ما مستقبل العلاقات الجزائرية التونسية بعد تبون

لا يبدو الرئيس الجزائري الجديد، عبد المجيد تبون، متحمّسا كثيرا للحديث عن علاقات بلاده الخارجية، مفضلا تركيز الاهتمام على الشأن الداخلي، ومسائل التنمية الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية.

وفي سؤال لتبون بعد فوزه بالرئاسة عن أول دولة سيقوم بزيارتها، أوضح بأنه لا يملك فكرة عن ذلك وسيكون خاضعا للأجندة الدولية التي سيكون فيها ممثلا لبلاده في الخارج، ثم انتقل بسرعة للقول إن ما يهمه هو زيارة ولايات الجزائر، بل قُراها واحدة واحدة، على حد تعبيره.

والملاحظ أن برنامج تبون الذي قطع فيه على نفسه 54 التزاما، لا يركز كثيرا على الجانب الخارجي بل على المسائل الداخلية، وهو في ذلك وفيّ لتكوينه كمحافظ سابق ووزير في قطاعات داخلية، في حين لم يسبق له تمثيل الجزائر في الخارج في محافل دولية أو تولي مهام ذات طابع دبلوماسي في مساره.

لكن تبون في خضم حملته الانتخابية، أعطى بعض الإشارات التي يمكن أن تضبط كيفية إدارته للدبلوماسية الجزائرية، خصوصا مع البلدان المحورية بالنسبة للجزائر، وفي مقدمتها المغرب و تونس.

 

 

العلاقة مع تونس

أما في جانب العلاقات مع تونس، فيُنتظر أن يقوم الرئيس قيس سعيد في غضون الأسابيع المقبلة بعد التنصيب الرسمي لتبون، بزيارة رسمية للجزائر وفق التعهد الذي قطعه على نفسه في حملته الانتخابية.

وقال عثمان لحياني الكاتب الصحفي المهتم بالعلاقات الجزائرية التونسية، إن البلدين ظلت علاقتهما ثابتة ومبنية في الأساس على العمق التاريخي، وهو ما جعلها لا تتأثر كثير بتغير الأنظمة في البلدين.

 

 

 

وأضاف لحياني في تصريحه لـ”عربي 21″، أن الإشكال يكمن في أنه لم يجر التفكير أو المبادرة من كلا البلدين في إخراج تونس والجزائر من هذه الدائرة ونقلها إلى مستويات تعاون اقتصادي وتنموي على الحدود تحقق الفائدة للشعبين، وهو ما تظهره نسبة التبادل التجاري التي لا تصل بين البلدين إلى 150 مليون دولار.

غير أن المتحدث، يلمح زاوية جديدة في العلاقات، بعد وصول عبد المجيد تبون وقيس سعيد إلى الرئاسة، فالرجلان يتبنيان خطابا سياديا يحاول الفكاك من الهيمنة الفرنسية على المغرب العربي، وهو ما قد يؤسس لتعاون قوي مستقبلا في حال تم التخلص من التبعية للمستعمر السابق.

إشكال نقص الشرعية

لكن طبيعة الانتخابات في الجزائر والخلاف العميق حولها، قد يضعف وفق آخرين، من تحركات الرئيس الجزائري الجديد دوليا، في ظل التحفظات التي أبدتها قوى دولية على مسار انتخابه.

وقال الأستاذ الجامعي والنشاط السياسي، ناصر جابي، إن الشكل الذي جرت به الانتخابات سيخلق لتبون إشكالا في العلاقات الدولية، لافتا إلى أن رجلا منتخبا بهذه النسب وهذه المقاطعة لن يكون له حضور دولي كبير.

وأوضح جابي، أن تهرب تبون من الإجابة حول الدولة الأولى التي يزورها، قد يكون راجعا إلى إحساسه بأن شرعيته منقوصة، وعليه أن يترك لنفسه وقتا يكسب فيه ثقة شعبه حتى يبادر بتحركات دولية.

وأضاف جابي أن التهاني التي وصلت تبون بانتخابه، لا تعدو كونها إجراءات بروتوكولية، لكن العالم الخارجي، حسبه، يراقب عن كثب الإشكالات المتعلقة بطريقة انتخاب تبون ومدى قدرته على الحكم في هذه الظروف

اتصال هاتفي بين قيس سعيد والرئيس الجزائري المنتخب

اتصال هاتفي بين قيس سعيد والرئيس الجزائري المنتخب

قدم رئيس التونسي قيس سعيد، في اتصال هاتفي، اليوم السبت، تهانيه للرئيس الجزائري المنتخب، عبد المجيد تبون.

وأفادت وكالة الأنباء التونسية بأن سعيد أعرب عن تمنياته لتبون بالنجاح والتوفيق إثر إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية، كما أعرب عن أمله في “مزيد التعاون بين تونس والجزائر الشقيقة، وفتح آفاق جديدة في هذا الإطار لتحقيق طموحات الشعبين الشقيقين وآمالهما في بناء مستقبل مشترك”.

وفاز تبون (74 سنة) في الانتخابات الرئاسية الجزائرية التي جرت يوم 12 ديسمبر الجاري بحصده 58.15% من أصوات الناخبين.

وكان رئيس حكومة تسيير الأعمال التونسية، يوسف الشاهد، أكد في الشهر المنصرم أن الرئيس التونسي، قيس سعيد، سيزور الجزائر “في الأسابيع القليلة القادمة”، مشيرا وقتها إلى أنه سلم للرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح “رسالة من رئيس الجمهورية التونسية يؤكد فيها على أهمية العلاقات التونسية-الجزائرية الاستراتيجية والراسخة في التاريخ”.

قيس سعيد أول زعيم يهاتف تبون مهنئا برئاسة الجزائر

قيس سعيد أول زعيم يهاتف تبون مهنئا برئاسة الجزائر

هنأ الرئيس التونسي قيس سعيد، السبت، الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون بمناسبة فوزه بالانتخابات.

جاء ذلك في مكالمة هاتفية أجراها سعيد مع تبون، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء التونسية الرسمية، وهو الاتصال الهاتفي الأول الذي يتلقاه تبون من زعيم دولة بعد فوزه بالمنصب.

وعبّر سعيّد عن تمنياته لتبون بالنجاح والتوفيق إثر إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية.

وأعرب عن “أمله في مزيد التعاون بين تونس والجزائر، وفتح آفاق جديدة في هذا الإطار؛ لتحقيق طموحات الشعبين الشقيقين وآمالهما في بناء مستقبل مشترك”.

والجمعة، أعلنت السلطة المستقلة للانتخابات فوز رئيس الوزراء الأسبق عبد المجيد تبون، في انتخابات الرئاسة من الجولة الأولى، بنسبة 58.15 بالمئة من الأصوات، متجاوزا منافسيه الأربعة.

كان سعيد أعلن عقب فوزه برئاسة تونس، أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن الجزائر ستكون أولى محطاته الخارجية، في مؤشر على قوة العلاقة بين البلدين.

قيس سعيد: الجزائر ستكون وجهتي الأولى في حال فوزي بالرئاسة

تعهد المرشح المتصدر لنتائج الدور الأول لانتخابات الرئاسة التونسية، قيس سعيّد، أن تكون الجزائر أول وجهة خارجية له في حال فوزه بمنصب الرئاسة، مؤكدا أن مصير تونس “مرتبط بدول الجوار”.

وقال إن قرار تعديل الدستور لن يكون الأول في حال أصبح رئيسا للبلاد، مؤكدا أن نتائج الانتخابات الحالية “تعتبر ثورة” في إطار الشرعية القائمة.

وأشار إلى أن حملته الانتخابية قامت على التطوع وانتظام الشباب بطريقة غير تقليدية.

وفيما يخص الانتخابات التشريعية المقبلة، قال سعيّد، إنه لن يعلن دعمه لأي من المرشحين، داعيا لإعطاء الناخب حق سحب الثقة من النواب خلال ولايتهم إذا لم يحققوا تعهداتهم.

ووفق النتائج التقديرية، فقد تقدم المرشح المستقل سعيّد بـ 19.50% من الأصوات، فيما جاء رئيس حزب “قلب تونس”، الموقوف نبيل القروي، في المرتبة الثانية بنسبة 15.5%، ليتأهلا كلاهما إلى للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.

الغنوشي: الجزائريون تفتح لهم القلوب قبل البيوت

أثنى رئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي، على الجزائر والجزائريين، خلال استقباله السفير الجزائري الجديد في تونس، عزوز باعلال،يوم 26 نوفمبر الماضي، بمقر البرلمان في العاصمة تونس. وقال الغنوشي، وهو زعيم حركة النهضة الإسلامية الفائزة في آخر انتخابات تشريعية جرت في الجارة الشرقية، مخاطبا السفير الجزائري: ”تونس والجزائر شعب واحد في بلد واحد، والجزائريون الذين يتوافدون على تونس ليسوا سياحا بل هم أهل وأشقاء وإخوة تفتح لهم القلوب قبل البيوت والفنادق”. وشدد الغنوشي على ”عمق علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين التي يجب أن تترجم إرادة الشعبين في رفع الحواجز الاقتصادية، وتعزيز المبادلات التجارية بتطوير الشراكة في مختلف المجالات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *