عقد رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي منذ تعيينه لقاءات عديدة مع سفراء و شخصيات وطنية و أجنبية في إطار السعي إلى تعزيز دور البرلمان في التفاعل مع كافة الأطراف السياسية و النقابية و المنظماتية من جهة و إلى تطوير الديبلوماسية البرلمانية الخارجية من جهة أخرى مستعينا في ذلك بلقاءاته السابقة و المتكررة مع زعماء الدّول و كبار المسؤولين في العالم و الفاعلين في دوائر صنع القرار الدولي إضافة إلى حضوره اللافت في عديد الفعاليات الدولية.
كان للغنوشي سلسلة مقابلات مكثفة بعديد الشخصيات الوطنية و من أهمها استقباله لرئيس الاتحاد التونسي الصناعة و التجارة و الصناعات التقليدية سمير ماجول و وفدا مرافقا له، من أجل التباحث حول سبل دفع الاقتصاد الوطني و خلق الثروة و دفع الاستثمار الخاص إضافة إلى أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة لإنعاش الاقتصاد الوطني و تحريره من خلال إيجاد الحلول التشريعية اللازمة.
كما قدّم أعضاء وفد منظمة الأعراف مقترحاتهم في ما يتعلّق بمشروع قانون المالية لسنة 2020، مستعرضين تصوّراتهم لإنعاش الاقتصاد الوطني من خلال مجموعة من الإجراءات.
كما استقبل الغنوشي رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري عبد المجيد الزار، من أجل التباحث حول مشاغل قطاع الفلاحة و الصيد البحري و الصعوبات التي يواجهها الفلاحون و البحّارة و خصوصا معضلة المديونية إضافة إلى النظر في كيفية تحقيق الأمن الفلاحي و الغذائي و العمل على إيجاد حلول هيكلية لمشاكل القطاع الفلاحي.
و كان لرئيس البرلمان لقاء هام مع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي للنظر خاصة في الصعوبات الاجتماعية و الاقتصادية التي تمر بها البلاد، ومقترحات المنظمة الشغيلة في مشروع قانون المالية لسنة 2020 .
كما اطلع الغنوشي في لقائه برئيس الغرفة النقابية الوطنية للباعثين العقاريين فهمي شعبان، على مشاغل قطاع البعث العقاري و صعوبات الاستثمار و الضغط الجبائي المسلط على هذا القطاع و تأثير الترفيع في نسبة الفائدة المديرية، و الإجراءات الجبائية الواردة في مشروع قانون المالية لسنة 2020.
كما استقبل رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية راضية الجريبي حيث أكّد الغنوشي استعداد مجلس نواب الشعب للاستئناس بمقترحات المنظمة في اللجان القارة عند دراسة مشاريع القوانين التي تهمها، و كذلك في اللجنة الخاصة لشؤون المرأة و الأسرة و الطفولة و الشباب و المسنين.
الديبلوماسية الخارجية : هل يكون الدور الأكبر لقصر باردو ؟
فقد التقى رئيس مجلس نواب الشعب، راشد الغنوشي، أمس بقصر باردو، وفدا برلمانيا فرنسيا ضم نائب رئيس لجنة الدفاع الوطني و القوات المسلّحة بالجمعية الوطنية الفرنسية، “جوكيم بيو”، وعضو لجنة الشؤون الاجتماعية بالبرلمان الفرنسي، “كارولين جانفيي”، بحضور سفير فرنسا بتونس، أوليفيي بوافر دارفور.
من جهته أكد السفير أنّ موقف رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي “داعم لحضور تونس و مشاركتها في هذا المؤتمر نظراً لأهمية موقع تونس و مكانتها و دورها الإيجابي تجاه أطراف النزاع الليبي”.
كما تلقّى رئيس البرلمان دعوة من السيد ريوتا جونان لإلقاء كلمة الافتتاح في المؤتمر الدولي العاشر للحركة العالمية من أجل الديمقراطية المزمع عقده لأول مرة في تونس خلال شهر نوفمبر 2020.
كما استقبل الغنوشي سفير جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية بتونس، عزوز باعلال في سعي إلى مزيد تدعيم العلاقات بين البلدين و رفع الحواجز الاقتصادية و تعزيز المبادلات التجارية بتطوير الشراكة في مختلف المجالات.
و أكّد رئيس المجلس ضرورة الانتقال من مرحلة التعاون و التضامن و التآزر المغاربي و الذهاب في اتجاه تحقيق الوحدة المغاربية التي تعد مفتاحا للارتقاء بالمغرب العربي المشترك.
وأكّد السفير الجزائري من جهته استعداد بلده لمواصلة التعاون الثنائي، والحرص المشترك لمزيد تعزيزها في جميع المستويات، مشيرا بالمناسبة الى السعي نحو تعزيز علاقات التعاون بين مجلس نواب الشعب و المجلس الشعبي الوطني و مجلس الأمة بالجزائر .
كما كان للغنوشي لقاء مع سفير تركيا بتونس، علي أونانير سعى من خلاله إلى تعزيز التعاون و الشراكة في مختلف المجالات.
حيث أكد السفير التركي عزم بلده مواصلة الاستثمار في تونس وتعزيز مجالات التبادل التجاري بين البلدين، مبرزا حرص تركيا على رفع حجم الاستيراد من السلع التونسية ودعوة المستثمرين الاتراك الى مزيد الانتصاب في تونس من أجل خلق فرص تشغيل جديدة للشباب التونسي.
كما شدّد السفير على أهمية تعزيز الشراكة بين مجلس نواب الشعب والمجلس الوطني الكبير التركي ودعم التعاون البرلماني الثنائي ولاسيما في نطاق مجموعة الصداقة البرلمانية.
كما التقى الغنوشي بقصر باردو، سفير المملكة العربية السعودية بتونس، محمد بن محمود العلي،
الذي أكد على أهمية تعزيز التعاون بين مجلس نواب الشعب و مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية، ودفع الشراكة بينهما على مستوى تبادل الخبرات والتجارب .
و تأكيدا على أهمية القضية الفلسطينية و مواصلة دعم تونس لها التقى رئيس البرلمان راشد الغنوشي السفير الفلسطيني بتونس هائل الفاهوم الذي أعرب عن تقديره لمواقف تونس المشرفة قيادة و شعبا تجاه الشعب الفلسطيني و القضية الفلسطينية التي تعد بوابة للسلام وعنونا للصمود، مؤّكّدا أن نجاح التجربة الديمقراطية في تونس يعد انتصار للقضية الفلسطينية و خطوة أخرى نحو إعلاء راية السلام والديمقراطية في المنطقة العربية وفي العالم.
كما استقبل الغنوشي بقصر باردو، السيد مدير عام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بمنظمة التعاون الاسلامي،خالد آرن سعيا إلى تعزيز علاقات التعاون بين المؤسسة البرلمانية والمنظمة من خلال تبادل الخبرات والتجارب.
و يرجّح عديد المحللين السياسيين أن “تشهد الدبلوماسية التونسية نقلة في مستوى بوصلة مواقفها الخارجية بعد ترؤس الغنوشي البرلمان”،خاصة مع “خبرته” بقيادة الحراك الدبلوماسي من موقعه في رئاسة حزب النهضة سابقاً و كم الزيارات الرسمية التي قام بها في إطار “الديبلوماسية الشعبية” و مشاركاته اللافتة في المنتديات و المؤتمرات العالمية كرئيس لحركة النهضة .