منية العيادي

اعتبر رئيس مؤسسة ابن رشد للدراسات الإعلامي و الأكاديمي كمال بن يونس في كلمته التي ألقاها بالمناسبة أن قضايا الأمن القومي ينبغي أن تتصدر مقررات القمة العربية في تونس التي تستعد جامعة الدول العربية لتنظيمها في دورتها ال30 موفى شهر مارس الجاري .

و أضاف أن هذه القمة تأتي في مرحلة تشهد تطورات داخلية و تعقيدات سياسية و أمنية و عسكرية جيواستراتيجية اقليميا و دوليا و تنعقد بتونس في ظرف تضاعفت في الدول العربية من شمال إفريقيا إلى الخليج مؤشرات إحداث تغييرات داخلية و اقليمية سريعة ، و إعادة رسم خارطة المنطقة خدمة لأجندات أجنبية و مصالح متضاربة.

و تابع أن الدول العربية تواجه من المغرب إلى المشرق منذ مدة مشاريع عديدة لإحداث متغيرات استراتيجية داخلها هدفها بناء نظام إقليمي جديد يكون العرب طرفا هامشيا فيه ، و ينال من ثوابت الأمن القومي العربي و مرجعيات العمل العربي المشترك وعلى رأسها احترام السيادة الوطنية و الوحدة الترابية لكل الدول الأعضاء و بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمة مدينة القدس العربية .

و قال بن يونس إن الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة يواجهون عشية الانتخابات الاسرائيلية مزايدات بين المترشحين من اليمين في اعلان رفض التنازل عن أي شبر في القدس و الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد حرب جوان / حزيران 1967 و قبلها و توشك سياسات الاستيطان أن تبتلع نهائيا كامل القدس و الضفة الغربية بعد سن مجموعة من القوانين، منها قانون “تبيض الأراضي و المستوطنات” الذي يسمح باحتلال أي أرض فلسطينية، و قانون “القومية” الذي يعتبر أن كل فلسطين هي أرض ما تسمى “دولة إسرائيل”.

و أوضح أن سلطات الاحتلال الاسرائيلية تسعى إلى ربط القدس المحتلة بمستوطنة “معاليه أدوميم” شرق القدس، ليشطر الضفة الغربية شمالا و جنوبا في المشروع الاستيطاني المعروف بـE1″ مضيفا أن المشروع الأهم بالنسبة لسلطات الاحتلال الاسرائيلي هو المستوطنات المتمركزة حول القدس المحتلة، و التي تسعى لتسميتها بــ”القدس الكبرى”،.

و شدد على أن في كثير من الدول العربية و بينها الدول المغاربية استفحلت مؤشرات عدم الاستقرار و التدخلات الأجنبية بما تسبب في توظيف إرادة الشعوب في الكرامة و التحرر و نضالاتها من أجل الاصلاح و التغيير والحريات و الكرامة خدمة لمصالح و استراتيجيات استعمارية جديدة .

و خلص بن يونس إلى أن من بين الرسائل التي ينبغي أن يتوجه بها الإعلام الوطني و القومي النزيه و المثقفون و صناع القرار في المجتمع المدني عشية هذه القمة العربية ما يلي :

أولا : لابد أن تكون أولوية قمة تونس ومؤسسات العمل العربي المشترك التمسك بثوابت الأمن القومي والحق في التحرر من كل أشكال الهيمنة الأجنبية والاحتلال بكل أشكاله وتعبيراته .

ثانيا : اعتبار المثقفين والإعلاميين الوطنيين ضمير الأمة يعبرون عن ثوابتها الوطنية والقومية التحررية ، مهما كانت المواقف السياسية الظرفية التي قد يتخذها بعض السياسيين .

ثالثا : دعوة وسائل الاعلام والإعلاميين والمثقفين التونسيين والعرب إلى احترام قواعد المهنة وأخلاقيات العمل الصحفي وتجنب السقوط في الانحياز والانخراط في لعبة المحاورالاقليمية والدولية أو تبرير الارهاب والاقتتال الداخلي والاجندات الاجنبية عند تغطية الصراعات السياسية والنزاعات المسلحة .

رابعا : أن تبقى قضية تحرير فلسطين وانهاء الاحتلال عن الأراضي المحتلة من قبل اسرائيل منذ عقود على رأس أولويات الساسة والاعلاميين و المثقفين التونسيين و العرب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *