في ختام السنة الإدارية الجارية، ألقى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي خطابا من مسقط رأسه قابس اليوم السبت 30 ديسمبر 2018، أكد خلاله أن ” قابس موطنه و تاريخه تذكره باهله وأصحتبه وبطفولته، وأنها جنة الدنيا الثرية بخيراتها” ، مذكّرا بأنه جاء قديما في الروايات المتناقلة ان هارون الرشيد طلبت منه زوجته حلة من حرير قابس المتميز و النادر” .

في سياق اخر، و بمناسبة استقبال شهر جانفي باعتباره “شهر الثورة”، شدد الغنوشي على أن ” الثورة مسار ممتد و اكبر ثمارها الحرية، وأن شجرة الثورة مباركة تنمو و تزهر و تثمر رطبا” ، سائلا “الله العزة و الحرية و دوام الاستقرار و مزيد الرخاء لتونس” .

وتابع في ذات الصدد أنه بالرغم من القصف المتواصل طيلة الثماني سنوات الماضية فإن الثورة مستمرة ،و الانتخابات تجري في منتهى النزاهة و الشفافية تحت اشراف هيئة عليا منتخبة دستورية و بمراقبة مراكز و جهات اجنبية .

وأضاف ” سنوات ثمانية مرت من عمر الثورة و مشاكل عميقة ما زالت تراوح مكانها مثل البطالة و العدالة الجهوية …و لكن الثورة قادرة على المعالجة و ايجاد الحلول المناسبة اذ نحن اقمنا بناء سليما و صرحا مشيدا ، و برغم تعدد الرئاسات و الحكومات فان الدولة قائمة و مستمرة بالصناديق لا بالانتخابات “.

-كما لفت إلى أن “تونس لم تكن جنة قبل الثورة ، و بعدها ظهرت الكوارث من حقب تاريخية تعود الى عقود من الزمن و لكن يقيننا ان الدولة قائمة بقيمة الحرية ،و ليس بين عشية و ضحاها و بين يوم و ليلة نتجاوز كل مشاكلنا الاجتماعية و الاقتصادية …و لكن حتما بارادتنا جميعنا و بوضع اليد في البد سنصل بتونس الى شاطئ الامان”، وفق تعبيره.

– وبخصوص الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وتأثيرها على معيشة التونسيين، قال رئيس حركة النهضة إن” غياب مواد اساسية من السوق سببه الاحتكار ،و الاحتكار نتيجة طبيعية لفساد عقول و فساد قلوب ،و الدولة عليها فرض ارادتها اكثر و تطبيق القانون و الضرب بيد من حديد على المحتكرين و الفاسدين و المهربين و المتهربين …”

وأردف في سياق متصل ان “الحكومة حكومة بشر لا ملائكة اذا أخطات نصوبها و اذا احسنت نشكرها ” ، مشددا على ان “تونس تتسع للجميع مهما اختلفت الافكار و المطلوب فقط فتح القلوب والانفتاح على بعض ” مستهدا بالبيت الشعري الذي يقول “لعمرك ما ضاقت بلاد باهلها…و لكن قلوب الرجال تضيق ”

– وأوضح في هذا الإطار أن “تونس تتسع للجميع و من يفكر او يخطط لتونس بلا نهضة او تونس بلا نداء او تونس بلا جبهة …فهو مخطئ اقصائي لا يحسن التفكير و التدبير ،و في بلادنا اليوم لا غالب و لا مغلوب ” و تلك الايام نداولها بين الناس ” ،و في 2014 مثلا قبلنا الهزيمة الانتخابية و باركنا للغالب “.

وفي شأن ذي صلة، نوه الغنوشي بأن “الانتخابات ستجرى في موعدها باذن الله ، و توجيه الاتهامات الى النهضة و محاولات احراجها بقصد اخراجها من المشهد السياسي او وصولها المواعيد الانتخابية مرهقة حديث اجوف و اهدار للوقت ،و كلما زادوا في الاتهام كلما ازدادت شعبية النهضة و كثر منخرطوها “، حسب تقديره .

و بخصوص ما يطال حركة النهضة من تتجمات مؤخرا، أكد زعيمها أن ” النهضة حزب له ماضي و تاريخ نضالي مجيد ،عمل من ٦٩ الى فجر الثورة في السرية مكرها لا مختارا و في 81 و بمجرد اصدار بورقيبة رحمه الله لقانون الاحزاب تقدمنا بطلب تاشيرة و اعتقل منا 500 ، و في 84 اعتقل 10 الاف و في 91 اعتقل 30 الفا من المناضلين “.

أما فيما يتعلق بالاضراب العام الذي يعتزم اتحاد الشغل تنفيذه، علق الغنوشي بأن “الاضراب حق و رفع الاجرة حق و تحسين المقدرة الشرائية حق و لكن مع ذلك فالعمل احق ،و بالعمل تذلل الصعوبات و تحل المشاكل و نوجد السياسات المناسبة معا “.

وبخصوص أزمو التعليم الثانوي، قال إن ” رجال التعليم كرام يستحقون كل خير و مشاكلهم نتفهمها جيدا و لكن اولادنا من حقهم التقييم و اجراء الامتحانات،اولادنا راس مالنا ،هم حاضرنا و مستقبلنا و حياتنا ،و مع ذلك لا بد ان نصل الى حلول ،و لن تكون سنة بيضاء لان السنة البيضاء في قاموس التونسي سوداء لا قدر الله ،و لن تكون”، وفق تقديره.

وفيما يخص الأزمة السياسية ، قال زعيم حركة النهضة إن ” بلادنا تعيش صراعات سياسية و برغم ذلك فنحن في طريق الاقلاع الديمقراطي العربي اذ انجزنا اربعة انتخابات متتالية ديمقراطية باتفاق الداخل و الخارج في 2012 و 2014 و 2018 و باذن الله في 2019 و هذه علامة رقي و تحضر و ديمقراطية في اوج مظاهرها ” ، لافتا إلى أن “الحكومات لا تحتاج حرقا و احراقا وتعطيل انتاج و انما فقط التوجه الى البرلمان اما الانتقال الى الفوضى و القتل و التخريب و التدمير ففي هذا نكوص و ارتكاس و ردة و انتكاس ” أ تستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير ” .

وعلى الصعيد العربي، أشار الغنوشي الى ان العالم العربي له علاقة مباشرة بمعارك الانتقال الديمقراطي لا محالة .

كما لفت الى ان ليبيا الشقيقة و تونس دولتان لشعب واحد ،و ان تعطل الاوضاع في ليبيا معطل للأوضاع في تونس، موكدا ان علاقاتنا بليبيا و الجزائر جيدة و كما ان اروبا و العالم يتوحد فان عالمنا العربي و منطقة المغرب العربي خاصة في طريقها حتما الى التوحد و ازاحة الحدود و المعابر .
اما بخصوص قضية فلسطين، اكد الغنوشي انها قضية قائمة على الدوام في دمائنا و ارواحنا و الكيان الصهيوني اليوم يعلم موازين القوى جيدا و قبل قصف غزة و البلدات العربية يفكر جيدا لأنه يعرف ان الرد الفلسطيني من جنس القصف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *