أخبار, البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on المرزوقي : ثورة 2011 أُُفشلت بثورة مضادة و هناك ”غرفة عمليات خارجية” تسعى إلى بث الفوضى في تونس

المرزوقي : ثورة 2011 أُُفشلت بثورة مضادة و هناك ”غرفة عمليات خارجية” تسعى إلى بث الفوضى في تونس

منية العيادي+عزيزة بن عمر

 

قال الرئيس السابق المنصف المرزوقي إنّ ثورة 2011 أُفشلت بثورة مضادة ادعت أنها ستتمكن من حل المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و لكنها فشلت كما فشلت الثورة و لم يبق لها من سند إلا السند الخارجي، وفق تعبيره، مبيّنا انّ الحراك في كلّ من الجزائر و السودان أكبر دليل على فشل هذه الثورة المضادة .

و أضاف المرزوقي خلال ندوة فكرية نظمها مركز الدراسات الإستراتيجية و الديبلوماسية بعنوان “تونس إلى أين؟” أنه إذا أردنا للثورة أن تنجح فعلى النخب الحاكمة أن تضع ضمن أولوياتها مطالب الطبقة الفقيرة و تحقيق التوازن الاجتماعي و الاقتصادي بين كافة المناطق في البلاد و الإحاطة بالشباب العاطل عن العمل.

L’image contient peut-être : 1 personne, foule et plein air

L’image contient peut-être : 3 personnes

L’image contient peut-être : 9 personnes, personnes assises, chaussures et plein air

و اعتبر أنّ حكومة الترويكا خدمت البلاد بتفان و أنّ فترتها، رغم كل “الأكاذيب” التي قيلت حولها، لم تكن ظلامية و كانت الفترة التي وضعت تونس على السكة، وفق تقديره.

كما اعتبر أن الانتخابات التشريعية و الرئاسية 2019 ستكون بمثابة الاختبار لمدى نضج الشعب و مدى استعابه لصدمة انتخابات 2014  انتخابات 2019 و هي إما أن تعيد تونس إلى سكة الديمقراطية التي كانت عليها من 2011 إلى 2014 أو أن تعود بها إلى فترة الاستبداد   .

و دعا إلى أن تكون الانتخابات “نزيهة و أقل عرضة للتشكيك”، مؤكدا استعداده لهذه المرحلة في إطار تحالف “تونس أخرى” الذي يجمع حراك تونس الإرادة و حزب حركة وفاء إضافة إلى شخصيات مستقلة و أشار إلى أنّه سيعلن عن قراره بخصوص الترشّح من عدمه للانتخابات الرئاسية خلال ندوة صحفيّة سيعقدها أواخر الشهر الحالي.

و اعتبر المرزوقي أن الفاعلين السياسيين في تونس من أقل الفاعلين السياسيين سوءا مقارنة بأطراف عربية و دولية أخرى لافتا إلى أن الحلول الوسطية كانت تتغلب دائما على الاختلافات في الرأي و الانفراد به عكس عديد الدول الأخرى و هو ما جنب البلاد سيناريوهات كادت أن تقودها إلى المصائب.

و علق المرزوقي على أحداث ما سمي بالخميس الأسود التي شهدتها تونس يوم 27 جوان الماضي، قائلا إن تلك الأحداث كان فيها انتصار لتونس و أثبتت تماسك شعبها و هدوءه، وفق تعبيره.

كما أشار إلى وجود أطراف قامت بالضغط على الزر لزعزعة الإستقرار في البلاد و حمانا الله بإستعادة الرئيس لصحته متهما ما وصفها بـ”غرفة العمليات الخارجية” بالمراهنة على بث الفوضى و الرعوب في صفوف التونسيين، داعيا إلى ضرورة الحذر من محاولات إفشال المشروع الديمقراطي في البلاد .

 

أخبار, البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on التنافس الأمريكي- الصيني من أجل الزعامة و الريادة الإقليمية والعالمية

التنافس الأمريكي- الصيني من أجل الزعامة و الريادة الإقليمية والعالمية

عندما نتحدث عن الزعامة والريادة الإقليمية والعالمية فاننا نتحدث عن القوة الحقيقية والنفوذ وهى ليست اقوالا وانما حقائق وارقام تتحدث عن نفسها، وهذه هي لغة العصر التي تستخدمها الدول النامية سابقا الصاعدة حاليا والمهيمنة مستقبلا والتنافس الجاري بين الولايات المتحدة والصين على ريادة العالم الجديد يحتدم بصورة معقدة ومبهمة.
ما الذي يجري بين الصين وأمريكا ؟ هل نحن أمام تغيير في الرؤية والاستراتيجية من كلا البلدين تجاه الأخرى ،جراء تغير عوامل القوة والضعف الحادثة على الصعد الاقتصادية والعسكرية ؟ وهل نحن أمام تحول في استراتيجية كلا البلدين بالتحول إلى المواجهة المعلنة بعد أن كان مثل هذا الاحتمال مجرد تكهن أو توقع ؟وما هي ملفات الصراع الحالية؟

تدور العديد من النقاشات في مراكز الأبحاث والدراسات والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة في الولايات المتحدة، حول هل قرن المحيط الهادي لن يكون هادئاً؟ سؤال برز عقب تصريح قصير لوزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، اثار جدلا واسعا ، عندما قالت “مثلما كان القرن العشرون هو قرن المحيط الأطلسي، فإن القرن الحادي والعشرين هو قرن المحيط الهادي، بالنسبة للولايات المتحدة”، وقد أثار التحول الاستراتيجي الأمريكي باتجاه آسيا والشرق الأدنى من خلال شراكات آسيوية جديدة، العديد من علامات الاستفهام حول النتائج المترتبة على هذا التحول الاستراتيجي، وتأثير ذلك على منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.
تحول التركيز الأمريكي باتجاه دول آسيا الواقعة على المحيط الهادي أمر أعلن عنه الرئيس أوباما من قبل ، و في وقت لاحق أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية دليلا استراتيجيا يؤكد علة هذا التوجه السياسي لأمريكا .و يتضح من هذه الوثيقة قلق أمريكا من النمو العسكري الصيني، و الرغبة باكتساب الهند كحليف رئيسي في المنطقة .

وواضح ان الصين تنتهج اليوم سياسة جديدة في إنتاج وتصدير المواد الاقتصادية، فهل تستغل ذلك للصعود على عرش العالم؟.
على الرغم من استمرار التعاون الاقتصادي بين البلدين والاستثمار التجاري العملاق، الا ان التدخلات والتحركات الأمريكية في القارة الصفراء مؤخرا، أججت الصراع بين أقوى اقتصاديين في العالم، فربما تريد امريكا تطويق الصين، خصوصا بعدما بدأ النفوذ الصيني يتسع إلى مناطق مختلفة من العالم، من بينها القارة الأفريقية، وأمريكا اللاتينية، بل امتد أيضاً إلى بعض المناطق في
القارة الأوروبية، إلا أن العديد من الخبراء والمحللين السياسيين يرون أنه حتى تصبح الصين قوة عظمى حقيقية، فإن نفوذها الخارجي لا يجب أن يقتصر فقط على القطاعات الاقتصادية، بل ينبغي أن يتضمن أيضاً وجوداً عسكرياً ملموساً يؤثر في الأحداث والتطورات السياسية الجارية. ويبدو ان هذا التوجه اثار غضب الولايات المتحدة، ليصبح قُطبا العالم الجديد تحت وطأة الحروب الباردة.

 

الصين تنتزع الريادة التجارية من أمريكا

ويبدو ان الهيمنة الأمريكية على التجارة العالمية التي سادت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، يبدو أنها تنحدر نحو الأُفُول .. وتَبزغ مكانَها بلاد التنّين. فقد تمكنت الصين من التغلب على الولايات المتحدة الأمريكية تجاريا خلال عام 2012 لاول مرة في
تاريخها.. ورغم بعض الشكوك في اوساط الخبراء حول استمرارية الديناميكية الايجابية الصينية يتفق بعضهم على ان قفزة بكين لن تمر دون ان تنعكس على خارطة التكتلات التجارية العالمية.
وقد تم احتساب مجمل التبادل التجاري من خلال جمع الصادرات و الواردات عدا قطاع الخدمات. وشكل في الولايات المتحدة 3.82 تريليون دولار في حين بلغ هذا المؤشر في الصين 3.87 ترليون دولار في الفترة ذاتها. ويرجح خبراء ان يتقدم الاقتصاد الصيني على منافسه الامريكي بحلول عام 2017 متخطيا حاجز 20 ترليون دولار.

 

سرقة الأسرار

وتشير الامور الى ان العلاقات بين واشطن وبكين قد تدخل مرحلة صراع النفس الطويل. وبدا ذلك من خلال حروب الإنترنت الالكترونية وهى بوابة جدية للصراع الأمريكي من خلال الحرب الجاسوسية وسرقة الملكية الفكرية بما فيها الأسرار التجارية باهظة التكاليف.
فيما قال مسؤولون أمريكيون في قطاع الصناعة إن سرقة الصين للأسرار التجارية الأمريكية القيمة التي يتم الحصول عليها في كثير من الأحيان من خلال هجمات إلكترونية متطورة باتت مشكلة أكثر خطورة . وكانت الصادرات الأمريكية إلى الصين قد زادت منذ انضمام الثانية إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001 وهي الآن ثالث أكبر سوق خارجي للبضائع الأمريكية.
وتتبع الصين شبكة واسعة من السياسات التمييزية التي تمنع الشركات الأمريكية من القيام بمبيعات واستثمارات إضافية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ودعت غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال الأمريكي الصيني إلى “معاهدة استثمار ثنائية” من شأنها أن تفتح مجالات في الاقتصاد الصيني لاستثمارات الشركات الأمريكية.

الصين: خطر المستقبل..

كل وثائق الأمن القومي الأمريكي الصادرة منذ عام 2001، تكرر جميعاً بلا كلل أو ملل أن الصين لن تكون “الحليف الاستراتيجي” للولايات المتحدة، بل خصمها ومنافسها الأول في القرن الحادي والعشرين، والبنتاجون نفسه يبني الآن كل خططه العسكرية على هذا الأساس.

الوثيقة الأمنية اليابانية التي اعتبرت هي الأخرى، وللمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة، أن الصين “تشكّـل مصدر قلق للأمن القومي الياباني”، وهذه حصيلة ستكون لها مضاعفات كبرى على مسألة إعادة تسليح اليابان بدعم أمريكي.
محاولات واشنطن الحثيثة لإنهاء ورطة الهند مع باكستان في جنوب آسيا، الهدف: تحويل الهند إلى قوة كبرى قادرة على موازنة الصين في شرق آسيا.
الجهود الأمريكية المكثفة لتطويق الصين بقواعد عسكرية في كل مكان: من بحر الصين وتايوان واليابان، إلى بحر قزوين وجمهوريات آسيا الوسطى، مروراً بمحاولة إجهاض كل مساعي الصين لتأمين خطوط إمدادات طاقة آمنة لاقتصادها السائر نحو العملقة. وتعلّق دورية “فورين أفيرز” على هذه المعطيات بقولها: “إن انتقال القوة من الغرب إلى الشرق، يحث الخطى بشكل سريع، وسيغيـّر قريبا، على نحو درامي، إطار التعاطي مع التحديات الدولية.
العديد في الغرب واعون سلفاً لنمو قوة الصين، بيد أن هذا الوعي لم يترجم نفسه إلى استعداد، وهنا يكمن مكمن الخطر بأن تكرر القوى الغربية أخطاء الماضي”. في حين تقول ( فاينانشال تايمز) “الصين تقود الطريق في سباق التنمية الاقتصادية، وتدشن نوعاً آخر أوسع وأقوى من العولمة، إنها بدأت تهدد التفوق الأمريكي”.

بالطبع، المخاوف الأميركية من الصين ليست من دون أساس. فاقتصاد هذه الدولة لا يزال ينمو بأكثر من 9% سنوياً، ويحتمل أن يستمر كذلك لعقود مقبلة. وإذا ما تمكّـنت الصين من مواجهة التمزقات الضخمة التي يتسبب بها النمو الرأسمالي السريع ، مثل الهجرة الداخلية من الأرياف إلى المدن، والمستويات العالية من البطالة والديون المصرفية الكاسحة، فإن اقتصادها سيكون الأكبر في العالم بعد عشر سنوات، وبالطبع، القوة الاقتصادية ستميل لترجمة نفسها سريعاً إلى قوة عسكرية وسياسية.
ويقول محللون أمريكيون من أنصار هذا الفريق، إنه لو لم تقع أحداث 11 سبتمبر 2001، لكانت أمريكا والصين تقفان الآن على شفير هاوية المواجهة كخصمين إستراتيجيين، لا كشريكين تجاريين وأمنيين (ضد الإرهاب)، كما هو الحال الآن.
ويؤكد المحللون ان مثل هذه الحصيلة ليست قفزة تنبؤية في عالم افتراضي، بل هي قراءة فريقا من المحافظين القوميين والمحافظين الجدد. فهذا الفريق كان، ولا يزال، يطل على الصين بوصفها منافسا جدّياً محتملا للزعامة الأمريكية في العالم، تماما كما كانت ألمانيا في النصف الأول من القرن الماضي (مما تسبّب بحربين عالميتين)، وكما كانت روسيا في النصف الثاني من القرن نفسه (مما تسبـّب بحرب عالمية ثالثة باردة).

في النموذجين ، كانت ألمانيا وروسيا تحاولان العثور على مكان تحت الشمس في النظام العالمي القائم آنذاك، وتسعيان إلى الانتقام من مظالم تاريخية لحقت بهما، بيد أن أمريكا الصاعدة بدورها كانت لهما بالمرصاد، وقصمت ظهرهما في حروب وسباقات تسلح مدمّرة.
وبالتالي، حين يقارن المحافظون والمحافظون الجدد صين القرن الحادي والعشرين بألمان وروس القرن العشرين، يكون الهدف واضحاً: الحث على توجيه “ضربات إستباقية تاريخية” للصين قبل أن تنمو إلى الدرجة التي تبدأ فيها بتهديد النظام العالمي الأمريكي.
والشعار الذي يرفعه هؤلاء (وفق “فورين أفيرز”)، هو أن: “الحقيقة الإستراتيجية الراهنة في آسيا، تدل على وجود مصالح حيوية متنافرة للغاية بين الصين وأمريكا، ستدفعهما في النهاية إلى أن تكونا متنافستين. وتبعا لذلك، الأجدى أن نستبق الأمور، قبل أن يسبقنا الصينيون إليها”. رهان الولايات المتحدة..

أرجأ 11 سبتمبر إذن، رسم خطوط المجابهة بين هذين العملاقين، لكنه لم يلغه. فالمخططون يتابعون تخطيطاتهم ضد الصين، حتى وهم في ذروة اندفاعاتهم الشرق أوسطية، بل يعتقد بعض المحللين، ، بأن جزءاً أساسياً من اندفاع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط الكبير، هدفها إحكام الطوق على الصين، وهذا واضح بشكل كامل في الحصون التي تقيمها واشنطن الآن على عجل في آسيا الوسطى على مرمى حجر من الصين ، وواضح بشكل أقل في سيطرتها المباشرة على نفط العراق، الذي كانت الصين المتعطشة بشدة إلى الطاقة على تحويله (جنبا إلى جنب مع نفط آسيا الوسطى والسودان) إلى احتياطي إستراتيجي لها.بيد أن هذا ليس كل ما في جعبة الأمريكيين ضد الصينيين.
ففي وسع واشنطن لعب ورقة اليابان ضد الصين، مستفيدة من الحقيقة التاريخية بأن هاتين الدولتين كانتا تنهضان دوما على حساب بعضهما البعض. فلأكثر من خمسة آلاف سنة، كانت الصين هي القوية والغنية، فيما اليابان هي الضعيفة والفقيرة. وحين حققت اليابان نهضتها المذهلة في أواسط القرن التاسع عشر، نجحت أساسا لأن العملاق الصيني كان مخدرا بحرب الأفيون البريطانية، ومدمّرا بحروبه الأهلية الداخلية.
الرهان الامريكي هنا واضح: آسيا الصاعدة لن تستطيع مواصلة صعودها برأسين، صيني وياباني، لابد لأحد الرأسين في النهاية من أن يتخلص من الآخر. وفي مقدور أمريكا تحريك الهند ضد الصين عبر اعتماد الأولى، كبريطانيا جديدة في آسيا، وتزويدها بالعتاد والثقة بالنفس الكافيتين لمنازعة بكين على زعامة منطقة آسيا – المحيط الهادي.
وهنا أيضا الرهان واضح: فهذان العملاقان لا يثقان البتة ببعضهما البعض، وخلافاتهما الحدودية المستمرة منذ 50 عاما، لم تحل بعد. كما أنهما يتنافسان على أسواق واحدة، ومجال حيوي إستراتيجي واحد. ثم أنه يمكن لواشنطن تفجير العديد من الأزمات الإقليمية في تايوان وشبه جزيرة كوريا وكشمير وجزر جنوب بحر الصين، إضافة إلى تأجيج الخلافات الداخلية داخل الزعامة الصينية من خلال إرهاق بكين في سباق تسلّح يستنزف طاقاتها ويفجر تناقضاتها السياسية والاقتصادية.

الا ان الطرف الآخر أقل قلقاً من الأول. فهو على ثقة كاملة بأن القوة الأمريكية الاقتصادية والعسكرية والسياسية، ستبقى كاسحة إلى درجة تمنع الصين، أو حتى أي ائتلاف بين الدول الكبرى، من تحدي الزعامة الأمريكية لعقود عدة من الآن. لذا، يدعو هذا الفريق إلى مواصلة العمل لدمج الصين في منظومة النظام العالمي بدل استعدائها.
وأبرز منظّـري هذا الفريق هو جون إيكنبيري، البروفسور في جامعة جورج تاون، الذي أعد دراسة لـ “مجلس الاستخبارات القومي” الأمريكي تحت عنوان “ردود الفعل الإستراتيجية على التفوق الأمريكي”، وهذه أبرز النقاط:

1- القوة العالمية الأمريكية عسكرياً وتكنولوجياً وثقافياً وسياسياً، هي إحدى الحقائق الكبرى لعصرنا، إذ لم يحدث قبل الآن أن حاز أي بلد على مثل هذه القوة التي لا منازع لها. وقد أدت عولمة الاقتصاد العالمي إلى تعزيز الهيمنة الاقتصادية والسياسية الأمريكية، بدون أن يبرز في وجهها أي منافس إيديولوجي.

2- ما يمكن تسميته بصعود “الأحادية القطبية” الأمريكية، زعزع السياسات العالمية، وجعل كل الدول الأخرى تقلق من اللا أمن الذي يتدفّـق من الفجوة الهائلة بين قوتها والقوة الأمريكية. وهكذا، العالم يجد نفسه الآن في خِـضم عملية تأقلم كبرى، حيث تحاول الدول معرفة كيف سيعمل نظام عالمي مركزه قطبية أمريكية أحادية، وكيف ستستخدم الولايات المتحدة قوتها الفائقة.

3- من غير المرّجح، أن تثير الأحادية القطبية الأمريكية ردا تقليدياً شاملاً، يستند إلى مبدأ ميزان القوى. الدول الكبرى (روسيا، والصين، وألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، واليابان) ستحاول المقاومة أو التحايل أو مجابهة القوة الأمريكية، حتى وهي منغمسة في العمل معها، لكن من غير المحتمل أن تنتظم هذه القوى في تحالف مناوئ لأمريكا يقسم العالم إلى معسكرات متصارعة ومتنافسة. لأن الظروف التي كانت تسمح بتطبيق مبدأ ميزان القوى الذي تتحالف فيه القوى الضعيفة ضد القوة الأقوى، لم تعد متوافرة. لم يعد من الممكن الآن جمع قوى كبرى في ائتلاف لتحدي الولايات المتحدة، وأيضاً لأن القوة الأمريكية نفسها لا تثير تهديدات بما فيه الكفاية تدفع باتجاه العمل لخلق ميزان قوى معها.

4- ولأن الدول الكبرى الأخرى ستجد صعوبة في تحدي القوة الأمريكية، فإنها ستلجأ إلى إستراتيجية من عنصرين: الأول، الاعتراض على بعض السياسات الأمريكية بهدف الحصول على مكاسب أكبر أو المشاركة الجزئية في القرار الأمريكي (كما تفعل الآن روسيا والصين وفرنسا). والثاني، الرضوخ والاسترضاء أي الانضمام إلى الفريق الرابح، (كما تفعل بريطانيا ومعظم دول العالم). وفي كلا هاتين الحالتين، لن يكون ثمة مجال في الأمد المنظور لبروز قوة كبرى أو تحالف دول لتحدي زعامة الأحادية القطبية الأمريكية.

 

مستقبل القرن

 

فأي الفريقين ستكون له اليد العليا في أمريكا.. ما لم تنشب أزمة كبرى مفاجئة في شرق آسيا، أو يحدث انقلاب ما في التوجهات الإستراتيجية الصينية من التركيز على الاقتصاد إلى الاهتمام بالسياسة، سيكون الفريق الثاني هو السائد، وسيواصل دفع الولايات المتحدة للعمل على إغراء الصين، اقتصاديا، لحثها على البقاء في الفلك الأمريكي سياسياً وإستراتيجياً، وهذه الحصيلة يعززها الاعتماد المتبادل بشكل متزايد الذي بدأ يظهره الاقتصاد، الصيني والأمريكي، إزاء بعضهما
البعض، وأيضاً السهولة التي بات يحل بها قادة البلدين خلافاتهما السياسية، كما حدث في قمة واشنطن الصينية – الأمريكية التي أنتجت الاتفاق المبدئي على تجريد كوريا الشمالية من سلاحها النووي.

 

انقسام ونزاع

وظهر الانقسام بين الصين والولايات المتحدة بشأن كيفية إنهاء اراقة الدماء في سوريا ونزع فتيل التوتر في بحر الصين الجنوبي ومناطق مضطربة أخرى في العالم لكنهما اكدتا على الأمل في إقامة علاقات متوازنة بينما تقتربان من تغييرات سياسية في الداخل.
وتعهدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي بحسن النوايا بعد محادثات سبقتها انتقادات من بكين لدعوة كلينتون للتوصل إلى حل متعدد الأطراف للنزاعات على الأراضي في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، وقالت كلينتون للصحفيين إن مثل تلك الخلافات لن تعوق بالضرورة التعاون بين البلدين.
وقالت بعد محادثات مع يانغ في صالة الشعب الكبرى ببكين “أنا فخورة جدا بقوة وصمود ما بنيناه معا في علاقتنا”، وأضافت كلينتون “هذا يجعل من الممكن بالنسبة لنا الحديث عن أي شئ والتوصل إلى سبل لبحث القضايا بشكل صريح ومباشر” وتابعت أن الجانبين لن تتطابق رؤاهما بشأن كل القضايا التي تمثل جزءا من علاقتهما الكبيرة.
كما صور يانغ العلاقة بين البلدين بشكل إيجابي قائلا إن التعاون بينهما ممكن ما دام هناك “احترام متبادل للمصالح والمخاوف الرئيسية” للآخر، وقال يانغ “أثبت التاريخ والحقائق مرارا أن الصين والولايات المتحدة بينهما مصالح متداخلة”، وأبرزت تلك التصريحات الجهود التي بذلها الجانبان لاحتواء النزاعات خاصة بينما يركز كل منهما على السياسة المحلية.
وأشادت كلينتون بالصين لمساعدتها في الضغط على إيران بسبب أنشطتها النووية وتحدث يانغ بنبرة معتدلة بشأن سوريا عندما وازن بين المعارضة للتدخل الخارجي والدعم “للتحول السياسي”، وقال موقع وزارة الخارجية الصينية على الانترنت إن الرئيس هو جين تاو قال لكلينتون “الصين مستعدة للحفاظ على الحوار وتعزيزه والتنسيق مع الولايات المتحدة”، وأضاف “الحفاظ على التنمية المتواصلة للروابط الاقتصادية والتجارية الصينية الأمريكية له أثر مهم على البلدين وكذلك على إنعاش ونمو الاقتصاد العالمي.”

ولم يقدم أي من الجانبين تنازلات في النزاع ببحر الصين الجنوبي والذي أصبح قضية مثيرة للتوتر مما يظهر الريبة في بكين من أن إدارة أوباما تسعى للحد من النفوذ الصيني بالمنطقة، وثار غضب الصين على وجه الخصوص من دعم الولايات المتحدة اقتراحات بالتوصل إلى حل متعدد الأطراف للنزاع في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي إذ تفضل بكين أن تتفاوض بشكل فردي مع كل دولة تخوض نزاعا مع الصين بالمنطقة، وقال وزير الخارجية يانغ للصحفيين “فيما يتعلق ببحر الصين الجنوبي فإن موقف الحكومة الصينية متسق وواضح. للصين سيادة على الجزر في بحر الصين الجنوبي والمياه المتاخمة”، وأضاف “ليس هناك منطقة تتقاسم فيها الصين والولايات المتحدة مصالح مشتركة … مثل منطقة آسيا والمحيط الهادي”، وأكدت كلينتون أكثر من مرة أن الولايات المتحدة لم تتخذ موقفا بشأن النزاع بالمنطقة لكنها تريد من الصين ودول جنوب شرق اسيا التوصل إلى ميثاق شرف لتجنب الاضطرابات.
وقالت كلينتون إنه “لا يخفى على أحد” أن الحكومة الأمريكية شعرت بخيبة أمل من موقف كل من الصين وروسيا بخصوص سوريا وأكدت أن أفضل مسار ما زال قيام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإجراء صارم، وقال يانغ أيضا إن حكومته تعارض سعي أي بلد بما في ذلك إيران لصنع أسلحة نووية، ومضى يقول “نعتقد أن على الأطراف أن تستمر في التحلي بالهدوء ومواصلة الالتزام بالمفاوضات الدبلوماسية.”
ومن الأمور الأكثر إلحاحا مطالبات الصين الإقليمية وخاصة في بحر الصين الجنوبي و أيضا فيما يتعلق بحدودها مع الهند وجهودها من أجل توسيع نفوذها ليشمل الدول المجاورة .
هذا التوجه سوف يجبر الولايات المتحدة الأميركية على التفكير في مخاطرتين كبيرتين، المخاطرة الأولى هي المواجهة والتي يمكن أن تحدث بشكل مباشر أو كنتيجة لانجرار الولايات المتحدة الأميركية للصراعات بين الصين وجاراتها.
أما المخاطرة الأخرى فهي أن اليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام والفلبين وتايلاند وميانمار يمكن أن يدوروا في الفلك الإستراتيجي للصين.
إن العديد من تلك البلدان يتطلع إلى الولايات المتحدة الأميركية كثقل متوازن إذا حاولت الصين فرض هيمنتها محليا ولكن بعض تلك الدول سوف تخلص إلى نتيجة مفادها أن من السلامة التقرب من الصين بدلا من الابتعاد عنها نظرا لأن اقتصادات تلك الدول تعتمد بشكل كبير على التجارة مع الصين.
لقد أظهرت الأحداث الأخيرة في بحر الصين الجنوبي والشرقي أن الصين تحاول أحيانا أن تلوي ذراع جاراتها. الامر الذى يجعل الولايات المتحدة الأميركية قد تحتاج أن تدافع عن حلفائها ومصالحها وذلك من خلال المقاومة وهذا يتطلب تعديل تلك الأفعال حتى تخفف من المخاوف الصينية.

إن أحد الطرق لعمل ذلك هو فهم الدوافع الصينية, فاندفاع الصين لتولي القيادة الاقتصادية والسياسية في شرق آسيا وزيادة قدراتها العسكرية هناك هو أمر حتمي ولكن بإمكان العالم أن يشعر بالثقة بأن أمريكا سوف تبقى أقوى وأغنى وأكثر نفوذا في الشؤون الدولية من الصين حتى سنة 2030.بحسب محللين ..
وقد يتطلب هذا عدم انخراط أمريكا في ردات فعل مبالغ بها والتي يمكن أن تشعل تدهورا في العلاقات الثنائية مثل ما حدث بين بريطانيا العظمى وألمانيا قبل الحروب التي حصلت في النصف الأول من القرن العشرين.
على ذلك يرى المحللين ان أفضل طريقة لتجنب المواجهة بين واشنطن وبكين هي التعاون فيما يتعلق بالتهديدات الخارجية المشتركة وخاصة الانتشار النووي والتغير المناخي الدولي والتطرف الإسلامي وبينما من المحتمل أن تحتفظ الولايات المتحدة الأميركية باليد الطولى فيما يتعلق بالقدرة العسكرية لمدة 15-20 سنة على الأقل فإن وقوع حرب غير تقليدية وغير متماثلة يمكن أن تؤثر سلبا على أفضلية أمريكا وخاصة إذا قررت الصين الانخراط في هجمات إلكترونية على الأنظمة الإلكترونية وأنظمة الأقمار الصناعية الأميركية مع هجمات على البنية التحتية.

ويقول محللون إن الرد على قدرة الصين على عرض قوتها في أماكن تبعد مئات الأميال عن حدودها يستوجب أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتطوير قاذفات طويلة المدى قادرة على اختراق الدفاعات المعقدة وتتمتع بقوة كبيرة وبينما تتحول المصالح الأمنية الأمريكية إلى منطقة المحيط الهادي فإن الأميريكيين يعتمدون الآن على قواعد برية متقدمة أصبحت أكثر عرضة للهجوم وأساطيل حاملات طائرات مع طائرات تكتيكية بإمكانها الانخراط في القتال ضمن قطر يبلغ 300-500 ميل (482 -805 كلم).  لكن وجود قاذفة بعيدة المدى هي أكثر فعالية من حيث الكلفة مقارنة بقاذفات المواجهة وصواريخ كروز وبخلاف القاذفات التكتيكية القصيرة المدى فإن قواعدها لن تكون معرضة للهجوم.
بالرغم من ذلك فإن التحدي الأكثر خطورة الآن كما يرى البعض هو ترتيب أمور الاقتصاد الأمريكي وكيفية إدارة ذلك الاقتصاد . ولكن بدون تمكن أمريكا من تحقيق ذلك فإن احتمالية وقوع متاعب بين الولايات المتحدة الأميركية والصين سوف تستمر في الزيادة.

ويرى “جوزيف س. ناي” الأستاذ في جامعة هارفارد، أن الولايات المتحدة بعد أن أهدرت العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، في حربين بائستين في العراق وأفغانستان، بدأت تنتبه لما يحدث في آسيا. مبيناً أن القرار الذي اتخذه الرئيس أوباما بإرسال ألفين و500 جندي من مشاة البحرية الأمريكية إلى قاعدة “داروين” في شمال أستراليا، هو إشارة قوية إلى ذلك التحول الجديد، إذ إن ” عودة آسيا إلى مركز الشؤون العالمية هوالتحول الأكبر للقوى العظمى في القرن الحادي
والعشرين”.
كان مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق اوضح أن اليابان والهند أدركتا أخيرا أن الشراكات الاقتصادية الأكثر استقرارا على مستوى العالم، كانت مبنية على قاعدة متينة من التعاون الأمني، وباعتبارهما بلدين يفتقران إلى الطاقة، ويعتمدان بشدة على واردات النفط من الخليج العربي، يشعران بالقلق البالغ من محاولات سيطرة “الصين” البحرية على إمدادات الطاقة وطرق نقلها، فضلاً عن قوتها العسكرية المتنامية، ولهذا السبب وافق البلدان على البدء في إجراء تدريبات بحرية وجوية مشتركة بداية من عام 2012، بالإضافة إلى التعاون المشترك في مجال الدفاع الصاروخي مع الولايات المتحدة وإسرائيل على التوالي، من أجل الحفاظ على الاستقرار في المحيطين الهندي والهادي.

وحسب مستشار أوباما للأمن القومي، فإن هذا التحول باتجاه آسيا والشرق الأدنى معناه أن أجزاء أخرى من العالم لم تعد على الدرجة نفسها من الأهمية، خاصة أن السياسة الخارجية الأمريكية ابتليت على حد تعبيره على مدى العقد الماضي بالحرب في العراق وأفغانستان، فضلاً عن “فوبيا” الإرهاب وتنظيم القاعدة، والانتشار النووي في إيران وكوريا الشمالية.

مستشار الأمن القومي الأمريكي، ووزير الخارجية الأشهر في مرحلة الحرب الباردة، هنري كيسنجر، رأى أن تحول موازين القوة في القرن الحادي والعشرين، في المجال الاقتصادي، وربما السياسي العسكري، من الغرب للشرق، يمهد الطريق
للحرب العالمية الثالثة، التي سيكون طرفاها روسيا والصين من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى.
وتنبأ كيسنجر في حوار مع صحيفة “ديلي سكيب” اليومية، التي تصدر في نيويورك، بأن هذه الحرب لن يخرج منها منتصرا إلا الولايات المتحدة. رغم أن واشنطن أخطأت عندما تركت الصين تضاعف من قدراتها العسكرية، وروسيا حتى تتعافى من الإرث الشيوعي، وتندمج في الاقتصاد الرأسمالي، وهو الأمر الذي جعل كلاً من الصين وروسيا “قوة عظمى”، إلا أنه أضاف
يبدو أن هذا الشعور المبالغ فيه بتلك “القوة” سيكون سببا في سرعة زوالهما.

ويؤكد كيسنجر أيضاً أن أصحاب القرار في الولايات المتحدة أصدروا تعليمات للقوات المسلحة باحتلال سبع دول شرق أوسطية بطرق غير مباشرة، من أجل استغلال مواردها الطبيعية، خصوصاً النفط والغاز، مشيرا إلى أن السيطرة على البترول هي الطريق للتحكم في دول المنطقة، والسيطرة على الغذاء هي السبيل للسيطرة على شعوبها.

 

حرب سرية

 

ويقدر خبراء أن حروبا سرية كثيرة تدور أساسا ومنذ مدة ليست بقصيرة بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، والصين وروسيا وحلفائهما من جهة أخرى.
ولم تقر حكومة الولايات المتحدة رسميا إلا في الآونة الأخيرة بتطويرها أسلحة إلكترونية، كما أنها لم تعترف قط باستخدامها. وكانت قد وردت أنباء عن هجمات في وقت من الأوقات على أجهزة كومبيوتر شخصية يستخدمها أعضاء “القاعدة”، وعن هجمات يجري التفكير فيها على أجهزة الكومبيوتر التي تتحكم في أنظمة الدفاع الجوي في عدد من دول الشرق الأوسط وباكستان، بما فيها هجمات خلال الحرب الجوية بقيادة “ناتو” على ليبيا سنة 2011.

 

سلاح ذو حدين

 

أفاد تقرير تم إعداده للكونجرس الأمريكي أن مؤهلات الصين في مجال التجسس عبر الانترنت ” التجسس الإلكتروني” بلغت مستوى يمكنها معه أن تشكل خطرا على الجيش الأمريكي في حال نشوب نزاع بين البلدين.
والتقرير الذي أعدته مجموعة “نورثروب جرومان” الأمريكية للدفاع لحساب لجنة مراجعة العلاقات الاقتصادية والأمنية بين الصين والولايات المتحدة، يوضح أن الجيش الصيني يولي أهمية كبيرة “لحرب المعلومات”.
وقال التقرير إن “قادة الجيش الصيني أدرجوا الفكرة القائلة إن نجاح معركة يستند إلى قدرة مراقبة المعلومات والأنظمة المعلوماتية للخصم”.
وأضاف أن “خبراء الجيش الصيني يحددون بطريقة منهجية البنى التحتية اللوجستية وأنظمة القيادة والمراقبة ومراكز الثقل الاستراتيجية للولايات المتحدة التي سيهاجمونها بطريقة شبه أكيدة في الدرجة الأولى في حال نشوب نزاع”.
ويحذر التقرير بذلك من أن الكفاءات الصينية في هذا المجال “متقدمة جدا إلى حد أنها تطرح خطرا حقيقيا على العمليات العسكرية الأمريكية في حال نشوب نزاع” مع بكين، وعلى سبيل المثال ” لحماية تايوان”.
وذكر التقرير من جهة أخرى أن الشركات الصينية التي تقيم بعضها شراكات أجنبية تقدم لها التكنولوجيا، تسمح للجيش الشعبي الصيني أن يكون في المقدمة في مجال الأبحاث والتكنولوجيا في هذا المجال.

ان التحول في تركيز استراتيجية الولايات المتحدة يعتبر خطوة للمواجهة مع الصين. بالرغم من النفي الرسمي العلني الأمريكي لمحاولة احتواء الصين، توجد شكوك واسعة حول الأجندة الخفية لواشنطن خلف تلك الاستراتيجية ومنها مواجهة النفوذ الصيني المتصاعد في منطقة أسيا الباسيفيك. هذا التحول في الاستراتيجية يعكس “اعترافا” بتصاعد أهمية تلك المنطقة بالنسبة لأمن وثروة أمريكا في المستقبل بالإضافة إلى نفوذها في العالم.

 

الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية والاستراتيجية

أخبار, البارزة 0 comments on إيران تصعّد وترفع تخصيب اليورانيوم لتتجاوز نسبته الـ4.5%

إيران تصعّد وترفع تخصيب اليورانيوم لتتجاوز نسبته الـ4.5%

أعلنت إيران الاثنين أنها تجاوزت نسبة الـ4.5% في تخصيب اليورانيوم، في تصعيد جديد رغم الانتقادات الدولية بعد إعلانها الأحد أنها ستتجاوز نسبة الـ3.67%.

وقالت وكالة الطاقة الذرية الإيرانية إن “تخصيب اليورانيوم بنسبة 4.5% كاف لتأمين احتياجات المنشآت الكهرو-ذرية الإيرانية”.

يأتي ذلك فيما نقلت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانيان عن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في وقت سابق بهروز كمالوندي، قوله الاثنين إن بلاده تجاوزت حد تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه في الاتفاق النووي لعام 2015 عند 3.67 بالمئة وقد تخصبه بمستويات أعلى.

وأضاف أن رفع مستوى تخصيب اليورانيوم “لا يستغرق سوى ساعات”، وقال: “سنقدم اليوم تقريرا للوكالة الدولية بشأن بعض التغييرات الفنية التي أجريناها لرفع مستوى التخصيب”.

وأكد كمالوندي أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية حصلوا على عينات من اليورانيوم المخصب الجديد”، منوها إلى أن “زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي أحد الخيارات المطروحة في الخطوة الثالثة”.

وأشار إلى أن “تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% أحد الخيارات أمامنا لاتخاذ خطوة ثالثة”.

ودعا الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي إلى “التحرك بسرعة”، وقال إن “إيران ستقلص التزاماتها بموجب الاتفاق بمرور الوقت”، وفق تعبيره.

والاثنين أيضا، دافعت إيران عن خطوتها رفع نسبة تخصيب اليورانيوم أمام حملة واسعة من الانتقادات الدولية، طالبتها بالتراجع عنها فيما هددتها الولايات المتحدة بعقوبات جديدة.

وفي مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن الخطوة الإيرانية الجديدة “منطقية وواعية وتأتي في إطار الاتفاق النووي”، مضيفا أن بلاده ستتخذ “خطوات أخرى لتقليص التزامنا بالاتفاق النووي إذا لم تنفذ الأطراف الأخرى الموقعة عليه وعودها”.

أخبار, البارزة 0 comments on ليزيكو: الأزمة الإنسانية في اليمن هي “الأسوأ في العالم”

ليزيكو: الأزمة الإنسانية في اليمن هي “الأسوأ في العالم”

قالت صحيفة ليزيكو الفرنسية إن اليمن يعيش حربا أهلية كارثية من حيث التكلفة الإنسانية، و ذلك لوقوعه في قلب صراع النفوذ الإقليمي بين السنة السعوديين والشيعة الإيرانيين، يضاف إليهم المد الجهادي.

وأضافت أن خمس سنوات مرت منذ أن بدأ الكلاشينكوف عزفه و أمطرت الصواريخ المدنيين في جميع أنحاء البلاد، فأصبحت هذه الدولة الواقعة في شبه الجزيرة العربية مسرحا لحرب التأثير السياسي الدولي و بقي شعبها يمزق نفسه في صراع شبيه بالحرب الأهلية السورية.

و لم يدم طويلا الأملُ الطفيف في وقف التصعيد في 20 جوان بعد أن جمدت الحكومة البريطانية عقود الأسلحة مع الرياض -تقول الصحيفة- كما أن محاولات مجلس الشيوخ الأميركي بددها اعتراض الرئيس دونالد ترامب ودعمه لحليفه السعودي ولي العهد محمد بن سلمان.

تأثير طهران

 

و استعادت الصحيفة بداية التدخل العسكري السعودي المباشر في اليمن عام 2014، حين قادت المملكة عملية “عاصفة الحزم” مع عدد من الدول العربية تحت قيادة بن سلمان، وحددت لنفسها مهمة طرد المتمردين الحوثيين الذين استولوا على العاصمة صنعاء وعدة محافظات.

و كانت مليشيات الحوثيين في ذلك الوقت –عند لجوء الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السعودية- موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح وتتمتع بدعم إيراني، مما أثار غضب السعوديين القلقين من تنامي نفوذ طهران في المنطقة.

و بدعم من الأمم المتحدة، كان من المتوقع أن يستمر التدخل العسكري بضعة أسابيع فقط، لكن الصراع تطاول وقسمت البلاد. إلا أن الرئيس صالح انفصل عن الحوثيين الذين قتلوه عام 2017، ولكنهم ظلوا يحتفظون بالجزء الغربي من البلاد وهم يضاعفون الآن الهجمات على الأراضي السعودية.

 

أسوأ أزمة إنسانية

و قالت ليزكو إن الفوضى التي عمت البلاد أدت إلى انتشار تنظيم القاعدة في المدن، لينشر الرعب بين اليمنيين و يحاول خطف الطائرات.

و نبهت إلى أن هذا البلد ظل يتحول -بشكل مطرد- من سيئ لأسوأ منذ عام 2011، مؤكدة أنه لم يتعاف من رياح الربيع العربي التي هبت ذلك الوقت على تونس و مصر وسوريا، ليصبح الشعب بعد أربعين عاما من حكم علي صالح عالقا بين نيران المتحاربين.

و قد قتل -حسب تقرير للأمم المتحدة يعود إلى أوت 2016- أكثر من عشرة آلاف مدني، و لم تسلم المصانع و لا الموانئ و لا المساكن من القصف، ولا حتى حفلات الزفاف.

و لم تستبعد الصحيفة في هذه الحرب التي تحولت إلى حمام دم وقوع جرائم حرب، مستندة في ذلك إلى دراسة مستقلة تتهم المحاربين بقتل ما لا يقل عن خمسين ألف ضحية مدنية.

و ختمت بصرخة تقول إن الأزمة الإنسانية في اليمن هي “الأسوأ في العالم” لأن الاقتصاد دمّر فأصبحت الأدوية معدومة و الأوبئة مثل الكوليرا منتشرة، لينتهي المطاف بنحو 24 مليون يمني على حافة المجاعة، وفقا للتقرير الأممي.

أخبار, البارزة 0 comments on تقرير للكونغرس يشيد بالحوار الإستراتيجي بين قطر وأميركا

تقرير للكونغرس يشيد بالحوار الإستراتيجي بين قطر وأميركا

أشاد تقرير للكونغرس بأهمية الحوار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة وقطر الذي يهدف لدعم العلاقات الثنائية والتعاون في القضايا الإقليمية والدولية الهامة.

وصدر التقرير منتصف الشهر الماضي عن “خدمة أبحاث الكونغرس”، وهي الذراع البحثية الرسمية التي تمد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بتقارير دورية عن القضايا التي تهم صانع السياسة الأميركي.

ويرتبط نشر هذا التقرير بزيارة أمير دولة قطر لواشنطن هذا الأسبوع والتي ستشهد لقاء قمة يجمعه بالرئيس الأميركي الثلاثاء المقبل.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيبحث في واشنطن أوجه تطوير التعاون الإستراتيجي القائم بين البلدين في مختلف المجالات.

وذكر مصدر قطري بواشنطن للجزيرة نت أن “القمة القطرية الأميركية ستبحث في التوتر المتصاعد في الخليج بين طهران وواشنطن، كما ستشمل المحادثات قضية أفغانستان إذ تستضيف قطر مفاوضات جارية بين حركة طالبان الأفغانية والولايات المتحدة”.

ويكتسي الحوار مع طالبان أهمية خاصة للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يأمل في تقليص الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان.

وأشار تقرير الكونغرس إلى أن العلاقات العسكرية بين البلدين نمت بشكل مطرد منذ توقيعهما معاهدة تعاون دفاعي عام 1992.

ويشار إلى أن قطر تستضيف قاعدة العديد التي تعد أكبر قاعدة أميركية في منطقة الشرق الأوسط.

وطبقا للتقرير فقد نتج عن الدورة الثانية من الحوار الإستراتيجي توقيع مذكرة تفاهم حول “تحسين وتوسيع قاعدة العديد”.

وأكد التقرير أن العلاقات شهدت نقلة نوعية منذ بدء واشنطن والدوحة أعمال “الحوار الإستراتيجي” في يناير/كانون الثاني 2018.

صداقة طويلة
ويدعم الحوار الإستراتيجي العلاقات بين الدولتين في كافة المجالات، إذ تنعقد دوراته بمشاركة وزيري الدفاع والخارجية من الدولتين، إضافة لممثلين عن قطاعات استثمارية وثقافية وتجارية.

وفي هذه الإطار ينقل التقرير عن مسؤولين عسكريين أميركيين تأكيدات أن قطر تمثل “صداقة طويلة وشراكة عسكرية تدعم الاستقرار في الشرق الأوسط وتدعم مهمة حلف الناتو في أفغانستان”.

وعقب الدورة الماضية، أشار بيان صادر عن السفارة الأميركية في الدوحة إلى تطلع قطر والولايات المتحدة لمراجعة التقدم في هذه المجالات التي جرى بحثها في مؤتمر الحوار الإستراتيجي المقبل المزمع عقده في واشنطن عام 2020.

أخبار, البارزة 0 comments on كتاب جديد يروي ملحمة الجزائر عبر إلياذة مفدي زكريا

كتاب جديد يروي ملحمة الجزائر عبر إلياذة مفدي زكريا

صدر حديثا عن “مؤسسة هنداوي” كتاب للباحث سمير نور الدين دردور بعنوان “ملحمة الجزائر: شرح تاريخي لإلياذة الجزائر لشاعر الثورة مفدي زكريا”، قدم خلاله صاحبه تسلسلا لملحمة تاريخ الجزائر مستعينا بمصادر تاريخية متنوعة.

وتناول دردور في كتابه ما رواه زكريا عن مسيرة الشعب الجزائري، وأبرز معالم نبوغه ونهضته ونضاله من أجل إثبات وجوده وسعيه للاستقلال ونيل حريته عبر فترات تاريخية متعاقبة منذ العهد الفينيقي وحتى استقلال البلاد، مؤرخا للبطولة والفخر بأمازيغية الأصل وبعروبة المنبع وبإسلام المعتقَد التي قال عنها: 
أفي رؤية الله فكرك حائرْ  وتذهل عن وجهه في الجزائرْ

واستفاد زكريا من دراسته بالمدرستين الخلدونية والزيتونية بتونس لصقل قريحته اللغوية وشارك في الحركة الأدبية والنضال الوطني وانضم للثورة بصفة عضو في جبهة التحرير وتعرض للحبس في سجون الاستعمار الفرنسي مرات عدة ثم هرب منه عام 1959 وأرسلته الجبهة خارج الجزائر، ليكون شاعر الثورة الذي يصل بصوتها إلى العالم.

وكتب زكريا -الذي تغذت روحه الوطنية بتجربته النضالية- الإلياذة لتسجل تاريخ الجزائر واشترك معه في وضع مقاطعها وزير التعليم السابق مولود قاسم نايت بلقاسم والباحث التونسي عثمان الكعاك.

وجاءت الأبيات بجرس موسيقي خاص ورونق جمالي تواق لوصف جمال الجزائر والهيام في سحرها، وربط فيها زكريا بسلاسة بين العقيدة وجمال الطبيعة، قائلا: 
شغلنا الورَى وملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر

ومنح التناص القرآني للقصيدة (التشابه مع النص القرآني) بُعدا جماليا ونسقا إبداعيا مميزا و تجلت فيها الرغبة المتأصلة في الشعب الجزائري الداعية إلى تحرير فلسطين المغتصبة والطامحة إلى توحيد الأمة العربية والإسلامية في زمن لا مكان للفرقة والضعف فيه.

 

قصة الجزائر 

قال الباحث الجزائري سمير دردور أنه حاول في الكتاب الجديد أن يقدم مقاربة تاريخية وأن يراعي التسلسل التاريخي الوارد في الإلياذة، مستلهما التوضيح والاقتباس من المصادر الموثقة ومتجنبا ما أسماه بـ “أباطيل المستشرقين وأراجيف الحاقدين”.

ويناقش الكتاب في المبحث الأول تاريخ العصور القديمة للجزائر بما فيها العهد الفينيقي والروماني وعصر القبائل الوندالية الجرمانية والعهد البيزنطي، ثم ينتقل في المبحث الثاني لمناقشة العصر الذي بدأ بالفتح العربي الإسلامي للبلاد، في حين يتناول في المبحث الثالث العصر الحديث الذي استعرض فيه تاريخ التدخل الأجنبي والانتفاضة الجزائرية والحركة الوطنية وفترة ما بعد الاستقلال.

ويبدأ دردور بالشرح التاريخي لقصيدة مفدي زكريا مع ربطها بالوقائع التاريخية، بدءا بعهد الفينيقيين في القرن الـ12 قبل الميلاد الذين هاجروا من شرق المتوسط وأسسوا قرطاجة (في تونس حاليا) وإيكوسيم (الاسم القديم لمدينة الجزائر) في القرن السادس قبل الميلاد.

ويستعرض مقاومة البربر للاستعمار الروماني ولاحتلال قبائل الوندال الجرمانية الأوروبية الذين أسسوا لهم دولة في الشمال الأفريقي، وذلك قبل قدوم العرب الفاتحين إلى شمال أفريقيا بقيادة عقبة بن نافع عام 682م بحسب دردور.

وعمل القائد الأموي حسان بن النعمان على ترقية التعايش العربي الأمازيغي، فعرَّب الدواوين وجنَّد الأمازيغ تجنيدا طوعيا، ونظَّم الخراج والأسواق فتوسَّعت رقعة الإسلام في بلاد الجزائر، لكن الصراعات الطائفية قسمت البلاد لدويلات مستقلة منها الدولة الرستمية بمنطقة الزاب وقسنطينة وتلمسان، والدولة الإدريسية بمنطقة وهران وشلف ومعسكر والدولة الأغلبية بسكيكدة وسطيف وميلة، قبل أن تتأسس الدولة الفاطمية في الجزائر على أنقاض صراعٍ بين الأغالبة والرستميين.

 

تأسيس الدولة

تناول دردور في فصل بعنوان “الدويلات المستقلة في الجزائر” قصة تأسيس الدولة الحمادية في الجزائر سنة 1014م التي أعلنت ولاءها للعباسيين في بغداد بعد سقوط الدولة الزيرية، وشهدت هجرة الهلاليين الشهيرة إلى المغرب العربي، وكذلك المذهب المالكي، ثم عرفت البلاد حكم المرابطين والموحدين.

وقامت على أنقاض الدولة الموحدية بحسب ما استعرضه الكاتب الدول الحفصية والمرينية والزيانية، وظهر هذا الانقسام في فترة تأهب القوى الأوروبية لاحتلال العالم الإسلامي.

وتناول الفصل الثالث للكتاب أحداثا معاصرة منها الاحتلال الأجنبي والهجمات الإسبانية التي تصدى لها الأخوان بربروسا سنة 1516م، ويعرض الحقبة العثمانية في الجزائر بميزاتها وعيوبها، ويتناول العلاقة الودية بين الجزائر وفرنسا قبل الاستعمار معتبرا حادثة المروحة في سنة 1827م سببا واهيا لقرار غزو الجزائر.

وتحطَّم الأسطول الجزائري في معركة نافارين في السنة نفسها ووقع أول إنزال بحري للقوات الفرنسية سنة 1830 م وما لبثت الثورات الشعبية أن خرجت من المساجد بزعامة الطرق الدينية التي هزَّت أركان فرنسا بقيادة الأمير عبد القادر الجزائري.

 

 الحركة الوطنية

انطلقت الحركة الوطنية الجزائرية بنشاط محمد البدوي ثم تشكَّلت حركة الشبان الجزائريين واستفادت من إضافات الأمير خالد وتعزَّزت بنشاط جمعية العلماء المسلمين وذلك بحسب كتاب الباحث الجزائري.

وخرج الشعب الجزائري مباشرة بعد إعلان انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية فرِحا، آملا في تحقيق فرنسا وعدها بالاستقلال لكنه تلقى ردا قاسيا تمثل بمجزرة مروعة استُشهد فيها 45 ألف جزائري، وحلت على إثرها الأحزاب السياسية وألقي القبض على الزعماء السياسيين والإصلاحيين.

وبدأت المقاومة المسلحة بحسب ما تناوله الكاتب في فصل بعنوان “الانتفاضة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي‏”، وقامت ثورة نوفمبر 1954م وواجهت وحشية الاستعمار الفرنسي حتى قبلت فرنسا بالأمر الواقع وفاوضت الثورة الجزائرية ليجري استفتاء لتقرير المصير وإعلان الاستقلال عام 1962م بعد حرب قدَّم فيها الشعب الجزائري التضحية والفداء.

وختم الكاتب فصول كتابه بتناول العلم والنهضة الفكرية وجزائر ما بعد الاستقلال، مستشهدا بأبيات مفدي زكريا صاحب إلياذة الجزائر الزاخرة بالمواعظ والمفاخر التي استعرض فيها نظما تأريخيا لأبرز أحداث الجزائر، منذ القديم وحتى العصر الحديث مستعرضا أمجادها القديمة والمعاصرة.

المصدر : الجزيرة

أخبار, البارزة 0 comments on تقرير أمريكي يحذر من استغلال “القاعدة” للتوتر بين طهران وواشنطن

تقرير أمريكي يحذر من استغلال “القاعدة” للتوتر بين طهران وواشنطن

حذرت “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” في واشنطن من احتمال استفادة تنظيم “القاعدة” من التوتر الحاصل في الشرق الأوسط، ولاسيما بين الولايات المتحدة وإيران.

 ولفتت المؤسسة إلى أن استراتيجية التنظيمات الإرهابية التابعة لـ”القاعدة” والحليفة لها أيضا، تعتبر تلك الصراعات أمرا حاسما لنجاحها على المدى القريب استنادا إلى تجاربها التاريخية، كما أن التوجه الجديد لهذا لتنظيم في التركيز على الصراعات الساخنة الجارية في المنطقة يعكس أكثر من مجرد انتهازية.

وأشار تقرير المؤسسة إلى أن تنظيم “القاعدة” ظل على مدى سنوات ينسج تحالفات استراتيجية مع عدد من اللاعبين الدوليين.

وعقد بعض تلك التحالفات مع أطراف لها عداء عقائدي وأيديولوجي واضح مع “القاعدة”، على الرغم من علم التنظيم بأن هذه الاستراتيجية قد تنقلب عليه، خصوصا مع ظهور تنظيمات أكثر تشددا منه مثل تنظيم “داعش”.

وشرح التقرير كيف استفادت “القاعدة” تاريخيا من اتباع تلك الاستراتيجيّة فمنذ تأسيسها خلال المراحل الأخيرة من الحرب الأفغانية السوفياتية، لم تتلق “القاعدة” دعما مباشرا من دولة ما، لكنها استفادت بشكل غير مباشر من دعم دول عظمى كالولايات المتحدة، وأخرى إقليمية كانت ترغب في دعم المجاهدين ضد النظام الشيوعي الموالي للسوفيت في كابل.

وأضاف التقرير أنه عقب الغزو الأميركي للعراق في 2003 دعم النظام الإيراني مجموعات متشددة عراقية بهدف تدمير جهود الحرب الأميركية في العراق.

ووفق التقرير فعلى غير ما قد يتوقعه البعض، لم يكن دعم إيران موجها حصرا إلى المجموعات الشيعية، وإنما امتد إلى تنظيم “القاعدة في العراق” وهو أحد فروع التنظيم.

وأضاف التقرير أنه وعلى الرغم من قدرة “داعش” في تحقيق نمو سريع بين عامي 2014 و2015 وعدم موته حتى الآن، إلا أن تنظيم “القاعدة” أثبت أن استراتيجيته النفعية البراغماتية كانت أشد فعالية.

كما أشار التقرير إلى أن “داعش” قاتل في الحرب السورية ضد كل الأطراف بما فيها الولايات المتحدة والدول العربية ونظام الأسد وروسيا وإيران”، وفي المقابل، سعت “هيئة تحرير الشام” المنتسبة إلى “القاعدة” إلى استغلال الخلافات الكامنة خلف الصراع فتلقت دعما من تركيا وقطر وكل الأطراف التي دعمت السنّة ضد نظام الأسد وحلفائه.

وحذر التقرير من أن قرع طبول الحرب في الخليج، وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إلى أعلى درجاته، قد يؤدي إلى اتخاذ طهران خطوات لإعادة تشكيل النظام الإقليمي مع إمكانية أن يشمل ذلك إعادة التعاون مع المتشددين الجهاديين المستعدين دوما لاستغلال الوضع لصالحهم إذ تشير تجارب التاريخ إلى أن تجدد الصراع يمكن أن يعزز قوة تنظيم “القاعدة”.

كما لم يستبعد التقرير أن يغير “داعش” استراتيجيته الحالية ويسعى لمحاكاة تنظيم “القاعدة” من أجل بناء قوته من جديد.

 

المصدر: “إندبندنت عربية”

أخبار, البارزة 0 comments on تقرير أمني ألماني: الصراع مع القوى العظمى أخذ مكان الحرب على الإرهاب في السياسات الأمريكية

تقرير أمني ألماني: الصراع مع القوى العظمى أخذ مكان الحرب على الإرهاب في السياسات الأمريكية


يتميز تقرير تقرير ميونخ للأمن 2019 “اللغز العظيم: من سيحصل على القطع؟” بكونه يجمع خلاصة عدد هائل من التقارير التي تصدرها مؤسسات شريكة عربية وإفريقية وأوروبية وأمريكية وآسيوية، فضلا عن شخصيات بحثية وأكاديمية مهمة تتعاون مع مؤتمر ميونخ للأمن من أجل تخريج خلاصات تقييمية واستشرافية لاتجاهات السياسة الدولية وانعكاساتها على واقع الأمن في العالم. 

ويتناول التقرير في بدايته الخلاصة التقييمية لواقع النظام العالمي، وأهم المحاور التي تنظمه، ومعالم تبلور اتجاهات جديدة فيه، وانعكاساتها على واقع الأمن، فضلا عن قضايا النزاع الأساسية التي تشكل بؤرة توتر للسياسات الدولية في العالم، ثم يعرج بعد ذلك على الفاعلين الدوليين في السياسات الدولية، ويركز في هذا التقرير عن الجانب الأوروبي على فرنسا وألمانيا، وعلى بريطانيا ومستقبلها الجديد بين البريكست أو مراوحة المكان في الاتحاد ألأوروبي، ثم كندا واليابان، ويعرض في محور ثالث أربع مناطق تمثل منصة لتفاعلات دولية هي منطقة البلقان، وأوروبا الشرقية، ومنطقة الساحل جنوب الصحراء، منطقة الشرق الأوسط، ويخصص المحور الرابع للقضايا الأساسية التي تنظم السياسات الدولية (التسلح، التجارة، تحولات الجريمة المنظمة، والاستخبارات الاصطناعية). ويختم التقرير مواده بمراجعات لكتب وتقديم ملخصات عن تقارير مهمة صدرت في الآونة الأخيرة.

أزمة نظام عالمي

يستند التقرير إلى تصريحات لعدد من قادة العالم، تؤكد بأن العالم يسوده الشعور المتزايد  بالقلق،  وأن الأمور لا تسير على خير كما عبر عن ذلك روبرت كاغان، فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اعترفت أن الإطار المعروف والمألوف للنظام الدولي صار يتعرض لضغط قوي في الوقت الحالي، فيما أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن الوضع أسوأ وأن النظام العالمي الذي عرفناه يتعرض للاستهداف بدرجة يصعب معها العودة إلى الوضع السابق، أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقد أقر بصعوبة العودة إلى ما كان عليه النظام الدولي من قبل، وأن العالم يعاني حاليًا من أزمة فعالية ومبادئ وأنه لن يكون قادرا على العودة إلى المسار الصحيح أو الرجوع إلى كيف كان يعمل من قبل.

هذه التصريحات المتقاربة في مضمونها وفي تقييم مستقبل النظام العالمي تفتح النقاش واسعا حول مآلات السياسات الدولية، وهل يشهد النظام العالمي عملية تغيير كبيرة؟ أم أن المحافظين الذين يدافعون عن النظام الدولي الذي تشكل بعد عام 1945 سينجحون في تحصين عناصره الأساسية؟ أم أن العالم سيقترب، كما عبر عن ذلك وزير الخارجية الروسي السابق إيغور إيفانوف، من “العاصفة المثالية”؟

عودة التنافس بين القوى العظمى

يستقرئ التقرير اتجاهات السياسات الدولية، ويشير إلى أن خيوط التفكير الرئيسية في عواصم القوى العظمى في العالم تركز على الحقبة الجديدة التي دخلتها المنافسة بين القوة العظمى، مع وجود تحذيرات لبعض المحللين، تنبه على مخاطر عودة القوى العظمى الاستبدادية باعتبارها التحدي الأكثر أهمية بالنسبة للغرب والنظام العالمي الليبرالي.

 

كرر وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس مخاوفه الأساسية من نزوع الصين وروسيا لتشكيل عالم يتسق مع نموذجهم الاستبدادي وتطلعهما للحصول على حق النقض

ويرى التقرير أن الإرهاب الذي كان يشكل محل الاهتمام الأمني الرئيسي للاستراتيجية الأمريكية منذ عقدين تقريبًا، حل محله اليوم موضوع جديد تمحورت عليه استراتيجية الأمن القومي الأمريكي، وهو منافسة القوى الكبرى المستدامة، إذ حددت الوثائق الاستراتيجية الأمريكية الصين وروسيا باعتبارهما تحديين أساسيين لأمنهما القومي، وقد أكد عدد من المسؤولين الأمريكيين هذا التوجه الجديد، ففي رسالة استقالته إلى الرئيس ترامب، كرر وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس مخاوفه الأساسية من نزوع  الصين وروسيا لتشكيل عالم يتسق مع نموذجهم الاستبدادي وتطلعهما للحصول على حق النقض على القرارات الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية للدول الأخرى، وتعزيز مصالحهم الخاصة على حساب جيرانهم، أمريكا وحلفائنا. ولهذا السبب رفعت الاستراتيجية الأمريكية للأمن القومي هذا التحدي، وقررت إدارة ترامب تبني موقف أكثر تصادمية مع هذه القوى العظمى المتنافسة.

 

تدهور العلاقات مع الصين

ولاحظ التقرير تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين منذ وصول ترامب للبيت البيضاوي، كما سجل تنامي الشعور الأمريكي الداخلي، بأن الصين تحدت واشنطن وأنها أصبحت الأكثر ديناميكية والمنافس الهائل لأمريكا في التاريخ الحديث. 

 

نائب الرئيس الأمريكي يتهم الصين بمحاولة “تقويض الميزة العسكرية الأمريكية على الأرض، وفي البحر، وفي الجو، وفي الفضاء”.

وقد كانت أمريكا تقدر ـ حسب نائب الرئيس مايك بينس ـ أن يؤدي التحرير الاقتصادي إلى إدخال الصين في شراكة أكبر مع واشنطن، لكن وقع تحول مخيب للتقدير الأمريكي، وذلك حين اتجهت الصين بدلا عن ذلك إلى تعزيز نزوعها العسكري. وقد ذهب الأمر بنائب الرئيس الأمريكي لاتهام الصين، ليس فقط بـ”التدخل في الديمقراطية الأمريكية”، بل بمحاولة “تقويض الميزة العسكرية الأمريكية على الأرض، وفي البحر، وفي الجو، وفي الفضاء”. 

غير أن الاستراتيجية الأمريكية المعاكسة لا تعني دائما العداء، ولا يمكن أن تقود دائما إلى التعارض، لكن النقاد يخشون أن يكون العداء هو النتيجة التي لا مفر منها بسب طبيعة المنافسة والعقلية التي تديرها بين الطرفين، لاسيما وأن واشنطن، في عهد إدارة ترامب، تبدو مستعدة للانخراط في سيناريو حرب باردة مع الصين.

 

الصين تبني سياساتها على افتراض أن الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى في تراجع،

بالنسبة للصين، يسجل التقرير أنها تحمل تقريبا نفس المقاربة، فقد عزز الرئيس شي جين بينغ سلطته، ويبدو أنه عازم على تحويل الصين إلى قوة عالمية، وهو يدرك تماما أن ذلك سيضع بلده في مسار تصادمي مع واشنطن.

يستبعد التقرير أن تغير الصين مسارها بسبب الموقف الأمريكي الجديد، ويرى أن الصين تبني سياساتها على افتراض أن الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى في تراجع، وأن هذا التراجع سينتهي بها في نهاية المطاف إلى التخلي عن هيمنها.

ومع ذلك، يرصد التقرير السلوك السياسي الصيني، الذي يتجه نحو تصوير الصين كقوة مسؤولة تواصل صعودها السلمي وتقود معركة تمثيل التعددية القطبية فقد أكد الرئيس الصيني أن تجارب التاريخ تثبت أن المواجهة سواء في شكل حرب باردة أو ساخنة، أو حرب تجارية، فإنه لا ينتج عنها منتصرون.

 

روسيا مصدر للقلق الأمريكي

ويرى التقرير أن روسيا أصبحت تمثل مصدر القلق الأمني الأكثر إلحاحًا بالنسبة لواشنطن. وعلى عكس الصين، فإن آفاق موسكو على المدى البعيد باعتبارها منافسًا جيوسياسيًا للولايات المتحدة لا تبدو واعدة للغاية، وذلك بسبب معاناة اقتصادها من تقلب العملة، وانخفاض أسعار النفط والعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كرد فعل على أعمال روسيا ضد أوكرانيا.

ومع ذلك، سجل التقرير النفوذ القوي الذي استعملته روسيا مسجلة بذلك بعض الانتصارات المثيرة للإعجاب على المدى القصير في السنوات الأخيرة، وأخذت بقية العالم على حين غرة في أوكرانيا وسوريا. ومن الأمثلة الحديثة على تأكيد موسكو المتزايد تحت قيادة فلاديمير بوتين، قضية سكريبال، تصاعد أنشطة الإنترنت العدائية، ومحاولات التدخل في الانتخابات الديمقراطية في مختلف البلدان، أو المواجهة الأخيرة في مضيق كيرتش.

ويفسر جملة من المحللين الاستراتيجيين في روسيا وخارجها الإجراءات الروسية على أنها محاولة لإظهار أنها لا تزال أقوى مما يعتقد الغرب، وأنها ستظل قوة لا غنى عنها ولا يمكن إهمال مصالحها.
الولايات المتحدة لأمريكية، من جهتها، رفعت التحدي، بزيادة إدارة ترامب من الضغط من الضغط على موسكو رغم تذبذب موقف الرئيس، وذلك لإجبار بوتين على اختيار طريق مختلف. لكن مع ذلك، لا يرسل الكرملين اي إشارات للانفراج أيضًا.

ويلاحظ التقرير أن سعي روسيا نحو الغرب تراجع، وأنها تتجه لبناء دورها باعتبارها فاعلا منبوذا، لقد تخلت القيادة الروسية عن تقاربها مع الغرب ويبدو أنها تتبنى دورها باعتباره منبوذاً، وأنها بدلا من أن تصبح جزءًا لا يتجزأ من الحضارة الغربية، أصبحت روسيا الآن “موجهة إلى مائة عام (أو ربما مائتان أو ثلاثمائة) من الوحدة الجيوسياسية.

 

يشير التقرير إلى إمكانية أن يتم التراجع أيضا عن تمديد معاهدة ستارت الجديدة التي تشمل الأسلحة النووية الاستراتيجية إلى ما بعد عام 2021

وينعكس التوتر الحذر بين واشطن وموسكو على مستوى الاتفاقات العسكرية، فبدل الاتجاه إلى تفعيل معاهدات الحد من الأسلحة الحاسمة، بدأ الاتجاه منذ سنة 2019 إلى سباق تسلح جديد، فقد استثمرت الحكومة الروسية لسنوات في بناء وتقوية قدرات عسكرية جديدة، بما في ذلك صاروخ كروز أرضي جديد، وفقًا للولايات المتحدة وحلفائها في الناتو، ينتهك معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى. وردا على ذلك، أعلن الرئيس ترامب اعتزامه الانسحاب من المعاهدة، مما يعني أنه سيتم السماح مرة أخرى لكل من الولايات المتحدة وروسيا بإنتاج ونشر صواريخ نووية متوسطة المدى تطلق من الأرض، مما يحيي المخاوف من أزمة يوروميسيل جديدة. 

الكرملين يرى من جهته أن هذا الوضح مريح، ما دامت إدارة ترامب هي المسؤولة عن التراجع عن المعاهدة، ويبدو أن موسكو تتكهن بأن الناتو لن يكون قادرًا على التوصل إلى توافق في الآراء بشأن نشر صواريخ أمريكية جديدة (والتي لا تزال بحاجة إلى تطوير) في أوروبا، مما يضع روسيا في ميزة سباق تسلح في الصواريخ متوسطة المدى قد تبدأ في أوروبا.

ويشير التقرير إلى إمكانية أن يتم التراجع أيضا عن تمديد معاهدة ستارت الجديدة التي تشمل الأسلحة النووية الاستراتيجية إلى ما بعد عام 2021 ، وأنه من المحتمل أن تنهار معاهدات الحد من الأسلحة المتبقية ، التي ما زالت تتبع منطقًا ثنائي القطبية وذلك في ظل عدم وجود إطار متعدد الأطراف جديد لتحديد الأسلحة يكون ملائماً للنظام الدولي الناشئ ، ويعتبر التقرير أن من شأن هذا أن يخلق واقعا أكثر تعقيدا وأقل قابلية للتنبؤ بمستقبله، وأنه لهذا الغرض، ألمح الرئيس ترامب إلى إمكانية البدء مع الرئيس الصيني والروسي في محادثات لوقف سباق التسلح.

 

 

تقرير ميونخ للأمن 2019
مؤتمر ميونخ للأمن
عدد الصفحات:102
مصدر التقرير: مستودع التفكير الألماني مؤتمر ميونخ للأمن
الرابط:
file:///C:/Users/maha/Downloads/MunichSecurityReport2019.pdf

أخبار, البارزة, وجهات نظر 0 comments on جمعيات ” تحت الطلب” ومال سياسي وتوظيف استعماري … بقلم كمال بن يونس

جمعيات ” تحت الطلب” ومال سياسي وتوظيف استعماري … بقلم كمال بن يونس

مع اقتراب موعد الانتخابات تتبادل الاطراف الاعلامية والسياسية والجمعياتيه اتهامات بالخيانة الوطنية وبتوظيف “المال الاجنبي” في سباقها الانتخابي الجديد

وقد استفحلت الخلافات بين عدد من السياسيين ونشطاء المجتمع المدني في تونس والدول العربية حول مستقبل الشراكة الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع واشنطن والعواصم الدولية والاقليمية..

 

وانفجرت الخلافات في نفس الوقت داخل عدد من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب بعد تباين مواقف نشطائها من بعض المستجدات مثل مشروع صهر الرئيس الامريكي كوشنير حول صفقة القرن في فلسطين المحتلة” ومشروع اتفاقية ” اليكا” لتحرير الشراكة مع الاتحاد الاوربي حول المواد الفلاحية والخدمات ، والمواقف من مقترحات حول الاقليات اللغوية والثقافية والعرقية والدينية والجنسية ..

وتبين أن أغلب الأحزاب التونسية والعربية وجمعياتها ربطت علاقات مالية وسياسية مع ” منظمات غير حكومية أوربية وأمريكية ” تابعة لحكومات الاتحاد الاوربي وواشنطن أو لمؤسسات استخباراتية ..

كما سمحت لمئات من شبابها ومنخرطيها بالمشاركة في دورات ” تدريب” نظمتها جهات حكومية سياسية وأمنية وعسكرية أمريكية وأوربية لغيرالمختصين..بما يكشف أن أهدافها ليست بالضرورة ” نزيهة” (؟؟)

وقدرت مصادر رسمية عدد الصحفيين والجامعيين والسياسيين التونسيين والليبيين والعرب الذين شاركوا في دورات “تدريب ” طوال الاعوام الثمانية الماضية بعشرات اللآلاف (؟) رصدت لها مئات ملايين الدولارات واليورو (؟).. وكانت الحصيلة كارثية : فلم يتحسن الأداء الاتصالي لغالبية السياسيين ونشطاء المجتمع المدني والاعلاميين ..بل حصل العكس فقد تورطت بعض ” النخب” في ” رشاوي مقنعة جديدة” وفي الترويج ل”أجندات الاستعمار الجديد” وليس لأولويات الوطنيين والتحديثيين وانصار الاصلاح والتغيير ..

وفي هذا الصدد لا بد من التمييز بين الاسود والابيض على مستويات كثيرة :

– دورات التدريب المهني والورشات العلمية والشفافة التي يشارك فيها مهنيون وخبراء حقيقيون في سياق تقاليد تبادل التجارب والخبرات بين الشعوب والدول ..وهي دورات تعود بالنفع على كل الاطراف ..

– أنشطة تنظم خدمة لأجندات أجنبية تمولها وتوظفها جهات استعمارية جديدة ، تضخم بعض الملفات المحلية مثل ورقات حقوق الاقليات العرقية والدينية واللغوية والجنسية ..مع تجاهل حقوق الأغلبية الساحقة من المواطنين ومواقف الراي العام المعارض لتقسيم البلاد تحت يافطات ” حقوقية ” كثيرة أو رفع أعلام عديدة في بلد واحد ، مثل اعلام ” الايمازيغ” و” التبو” و” التوارق” و”الاكراد” والاحتلال الاسرائيلي بهدف ” تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ” ..

في المقابل تتمسك الجهات الاجنبية الممولة لمثل هذه الجمعيات ” غير الحكومية ” في بلدان الجنوب بالوحدة الوطنية لبلدان الشمال التي استفحلت فيها النزعات الانفصالية مثل اسبانيا وفرنسا والمانيا وبريطانيا وايطاليا وبلجيكا وسويسرا..الخ

– المهمات النبيلة التي يقوم بها النشطاء النزهاء من اجل الحريات والشفافية والاصلاح ، بما في ذلك في جمعيات مشهورة مثل ” الشفافية الدولية ” و” أنا يقظ ” و”دستورنا” و” فريدم هاوس” و” مناهضة التعذيب” و” فريديرش…”..وبين أجندات بعض وزارات الخارجية والاطراف الأجنبية التي قد توظف شخصيات داخل تلك الجمعيات لممارسة ضغوطات على بعض الدول والاطراف السياسية والاعلامية بهدف ابتزازها ماليا وسياسيا ..

لقد سبق للقانون المنظم للحياة السياسية والاعلامية في تونس وعدة دول عربية أن منع احتكار ” المشترك” أوتشكيل أحزاب تقوم أساسا على أسس عرقية ولغوية ودينية ، كما نظم التمويل الاجنبي ..

ولا شك أن تفعيل مثل هذه القوانين والبلاد تستعد لانتخابات برلمانية ورئاسية تاريخية أمر مهم وضروري جدا ..

التعاون الدولي ضروري ولكن احترام السيادة الوطنية واجهاض الاجندات الاستعمارية أولوية مطلقة ..

أخبار, البارزة 0 comments on الغارديان: هل تتجه بريطانيا نحو حرب كارثية مع إيران؟

الغارديان: هل تتجه بريطانيا نحو حرب كارثية مع إيران؟

نشرت صحيفة “الغارديان” مقالا للمعلق سايمون تيسدال، تحت عنوان “هذا الانحراف المتهور للحرب مع إيران عار على بريطانيا”، يقول فيه إن وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت قال إن بريطانيا ستقف إلى جانب الولايات المتحدة في حال التدخل العسكري، متسائلا كيف نسي العراق بهذه السرعة.

 

و يبدأ تيسدال مقاله، بالتذكير بحضارة إيران وعاصمتها التاريخية “بيرسبوليس”، التي لا تزال آثارها بادية في شمال شرق شيراز، مشيرا إلى أن بقاءها يمثل توبيخا للغزاة القدامى والمعاصرين كلهم.

 

و يشير الكاتب إلى أن “أعمدتها الرخامية أقيمت في حوالي 500 قبل الميلاد، في وقت كان فيه سكان الجزر البريطانية يمشون وعلى أجسادهم جلد الحيوانات، وكانت اليونان هي التهديد العسكري الأكبر لعاصمة الفرس، ولم تكن أمريكا ترامب سوى فكرة سيئة لم يحضر زمنها بعد”. 

 

و يقول تيسدال إن “تاريخ بريطانيا الحديث مع إيران مثير للخجل، فقام الإمبرياليون والتجار البريطانيون في القرن التاسع عشر بالاستغلال وممارسة البلطجة عليها، وأعادوا رسم حدودها مع الراج في الهند، وقامت الجيوش البريطانية بغزو إيران واحتلالها، وساعدت في العشرينيات من القرن الماضي بترفيع رضا شاه بهلوي ليحتل عرش الطاووس، وهو ما أدى إلى ديكتاتورية زرعت بذور المعاداة للغرب، وقادت لاحقا إلى الثورة الإسلامية في عام 1979، ولا تزال آثار الجيش الفيكتوري البريطاني وتخريبهم لآثار بيرسبوليس”. 

 

و يلفت الكاتب إلى أن “الولايات المتحدة حلت محل بريطانيا بصفتها جلادا أكبر، لكن الكثيرين قد يتفقون مع رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق، الذي أخبر المبعوث الأمريكي أفريل هاريمان، قائلا: (أنت لا تعلم كم كان البريطانيون ماكرين، ولا تعرف كم كانوا شريرين، ولا تعرف كيف يلطخون كل شيء يمسونه)”.

 

ويعلق تيسدال قائلا: “بالنظر إلى هذا الإرث المرير وعمليات النهب الأخرى في المنطقة، فربما كانت بريطانيا ستتردد في التورط في الدخول في عملية تدخل عسكري آخر، لا شيء من ذلك، فمع دق طبول الحرب في الولايات المتحدة تبدو بريطانيا في طريقها نحو حرب كارثية في الشرق الأوسط”. 

ويرى الكاتب أن “المثير للدهشة ليس صقور ترامب، مثل جون بولتون ومايك بومبيو، الذين يعدون لحرب مع إيران؛ لأنهم يحاولون الدفع إليها منذ أن دمروا الاتفاقية النووية التي وقعت في عام 2015، وعلينا ألا نشعر بالدهشة من الاتهامات والشتائم والاستفزازات والعقوبات التي فرضت على إيران، فهذا جزء من العملية التي تتحول فيها القيادة للغة الحرب”. 

 

ويجد تيسدال أن “ما يجب أن يثير الخوف والقشعريرة هو بريطانيا، خاصة الرجلين اللذين يحاولان التنافس على رئاسة الوزراء، ويقومان بخلق وضع لا يعتمد على النقاش أو الحوار، ولا يترك لبريطانيا أي خيار سوى دعم هجوم ترامب على إيران، والأسوأ من هذا هو أنه سيكون هناك أمل ضئيل في تجنب المشاركة العسكرية البريطانية في الضربة”. 

 

ويقول الكاتب: “يجب أن يثير الانحدار نحو حرب غير مبررة وليست ضرورية الخوف في قلوب حزب المحافظين المتواطئ، ألا يتذكر أي من أعضاء الحزب الحرب التي صنعتها أمريكا في عام 2003؟ ألا يذكرهم تقرير تشيلكوت، الذي اتهم توني بلير بعدم البحث عن الحل السياسي وبالغ في الحديث عن تهديد العراق، بدق ناقوس الخطر الآن؟”. 

 

ويتساءل تيسدال مندهشا من موقف وزير الخارجية جيرمي هانت، الذي يصفه بالمتعقل، لكنه التزم برؤية الحرب القادمة من واشنطن، ويقول: “يعلم هانت جيدا أن حديث الولايات المتحدة وإسرائيل عن اقتراب إيران من القنبلة أمر مبالغ فيه وغير صحيح، لكنه يقول إن بريطانيا في ظل قيادته ستقف مع الولايات المتحدة، وتفكر في دعم عمل عسكري، بناء على ما تقتضيه كل حالة”. 

 

ويفيد الكاتب بأنه “كان واضحا في قبوله الرواية الأمريكية التي لامت إيران في الهجمات في الخليج، بالإضافة إلى أنه قبل موقف إدارة ترامب بأن تدخل إيران في المنطقة يعد مبررا للحرب عليها”.

 

ويقول تيسدال: “ربما لم يكن هانت يريد الحرب، لكن هناك انتشارا عسكريا بريطانيا في الخليج، بما في ذلك إرسال قوات مارينز بريطانية وسفن بحرية من القاعدة البريطانية في البحرين ومقاتلات من سلاح الجو الملكي (أف- 35) المرابطة في قبرص، ويطالب ترامب بسفن حربية ترافق الناقلات التجارية في الخليج”. 

 

وينوه الكاتب إلى أن “بوريس جونسون لم يقل الكثير عن إيران في حملته الانتخابية؛ لئلا يذكر الرأي العام بملف السجينة البريطانية الإيرانية نازنين زغاري- رادكليف، التي لا تزال في السجن الإيراني، وبعدم فعله الكثير للإفراج عنها، ولا يخجل جونسون من دعمه لترامب، بل إن خطته للخروج من الاتحاد الأوروبي تعتمد على عقد صفقة تجارية مع واشنطن”.

 

ويقول تيسدال: “لو طلب ترامب من بريطانيا المساعدة ضد إيران فسيجد هانت وجونسون معه، وبحماس، صحيح أن أمريكا لا يهمها كثيرا ما يقوله القادة البريطانيون، والدليل على ذلك تراجع الدور البريطاني و(العلاقة الخاصة)، إلا أن ترامب بحاجة إلى ثقل أخلاقي”. 

 

ويرى الكاتب أن “هوس حزب المحافظين بالخروج من الاتحاد الأوروبي أثر على أحكامه، وعندما زار الوزير في الخارجية أندرو موريسون طهران هذا الأسبوع، فإن المقابلة القاسية التي لقيها يجب ألا تثير الدهشة”.

 

ويشير تيسدال إلى أنه في المحادثات التي جرت مع نائب وزير الخارجية سيد عباس عرقجي، أظهر الأخير قدرة على فهم وضع بريطانيا في مرحلة ما بعد الاستعمار، ومرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقال: “يبدو أن تورط بريطانيا في معضلة البريكسيت منعها من فهم الحقائق الدولية”. 

 

ويقول الكاتب إن “إيران محقة، ففي معظم الشرق الأوسط ينظر لبريطانيا على أنها متحالفة مع الديكتاتوريين والقتلة، وفي الوقت ذاته فهي تابعة لأمريكا الضارة، ففي اليمن تربط بريطانيا بدعم ترامب للحملة السعودية هناك، ما أدى إلى معاناة كبيرة للمدنيين، وعندما يتعلق الأمر بفلسطين، فإن ترامب دمر بخطة (السلام) المتحيزة الإجماع الدولي الذي يدعو لدولة فلسطينية قابلة للحياة، وفي سوريا خرب ترامب الجهود الإنسانية التي قامت بها بريطانيا”. 

ويختم تيسدال مقاله بالقول: “لو استطاع صقور ترامب تحقيق ما يريدون فإن بريطانيا ستتورط مع دولة عظمى عدوانية تتعارض أعمالها وكلماتها مع مصالح هذا البلد وقيمه بشكل متزايد”.