أعلنت شبكة الأخبار الأمريكية “إن بي سي نيوز” اليوم عن انهيار الائتلاف الدولي المناهض لإيران الذي قام بإنشائه الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، ولفتت تلك الشبكة الإخبارية إلى أن: “ترامب ليس لديه خطة بديلة تدعم ذلك الائتلاف”، معربة بأن ذلك “التحالف الدولي”، ليس ائتلافاً يضم جميع دول العالم، بل هو ائتلاف ثلاثي بين أمريكا والكيان الصهيوني والسعودية لمواجهة تنامي النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط وحماية “إسرائيل” وأشارت “إن بي سي نيوز” إلى أن تعامل الرئيس الأمريكي الأحادي والمنفرد مع قضايا تتعلق بمجال التجارة العالمية ومعاهدة الاتفاق النووية واتفاقية المناخ ومنظمة حلف شمال الأطلسي وغيرها، أدّى إلى ابتعاد وتخلي أهم الحلفاء التقليديين لأمريكا عن واشنطن، كالاتحاد الأوروبي وكندا واليابان وغيرهم.

ووفقاً للتقرير الذي نشرته “إن بي سي نيوز”، فلقد قام رئيس أمريكا ببناء علاقات دبلوماسية مع مختلف دول العالم على أساس دعم زعماء السعودية و”إسرائيل”، وأشارت تلك الشبكة الإخبارية إلى أن المكانة الأمريكية في الوقت الحالي تعيش في خطر كبير، وذلك لأن الرئيس “دونالد ترامب”، صرّح في الأيام الأولى من توليه زمام الأمور في البيت الأبيض بأن حكومته سوف تسعى إلى مواجهة إيران في منطقة الشرق الأوسط ولكن خلال الفترة السابقة حدثت سلسلة من التطورات في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط وضعته في موقف لا يحسد عليه، وسوف تحدد ثلاثة الأشهر القادمة ما إذا كان الرئيس “ترامب” سيقوم بزيادة أعماله الاستفزازية، أو أنه سيتخلى عن سياسة استعراض العضلات وينسحب من ذلك الائتلاف والحفاظ على ما تبقّى من ماء وجهه.

ووفقاً للتقرير الذي نشرته “إن بي سي نيوز”، فخلال خمسة الأشهر الماضية، أصبح الائتلاف الثلاثي الأمريكي الإسرائيلي السعودي المناهض لإيران معرّض للخطر أكثر من ذي قبل وذلك يرجع إلى الأسباب التالية:

أولاً: تمرّ العلاقات بين أمريكا والسعودية عقب جريمة قتل الصحفي السعودي المعارض “جمال خاشقجي”، بأكبر أزمة سياسية وقد تنهار في أي لحظة. 

ثانياً: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو” الذي يلعب دوراً أساسياً وراء الكواليس ويقوم بتوجيه سياسات الرئيس “ترامب” تجاه معاداة إيران، يواجه حالياً الكثير من التحديات للحفاظ على مستقبله السياسي، خاصة بعدما دعا ممثلو الادعاء الإسرائيليون إلى مساءلته ومع انهيار حكومته، فمن المرجح أن تجري انتخابات مبكرة قريباً.

 ثالثًا: تتعرّض قدرات “ترامب” السياسية حالياً للخطر وبالنظر إلى نتائج الانتخابات النصفية في أمريكا، فمن المتوقع أن يواجه عقبات سياسية كبيرة، ولربما سوف يقوم البيت الأبيض بالتحقيق معه فيما يخص فواتير الضرائب وعلاقاته بالسعودية وسياساته العدائية تجاه إيران وقد لا يتمكن الرئيس “ترامب”، الذي سيتوجب عليه الدفاع عن نفسه، من إبقاء إيران على رأس جدول أعماله.

لكن وفقاً لتقرير “إن بي سي نيوز”، “إن العامل الأهم في هزيمة سياسة الرئيس “ترامب” تجاه إيران لا يعود إلى تلك القضايا الثلاثة فقط، وإنما يعود أيضاً إلى هزيمة نظام العقوبات الحالي الذي فرضته أمريكا على طهران، حيث وعد الرئيس “ترامب” بأن العقوبات التي فرضها على طهران ستؤدي إلى انهيار قيمة الريال الإيراني وسوف تهوي صادرات النفط الإيراني إلى الصفر، وبالرغم من تضرر الاقتصاد الإيراني بشكل جزئي، إلا أن قيمة الريال الإيراني قد استقرت ولم تنهر بشكل كبير، وهذا الأمر قد أجبر “ترامب” على إعطاء إعفاءات لثماني دول آسيوية وأوروبية لاستيراد النفط من واشنطن وهذا الأمر أدّى إلى إضعاف مواقفه السياسة في العالم.

وفي هذه الأثناء، تؤكّد تصريحات وزير الطاقة السعودي “خالد الفلاح” التي جاءت ردّاً على تصريحات الرئيس الأمريكي “ترامب”، إلى انهيار التحالف الثلاثي الأمريكي الإسرائيلي السعودي المناهض لإيران، حيث قال في اجتماع للصحفيين في قمة “أوبك”: “واشنطن ليست في وضع يسمح لها بفرض نهجها على منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك)”.

وكان الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” قد دعا في وقت سابق منظمة “أوبك” إلى الامتناع عن خفض الإنتاج من أجل حماية الذهب الأسود في السوق العالمية، لكن “خالد الفلاح” وزير الطاقة السعودي أعرب قبل بدء قمة “أوبك” في “فيينا”، قائلاً: “إن أمريكا ليست في وضع يمكّنها من إملاء نهجها على “أوبك” أو إخبارنا بما يجب علينا القيام به، ونحن لن نسمح لأي أحد أن يمنعنا من خفض الإنتاج”.

وأكد وزير الطاقة السعودي أن “أوبك” تودّ الموافقة يوم الخميس المقبل على قرار “خفض الإنتاج” وذلك من أجل خلق توازن في أسواق النفط العالمية ولفت “الفلاح” إلى إن هذا الخفض في الإنتاج يجب أن يكون موزعاً قانونياً بين الدول الأعضاء بما يتناسب مع إنتاجها الحالي وهذا الجزء من تلك التصريحات، يعدّ أحد أهم المؤشرات على مدى عمق الخلافات بين أمريكا والسعودية وانهيار التحالف المناهض لإيران بقيادة “ترامب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *