أخبار, البارزة 0 comments on ترامب: خطة السلام في الشرق الأوسط ربما تعلن قبل الانتخابات الإسرائيلية

ترامب: خطة السلام في الشرق الأوسط ربما تعلن قبل الانتخابات الإسرائيلية

صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن خطة السلام في الشرق الأوسط ربما تعلن قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في  سبتمبر القادم.

وفي كلمة للصحافيين، على هامش لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال ترامب إن الاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين ممكن، وأعرب عن اعتقاده بأن “الفلسطينيين سيرغبون في عودة التمويل الأمريكي وإبرام اتفاق سلام”.

وتطرق إلى الأزمة الإيرانية، وقال إنه لم يتفاجأ من زيارة وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف الأحد لفرنسا، وقال إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغه بها مسبقا، إلا أنه رفض الإجابة بصورة واضحة عما إذا كان جرى عقد لقاءات بين ظريف ومسؤولين أمريكيين على هامش الزيارة.

أخبار, البارزة 0 comments on المغرب.. “نصب الهولوكوست” قرب مدينة مراكش .. و حقوقيون طالبون الحكومة بالتوضيح

المغرب.. “نصب الهولوكوست” قرب مدينة مراكش .. و حقوقيون طالبون الحكومة بالتوضيح

 نقلت تقارير إعلامية مغربية، مؤخرا، عن صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن منظمة “بيكسل هيلبر” الألمانية (غير حكومية) تعتزم إنشاء ما أسمته “أهوال المحرقة” (الهولوكست)، عبر بناء نصب تذكاري و معارض، و مركز تعليمي لـ”الهولوكوست” على بعد حوالي 26 كم جنوب شرق مراكش، ليكون الأول من نوعه في شمال إفريقيا في خطوة تطبيعية، و اختراق صهيوني خطير.

و”الهولوكوست” هو مصطلح استخدم لوصف، ما سماه الاعلام الصهيوني والمتصهين، حملات حكومة ألمانيا النازية وبعض حلفائها لتصفية “يهود في أوروبا عرقيا”، إبان الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)، والتي حصلت سلطات الاحتلال بموجبها على تعويضات ضخمة من دول أوروبية على خلفية ذلك.

و حث الناشط الحقوقي، حميد الوالي، عبر “فيسبوك”، الحكومة المغربية على إظهار الحقيقة في ظل التقارير الإعلامية عن إنشاء نصب تذكاري لـ”الهولوكوست”.

و تساءل عزيز هناوي، الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع (غير حكومي): “هل أصبح المغرب ماخورا للصّهينة والدعاية الصهيونية إلى هذا الحد؟”.

و تابع هناوي على “فيسبوك”: “ترى لماذا لا يتم بناء نصب تذكاري لضحايا الإرهاب الصهيوني النازي الحقيقي على مدى أكثر من 70 عاما بحق فلسطين الأرض والإنسان والمقدسات”.

و استطرد: “لماذا لا يتم بناء نصب تذكاري لحارة المغاربة بالقدس، التي اغتصبها اليهود الصهاينة ؟ و دعا الحكومة المغربية إلى توضيح الأمر

أخبار, البارزة 0 comments on لافروف: انطلاق قمة روسيا أفريقيا 2019 أكتوبر المقبل

لافروف: انطلاق قمة روسيا أفريقيا 2019 أكتوبر المقبل

كشف سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، عن عقد قمة روسيا أفريقيا 2019 برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أكتوبر المقبل في مدينة سوتشي بروسيا.

جاء ذلك خلال كلمته اليوم الخميس، في الاجتماعات السنوية 26 لعام 2019 للبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسيم بنك” في موسكو، والذي يستمر 3 أيام، وسط حضور كبير من مؤسسات مالية وشركات وممثلين من دول أوروبية وأفريقية وروسية، حيث تعد هذه المرة الأولى للبنك الذي يعقد اجتماعاته السنوية خارج القارة الأفريقية.

وأشار لافروف إلى أن القمة المقرر عقدها ستجمع قادة الدول الأفريقية وكبرى المنظمات الأفريقية وستشهد توقيع العديد من الاتفاقيات التي تساهم في تحسين ورفاهية الشعوب الأفريقية وتحقيق السلام، مشيرا إلى أن روسيا لديها علاقات وطيدة ومتميزة مع الدول الأفريقية وخاصة مصر التي تعمل معها على تنفيذ مشروعات مشتركة.

وأكد على أنهم “يواصلون العمل مع أصدقائهم الأفارقة على جدول أعمال القمة ويأمل أن يسهم أفريكسيم في المحتوى الأساسي للجزء الاقتصادي من البرنامج”.

وأشار لافروف إلى أنه من المزمع مناقشة مجموعة واسعة من القضايا الدولية بالقمة الأفريقية الروسية، وبحث حلول لتعميق التعاون الروسي الأفريقي في مجالات مختلفة، من السياسة إلى الثقافة، ومن المزمع التوقيع على العديد من الاتفاقيان الثنائية والمتعددة الأطراف، بما في ذلك الاتفاقيات والاتفاقيات الحكومية الدولية والمشتركة بين الوزارات.

وأوضح لافروف أن القمة ستركز على العديد من القضايا الاقتصادية الهامة ذات الاهتمام المشترك ومنها قطاعات الطاقة والبنية التحتية والتعدين والزراعة وتكنولوجيا المعلومات.

وأشار إلى أن الصداقةً الروسية الأفريقية، جاءت نتيجة جهودهم المشتركة، أدت إلى زيادة التبادلات التجارية والاستثمارية والاقتصادية، وتوسيع التعاون في القطاع المصرفي، وتحفيز مجتمع الأعمال على تحقيق مشاريع متبادلة المنفعة على أراضي البلدان الأفريقية.

وأكد على أن بلاده تسعى لتوطيد العلاقات الروسية الأفريقية ومكافحة الإرهاب والتطرف وإيجاد الحلول لمشكلات القارة الأفريقية ومكافحة الفقر والأمراض والعمل على التقدم التكنولوجي.

وأشار إلى ارتفاع مستوى الثقة بين روسيا والدول الأفريقية وتتطور العلاقات على أساس مبادئ العدالة والاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة.

وأكد على أن البلدان الأفريقية شركاء مهمين لروسيا في حماية قيم الحقيقة والعدالة، والاحترام الصارم لمعايير القانون الدولي، واحترام الهوية الحضارية لكل شعب. واحترام مسار التنمية الذي اختاروه.

البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on بالفيديو // احميدة النيفر: الأبعاد الفكرية و الثقافية للحراك الشبابي الإسلامي و الديمقراطي في تونس منذ موفى الستينات

بالفيديو // احميدة النيفر: الأبعاد الفكرية و الثقافية للحراك الشبابي الإسلامي و الديمقراطي في تونس منذ موفى الستينات

متابعة

منية العيادي+عزيزة بن عمر

 

 

تحدث الاستاذ احميدة النيفر عن الابعاد الثقافية و الفكرية للحراك الشبابي و الثقافي الاسلامي و الديمقراطي في تونس منذ موفى الستينات و اشار الى كونه تاثر بالتيارات القومية العربية خلال دراسته في سوريا ثم بالحراك الشبابي الديمقراطي اليساري في فرنسا التي اوضح كيف انه عايش فيها حراك ماي 1968 و كان من بين القيادات الحقيقية التي انفتحت على غيرها و على طبيعة المشاكل وطنيا قليميا و عالميا .

و قال النيفرخلال ندوة فكرية حول الجامعة التونسية أواخر السبعينات و مطلع الثمانينات و قضايا التحرر الاجتماعي و الوطني و التغيير السياسي  إنه دعي أكثر من مرة للمشاركة في العديد من الندوات لكن ما شد انتباهه أن حركة النهضة أو الاتجاه الإسلامي أو غيرها من التيارات الحضور الشبابي يكون فيها محدودا.

 

و لفت النيفر إلى أن الجيل الحاضر دائما في التظاهرات و المواكب يكون الذي يتجاوز ال50 في حين أن جيل ال30 فما دون محدود ، مؤكدا على أن الحركة منذ نشأتها كانت الفئات العمرية المشاركة فيها لا تتجاوز ال30 متسائلا لماذا هنالك جيل الآن غير معني بالموضوع و إذا كان معنيا فهو بصورة وقتية و هو مشكل حقيقي لأن الحركة لها تاريخ ممتد و لها نضالات كبيرة يعترف بها الجميع فلماذا لا توجد جاذبية في هذا العدد من الشباب الكبير.ت و قضايا التحرر الاجتماعي و الوطني و التغيير السياسي  إنه دعي أكثر من مرة للمشاركة في العديد من الندوات لكن ما شد انتباهه أن حركة النهضة أو الاتجاه الإسلامي أو غيرها من التيارات الحضور الشبابي يكون فيها محدودا.

كما أشار النيفر إاى أن من بين أسباب عزوف الشباب غياب بنية تستطيع أن تقنع مجموعة جديدة تشركهم في افاق يشعرون بأنفسهم للانخراط فيها ،و تابع قائلا “لذلك لابد من بناء منظومة اولا تكون لديها قابلية للدفاع عن نفسها لانها مبنية و ثانيا ان تكون لديها قابلية لتضم عناصر جديدة بطريقة تكون موثقة و معقلنة و مفتوحة تستطيع أن تنخرط فيها الأجيال الضاعدة.

و كان منتدى ابن رشد للدراسات و رابطة تونس للثقافة و التعدد نظم ندوة فكرية حول الجامعة التونسية أواخر السبعينات و مطلع الثمانينات و قضايا التحرر الاجتماعي و الوطني و التغيير السياسي و ذلك بمناسبة أربعينية الزعيم الطلابي و الحقوقي والناشط السياسي الدكتور عبد الرؤوف بولعابي بحضور شخصيات وطنية عايشت الفقيد من بينهم الاساتذة الازهر عبعاب و الصادق الصغيري و عبد العزيز التميمي وكمال بن يونس وعبد الرؤوف الماجري و عبد المنعم ادريس و بنعيسى الدمني واالفاضل البلدي و الطيب الواريري و جلال بدر و علي الغرسلي و إضافة إلى المفكر و الأستاذ الجامعي احميدة النيفر الذين قدموا شهادات على التيار الشبابي و الحراك الجامعي أواخر السبعينات و مطلع الثمانينات من القرن الماضي.

و قد أدار هذه الندوة العلمية الاستاذ كمال بن بونس رئيس منتدى ابن رشد للدراسات و قدم لها بورقة علمية أورد فيها بالخصوص أن النخب الطلابية و الشبابية و النقابية التونسية لعبت في مرحلتي الكفاح الوطني و بناء الدولة الوطنية الحديثة دورا مركزيا في تقديم ” رؤيا” Vision لصناع القرار في مؤسسسات الحكم والمعارضة والمجتمع المدني . وقد تأثرت النخب في الستينات ومطلع السبعينات بالتيارات اليسارية الماركسية واالقومية بزعامة قادةة حركة ” افاق ” وبعض الحركات القومية العربية . ثم تاثرت في موفى السبعينات ثم في االثمانيينات بالاتجاه الاسلامي في الحركة الطلابية وبالحراك الشبابي الاسلامي والنقابي الوطني في البلاد وبحركة الديمقراطيين الاشتراكيين بزعامة أحمد المستيري .

L’image contient peut-être : une personne ou plus et personnes assises

 

البارزة, وجهات نظر 0 comments on ورقة تمهيدية للندوة العلمية مسارات الحراك الشبابي في الجامعة و في البلاد أواخر السبعينات و أوائل الثمانينات .. بقلم كمال بن يونس

ورقة تمهيدية للندوة العلمية مسارات الحراك الشبابي في الجامعة و في البلاد أواخر السبعينات و أوائل الثمانينات .. بقلم كمال بن يونس

كمال بن يونس

 ( منتدي ابن رشد للدراسات ) 

 

اذ نجتمع اليوم بمناسبة أربعينية الفقيد الكبير المناضل الطلابي والحقوقي والناشط السياسي الوطني الإسلامي عبد الرؤوف بولعابي ، فإننا نعيد فتح ملف جيل كامل من الشباب التونسي والعربي من  مؤسسي الحراك الشبابي الذي أثر في مسار الأحداث في الجامعة والبلاد في السبعينات والثمانينات ، ثم لعب في المسارات اللاحقة وصولا إلى مرحلة ما بعد اندلاع الثورات العربية في 2011.

في أربعينية عبد الرؤوف بولعابي :  ندوة فكرية عن الجامعة التونسية أواخر السبعينات و مطلع الثمانينات و قضايا التحرر الاجتماعي و الوطني

  • واذ انشغل السياسيون في تونس وفي الوطن العربي بالاحداث الانية وضغوطاتها عن كتابة تاريخ الحراك الشبابي في النصف الثاني من القرن الماضي ومطلع القرن الحالي ، فلا يمكن فهم الفسيفساء الفكرية والسياسية الحالية دون تجميع سرديات ذلك الحراك واعداد قراءات علمية وموضوعية بعيدا عن كل اشكال التوظيف ودون تحميل الحقبات التاريخية الماضية أكثر مما تتحمل .
  • في هذا السياق يمكن أن نسجل بالخصوص ما يلي :

–       أولا أن تيار الهوية اثر بمختلف مرجعياته الفكرية في الحراك الشبابي والسياسي الوطني في عهدي الاحتلال الاجنبي ثم في مرحلة بناء الدولة الوطنية الحديثة .

–       ان هذا التيار كان متعدد المرجعيات الفكرية والسياسية ومن مدارس مختلفة منذ موفى القرن ال19 وبروز رواد التيار الاصلاحي الوطني بزعامة خير الدين باشا واحمد بن ابي الضياف ومحمد بيرم ثم الزعماء الصادقيين وقادة حركة الشباب التونسي بزعامة زيتونيين وصادقيين مثل عبد العزيز الثعالبي  وعلي باش حانبة والبشير صفر، مثلما تكشفه الصحف الصادرة بالغتين العربية والفرنسية .

–       تيار الهوية الوطنية العروبي الاسلامي تأثر طوال مسيرته بحركة الاصلاح والنهضة الفكرية والسياسية والحراك السياسي المعادي للاستعمار في تونس ودول شمال افريقيا والمشرق العربي الاسلامي ، برموزه الزيتونية والصادقية وخريجي الجامعات الاوربية ..

–       تعميم التعليم وتخصيص مساحات كبيرة في شعب العلوم الانسانية والادبية ساهم في بروز جيل من قيادات الحركة الطلابية والسياسية من بين حاملي ” مشروع ” سياسي للتغيير ، تزعمه أساسا نشطاء يساريون وقوميون في الستينات ومطلع السبعينات ثم نشطاء من الاتجاه الاسلامي منذ موفى السبعينات .

–       رموز هذه التيارات نجحت في إحداث قطيعة نسبية بين الحزب الحاكم وغالبية النشطاء في الجامعة والمؤسسات الثقافية والعلمية والحقوقية والسياسية والمجتمعية  وقد أفرز الصراع بين الطرفين نخبا من خارج المنظومة الرسمية للدولة والحزب الحاكم تحكمت  في مواقف غالبية الطلبة والاساتذة وقيادات المجتمع المدني ووسائل الاعلام .

–       أفرزت الصراعات الفكرية والسياسية بين قيادات هذه التيارات تعديلا في خطاب كثير من قياداتها ونشطائها خاصة من حيث تبني مواقف ومفاهيم كانت غريبة عن مرجعياتها الفكرية السياسية التقليدية . واصبح اغلبها يدافع عن مفاهيم مثل الدول الوطنية و التحرر الوطني والصراع مع الامبريالية والاستعمار الجديد والعدالة الاجتماعية والحريات للجميع داخل الجامعة وفي كامل البلاد .

–       الحراك الشبابي الذي تزعمه اليسار الماركسي والقومي ثم الاتجاه الاسلامي في الجامعة لم يتبن مفهوم العمل السياسي والنقابي القانوني والتعددية السياسية القانونية التي تعني التعايش مع الحزب الحاكم و النظام السياسي .

بل تكشف غالبية أدبيات حركات الشابي اليساري والقومي في الجامعة وخارجها في الستينات والسبعنيات تأثرا بمواقف حركات اليسار والقومين العرب والمقاومة الوطنية الفلسطينية واللبنانية وبينها الكفاح المسلح . وبينها من تدرب على السلاح وتخرج من جامعات في سوريا والعراق ولبنان ومصر .

–       هذا الخطاب ” الثوري ” اليساري اثر في توجهات الحراك الشابي الاسلامي اواخر السبعينات ومطلع الثمانينات ، خاصة أن المرحلة شهدت نجاح الثورة الايرانية واندلاع الثورة المسلحة الافغانية ضد الاحتلال السوفياتي . كما تطورت الحرب الاهلية في لبنان خلالها الى حروب اسرائيلية مباشرة وبالوكالة على لبنان والقيادة الفلسطينية ومقاتليها ، والى بروز قوى ثورية وطنية واسلامية لبنانية متحالفة مع القيادة الفسلطينية واخرى متحالفة مع الاحتلال الاسرئيلي وحلفائه  الدوليين .

–       برزت داخل الجامعة التونسية والاتجاه الاسلامي التونسي مبكرا حوارات فكرية شملت نقدا للمرجعيات السلفية والتجاربة الإسلامية السابقة وبينها مدرسة الاخوان المسلمين المشرقية والتيار المحافظ في الزيتونة الذي عارض التيار الاصلاحي الوطني ورموزه من الصادقيين والزيتونسين بزعامة الطاهر الحداد والطاهر والفاضل بن عاشور وعبد العزيز جعيط ..والحركة الادبية والفكرية وجمعيات الشبان المسلمين وصوت الطالب الزيتوني والتيار الوطني الاصلاحي داخل الحزب الحر الدستوري وبقية مكونات الحركة الوطنية ما بين 1920 و1956.

–       حاول الجيل المؤسس الثاني للاتجاه الاسلامي  في الجامعة وفي البلاد أن ينخرط أكثر في قضايا العصرمثل تكشفه ادبياته وووثائق المحاكمات والاستنطاقات منذ الحراك الشبابي التلمذي الطلابي الضخم لجانفي – فيفري 1981 .

