ندوات ودراسات 0 comments on من أرشيف منتدى ابن رشد للدراسات : ندوة “الاعلام في تونس و مصر بين الحرفية و الانحياز”

من أرشيف منتدى ابن رشد للدراسات : ندوة “الاعلام في تونس و مصر بين الحرفية و الانحياز”

ندوة بتاريخ 29 أوت 2013

توظيف الإعلام في الصراعات والنزاعات استفحل على حساب قواعد المهنة وأخلاقياتها

• دور الاعلام في المرحلة القادمة هو تحقيق التوازن بين المهنية و المواقف الشخصية

• الصحافي الذي يحاول أخذ المنحى الوسطي تعترضه صعوبات مهنية و مادية وسياسية كبيرة

 

انتظم بتونس يوم الخميس 29 أوت 2013 ملتقى حواري مفتوح عن «الإعلام في مصر و تونس بين احترام قواعد المهنة و استفحال ظاهرة الانحياز» بمشاركة نخبة من الخبراء والناشطين العرب وعشرات الإعلاميين والجامعيين التونسيين والمصريين، بمبادرة من نادي الصحافة في منتدى ابن رشد المغاربي للدراسات بتونس ومعهد صحافة الحرب والسلام البريطاني وجمعية الصحافيين التونسيين الشبان ومنتدى «نور» .

بحضور ضيوف الشرف لهذا الملتقى و هم ثلة من اساتذة معهد الصحافة وعلوم الاخبار بتونس و الاعلاميين المصريين السادة:عمرو الكحكي (صاحب قنوات النهار التلفزية المصرية) و فؤاد عبد الرازق  )جامعي بريطاني مصري ومدير برامج إخبارية في بي بي سي سابقا) و زين العابدين توفيق )إعلامي بقناة الجزيرة ومقدم برامج حوارية في بي بي سي سابق) و خليل فهمي )رئيس تحرير تلفزيون الاهرام اونلاين مدير مكتب بي بي سي وسكاي نيوز في القاهرة سابقا).

خلط بين المهنية و النضال السياسي

و في تدخّله اعتبر السيد كمال بن يونس أن « الانحياز وتوظيف الإعلام في الصراعات والنزاعات يستفحل على حساب احترام قواعد المهنة وأخلاقياتها، ويكرس الابتعاد عن قاعدة « الخبر مقدس والتعليق حر « وعن أولوية اضطلاع وسائل الاعلام بمهمتها الرئيسية وهي نشر الخبر بالمفهوم الواسع للكلمة : في شكل معلومة او حديث صحفي او تحقيق اخباري او روبرتاج او عمل استقصائي .. ثم ضمان حرية التعليق لأصحاب المواقف المتباينة والانفتاح على الرأي و الرأي الاخر ..ونبّه رئيس منتدى ابن رشد الى خطورة انحياز الاعلامي سياسيا او حزبيا مما يجعل منه «أداة للتعبئة والتوظيف وتوجيه الصراعات»، و هو ما يفسر بروز ردود فعل عنيفة شعبيا وداخل بعض النخب و الأوساط السياسية ضد جل الاعلاميين والصحافيين وضد كل وسائل الاعلام ..واتهامها بالوقوف مع الثورة المضادة من قبل البعض ومع الانقلاب و الانقلابيين …  مثلما هو الشأن حاليا في مصر وتونس وبعض دول» الربيع العربي» …

في نفس السياق اعتبر السيد نبيل خوري مدير التدريب والتحرير في معهد الصحافة للحرب والسلام البريطاني في كلمته أن «المشهد الإعلامي العربي بعد ثورات الربيع العربي وخاصة في تونس ومصر طموح لكن يشوبه الكثير من الخلط « ..

وأشار إلى أن «المشهد الصحافي هو مرآة للمشهد السياسي لأن ما يجري على الساحة السياسية ينعكس على القطاع الإعلامي.. بما يؤكد حاجته إلى إصلاحات جذرية».

الاعلام المصري «في قفص الاتهام» ؟

وكانت الورشة الأولى للملتقى عن الإعلام المصري ودوره قبل ثورة  25 جانفي  2011  و بعدها .. وبصفة خاصة دوره الإعلامي والسياسي بين المهنية والانحياز قبل مظاهرات 30 جوان  2013  و إزاحة الجيش للرئيس محمد مرسي ..والخلافات بين» أنصار الانقلاب العسكري ومعارضيه «..

وقد كشفت كلمات الاعلاميين المصريين الأربعة  المشاركين في الملتقى ثم تدخلات الاعلاميين والمثقفين التونسيين في هذه الورشة التي أدارها الجامعي  و الاعلامي كمال بن يونس عمق التناقضات التي تشق المهنيين والسياسيين في تقييم دور الاعلام بعد المستجدات العسكرية و الأمنية  و السياسية الاخيرة في مصر..» وخاصة بعد انقلاب 3 جويلية «.

وقد اتهم الخبير زين العابدين توفيق الإعلامي بقناة الجزيرة ومقدم برامج حوارية بقناة «البي بي سي» سابقا « قطاعا كبيرا من وسائل الاعلام الخاصة والحكومية المصرية بالمساهمة في الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي وعلى ارادة الشعب المصري الذي شارك في 3 انتخابات واستفتاءات تعددية شفافة هي الاولى من نوعها في تاريخ مصر ..»

وانتقد زين العابدين توفيق والإعلامي خليل فهمي رئيس تحرير تلفزيون «الأهرام « و المدير السابق لمكتبي بي بي سي و سكاي نيوز في القاهرة  ما وصفاه بانحياز كثير من وسائل الاعلام المصرية وتقصيرها في تغطية بعض الأخبار والإحداث المهمة في مصر ما بعد 3 جويلية من بينها « القمع الدموي لمئات الآلاف من المعتصمين السلميين في ميادين رابعة العدوية والنهضة ورمسيس ..»

كما اعتبر زين العابدين توفيق أن « المشهد الإعلامي غير المتوازن في مصر وكذلك في تونس لم ينتج فجأة بل كان متواجدا منذ العهدين السابقين لنظامي البلدين بسبب تورط كثير من الإعلاميين في تزييف الحقائق ..لفائدة جهات سياسية عديدة من بينها الأنظمة السياسية الاستبدادية وحلفائها..»

و في مداخلته أكّد الإعلامي خليل فهمي أن الإعلام في مصر عرف عدة  تطورات خطيرة « فبعد أن كان في السابق يتم عرض الإعلام على أساس سلطة بلا مسؤولية أصبح اليوم سلطة بلا محاسبة.»

و أورد خليل فهمي «إن الحرية في الإعلام بعد الثورات العربية فُسّرت في بعض الدول من بينها مصر على أنها انفلات في حين أن الحرية تبدأ من حيث يبدأ الصحافي بمنع نفسه عن إيذاء الآخرين والإعلام يجب أن يمارس هذا النوع من الحرية، وبالنسبة إلى الإعلام المصري هناك من اتخذ هذا التّمشي وهناك من لم يستعمله.»

اعتراف بالثغرات والنقائص

وقد اعترف الإعلاميون المصريون والتونسيون المشاركون في هذا الملتقى الحواري بوجود ضعف فادح في المنتوج الإعلامي و الاخباري في مصر وتونس… وفسروه بعوامل عديدة من بينها ضعف التكوين و كثرة المتدخلين في المشهد..و الاستقطاب السياسي وتأثير المال السياسي..

كما أكد الإعلامي في قناة الجزيرة زين العابدين توفيق على وجود ضعف فادح في تكوين الإعلاميين المصريين ناجم عن ضعف مناهج التعليم والتكوين في المجال.

واعتبر عمرو الكحكي صاحب قنوات « النهار» المصرية ان المسؤول عن وضع قواعد الإعلام هي الهيئات التعديلية  و المنظمة و الممثلة للقطاع، لكن الأهم هو وضع تصور للمناهج العلمية والتركيز على التعليم والتكوين المستمر. واعترف بوجود اخطاء خطيرة وتجاوزات في مختلف وسائل الإعلام المصرية أوعزها لضعف تكوين الصحافيين وبروز ظاهرة الانفلات الاعلامي وحدة التجاذبات السياسية وعدم وجود مرجعية تعدلية وقانونية تنظم القطاع..

وأشار إلى وجود خصوصيات وتمايز بين المؤسسات التلفزية والإعلامية المصرية، خصوصا بالنسبة للقطاع الخاص والقنوات الاخبارية التي غالبا ما توجه سياستها التحريرية « تحت ضغوطات المعلنين والممولين «..

وانتقد الاعلاميان خليل فهمي وزين العابدين توفيق «غلق بعض وسائل الاعلام المصرية ومضايقة بعض المؤسسات الاعلامية الاجنبية في مصر ما بعد 3 جويلية ..و عدم اتاحة نفس القدر من الأهمية والظهور الاعلامي والتغطية لكل الأحزاب..مع توريط اعلاميين في المعارك السياسية والحزبية ..والمواقف من الاخوان الملسمين والقيادة العسكرية العليا ..»

لكن عمرو الكحكي اعترض قائلا :» لا يعقل اعطاء نفس المساحة الإعلامية لحزب كبير يمثل شريحة كبرى من المواطنين وحزب صغير غير معروف..»

وحول المواقف المتباينة من التغطية الإعلامية للقنوات الإعلامية المصرية «ما بعد انقلاب 3 جويلية «وما نتج عنها من غلق لمؤسسات اعلامية واعتقال صحفيين»، قال الكحكي:» انا ضد الإغلاق..كل شيء سيأخذ وقته والمنظومة الإعلامية الجديدة ستطهر نفسها بنفسها.. مع رفض كل الظواهر السيئة والسلبية التي تشوه المشهد الإعلامي».

وقال ايضا:» نريد مهنة نظيفة لكن مع مرور الزمن سيتحقق ذلك..لا نريد القفز الى النتائج بسرعة..رغم بعض الثغرات ..»

التوازن بين المهنية والموقف السياسي

إلا ان الإعلامي والجامعي البريطاني المصري د.فؤاد عبد الرازق ـ المدير السابق في بي بي سي ـ اعتبر أن «دور الإعلام في المرحلة المقبلة هو تحقيق حد ادني من التوازن بين المهنية والموقف السياسي الشخصي الذي لا يمكن تجاهله مهما حاول الاعلامي ان يكون محايدا وبعيدا عن كل اشكال الانحياز».. .

واعتبر أن « المشهد الإعلامي المصري يتميز بوجود ضبابية وحالة من الاستقطاب الشديد لكل صحافي أو ناشط سياسي.. «

و أضاف» ما حدث بعد ثورة 25 يناير2011   أن المشهد الإعلامي اتسم بالضبابية وعدم الوضوح، والخلط بين المفاهيم في ذهن الصحافي… في المقابل فان الناشط السياسي القى بالمسؤولية الشديدة للصحفي..»

واعتبر عبد الرازق أن :» المشكل في كون من يحاول اخذ المنحى الوسطي تعترضه صعوبات مهنية ومادية وسياسية كثيرة ..»

تضليل الرأي العام ؟

وقد تركز النقاش العام اساسا حول مدى تورط الإعلام المصري بوجه عام» في تضليل الرأي العام المصري والعالمي «..

وقد اتهم عدد من المتدخلين الاعلام المصري بعد 3 جويلية « بالانحياز لصالح طرف معين في ما يتعلق بالأزمة السياسية المصرية»..

و ذهب بعض الحضور الى اتهام بعض الإعلاميين المصريين الكبار» بالتورط في الدعم والمساندة المفضوحة للإنقلاب العسكري والإنقلابيين ولقوات الشرطة التي قمعت المتظاهرين سلميا وقتلت منهم المئات «..

وتساءل بعض المتدخلين عن الاسباب التي جعلت بعض المؤسسات الإعلامية المصرية الخاصة تشارك في تعبئة الشارع و الرأي العام « لصالح الانقلابيين و التفويض الشعبي للجيش المصري بقمع المظاهرات…لكنها لم تغط فض الاعتصامات السلمية بالقوة.»

دورالمجتمع المدني ؟

ومن بين المتدخلين البارزين في الندوة السياسية والحقوقية بشرى بلحاج حميدة التي أوردت تعقيبا على احد المحاضرين المصريين أنها ضد مقولة الانضباط قبل الحرية في الممارسة الإعلامية، «لأنها تفتتح الباب أمام عودة القمع والتضييق الإعلامي.. عوض تفعيل دور المجتمع المدني.. «

وتساءلت:» لماذا لا نتحدث عن الصحافيين الذين كانوا من بين الموالين لنظام مبارك و أصبحوا موالين لمرسي والاخوان المسلمين بعد الثورة ثم تطوروا الى مساندين للانقلاب»؟؟..

ولاحظ عبد الرؤوف بالي رئيس جمعية الصحافيين الشبان وجود نقاط مشتركة بين الإعلام المصري والإعلام التونسي من حيث انقسام المشهد وتصنيف الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية بين موالاة ومعارضة، وتلوث القطاع بالدخلاء، والتمويل الفاسد…وتساءل :»كيف يمكن للإعلام المصري الحفاظ على الحيادية في مناخ غير سليم ماديا وامنيا واقتصاديا؟».

و في رده على بعض التساؤلات اعترف الكحكي صاحب قنوات النهار التلفزية المصرية بوجود اعلاميين منافقين كانوا يسبون مرسي ثم انقلبوا ليمدحوه بعد فوزه بالرئاسة.

وقال: «المشهد الإعلامي المصري مشوه ودعائي وطالما انه موجود سيظل لدينا الاعلام الرديء المتلون.»

وشدد على أن الرأسمال مؤثر في الشارع والسلطة وفي اخذ القرار، لكن المهم في الأمر هو تنظيم المهنة ..حتى لا يتحكم راس المال في الخط التحريري للمؤسسات الإعلامية ..ودعا الكحكي الى تنويع «البرامج التدريبية للصحافيين الذين لم تتح لهم فرص تكوين علمي وتدريب مستمر ليستوعبوا قواعد المهنة الصحافية .. .».

في تونس : انقسام في تقييم حيادية الاعلام

وقد تم التمهيد للحوار بعرض تقرير تلفزي مصور عن رأي عينة من الشارع التونسي في الإعلام.. فكانت الاجابات متباينة تعكس تنوع المشهد السياسي..

و أكد السيد صلاح الدين الجورشي على التنوع في التعامل مع المشهد الاعلامي. و لاحظ أن التونسيين منقسمون في موقفهم من الاعلام : هناك من يدافع عن عموم الاعلاميين و قد يلومهم في بعض الجوانب مع الاقرار بأنه و لأول مرة تأسست في تونس حالة من التعاطي بين جزء هام من الرأي عام التونسي و وسائل الإعلام الوطنية ..

و أوضح ان قناة الجزيرة مثلا تقهقرت نسبة متابعتها بعد الثورة لتحتل المرتبة 12 و «فرانس 24» التي تراجع عدد مشاهديها من تونس بشكل ملحوظ…»لان الإعلام الوطني التونسي اصبح المصدر الأساسي للأخبار…»

وتحدث الجورشي عن وجود  شك وحيرة وقلق تجاه مصير حرية الإعلام في تونس،قائلا: «المؤكد بأن الإعلام اصبح مؤثرا في صنع السياسات وفي التأثير على اصحاب القرار من عهد محمد الغنوشي الوزير الأول في الحكومة الانتقالية الأولى، و أصبح المسؤول السياسي في حالة صراع مع المؤسسات الاعلامية والأمر يتفاوت من حكومة لأخرى حتى وصلت المواجهة لأقصاها بين حركة النهضة والوسط الإعلامي.»

ويرى الجورشي ان «المشهد الاعلامي التونسي اصبح في قلب التأثير السياسي و الرأي العام .. و أصبح له تأثيره بل هو يربك اصحاب القرار»، معتبرا ذلك مؤشرا صحيا وايجابيا علينا ّأن ننطلق منه ونطوره».

وخلص الى أن «الكل يقر ان المشهد الإعلامي مضطرب و يعاني من ثغرات رئيسية آن الأوان ان يصارح الاعلاميون انفسهم:» هل هم احرار في المطلق وهل لهم ضوابط، كيف يمكن للإعلامي ان يحافظ على دوره دون ان يسقط في فخ الانحياز؟

ولاحظ الجورشي ان هناك رابط عضوي بين التمويل وبين مستقبل حرية الإعلام، مشيرا الى انه «من حق الصحفي ان يكون له مواقف سياسي لكن عليه ان يدرك ان الولاء السياسي تترتب عنه مخاطر وثمن يجب دفعه «.

في المقابل اعتبرت الجامعية والإعلامية جنات بن عبد الله ان «المشهد الإعلامي قبل الثورة وبعدها لا يحتكم الى الحرفية والمهنية .. وهذا ما سبب الفراغ القانوني الذي كان متعمدا خاصة في ما يتعلق بالتراخيص لإذاعات الخاصة .»

واعتبرت بن عبد الله أن الفراغ القانوني والتنوع لا يمكن أن يخدم الحيادية والمهنية ولا المصلحة الوطنية ..

ورغم انها وصفت الإعلام التونسي ب»السلطة الأولى»..الا انها اقرت بغياب عنصري «الموضوعية والحرفية». وتساءلت : «هل يستجيب المرسومان 115 و116  المنظمان للإعلام في تونس لمتطلبات المرحلة؟ و هل يتم تطبيقهما او احترامهما»؟.

قطاع مشتت و مهمش؟

بدوره اعتبر السيد عبد الرؤوف بالي الصحافي ورئيس جمعية الصحافيين الشبان أن اغلب الصحافيين انساقوا في الجدل السياسي الدائر وابتعدوا عن المهنية والحيادية ..محملا المسؤولية لوسائل الإعلام..ملاحظا أن القطاع ما يزال مشتتا و مهمشا. .. والصحافيون خاصة الشبان منهم «لا يزالون غير قادرين على ان يكونوا فاعلين ..بالرغم من كون الرأي العام دائما ما يحملهم المسؤولية».

وعرّج إلى مشكل تمويل المؤسسات الإعلامية مشيرا الى أن عددا من وسائل الإعلام يتحكم فيها رجال أعمال عن طريق الاشهار…بما يؤثر على حياديتها و استقلالتيها …

الاعلام في معمعة التجاذبات السياسية

وردا على تساؤل حول حيادية الاعلام وضغوطات اصحاب الاجندات السياسية و المالية التي تحاول ان توظف القطاع والعاملين فيه، قال الإعلامي زياد الهاني رئيس منظمة الدفاع عن حقوق الصحافيين أن الإعلام « سلطة من نوع خاص.. سلطة رأي عام مستهدفة من السلط الأخرى تحاول ان يكون لها نصيب من التأثير على الرأي العام خاصة منها التشريعية والتنفيذية».. متسائلا :» كيف نحافظ على الاستقلالية من التجاذبات السياسية؟ موضحا أن سلطة الاعلاميين والإعلام ليست معزولة عن الواقع السياسي بل تعمل في قلب السياسية..مهما احترمت من قواعد المهنة…

واعتبر أن «اليوم في تونس بقطع النظر عن التقييمات هناك حديث عن مكسب حرية الإعلام، معترفا بوجود تجاوزات مهنية لكن يجب التعاطي معها ضمن هياكل وأطر تعديلية تضم مهنيين تهدف إلى الارتقاء بالمهنة وليس لوضع اليد عليها لو تطلب ذلك الردع.»

ومن وجهة نظره الإعلام ليس حزمة واحدة، فالإعلام الخاص والحزبي « من حقه خدمة أجندا خاصة بها، لكنه مطالب باحترام اخلاقيات المهنة…» ملاحظا أن الإعلام العمومي من المفروض ان يكون منفتحا على للجميع، وعلى كل القطاعات وفعاليات المجتمع..

كما يرى ان الهيئة التعديلية المستقلة للسمعي البصري التي  رأت النور منذ أسابيع قليلة عاجزة عن الحفاظ على قواعد المهنة و أخلاقياتها مسلط عليها ضغط كبير واستحقاقات أكبر «..

انعكاسات السياسة على الإعلام

وردا على تساؤل حول المخاطر التي تهدد الساحة الإعلامية التونسية عبر الجامعي السيد جمال الزرن عن تفاؤله بما قام به الإعلام التونسي وما سيقوم به، واعتبر ان الانتقال الديمقراطي لا يمكن ان ينجح دون مشاركة الجميع في التعبير عن آرائهم بـصفة حرة وعلنية…

ولاحظ الزرن أن الإشكال في ملف الإعلام التونسي عدم وجود قانون جديد يؤطر الوظائف الجديدة للإعلام بعد الثورة، وقال :» اخلاقيات الإعلام من اخلاقيات السياسيين لو بنينا نخبة سياسية ديمقراطية سيكون لنا نخبة اعلامية ديمقراطية».

واعتبر الزرن ان «التجاذب الحاصل اليوم في الشأن السياسي ينعكس ضرورة في المشهد الإعلامي، لكنه لا يحمل الإعلامي وحده مسؤولية كل التجاذبات السياسية.»

أما الاستاذ الحبيب بوعجيلة مدير الأخبار بقناة المتوسط  فقد علق على تساؤل حول حدود اخضاع الصحافي لضوابط ومرجعيات بقوله: «إن من بين المغالطات أن الإعلامي يقدم نفسه كرجل أخبار.. لكن الإعلام ليس مجرد إخبار بل هو مؤسسات صناعة رأي.. فتعبير الإعلامي عن موقف يصنع موقفا.»

و يرى ان الإعلام هو سلطة السلط وأن السؤال الرئيسي اليوم الذي يجب ان يطرح هو حدود حرية الإعلام وطبيعة الوسائل التي يختارها في تشكل المستهلكين هل هي مطلقة أو مقيدة؟

و لاحظ أن الدول الحديثة ميزت بين حرية التعبير وحرية التفكير، بمعنى أن حرية رجل الإعلام لها حدود في حرية التصرف في المستهلكين. وتساءل: هل هناك حقيقة أصلا؟ وهل المطلوب أن يقول الاعلامي الحقيقة؟ وأي حقيقة يقولها الإعلامي في هذه المرحلة المليئة بالتجاذبات..؟؟

و اعتبر الاستاذ الحبيب بوعجيلة أن « الحقيقة لها عدة أوجه والإعلامي يجب ان يقبل مناقشة الحقوقي والسياسي ورجل الدين.. معتبرا أن القضية ليست في وجود مهنيين فأحسن الكذابين أحسنهم مهنية»..

 

أخبار, البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on في ندوة فكرية بعنوان “أي دولة لتونس الثورة” : إقرار بأهمية إعادة بناء و تنظيم دولة ما بعد الثورة حتى لا تضيع الديمقراطية

في ندوة فكرية بعنوان “أي دولة لتونس الثورة” : إقرار بأهمية إعادة بناء و تنظيم دولة ما بعد الثورة حتى لا تضيع الديمقراطية

متابعة :

منية العيادي+ عزيزة بن عمر

 

نظمت رابطة تونس للثقافة و التعدد بالتعاون مع مؤسسة هانس سيدل الألمانية بتونس اليوم 14 ديسمبر 2019، ندوة فكرية بعنوان “أي دولة لتونس الثورة” .

و أثث الندوة عدد من الباحثين و المفكرين منهم الدكاترة أحميدة النيفر و زيد الديلمي و عبد اللطيف الهرماسي و الأستاذ زهير إسماعيل كما شارك في الندوة مجموعة من السياسيين و نشطاء من المجتمع المدني و منهم عبد الحميد الجلاصي و طارق الكحلاوي و رضا المكي و العياشي الهمامي .

و تناول أحميدة النيفر رئيس رابطة تونس للثقافة و التعدد، في مداخلته موضوع الدولة في العالم العربي و ما تخوضه المنطقة العربية من صراعات تحتم التفكير في توفير مناخ تفاعلي عوض المناخ الصدامي الذي تعيشه شعوب المنطقة و المراهنة في ذلك على القامات الفكرية و ما تقدمه من أفكار و رؤى للخروج من حالة التصادم تلك و جعلها قوة قادرة على تقديم البدائل.

و قدم الدكتور عبد اللطيف الهرماسي رؤية سوسيولوجية حول “الدولة و إشكاليات الثورة و الانتقال الديمقراطي” حيث اعتبر أن الحديث عن الدولة يعني الحديث عن المجتمع الذي تؤديه و تديره و تحكمه سلطة الدولة و مؤسساتها.

و تساءل الهرماسي عما إذا كانت الثورة هي ثورة المجتمع على الدولة و نظامها أم ثورة الدولة على المجتمع أم هي ثورة داخل المجتمع ذاته و تمس العلاقات بين مكوناته و بالتالي هل أن الانتقال الديمقراطي يقتصر على علاقة السياسة بالمجتمع أم يشمل دمقرطة العلاقات الاجتماعية .

كما أقر الهرماسي أن الاستفهامات و التساؤلات مازالت تطرح إلى اليوم حول ما إذا كنا نستطيع أن نطلق على ما حصل في تونس ثورة أم لا مضيفا أن الثورة أصبحت موضوعا للتوظيف السياسي و أن البلاد بعد 14 جانفي عادت إلى الوراء.

و قدم الأستاذ زهير إسماعيل رؤية نقدية حول “الانتقال الديمقراطي و الدولة الممكنة” حيث أقر بانّه لا توجد ثورة يأتي بعدها الرفاه الاجتماعي فكل الثورات كانت وراءها كوارث اقتصادية و إجتماعية داعيا إلى ضرورة رأب الصدع الاجتماعي عبر ما يسمى بالتنمية المحلية المستدامة و رأي الصدع الهووي ببناء مشترك وطني يجمع الفرقاء .

و أضاف أن الشعب التونسي كان يعيش داخل دولة قوية و صماء بينما أتاحت الثورة لهذا الشعب أن يتحدث و يعبر عن مشاغله و يطالب بحقوقه مؤكدا على أن الحرية هي مضاد حيوي لكل ماهو سيّء .

و شدد الناشط السياسي العياشي الهمامي على  أن الديمقراطية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحقوق الاجتماعية و الاقتصادية و الحق في التشغيل و التنمية .

و أضاف أن الأطراف السياسية اليوم بعيدة كل البعد عن مشاغل الشعب و همها التكتيكات السياسية لضمان وصولها أو بقائها في الحكم.

 

 

 

أخبار, البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on الحدث في تونس : المؤتمر الأول للاتحاد الإفريقي الآسيوي للتكوين المهني و التقني

الحدث في تونس : المؤتمر الأول للاتحاد الإفريقي الآسيوي للتكوين المهني و التقني

لأول مرة ستحتض تونس قريبا أشغال المؤتمر الأول للاتحاد الإفريقي الآسيوي للتكوين المهني والتقني بمشاركة شخصيات و منظمات دولية من افريقيا و آسيا تحديدا .
و سيتم خلال هذا المؤتمر الأول للاتحاد الإفريقي الآسيوي للتكوين المهني والتقني الاعلان عن أحداث مكتب تونس الذي يضم كفاءات تونسية وخبرات عالية. وهو اول مولود للاتحاد بعد التأسيس.
و ينعقد هذا المؤتمر الأول للاتحاد الإفريقي الآسيوي للتكوين المهني والتقني بتونس ضمن فعاليات الملتقى الإفريقي الآسيوي للتعاون والشراكة الذي ينتظر انعقاده تحت سامي إشراف سيادة رئيس الجمهورية من 18 إلى 22 ديسمبر الجاري بفندق بلاص قمرت تونس.
كما ينتظر حضور عدد من السلك الدبلوماسي وممثلين عن السفارات الإفريقية والآسيوية إلى جانب عدد من مؤسسات وهياكل قطاع التكوين المهني والتقني في القطاعين العام والخاص وممثلين عن المجتمع المدني على المستوى الإفريقي العربي والاسيوي .
المكتب الإعلامي محمد صالح بنحامد
ملاحظة : للاستفسار ومزيد الإرشادات يرجى الاتصال بلجنة التنظيم على الأرقام التالية :
السيد نزار : 26266496
السيدة حنان: 23920233
السيد محمد : 98282404
أخبار, البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on هزيمة اليسار في الانتخابات الأخيرة.. نهاية تنظيم أم نهاية جيل ؟

هزيمة اليسار في الانتخابات الأخيرة.. نهاية تنظيم أم نهاية جيل ؟

منية العيادي

 

بعد الهزيمة الثقيلة التي مُنيت بها الأحزاب اليسارية في تونس في الانتخابات الرئاسية و التشريعية 2019، و فشل الجبهة الشعبية في الحفاظ على وحدة صفها و دخولها السباق الانتخابي في حالة انشقاق و تفكك صار الحديث بإسهاب عن نهاية اليسار و نهاية قياداته  .

فقد فقدت الجبهة الشعبية النجاح الذي حققته سنة 2014 بفوزها بـ 15 مقعداً ليقتصر حضورها في البرلمان الجديد على مقعدين و هو ما مثل نهاية اليسار التونسي في تعبيراته السياسية-الحزبية المنخرطة في معارك الانتخابات و البرلمان  .

هزيمة اليسار .. نهاية جيل ؟

عقدت جمعية “نشاز” مؤخرا لقاء حواريا بفضاء التياترو بالمشتل تحت عنوان “اليسار بعد الهزيمة .. نهاية جيل ؟” في إشارة واضحة إلى أن انتخابات 2019 كانت بمثابة لحظة الحقيقة و الدّليل القاطع على عجز جيل بأكمله على تمثيل اليسار .

و شارك في النقاش الحواري شباب يمثلون الجيل الجديد من اليسار و منهم سمر التليلي و هي أستاذة فرنسية و ناشطة في المجتمع المدني و الباحث الجامعي و الناشط في المجتمع المدني مالك الصغيري و الباحث في علم الاجتماع السياسي محمد سليم بن يوسف إضافة إلى عدد من قيادات اليسار .

و عرضت سمر التليلي أهم الأسباب التي جعلت الأحزاب اليسارية عاجزة عن إحداث التغيير و التي جعلت جزءا من الشباب الذي يؤمن بالتنظيم يخرج من هذا التنظيم و يذهب لدى تنظيمات قريبة منه في الأفكار و الرؤى مثل التيار الديمقراطي و حركة الشعب أو أن يخير الخروج النهائي من هذا التنظيم.

و أرجعت هزيمة ما أسمته اليسار “القديم” إلى ابتعاده عن الواقع و عن المطالب الواقعية للشعب و تخلفه عن المعارك و الحركات الاحتجاجية الشعبية الهامة و من أبرزها أحداث الكامور التي رفع فيها شعار تأميم الثروات، و إلى حالة التشتت و الانقسام التي عرفها معتبرة أن أغلب التناقضات لم تكن تناقضات جوهرية مبنية على اختلاف الرؤى بل كانت متعلقة بخلافات تنظيمية أو ترتيبية.

Résultat de recherche d'images pour "‫سمر تليلي‬‎"

و تساءلت سمر التليلي عما إذا كانت التنظيمات اليسارية اليوم بشكلها القديم قادرة على استقطاب الطاقات الشبابية موضحة أن اليسار الجديد هو يسار تجاوزي نقدي يحاول أن يخلق البدائل و الحلول للتخلص من أسباب الأزمة التي خلفها يسار الجيل القديم .

كما أضافت أننا لا نستطيع فعلا اعتماد هزيمة الانتخابات التشريعية و الرئاسية الأخيرة للجبهة الشعبية للإعلان عن نهاية جيل كامل من اليسار أو كمقياس لتقييم اليسار .

 

من جانبه اعتبر محمد سليم بن يوسف أن الخسارة الأخيرة لقوى اليسار في الانتخابات خلقت مناخا من الهلع مشددا على أن خسارته يجب أن تكون محفزا لاستيعاب الدرس و منطلقا للتقييم .

و أضاف أن اليسار كفكر “لا يمكن أن يموت” مضيفا أن النجاح في الانتخابات و التمثيل السياسي للتنظيم ليس شرطا لوجوده مشيرا إلى أن اليسار منتشر كفكر قبل أن يكون كتنظيم و أن تشكيلات الجبهة الشعبية و المسار و الحزب الاشتراكي و القطب و غيرها هي من منيت بالهزيمة في الانتخابات الأخيرة و ليس اليسار  .

و أرجع محمد سليم بن يوسف هزيمة اليسار الأخيرة إلى طريقة طرح التنظيم لأفكاره في الفترة الأخيرة و التباين في سلوكه السياسي و عدم تحديد مواقفه الرسمية من بعض القضايا إضافة إلى الأزمات المتتالية التي عرفها هذا التنظيم مشيرا إلى أن القدرة التعبيئية لأحزاب اليسار كانت ضعيفة جدا مقارنة بسنة 2014 إضافة إلى الظهور الباهت في الشارع و أثناء الحركات الاحتجاجية الشعبية في السنوات الثلاثة الأخيرة.

كما أشار إلى الانعدام شبه الكلي لمناضلي و مناضلات اليسار من الشباب في الحملات الانتخابية لتوزيع المناشير المتعلقة ببرنامج الجبهة الشعبية مرجعا ذلك إلى تغيّر فكرة الالتحام بالشعب لدى أحزاب اليسار و ابتعادها عن القضايا الاجتماعية الكبرى .

 

و ذكر الباحث مالك الصغيري أن اليسار الذي كانت له نضالات كثيرة منذ فترة ما قبل الثورة و عاش عديد الاضرابات النضالية و تصدى لأساليب النظام بجرأة جعلته موضوع استقطاب دمره أمراء الحرب الذين دمروا أيضا اتحاد طلبة تونس منذ سنين بنفس الطريقة ، ماكينة التشويه و الشيطنة التي تعرض لها عديد القياديين و عديد المنخرطين في الحركة الطلابية الشبابية التي لعبت دورا كبيرا في اندلاع الشرارة الأولى للثورة .

L’image contient peut-être : 1 personne

و اعتبر الصغيري أن اليسار اليوم عاجز على أن انتهاج مسار قوي و تجديد خطابه و آلية عمله ولّد خسارته لموقعه في الحياة السياسية، بينما أتيحت له فرص عديدة لم يتمكن من استغلالها.

 

اليسار موجود و لم ينتهِ

رغم أن عديد المراقبين للشأن السياسي راهنوا على استحالة عودة الأحزاب اليسارية و إعلنوا موتها نهائيا بعد الهزيمة الكبرى في الانتخابات، فإن عديد القيادات الشبابية اليسارية تؤكد أن اليسار لا يزال يمثل قوة كبيرة في تونس و أن من انتهى هو اليسار التقليدي بينما اليوم يُؤَسَس لجيل جديد من اليسار.

و يشدد هذا الجيل الجديد من اليساريين على أن اليسار موجود كفكر في الساحات و منظمات المجتمع المدني للشغل و لا يمكن أن يندثر، لكنه سوف يتجدد حتى يتكيف مع الواقع. 

من جهة أخرى فإن الأحزاب اليسارية تنكب حالياً على القيام بمراجعات و تقييمات تعيد تمركزها من جديد في الحياة السياسية.

و ترى قيادات من أحزاب اليسار المنشقة عن الجبهة الشعبية أن العمل المشترك لا يزال قائماً في انتظار أن تتضح الرؤية وفق الواقع الجديد كما شددت على العمل على إعادة بنائه التنظيمي و إبراز مشروعه السياسي كحزب قومي عربي و حدوي” خاصة بعد السقوط في الانتخابات بسبب دخول هذه الأحزاب مشتتة .
كما تشدد قيادات اليسار على ضرورة التفكير في تطوير أساليب العمل و المشاريع و البحث عن الأدوات الحقيقية لمواصلة المسار السياسي، و ضرورة فتح باب الحوار و النقاشبين كافة الأطراف السياسية
لبناء رؤية جديدة يتم في ضوئها بناء التحالفات المقبلة.

الانشقاقات و حرب الزعامات .. سبب الهزيمة

دخل اليسار الانتخابات الأخيرة في حالة من الانشقاق و التفكّك، هي الأسوأ منذ تشكلّ الائتلاف الانتخابي الجبهة الشعبية سنة 2012 حيث تفجرت الخلافات في الجبهة الشعبية، منذ مارس الماضي، عندما قررت اللجنة المركزية لحزب “الوطد” اقتراح القيادي منجي الرحوي، مرشحاً للانتخابات الرئاسية، في وقت كان فيه الاتجاه يسير نحو تجديد ترشيح حمة الهمامي.

Résultat de recherche d'images pour "‫منجي الرحوي و حمة الهمامي‬‎"

و تطورت بسرعة الأزمة الداخلية في صلب الجبهة لينتج عنها حل الكتلة البرلمانية وانسحاب كلّ من حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد ورابطة اليسار العمالي وليعلن فيما بعد تسعة نواب -أغلبهم من حزب الوطد الموحد ورابطة اليسار العمالي- تشكيل كتلة برلمانية تحمل الاسم ذاته “كتلة الجبهة الشعبية” ما أنتج صراعاً قانونياً حول الملكية القانونية لتسمية الجبهة والشعار الانتخابي.

و فشلت الجبهة الشعبية في الحفاظ على وحدة صفّها، بعد انقسام أبرز مكوناتها إلى شقين (حزب الوطنيين الديمقراطيين، ورابطة اليسار من جهة، وحزب العمّال بقيادة حمة الهمامي وحلفائه من جهة ثانية)، وانخراطهم في صراع قانوني حول الملكية القانونية لهذا التكتلّ و شعاره الانتخابي.

فقد أعلن حزب “الطليعة العربي الديمقراطي” (أحد مكونات الجبهة الشعبية) عن “انتهاء هذا التكتل اليساري بالصيغة التي تأسس بها، وبالتوازنات التي قام عليها، والآفاق التي رسمت له، وحتى بالمعاني التي انطوت عليها أرضيته السياسية”.

في هذا السياق ذاته، اتهمت الجبهة الشعبية “شق حمة الهمامي” حزب الوطنيين الديمقراطيين (الوطد) بـ”تفكيك الكتلة أوّلا ثم افتكاك الجبهة ورمزها الانتخابي”.

وذلك من خلال تأسيس حزب يحوّل الجبهة الشعبية من ائتلاف انتخابي في شكل أحزاب إلى ائتلاف حزبي، يضمّ حزب الوطد الموحّد ومنسّق رابطة اليسار العمالي وحزب “الطليعة العربي الديمقراطي”.

 

 

 

 

و تعمل الأحزاب اليسارية حاليا على البحث عن حلول من أجل تدارك الوضع و تطويق هزيمتها المدوية في الانتخابات الأخيرة، فهل ستقدر على التعافي و تكوين قوة يسارية مجددا لها وزنها على الساحة السياسية التونسية ؟ أم أنه قريبا ستعلن نهاية جيل الزعامات القديمة و التأسيس لجيل جديد ؟

 

 

Uncategorized, ندوات ودراسات 0 comments on تونس.. سياسيون و خبراء يطالبون برفع سقف الخطاب ضد الاحتلال

تونس.. سياسيون و خبراء يطالبون برفع سقف الخطاب ضد الاحتلال

أكد سياسيون و ديبلوماسيون عرب و فلسطينيون على إيجابية رفع كبار المسؤولين في تونس و الدول المغاربية و العربية سقف الخطاب و التمسك بحق شعب فلسطين في التحرر و بناء دولة مستقلة عاصمتها القدس و معارضة قرارات الإدارات الأمريكية الاستفزازية الجديدة و من بينها نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة و اعتبار الجولان السوري أرضا تابعة لإسرائيل.

جاء ذلك في ملتقى حواري نظمته التنسيقية التونسية لمساندة الشعب الفلسطيني ومؤسسة ابن رشد للدراسات الاستراتيجية و جمعية البناء المغاربي أمس الإثنين 4 تشرين ثاني (نوفمبر) الجاري بمناسبة مرور قرن على وعد “اللورد البريطاني بلفور”، الذي فتح باب تأسيس دولة يهودية في فلسطين، واتفاق سايكس بيكو البريطاني الفرنسي الذي قسم دول المشرق العربي الإسلامي وتركة الإمبراطورية العثمانية إلى دويلات تابعة لفرنسا وبريطانيا.

و قد شارك في هذا الملتقى، الذي تابعته “عربي21″، بالخضوص السفير الفلسطيني بتونس هايل الفاهوم ونخبة من الخبراء الفلسطينيين بينهم الأساتذة هاني مبارك وسيف الدين الدرين وهشام مصطفى ومطيع كنعان ممثل حركة “فتح” بتونس.

كما شارك من الجانب التونسي بالخصوص الأساتذة عبد اللطيف عبيد الأمين العام المساعد السابق لجامعة الدول العربية ووزير التربية سابقا والسفير محمد الحصايري والخبراء في السياسة الدولية والدراسات الاستراتيجية الأساتذة خليفة شاطر وعمر الماجري والبشير الجويني وكمال بن يونس وعلي اللافي وعبد الرحمان الجامعي، ونخبة من الإعلاميات والإعلاميين .

وقد توقفت المداخلات عند التحديات التي تواجه السياسة الخارجية التونسية بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الجديدة وخاصة بعد تصريحات الرئيس قيس سعيد عن الصراع العربي ـ الإسرائيلي والمطالب الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفتح البعض بالمناسبة ملفات التطبيع والخيانة الوطنية.

إقرأ أيضا: هل مثل فوز قيس سعيد ضربة للتطبيع العربي مع إسرائيل؟

و ربطت الندوة بين الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس واستفحال تبعية أغلب الأنظمة العربية للسياسات الأمريكية في عهد دونالد ترامب في المشرق العربي الإسلامي وإفريقيا، بما في ذلك في ما يتعلق بتشجيع الزحف الإسرائليي إلى دول الساحل والصحراء الإفريقية والدول المغاربية.

و قدمت مداخلة الأستاذ البشير الجويني عرضا علميا موثقا حول الغزو الإعلامي والثقافي الإسرائيلي للدول والمجتمعات العربية بما في ذلك عبر شبكات الإعلام الإلكتروني والمواقع الاجتماعية إلى درجة أن حوالي 60 مليون مواطن عربي أصبحوا يتابعون مواقع الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي .

و توقفت المداخلات وحصة النقاش العام عند سلسلة من التحديات الجديدة في ملف الصراع العربي الإسرائيلي وتلك التي تواجه حركة التحرر الوطني الفلسطينية من بينها دخول بعض الحكومات العربية في شراكات تنسيق أمني وعسكري شامل مع تل أبيب ضد دول ومجموعات سياسية فلسطينية ولبنانية وعربية، بما يكشف ارتباكا واضحا في رسم أولويات الأمن القومي وخلطا بين الخلافات الداخلية الظرفية والمطالب الوطنية المشروعة والدائمة وعلى رأسها انهاء التبعية والاحتلال.

وشملت الورقات وحصة النقاش العام مستجدات ملف التطبيع بين الحكومات العربية والأطراف السياسية مع إسرائيل، وأوصت الندوة بالخصوص بما يلي:

ـ عدم الخلط بين السياسات التي أجبرت عليها السلطات الفلسطينية ومؤسسات الشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وظاهرة “الهرولة” نحو “التطبيع السياسي والاقتصادي الشامل الذي ليس له اي مبرر عربيا” وإن كانت الأطراف والحكومات التي تورطت فيه تخضع لضغوطات أمريكية ودولية .

ـ عدم الخلط بين التطبيع مع سلطات الاحتلال وزيارة الشعب الفلسطيني في مناطق الحكم الذاتي أو تطوير وسائل الشراكة معه ثقافيا للمساهمة في رفع الحصار الاقتصادي والمالي الذي يعاني منه منذ عقود .

ـ الاعتراض على الخلط بين التعامل الثنائي غير المبرر مع سلطات تل أبيب، لا يعني مقاطعة المؤسسات والملتقيات الأممية و الدولية التي يشارك فيها إسرائيليون من داخل الأراضي المحتلة أو يهود من حاملي جنسيات عديدة من بينها جنسيات عربية و أوربية وأمريكية وآسيوية وأخرى إسرائيلية .

ـ حث الإعلاميين والنشطاء العرب و أنصار السلام في العالم على تأسيس شبكات تواصل اجتماعي ووسائل إعلام الكترونية بعدة لغات تنجح في كسب المعركة الإعلامية مع قوى الاستعمار العالمي الجديد بأنواعه و مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية .

ـ دعم الحراك الشبابي والاجتماعي الجديد الذي تشهده عدة دول عربية منذ حوالي عام، من الجزائر والسودان إلى العراق ولبنان و فلسطين وتونس، مع التحذير من توظيف النزعات الثورية للشباب والمتظاهرين من قبل عواصم استعمارية هدفها مزيد إغراق المنطقة في التبعية و التخلف و الفوضى و الصراعات الهامشية .

و جاءت هذه التظاهرة التي تصادف مرور 102 من الأعوام على وعد اللود البريطاني بلفور ليهود العالم بتأسيس دولة لهم على أرض فلسطين و103 أعوام على اتفاق سايكس بيكو البريطاني ـ الفرنسي بعد عامين من ندوة كبيرة نظمتها تنسيقية مساندة الشعب الفلسطيني ومنتدى ابن رشد للدراسات في مقر اتحاد إذاعات الدول العربية بمشاركة عدد من الديبلوماسيين و السياسيين التونسيين و الفلسطينيين و العرب.

ندوات ودراسات 0 comments on ندوة تونسية فلسطينية بمناسبة مائوية وعد بلفور واتفاق سايكس بيكو

ندوة تونسية فلسطينية بمناسبة مائوية وعد بلفور واتفاق سايكس بيكو

السياسة الخارجية بعد الانتخابات و”الثورات الجديدة ” :

ندوة تونسية فلسطينية بمناسبة مائوية وعد بلفور واتفاق سايكس بيكو

– تحذير من انحياز واشنطن وحلفائها لإسرائيل وتجاهل المطالب الوطنية الفلسطينية والعربية

 

نظمت التنسيقية التونسية لمساندة الشعب الفلسطيني ومؤسسة ابن رشد للدراسات الاستراتيجية وجمعية البناء المغاربي يوم 4 نوفمبر 2019 ملتقى حواريا بمناسبة مرور قرن على وعد ” اللورد البريطاني بلفور” ، الذي فتح باب تأسيس دولة يهودية في فلسطين ، واتفاق سايكس بيكو البريطاني الفرنسي الذي قسم دول المشرق العربي الاسلامي وتركة الامبراطورية العثمانية الى دويلات تابعة لفرنسا وبريطانيا.

وقد شارك في هذا الملتقى بالخضوص السفير الفلسطيني بتونس هايل الفاهوم ونخبة من الخبراء الفلسطينيين بينهم الاساتذة هاني مبارك وسيف الدين الدرين وهشام مصطفى ومطيع كنعان ممثل حركة فتح بتونس..

كما شارك من الجانب التونسي بالخصوص الاساتذة عبد اللطيف عبيد الامين العام المساعد السابق لجامعة الدول العربية ووزير التربية سابقا والسفير محمد الحصايري و الخبراء في السياسة الدولية والدراسات الاستراتيجية الاساتذة خليفة شاطر وعمر الماجري والبشير الجويني وكمال بن يونس وعلي اللافي وعبد الرحمان الجامعي..ونخبة من الاعلاميات والاعلاميين .

· وقد توقفت المداخلات عند التحديات التي تواجه السياسة الخارجية التونسية بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الجديدة وخاصة بعد تصريحات الرئيس قيس سعيد عن الصراع العربي الاسرائيلي والمطالب الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفتح البعض بالمناسبة ملفات التطبيع والخيانة الوطنية .

وأكد السفير هايل الفاهوم وأغلب المتدخلين الفلسطينين والتونسيين على ايجابية رفع كبار المسؤولين في تونس والدول المغاربية والعربية سقف الخطاب والتمسك بحق شعب فلسطين في التحرر وبناء دولة مستقلة عاصمتها القدس ومعارضة قرارات الادارات الامريكية الاستفزازية الجديدة ومن بينها نقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس المحتلة واعتبار الجولان السوري أرضا تابعة لاسرائيل ..

· وربطت الندوة بين الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية والقدس واستفحال تبعية اغلب الانظمة العربية للسياسات الامريكية في عهد دونالد ترامب في المشرق العربي الاسلامي وافريقيا ، بما في ذلك فيما يتعلق بتشجيع الزحف الاسرائليي الى دول الساحل والصحراء الافريقية والدول المغاربية .

· وقدمت مداخلة الاستاذ البشير الجويني عرضا علميا موثقا حول الغزو الاعلامي والثقافي الاسرائيلي للدول والمجتمعات العربية بما في ذلك عبر شبكات الاعلام الالكتروني والمواقع الاجتماعية الى درجة ان حوالي 60 مليون مواطن عربي أصبحوا يتابعون مواقع الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي .

Image preview

· وتوقفت المداخلات وحصة النقاش العام عند سلسلة من التحديات الجديدة في ملف الصراع العربي الإسرائيلي وتلك التي تواجه حركة التحرر الوطني الفلسطينية من بينها دخول بعض الحكومات العربية في شراكات تنسيق أمني وعسكري شامل مع تل أبيب ضد دول ومجموعات سياسية فلسطينية ولبنانية وعربية ، بما يكشف ارتباكا واضحا في رسم أولويات الأمن القومي وخلطا بين الخلافات الداخلية الظرفية والمطالب الوطنية المشروعة والدائمة وعلى رأسها انهاء التبعية والاحتلال.

· وشملت الورقات وحصة النقاش العام مستجدات ملف التطبيع بين الحكومات العربية والاطراف السياسية مع اسرائيل ، وأوصت الندوة بالخصوص بما يلي :

Image preview

– عدم الخلط بين السياسات التي اجبرت عليها السلطات الفلسطينية ومؤسسات الشعب الفلسطيني داخل الاراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وظاهرة ” الهرولة ” نحو ” التطبيع السياسي والاقتصادي الشامل الذي ليس له اي مبرر عربيا ” وان كانت الاطراف والحكومات التي تورطت فيه تخضع لضغوطات أمريكية ودولية .

– عدم الخلط بين التطبيع مع سلطات الاحتلال وزيارة الشعب الفلسطيني في مناطق الحكم الذاتي أو تطوير وسائل الشراكة معه ثقافيا للمساهمة في رفع الحصار الاقتصادي والمالي الذي يعاني منه منذ عقود .

– الاعتراض على الخلط بين التعامل الثنائي غير المبررمع سلطات تل أبيب ، لا يعني مقاطعة المؤسسات والملتقيات الأممية والدولية التي يشارك فيها اسرائيليون من داخل الأراضي المحتلة أو يهود من حاملي جنسيات عديدة من بينها جنسيات عربية وأوربية وأمريكية واسيوية وأخرى اسرائيلية .

Image preview

– حث الاعلاميين والنشطاء العرب وانصار السلام في العالم على تأسيس شبكات تواصل اجتماعي ووسائل اعلام الكترونية بعدة لغات تنجح في كسب المعركة الاعلامية مع قوى الاستعمار العالمي الجديد بأنواعه ومع سلطات الاحتلال الاسرائيلية .

– دعم الحراك الشبابي والاجتماعي الجديد التي تشهده عدة دول عربية منذ حوالي عام ، من الجزائر والسودان الى العراق ولبنان وفلسطين وتونس ، مع التحذير من توظيف النزعات الثورية للشباب والمتظاهرين من قبل عواصم استعمارية هدفها مزيد اغراق المنطقة في التبعية والتخلف والفوضى والصراعات الهامشية .

وجاءت هذه التظاهرة التي تصادف مرور 102 عاما على وعد اللود البريطاني بلفور ليهود العالم بتأسيس دولة لهم على ٍأرض فلسطين و103 أعوام على اتفاق سايكس بيكو البريطاني الفرنسي بعد عامين من ندوة كبيرة نظمتها تنسيقية مساندة الشعب الفلسطيني ومنتدى ابن رشد للدراسات في مقر اتحاد اذاعات الدول العربية بمشاركة عدد من الديبلوماسيين والسياسيين التونسيين والفلسطينيين والعرب .

أخبار, البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on بحضور سفراء و خبراء و ضيوف عرب .. ندوة حوارية حول “فلسطين” و مواجهة تحدّيات التطبيع بين اسرائيل و الدول العربية و الافريقية

بحضور سفراء و خبراء و ضيوف عرب .. ندوة حوارية حول “فلسطين” و مواجهة تحدّيات التطبيع بين اسرائيل و الدول العربية و الافريقية

منية العيادي

 

 تزامنا مع الذكرى ال 102 لما يُعرف بـ”وعد بلفور” المشؤوم و متابعة للمستجدات في ملف فلسطين و لتطورات العلاقات بين الدول الافريقية و العربية مع اسرائيل نظمت التنسيقية الاعلامية لمساندة الشعب الفلسطيني و مؤسسة ابن رشد للدراسات الاستراتيجية و مركز البناء المغاربي مساء أمس الاثنين 4 نوفمبر 2019 ندوة حوارية تحت عنوان : “بعد 102 عاما عن وعد بلفور ..فلسطين و التطبيع بين اسرائيل و الدول العربية و الافريقية ” .

و شارك في الندوة من فلسطين سفير فلسطين بتونس هايل الفاهوم و خبراء من بينهم الأستاذ الأكاديمي هاني مبارك و هشام مصطفى ومن تونس السفير السابق محمد الحصايري و الخبير في الشؤون الدولية بشير الجويني  و ممثل جامعة الدول العربية بتونس   عبد اللطيف  .

وعد بلفور و خطة تقسيم المنطقة العربية 

السفير الفلسطيني بتونس هايل الفاهوم اعتبر أن وعد بلفور أتى ضمن خطة استراتيجية متوسطة و طويلة المدى من الدول الاستعمارية لتفتيت المنطقة العربية و فلسطين كانت الضحية المباشرة لخلق قاعدة لتسيير هذه الاستراتيجية الاستعمارية بمراكمة الحروب و تشتيت الشعوب و إحباطها .

و أضاف الفاهوم أن فلسطين كانت في مواجهة استراتيجية شاملة استهدفت بدورها الأمة من المحيط إلى الخليج و حتى الشعوب الافريقية و ذلك في إطار هيمنة الاستعمار غير المباشر بما فيه دولة الاحتلال بوضع برامج و مرجعيات للتحكم في هذه الأنظمة و تهجير هذه المناطق و منعها من الوصول إلى إطار تنموي و جعلها تحت سيطرة القوى الغربية المتحكمة في إدارة شؤون الشعوب و  خياراتها.

و شدد على أن تلك المخططات تنعكس سلبا بدورها على القضية المحورية ” الفلسطينية “ ،من معاهدة بلفور إلى سايكس بيكو إلى الآن، بتغذية النزاعات داخل المنطقة كما هو الحال في الشرق الأوسط وصولا إلى شمال افريقيا بجعل الشعوب تتقاتل فيما بينها .

و قال إن القضية الفلسطينية هي قضية “حق” و الشعب الفلسطيني برغم معاناته و آلامه التي عاشها و يعيشها إلى اليوم مازال يدافع عن ذلك الحق بصمود أسطوري من خلال تثبيت هويته الوطنية تاريخيا و جغرافيا و إفشال المشروع الصهيوني في محاولات طمسها .

اسرائيل و التطبيع الرقمي

الباحث في العلاقات الدولية بشير الجويني قدم مداخلة عن اسرائيل و التطبيع الرقمي مع الدول العربية و الافريقية و قال إنّ الكيان الصهيوني سعى إلى استغلال الفجوة الهائلة في التواصل بين الحكّام و المسؤولين العرب و بين شعوبهم و خاصّة الشباب منهم و جنّدت لذلك العديد من مراكز الأبحاث و الاستخبارات الفكريّة و السياسية بهدف إنشاء قناة للتواصل مع الشباب العربي.

و أضاف الجويني في مداخلته أنّ التطبيع الرّقمي غاية أساسيّة عمل عليها الكيان الصهيوني بشكل علمي و ممنهج منذ عقود ما جعل عددا كبيرا من الشباب العربي مستعدّ لأن يكون مجنّدا لدى اسرائيل كما حثّ القوى العربية إلى ضرورة مسايرة التطور التكنولوجي و التواصلي الحاصل الذي يعيشه العالم اليوم و الذي اعتبره قادرا على تغيير أنظمة بأكملها .

و عرض الباحث في مداخلته أرقاما صادمة تبين مدى استغلال دولة الاحتلال لطفرة التكنولوجيا الرّقمية لاستمالة الشباب العربي بشكل أو بآخر و منه ما يقدم عليه المتحدث باسم الجيش الصهيوني أفيخاي أدرعي الذي كان ينشر صورا له و هو يشارك الاسرائيليين احتفالاتهم و مناسباتهم مقابل صور للحكّام العرب و ممثلي الشعوب العربية و هم نيام في المؤتمرات العربية و الدولية.

و أضاف أنّ أفيخاي أدرعي نشر مئات الفيديوهات و آلاف الصور الترويجية التي ترتبط بمهمّته كما لديه حساب فايسوك له 8 سنوات منذ إنشائه و يتابعه حوالي مليون و نصف مليون عربي إضافة إلى حساب على تويتر يتابعه حوالي 300 ألف عربي، كما خاطب الجمهور العربي في جانفي 2017 فقط بأكثر من 22 فيديو تراوحت بين تهنئة العرب بمناسباتهم و أعيادهم و أيام الجمعة كما شاؤك البعض إفطار رمضان و بعض الأنشطة و حوالي 60 مليون مواطن عربي أصبحوا يتابعون مواقعه كافة .

و أكّد الجويني أنّ استخدام اللغة العربية و التفاعل مع المناسبات و الأعياد الرّسمية للعرب، ديبلوماسيّة رقميّة اسرائيليّة واضحة تتّبع من خلالها سياسة النفس الطّويل و الاستفزاز التراكمي للتّأثير في الشباب العربي و استقطابه و تطبيع علاقاته معها.

و طالب الباحث بشير الجويني بالاهتمام بالجانب التكنولوجي و التواصلي مع الشباب و الوسائط الجديدة المهمّة و القادرة على على التغيير الإيجابي.

القضية الفلسطينية موضوع أمن قومي و عربي 

من جانبه، قال الأستاذ الجامعي و الأكاديمي الفلسطيني هاني مبارك، نحن بحاجة إلى آليات عمل تساعد على تحويل القرارات التي تدافع عن الشعب الفلسطيني إلى واقع ملموس يجسد حق الفلسطينين كما بقية شعوب الأرض في إقامة دولته .

لا يجوز للشعوب العربية أن تتحدث عما يسمى بالتضامن العربي مع فلسطين لأن القضية الفلسطينية ليست موضع تضامن بل هي موضوع أمن قومي عربي لأن اسرائيل لديها يد في كل ما يحدث للشعوب العربية من أزمات و حروب و بالتالي الشعوب العربية التي تدافع عن فلسطين هي في الحقيقة تدافع أيضا عن نفسها و عن إطار وجودها.

و قال مبارك إن اسرائيل تتمدد اليوم لأن وجودها مرتبط بعوامل أخرى غير احتلال الارض الفلسطينية و هنا يتوجب على النخبة العربية أن تنتقل من مرحلة النظر إلى القضية الفلسطينية على أنها موضوع للتضامن إلى اعتبارها موضوعا للأمن القومي و الوطني لكل دولة عربية و هذا ما يتطلب تغيير آليات التعامل مع القضية الفلسطينية و آليات دعمها .

و أضاف أن فلسطين لم تحقق إلى اليوم حريتها و استقلالها لأنها لم تجد الدعم الكافي من الشعوب الشقيقة و الصديقة و لم تجد إرادة دولية في كيفية تجسيد هذا الدعم على أرض الواقع مشددا على أن المطلوب اليوم الانتقال من آليات الدعم التقليدية إلى آليات تمكن من تجسيد القرارات الدولية بإقامة دولة فلسطينية 

أخبار, ندوات ودراسات 0 comments on ندوة «الإستثناء التونسي بعد 6 سنوات من الثورات الشبابية»

ندوة «الإستثناء التونسي بعد 6 سنوات من الثورات الشبابية»

أكد المشاركون في منتدى انتظم أمس السبت بالعاصمةتحت عنوان “الاستثناء التونسي والوحدة الوطنية.. المكاسب والتحديات والآفاق”، على ضرورة تسريع الإجراءات الخاصة بالمصادقة على مشروع قانون المصالحة الاقتصادية، معتبرين أنه يعد “أساسا لإعادة بناء الوحدة الوطنية”.

واعتبر بيان الندوة، التي نظمتها “جمعية البرلمانيين التونسيين” و”المؤسسة العربية والإفريقية للبحوث والدراسات الإستراتيجية/ إبن رشد”، أن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها تونس اليوم هي “أعمق بكثير من الأزمات السابقة، لأن أزمة اليوم متزامنة مع الحرب على الإرهاب ومع أوضاع إقليمية وعالمية متغيرة”.

وخلال الندوة لاحظ رئيس جمعية البرلمانيين التونسيين، جمال الدين خماخم، أن الحوار الجاري حاليا بين الأطراف السياسية في تونس هو “حوار ظرفي”، ودعا إلى “حوار شامل بينها لنسيان آثار الماضي والتوافق وطنيا حول المصالحة “التي قال إنها “أساس الوحدة الوطنية”.

أما أستاذ التاريخ عبد اللطيف الحناشي فتعرض من جهته إلى تجربة التوافق بين تيارات سياسية وفكرية ونقابية في مؤتمر ليلة القدر (فيفري 1946) والذي عرف لاحقا بـ “مؤتمر الاستقلال”، مؤكدا أنه “مثل تجربة من تجارب تونس الناجحة حول ميثاق وطني”.

من جهته اعتبر القيادي بحزب “نداء تونس”، عبد الرؤوف الخماسي، أن التوافق الذي حصل في باريس عام 2013 بين رئيس حزبه حينها، الباجي قائد السبسي، ورئيس حزب النهضة، راشد الغنوشي، “خلق توازنا في تونس، أنجز بدوره استثناء “، مؤكدا أنه لا مجال اليوم ” للرجوع عن سياسة التوافق بمساهمة مختلف العائلات السياسية”.

أما وزير الخارجية الأسبق وعضو مجلس شورى “حركة النهضة”، رفيق عبد السلام، فقال من جهته إن تونس ذهبت بانتهاجها سياسة التوافق ” في الاتجاه الصحيح واختصرت الجهد والوقت على الثورة التونسية التي جاءت لإصلاح الإخفاقات والبناء على مكتسبات وانجازات دولةالاستقلال”، حسب تعبيره.

أما نور الدين العرباوي، رئيس المكتب السياسي للنهضة فلاحظ أن حركته تغيرت بعد مؤتمرها العاشر (ماي 2016) وتخلت عن “الاحتجاج” وأصبحت تطرح نفسها “كخيار ورافعة للواء الإسلام الديمقراطي “، على حد قوله.

أما الناشطة الجمعياتية سنية الزكراوي فأكدت في مداخلتها على أهمية إعادة ثقة التونسيين في النخبة السياسية وفي السلطة السياسية وتجاوز مرحلة “النشوة السياسية” والتجرؤ على الحسم ومعالجة جملة من الظواهر على غرار ظاهرة الفساد.

من جهته اعتبر زهير المظفر (جامعي ووزير أسبق في عهد بن علي ومسؤول سابق بحزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل)، في مداخلة له في المنتدى، أنه في “غياب المصالحة الوطنية الحقيقية فإنه لا وجود لاستثناء تونسي” وأن الحديث عن عودة محتملة للتجمعيين “كذب وافتراء ” لأن هذا الحزب “انحل كما أن النظام السابق أصبح بائدا “، بحسب تعبيره.

وقالالمظفر إن التوازن الجديد بين العائلات السياسية الأربع في تونس، هو بين “الدستوريين والنهضاويين “. كما دعا إلى المبادرة بتعديل الدستور التونسي الحالي (صدر في جانفي 2014) والعودة إلى “النظام الرئاسي البعيد عن الهيمنة والمبني على التوازن”، حسب قوله.

ولاحظ المظفر أيضا أن التوافق السياسي الذي حصل في تونس في صيف 2013 كان “استثناء هشا نظرا لأن المصالحة الوطنية غير مبنية على قاعدة صلبة ولوجود نسبة عالية من الحقد والضغينة بين التونسيين”، حسب تعبيره.

وحضر الندوة نواب بالبرلمان وجامعيون وناشطون في المجتمع المدني ووزراء سابقون وحاليون ومسؤولون في أحزاب سياسية من بينهم راشد الغنوشي.

وبعد ساعات من المحاضرات والنقاش المفتوح أوصى المشاركون بما يلي:

أولا: دعم الحوار بين كل القوى السياسية الوطنية والمؤمنين بأولوية الوحدة الوطنية ، خدمة لمصالح البلاد العليا وتفاعلا مع مشاغلشباب تونس وتطلعاته وعلى رأسها التشغيل وانهاء التهميش وانجاز الانتقال الديمقراطي السلمي دون اقصاءات.

ثانيا :تشجيع الحوار بين كل الوطنيين المؤمنين بالديمقراطية والحداثة بمختلف تياراتهم وانتماءاتهم الفكرية والسياسية والحزبية دون اقصاءات.

ثالثا : دعم مسار الإنصاف والمصالحة الوطنية وتفعيل قانون المصالحة المعروض على مجلس النواب بعد تعديله وأخذ جميع الملاحظات والاقتراحات بعين الاعتبار.

رابعا : التوجه بالشكر إلى كل الأطراف السياسية الحزبية وممثلي قوى المجتمع المدني التي شاركت في الندوة ، مع الدعوة إلى توسيع الحوار الوطني حول القضايا التي طرحت فيها تمهيدا لمصالحة وطنية شاملة تعود بالنفع على البلاد وتجنبها سيناريوهات العنف والفوضى والإرهاب.

 

أخبار, البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on في ندوة دولية عربية افريقية بتونس : سياسيون و اقتصاديون و عسكريون يقيمون المسار الديمقراطي و تحديات الأمن والتنمية

في ندوة دولية عربية افريقية بتونس : سياسيون و اقتصاديون و عسكريون يقيمون المسار الديمقراطي و تحديات الأمن والتنمية

  • تفعيل مشاركة تونس في القمم الافريقية الدولية
  • هل تكون الأسواق الإفريقية بوابة إنقاذ تونس من أزمتها الاقتصادية ؟
  • تطوير النقل البري والبحري والجوي وتنويع الشركاء الاقتصاديين
  • * دعم الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب

 

 منية العيادي

 

على هامش المسار الانتخابي و دعما للانتقال الديمقراطي ومواكبة للمتغيرات الاقليمية و الدولية في تونس و افريقيا و تزامنا مع تعيين تونس عضوا في مجلس الأمن الدولي ، نظم منتدى ابن رشد للدراسات و منتدى المبادرات الافريقية بتونس والمنتدى المتوسطي ضد العنف والتطرف والاتجار بالبشر يوم 26 سبتمبر 2019 ملتقى دوليا تحت عنوان : ” التحديات الديمقراطية و الأمنية و التنموية في تونس و افريقيا “.

و شارك في الملتقى مسؤولون و خبراء و حقوقيون و سياسيون و عسكريون و مختصون في الدراسات الاقتصادية و الجيواستراتيجية في تونس و أووربا و افريقيا و الدول المغاربية و العربية إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني و الهئيات الشبابية  .

الارهاب و التهريب

وقد افتتح الملتقى بمداخلة علمية قدمها العميد مختار بن نصر رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الارهاب في رئاسة الحكومة الذي قدم بالمناسبة عرضا منهجيا عن استراتيجية اللجنة في مجالات الوقاية من التطرف ومحاربة الارهاب محليا بالشراكة مع الاطراف الوطنية والافريقية والدولية .

وقدم الاميرال محمد المؤدب المدير العام السابق للامن العسكري في وزارة الدفاع الوطني والمدير العام السابق للديوان مداخلة علمية عن العلاقة بين ظاهرتي الارهاب والتهريب واولويات الامن القومي الحالية التي يينبغي ان تكون على رأس سلم أولويات صناع القرار في تونس بمناسبة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمتغيرات الجيو الاستراتيجية التي تشهدها دول المنطقة .

وقدم الباحث في التاريخ والشؤون الامنية الدكتور علية العلاني قراءة عن مستجدات ملفات الامن والارهاب والتهريب في تونس وافريقيا وخاصة في دول الساحل والصحراء . ودعا الى تعميق فهم الاسباب العميقة للظواهر الامنية وانعكاساتها على الاوضاع الاقتصادية والامنية وعلى مسار الانتقال الديمقراطي محليا ودوليا .

النقل البحري و المشاركة في القمم الافريقية و الدولية

و قد كان من بين المتدخلين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كاتب الدولة لدى وزير الخارجية السيد صبري باشطبجي الذي شدد باسم وزير الخارجية السيد خميس الجهيناوي على ثوابت السياسة الخارجية التونسية . واعتبر أنه على الجميع أن يأخذ بعين الاعتبار الركائز الأساسية لأي دولة و هي الأمن و الديمقراطية و التنمية من أجل تقدمها فليس هنالك تنمية أواستثمار دون أمن وديمقراطية حقيقية.

و تطرق باشطبجي إلى مسألة توجه تونس نحو الاستثمار في افريقيا و أفاد أنها وضعت اليوم البعد الافريقي في مساره الصحيح بعد أن كانت ” الأنظار موجهة أساسا  نحو أوروبا و بالتالي فواجبنا اليوم فتح سفارات جديدة..لأن العدد القليل للسفارات التونسية بالقارة الافريقية لا يسوّق لحضور اقتصادي تونسي بارز..” 

و أضاف  باش طبجي أن تونس تعمل اليوم على  توفير خط جوي إضافة وخط بحري يربطانها قريبا بالمناطق الجنوبية للقارة الافريقية .

و قال إن دخول تونس في اتفاقية السوق المشتركة لشرق و جنوب إفريقيا (كوميسا) سيسمح بتوفير أرضية قانونية لإجراء اتفاقيات كبيرة و الدخول في فضاءات فيها أكثر من 600 مليون مستهلك.

كما أعلن كاتب الدولة للخارجية أن تونس شاركت في القمة الافريقية اليابانية التي عقدت في اوت بطوكيو وستشارك في القمة الافريقية الروسية التي سوف تنظم في موفى اكتوبر في روسيا وفي القمة العربية الافريقية التي سوف تعقد موفى العام في الرياض .

الاسثناء الديمقراطي التونسي ؟

و في مداخلته قال رئيس منتدى ابن رشد للدراسات الأستاذ كمال بن يونس إن الاهتمام يتواصل اقليميا و دوليا بما وصف ب”الاستثناء الديمقراطي التونسي” رغم الانتكاسة الشاملة في بقية دول “الربيع العربي” و استفحال الأزمات الأمنية و السياسية و الاقتصادية فيها و اندلاع حروب مدمرة في بعضها في علاقة بالمتغيرات الجيواستراتيجية خاصة في دول الساحل و الصحراء الافريقية و الحروب بالوكالة التي عمقت معاناة الشعوب العربية عوض أن تساهم في تحسينها و توشك أن تورط النخب و السياسيين و عموم المواطنين في مزيد من المعارك الهامشية و حروب الاستنزاف طويلة المدى .

و تابع :” إلا أنه من ناحية أخرى لا يمكن أن ننكر أن الحراك الشعبي لم يكن ظاهرة خاصة بتونس بل شمل أغلب الدول العربية و الافريقية و الآسيوية و رغم تعثر المسار الديمقراطي محليا و عربيا فإن هناك مؤشرات عديدة تؤكد أن التغيير في اتجاه تحقيق كرامة المواطن و حرياته سينتصر على المدى المتوسط و البعيد عربيا واسلاميا وافريقيا” .

و أضاف بن يونس أن الحراك الشعبي من أجل التعددية و الحريات و الإصلاح و التنمية و التقدم لم يبدأ مع ثورات الربيع العربي حيث شهدت تونس و الدول العربية و الافريقية طيلة العقود الماضية تجارب مختلفة من توسيع هامش الحريات و التعددية الفكرية و الحزبية و المشاركة السياسية .

كما أشار إلى أنه لا يمكن تفسير نجاحات الدول و الأطراف السياسية و اخفاقاتها بعامل وحيد فقد تعثرت مسارات الانتقال الديمقراطي و السياسات التنموية في تونس و العالم و بلدان المنطقة لأسباب ذاتية أو محلية و أخرى خارجية أو دولية

امكانيات  هائلة للاستثمار

أما الباحث و الخبير في الشؤون الليبية و الافريقية بشير الجويني فقد تحدث عن أهمية التوجه نحو السوق الافريقية و اعتبر افريقيا منجما و خزان فرص اقتصادية و امكانيات هائلة للاستثمار من ناحية المساحة و الموارد الطبيعية المتاحة مضيفا أن افريقيا تعتبر مجالا مستقبليا لنمو الاقتصاد العالمي خصوصا و أن مؤشر النمو في بعض الدول الافريقية فاق 10 بالمائة.

و شدد على ضرورة إعادة النظر في علاقتنا بافريقيا و الدول الافريقية باستهداف الأسواق الافريقية و تحريك آلة الديبلوماسية الاقتصادية نحو مزيد اكتشاف و اقتحام العمق الافريقي و البحث عن فرص و آفاق واعدة للاستثمار هناك خصوصا و أن الدول الافريقية تتوفر على امكانيات هائلة للاستثمار في مختلف المجالات و من شأن تعزيز الاستثمار التونسي هناك أن يوفر لتونس سوقا استهلاكية ضخمة للمنتجات و السلع التونسية و الخدمات.

و قال إن تونس يجب أن تغتنم فرصة تحفيز رجال الأعمال و الفاعلين الاقتصاديين خاصة و أنها لديها من الكفاءات و الخبرات ما يجعلها قادرة على تقديم الاضافة في مجالات الصحة و الصناعات الغذائية عبر نماذج انتاج غذائي مثل توفير الغذاء في إطار الاقتصاد الاجتماعي التضامني إضافة إلى المجال الرقمي و غيرها من المجالات المتطورة.

و أضاف الجويني أن عددا كبيرا من السكان في افريقيا غير مندمجين في الدورة الاقتصادية المالية و افريقيا هي الأولى عالميا لتنقل الأموال عبر الهواتف الجوالة و بالتالي فهي فرصة ستكون ناجعة جدا في المقاربات الذكية في التصنيع .

كما أشار إلى أن افريقيا ستمثل سوق شغل كبيرة جدا للشباب داعيا إلى ضرورة التركيز على الاستثمار في الشباب . 

الشباب و المخدرات و التأشيرة

من جهتها اعتبرت الحقوقية و الناشطة في المجتمع المدني فاطمة كمون أن افريقيا رغم احتوائها لِكمّ هائل من الموارد الطبيعية و البشرية إلا أن لديها عديد المشاكل و أغلبها تتعلق بالاتجار بالبشر و انتشار الدعارة و المخدرات حيث تمثل محطة عبور من دول شمال افريقيا مرورا لاسبانيا فأمريكا اللاتينية .

و أضافت أن افريقيا غنية بثرواتها و لكنها فقيرة في مستوىى دخل شعوبها مما جعل نسبة كبيرة جدا من الشباب يفضل الهجرة نحو أوروبا لأن عديد البلدان الافريقية لم تقم باستغلال هذه الثروات مما يدفع الشباب إلى انتهاج طريق الهجرة غير الشرعية و اختيار أوروبا كملاذ رغم الظروف و الصعوبات التي يواجهها .

و أشارت كمون إلى أن افريقيا تفتقد إلى الشركات التحويلية و إلى الشهائد العلمية كما أنها تعاني من الصراعات المسلحة و هو ما يحول دون في إرساء سكانها لمشاريعهم و تحقيق انجازات اقتصادية .

كما شددت على ضرورة تسهيل التأشيرات دخول مواطني دول افريقيا الى تونس مشيرة إلى أن المبادرة الوحيدة هي تلك التي قام بها الرئيس السابق المنصف المرزوقي الذي ألغى التأشيرة مع 4 دول افريقية .

 ” داعش” و اجهاض المسار الديمقراطي و التنمية

و قدم الخبير في الدراسات الاستراتيجية و الشؤون العربية و الاسلامية ببروكسيل سيباسيان بوسوا مداخلة حول الأمن في شمال افريقيا و الدول العربية و أوروبا و تداعيات تنظيم داعش على المنطقة .

و أشار بوسوا إلى أن التنظيم لا يزال قائما رغم دحره عسكريا و مازال خطره يهدد قرابة 40 دولة ينتشر فيها هذا التنظيم الذي لا يزال ينفذ الهجمات و لا تزال عناصره النشطة ترتكب الجرائم ضد الشعوب في العالم و يمتلك هذا التنظيم ثروة مالية كما أنه يبحث دائما عن زيادة مداخيله التي يستخدم جزء منها في تنفيذ هجمات إرهابية.

و دعا سيباستيان بوسوا إلى تعزيز حماية المساجد و الكنائس من الضربات الإرهابية خاصة بعد الهجمات الأخيرة على عدد كبير من المساجد و الكنائس في الدول العربية و الأوروبية.

واورد سيبستيان أن التنظيم يحاول استغلال كل فرصة ليقول بأنه حاضر و لم يهزم و هو يحاول استقطاب و تجنيد كل من يعانون من الفقر و التهميش و اليأس لنشر الأفكار المتطرفة .

و يرى بوسوا أن رياح الأمل و الحرية في منطقة الشرق الأوسط بدأت مع بداية الربيع العربي في العام 2011، و كانت تبشر بأمور أفضل. أما اليوم فباستثناء بعض الدول التي نجت بأعجوبة كتونس، و لكن “تحت المساعدة و في ظل التأثير (الخارجي)”، فإن الآمال التي رفعتها بعض الدول التي شهدت ثورات منتصرة، قد تبخرت”.

البديل عن الهجرة نحو اوربا..

و من بين المتدخلين الأجانب أيضا الحقوقية و الاعلامية الاسبانية والخبيرة لدى الاتحاد الاوربي ريجينا لاقونا التي شددت على معالجة ملف الهجرة القانونية وغير القانونية عبر خطة اوربية متوسطية تؤدي الى توفير ملايين مواطن الشغل لشباب بلدان جنوب المتوسط في بلدانهم .

واشارت الجامعية الاسبانية والخبيرة لدى الاتحاد الاوربي في بروكسيل أن بعض الاطراف المتطرفة في اوربا عرقلت مشاريع طموحة قررتها سابقا مؤسسات اوربية لدعم اقتصادية دول جنوب المتوسط والقارة الافريقية حتى يكون البديل عن الهجرة غير القانونية تحقيق مزيد من مشاريع التنمية والتشغيل في بلدان الجنوب.

الأولوية للتنمية أم للديمقراطية ؟

الخبير الاقتصادي والمدير العام السابق لمؤسسة سيريس للدراسات  الاقتصادية والاجتماعية رضا الشكندالي اعتبر أن النجاح في الانتقال الديمقراطي مرتبط بحسن إدارة العلاقة بين التنمية و الديمقراطية و اعتبر أن تونس فضلت أن تتبع اتجاه ” الديمقراطية ” قبل التنمية بينما الدول التي نجحت في الانتقال الديمقراطي مثل الشيلي و البرازيل و بعض دول أوروبا الشرقية  وازنت في العلاقة بين الاقتصاد و التغيير السياسي ما جعل التطور الاقتصادي و السياسي يسيران بشكل متواز.

و أضاف الاستاذ رضا الشكندالي أنه في فترات الانتعاش الاقتصادي يصبح المجتمع أكثر انفتاحا و ديمقراطيا أما في حالات الركود و عدم الاستقرار فيصبح المجتمع أكثر توترا و عنفا و هدفا سهلا للمجموعات الارهابية التي تسعى إلى استقطاب الشباب المفقر و المهمش و العاطل عن العمل الذي يبحث عن مصدر رزق بأية طريقة مشيرا إلى أن الديمقراطية توفر الإطار المحفز للتنمية و هذه الأخيرة تخلق مناخا جيدا لتطور الديمقراطية .

وفي ختام الاشغال نظمت ورشة نقاش عام واستصدار توصيات لصناع القرار في تونس ودول القارة الافريقية لتكريس تداخل اولويات الانتقال الديمقراطي والامن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .

 

ندوات ودراسات 0 comments on الباحث و الديبلوماسي السابق بشير الجويني : ربع سكان العالم عام 2050 في افريقيا…. أفريقيا خزان فرص اقتصادية و على تونس التوجه للاستثمار فيها

الباحث و الديبلوماسي السابق بشير الجويني : ربع سكان العالم عام 2050 في افريقيا…. أفريقيا خزان فرص اقتصادية و على تونس التوجه للاستثمار فيها

عزيزة بن عمر – منية العيادي…

تُعد قارة إفريقيا ذات أهمية عالمية متزايدة في ظل ما تمتلكه من موارد طبيعية كبيرة، و موارد بشرية هائلة، ما يجعلها دائمًا محطّ أنظار العديد من دول العالم و الشركات متعددة الجنسيات التي تسعى لاستغلال تلك الموارد، وهو ما يفتح الباب واسعًا أمام محاولة استشراف مستقبلها من خلال رصد وتحليل الجوانب الاقتصادية، جنبًا إلى جنب مع الجوانب السياسية و الاجتماعية، من أجل وضع رؤية متكاملة يمكن من خلالها تَلَمُّس مسارات التنمية الشاملة بها.

و تأكيدا لذلك فقد قدم الباحث في العلاقات الدولية و عضو مجلس الشباب العربي الافريقي البشير الجويني مداخلة خلال ندوة “” التحديات الديمقراطية و الأمنية و التنموية في تونس و أفريقيا “” التي انتظمت الخميس بالعاصمة من قبل منتدى ابن رشد للدراسات و منتدى المبادرات الأفريقية و المنتدى المتوسطي ضد العنف و التطرف و الاتجار في البشر و شارك فيها مسؤولون و خبراء و حقوقيون و عسكريون و مختصون في الدراسات الاقتصادية و الجيوستراتيجية في تونس و أوروبا و إفريقيا و الدول المغاربية و العربية ، مداخلة قدم فيها مؤشرات هامة مفادها أن الحديث عن القارة الإفريقية، باعتبارها صورة للفقر والصراع، هو حديث لم يعد واقعيًّا أو معبرًا بشكل كامل. وفي مقابل ذلك، يمكن الإشارة إليها باعتبارها “القارة الصاعدة”.
على الرغم من وجود العديد من التحديّات التي تعوق التنمية؛ إلا أن ذلك لا ينفي وجود فرص كبيرة لإحراز تقدم أكثر من أي وقت مضى، سواء كان ذلك بالنسبة للسكان المحليين في القارة، أو حتى للأجانب الذين يريدون الاستثمار فيها، ليس فقط لوجود ثروات هائلة، لكن أيضًا لوجود مليار مستهلك غير مُستَغلَّين في ظل تضاعف عدد الأفارقة من 229 مليون نسمة في عام 1950 إلى 1,2 مليار نسمة اليوم.

و من المتوقع أن يتضاعف هذا العدد إلى 2,5 مليار نسمة بحلول عام 2050، بما يعادل ربع سكان العالم. وسوف تشكل القارة الإفريقية وحدها 65% من معدل النمو السكاني العالمي خلال السنوات الخمس والثلاثين القادمة.