حوارات 0 comments on حاتم العشّي : “النهضة” تدعم الشاهد لأنها تفكرّ في مصلحتها و المشهد لن يتغيّر كثيرا بعد انتخابات 2019

حاتم العشّي : “النهضة” تدعم الشاهد لأنها تفكرّ في مصلحتها و المشهد لن يتغيّر كثيرا بعد انتخابات 2019

 

عاد اليوم حاتم العشي وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية الأسبق إلى الأضواء السياسية من خلال توليه مهمّة رئاسة لجنة الإشراف على عملية الاقتراع للمؤتمر التأسيسي لحزب «تحيا تونس» المقرّر عقده يوم 28 أفريل القادم. ورغم تأكيد العشّي أنه غير منخرط في حزب «تحيا تونس» وأن المهمّة المنوطة بعهدته اليوم تفرض عليه الاستقلالية وأخذ مسافات من كل قيادات الحزب وقواعده، إلاّ ان تصريحه مؤخّرا حول عدد منخرطي حزب «تحيا تونس» – الذي ما زال في طور التأسيس – أثار موجة من الانتقادات وكذلك من الاتهامات لهذا الحزب الوليد ومنها تعمّده استغلال إمكانيات وموظّفي الدولة، وهو ما نفاه بشكل قاطع حاتم العشي في هذا الحوار المطوّل مع «الصباح»..
حوار أتى من خلاله الوزير الأسبق لأملاك الدولة والشؤون العقارية على جملة من الملفات ومنها ملف المصادرة وما أثير مؤخرا من طرف هيئة الحقيقة والكرامة حول المبالغ الطائلة التي عرض أصهار الرئيس المخلوع بن علي دفعها لقاء الصلح، كما تحدّث حاتم العشّي عن مستقبل حزب «تحيا تونس» في الحكم وعلاقته بحركة «النهضة» وحظوظه بعد انتخابات 2019، ومسألة ترشّح يوسف الشاهد من عدمها للانتخابات الرئاسية القادمة، وكذلك مسألة ترشّح رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لعهدة ثانية.. كما تم التطرّق في هذا الحوار الى قضية حرب الحكومة على الفساد وموقفها من قضية «الجهاز السرّي»…
 

* بعد مغادرتك لوزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية، غبت عن المشهد العام واليوم تعود الى الحياة السياسية من بوابة حزب «تحيا تونس».. لو تحدّثنا عن هذه العودة؟
– قد أكون غبت عن المشهد العام ولكن لم أغب عن السياسة وبقيت متابعا للشأن العام بشكل يومي، لأن من اشتغل في الدولة لا يمكنه أن يقطع مع الشأن العام، وأنا اضطلعت بخطة وزير لمدّة عام وثمانية أشهر وهو ما يجعلك بعد ذلك ودون أن تشعر تتابع الشأن السياسي. ولكن ربما أنا كانت لي جرأة نقد من يحكم أو من يسيّر دواليب الدولة، وليس كبقية الوزراء ممن غادروا مناصبهم وانتهى بالنسبة لهم الموضوع، وحتى عندما تقع أخطاء كنت أجد الشجاعة في المطالبة باستقالة الوزير المسؤول..

* كيف تحكم على تجربتك كوزير على رأس وزارة كانت محلّ جدل في أكثر من مناسبة؟
– عندما كنت في الوزارة كانت هناك خطّة عمل على خمس سنوات، حيث أردت إحداث مجلّة الأملاك الوطنية وكذلك إحداث ديوان أعوان وإطارات أملاك الدولة والملكية العقارية ومركز البحوث والدراسات، بالإضافة إلى قانون جديد للمصادرة المدنية الذي يُلغي مرسوم المصادرة.. كان هناك برنامج كامل لما يتعيّن علينا القيام به، وللأسف إكراهات السياسة ربما حالت دون إتمام هذا المشروع الذي كان مُخطّطا له على خمس سنوات.

* وكيف تحكم على الوزارة بعد مغادرتك؟
– أستطيع نقد كل الوزارات ولكن لا أستطيع نقد من أتى بعدي.. والحقيقة الأستاذ كورشيد قام بمجهود كبير بما في ذلك مجلّة الأملاك الوطنية اشتغل عليها لشوط، كما تم استرجاع نسبة كبيرة من الأراضي وليس لدّي الحق في نقد الوزارة التي كنت فيها أو من آتى بعدي من وزراء لأني لن أكون أفضل منهم..

* اليوم تقول رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة أن المكلّف العام بنزاعات الدولة رفض الصلح وحرم خزينة الدولة من أموال بمئات المليارات كان سيدفعها كل من بلحسن الطرابلسي وصخر الماطري؟
– أنا ملم بملفات الوزارة الى حدود يوم 26 أوت 2016، ولا أعرف ما حدث بعد ذلك..

* الى ذلك الوقت، هل كانت هناك رغبة في صلح من الأشخاص الذين ذكرتهم لك؟
– نعم صحيح.. بلحسن الطرابلسي بعث بمراسلة يطلب من خلالها الصلح مع الدولة وبعث حتى برسالة اعتذار للشعب التونسي..

* وهل كان بالفعل سيدفع 1000 مليار لقاء هذا الصلح؟
– لا اعرف هذا كله، ربما تم طرحه بعد مغادرتي للوزارة.. لأنه وقتها طلب الصلح من خلال فريق محاميه دون تحديد مبلغ لهذا الصلح.. بالنسبة لصخر الماطري ليس لي أدنى علم بالموضوع وسليم شيبوب قام بصلح مبدئي.. في الفترة الأولى كانت هناك علاقة بين المُكلّف العام بهيئة الحقيقة والكرامة مهنيا.. وقد قمنا بما يتوجّب علينا القيام به.

* اليوم بعد ثماني سنوات من الثورة، كيف يمكن أن نحكم على مرسوم المصادرة؟
أنا اعتبره مرسوما ظالما.. صحيح مرسوم أتى في سياق الثورة ولكنه كان ظالما وأنا اليوم بصدد تحضير كتاب حول هذا المرسوم لأنه بقدر ما كانت المصادرة فيها نوع من العدالة، بقدر ما كان مرسوم المصادرة ظالما لأنه اعتمد منهجية القائمات وهو ما سلّط ظلما كبيرا على عدد من الأفراد وآخرهم زياد الجزيري الذي اتصلت به وجلسنا وتحدّثنا.

* لو ثبت فعلا أن بلحسن الطرابلسي كان يريد أن يدفع 1000 مليار مقابل الصلح… لما في تقديرك قد ترفض الحكومة ذلك؟
– لا أتصوّر للحظة أن الحكومة التونسية اليوم وفي هذا الظرف الراهن تكون لديها فرصة الحصول على مبلغ 1000 مليار لقاء الصلح وترفض.. هذا لا يتصوّره عقل إنسان طبيعي.. مستحيل…

* هل استفادت الدولة التونسية بعد ثماني سنوات من قانون المصادرة؟
– لا أرى أن الدولة استفادت كثيرا من هذا القانون.. ربما تكون قد جنت بعض الأموال ولكن العقارات والأملاك التي تمت مصادرتها تدهورت قيمتها كثيرا..

* هل قامت الدولة بحماية الأملاك المصادرة؟ بمعنى آخر هل أن الدولة عندما أصدرت هذا المرسوم كانت جاهزة بتصوّر ورؤية شاملة لفعل المصادرة؟
-لا، لم تكن الدولة حاضرة كما يجب في علاقة بملف المصادرة ولم تقم بأي حماية لهذه الأملاك المصادرة، وقد رأينا عمليات نهب وسلب وسرقة لهذه الأملاك.. في العادة عند إقرار المصادرة لا بدّ من إقرار لجان حراسة لحماية هذه الممتلكات وليس بوضعها تحت التصرّف القضائي أو ما شابه، لأن شخصا وحيدا على رأس مؤسسة مصادرة لن يفعل الكثير لحمايتها.

* كيف تحكم على أداء «الكرامة القابضة» في علاقة بالأملاك المصادرة؟
– بالنسبة لي شركة «الكرامة القابضة» فشلت في مهمتها وفي أداء الأعمال المنوطة بعهدتها.

* عندما صرّحت بأن حزب «تحيا تونس»، الذي ما زال في مرحلة التأسيس، ناهز عدد منخرطيه المائة ألف أثار تصريحك جدلا كبيرا… كيف تعلّق على الأمر؟
– أنا متعجّب أن بعض القنوات اخذوا المسألة بتهكّم.. أنا أوّلا لست متعوّدا على الكذب.. حاليا هذا الحزب لديه مداخيل متأتية من 102 ألف منخرط.. وبعد عملية التثبّت في الانخراطات هناك اليوم 82 ألف منخرط سيشاركون في المؤتمر التأسيسي والبقية سيكونون منخرطين الى حين استكمال ملفات الانخراط.

* خصومكم يتهمون حزبكم بأنه حالة هجينة في الأحزاب السياسية التي تتكوّن ثم تطمح للوصول إلى السلطة وإدارة الدولة، ولكن حزبكم وُلد من رحم الدولة لدعم رئيس حكومة يحكم بالفعل؟
-(مقاطعا) هو ليس حزبي.. أنا لست منخرطا في «تحيا تونس» وأنا إلى حد الآن شخصية مستقلة تأخذ مسافة من جميع قواعد وقيادات الحزب. أنا فقط أشرف على لجنة الاقتراع..

* أنتم متهمون اليوم باستغلال إمكانيات وموظّفي الدولة للانخراط في «تحيا تونس»؟
– أنا لم الحظ ذلك، والدليل أن الفضاءات التي تم كراؤها للمؤتمر هي من عند الخواص.. المؤتمرات المحلية والجهوية ستتم في فضاءات تابعة للخواص.. أين في كل ذلك يتم استغلال إمكانيات الدولة.. يُقال هذا الكلام فقط لأن هذا الحزب يُساند رئيس الحكومة يوسف الشاهد.

* كذلك أغلبية الوزراء في الحكومة انخرطوا في الحزب؟
– نعم، انخرط بعض الوزراء في الحزب.. أين الجرم في ذلك؟

* لماذا لم تنخرط أنت في الحزب؟
– الإشراف على الانتخابات يجب أن يكون من شخصية مستقلة وهذا ما اتفقنا عليه منذ البداية.

* ما الذي يميّز حزب «تحيا تونس» عن حزب «نداء تونس» وعن بقية الأحزاب؟
– الأشخاص الغاضبون من «نداء تونس» التحقوا بـ»تحيا تونس»، والغاضبون من «آفاق تونس» التحقوا بـ»تحيا تونس»، والغاضبون من «الوطني الحرّ» التحقوا بـ»تحيا تونس»…

* يعني اليوم حزب «تحيا تونس» هو حزب الغاضبين من أحزابهم؟
– إلى حدّ ما يمكن اعتبار ذلك صحيحا.. ولكن هناك أشخاص جدد التحقوا بالحزب لأنهم وجدوا فيه «شيئا جديدا» وغير مستهلك.

* ما هو هذا «الشيء الجديد» والمختلف؟
– المختلف أنه حزب جديد، بمعنى أنه أشاع في الناس إحساسا بأن هذا الحزب سيُحدث تغييرا في المشهد برمّته، لأنه حتى ولو قلنا انه يساند رئيس الحكومة، والبعض قد يقول انه اليوم في الحكم، فماذا قدّم او يمكنه أن يقدّم؟ هنا انا اقول ان رئيس الحكومة لا يحكم لوحده، هناك من معه في الحكم.. وبالتالي لا يمكن تحميل رئيس الحكومة حتى ولو كان رأس السلطة الحصيلة السيئة للحكم.. والناس لديها أمل في أن حزب «تحيا تونس» سيساند يوسف الشاهد على أن يكون موجودا في الحكم ويستطيع أن يحدث التغيير..

*يحكم من قرطاج أو من القصبة؟
– انا لا أستطيع ان اجزم لأن الأمر من شأن رئيس الحكومة ويُسأل عنه.. انا اعتقد ان حزب «تحيا تونس» سيشارك في الاستحقاق التشريعي بالأساس ولكن هم من سيقررون ترشيح الشاهد الى الرئاسيات من عدمه..

*  «النهضة» عبّرت عن دعمها لترشيح يوسف الشاهد؟
– من عبّر عن الدعم هي قيادة الحركة، ولكن للقواعد أيضا رأيها فيمن تدعم من المرشّحين، وحتى لو طلبت منهم القيادة دعم مرشّح يمكن أن لا يستجيبوا لذلك. ولكن بالنسبة ليوسف الشاهد إذا تم ترشيحه من حزبه فسيدعمه الى النهاية، وهو لديه أنصاره ومؤيّدوه وهذا داخل في إطار لعبة سياسية.

* هل تتوقّع نجاح مؤتمر «تحيا تونس»؟
– الى حدّ الآن هناك عدّة توافقات في الجهات والمحليات، وهذا التوافق على المستوى الجهوي أو المحلّي سهّل أعمال اللجان المشرفة على إعداد المؤتمر. فعلى مستوى مدينة تونس هناك المقترح في البداية ثلاث قائمات وفي النهاية تم الاتفاق على قائمة واحدة..

* كفاعل سياسي، كيف تقرأ مقولة الباجي قائد السبسي بمناسبة عيد الاستقلال بأنه ينتظر «عودة الشاهد»؟
– أعتقد أن المقصود بالعودة هو العودة الى العلاقة الطيبة وكل ذلك في مصلحة تونس وليس العودة الى الحزب.. لأن الباجي قائد السبسي عندما يتحدّث هنا يتحدّث كرئيس للجمهورية ولا أتصوّر أنه كان يقصد عودة الشاهد الى الحزب.. بل يقصد العلاقة المهنية وإذابة الجليد بين القصبة وقرطاج وعودة حتى على المستوى الشخصي بعد فتور في العلاقة..

* لو رشّح حزب «نداء تونس» بعد مؤتمره رئيس الجمهورية لعهدة ثانية، هل تعتقد أن الشاهد سيدعمه وهو الذي صرّح في وقت سابق بأنه يدعم ترشيح الباجي قائد السبسي للرئاسة؟
– … ولم يقل يوما العكس.. لا أتصوّر أن يوسف الشاهد سيتراجع في دعمه لرئيس الجمهورية في صورة ترشّحه، ثانيا أرى أن رئيس الجمهورية من حقّه أن يترشّح ويستطيع حزبه ترشيحه ولكن لا اعتقد ان الباجي قائد السبسي سيترشّح وبنسبة كبيرة جدّا.

* وكيف ترى مستقبل حزب «نداء تونس» بعد مؤتمره القادم؟
– ماذا بقي في «نداء تونس» اليوم؟.. ولا أعتقد أن المؤتمر القادم سينقذ النداء الذي تحوّل من حزب كبير الى حزب صغير.. هو فقط يتقهقر.. ثم بأي قواعد سيخوضون هذا المؤتمر؟!

* أين ذهبت قواعده، أم أن حزب تحيا تونس «ابتلعها»؟
– أغلبهم فعلا ذهب الى «تحيا تونس»…

* ألا ينافسكم حزب عبير موسي في هذه القواعد؟
– حزب عبير موسي ظاهرة تستطيع أن تظفر بأصوات، ولكنها لن تدوم، لأن الأحزاب المنبثقة عن التجمّع كثيرة وجزء كبير منها غير قابل بخطاب عبير موسي وخاصّة خطابها الاستئصالي والاقصائي، الذي لا يؤدّي الى أي نتيجة لأننا جميعا مضطرين لنتعايش معا.

* كيف تقرأ موقف حركة النهضة عندما تخلت عن الباجي قائد السبسي ودعمت بقوّة يوسف الشاهد؟
– حركة النهضة تشتغل بناء على مصالحها وهي تعدّ العدّة الى ما بعد 2019، مع من ستحكم أو تتوافق…

* توقعاتك بالنسبة للمشهد السياسي بعد انتخابات 2019؟
– أتوقّع أن يكون المشهد قريبا من 2014، وحزب «تحيا تونس» سيكون في المرتبة الأولى أو الثانية مع وجود مقاعد للجبهة الشعبية وحزب عبير موسي وحزب التيار، وحزب «نداء تونس» سيكون موجودا ولكن بعدد محدود من المقاعد، وعملية سبر الآراء في شهر

الصباح نيوز

 

البارزة, حوارات, ندوات ودراسات 0 comments on بالفيديو // كمال بن يونس : قضايا الأمن القومي ينبغي أن تتصدر مقررات القمة العربية في تونس

بالفيديو // كمال بن يونس : قضايا الأمن القومي ينبغي أن تتصدر مقررات القمة العربية في تونس

منية العيادي

اعتبر رئيس مؤسسة ابن رشد للدراسات الإعلامي و الأكاديمي كمال بن يونس في كلمته التي ألقاها بالمناسبة أن قضايا الأمن القومي ينبغي أن تتصدر مقررات القمة العربية في تونس التي تستعد جامعة الدول العربية لتنظيمها في دورتها ال30 موفى شهر مارس الجاري .

و أضاف أن هذه القمة تأتي في مرحلة تشهد تطورات داخلية و تعقيدات سياسية و أمنية و عسكرية جيواستراتيجية اقليميا و دوليا و تنعقد بتونس في ظرف تضاعفت في الدول العربية من شمال إفريقيا إلى الخليج مؤشرات إحداث تغييرات داخلية و اقليمية سريعة ، و إعادة رسم خارطة المنطقة خدمة لأجندات أجنبية و مصالح متضاربة.

و تابع أن الدول العربية تواجه من المغرب إلى المشرق منذ مدة مشاريع عديدة لإحداث متغيرات استراتيجية داخلها هدفها بناء نظام إقليمي جديد يكون العرب طرفا هامشيا فيه ، و ينال من ثوابت الأمن القومي العربي و مرجعيات العمل العربي المشترك وعلى رأسها احترام السيادة الوطنية و الوحدة الترابية لكل الدول الأعضاء و بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمة مدينة القدس العربية .

و قال بن يونس إن الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة يواجهون عشية الانتخابات الاسرائيلية مزايدات بين المترشحين من اليمين في اعلان رفض التنازل عن أي شبر في القدس و الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد حرب جوان / حزيران 1967 و قبلها و توشك سياسات الاستيطان أن تبتلع نهائيا كامل القدس و الضفة الغربية بعد سن مجموعة من القوانين، منها قانون “تبيض الأراضي و المستوطنات” الذي يسمح باحتلال أي أرض فلسطينية، و قانون “القومية” الذي يعتبر أن كل فلسطين هي أرض ما تسمى “دولة إسرائيل”.

و أوضح أن سلطات الاحتلال الاسرائيلية تسعى إلى ربط القدس المحتلة بمستوطنة “معاليه أدوميم” شرق القدس، ليشطر الضفة الغربية شمالا و جنوبا في المشروع الاستيطاني المعروف بـE1″ مضيفا أن المشروع الأهم بالنسبة لسلطات الاحتلال الاسرائيلي هو المستوطنات المتمركزة حول القدس المحتلة، و التي تسعى لتسميتها بــ”القدس الكبرى”،.

و شدد على أن في كثير من الدول العربية و بينها الدول المغاربية استفحلت مؤشرات عدم الاستقرار و التدخلات الأجنبية بما تسبب في توظيف إرادة الشعوب في الكرامة و التحرر و نضالاتها من أجل الاصلاح و التغيير والحريات و الكرامة خدمة لمصالح و استراتيجيات استعمارية جديدة .

و خلص بن يونس إلى أن من بين الرسائل التي ينبغي أن يتوجه بها الإعلام الوطني و القومي النزيه و المثقفون و صناع القرار في المجتمع المدني عشية هذه القمة العربية ما يلي :

أولا : لابد أن تكون أولوية قمة تونس ومؤسسات العمل العربي المشترك التمسك بثوابت الأمن القومي والحق في التحرر من كل أشكال الهيمنة الأجنبية والاحتلال بكل أشكاله وتعبيراته .

ثانيا : اعتبار المثقفين والإعلاميين الوطنيين ضمير الأمة يعبرون عن ثوابتها الوطنية والقومية التحررية ، مهما كانت المواقف السياسية الظرفية التي قد يتخذها بعض السياسيين .

ثالثا : دعوة وسائل الاعلام والإعلاميين والمثقفين التونسيين والعرب إلى احترام قواعد المهنة وأخلاقيات العمل الصحفي وتجنب السقوط في الانحياز والانخراط في لعبة المحاورالاقليمية والدولية أو تبرير الارهاب والاقتتال الداخلي والاجندات الاجنبية عند تغطية الصراعات السياسية والنزاعات المسلحة .

رابعا : أن تبقى قضية تحرير فلسطين وانهاء الاحتلال عن الأراضي المحتلة من قبل اسرائيل منذ عقود على رأس أولويات الساسة والاعلاميين و المثقفين التونسيين و العرب .

البارزة, حوارات, ندوات ودراسات 0 comments on بالفيديو // فراس أبو هلال: المطلوب من الإعلاميين العرب رفض كل محاولات التشريع للتطبيع على حساب القضية الفلسطينية

بالفيديو // فراس أبو هلال: المطلوب من الإعلاميين العرب رفض كل محاولات التشريع للتطبيع على حساب القضية الفلسطينية

منية العيادي

 

اعتبر الباحث الفلسطيني المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط، فراس أبو هلال أن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطنيين فقط بل قضية كل العرب و بذلك يكون الصراع عربيا- اسرائيليا و ليس فلسطينيا-اسرائيليا لأنه يؤثر بشكل يومي و مباشر على كل عربي و على كل دولة عربية قائلا إن محاولات حل القضية الفلسطينية في إطار صفقة القرن و هو ما اعتبره الجزء غير الواضح من هذه الصفقة لأنه يهدف إلى حل دون الحد الأدنى مما يقبله الفلسطنيون و دون حتى ما ينص عليه القانون الدولي و الاتفاقات السابقة مع أن هناك الكثير من العرب و الفلسطنيين لا يوافقون أصلا على هذه الاتفاقات و مع ذلك فما هو مطروح حسب التسريبات لا يرقى إلى هذه الاتفاقات و لا يطال الحد الأدنى من المتطلبات الفلسطينية، على حد تعبيره .

و أضاف خلال ندوة فكرية عقدها منتدى ابن رشد و الشبكة العربية لعلوم الإعلام و الاتصال و رابطة تونس للثقافة و التعدد بالتعاون مع مركز تونس لجامعة الدول العربية حول” المستجدات الجيوستراتيجية و انعكاساتها على الإعلام و الأمن القومي”، أن الجزء الآخر من الصفقة و هو التطبيع مع اسرائيل يهدف إلى إقامة علاقات طبيعية و علاقات سلام بين الدول العربية و دولة الاحتلال و باعتبار أن الصراع العربي-الاسرائيلي (و هو سبب عدم وجود علاقات) سينتهي مشيرا إلى أنه مع تمنع الفلسطنيين و صعوبة تنفيذ هذه الصفقة أو جزء منها ، يجري الانتقال إلى الجزء الثاني من الصفقة على قضية التطبيع و على إقامة علاقات من قبيل لقاءات علنية أو سرية هنا و هناك و من قبيل الحديث عن منطومة دفاعية أو بعض ما سمته وسائل الإعلام الغربية و حتى مؤسسات الدولة الأمريكية بالناتو العربي .

و اتهم فراس أبو هلال بعض العرب سواء دول أو إعلام رسمي بالترويج للتطبيع عبر التصريحات الرسمية أو التغطيات الإعلامية أو حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي الموجهة التي تسعى إلى تصوير الفلسطيني على أنه عدو و الترويج لكونه هو من باع أرضه و بات مرتزقا في هذه الدولة أو تلك كما يتم عبر هذه الوسائل الموجهة التسويق لكون القضية الفلسطينية لم تعد أولوية لدى الشعوب العربية رغم أن هذا الصراع مؤثر على كل الدول العربية و ليس على فلسطين فقط.

و وصف أبو هلال إسرائيل برأس حربة المشروع الغربي قائلا إنها وجدت لتفكيك أي محاولة لإقامة مشروع نهضوي عربي و بالتالي فإن القول بأن القضية الفلسطينية تراجعت هو محاولة لإنقاذ الجهات الرسمية التي تريد الترويج لفكرة التطبيع ضمن إطار صفقة القرن .

و شدد على أن القضية الفلسطينية أو الصراع العربي الفلسطيني أصبح يقدم كقربان في إطار التمحورات العربية التي تجري الآن حيث أصبحت القضية الفلسطينية الورقة التي تقدم بكل أسف للغرب لأجل إرضاءه أو لأجل الحصول على الشرعية أو لأجل الحصول على دعم الدول الغربية ليس في صراعاتها مع الخارج بل في الغالب في الصراعات مع الجيران العرب.

كما أشار أبو هلال إلى أن المطلوب اليوم من الإعلاميين العرب رفض كل محاولات التشريع للتطبيع و فتح العلاقات مع الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية و فضح كل محاولات جعل التطبيع حدثا عاديا لأن ما يجري الآن هو محاولة لكي الوعي العربي و تغييبه تجاه القضية الفلسطينية.

حوارات 0 comments on رضا بلحاج : رفعنا قضية ضد الهيئة السياسية لـ”النداء”..و لا شرعية لحافظ قائد السبسي

رضا بلحاج : رفعنا قضية ضد الهيئة السياسية لـ”النداء”..و لا شرعية لحافظ قائد السبسي

كشف القيادي بنداء تونس رضا بلحاج انه ومجموعة المكتب التنفيذي للحزب رفعوا امس قضية ضد الهيئة التأسيسية للحركة وذلك لعدم أهليتها قانونيا وسياسيا لقيادة الحزب بعد ان فقدت صلاحيتها منذ جويلية  2016 وفق قوله.
وقال بلحاج في تصريح لـ”الصباح نيوز”  ان “الهيئة السياسية لا تملك اَي شرعية لقيادة “النداء” وهو ما دفعنا لممارسة حقنا في التقاضي وفق حجج ولوائح دامغة من شانها ان تنصفنا وتعيد الحزب الى أصحابه الأصليين ، واضاف بلحاج ان العمل جار على اعادة ترتيب البيت الداخلي للنداء من خلال قيام المكتب التنفيذي بدعوة كامل الندائيين دون استثناء للعودة للحزب.
وختم بلحاج بالقول انه وبقية المتقاضين سيقدمون ملفا في الغرض الى رئاسة الحكومة حول هذه الوضعية القانونية.

حوارات 0 comments on زهير المغزاوي: الجزائر يصعب اختراقها و شعوب المنطقة بما فيها تونس سترفض تكرار ما وقع في سوريا و العراق

زهير المغزاوي: الجزائر يصعب اختراقها و شعوب المنطقة بما فيها تونس سترفض تكرار ما وقع في سوريا و العراق

عزيزة بن عمر

قنبلة ديبلوماسية من العيار الثقيل، حينما كشف النقاب عن مخطط أمريكي لنقل السيناريو السوري إلى دول مغاربية بدأته واشنطن بإشعال بؤر توتر طائفي وعرقي في المغرب و الجزائر.

و أوضحت تقارير إعلامية فرنسية، آنذاك أن الديبلوماسي المذكور الذي سبق أن عمل سفيرًا لفرنسا في العراق و تونس، لم يتردد في القول بأن الجهات الدولية التي تحرك خيوط مواجهات عسكرية وشيكة في الشرق الأوسط، بدأت تتحرك لرسم حدود داخلية في أكبر دولتين مغاربيتين في إشارة إلى المغرب و الجزائر.

و تعليق على الموضوع ، قال الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي إن هناك أجندات خارجية تعمل من أجل تقسيم الجزائر و العمل على ضرب وحدتها عبر خلق العديد من المشاكل.

كما أضاف المغزاوي أن الجزائر تعتبر من أهم دول المنطقة المعروفة بثوابتها الوطنية الشيء الذي جعلها اليوم عرضة للتدخلات الخارجية أكثر من أي وقت مضى و عرضة للمكائد” نتذكر العشرية التي عرفتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي ” عشرية الارهاب ” التي حاولت تدمير الجزائر و الجيش الجزائري لولا تدخل الرئيس الحالي عبد العزيز بو تفليقة في الحفاظ على وحدة هذا البلد .

و أوضح أمين عام حركة الشعب بأن الجزائر ليست بمنأى إلى حد الان من كل هذه المحاولات ، مضيفا أن سوريا لما تعرضت إلى مؤامرة تعرضت إلى مؤامرة لأنها دولة وطنية و لأنها تقوم بدور معادي للقوى الاستعمارية و القوى الصهيونية .

و تابع قائلا “فاليوم هناك العديد من المحاولات لضرب الجزائر و تقسيمها لما تقوم به من دور وطني لا يرضي “الأطراف الظلامية “، مشددا على دور تونس في الوقوف إلى جانب الشعب الجزائري الشقيق ” لأن أمن تونس من أمن الجزائر ” وفق تعبيره .

كما أكد عضو البرلمان بأن أي تدخل في الجزائر ” لا قدر الله” سيكون له انعكاساته على تونس لأن استقرار الجزائر من استقرار تونس و أن أمن الجزائر من أمن تونس و أن وحدة الجزائر من وحدة تونس “،

و أشارالقيادي إلى أن شعوب المنطقة بما فيها تونس سترفض تكرار ما وقع في سوريا و العراق، و أن بنية الدول المستهدفة تمنحها مناعة ضد ذلك، خاصة تونس التي فشل الإرهاب الأعمى في أن يزعزع أمنها و إستقرارها.منبها إلى ضرورة التفاف الشعب التونسي مع الجزائريين و أن يكون لكلا الطرقين الوعي الكافي من المخاطر التي تستهدف وحدة الشعب الجزائري و أمن المنطقة بشكل عام .

كما أشار المغزاوي أن استهداف الجزائر هو مخطط صهيوني استعماري يستهدف هذه الأمة ” ضرب جيوشها الوطنية دولها الوطنية إلى غير ذلك ، هذا المخطط انطلق منذ حرب الخليج إلى الإطاحة بصدام حسين وصولا إلى ليبيا و ما يحصل فيها اليوم من تناحر و اقتتال أتى على الأخضر و اليابس .

يذكر أن واشنطن كانت قد رشحت 18 دولة عربية للتقسيم هذا و في منتصف ديسمبر 2013، بحسب ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” انذاك وثيقة سياسية ادَّعت أنها جمعت معلوماتها من خبراء و مؤرخين ومختصّين في شؤون الشرق الأوسط و شمال افريقيا وكان من الطبيعي أن تثير تلك الوثيقة اهتمام زعماء المنطقة، خصوصاً أنها تحدثت عن “الربيع العربي” كمدخل لتفكيك الشرق الأوسط إلى دويلات إثنية و طائفية وعشائرية. وقالت الصحيفة إن بلوغ هذه الغاية سيتم عبر سلسلة نزاعات محلية و إقليمية يؤدي عنفها، في النهاية، إلى التخلص من حدود سنة 1916.

أي الحدود التي رسمها الديبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو ونظيره البريطاني مارك سايكس. لهذا، حملت تلك الاتفاقية اسمَيهما كشهادة على سيناريو خضع لرغبة المنتصر في الحرب العالمية الأولى، لا لرغبة سكان البلدان التي رسما حدودها المقتطعة من الإمبراطورية العثمانية المهزومة. وتدّعي “نيويورك تايمز” أن المشرفين على مراكز القرار بالنسبة لهذه المسألة الخطيرة لا يتحدثون عن تقسيم دول المنطقة، بل عن تصحيح خطوط اتفاقية سايكس – بيكو.

حوارات 0 comments on “تحيا تونس” : اختيار شوقي قداس لرئاسة لجنة إعداد مؤتمر الحركة

“تحيا تونس” : اختيار شوقي قداس لرئاسة لجنة إعداد مؤتمر الحركة

أعلن اليوم المنسق العام لحركة تحيا تونس سليم العزابي، رسميّا عن حركة تحيا تونس ، مضيفا أنه تمّ اختيار شوقي قداس كشخصية وطنية مستقلة لرئاسة لجنة إعداد مؤتمر الحركة ، دون الانتماء للحزب، ونجلاء ابراهم العضو السابق بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات كرئيسة اللجنة الاستشارية للخبراء.

وأكد العزابي أن انطلاق المسار التأسيسي للحركة سيكون يوم 2 مارس المقبل بحملة ترويجية للانخراطات، مشيرا في ذات الصدد إلى أنّ الحركة قامت بعدد من الاجتماعات والمشاورات مع أطراف سياسية من العائلة الديمقراطية.

وشدّد العزابي على أن المشاورات متقدمة اليوم مع حركة مشروع تونس والبديل وحزب المبادرة إضافة إلى شخصيات وطنية دستورية على غرار منذر الزنايدي

أخبار, البارزة, حوارات 0 comments on عبد المجيد الشرفي في حديث صحفي: دراستي للردود على النصارى و الجدل الديني أدت بي إلى نتيجة هامة جدا و هي عقم المماحكات الدينية

عبد المجيد الشرفي في حديث صحفي: دراستي للردود على النصارى و الجدل الديني أدت بي إلى نتيجة هامة جدا و هي عقم المماحكات الدينية

حديث حول المفكر.. المثقف و الإنسان
**  أسمح لنفسي بأن أكون ملتزما بالخيارات التي أراها صائبة سواء جاءت من اليمين أو من اليسار
** لا أتحمل أن تحد حريتي بأي تعلة كانت ولا أجيب عن الجدل العقيم
** الطاهر شريعة وراء تعلقي بالسينما و”إقامتي الجبرية” في مدرسة والدي كانت بين كنوز من الكتب
** تونس في حاجة إلى بيداغوجيا سياسية والدولة تنقصها الجرأة لذلك

نخصص بداية من اليوم وبصفة متواترة مساحة  للمفكرين والمثقفين والمبدعين في بلد يحتل السياسيون فيه جل المنابر الإعلامية، إذ تعج هذه المنابر بأحاديث السياسة إلى حد التخمة، مقابل ذلك يكاد يغيب صوت المثقف الذي من المفروض أن يكون في صدارة المشهد العام في المجتمعات التي تمر مثل تونس، بمرحلة انتقالية تتخللها العديد من الصعوبات والتحديات.

وأول ضيوفنا في هذه المساحة هو الأستاذ عبد المجيد الشرفي رئيس المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون (بيت الحكمة بقرطاج) والباحث المختص في تاريخ الفكر الإسلامي. وبطبيعة الحال لا يحتاج الأستاذ عبد المجيد الشرفي للتعريف فأعماله ومسيرته بالجامعة (أستاذا وعميدا  لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية  بتونس) تدل عليه، لكن فقط نشير إلى أنه اصدر عديد  المؤلفات نذكر من بينها على سبيل الذكر لا الحصر “الإسلام والحداثة” و”المسلم في التاريخ” و”الإسلام بين الرسالة والتاريخ” و”مرجعيات الإسلام السياسي” و”المصحف وقراءاته” وغيرها.
والأستاذ عبد المجيد الشرفي هو أستاذ زائر في العديد من الجامعات العربية والأوروبية وشغل أول كرسي اليونسكو للأديان المقارنة بين سنتين 1999 و2003.

وقد شارك مؤخرا في لجنة إعداد مشروع قانون الحريات والمساواة المثير للجدل في انتظار عرضه على أنظار مجلس النواب، كما كان عضوا بالهيئة  العليا لتحقيق أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي والإصلاح السياسي التي انتصبت بعد سقوط نظام بن علي في 14 جانفي 2011 وواصلت عملها إلى غاية  تنظيم أول انتخابات ديمقراطية في أكتوبر من نفس العام.

وقد سعينا في هذا الحوار إلى التعرض إلى عدة جوانب في حياة ضيفنا وإلى مسيرته العلمية والمعرفة، وأردنا أن نقدم صورة قريبة ما أمكن من الواقع حول عبد  المجيد الشرفي، المفكر والجامعي والباحث والإنسان،  فكان الحديث التالي :
 

للطفولة دور حاسم في تكوين شخصية الإنسان، فأية ذكريات تحمل عن هذه الطفولة ؟

 

أحمل ذكريات طيبة عن طفولتي في صفاقس لأنها كانت فيها حياة ثقافية نشيطة فقد كوّن المرحوم الطاهر شريعة نوادي السينما انطلاقا من صفاقس وكانت هناك في مدينتي حركية فكرية وجمعيات ورحلات ونشاط مسرحي.

وساهم كل هذا في تكوين شخصية الطفل والشاب وفيما بعد أصبحت صفاقس مدينة اقتصادية ولم تعد تحتل الثقافة فيها مركزا مهما رغم أن الحياة الثقافية بدأت تعود رويدا رويدا للمدينة بعد تأسيس جامعة صفاقس.

وأعتبر نفسي شخصيا محظوظا لأني نشأت في وسط اجتماعي يهتم بالمسائل الثقافية رغم أني أنحدر من عائلة تقليدية.
فوالدي كان مدير مدرسة ابتدائية قرآنية وكان تكوينه زيتونيا بالأساس لكنه تعلم الفرنسية وتحصل على الشهادة الابتدائية.

وأعتقد أن مزية الوالد علي مزية كبيرة لأنه لم يسع إلى أن التحق بالزيتونة لأنه كان واعيا بتدني التعليم الزيتوني في تلك الفترة، وكذلك فعل جل شيوخ الزيتونة في تونس، إذ فضلوا تسجيل أبنائهم في المدارس العصرية.

أما تأثير الوالدة فقد كان تأثيرا نفسانيا عاطفيا فقد كانت أمية لكنها ساعدتني بطريقتها على التعلّم.
كل مثقف أو مبدع أو مفكر عادة ما يعيش لحظة مميزة أو مختلفة في طفولته أو في شبابه المبكر تكون حاسمة في تحديد مسيرته، فهل عشت موقفا أو حدثا تعتبر أنه لولاه ربما لكانت حياتك العلمية والمعرفية مختلفة؟

أنا كنت طفلا مشاكسا وقد استوجب ذلك عقابي بأن حكم علي بالذهاب مع أبي إلى المدرسة يوميا تقريبا وكانت هناك مكتبة بهذه المدرسة زاخرة بالكتب المتنوعة واستفدت من هذه “الإقامة الجبرية” ومنها تعلمت حب القراءة اذ كنت امام كنوز من الكتب.

 

بعد الأسرة، يتأثر الإنسان بالخصوص بالمعلم وبالأستاذ، فكيف كانت مسيرتك المدرسية وأي من المعلمين أو الأساتذة تركوا فيك تأثيرا خاصا ؟

كنت كامل دراستي أصغر أبناء فصلي وذلك تقريبا من السنة الأولى ابتدائي إلى الجامعة.

وقد تأثرت بالكثير من المعلمين والأساتذة التونسيين والأجانب. أذكر مثلا أستاذة التاريخ والجغرافيا وهي  فرنسية وكانت هي التي أمدتني بأول اسطوانة في الموسيقى السمفونية لأنها لاحظت ربما على اثر سؤال اهتمامي بهذا النمط الموسيقي فأمدتني بهذه الإسطوانة  وكان علي بطبيعة الحال في ذلك الوقت أن أتدبر أمري وأن أطلب آلة مشغلة من باب السلفة، للاستماع إلى السمفونية.

أذكر كذلك أستاذا للفلسفة كان متميزا لأنه قال لنا منذ الحصة الأولى لن أعلمكم شيئا والمعارف التي لديكم سأعلمكم كيف تستغلونها بطريقة منهجية وعقلانية

أذكر من الأساتذة الذين أثروا في الطاهر شريعة الذي كان أستاذي ثم أصبح صديقي. وعموما، لقد تأثرت بالكثير من الأساتذة لكن بعضهم لم يترك في أي اثر.

 

نعرف من خلال سيرتك أنك درست العلوم التجريبية قبل التخصص في الفلسفة، هل كان من اليسير التنقل من العلوم إلى الفلسفة ؟

كان هناك قسم الفلسفة وقسم العلوم التجريبية وقسم الرياضيات في المعهد وفي الحقيقة تكويني مزدوج لأني كنت في قسم العلوم بالنسبة للجزء الأول من الباكالوريا ثم اخترت الفلسفة في الجزء الثاني وكنا في قسم الفلسفة حوالي 20 تلميذا بالنسبة للجنوب التونسي كله وأربعة تلاميذ من فصلنا أصبحوا أطباء فقد كان يمكن انطلاقا من قسم الفلسفة متابعة دراسة الطب.

*أنت شاهد على العصر بطبيعة الحال، فهل من مقارنة بين تعليم الأمس و اليوم ؟

صحيح لم يكن التعليم الخاص موجودا ولا الدروس الخصوصية موجودة في تلك الفترة لكن كانت هناك جمعيات نشيطة تتوفر على مكتبات كبيرة وكانت تقدم محاضرات وأنشطة ثقافية مختلفة وكانت الجمعيات تقوم بنشاط مكمل للمدرسة.

 

الجامعة أيضا كانت مختلفة، أليس كذلك ؟

أهم شيء أن عدد الطلبة كان قليلا جديدا لما دخلت إلى الجامعة سنة 1960.

أنا تابعت السنة الأولى من أستاذية العربية بكلية 9 أفريل بالتوازي مع متابعة دروس السنة التحضيرية وهي دروس عامة في الفلسفة والتاريخ وميادين  مختلفة وأنا لي مع جامعة 9 أفريل قصة خاصة.

فهذه الجامعة كانت حينها تضم إدارة الجامعة ودار المعلمين العليا وكلية الآداب وبعض المخابر لكل العلوم ومعهد الصحافة وفي جناح من البناية كانت كلية الشريعة وكان هناك أيضا مبيت دار المعلمين العليا.

وعندما نجحت سنة 1960 في امتحان الباكالوريا لم أشأ أن التحق بدار المعلمين العليا لأنه كان لي طموح أن أواصل تعلمي بعد الإجازة بينما يمضي طلبة دار المعلمين العليا عقدا يلزمهم بالعمل في المدارس الوطنية لمدى 10 سنوات اثر الإجازة مباشرة لذلك سجلت في كلية الآداب.

لكن اثر اندلاع  معركة بنزرت في جويلية 1961 لم يلتحق المتعاونون الفرنسيون بالمدارس التونسية عند العودة المدرسية فسخر كل الطلبة لتعويض المتعاونين الأجانب.

وسخرت أنا من جملة الطلبة للتدريس في معهد فتيات في صفاقس وبقيت فعلا أدرس وأنا حاملا للشهادة الأولى فقط ثم رجع المتعاونون فعدت إلى تونس لمتابعة دراستي لكن ما لاحظته هو أن الذين أعفوا من التسخير هم طلبة دار المعلمين العليا فقلت أنه لا معنى لإصراري على الدراسة خارج هذه المؤسسة فقدمت مطلبا للتسجيل في السنة الثانية في دار المعلمين العليا لكن بقيت مترددا إلى أن اعترضني المرحوم الهادي بوسن الكاتب العام لدار المعلين العليا فقال لي لن يكون لك لا منحة ولا قرض شرفي إن لم تلتحق فورا بالمؤسسة وأنا لم أكن أريد أن أكون عالة على أسرتي وقررت إذن الالتحاق بدار المعلمين العليا.

كنا حينها أربعة أو خمسة في قسم العربية ثم عندما تحصلت على ديبلوم التخرج انتدبت للتدريس في معهد خزندار بتونس ورفضت أن أبدأ عهدا في التدريس بتدريس السنوات الخامسة والسادسة وفضلت الانطلاق بتدريس السنة الأولى والثانية ثم عينت في آخر السنة   للتدريس في المعهد الثانوي بقفصة (المعهد يعد لأول مرة للباكالوريا فاتصلت بالوزارة وكان بها حينئذ ثلاثة مصالح (الثانوي والابتدائي والمصلحة الاجتماعية والثقافية) واشترطت على المسؤول الذي استقبلني وكنا حتى حينما نتخرج يقع استقبالنا كل على حدة (لم نكن عموما أكثر من أربعة أو خمسة متخرجين) اشترطت عليه أن أذهب لسنتين ثم أعود لخزندار. وفعلا عندما نجح تلامذة السنة الخامسة درست السنة السادسة بالمعهد وكونت ناديا بالسينما.

 

يتكرر الحديث عن السينما وعن الطاهر شريعة. كنت إذن من عشاق السينما ؟ 

كنت مغرما بالسينما بفضل المرحوم الطاهر شريعة  بالذات وحتى المعلقات في هذا النادي كنت أكتبها بخط يدي.
وبالطبع كنت أخشى ما أخشاه أن لا يصل الشريط عن طريق القطار في الإبان بل وينبغي أن يصل قبل يوم حتى نتمكن من عرضه في الإبان كما أني  شاركت بصفتي منشطا في نادي سينما في تربص في فرنسا ثم انقطعت عن النشاط عندما دخلت الجامعة لضيق الوقت.
بعد عودتي إلى تونس وبما أنه لم تكن هناك دراسات عليا بعد الإجارة في تونس أعددت لمناظرة  التبريز  وأعددت ديبلوم الدراسات العليا عن طريق المراسلة مع جامعة باريس وبعد نجاحي في مناظرة التبريز خيرت بين كلية الآداب ودار المعلمين العليا وفضلت دار المعلمين العليا لأن مستوى الطلبة كان أفضل.
انتدبت إذن كأستاذ مساعد وكنت أقوم بدروس عامة وهي تحتسب كما لو قدمت درسين موجهين وهكذا بالنسبة لي لست مطالبا بست ساعات تدريس وسجلت بالتوازي في أطروحة الدكتورة في البداية في جامعة باريس ثم عندما أحدثت دكتوراه دولة سجلت بتونس.

 

هل سارت الأمور بالنسبة لك مثلما تسير مياه النهر الهادئ ؟

كل مسيرتي في البحث والتدريس كانت نتيجة بحث وليست منة من أحد.
ولم تكن الأمور بهذه البساطة وكان علي أن اقضي فترات طويلة بالخارج في البحث وفي المكتبات وأن ابقي زوجتي وابني في تونس. (ولده المهندس اختار مسارا مختلفا عن والده وعن والدته الجامعية).
أذكر أنه كانت هناك مكتبة وطنية في باريس تفتح من التاسعة إلى السادسة وكنت أول من يدخل وأول من يخرج منها.

 

عادة ما تترك باريس ولندن تأثيرا خاصة لدى الطلبة القادمين من العالم النامي أو من المستعمرات القديمة فكيف كانت التجربة بالنسبة لك ؟

عاصمة الأنوار دائما تترك أثرا في زوارها وفي الطلبة، لكني لم أعش ذلك الانبهار الغبي الذي يغطي على نقائص الحياة.
مع العلم أنه عرض علي أن أدرس في فرنسا ولم أرغب لأني كنت اعتبر أن بلادي يمكن أن توفر لي ما لم يكن يخطر ببالي ولا ببال أبناء جيلي.

لكن الهجرة صارت بمثابة الملجأ وأحيانا الحلم بالنسبة للجامعي اليوم ؟

أنا افهم الشباب الذين يرغبون في الهجرة لكن أعتقد أن اختيارهم ليس الاختيار الأصوب  فإذا ما قطع الإنسان الصلة ببلده يعسر عليه أن يعيد الصلة به والكثير منهم يعيش تمزقا بين ما يؤمله وبين واقعه الذي هو في كثير من الأحيان صعبا ولا ينبغي أن نتصور أن الحياة سهلة طبعا فيها جوانب ايجابية لكن الوضع أصبح أكثر صعوبة اليوم مع انتشار موجة العنصرية. لكن تونس توفر نوعية من الحياة أعتقد أنها أفضل بكثير من نوعية الحياة بالخارج اليوم.

 

إلى اليوم ؟

نعم إلى اليوم رغم الصعوبات فما يقلقني شخصيا في تونس ليس ما يقلق عامة الناس. أنا حساس جدا مثلا  عندما أرى الأوساخ والفوضى في الطريق وهو ما يمكن تلافيه بسهولة.
مقابل ذلك الطقس معتدل في بلادنا والعلاقات البشرية أفضل مما هو موجود في بلدان أخرى وهنا الأصدقاء في حين هناك من التونسيين من يذهبون إلى الغرب  ولا يصادقون أحدا في سنوات عديدة وربما حتى في كامل حياتهم بالخارج.
هم يعيشون غرباء في بيئتهم وغرباء عن البيئة الجديدة   وهذا ربما راجع إلى العنصرية التي لم تكن موجودة في الفترة التي كنت فيها في الخارج.

 

إذا ما عدنا إلى تخصصك في تاريخ الفكر الديني فإن السؤال هو كيف اخترت هذا التخصص بعد دراستك للفلسفة وللآداب العربية؟

لأن الإجازة في اللغة والآداب العربية كانت فيها   بعض المواد التي تتعلق بالفكر الديني.  فقد درسنا  مثلا تفسير البيضاوي لسورة ياسين، ثم في التبريز كان هناك دائما درس في الإسلاميات والمبرّز من باريس كان ينبغي أن يهتم بالأدب والنثر والشعر وبجوانب دينية. وأنا في الحقيقة اهتممت في البداية لا بالفكر الإسلامي فقط وإنما بالفكر الديني عموما لأني كنت أعتبر ومازلت أنه لا يمكن أن نفهم عقلية مجتمع ما دون أن ندرس الفكر الديني في ذلك المجتمع. حتى الأدب العربي أو الفرنسي أو الانقليزي لا يمكن أن نفهمه  بدون العودة إلى الأرضية الدينية  التي تكمن وراء  هذا الإنتاج لذلك درست الدين الإسلامي والدين المسيحي ودين التوحيد عموما. وقد كنت صاحب أول صاحب كرسي للأديان المقارنة في العالم الاسلامي لأني اهتممت بالفكر الديني.

 

إلى جانب الرغبة في المعرفة، هل كان هناك هاجس آخر وراء التخصص في الفكر الديني، مثل الخلاص الشخصي مثلا  ؟

الهاجس معرفي بالأساس.  وأنا  أعتبر أني محظوظ لأني درست في أطروحتي الردود على النّصارى والجدل الديني هو الذي أدى بي إلى نتيجة هامة جدا وهي عقم المماحكات الدينية. ولهذا لا يمكن لي أن  أنخرط في جدل يصدر عن هذه الجهة أو تلك وأصبحت أومن أن أهم شيء عندما يدرس الإنسان   الفكر الديني هو محاولة وضع هذا الفكر في نطاق المعقولية الحديثة. وهذا أمر صعب جدا، لا ان يبقى في نطاق المعقولية التقليدية وهذا يتطلب الماما بكل ميادين المعارف الحديثة، لا لتطبيقها آليا على الفكر الديني بل لإنارة هذا الفكر من زوايا مختلفة وهذا ما يعجز عنه الفكر التقليدي. فالفكر التقليدي له حقائق ثابتة وأمور واضحة ودقيقة يحفظها ويبلغها وانتهى الأمر.

 من يدرس الفكر الديني بوسائل علوم الإنسان والمجتمع الحديثة، فهو مضطر لمعرفة ما يعرفه الفكر التقليدي وأيضا اضاءات هذه العلوم التي يقرأ بها هذا الإنتاج. والصعوبة كل الصعوبة في هذه العملية .

 

عندما تقيّم مسيرتك الجامعية والبحثية الطويلة وخاصة على ضوء ما نراه اليوم من عودة بقوة للجدل حول المسألة الدينية، أين تضع  مجهوداتك العلمية والفكرية وهل أنت مقتنع بالنتائج التي وصلت إليها ؟

بدون تواضع كاذب، أعتبر أني حاولت في كل حياتي المهنية في الجامعة أن أكون جديرا بالمستوى الذي أعتبر أنه ينبغي أن يكون لكل باحث جامعي فقط. لا أرى لي مزية خاصة لأنني أرى أن هذه وظيفة الجامعي اي أنه ينتج المعرفة وان يأتي بما لم يأت به السابقون ولا يكرر ما هو موجود في الكتب فقط.

تعرفين أن المهمة لم تكن يسيرة، فقد عانيت من مضايقات في مستوى نشر كتبي ولهذا اضطررت للنشر في لبنان لأن ما أنشره يحجز لكن بصراحة لم يثنني ذلك عن العمل. كنت دائما أعتبر أنها فترة انتقالية ستمر المهم أن الجامعة رغم كل شيء كانت تتمتع بحرية التعبير  التي لم تكن موجودة في البلاد  ولا يمكن أن اشهد بغير هذا الواقع الذي لا يمكن أن يتصوره أحد لكنها الحقيقة، لم تسلط علي رقابة ولم يقل لي احد لماذا قلت هذا في درسك أو لم تقله. ذلك هو المناخ السياسي الذي كان سائدا فهو يسمح بهذا الهامش من الحرية ما لم يكن موجها إلى العموم.  وهو أمر لا يخصني وحدي بل ينسحب على كل الجامعيين.

 

بعد تجربة الاستاذ محمد الشرفي الوزارة (وزارة التربية في عهد بن علي) ما انفك يطرح اسم عبد المجيد الشرفي كأحد الاسماء المرشحة لمسك حقيبة وزارة التعليم العالي، هل تؤمن بالوزير المثقف ؟

عندما كنت في سن المراهقة عشت الصراع بين بورقيبة وبن يوسف ولاحظت من  بعض معارفي أن هناك فجوة بين الالتزام الحزبي وما كان يؤمن به   الشخص وقد أخذت على نفسي عهدا ألا أنخرط في اي حزب سياسي.

في السنوات الأولى من عهد بن علي وعندما علمت بإمكانية ترشيحي لمنصب وزاري طلبت من أحد مستشاريه أن أبلغه أني لا أرغب في أن أكون وزيرا ولو حدث وتم تعييني فإني سأرفض ذلك علنا.

و الحقيقة لم يكن لي في يوم من الايام اي طموح سياسي وأعتقد أنني لا أصلح للوزارة لأن الوزير لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار التضامن الحكومي وأنا حريص على حريتي ولهذا لا ألتزم بخط  حزب معين ولا بحكومة معينة. أنا ضنين بذلك.

 

معروف عن مواقف الأستاذ عبد المجيد الشرفي مرونتها رغم جرأته في تناول القضايا التي يمكن أن ندرجها في خانة المحظورات، كيف يمكن تفسير ذلك ؟

الماركسية، هي الايديولوجويا التي كانت سائدة بعد الحرب العالمية وحتى السبعينات لكن ربما تكويني الفلسفي قد مكنني من أن أتجنب الدغمائية الموجودة في الأحزاب الشيوعية لذلك مازالت أعتبر أن الماركسية كما مورست في الاتحاد السوفياتي فيها جوانب ايجابية ولكن تطبيقاتها كارثية، لأنها تعوق حرية الفرد. هي تحقق انجازات مادية وحتى ثقافية هامة و لكن انا لا أتحمل أن تحد حريتي بأي تعلة كانت و لذلك فلم أنخرط في حزب سياسي ولا في تيار إيديولوجي، إنما كنت اسمح لنفس بأن أكون ملتزما بالخيارات التي أراها صائبة سواء جاءت من اليمين أو من اليسار.

 

هي البراغماتية إذن ؟

لا ليست البراغماتية لأنها مراعاة الواقع و إنما أنا أتحدث عن الاختيارات. إذ أسمح لنفسي  أن آخذ ما أراه صالحا من الوسط و من اليمين  و لا أرى حرجا في تغيير رأيي إن كان خاطئا.

و الحقيقة لم تستهوني الوزارة في يوم من الأيام لا وزير و لا رئيس و لا أي شيء.

 

لكن هذا لا يعني أنه ليس لديك موقف من الشأن العام ؟

الوضع العام اهم شيء فيه التذبذب وعدم الاستقرار وهذا التذبذب مسؤول عنه غياب الحياة السياسية مدة ثلاثين سنة من أواخر عهد بورقيبة ومسؤول عنه الاستبداد وغياب الحياة السياسية والاستبداد كلاهما يفرض مواقف فيها الكثير من التطرف.  على غرار قول إنه لا يوجد في تونس إلا الخراب وحتى عندما   أفتح الإذاعة ألاحظ أن هناك تبرما من كل شيء .

لا اقول أن كل شيء على احسن ما يرام لكن كم هي الإيجابيات الموجودة في المجتمع التونسي لماذا نقف  إلا على  النقائص؟ صحيح أن الصحافة لا تهتم كما يقال إلا بالقطارات التي لا تصل في الوقت لكن الإعلام عندما لا يهتم إلا  بالقطارات التي تصل متأخرة فإنه يخل بواجبه وإعلامنا بصفة عامة مخل في إبراز ما هو ايجابي في المجتمع التونسي رغم كل الصعوبات والنقائص الموجودة في الممارسة السياسية اليوم وهي بعيدة وبعضها راجع إلى أمد بعيد إلى ارث استبدادي لم نتخلص منه في نفسيتنا بصفتنا شعبا عانى من الاستبداد   وبعضها ناتج عن عوامل خارجية والاسلام السياسي  هو انتاج استعماري رغم أنف زعماء هذا التيار.

 

عمليا، هل هناك مقترحات وجيهة يمكن أن تساعد على إصلاح الوضع ؟

كنت اقترحت في إطار الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة أن لا يتم الاعتراف بالحزب إلا إذا ما برهن على أن له عددا أدنى من المنخرطين خمسة آلاف أو عشرة لا يهم، المهم أن لا يكون حزبا عائليا، لكن لم يؤخذ بهذا الاقتراح.

و مازلت اصر على أن حرية التنظم لا بد لها من الضوابط  وإلى حد الآن لم يجرؤ رجال السياسة على مواجهة هذه الصعوبة والضوابط لا تكون إلا قانونية لا اعتباطية .

و الوضع السياسي ناتج إلى حد كبير عن طبيعة الدستور الذي اقر سنة 2014 وعبرت عن  رأيي فيه  وأعتقد أن التشبث بالنظام البرلماني في بلاد كتونس لا يؤدي بالضرورة الى الديمقراطية. فالنظام البرلماني كما هو معمول به في بريطانيا يقتضي نوعا من الوعي السياسي والتنظيم الحزبي غير متوفر في تونس بينما النظام الرئاسي المعدل الذي فيه سلط مضادة يمكن ان يكون أفضل من النظام البرلماني. النظام الانتخابي بدوره أثبت أنه ليس بالنجاعة المتوقعة.

صحيح هناك تجنب للنظام الاسمي لانه قد يؤدي إلى انتخاب الوجهاء فقط لكن نظام القائمات وإن كان صالحا للمجلس التأسيسي فهو ليس صالحا للحكم.

 

السؤال الأكثر ترددا على ألسنة الناس اليوم هو إلى أين نسير ؟

تعودنا على ان تكون تونس في كثير من الأوقات على حافة الهاوية دون أن تسقط ولذلك نعيش أوضاعا متأزمة صعبة لكنها ليست كارثية وأنا شخصيا متفائل  وأعتقد ان التونسيين سيتجاوزون الصعوبات الحالية.

و هناك عمل سياسي بيداغوجي لا بد من القيام به. وهو دور يجب أن يكون بعهدة الدولة. الدولة عليها أن تفسر للناس بأن تونس لا يمكن لها أن تتحمل مزيدا من التعطيلات.

و أنا شخصيا لا أومن بأن هناك معطلين عن العمل بل هناك عاطلون وليس معطلون وكثيرون منهم يشتغلون في الاقتصاد الموازي وهم يتكبرون على بعض المهن ونفس الأشخاص عندما “يحرقون” إلى أوروبا يرضون بأي عمل.

هناك بيداغوجيا لا بد من القيام بها في هذا الباب لكن لسوء الحظ لنا حكومة بكماء أو تكاد  وتأخذ قرارات مهمة لكنها لا تفسرها. وبورقيبة كان يخاطب الشعب التونسي كل أسبوع.

 

لكن السياسيين اليوم كلما توجهوا بكلمة إلى الشعب إلا وكانت الكارثة ؟

لا بد أن يكون الخطاب بعيدا عن اللغة الخشبية وأن يكون متعلقا بخيارات دقيقة. فيه حديث مثلا عن لماذا يعطل انتاج الفسفاط ومن المسؤول عن ذلك وهل من الطبيعي أن يكون ذلك والحكومة لا تحرك ساكنا في الظاهر على الأقل.

هناك أكفاء في دوائر الحكم لكن ربما يحتاج رجال السياسة إلى جرأة هي ليست دائما موجودة.

تخول له النظر بدقة لما يحدث اليوم ؟

لست بعيدا في ركني الهادئ بل أواجه مثل كل التونسيين مشاكل البلاد وتعطل الإدارة وبالخصوص لأن بيت الحكمة منبر لتعميق التفكير في مشاكل البلاد ولن تكون بعيدا عندما نقدم الكتب التي تنشرها بيت الحكمة الآن تباعا في الاقتصاد وفي المجتمع وفي عدة ميادين والتي فيها إضاءة لكثير من الجوانب التي كانت مجهولة وكلها في خضم المشاكل التي يعيشها التونسيون. لكن بالطبع هناك فرق بين من ينظر وهو منخرط في الصراعات الدائرة ومن هو غير منخرط فيها.

جدل كثير أثير في الأشهر الأخيرة حول مشروع قانون الحريات و المساواة، كيف تتفاعل معه ؟

انا تعلمت أن الجدل عقيم لذلك لا بد أنك لاحظت أني لم أجب و لا مرة على كل ما أثير من جدل حول الموضوع.

 

 

المصدر :الصباح نيوز

حاورته: حياة السايب 

حوارات 0 comments on بعد إطلاق حزب “تحيا تونس”:استدعاء الشاهد و عددا من وزرائه أمام اللجنة القانونية لنداء تونس

بعد إطلاق حزب “تحيا تونس”:استدعاء الشاهد و عددا من وزرائه أمام اللجنة القانونية لنداء تونس

أكد رئيس اللجنة القانونية لنداء تونس والعضو في الديوان السياسي نبيل السبعي في تصريح صحفي أن “قرار تجميد عضوية رئيس الحكومة يوسف الشاهد صلب الحزب باق على حاله باعتباره قرارا منوطا بعهدة لجنة النظام الداخلي التي تشتغل حاليا على الموضوع، حسب قوله.

وأفاد السبعي، في إطار تعليقه على وضعية الشاهد القانونية صلب النداء بعد الاعلان عن إطلاق الحزب الجديد الذي من المنتظر أن يترأسه “تحيا تونس”، بأن لجنة النظام الداخلي وجهت بدورها استدعاءات للوزراء الحاليين المنتمين للحركة ولرئيس الحكومة للمثول أمامها من أجل تحديد وضعيتهم القانونية في الحزب وتحويلها للهيئة التأسيسية لاتخاذ الاجراءات اللازمة في حقهم.

وانتظم أمس الأحد اجتماع شعبي بمدينة المنستير تم الإعلان خلاله عن إطلاق الحزب الجديد “تحيا تونس” المحسوب على رئيس الحكومة يوسف الشاهد، علما وأن وضعيته في حركة نداء تونس مازالت غامضة، خاصة وانه لم يصدر إلى حد الآن أي قرار بخصوص وضعيته القانونية بعد خطوة تجميد عضويته صلب الحزب منذ شهر سبتمبر 2018.

حوارات 0 comments on عامر المحرزي: المحامون يرفضون اتفاقية “الأليكا”

عامر المحرزي: المحامون يرفضون اتفاقية “الأليكا”

قال عميد المحامين، عامر المحرزي اليوم السبت في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء: “إن المحامين التونسيين يرفضون اتفاقية التبادل الحر الشامل والمعق مع الإتحاد الأوروبي (أليكا)، نظرا لخطورتها الكبيرة وانعكاستها الوخيمة على عديد القطاعات كما يطالبون تونس بتأجيل التوقيع عليها وتأخير دخولها حيز التنفيذ، من أجل مزيد التعمّق فيها وتوفير الوقت اللازم لتأهيل قطاع الخدمات وخاصة المحاماة” التي اعتبر أنها تحتاج لفترة لا تقل عن 10 سنوات حتى تكون قادرة على مجابهة المنافسة الأوروبية.
ولاحظ المحرزي على هامش انطلاق أعمال الندوة العلمية التي تنظمها الهيئة الوطنية للمحامين، من 25 إلى 27 جانفي بالحمامات، حول “تحديات المحامي التونسي في مواجهة اتفاقية التبادل الحر الشامل والمعمق بين تونس والإتحاد الأوروبي”، أن “رفض المحامين لهذه الإتفاقية، ليس اعتباطيا بل يعود لأسباب موضوعية وعملية من أهمها أن عديد القطاعات والخدمات ومن بينها المحاماة، غير قادرة اليوم على مجابهة المنافسة مع الإتحاد الاوروبي، كما أن الدولة لم توفر الإمكانيات اللازمة لتكوين المحامين وتأهيلهم، حتى يتمكنوا من مجاراة نسق تطور خدمات المحاماة والخدمات القانونية في الإتحاد الأوروبي”.
ونبّه إلى أن فتح الحدود أمام المحامي الأوروبي، من شأنه الإضرار بمصلحة المحامي التونسي وبمكانته، “باعتبار تباين الإمكانيات والقدرات وغياب متطلبات المنافسة السليمة بين من استكمل تأهيله ومن هو في طور التأهيل”، داعيا الحكومة إلى “فتح حوار جدّي مع مختلف المعنيين بهذه الإتفاقية وإلى تحمّل مسؤوليتها في تأهيل المنظومة القضائية، بمختلف مكوناتها، ومن بينها المحاماة التي هي اليوم غير مستعدة بعد لمجابهة المنافسة الأوروبية”، حسب عميد المحامين.
كما طالب بضرورة التنصيص في هذه الإتفاقية على مبدأ المساواة والمعاملة بالمثل، أي أن يتم السماح للمحامي التونسي بالإنتصاب في أوروبا إذا ما تم السماح للأوروبي بالعمل في تونس، مناديا أيضا إلى أن يتم تمكين المحامي التونسي من حرية التنقل في أوروبا ومستنكرا رفض الشريك الأوروبي لهذا المطلب ولمبدا حرية العمل وحرية التنقل في الإتجاهين.
وبخصوص إمكانية التوقيع الوشيك على هذه الإتفاقية، قال عامر المحرزي: “من الصعب أن توقع تونس على إتفاقية الأليكا، في ظل الرفض القطعي لعديد القطاعات والمنظمات التونسية لهذه الوثيقة”. وأوضح أن الحوار متواصل مع الحكومة بخصوص هذه الإتفاقية وأن هيئة المحامين تواصل التعبير عن موقفها الرافض بكل وضوح، معربا عن الأمل في أن “تنصت الحكومة لمشاغل القطاعات والفاعلين المعنيين باتفاقية الأليكا”.
وقال عميد المحامين في كلمته خلال هذه الندوة العلمية: “إن عدم الإنصات لمطالب المعنيين بالأليكا، يعبّر عن الرغبة في لي ذراع المحامين الذين يمثلون رقما هاما في منظومة العدالة والذين سيرفضون التعامل بهذه الاتفاقية التي ستبقى اتفاقية مشلولة لا تنفذ”.

حوارات 0 comments on مصطفى بن أحمد: غدا الإعلان عن حزب الشاهد الذي يهدف إلى إحياء المشروع العصري الحداثي الذي إنحرف عن مساره

مصطفى بن أحمد: غدا الإعلان عن حزب الشاهد الذي يهدف إلى إحياء المشروع العصري الحداثي الذي إنحرف عن مساره

أكد مصطفى بن أحمد رئيس الكتلة البرلمانية الائتلاف الوطني، وأحد أبرز أعضاء المشروع السياسي الجديد الذي ينسب لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، الذي سيعلن عنه غدا الأحد في ولاية المنستير، أن من أبرز أهداف تأسيس هذا الإئتلاف الجديد “هو إحياء المشروع العصري الحداثي الذي إنحرف عن مساره وضرب في العمق من خلال التجربة السابقة”، حسب قوله.

وشدد بن أحمد، في تصريح إعلامي اليوم السبت في صفاقس، خلال إشرافه على اجتماع تشاوري مع أبناء واطارات الجهة، للتعريف بالتوجهات الكبرى لهذا المشروع السياسي، على أنه لا بد من تعديل حالة الإختلال التي تشهدها الساحة السياسية اليوم، عبر إرساء إئتلاف حزبي يجمع القوى الوسطية والحداثية، ويسهر على الحفاظ على مكتسبات الدولة العصرية القائمة على مبادئ الحركة الوطنية من ناحية، والعمل على تحقيق تطلعات الشعب المهدورة إلى حد الآن، من ناحية أخرى.

وأفاد بأن هذا المشروع السياسي، الذي يضم إلى حد الآن المنشقين عن حزب حركة نداء تونس وحركة مشروع تونس وحزب آفاق تونس، سيبقى مفتوحا على كل القوى الديمقراطية الوسطية التي تؤمن بالمشروع المجتمعي المدني والحداثي.

يشار إلى أن هذا الاجتماع التشاوري يعد الأخير الذي يعقد في الجهات، قبل الإعلان غدا الأحد في ولاية المنستير، عن ولادة هذا الائتلاف الحزبي الجديد، وقد حضره بالخصوص مدير الديوان الرئاسي السابق سليم العزابي ووزير الشؤون المحلية والبيئة رياض المؤخر، إلى جانب عدد من أعضاء مجلس نواب الشعب بالبرلمان، ومن رجال الأعمال والإطارات من أبناء الجهة.

يذكر أن مصطفى بن أحمد، كان صرح خلال الإجتماع التشاوري المنعقد يوم 20 جانفي الجاري بولاية نابل، بأن الاجتماعات الجهوية (16 إجتماعا بعديد الولايات) تهدف إلى تقييم الوضع العام بالبلاد، وتجميع الاقتراحات والتصورات التي سينبني عليها الحزب السياسي الجديد، مرجحا ان يكون رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد رئيس الحزب، أما القيادات الحزبية فسيتم إنتخابها. (وات)