مرة أخرى يستهدف الإرهابيون و مرتزقة المخابرات الإقليمية والدولية كبار العلماء والعقول والمختصين في الأبحاث النووية المدنية والعسكرية والفيزيائية ، وكان الهدف هذه المرة العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة .

ويعيد اغتيال العالم الإيراني للأذهان سلسلة الاغتيالات التي طالت مجموعة من العلماء العرب والمسلمين من جنسيات مختلفة بينهم نخبة من العلماء والحقوقيين الفلسطينيين والمصريين والعراقيين والمغاربيين والإيرانيين .

وتذكر جريمة اغتيال محسن فخري زادة بجرائم اغتيال عدد من العلماء النوويين العرب الإيرانيين، منذ 2010 من بينهم مسعود علي محمدي ومجيد شهرياري، و دريوش رضائي نجاد ، ومصطفى أحمدي روشن.

وقد تزامنت جريمة اغتيال محسن فخري زادة مع إعلان الرئيس إلامريكي الجديد بايدن اعتزامه إلغاء مجموعة من قرارات إدارة دونالد ترامب الاستفزازية ، ومن بينها ما يهم الاتفاق النووي الأممي الإيراني والقدس وفلسطين والجولان واتفاق باريس للمناخ .

ويكشف هذا التوقيت تحرك لوبيات استعمارية دولية وإسرائيلية وعملائها لمحاولة دفع المنطقة في الأسابيع المتبقية من عهد دونالد ترامب نحو موجة من التصعيد والتوتر وافتعال حروب جديدة بالوكالة في مرحلة تعاني فيها دول العالم أجمع المضاعفات السلبية لوباء كورونا صحيا واقتصاديا وسياسيا وأمنيا .

وإذ يجب التنديد بقوة من قبل أحرار العالم أجمع بهذه الجريمة البشعة وباستهداف العقول والباحثين والأكاديميين والمناضلين من أجل التحرر الوطني والكرامة ، فإن مؤسسات الإعلام والقضاء الأممية والدولية مطالبة بالكشف عن الدول والأجهزة والشخصيات التي تقف وراء منفذيها ، بما في ذلك صقور سلطات الاحتلال الإسرائيلي وبيادقها .

لقد تغيرت موازين القوى إقليميا وعالميا خلال العقدين الماضيين ، ولا مجال للأجهزة المورطة في جرائم اغتيال للعلماء والنشطاء الوطنيين أن تفلت من عقاب المجموعة الدولية والمؤسسات الأممية .

كمال بن يونس

– أكاديمي وإعلامي وحقوقي

– رئيس المؤسسة العربية والإفريقية للدراسات ، ابن رشد

– رئيس التنسيقية التونسية الفلسطينية للإعلام بتونس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *