يعرض في القاعة الأولى للمتحف الإسرائيلي الوطني، الواقع جنوب القدس المحتلة، والمبني على أراضي قرية لفتا المهجرة، مجموعة من الملابس العصرية الإسرائيلية، ولكن تجد في مدخل القاعة التي تحمل اسم ” بيله وهاري وكسنر” زاوية لأثواب فلسطينية، إضافة إلى  أثواب مصممة من الحطة الفلسطينية.

عند مدخل القاعة توجد لافتة كبيرة كتب عليها “مكان للأزياء، رحلة في أعقاب الملابس الإسرائيلية، ونبذة تعريفية عن الملابس التي بداخل القاعة، مفسرة أنها تضم حوالي مئة وخمسين زيا إلى جانب الأفلام والصور، لتكون وثيقة تاريخية تعكس نسيجا اجتماعيا مركبا”.

الأثواب أخذت طابعا فلسطينيا، إضافة إلى مجموعة من الأثواب التي صممت بالحطة الفلسطينية، باعتبارها زيا حديثا.

الباحث في التاريخ والآثار والتراث الفلسطيني، بهاء الجعبة، علق على عرض المتحف لزي التراث الفلسطيني، بقوله إن “إسرائيل تريد إيصال رسالة بأن التراث الفلسطيني يعد جزءا من التراث الإسرائيلي، وهذا دليل على تزويره للحقائق”، وأضاف أنه “عندما يتم عرض الزي الفلسطيني في المتحف فإن ذلك ينقل رسالة إلى الزائر بأن التراث  المعروض هو تراث إسرائيلي”.

و أكد الجعبة  أنه “يجب نسب هذا التراث إلى أصحابه الأصليين، وغير ذلك يعدّ تزويرا علميا وأكاديميا، وتزويرا للحقائق”.

من جانبها، انتقدت  لنا حجازي منسقة مبادرة الزي الفلسطيني ذلك، وقالت:  “الاحتلال وقح في طريقة سرقته لتراثنا”.

و تضيف: “لا خجل لدى هذا المحتل يمنعه من التجني والاستيلاء على كل شيء وأي شيء، فهو بأمس الحاجة لإظهار ارتباط ما له بهذه الأرض”.

و توضح حجازي سبب انطلاق مبادرة الزي الفلسطيني قبل خمس سنوات، و تقول: “كانت رؤيتنا لعارضة أزياء اسرائيلية ترتدي زينا وتدعي أنه لدولة الاحتلال مستفزة، فقررنا أن نرسم لوحة على أرض الواقع من مئات السيدات والرجال والأطفال بزيهم التراثي يجوبون شوارع فلسطين، ويقولون بصوت مرتفع: نحن هنا، ولن نترك لكم تراثنا”.

مضيفة: “منذ ذلك الوقت حتى الآن، استمرت المبادرة بعمل العديد من الأنشطة ذات الطابع التراثي، والتي تحرص على وجود الزي بشكله الكامل قدر الإمكان في كل الفعاليات، وذلك تعريفاً عملياً للناس بتراثهم وزيهم، وتوثيقاً مهماً من خلال الإعلام بكافة أشكاله لما يصنعه الفلسطيني العادي من مقاومة يومية ثقافية تراثية لمحتله”.

 

 

 

 

“عربي21”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *