيه، وحسب ما يقوله المحللون، يعتبر هذا القانون ركناً أساسياً في الجهود التي يبذلها لكسب الانتخابات التي يتوقع أن تجري خلال الشهور القادمة، بينما يسعى جاهداً للتقليل من أهمية التحقيقات المكثفة في تورطه بالفساد.

وفي مؤشر على مقاربته المتشددة، خرج نتنياهو غاضباً من اجتماع عقد مؤخراً قبل المهرجان الخطابي عندما رفض الزعماء الدروز – بما فيهم أسعد وطريف وعدد من رؤساء البلديات – تسوية تمنح الدروز بعض الامتيازات ولكن تبقي القانون على ما هو عليه دون تعديل.

في تصريح لوسائل الإعلام الإسرائيلية بعد المهرجان الذي شارك فيه، قال وهيب حبيش، عمدة بلدة درزية اسمها ياركا في الجليل: “لسنا ممن يمكن شراؤهم ببعض الامتيازات والكلام المعسول حول تجسير الهوة.”

أما أمل جمال، أستاذ العلوم السياسية في جامعة تل أبيب وهو درزي يقيم في بلدة العمدة حبيش، فقال إن استراتيجية نتنياهو تهدف إلى إشعال نار “الانقسامات الداخلية” في المجتمع الدرزي.

وقال في تصريح لموقع ميدل إيست آي متحدثاً عن نتنياهو: “لا أراه ينوي التراجع. بل إنه يأمل في تجاهل الاحتجاجات والقول إنه إذا كان الدروز غير قادرين على الاتفاق فيما بينهم فكيف لنا أن نجد حلاً؟”

طائفة دينية سرية

 الدروز طائفة دينية سرية خرجت من الإسلام قبل ما يقرب من ألف عام، وفي سبيل توفير الحماية لنفسها فقد اختارت اللجوء إلى المنطقة الجبلية من الشرق الأوسط والتي توجد اليوم في مساحة موزعة بين إسرائيل وسوريا ولبنان والأردن.

يقول الدارسون لهذه الفرقة إنها فضلت تقليدياً، ومن باب الحفاظ على وجودها، التحالف مع أي جهة تحظى بالنفوذ وتصل إلى السلطة.

ولذلك دعمت بعض المجتمعات الدرزية في الجليل القوات الصهيونية خلال حرب عام 1948 إبان إقامة دولة إسرائيل على أنقاض وطن الفلسطينيين. وبعد سنوات قليلة، وقعت القيادة الدرزية في إسرائيل ميثاقاً مع الدولة وافقت بموجبه على أن ينخرط رجال الجالية الدرزية في الخدمة العسكرية لمدة ثلاثة أعوام.

وبالمقابل اعترفت إسرائيل بالدروز كجماعة “وطنية” بدلاً من طائفة دينية، وعزلتهم عن بقية الأقلية الفلسطينية.

ولكن مما عقد الصورة أن تجمعاً درزياً أصغر بكثير وقع تحت الحكم الإسرائيلي في عام 1967 عندما احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان التي تشكل جزءاً من الأراضي السورية. بقي هؤلاء الدروز، الذين يصل تعدادهم إلى ما يقرب من 25 ألف نسمة، إلى حد كبير موالين لسوريا ورفضوا المواطنة الإسرائيلية، ولذلك فهم لا يخدمون في الجيش الإسرائيلي.

التعرض لغسيل الدماغ في المدارس

يقول جمال إن قطاعات من المجتمع الدرزي في إسرائيل باتوا يتساءلون بشكل متزايد عما إذا كانوا قد تكبدوا ثمناً مضاعفاً مقابل موافقتهم على الخدمة في الجيش الإسرائيلي.

ويضيف: “لم يقتصر الأمر على التمييز ضد الدروز مثلهم في ذلك مثل باقي المواطنين العرب، ولكنهم أيضاً ضحوا بحياتهم في أرض المعركة. عليك أن تنظر إلى الأمر على النحو التالي: الدروز ليسوا فقط مواطنين من الدرجة الثانية، بل هم عرب من الدرجة الثانية.”

 وكجزء من الاتفاق، أدخلت إسرائيل نظام تعليم منفصلاً خاصاً بالدروز في سبعينيات القرن العشرين، وقد صمم النظام التعليمي ليشجعهم على النظر إلى خدمتهم العسكرية في الجيش الإسرائيلي كما لو كانت نوعاً من “ميثاق الدم” مع الشعب اليهودي.

تقول داليا حلبي، وهي نفسها درزية وتحتل موقع المدير التنفيذي في مركز للأبحاث في الناصرة اسمه “دراسات” إن نظام تعليم الدروز كان يفرز أسوأ معدلات للنجاح في المدارس الثانوية، وما فعلته إسرائيل بدلاً من تعليم الأطفال الدروز هو غسل أدمغتهم.

وأضافت: “يتعلم الدروز أن عليهم أن يخشوا العرب الآخرين، ليس فقط جيرانهم في الجليل بل وفي المنطقة ككل. ويتم تشجيعهم على الاعتقاد بأنهم بدون حماية الجيش الإسرائيلي سيكونون عرضة للخطر والعزلة.”

حركة الرفض في تنام

طالما روج الدعاية الإسرائيلية للفكرة القائلة بأن خدمة الدروز في الجيش الإسرائيلي دليل على أنه من الممكن للأقليات غير اليهودية أن تندمج.

إلا أن المحللين الدروز الذين استطلع موقع ميدل إيست آي آراءهم بهذا الشأن أشاروا إلى أن الجالية الدرزية عانت لسنوات طويلة من انشقاق يزداد عمقاً يوماً بعد يوم حول مسألة الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي وأن القانون الأساسي الجديد سلط الضوء على هذا الخلاف.

ولقد برزت خلال العقد الماضي بشكل واضح حركة رفض في صفوف الشباب الدروز وارتفعت وتيرة الشكاوى بينهم من أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أخفقت في الوفاء بوعودها بمنح الدروز حقوقاً متساوية.

وتشير داليا حلبي إلى أن المجتمعات الدرزية بالعموم تعاني من نفس مستويات الاكتظاظ وضعف الموارد مثلها في ذلك مثل المجتمعات الفلسطينية الأخرى، وتضيف: “لقد تم مصادرة ما يقرب من سبعين بالمائة من أراضي الدروز من قبل الدولة، وذلك على الرغم من “ولاء” مجتمعاتنا لها، ولم يحصل الدروز من الدولة على وضع أفضل من المجتمعات الفلسطينية الأخرى.”

ويشير رباح حلبي، الذي يُدرس في الجامعة العبرية بالقدس، إلى أن فقدان الأرض الزراعية جعل الدروز عالة على اقتصاد إسرائيل ذي الطبيعة الأمنية والممتد في كل نواحي الحياة.

وقال إن أكثر من ربع الشباب الدروز يتم تجنيدهم بعد الانتهاء من الخدمة العسكرية للعمل كحراس أمنيين أو سجانين أو في شرطة الحدود، علماً بأن تلك الأخيرة هي عبارة عن قوة شبه عسكرية تعمل داخل إسرائيل وكذلك في المناطق الفلسطينية المحتلة.

وأضاف: “ولذلك غدت الخدمة العسكرية بالنسبة لقطاع كبير من الشباب الدروز السبيل الوحيد لضمان وظيفة، أي أنها باتت بالنسبة لهم قضية اقتصادية.”

ضباط في الجيش يستقيلون

فاقم القانون الأساسي الجديد من هذه التوترات القائمة وذلك من خلال تكريسه للامتيازات التي يحصل عليها المواطنون اليهود في العديد من مناحي الحياة، بما في ذلك حقوق الهجرة، وتملك الأراضي، وفيما يتعلق بالإسكان والميزانيات. كما أنه يحط من قدر اللغة العربية وينزع عنها صفة اللغة الرسمية التي كانت تتمتع بها.

وفي تحرك غير مسبوق بالنسبة لزعيم درزي، حذر أسعد، الجنرال الذي يقود الاحتجاجات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أن القانون الأساسي يهدد بوضع الأسس لنظام تمييز عنصري، ووصف الإجراء الذي اتخذته الحكومة بأنه “شرير وعنصري”.

كانت موجة الغضب الكبيرة جلية أيضاً خلال احتفال نظم أخيراً لتقديم الجوائز حضره آفي ديختر، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي المحلي المعروف باسم شين بيت وأحد مهندسي القانون. احتاج ديختر إلى الحماية عندما واجهه المحتجون الدروز علانية ونددوا به معتبرين أنه “خائن” و “نازي”.

استقال عدد من ضباط الجيش الدروز وهدد آخرون بالتوقف عن الخدمة، مما أثار مخاوف بحدوث عصيان جماعي.

رفض الزعماء الدروز حتى الآن التعاون مع اللجنة الوزارية الخاصة التي شكلها نتنياهو  للتقدم بحل للدروز وكذلك للجالية الشركسية الصغيرة ولقطاعات من البدو الذين يقومون أيضاً بأداء الخدمة العسكرية.

وليس من المستبعد أن يتم اقتراح المزيد من الامتيازات على المستوى الفردي للمواطنين الفلسطينيين الذين يخدمون في الجيش.

يقول جمال الذي يُدرس في الجامعة العبرية: “هناك الكثير من الدروز الذي استثمروا فيما يسمى الآصرة التاريخية ولا يريدون أن يفقدوا ما لديهم من وضع خاص. ولكنهم في نفس الوقت لا يستطيعون قبول ما يعرضه عليهم نتنياهو من فوائد مقابل الخدمة في الجيش. لا يريدون أن يبدوا كما لو أنه تم شراؤهم بالمال، كما لو كانوا مرتزقة.”

لن نرحل من هنا

وما لم يتنازل أحد الطرفين عن موقفه، تبدو الجالية الدرزية الآن متأهبة لصدام كبير مع الحكومة لأول مرة في تاريخ البلاد.

يشير استطلاع حديث للرأي إلى أن 58 بالمائة من اليهود الإسرائيليين يدعمون القانون، مع أن عدداً مشابهاً من الناس عبروا عن تعاطفهم مع الدروز وعن تفهمهم لما لديهم من مخاوف بهذا الشأن.

ولقد حذرت وزيرة العدل آياليت شاكيد من أن زلزالاً قد يحصل في اليمين السياسي فيما لو تجرأت المحاكم على إبطال القانون.

في هذه الأثناء بدا نتنياهو أبعد ما يكون عن الاستعداد لتقديم تنازلات، فبعد أن انتهى لقاؤه مع الزعماء الدروز إلى خلاف حاد، ألمح المسؤولون في حكومته إلى أن الجنرال أسعد وأنصاره ليسوا أوفياء.

ونقلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن مصدر مقرب من نتنياهو فيما يبدو أنه إشارة إلى أسعد وأتباعه ما يلي: “كل من لا يعجبه القانون الأساسي فليعلم أنه يوجد جالية درزية كبيرة في سوريا فليذهبوا وليؤسسوا دولة درزستان هناك.”

وتعليقاً على ذلك قالت داليا حلبي: “يسعر نتنياهو السنة اللهب ظناً منه أن الدروز سيوافقونه في كل ما يقول. بات يعتقد بأننا لا يوجد لنا خيار سوى أن ندين بالولاء.”

إلا أن مانو أبو سلهة البالغ من العمر ثمانية وخمسين عاماً والمنحدر من يرقا، والذي كان من بين الذين شاركوا في المظاهرة الحاشدة في تل أبيب، صرح لموقع ميدل إيست آي بأن نتنياهو سيثبت له أنه مخطئ.

وقال: “لم نأت من سوريا. نحن نعيش في أرضنا التاريخية ولن نغادرها إلى أي مكان آخر. نحن السكان الأصليون. يحسن بنتنياهو أن يدرك بأننا باقون وأننا سنقاتل من أجل حقوقنا.”

أخبار 0 comments on قيادي كردي: النظام رفض مطالبنا و أمريكا قد تتخلى عنا

قيادي كردي: النظام رفض مطالبنا و أمريكا قد تتخلى عنا

كشف قيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي PYD، عن رفض النظام للمطالب التي قدمها الوفدان اللذان زارا دمشق مؤخرا.

و أكد القيادي الكردي في ندوة حوارية في مدينة القامشلي آلدار خليل، أن النظام لم يلب مطالبهم التي تتلخص في اللامركزية، ولم يعترف حتى اللحظة بأي شيء، مشيرا إلى أن الزيارة الثانية إلى دمشق للوفد ضمت حقوقيين وخبراء سياسيين، وكانت تهدف لنقل رؤيتهم حول الحل في سوريا ومعرفة مطالب النظام.

و فيما يتعلق بعلاقة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي مع الولايات المتحدة الأمريكية، لم يخفِ القيادي الكردي أن تتخلى أمريكا عنهم بأي لحظة وتنسحب من سوريا، مؤكدا أن عليهم البحث عن خيارات أخرى وعدم الاعتماد عليها بشكل كلي.

و أعرب خليل عن كامل استعدادهم لمحاربة فصائل المعارضة السورية في إدلب الموالية لتركيا إلى جانب قوات النظام، شريطة الانتقال إلى عفرين.

و في هذا الصدد، وصف الناشط السياسي السوري جاسم المحمد “السياسة التي اتبعتها وحدات الحماية الكردية على السنوات السبع الماضية بالغباء، حيث أن النظام من الطبيعي لم ولن يتنازل عن مطالبه”.

و اعتبر  أن “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي اليوم أضعف من أي وقت مضى، لذلك سيرضخ لمطالب نظام الأسد عاجلا أم آجلا”، على حد تقديره.

ويعتقد الجاسم أن “منظومة byd بكافة مسمياتها تم استغلالها من قبل الجميع لمصالح ظاهرها تخدم ما يريدون، ولكنها كانت في الحقيقة منافع مؤقته للأكراد ستنتهي في المستقبل القريب بتسليمها للنظام”، وفق قوله.

من جهته، رأى نائب رئيس “التحالف الوطني لقوى الثورة في الحسكة” محمود الماضي، أنّ حزب الاتّحاد الديمقراطي byd يمرّ اليوم بأحرج مرحلة، بعد الدعم الذي تلقاه من النظام في بداية الثورة ومن ثمّ الدعم الأمريكي بذريعة محاربة الإرهاب.

و أكد ن حزب byd تلقّى صفعة قوية من حليفه النظام الذي أصرّ على أن يسلّم المناطق التي تحت سيطرته ويسوي وضع الميليشيا التابعة له مع الجيش، وذلك بعد المكاسب التي حققها على مدار السنوات الماضية.

و قال الماضي إن “byd اليوم أمام خيار واحد إمّا الانصياع لأوامر النظام والتّخلّي عن كلّ المكتسبات التي كان يتغنّى بها أمام مؤيديه، وإمّا المواجهة المحسومة النتائج والتي لا قبل له بها في هذه المرحلة، كون النظام أنهى معظم جبهاته مع المعارضة بالدعم الروسي، وليس لدى ميليشيا الوحدات الكردية اليوم أيّ غطاء إقليمي أو دولي”.

يذكر أن مجلس سوريا الديمقراطية كان قد عقد قبل أيام اجتماعا برعاية أمريكية في بلدة عين عيسى شمالي الرقة، من أجل مناقشة نظام جديد للإدارة الذاتية يتناسب مع الإدارة المحلية التي يطرحها النظام السوري، وذلك على خلفية رفض النظام لمطالب مجلس سوريا الديمقراطية فيما يتعلق “باللامركزية في مستقبل سوريا”.

 

 

عربي21

 

أخبار 0 comments on التنسيقية الوطنية للدفاع عن القران و الدستور والتنمية  العادلة : رفض المتاجرة بحقوق المرأة واستغلالها لتحقيق اجندات انتخابية 

التنسيقية الوطنية للدفاع عن القران و الدستور والتنمية  العادلة : رفض المتاجرة بحقوق المرأة واستغلالها لتحقيق اجندات انتخابية 

إثر صدور تقرير لجنة الحريات الفردية و المساواة و بعد الإطلاع عليه نحن التّنسيقية الوطنية للدفاع عن القرآن و الدستور و التنمية العادلة نعلن :

أولا – رفضنا لما جاء في التقرير من مقترحات معادية للإسلام و ثوابته و مناقضة لأحكام القرآن و نصوصه القطعية .

ثانيا – تأكيدنا على تعارض التقرير و مقترحاته مع ما ورد في توطئة الدستور التي تؤكد على : ” تمسك شعبنا بتعاليم الإسلام ” و ما ورد في فصله الأول : ” تونس دولة دينها الإسلام ”  و في فصله السادس : ” الدولة راعية للدين و تلتزم بحماية المقدسات و عدم النيل منها ” و كذلك ما ورد في فصله السابع : ” الأسرة هي الخلية الأساسية في المجتمع و على الدولة حمايتها ” و الفصل 146 الذي ينص على أن أحكام الدستور تفسر ويؤول بعضها البعض  كوحدة منسجمة .

ثالثا – بأن ما ورد من مقترحات في التقرير يضرب مقومات الأسرة و يهدد كيانها بإباحة الشذوذ و إلغاء القوامة وحرمان المرأة من حقها الشرعي في النفقة . رابعا – رفضنا ابتزاز البرلمان الأوروبي و الخضوع له و انتهاك السيادة الوطنية من خلال الاستجابة للإملاءات التي وردت في النقطة 14 من قرار البرلمان الأوربي الصادر بتاريخ 14 ستمبر2016 تحت مرجع  (2273 / 2015 INI ) و التي تنص على ما يلي : ” تدعو (اللجنة ) إلى تعزيز التوازن بين الجنسين في سياق الإجراءات العامة و لا سيما بإصلاح قانون الأحوال الشخصية من أجل إلغاء القوانين التي تميز ضد المرأة مثل التي تنظم الميراث و الزواج ….”

و بناء على ذلك فإننا بقدر حرصنا على دعم حقوق المرأة و تطويرها نرفض كل أشكال المتاجرة بهذه الحقوق و استغلال أوضاعها الصعبة لتحقيق أجندات سياسية و انتخابية .

و نحن على يقين أن الشعب التونسي المسلم الذي هزم الاستعمار و دحر الدكتاتورية و الاستبداد قادر على التصدي لكل مبادرة تستهدف هويته و مرجعيته الإسلامية .

و نطالب رئيس الجمهورية بالسحب الفوري لهذه المبادرة اللادستورية و الخطيرة على استقرار الأسرة و تماسكها و سلامة العلاقات الاجتماعية .

أخبار 0 comments on التسعيرة الجديدة لحصص تعليم السياقة

التسعيرة الجديدة لحصص تعليم السياقة

قرّرت الهيئة الجهوية لاصحاب مدارس تعليم السياقة ببن عروس، الترفيع في تسعيرة تعليم السياقة.

و جاء الترفيع في التعريفة الجديدة، التي انطلق العمل بها بداية من غرة أوت 2018، على النحو التالي:

التسجيل الأول للامتحان “الكود”: 60 د

إعادة إجراء الامتحان النظري: 30د

حصة الدروس النظريّة لقواعد الجولان “الكود”: 10 د

حصة دروس السياقة: 25د

حصة كراء العربية يوم الامتحان 100د

أخبار, حوارات 0 comments on الصحبي بن فرج : التحالف الثنائي الجديد بين الحرة و النداء لن يكون مجديا سياسيا بل سيعمق الأزمة أكثر

الصحبي بن فرج : التحالف الثنائي الجديد بين الحرة و النداء لن يكون مجديا سياسيا بل سيعمق الأزمة أكثر

أعلن الصحبي بن فرج النائب المستقيل من كتلة الحرة لمشروع تونس، ان المستقيلين من كتلة الحرة لن يعودوا الى كتلة حركة مشروع تونس او الكتلة الجديدة التي ستضم كل من الحرة ونداء تونس.

وأكد بن فرج ان سبب الانشقاق عن الحركة هو الكم الهائل من الخلافات فيما يتعلق بالتحالفات السياسية، موضحا ان القيادات المنشقة عن النداء تعلم بدورها انها لن تعود الى الحزب حتى في حال ولادة تحالف جديد.

و أشار النائب المستقيل من كتلة الحرة لمشروع تونس، الى أن التحالف الثنائي الجديد بين الحرة والنداء لن يكون مجديا سياسيا بل سيعمق الازمة أكثر، حسب تعبيره.

أخبار 0 comments on التيّار الديمقراطي يدعو إلى النأي بالحقوق و الحريات عن التجاذبات السياسية و الحسابات الانتخابية

التيّار الديمقراطي يدعو إلى النأي بالحقوق و الحريات عن التجاذبات السياسية و الحسابات الانتخابية

دعا حزب التيار الديمقراطي، إلى “النأي بمسألة الحقوق والحريات، عن التجاذبات السياسية والحسابات الانتخابية، لإلهاء التونسيين والتونسيات عن قضاياهم الحقيقية”.
ودعا الحزب في بيان أصدره مساء اليوم الأربعاء، إلى فتح “حوار شامل وجدّي دون إقصاء أو تهميش، لنقاش المسائل الجدالية حول الإصلاحات المرتبطة بالحريات الفردية والمساواة، استنادا إلى مقتضيات الدستور والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، مع مراعاة الخصوصيات الثقافية والدينية للتونسيين”. كما دعا إلى “عدم جرّ البلاد إلى صراعات إيديولوجية وهمية وتجنّب الانجرار إلى الاستقطاب الثنائي”.
وبخصوص موقفه من مسألة المساواة في الميراث بين الجنسين، أكد التيّار الديمقراطي على “موقفه المبدئي” من هذه المسألة، عبر “إقرار منظومتين تتأسسان على مبدأي المساواة في الميراث كقاعدة وحرية اختيار أحكام الميراث الواردة بمجلة الأحوال الشخصية بصيغتها الحالية”.
ونظرا لـ”حساسية مسألة المواريث وتفاديا لكل انقسام أو فتنة داخل الشعب التونسي حول هذا التشريع”، ذكر الحزب في بيانه أنه “لا يرى مانعا إن اقتضت الضرورة ذلك، عرض الأمر على الشعب ليقول كلمته الأخيرة، عبر آلية الاستفتاء”، مذكرا في هذا الصدد بضرورة “تركيز المحكمة الدستورية في القريب العاجل وإبعادها عن كل التجاذبات السياسية حتى تقوم بدورها في ضمان علوية الدستور وحماية الحقوق والحريات”.
من جهة أخرى ثمّن التيار الديمقراطي “المكاسب التي حققتها المرأة التونسية”، مشيرا إلى “ضرورة مواصلة المسار النضالي من أجل تعزيز منظومة الحقوق والحريات للتونسيين والتونسييات”.
واعتبر أن خطاب رئيس الجمهورية، يوم الإثنين الماضي، بمناسبة العيد الوطني للمرأة، يعد خطابا “منقوصا”، بالنظر لما اقترحته لجنة الحريات الفردية والمساواة التي كوّنها رئيس الدولة، قبل نحو عام.
وفي هذا الصدد قال البيان إن الخطاب يعد أيضا “فشلا متجدّدا في اختبار الالتزام بمبادئ الدستور وارتهانا لإصلاح وضمان الحقوق والحريات إلى توافق رئيس الدولة مع رئيس حركة النهضة”.
يذكر أن لجنة الحريات الفردية والمساواة أحدثت ببادرة من رئيس الجمهورية، من أجل إعداد تقرير يتضمن إصلاحات تشريعية تتعلق بالحريات الفردية والمساوات، وفقا لدستور 2014 ووفقا للمعايير الدولية، وقد فرغت اللجنة من تقريرها ونشرته للعموم في 12 جوان 2018.
وأثار التقرير منذ ذلك التاريخ، جدلا واسعا في الأوساط السياسية وفي أوساط المجتمع المدني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بين مساند ومعارض له.

(وات)

أخبار, البارزة, وجهات نظر 0 comments on لقاء باريس : الدروس و التحديات و الآفاق …. بقلم راشد الغنوشي

لقاء باريس : الدروس و التحديات و الآفاق …. بقلم راشد الغنوشي

تحل اليوم 15 أوت 2018 الذكرى الخامسة للقاء باريس الذي جمعني بفخامة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي زعيم جبهة الإنقاذ وقتها، والذي كان منطلقا لمسار حمى البلاد بفضل الله سبحانه وتعالى من الفتنة والانقسام، وهيأ للثورة التونسية سبل النجاح لتواصل شق طريقها لطي صفحة الاستبداد والدكتاتورية بعد انهيار اغلب تجارب الربيع العربي.

 

كانت الأمور تسير نحو الفوضى التي لم يكن يفصلنا عنها سوى سلك رفيع يحول بين جمهور المعارضة المحتشد في ساحة البرلمان المعطل {اعتصام الرحيل}واعتصام {الشرعية} في نفس الساحة. وكان التحريض على أشده حتى تلحق تونس بركب الثورات المجهضة، وكانت التوقعات ان تحاول النهضةـ العمودي الفقري للترويكاـ استغلال الدولة لمصادمة معارضيها، وان يندفع النداء ـالقوة الاساسية في جبهة الإنقاذـ الى تأجيج الشارع لاستنساخ السيناريو المصري.

 

رغم ان كل أطياف المعارضة يميناً ويسارا قد تداعت على التسليم بسي الباجي زعيما لجبهة الإنقاذ رغم اختلافاتها الراديكالية معه، إلا أن سي الباجي أطل من شاشات التلفزة في مثل هذا الشهر من سنة 2013 مادا يده للحوار،فلم تتأخر استجابتي، وحتى من لامني وقتها على الذهاب الى باريس للقائه ، اجبته لو كان الذهاب الى قواتيمالا مفيدا لتونس في درء الفتنة المخيم شبحها على البلاد ما ترددت ، المهم المضمون لا الشكل، ان مصلحة الوطن مقدمة عندنا على كل مصلحة اخرى.

 

لم تكن المهمة سهلة بالنسبة للطرفين ، رغم أني كنت قبل اقل من أسبوعين قد خطبت في ساحة القصبة يوم 3 أوت 2013 في تلك الجموع الهادرة {قدرت بأكثر من ربع مليونا}كان المنتظر ربما من رئيس حركة النهضة خطابا حماسيا يرد على خطاب الكراهية والتحريض من الطرف الاخر ، وليس الدعوة الى الوحدة الوطنية والمصالحة بين التونسيين.
كان موقفي نابعا من من ان تلك الجماهير الهادرة في القصبة أو المتواجدة في ساحة باردو تنتظر من قادتها وزعمائها شيئا اخر غير لغة الحقد والتحريض، غير الاستسلام للأمر الواقع وقتها وهو الانجرار وراء الفتنة والانقسام وفض الخلاف بالقوة لا بالعقل والحوار.

 

جماهيرنا كانت تحتاج دعوة الى العيش المشترك ونكران الذات وتقديم مصلحة الوطن على الأحزاب والكيانات والافراد والتأسيس لقيم التصالح والسماحة والتوافق والوحدة الوطنية والقبول بالاخر وملاحقة فكر الاستئصال والاقصاء والتطرف الخطر الأعظم على الثورة بالامس واليوم وغدا

 

لقاء باريس الذي هيأ الظروف لمسار كامل من التوافق السياسي والمجتمعي فتح الأبواب امام الاستجابة الشاملة لدعوة منظمات المجتمع المدني الى الحوار الوطني وهيأ لحزبي النهضة والنداء سبل النجاح في قيادة الحياة السياسية نحو التهدئة بوجود حزبين كبيرين لهما قدرة على تأطير الشارع وإحلال التوازن الذي اختل بعد انتخابات أكتوبر 2011.

 

 

خرجنا والحمد لله من الأزمة بعد توافق، لم يكن صفقة انتهازية أو خيارا تكتيكيا أو مناورة ظرفية. النهضة خرجت من الحكم ولكنها لم تخرج من السياسة، لم تنقذ نفسها وحسب من محرقة كانت تعد بل انقذت بانسحابها من السلطة الثورة من الارتداد ، انقذت ما غدا يعرف بالنموذج التونسي والاستثناء التونسي : واحة للحرية والديمقراطية وسط فضاء عربي ضربه إعصار مدمر . لم يعد يسيرا بعدها ترداد: ان كانت كل الشعارات المرفوعة وقتها بأن الديمقراطية هي بالنسبة النهضويين مجرد سلم للوصول الى السلطة واحتكارها الى ما لا نهاية له.

 

اما النداء فقد أعطى بتلك الخطوة التاريخية من زعيمه ومؤسسه طابعا جديدا للمعارضة في عصر الديمقراطية وهي انها فعل بناء وإيجابي يرفض العدمية والتطرف والخيارات القصووية.

 

منذ لقاء باريس، الذي أعطى إشارة انطلاق سلسلة من اللقاءات بعيدا عن الصخب الإعلامي في منزل سي الباجي أو في منزلي، بالتوازي مع الحوار الوطني والى غاية موفى سنة 2014 ، لتبدأ تقاليد جديدة في الحوار والتشاور بين فخامة رئيس الجمهورية ورئيس حركة النهضة، أصبحت لتونس تجربة في إدارة الاختلاف السياسي بطريقة ديمقراطية قائمة على التداول السلمي على السلطة.

 

فقد انتصر النداء في انتخابات 2014 فبادرت بتهنئة رئيس الحزب الفائز حتى قبل صدور النتائج النهائية مسجلا حالة أولى من نوعها في بلاد العرب ، وقبلت النهضة بعد ان كانت تقود الحكومة المشاركة الرمزية في الحكم لتحصين المسار الجديد من العابثين والمتآمرين . وكم سعدنا بأن شعبنا كافأنا بالفوز في الانتخابات البلدية دون ان يتحول هذا الفوز الى مصدر لإرباك توازنات المشهد القائم، او مبعثًا لغرور وتغول، فحاجة البلاد وسكينتها تبحر في بحر متلاطم احوج الْيَوْمَ وغدا لنهج التوافق كما كانت أمس
وذلك بعد سنوات لم تخل من تباين في وجهات النظر ومن تنازلات متبادلة ومن تعارض احيانا بين طابع المنافسة الذي يميز العلاقة بين الأحزاب الطامحة دائما لان تكون في صدارة الانتخابات والأكثر تأثيرا في الشارع، وبين ضرورات الحفاظ على مقومات التعايش وإدارة الاختلاف تحت سقف الحوار البناء. ولكننا كنّا نجد أنفسنا والحمد لله عند كل اختبار أكثر تمسكا بميثاق العيش المشترك، وأكثر استعدادا لمواجهة التشدد في الرأي، حتى تبقى الوسطية مفتاح كل حل والضامن الأساسي لأمن البلاد ووحدة المجتمع.

 

وإني أؤكد هاهنا :

 

 

أولا : الالتزام التام بخيار التوافق مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي واعتباره الإطار الأمثل للحوار حول كل القضايا للوصول الى حلول وبدائل وتوافقات ، بعيدا عن منطق الغلبة وفرض الرأي ، وهو المنهج الذي توافقنا عليه في باريس وتوقفنا بعون الله وحمده الى الحفاظ عليه.

 

ثانيا : ان التوافق أرضية خصبة لكل حوار جدي بين مكونات المجتمع وهو خيار استراتيجي لحركة النهضة وهو ما ظهر جليا في موقفنا من الدستور الذي راهنا على ان يكون موحدا لا مقسما أو مفرقا وكانت جلسة المصادقة عليه عرسا وطنيا خالدا والحمد لله . ومن المنطلق ذاته ندعو الى تبني نفس استراتيجية الحوار والبحث عن افي معالجة المستجدات والنأي بالمجموعة الوطنية عن كل ما من شأنه احلال الفرقة والتطاحن والتباغض. وفِي هذا السياق نؤكد اننا سنتفاعل مع مبادرة رئيس الدولة حول الإرث حين تقدم رسميا الى البرلمان، بما تقتضيه من الحوار والنقاش للوصول الى الصياغة التي تحقق المقصد من الاجتهاد وتجعل من تفاعل النص مع الواقع أداة نهوض وتجديد وتقدم لا جدلا مقيتا يفرق ولا يجمع، ويفوت على التونسيين والتونسيات المزيد من فرص التضامن والتآلف، وتساعدنا جميعا على المضي قدما في تحقيق ازدهار المرأة التونسية. وهذه مناسبة أنوه فيها بانتخاب الأخت سعاد عبد الرحيم أول رئيسة لبلدية تونس كما أهنئ كل من حظين بهذا الشرف في البلديات الاخرى سواء من المترشحات على قائمات النهضة{اكثر من أربعين سيدة}أو القائمات الاخرى.

 

ثالثا : أن دعوتنا الى الاستقرار الحكومي لم تكن متعارضة مع خيار التوافق مع رئيس الجمهورية أو بحثا عن أُطر بديلة عنه بل تقديرا للمصلحة الوطنية . فلم يكن من الممكن تغيير حكومة في ذروة الانتخابات البلدية وقبل ان تستلم المجالس المنتخبة مسؤوليتها، ولا في ذروة الحوار مع المؤسسات الدولية المانحة، ولا في ذروة الموسم السياحي في ظل تهديدات ارهابية لا مجال لمواجهتها بحكومة تصريف اعمال، ولا قبل فترة قصيرة من الأجل الدستوري لإيداع قانون المالية القادم في مجلس نواب الشعب.

 

و من هذا المنطلق فإننا نجدد دعوة كل الأطراف الى معالجة الاختلافات حول هذا الموضوع في إطار الحوار والبحث عن الحلول المعقولة سياسيا والمقبولة دستوريا في كنف الاحترام الكامل للمؤسسات، والنأي بوطننا عن كل ما من شأنه ان يعيق مسار انتقاله الديمقراطي ونحن على مشارف سنة انتخابية هامة، وفِي ظل وضع اجتماعي واقتصادي يحتاج حوكمة رشيدة وعادلة ومستقرة وناجعة في معالجة مشاكل الناس قبل تحولها إلى أزمات مستفحلة، وفِي مواجهة ارهاب متربص يرى تونس باعتبارها نموذجا للتعايش بين الاسلام والديمقراطية خطرا على استراتيجيته التكفيرية الاجرامية الشريرة. الذي نؤكده انفتاحنا على كل الحلول عبر الحوار الجاد بحثا عن التوافقات الضرورية

 

رابعا : أن التنافس الحر هو من صميم الديمقراطية وان الطموح الشخصي للوصول الى الحكم عبر الصندوق حق دستوري لا يمكن المساس به أو إدانته، ولكن وكما قلنا سابقا فان الديمقراطية الناشئة لها مقتضياتها .فتونس لا يمكن ان تُحكم في تقديرنا بمنطق الأغلبية والأقلية وأن نتيجة الصندوق لا يجب ان تتنافى مع ضرورة الحفاظ على إمكانية التوافق على منظومة حكم مستقرة. ولنا في النموذج الألماني خير مثال وحافز. ومن منطلق خصوصية التجربة فإننا نجدد التأكيد على أن مواجهة تحديات المرحلة القادمة تقتضي تفرغ الحكومة لمهمتها في التنمية ومحاربة الفساد بعيدا عن التجاذبات الانتخابية والحزبية.

 

خامسا : إدانة حملات التشويه التي تدار بطريقة منهجية عبر ترويج الاكاذيب وبث الفتن والتحريض على الشخصيات السياسية والأحزاب ورموز الدولة وإطاراتها بما قد يعكس لدى البعض رغبة في العودة الى اجواء الاحتقان والتشنج. وإننا اذ ندين بكل شدة ما تعرض له بالخصوص رئيس الدولة من ثلب وتهجم فإننا ندعو أجهزة الدولة الى التحرك ضمن القانون لضرب العابثين بالشبكات الاجتماعية، كما ندعو وسائل الإعلام الى الانخراط في ميثاق وطني ضد العنف اللفظي وثقافة التشويه ونشر الأخبار الزائفة حتى تبقى حرية التعبير التي أهدتها الثورة لتونس عنوانا من عناوين الحرية والديمقراطية لا سببا للفوضى والتشرذم.

 

 

سادسا : أن التوافق السياسي لا ينفصل عن التوافق الاجتماعي والمجتمعي وأننا نجدد الدعوة الى اعادة الاعتبار لثقافة العمل والإنتاج والمبادرة باعتباره السبيل لتنمية الثروة الوطنية والتقليص من الحاجة الى التداين . وإذ نعبر عن دعمنا الكامل لكل ما من شانه تحسين المقدرة الشرائية للإجراء في تناسب مع إمكانيات الدولة والقطاع الخاص، فإننا ندعو كل الأطراف الى دعم المؤسسة الاقتصادية وبذل الحوافز للمستثمرين التونسيين والأجانب لتشجيعهم على احداث المشاريع وخلق مواطن الشغل وخاصة للشباب وأبناء المناطق الداخلية وازالة كل معوقات الاستثمار، ولا سيما ما يتصل بمنظومة التشريع وخاصة في مجال حرية الصرف وإزاحة القيود والعراقيل التي تكبل العملاق التونسي المتحفز للانطلاق

 

لقد حققنا معا بفضل الله تعالى بلقاء باريس الكثير لوطننا. واننا اذ نحتاج الْيَوْمَ اكثر من اَي وقت المضى استحضار الدروس واستلهام العبر من تلك المبادرة التي كانت تبدو وقتها حلما صعب المنال في ظل أزمة سياسية ما زالت تراوح مكانها رغم نجاحنا في الحد من تأثيرها السلبي في استقرار منظومة الحكم، فإننا نؤكد ان الادارة الجيدة للتوافق خلال السنوات الماضية ماتزال مفتاحا للحل وخزانا للأمل والتفاؤل بالمستقبل.

 

لقد نجحنا في كتابة دستور الجمهورية الثانية وطوينا بانتخابات 2014 صفحة الحكم الانتقالي، لتحقق الديمقراطية احد ابرز انتصاراتها بإجراء الانتخابات البلدية والشروع في تركيز أسس الحكم المحلي ليبقى الرهان الاقتصادي بكل تجلياته مشغلنا الذي لا يجب ان يغيب عنا في مرحلة تاريخية تترسخ فيها قدم وطننا تونس يوما بعد يوم في عالم الديمقراطية نموذجا ناجحا صامدا امام الصعاب والمخاطر، مؤكدا أن الاستثمار في الديمقراطية والحريّة ومهما بدا مكلفا وشاقا فإنه أفضل من الرهان على الدكتاتورية التي قطعت معها بلادنا دون رجعة والحمد لله.

نحن على يقين بان هذا الشعب العظيم الذي صنع ثورة عظيمة لا تزال مصدر الهام للشعوب المقهورة، وتمكن من المحافظة عليها وسط الاعاصير ، وحولها ديمقراطية معاصرة عبر التوافق ، قادر عبر العمل الناصب والابداع والوحدة الوطنية ،على ان يواصل مسيرته المظفرة، فيصنع نموذجا تنمويا راقيا يوفر الحياة الكريمة لكل الفئات والجهات .
“وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كُنتُم تعملون” التوبة 105

أخبار 0 comments on نائب روسي: العالم يتجه للعملات المحلية و الدولار هو الخاسر

نائب روسي: العالم يتجه للعملات المحلية و الدولار هو الخاسر

قال نائب روسي، الأربعاء، إن استخدام الدولار الأمريكي للضغط على دول أخرى، سيؤدي إلى خلق عملة عالمية بديلة، تنهي وضع الدولار كعملة عالمية.

وأوضح أناتولي أكساكوف، رئيس لجنة الأسواق المالية في مجلس الدوما الروسي (مجلس النواب)، في حديث مع الأناضول، إن الدولار اكتسب وضعه كـ”عملة عالمية” في 1944، عندما انخفضت قيمة العملات الوطنية للعديد من البلدان بسبب الحرب العالمية الثانية (1939-1945).

وأضاف أكساكوف، أن هذا، أدى إلى مزيد من المدفوعات بالدولار وهيمنته في المعاملات التجارية؛ “لكن اليوم الإدارة الأمريكية تفعل كل شيء، يؤدي إلى خلق عملة عالمية جديدة”.

وأردف قائلاً “المزيد والمزيد من البلدان، تدرس المعاملات بالعملات الوطنية”.

وتابع: “وفي غضون ذلك، تناقش دول كتلة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا)، التي يبدو أن تركيا مهتمة بالانضمام إليها، إمكانية خلق عملة جديدة للمدفوعات داخلها”.

وقال المسؤول الروسي، إن عملة “بريكس” ستحظى بفرص جيدة، لأن الكتلة تضم نصف سكان العالم، و30 بالمائة من صناعة العالم، و40 بالمائة من الزراعة في العالم، إضافة إلى أكبر مخزونات من الموارد الطبيعية.

وأوضح أن “عملية إتمام عملة عالمية بديلة، يمكن أن تكتمل في غضون خمس سنوات”.

وسيعتمد أمر إتمام عملة جديدة على واشنطن، “فكلما زاد استخدام الولايات المتحدة للدولار لممارسة الضغط، كلما زاد الحافز لدى الدول الأخرى أن تسعى لإيجاد بديل للدولار”، بحسب المسؤول الروسي.

وقال أكساكوف: “العديد من الدول رفضت بالفعل الدولار”.

وأشار إلى أن “الصين بدأت في شراء النفط باستخدام اليوان، وسحبت تركيا ودائعها من الذهب من الولايات المتحدة، وخفضت روسيا استثماراتها في الديون الحكومية الأمريكية”.

وأضاف “بمجرد ظهور العملة العالمية البديلة، سيفقد الدولار أهميته، ويكلفه نصف قيمته الحالية، ومع خسارة قيمة الدولار، ستفقد الولايات المتحدة نفوذها”.

وفي الوقت الحالي، يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، نحو 20 تريليون دولار، بما في ذلك 5 تريليونات دولار من الدخل الحقيقي، بينما يأتي 15 تريليون دولار من دول أخرى باستخدام الدولار، حسب المسؤول الروسي.

وأضاف أن “علينا التفكير فيما سيحدث للولايات المتحدة إذا خسرت 15 تريليون دولار أمريكي”.

وفي السياق نفسه، قال ليونيد سلوتسكي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما، للأناضول، إن “روسيا تقف إلى جانب تركيا في أي موقف صعب”.

وقال سلوتسكي، “نحن هنا، مع أصدقائنا الأتراك، سعداء لرؤية أن الليرة بدأت تتعافى من الصدمة الأولى”.

وأضاف أن “روسيا تلقت صدمة مماثلة عندما انخفضت قيمة الروبل بشكل حاد في 2014، لكنها لم تكن نهاية الحياة”.

كما نوّه سلوتسكي، أن “تركيا لديها كل الموارد الضرورية، فلديها الإرادة السياسية، والقوة الفكرية للتعامل مع هذا التحدي، تركيا ليست دولة يمكن قمعها من خلال مهاجمة قيمة عملتها الوطنية”.

وتشهد تركيا في الآونة الأخيرة حربا اقتصادية من جانب قوى دولية في مقدمتهم الولايات المتحدة، ما تسببت في تقلبات بسعر صرف الليرة.

أخبار, البارزة 0 comments on تحركات ترامب ضد تركيا تضرب أسهم بورصة نيويورك

تحركات ترامب ضد تركيا تضرب أسهم بورصة نيويورك

انعكس الخلاف التجاري بين أمريكا و تركيا، بشكل سلبي على مؤشرات سوق الأوراق المالية (البورصة) في نيويورك، ما زاد من حجم الخسائر التي شهدها السوق في الأيام القليلة الماضية.

و بدأت سوق الأوراق المالية في نيويورك، تعاني من الخسائر بعد إصدار ترامب، قرارا بمضاعفة الرسوم الجمركية على المواد (الصلب والألمنيوم) التي تستوردها الولايات المتحدة من تركيا و دولا أخرى.

و أكملت المؤشرات في بورصة نيويورك، خسارة ثلاثة أيام من آخر أربعة أيام تداول، بانخفاض وصل إلى حوالي 0.7 في المئة.

و أغلق مؤشر داو جونز الصناعي، على مستوى 25.038 نقطة بانخفاض وصل إلى 260 نقطة (1 في المئة)، و هو أدنى مستوى له منذ 6 جوان الماضي.

و في الوقت ذاته، أغلق مؤشر ستاندرد اند بورز، على 2.813 نقطة بخسارة بلغت 26 نقطة (0.9 في المئة)، فيما خسر مؤشر ناسداك 103 نقاط (1.3 في المئة).

و هكذا، انخفض كلا المؤشرين إلى أدنى مستوياتهما منذ 2 أوت الماضي.

و أشار مراقبون اقتصاديون إلى أن خطوة ترامب الأخيرة ضد تركيا الحليفة للولايات المتحدة في الناتو (حلف شمال الأطلسي) تثير قلقا كبيرا لدى المستثمرين الأمريكيين في بورصة نيويورك.