وتجلى هذا الانخراط بالخصوص من خلال:

  • اولا قيادة التحركات النقابية والمطلبية في المعاهد والجامعات التونسية
  • ثانيا تنظيم تظاهرات دورية تضامنا مع حركات التحرر الوطني الفلسطينية والعربية والعالمية واحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني واليوم العالم لمعاداة الامبريالية .
  • ثالثا تنظيم تظاهرات ثقافية ضخمة وطنيا وجهوية ومحليا من بينها اسبوع الجامعة .
  • رابعا تنظيم ملتقيات وندوات فكرية سياسية ونقابية دورية محلية ووطنية . وقد ساهم ذلك المسار في انفتاح المكتبة الاسلامية التونسية مبكرا على كتاب ومفكرين تحديثيين وطنيين مثل عابد الجابري ومالك بن نبي وحسن حنفي وكتاب مجلة المسلم المعاصر ..وعلى كتاب قوميين معتدلين مثل عصمت سيف الدولة وعلى ادبيات اليسار الماركسيين الجدد من غرامشي ال جورج غارودي ( قبل اسلامه )
  • خامسا اعداد دراسات ادت الى بلورة ما سمي بالاستراتيجية ووثائق التاسيس  .
أخبار, البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on في أربعينية عبد الرؤوف بولعابي : ندوة فكرية عن الجامعة التونسية أواخر السبعينات و مطلع الثمانينات و قضايا التحرر الاجتماعي و الوطني

في أربعينية عبد الرؤوف بولعابي : ندوة فكرية عن الجامعة التونسية أواخر السبعينات و مطلع الثمانينات و قضايا التحرر الاجتماعي و الوطني

منية العيادي- عزيزة بن عمر

 

نظم منتدى ابن رشد للدراسات و رابطة تونس للثقافة و التعدد ندوة فكرية حول الجامعة التونسية أواخر السبعينات و مطلع الثمانينات و قضايا التحرر الاجتماعي و الوطني و التغيير السياسي و ذلك بمناسبة أربعينية الزعيم الطلابي و الحقوقي والناشط السياسي الدكتور عبد الرؤوف بولعابي بحضور شخصيات وطنية عايشت الفقيد من بينهم الاساتذة الازهر عبعاب و الصادق الصغيري و عبد العزيز التميمي وكمال بن يونس وعبد الرؤوف الماجري و عبد المنعم ادريس و بنعيسى الدمني واالفاضل البلدي و الطيب الواريري و جلال بدر و علي الغرسلي و إضافة إلى المفكر و الأستاذ الجامعي احميدة النيفر الذين قدموا شهادات على التيار الشبابي و الحراك الجامعي أواخر السبعينات و مطلع الثمانينات من القرن الماضي.

و قد أدار هذه الندوة العلمية الاستاذ كمال بن بونس رئيس منتدى ابن رشد للدراسات و قدم لها بورقة علمية أورد فيها بالخصوص أن النخب الطلابية و الشبابية و النقابية التونسية لعبت في مرحلتي الكفاح الوطني و بناء الدولة الوطنية الحديثة دورا مركزيا في تقديم ” رؤيا” Vision لصناع القرار في مؤسسسات الحكم والمعارضة والمجتمع المدني . وقد تأثرت النخب في الستينات ومطلع السبعينات بالتيارات اليسارية الماركسية واالقومية بزعامة قادةة حركة ” افاق ” وبعض الحركات القومية العربية . ثم تاثرت في موفى السبعينات ثم في االثمانيينات بالاتجاه الاسلامي في الحركة الطلابية وبالحراك الشبابي الاسلامي والنقابي الوطني في البلاد وبحركة الديمقراطيين الاشتراكيين بزعامة أحمد المستيري .

L’image contient peut-être : 1 personne

وخصصت مداخلة الاستاذ احميدة النيفر للابعاد الثقافية و الفكرية للحراك الشبابي و الثقافي الاسلامي و الديمقراطي في تونس منذ موفى الستينات واشار الى كونه تاثر بالتيارات القومية العربية خلال دراسته في سوريا ثم بالحراك الشبابي الديمقراطي اليساري في فرنسا التي اوضح كيف انه عايش فيها حراك ماي 1968 .

L’image contient peut-être : une personne ou plus et personnes assises

وقدم الاستاذ الصادق الصغيري قراءة لظاهرة تهميش الجهات الداخلية ومن بينها منطقة تالة القصرين التي انحدر منها عبد االرؤوف بولعابي وعدد من رفاقه ثم منطقة ضواحي منزل بورقيبة وبنزرت وتونس العاصمة حيث كثر النازحون من المناطق الداخلية مما ساهم في بروز الحركات الشبابية الاجتماعية الاحتجاجية . وكان والد عبد الرؤوب بولعابي نزح مع عائلته من تالة الى ضواحي منزل بورقيبة حيث اشتغل في احد مصانعها .

L’image contient peut-être : 2 personnes

وقدم الاستاذ الازهر عبعاب شهادة عن محطات في نضال عبد الرؤوف بولعابي الجيل التاسيسي الثاني للحراك الشبابي الاسلامي في تونس قبل محاكمات 1981 وبعدها ثم في المهجر وخاصة في فرنسا.

وتوقف عبعاب عند بعض المحطات النضاالية في مسيرة بولعابي ورفاقه وخاصة في مرحلة النضالات الطلابية والشبابية من اجال اصلاح نظام الامتحانات والدراسة في 1981 . كما تعرض الى مسيرة بولعابي ورفاقه في فرنسا بما في ذلك عندما اصدروا نشرية ” الارادة ” واصدر منافسوهم نشرية ” الرسالة “.

L’image contient peut-être : 1 personne, assis

و قدم عبد العزيز التميمي مداخلة تضمنت شهادات وتقييما لطور التاسيس للحراك الشبابي والنقابي الطلابي والتلمذي والوطني اواخر السبعينات ومطلع الثمانينات بزعامة عبد الرؤوف بولعابي ونخبة من رفاقه .

L’image contient peut-être : 2 personnes, personnes assises

و تناول الكلمة عدد من الحاضرين فقدموا بدورهم شهادات و ملاحظات عن دور الجامعة التونسية في العقدود الاخيرة من القرن الماضي ودورها الوطني والنقابي والسياسي.

L’image contient peut-être : 1 personne, assis et intérieur

L’image contient peut-être : 7 personnes, personnes souriantes

L’image contient peut-être : 4 personnes, mariage et intérieur

و واكب ئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الجزء الاخير من الندوة . والقى مداخلة اورد فيها بالخصوص أن عبد الرؤوف بولعابي كان مناضلا متعدد الأبعاد نشأ طالبا و مناظلا سياسيا و مثل الجيل الجديد الذي انتقل بالتيار الاسلامي من المطالبة بقاعات صلاة في المؤسسات الجامعية إلى الصراع السياسي و الإيديولوجي مع بقية التيارات السياسية في الجامعة وفي البلاد.

L’image contient peut-être : 1 personne, assis

L’image contient peut-être : 2 personnes, personnes debout et costume

 

من هو عبد الرؤوف بولعابي ؟

عبد الرؤوف بولعابي هو سياسي تونسي و أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية ثم حركة الاتجاه الإسلامي (حركة النهضة لاحقا) ولد في 2 ديسمبر 1955 و توفي في 15 جوان 2019 في باريس.نشط في صفوف الجماعة الإسلامية في السبعينات، و أشرف فيها على مجلس الجامعة بين 1978 و 1981، ثم تولى عضوية المكتب التنفيذي و كان نائبا لرئيسها راشد الغنوشي، إلا أنه بعد انكشافها من قبل السلطات في 5 ديسمبر 1980، ترأس الجماعة الإسلامية بين ديسمبر 1980 و أبريل 1981. سنة 1981، غادر البلاد إلى فرنسا كلاجئ سياسي، حيث تحصل على الدكتوراه في علم الاجتماع السياسي من السوربون سنة 1994، وكان عنوان بحثه بالفرنسية “شرعية السلطة في التقليد الإسلامي”، و أطره المؤرخ الفرنسي دومينيك سوردال. تولى كذلك إدارة المعهد العالي للعلوم الإسلامية بباريس.

و عبد الرؤوف بولعابي الذي اعتبر زعيما طلابيا رمزا توفي بعد أعوام من الصراع مع المرض في فرنسا التي لجأ إليها منذ جوان 1981 بسبب موجة القمع الأولى التي استهدفت 120 من مؤسسي “الاتجاه الإسلامي في الجامعة” و في المعاهد الثانوية و القادة التاريخيين لـ “حزب حركة الاتجاه الإسلامي” بسبب دورهم في تنظيم مسيرات شعبية ضخمة و إضرابات نقابية سياسية حول قضايا تونسية و عربية و دولية في شوارع أغلب المدن التونسية ما بين 1978 و 1981.

 

دفن بولعابي في مدينة منزل بورقيبة شمالي غربي العاصمة بحضور مئات من رفاقه القدامي بينهم زعيم حركة “النهضة” راشد الغنوشي و رئيس الحكومة السابق علي العريض و عدد من الشخصيات الوطنية.كان عبد الرؤوف بولعابي أول رئيس للحركة بعد زعيمها المؤسس راشد الغنوشي، بعد أن اكتشفت مصالح البوليس السياسي في موفى 1980 وثائق تتضمن تفاصيل “التنظيم السري” و الهيكلة و قائمة القياديين خارج الجامعة.

 

 

 

 

 

البارزة, وجهات نظر 0 comments on امتناع رئيس الجمهورية عن ختم القانون الانتخابي : رفض لمنطق الإقصاء أم وجود لخلافات في الكواليس ؟

امتناع رئيس الجمهورية عن ختم القانون الانتخابي : رفض لمنطق الإقصاء أم وجود لخلافات في الكواليس ؟

 

منية العيادي

 

أثارت مسالة عدم ختم رئيس الجمهورية للقانون الأساسي المتعلق بإتمام و تنقيح قانون الإنتخابات و الإستفتاء جدلا سياسيا و قانونيا كبيرا حيث تضاربت أراء المختصين في القانون و المُحللين السياسيين بخصوص الخطوات الواجب اتباعها فيما بعد .

و يذكر أن رئيس الجمهورية تجاوز الآجال القانونية لختم القانون الانتخابي الذي انتهى يوم أمس و أشارت أشارت عديد المصادر إلى أن رئيس الجمهورية رفض الامضاء على القانون الانتخابي بعد التعديلات و أعاده إلى رئاسة الحكومة الذي بدوره أرسل القانون غير ممضى إلى المطبعة الرسمية التي رفضت نشره لأنه غير ممضى و هو ما فتح باب الجدل بين السياسيين و الأحزاب السياسية .

 

حافظ قائد السبسي: ما كان يجب أن يطرح هذا القانون شهرا قبل الانتخابات التشريعية و الرئاسية و الباجي لا يقوم بشيء ضدّ مبادئه ”

قال حافظ قائد السبسي رئيس اللجنة المركزية لنداء تونس مساء أمس إن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي امتنع عن ختم القانون الانتخابي قبل انقضاء الاجال القانونية عند منتصف الليلة مشيرا إلى أنه سيخرج إلى الرأي العام لتوضيح الأسباب معتبرا أن منطلقات رفض الإمضاء تعود إلى رفض الاقصاء.

و أضاف حافظ قائد السبسي خلال برنامج تلفزي : ” لا أحد يمكنه وضع نفسه في مكان رئيس الجمهورية خاصة أن القانون له خلفيات كبيرة على مستقبل تونس و ما كان يجب أن يطرح هذا القانون شهرا قبل الانتخابات التشريعية و الرئاسية”.

و تابع : ” اعتقد أن الرئيس اتخذ قرارا هاما و قد أصبح في ظل غياب المحكمة الدستورية اعلى سلطة و من مشمولاته حماية الدستور و حماية العملية الانتخابية “ مضيفا أنه “ان الرجل لا يقوم بشيء ضدّ مبادئه ” .

و أشار إلى وجود “خط أحمر لا يمكن تجاوزه مع الباجي قائد السبسي” متابعا “هذه السلطة منحها الدستور لرئيس الجمهورية ولا يمكنه أن يمارسها إلا بمفرده” مضيفا “لا أحد يمكنه الضغط على الباجي لا إبنه و لا إبن عمه و لا إبن خاله و لا حتى زوجته ولا اي إنسان”.

و ختم قائلا “مهما كان قرار رئيس الجمهورية بالختم على القانون الإنتخابي أم لا فهو لصالح الشعب التونسي و وحدته و لنجاح العملية الديمقراطية”.

 

بن تيشة : رئيس الجمهورية لم يختم القانون لأنه “يرفض منطق الإقصاء و سيتوجه بكلمة للشعب التونسي خلال الأيام القليلة القادمة

المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، نور الدين بن نتيشة، شدد على أن الرئيس لم يختم القانون لأنه “يرفض منطق الإقصاء ويرفض أن يمضي تعديلات قدت على المقاس لجهات معينة”، مؤكدا أن الرئيس هو الحامي لدستور جانفي 2014 والضامن لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة.
و أضاف بن نتيشة إن قائد السبسي سيتوجه بخطاب للشعب التونسي خلال الأيام القليلة القادمة و سيوضح كل النقاط الخاصة بموضوع ختم تعديلات قانون الانتخابات و الاستفتاء و مواضيع أخرى، مضيفا أن رئيس الجمهورية في صحة جيدة و كان قد توجه يوم 5 جويلية الحالي بكلمة للشعب ابان امضائه على دعوة التناخبين ، و هو ما يؤكد ممارسته لأنشطته التي خولها له الدستور بصفة عادية.

 

النهضة تعبر عن انشغالها لعدم ختم القانون الانتخابي

من جهتها ‏‎عبرت حركة النهضة في بيانها الصادر اليوم السبت 20 جويلية 2019 عن انشغالها بعدم ختم التعديلات المنقحة للقانون الأساسي المتعلق بقانون الانتخابات و الاستفتاء داعية الكتل البرلمانية و الأحزاب إلى المسارعة بالاجتماع و التشاور من اجل معالجة تداعيات هذه الوضعية، و اقتراح الترتيبات المناسبة للخروج منها.

‏‎ و دعت مختلف هياكل الحركة ومناضليها إلى حسن الاستعداد للانطلاق في تقديم قائمات الحزب بمختلف الدوائر الانتخابيّة إلى الهيئات الانتخابية الفرعية في الآجال القانونية مشددة على العمل على تجاوز كل تداعيات تشكيل القائمات والتركيز على إنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي الوطني الهام، وإفشال كل الحملات الدعائية المغرضة التي تستهدف وحدة الحركة ومكانتها الوطنية والتجربة الديمقراطية برمتها.

 

 

غازي الشواشي : عندما يتعمد رئيس الدولة خرق دستور البلاد الذي أقسم على إحترامه تصبح الاستقالة عليه واجبة

قال النائب بالبرلمان و الأمين العام السابق للتيار الديمقراطي إن ختم القانون في آجاله الدستورية (فصل 81) واجب محمول على رئيس الدولة لا اجتهاد فيه خاصة بعد التخلي عن استعمال صلاحية الرد الى البرلمان أو عرض القانون على الاستفتاء

و اعتبر الشواشي أن رئيس الجمهورية بعدم إمضائه على القانون الانتخابي تعمد خرق دستور البلاد الذي أقسم على إحترامه و بالتالي تصبح الاستقالة عليه واجبة.

 

عصام الشابي: امتناع الرئيس عن ختم قانون الانتخابات سيضع البلاد في مواجهة غير مسبوقة

الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي كان قد أبدى تخوفه من أن لا يقوم رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي بواجبه الدستوري، و أن يمتنع عن ختم وتوجيه قانون تعديل المجلة الانتخابية للنشر بالرائد الرسمي بعد أن أحجم عن ممارسة حقه في إعادة مشروع القانون لقراءة ثانية أو عرضه على الاستفتاء الشعبي بعدما رفضت هيئة مراقبة دستورية مشاريع القوانين الطعن في دستورية تلك التعديلات .

و اعتبر الشابي في تدوينة نشرها على حسابه على الفيسبوكأن امتناع الرئيس عن ختم قانون الانتخابات “سيضع بذلك البلاد في مواجهة حازمة غير مسبوقة بتعطيله عمل دواليب و مؤسسات الدولة عشية فتح الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الباب أمام تقديم الترشحات للانتخابات التشريعية القادمة” .

و أضاف الشابي : “في الأزمة الفارطة دعونا الله أن يحمي رئيس الجمهورية من كل مكروه، واليوم ندعو رئيس الجمهورية الى تحمل مسؤولياته وعدم فتح الباب أمام المغامرات التي تستهدف الصرح الديمقراطي الذي يأمل التونسيون في استكمال بنائه، أرجو أن لا يرتكب الرئيس خطأ جسيما.”

https://www.facebook.com/issam.chabbi/posts/10217404647101054

 

هيئة الانتخابات و الحل البديل : ”تطبيق القانون الإنتخابي الحالي

أفاد عضو الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات، أنيس الجربوعي، بأنّ الهيئة وجّهت تعليماتها إلى جميع هيئاتها الفرعية، تدعوها فيها إلى تطبيق القانون الحالي المتعلّق بالإنتخابات و الإستفتاء المُنقّح سنة 2017 و ذلك بعد عدم ختم القانون الجديد من قبل رئيس الجمهورية و نشره بالرائد الرسمي.

و أوضح الجربوعي أنّه تمّ توجيه هذه التعليمات خلال الدورة التكوينيّة التي نظّمتها الهيئة الإنتخابية بسوسة، يومي 18 و19 جويلية 2019، لفائدة أعوان الهيئات الفرعية، بحضور مجموعة من الخبراء. وأضاف أن التعليمات تضمّنت أيضا عدم مطالبة المترشّحين بأيّ من الشروط التي نصّت عليها التعديلات صلب القانون الجديد، مبيّنا في الآن ذاته أنّه في صورة ختم القانون ونشره في الرائد الرسمي، يتعيّن على الهيئة وفروعها تطبيق التعديلات الجديدة.

 

الباجي و المتضررون من تعديل القانون : بين القول برفض الإقصاء و التأويلات بوجود صفقة سياسية

من بين أكثر المتضررين من هذه التنقيحات ، نبيل القروي صاحب حزب “قلب تونس” الذي كان قد دعا في إطار حملة وطنية رئيس الدولة إلى طلب رأي الشعب بواسطة الاستفتاء طامعا في إلغاء العمل بهذه التعديلات في الانتخابات التشريعية و الرئاسية إلا أن رئيس الجمهورية لم يتفاعل مع هذا المطلب مما جعل الجميع يعتقد بأنه سيختم القانون و بذلك تدخل هذه التعديلات حيز التنفيذ قبل فتح باب الترشحات للتشريعية إلا أن رئيس الجمهورية لم يُمض على القانون مما فتح باب التأويلات على مصراعيه حول وجود طبخة سياسية بين النتضررين و نجل الرئيس.

و يرى مراقبون أن عدم الختم هو الضمانة الأساسية لكي لا يعتمد القانون الجديد في التشريعية اذ لا ينص الدستور على أي عنصر اكراه أو ختم آلي في صورة انقضاء آجال الأيام الأربعة . كما لا يفترض كذلك أي إجراء «عقابي» في صورة عدم الختم في الآجال.

كما نفت عديد الوجوه المعارضة أن امتناع الباجي قائد السبسي عن إمضاء القانون في صيغته المعدلة يوم أمس لم يكن سببه رفض الأقصاء و أن هذه التعديلات منافية للدستور مثلما أشار إلى ذلك حافظ السبسي و نور الدين بن تيشة لأنه لو رأى عناصر لا دستورية في القانون لرده إلى مجلس النواب أو لاستعمل حقه في عرضه على الاستفتاء .

 

 

يُذكر أنّ مجلس نواب الشعب صادق يوم 18 جوان 2019، خلال جلسة عامة، على مشروع القانون الأساسي المتعلق بإتمام وتنقيح قانون الإنتخابات و الاستفتاء برمته، وذلك بموافقة 128 نائبا واحتفاظ 14 بأصواتهم مقابل رفض 30 آخرين.

و تتعلق التنقيحات التي دعمتها بعض الكتل البرلمانية بالخصوص، باعتماد العتبة بنسبة 3 بالمائة في الإنتخابات التشريعية، إلى جانب التصويت على تنقيحات حول الحاصل الإنتخابي، إذ لا تحتسب الأوراق البيضاء والأصوات الراجعة للقائمات التي تحصلت على أقل من 3 بالمائة من الأصوات المُصرّح بھا في احتساب الحاصل الإنتخابي.

و تضمن مشروع القانون الإنتخابي أيضا تنقيحات تتعلق بعدد من الشروط الواجب توفرھا في المترشح للانتخابات، كرفض ترشح، و إلغاء نتائج من تبين قيامه أو استفادته من أعمال تمنعھا الفصول 18 و 19 و20 من قانون الأحزاب، أو تبيّن استفادته أو قيامه بالإشھار السياسي خلال السنة التي سبقت الانتخابات بالنسبة إلى التشريعية و الرئاسية.

كما صوّت النواب على تعديلات تتعلق برفض ھيئة الإنتخابات الترشحات للتشريعية و الرئاسية لمن يثبت قيامه بخطاب لا يحترم النظام الديمقراطي و مبادئ الدستور، أو يُمجّد انتھاكات حقوق الإنسان.

امتناع رئيس الجمهورية عن ختم القانون الانتخابي : رفض لمنطق الإقصاء أم وجود لخلافات في الكواليس

البارزة, وجهات نظر 0 comments on حصيلة مئة يوم من الحرب على طرابلس .. بقلم السنوسي بسيكري

حصيلة مئة يوم من الحرب على طرابلس .. بقلم السنوسي بسيكري

مئة يوم مرت على الهجوم على طرابلس، والخسائر فادحة، والغرور والصلف والإصرار على المضي فيها أعظم من خسائرها وأكبر من نتائجها الخطيرة.

إنها مئة يوم من حمام الدم وزهق الأرواح وترويع الآمنين وتدمير الأملاك العامة والخاصة، وهي مئة يوم من عبث الدول الإقليمية الداعمة للعدوان وهزال الأمم المتحدة والأطراف الدولية التي لم تفعل شيئا يذكر لوقف الحرب وردع المعتدي.

وهي علاوة على ما سبق، مائة يوم من تزييف وعي الناس بخطاب مضلل من قبل النخبة الداعمة للحرب، والتي نزل بعضها إلى مستوى يرفع عنها صفة الوعي ويحشرها في فئة المطبّلين والمزمّرين للحاكم المستبد.

وهي أيضا مئة يوم من الصمود والتضحية من قبل المدافعين عن العاصمة من شتى مدن ليبيا، وهو صمود يستحق التقدير والإجلال.

نتائج كارثية لدوافع واهية

وأعود لأذكّر من ألقى السمع وهو شهيد، أو من انساق خلف خطاب تبرير الحرب تحت ثقله الإعيائي، من أن دوافع الحرب تدخل ضمن حملة التضليل وأن الحرب تكشف أنها مبررات زائفة، فالحديث عن عودة هيبة الدولة لا يمكن أن يقع في ظل استمرار القتل والدمار والاستنجاد بالأجنبي والدفع بالمرتزقة في جبهاتها.

والحديث عن حفظ المال الليبي المنهوب من قبل المليشيات صار لا قيمة له والحرب تستنزف موارد البلاد بشكل كبير وتخنق الاقتصاد وتطيل عمر الأزمة، فيتفشى الفساد وتسنح الفرص لنهب المال الليبي في الخارج.

وهل قدم لنا المشير نموذجا في النزاهة والشفافية والمسؤولية في إدارة الأموال الهائلة التي تحصل عليها من خزانة الحكومة المؤقتة في الشرق أو تلك التي وصلته من الداعمين الإقليميين، ليصبح الحديث عن التصدي للفساد في العاصمة مقنعا؟!

وأما ذريعة محاربة الإرهاب، فليس هناك صورة أبشع من إرهاب الحروب، ولقد كشفت الوقائع والأحداث في الحروب التي قادها حفتر كيف أن الإرهاب والجرائم ضد الإنسانية سلوك ثابت ونهج موجه، والشواهد بالصوت والصورة بالعشرات.

لقد مثلت جريمة قصف مركز إيواء المهاجرين غير النظاميين في منطقة تاجوراء أكبر دليل على وحشية الحرب وعلى الإرهاب الحقيقي، فمن يقدم على مثل هذه الأعمال لا يمكن أن يكون أمينا على الأرواح وخصما للإرهاب والإرهابيين.

الحرب مشتعلة والانحدار مستمر

وعودة إلى نتائج الحرب. أقول: لقد قسمت الحرب المقسم وجزأت المجزأ وعززت الولوع بالحرب والقتل، وزادت من انتشار السلاح وعظمت من القطيعة بين الليبيين وفاقمت الصدع الاجتماعي.

فلقد صار لنا برلمانان بالإضافة إلى المجلس الأعلى للدولة، وتدفق السلاح بشكل كبير من جهة الداعمين لحفتر ولصالح حكومة الوفاق التي تشرف على صد العدوان، وارتفعت وتيرة التدخل الخارجي حتى صار المشهد أقرب إلى حرب الوكالة، وانحدر النزاع إلى مستويات خطيرة ليصل إلى القاعدة الاجتماعية ويكون محركه الجهوية في أبغض صورها.

أما النخبة فهي كانت ولا تزال المتفننة في تأجيج النزاع والتصعيد ضد الآخر الخصم بأقبح الأساليب، وتفتح كل يوم للمستويات الدنيا من المجتمع مساحات جديدة للنزاع وتقحمها في أتون الكراهية والرغبة في الانتقام بطرقها لمواضيع تأجج النزاع وتستدعي التاريخ استدعاء هداما.

لماذا تستمر الحرب وكيف السبيل لوقفها

سألني مقدم في برنامج حواري: لماذا تستمر الحرب برغم نتائجها المفزعة؟ فكان ردي أن حفتر مولع بالقتال ولديه هوس بفكرة الوصول للحكم بقوة السلاح وعلى ركام الجثث وغبار الحروب ودمارها، ولأنه يجد من يمده بالعنصر البشري داخليا وبالمال اللازم والسلاح المطلوب من الخارج فلماذا لا يستجيب لنزوعه وهوسه؟!

لقد ثبت أن حفتر ينتهج العنف كوسيلة لإخضاع الجميع لسلطانه، وكان غسان سلامة دقيقا في وصف هذه الخاصية في حفتر في إذاعة إنتروا الفرنسية، وحتى عندما تلوح فرصة حلحلة النزاع سلميا يحرك حفتر أدواته لتقويض السلم والتمهيد للحرب، وبالتالي فإن الخيار الصحيح للجمه هو كسر شوكته، ودون ذلك لا أتصور أن فرصة للسلم والتوافق ممكنة.

أخبار, البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on المرزوقي : ثورة 2011 أُُفشلت بثورة مضادة و هناك ”غرفة عمليات خارجية” تسعى إلى بث الفوضى في تونس

المرزوقي : ثورة 2011 أُُفشلت بثورة مضادة و هناك ”غرفة عمليات خارجية” تسعى إلى بث الفوضى في تونس

منية العيادي+عزيزة بن عمر

 

قال الرئيس السابق المنصف المرزوقي إنّ ثورة 2011 أُفشلت بثورة مضادة ادعت أنها ستتمكن من حل المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و لكنها فشلت كما فشلت الثورة و لم يبق لها من سند إلا السند الخارجي، وفق تعبيره، مبيّنا انّ الحراك في كلّ من الجزائر و السودان أكبر دليل على فشل هذه الثورة المضادة .

و أضاف المرزوقي خلال ندوة فكرية نظمها مركز الدراسات الإستراتيجية و الديبلوماسية بعنوان “تونس إلى أين؟” أنه إذا أردنا للثورة أن تنجح فعلى النخب الحاكمة أن تضع ضمن أولوياتها مطالب الطبقة الفقيرة و تحقيق التوازن الاجتماعي و الاقتصادي بين كافة المناطق في البلاد و الإحاطة بالشباب العاطل عن العمل.

L’image contient peut-être : 1 personne, foule et plein air

L’image contient peut-être : 3 personnes

L’image contient peut-être : 9 personnes, personnes assises, chaussures et plein air

و اعتبر أنّ حكومة الترويكا خدمت البلاد بتفان و أنّ فترتها، رغم كل “الأكاذيب” التي قيلت حولها، لم تكن ظلامية و كانت الفترة التي وضعت تونس على السكة، وفق تقديره.

كما اعتبر أن الانتخابات التشريعية و الرئاسية 2019 ستكون بمثابة الاختبار لمدى نضج الشعب و مدى استعابه لصدمة انتخابات 2014  انتخابات 2019 و هي إما أن تعيد تونس إلى سكة الديمقراطية التي كانت عليها من 2011 إلى 2014 أو أن تعود بها إلى فترة الاستبداد   .

و دعا إلى أن تكون الانتخابات “نزيهة و أقل عرضة للتشكيك”، مؤكدا استعداده لهذه المرحلة في إطار تحالف “تونس أخرى” الذي يجمع حراك تونس الإرادة و حزب حركة وفاء إضافة إلى شخصيات مستقلة و أشار إلى أنّه سيعلن عن قراره بخصوص الترشّح من عدمه للانتخابات الرئاسية خلال ندوة صحفيّة سيعقدها أواخر الشهر الحالي.

و اعتبر المرزوقي أن الفاعلين السياسيين في تونس من أقل الفاعلين السياسيين سوءا مقارنة بأطراف عربية و دولية أخرى لافتا إلى أن الحلول الوسطية كانت تتغلب دائما على الاختلافات في الرأي و الانفراد به عكس عديد الدول الأخرى و هو ما جنب البلاد سيناريوهات كادت أن تقودها إلى المصائب.

و علق المرزوقي على أحداث ما سمي بالخميس الأسود التي شهدتها تونس يوم 27 جوان الماضي، قائلا إن تلك الأحداث كان فيها انتصار لتونس و أثبتت تماسك شعبها و هدوءه، وفق تعبيره.

كما أشار إلى وجود أطراف قامت بالضغط على الزر لزعزعة الإستقرار في البلاد و حمانا الله بإستعادة الرئيس لصحته متهما ما وصفها بـ”غرفة العمليات الخارجية” بالمراهنة على بث الفوضى و الرعوب في صفوف التونسيين، داعيا إلى ضرورة الحذر من محاولات إفشال المشروع الديمقراطي في البلاد .

 

أخبار, البارزة, ندوات ودراسات 0 comments on التنافس الأمريكي- الصيني من أجل الزعامة و الريادة الإقليمية والعالمية

التنافس الأمريكي- الصيني من أجل الزعامة و الريادة الإقليمية والعالمية

عندما نتحدث عن الزعامة والريادة الإقليمية والعالمية فاننا نتحدث عن القوة الحقيقية والنفوذ وهى ليست اقوالا وانما حقائق وارقام تتحدث عن نفسها، وهذه هي لغة العصر التي تستخدمها الدول النامية سابقا الصاعدة حاليا والمهيمنة مستقبلا والتنافس الجاري بين الولايات المتحدة والصين على ريادة العالم الجديد يحتدم بصورة معقدة ومبهمة.
ما الذي يجري بين الصين وأمريكا ؟ هل نحن أمام تغيير في الرؤية والاستراتيجية من كلا البلدين تجاه الأخرى ،جراء تغير عوامل القوة والضعف الحادثة على الصعد الاقتصادية والعسكرية ؟ وهل نحن أمام تحول في استراتيجية كلا البلدين بالتحول إلى المواجهة المعلنة بعد أن كان مثل هذا الاحتمال مجرد تكهن أو توقع ؟وما هي ملفات الصراع الحالية؟

تدور العديد من النقاشات في مراكز الأبحاث والدراسات والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة في الولايات المتحدة، حول هل قرن المحيط الهادي لن يكون هادئاً؟ سؤال برز عقب تصريح قصير لوزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، اثار جدلا واسعا ، عندما قالت “مثلما كان القرن العشرون هو قرن المحيط الأطلسي، فإن القرن الحادي والعشرين هو قرن المحيط الهادي، بالنسبة للولايات المتحدة”، وقد أثار التحول الاستراتيجي الأمريكي باتجاه آسيا والشرق الأدنى من خلال شراكات آسيوية جديدة، العديد من علامات الاستفهام حول النتائج المترتبة على هذا التحول الاستراتيجي، وتأثير ذلك على منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.
تحول التركيز الأمريكي باتجاه دول آسيا الواقعة على المحيط الهادي أمر أعلن عنه الرئيس أوباما من قبل ، و في وقت لاحق أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية دليلا استراتيجيا يؤكد علة هذا التوجه السياسي لأمريكا .و يتضح من هذه الوثيقة قلق أمريكا من النمو العسكري الصيني، و الرغبة باكتساب الهند كحليف رئيسي في المنطقة .

وواضح ان الصين تنتهج اليوم سياسة جديدة في إنتاج وتصدير المواد الاقتصادية، فهل تستغل ذلك للصعود على عرش العالم؟.
على الرغم من استمرار التعاون الاقتصادي بين البلدين والاستثمار التجاري العملاق، الا ان التدخلات والتحركات الأمريكية في القارة الصفراء مؤخرا، أججت الصراع بين أقوى اقتصاديين في العالم، فربما تريد امريكا تطويق الصين، خصوصا بعدما بدأ النفوذ الصيني يتسع إلى مناطق مختلفة من العالم، من بينها القارة الأفريقية، وأمريكا اللاتينية، بل امتد أيضاً إلى بعض المناطق في
القارة الأوروبية، إلا أن العديد من الخبراء والمحللين السياسيين يرون أنه حتى تصبح الصين قوة عظمى حقيقية، فإن نفوذها الخارجي لا يجب أن يقتصر فقط على القطاعات الاقتصادية، بل ينبغي أن يتضمن أيضاً وجوداً عسكرياً ملموساً يؤثر في الأحداث والتطورات السياسية الجارية. ويبدو ان هذا التوجه اثار غضب الولايات المتحدة، ليصبح قُطبا العالم الجديد تحت وطأة الحروب الباردة.

 

الصين تنتزع الريادة التجارية من أمريكا

ويبدو ان الهيمنة الأمريكية على التجارة العالمية التي سادت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، يبدو أنها تنحدر نحو الأُفُول .. وتَبزغ مكانَها بلاد التنّين. فقد تمكنت الصين من التغلب على الولايات المتحدة الأمريكية تجاريا خلال عام 2012 لاول مرة في
تاريخها.. ورغم بعض الشكوك في اوساط الخبراء حول استمرارية الديناميكية الايجابية الصينية يتفق بعضهم على ان قفزة بكين لن تمر دون ان تنعكس على خارطة التكتلات التجارية العالمية.
وقد تم احتساب مجمل التبادل التجاري من خلال جمع الصادرات و الواردات عدا قطاع الخدمات. وشكل في الولايات المتحدة 3.82 تريليون دولار في حين بلغ هذا المؤشر في الصين 3.87 ترليون دولار في الفترة ذاتها. ويرجح خبراء ان يتقدم الاقتصاد الصيني على منافسه الامريكي بحلول عام 2017 متخطيا حاجز 20 ترليون دولار.

 

سرقة الأسرار

وتشير الامور الى ان العلاقات بين واشطن وبكين قد تدخل مرحلة صراع النفس الطويل. وبدا ذلك من خلال حروب الإنترنت الالكترونية وهى بوابة جدية للصراع الأمريكي من خلال الحرب الجاسوسية وسرقة الملكية الفكرية بما فيها الأسرار التجارية باهظة التكاليف.
فيما قال مسؤولون أمريكيون في قطاع الصناعة إن سرقة الصين للأسرار التجارية الأمريكية القيمة التي يتم الحصول عليها في كثير من الأحيان من خلال هجمات إلكترونية متطورة باتت مشكلة أكثر خطورة . وكانت الصادرات الأمريكية إلى الصين قد زادت منذ انضمام الثانية إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001 وهي الآن ثالث أكبر سوق خارجي للبضائع الأمريكية.
وتتبع الصين شبكة واسعة من السياسات التمييزية التي تمنع الشركات الأمريكية من القيام بمبيعات واستثمارات إضافية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ودعت غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال الأمريكي الصيني إلى “معاهدة استثمار ثنائية” من شأنها أن تفتح مجالات في الاقتصاد الصيني لاستثمارات الشركات الأمريكية.

الصين: خطر المستقبل..

كل وثائق الأمن القومي الأمريكي الصادرة منذ عام 2001، تكرر جميعاً بلا كلل أو ملل أن الصين لن تكون “الحليف الاستراتيجي” للولايات المتحدة، بل خصمها ومنافسها الأول في القرن الحادي والعشرين، والبنتاجون نفسه يبني الآن كل خططه العسكرية على هذا الأساس.

الوثيقة الأمنية اليابانية التي اعتبرت هي الأخرى، وللمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة، أن الصين “تشكّـل مصدر قلق للأمن القومي الياباني”، وهذه حصيلة ستكون لها مضاعفات كبرى على مسألة إعادة تسليح اليابان بدعم أمريكي.
محاولات واشنطن الحثيثة لإنهاء ورطة الهند مع باكستان في جنوب آسيا، الهدف: تحويل الهند إلى قوة كبرى قادرة على موازنة الصين في شرق آسيا.
الجهود الأمريكية المكثفة لتطويق الصين بقواعد عسكرية في كل مكان: من بحر الصين وتايوان واليابان، إلى بحر قزوين وجمهوريات آسيا الوسطى، مروراً بمحاولة إجهاض كل مساعي الصين لتأمين خطوط إمدادات طاقة آمنة لاقتصادها السائر نحو العملقة. وتعلّق دورية “فورين أفيرز” على هذه المعطيات بقولها: “إن انتقال القوة من الغرب إلى الشرق، يحث الخطى بشكل سريع، وسيغيـّر قريبا، على نحو درامي، إطار التعاطي مع التحديات الدولية.
العديد في الغرب واعون سلفاً لنمو قوة الصين، بيد أن هذا الوعي لم يترجم نفسه إلى استعداد، وهنا يكمن مكمن الخطر بأن تكرر القوى الغربية أخطاء الماضي”. في حين تقول ( فاينانشال تايمز) “الصين تقود الطريق في سباق التنمية الاقتصادية، وتدشن نوعاً آخر أوسع وأقوى من العولمة، إنها بدأت تهدد التفوق الأمريكي”.

بالطبع، المخاوف الأميركية من الصين ليست من دون أساس. فاقتصاد هذه الدولة لا يزال ينمو بأكثر من 9% سنوياً، ويحتمل أن يستمر كذلك لعقود مقبلة. وإذا ما تمكّـنت الصين من مواجهة التمزقات الضخمة التي يتسبب بها النمو الرأسمالي السريع ، مثل الهجرة الداخلية من الأرياف إلى المدن، والمستويات العالية من البطالة والديون المصرفية الكاسحة، فإن اقتصادها سيكون الأكبر في العالم بعد عشر سنوات، وبالطبع، القوة الاقتصادية ستميل لترجمة نفسها سريعاً إلى قوة عسكرية وسياسية.
ويقول محللون أمريكيون من أنصار هذا الفريق، إنه لو لم تقع أحداث 11 سبتمبر 2001، لكانت أمريكا والصين تقفان الآن على شفير هاوية المواجهة كخصمين إستراتيجيين، لا كشريكين تجاريين وأمنيين (ضد الإرهاب)، كما هو الحال الآن.
ويؤكد المحللون ان مثل هذه الحصيلة ليست قفزة تنبؤية في عالم افتراضي، بل هي قراءة فريقا من المحافظين القوميين والمحافظين الجدد. فهذا الفريق كان، ولا يزال، يطل على الصين بوصفها منافسا جدّياً محتملا للزعامة الأمريكية في العالم، تماما كما كانت ألمانيا في النصف الأول من القرن الماضي (مما تسبّب بحربين عالميتين)، وكما كانت روسيا في النصف الثاني من القرن نفسه (مما تسبـّب بحرب عالمية ثالثة باردة).

في النموذجين ، كانت ألمانيا وروسيا تحاولان العثور على مكان تحت الشمس في النظام العالمي القائم آنذاك، وتسعيان إلى الانتقام من مظالم تاريخية لحقت بهما، بيد أن أمريكا الصاعدة بدورها كانت لهما بالمرصاد، وقصمت ظهرهما في حروب وسباقات تسلح مدمّرة.
وبالتالي، حين يقارن المحافظون والمحافظون الجدد صين القرن الحادي والعشرين بألمان وروس القرن العشرين، يكون الهدف واضحاً: الحث على توجيه “ضربات إستباقية تاريخية” للصين قبل أن تنمو إلى الدرجة التي تبدأ فيها بتهديد النظام العالمي الأمريكي.
والشعار الذي يرفعه هؤلاء (وفق “فورين أفيرز”)، هو أن: “الحقيقة الإستراتيجية الراهنة في آسيا، تدل على وجود مصالح حيوية متنافرة للغاية بين الصين وأمريكا، ستدفعهما في النهاية إلى أن تكونا متنافستين. وتبعا لذلك، الأجدى أن نستبق الأمور، قبل أن يسبقنا الصينيون إليها”. رهان الولايات المتحدة..

أرجأ 11 سبتمبر إذن، رسم خطوط المجابهة بين هذين العملاقين، لكنه لم يلغه. فالمخططون يتابعون تخطيطاتهم ضد الصين، حتى وهم في ذروة اندفاعاتهم الشرق أوسطية، بل يعتقد بعض المحللين، ، بأن جزءاً أساسياً من اندفاع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط الكبير، هدفها إحكام الطوق على الصين، وهذا واضح بشكل كامل في الحصون التي تقيمها واشنطن الآن على عجل في آسيا الوسطى على مرمى حجر من الصين ، وواضح بشكل أقل في سيطرتها المباشرة على نفط العراق، الذي كانت الصين المتعطشة بشدة إلى الطاقة على تحويله (جنبا إلى جنب مع نفط آسيا الوسطى والسودان) إلى احتياطي إستراتيجي لها.بيد أن هذا ليس كل ما في جعبة الأمريكيين ضد الصينيين.
ففي وسع واشنطن لعب ورقة اليابان ضد الصين، مستفيدة من الحقيقة التاريخية بأن هاتين الدولتين كانتا تنهضان دوما على حساب بعضهما البعض. فلأكثر من خمسة آلاف سنة، كانت الصين هي القوية والغنية، فيما اليابان هي الضعيفة والفقيرة. وحين حققت اليابان نهضتها المذهلة في أواسط القرن التاسع عشر، نجحت أساسا لأن العملاق الصيني كان مخدرا بحرب الأفيون البريطانية، ومدمّرا بحروبه الأهلية الداخلية.
الرهان الامريكي هنا واضح: آسيا الصاعدة لن تستطيع مواصلة صعودها برأسين، صيني وياباني، لابد لأحد الرأسين في النهاية من أن يتخلص من الآخر. وفي مقدور أمريكا تحريك الهند ضد الصين عبر اعتماد الأولى، كبريطانيا جديدة في آسيا، وتزويدها بالعتاد والثقة بالنفس الكافيتين لمنازعة بكين على زعامة منطقة آسيا – المحيط الهادي.
وهنا أيضا الرهان واضح: فهذان العملاقان لا يثقان البتة ببعضهما البعض، وخلافاتهما الحدودية المستمرة منذ 50 عاما، لم تحل بعد. كما أنهما يتنافسان على أسواق واحدة، ومجال حيوي إستراتيجي واحد. ثم أنه يمكن لواشنطن تفجير العديد من الأزمات الإقليمية في تايوان وشبه جزيرة كوريا وكشمير وجزر جنوب بحر الصين، إضافة إلى تأجيج الخلافات الداخلية داخل الزعامة الصينية من خلال إرهاق بكين في سباق تسلّح يستنزف طاقاتها ويفجر تناقضاتها السياسية والاقتصادية.

الا ان الطرف الآخر أقل قلقاً من الأول. فهو على ثقة كاملة بأن القوة الأمريكية الاقتصادية والعسكرية والسياسية، ستبقى كاسحة إلى درجة تمنع الصين، أو حتى أي ائتلاف بين الدول الكبرى، من تحدي الزعامة الأمريكية لعقود عدة من الآن. لذا، يدعو هذا الفريق إلى مواصلة العمل لدمج الصين في منظومة النظام العالمي بدل استعدائها.
وأبرز منظّـري هذا الفريق هو جون إيكنبيري، البروفسور في جامعة جورج تاون، الذي أعد دراسة لـ “مجلس الاستخبارات القومي” الأمريكي تحت عنوان “ردود الفعل الإستراتيجية على التفوق الأمريكي”، وهذه أبرز النقاط:

1- القوة العالمية الأمريكية عسكرياً وتكنولوجياً وثقافياً وسياسياً، هي إحدى الحقائق الكبرى لعصرنا، إذ لم يحدث قبل الآن أن حاز أي بلد على مثل هذه القوة التي لا منازع لها. وقد أدت عولمة الاقتصاد العالمي إلى تعزيز الهيمنة الاقتصادية والسياسية الأمريكية، بدون أن يبرز في وجهها أي منافس إيديولوجي.

2- ما يمكن تسميته بصعود “الأحادية القطبية” الأمريكية، زعزع السياسات العالمية، وجعل كل الدول الأخرى تقلق من اللا أمن الذي يتدفّـق من الفجوة الهائلة بين قوتها والقوة الأمريكية. وهكذا، العالم يجد نفسه الآن في خِـضم عملية تأقلم كبرى، حيث تحاول الدول معرفة كيف سيعمل نظام عالمي مركزه قطبية أمريكية أحادية، وكيف ستستخدم الولايات المتحدة قوتها الفائقة.

3- من غير المرّجح، أن تثير الأحادية القطبية الأمريكية ردا تقليدياً شاملاً، يستند إلى مبدأ ميزان القوى. الدول الكبرى (روسيا، والصين، وألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، واليابان) ستحاول المقاومة أو التحايل أو مجابهة القوة الأمريكية، حتى وهي منغمسة في العمل معها، لكن من غير المحتمل أن تنتظم هذه القوى في تحالف مناوئ لأمريكا يقسم العالم إلى معسكرات متصارعة ومتنافسة. لأن الظروف التي كانت تسمح بتطبيق مبدأ ميزان القوى الذي تتحالف فيه القوى الضعيفة ضد القوة الأقوى، لم تعد متوافرة. لم يعد من الممكن الآن جمع قوى كبرى في ائتلاف لتحدي الولايات المتحدة، وأيضاً لأن القوة الأمريكية نفسها لا تثير تهديدات بما فيه الكفاية تدفع باتجاه العمل لخلق ميزان قوى معها.

4- ولأن الدول الكبرى الأخرى ستجد صعوبة في تحدي القوة الأمريكية، فإنها ستلجأ إلى إستراتيجية من عنصرين: الأول، الاعتراض على بعض السياسات الأمريكية بهدف الحصول على مكاسب أكبر أو المشاركة الجزئية في القرار الأمريكي (كما تفعل الآن روسيا والصين وفرنسا). والثاني، الرضوخ والاسترضاء أي الانضمام إلى الفريق الرابح، (كما تفعل بريطانيا ومعظم دول العالم). وفي كلا هاتين الحالتين، لن يكون ثمة مجال في الأمد المنظور لبروز قوة كبرى أو تحالف دول لتحدي زعامة الأحادية القطبية الأمريكية.

 

مستقبل القرن

 

فأي الفريقين ستكون له اليد العليا في أمريكا.. ما لم تنشب أزمة كبرى مفاجئة في شرق آسيا، أو يحدث انقلاب ما في التوجهات الإستراتيجية الصينية من التركيز على الاقتصاد إلى الاهتمام بالسياسة، سيكون الفريق الثاني هو السائد، وسيواصل دفع الولايات المتحدة للعمل على إغراء الصين، اقتصاديا، لحثها على البقاء في الفلك الأمريكي سياسياً وإستراتيجياً، وهذه الحصيلة يعززها الاعتماد المتبادل بشكل متزايد الذي بدأ يظهره الاقتصاد، الصيني والأمريكي، إزاء بعضهما
البعض، وأيضاً السهولة التي بات يحل بها قادة البلدين خلافاتهما السياسية، كما حدث في قمة واشنطن الصينية – الأمريكية التي أنتجت الاتفاق المبدئي على تجريد كوريا الشمالية من سلاحها النووي.

 

انقسام ونزاع

وظهر الانقسام بين الصين والولايات المتحدة بشأن كيفية إنهاء اراقة الدماء في سوريا ونزع فتيل التوتر في بحر الصين الجنوبي ومناطق مضطربة أخرى في العالم لكنهما اكدتا على الأمل في إقامة علاقات متوازنة بينما تقتربان من تغييرات سياسية في الداخل.
وتعهدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي بحسن النوايا بعد محادثات سبقتها انتقادات من بكين لدعوة كلينتون للتوصل إلى حل متعدد الأطراف للنزاعات على الأراضي في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، وقالت كلينتون للصحفيين إن مثل تلك الخلافات لن تعوق بالضرورة التعاون بين البلدين.
وقالت بعد محادثات مع يانغ في صالة الشعب الكبرى ببكين “أنا فخورة جدا بقوة وصمود ما بنيناه معا في علاقتنا”، وأضافت كلينتون “هذا يجعل من الممكن بالنسبة لنا الحديث عن أي شئ والتوصل إلى سبل لبحث القضايا بشكل صريح ومباشر” وتابعت أن الجانبين لن تتطابق رؤاهما بشأن كل القضايا التي تمثل جزءا من علاقتهما الكبيرة.
كما صور يانغ العلاقة بين البلدين بشكل إيجابي قائلا إن التعاون بينهما ممكن ما دام هناك “احترام متبادل للمصالح والمخاوف الرئيسية” للآخر، وقال يانغ “أثبت التاريخ والحقائق مرارا أن الصين والولايات المتحدة بينهما مصالح متداخلة”، وأبرزت تلك التصريحات الجهود التي بذلها الجانبان لاحتواء النزاعات خاصة بينما يركز كل منهما على السياسة المحلية.
وأشادت كلينتون بالصين لمساعدتها في الضغط على إيران بسبب أنشطتها النووية وتحدث يانغ بنبرة معتدلة بشأن سوريا عندما وازن بين المعارضة للتدخل الخارجي والدعم “للتحول السياسي”، وقال موقع وزارة الخارجية الصينية على الانترنت إن الرئيس هو جين تاو قال لكلينتون “الصين مستعدة للحفاظ على الحوار وتعزيزه والتنسيق مع الولايات المتحدة”، وأضاف “الحفاظ على التنمية المتواصلة للروابط الاقتصادية والتجارية الصينية الأمريكية له أثر مهم على البلدين وكذلك على إنعاش ونمو الاقتصاد العالمي.”

ولم يقدم أي من الجانبين تنازلات في النزاع ببحر الصين الجنوبي والذي أصبح قضية مثيرة للتوتر مما يظهر الريبة في بكين من أن إدارة أوباما تسعى للحد من النفوذ الصيني بالمنطقة، وثار غضب الصين على وجه الخصوص من دعم الولايات المتحدة اقتراحات بالتوصل إلى حل متعدد الأطراف للنزاع في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي إذ تفضل بكين أن تتفاوض بشكل فردي مع كل دولة تخوض نزاعا مع الصين بالمنطقة، وقال وزير الخارجية يانغ للصحفيين “فيما يتعلق ببحر الصين الجنوبي فإن موقف الحكومة الصينية متسق وواضح. للصين سيادة على الجزر في بحر الصين الجنوبي والمياه المتاخمة”، وأضاف “ليس هناك منطقة تتقاسم فيها الصين والولايات المتحدة مصالح مشتركة … مثل منطقة آسيا والمحيط الهادي”، وأكدت كلينتون أكثر من مرة أن الولايات المتحدة لم تتخذ موقفا بشأن النزاع بالمنطقة لكنها تريد من الصين ودول جنوب شرق اسيا التوصل إلى ميثاق شرف لتجنب الاضطرابات.
وقالت كلينتون إنه “لا يخفى على أحد” أن الحكومة الأمريكية شعرت بخيبة أمل من موقف كل من الصين وروسيا بخصوص سوريا وأكدت أن أفضل مسار ما زال قيام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإجراء صارم، وقال يانغ أيضا إن حكومته تعارض سعي أي بلد بما في ذلك إيران لصنع أسلحة نووية، ومضى يقول “نعتقد أن على الأطراف أن تستمر في التحلي بالهدوء ومواصلة الالتزام بالمفاوضات الدبلوماسية.”
ومن الأمور الأكثر إلحاحا مطالبات الصين الإقليمية وخاصة في بحر الصين الجنوبي و أيضا فيما يتعلق بحدودها مع الهند وجهودها من أجل توسيع نفوذها ليشمل الدول المجاورة .
هذا التوجه سوف يجبر الولايات المتحدة الأميركية على التفكير في مخاطرتين كبيرتين، المخاطرة الأولى هي المواجهة والتي يمكن أن تحدث بشكل مباشر أو كنتيجة لانجرار الولايات المتحدة الأميركية للصراعات بين الصين وجاراتها.
أما المخاطرة الأخرى فهي أن اليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام والفلبين وتايلاند وميانمار يمكن أن يدوروا في الفلك الإستراتيجي للصين.
إن العديد من تلك البلدان يتطلع إلى الولايات المتحدة الأميركية كثقل متوازن إذا حاولت الصين فرض هيمنتها محليا ولكن بعض تلك الدول سوف تخلص إلى نتيجة مفادها أن من السلامة التقرب من الصين بدلا من الابتعاد عنها نظرا لأن اقتصادات تلك الدول تعتمد بشكل كبير على التجارة مع الصين.
لقد أظهرت الأحداث الأخيرة في بحر الصين الجنوبي والشرقي أن الصين تحاول أحيانا أن تلوي ذراع جاراتها. الامر الذى يجعل الولايات المتحدة الأميركية قد تحتاج أن تدافع عن حلفائها ومصالحها وذلك من خلال المقاومة وهذا يتطلب تعديل تلك الأفعال حتى تخفف من المخاوف الصينية.

إن أحد الطرق لعمل ذلك هو فهم الدوافع الصينية, فاندفاع الصين لتولي القيادة الاقتصادية والسياسية في شرق آسيا وزيادة قدراتها العسكرية هناك هو أمر حتمي ولكن بإمكان العالم أن يشعر بالثقة بأن أمريكا سوف تبقى أقوى وأغنى وأكثر نفوذا في الشؤون الدولية من الصين حتى سنة 2030.بحسب محللين ..
وقد يتطلب هذا عدم انخراط أمريكا في ردات فعل مبالغ بها والتي يمكن أن تشعل تدهورا في العلاقات الثنائية مثل ما حدث بين بريطانيا العظمى وألمانيا قبل الحروب التي حصلت في النصف الأول من القرن العشرين.
على ذلك يرى المحللين ان أفضل طريقة لتجنب المواجهة بين واشنطن وبكين هي التعاون فيما يتعلق بالتهديدات الخارجية المشتركة وخاصة الانتشار النووي والتغير المناخي الدولي والتطرف الإسلامي وبينما من المحتمل أن تحتفظ الولايات المتحدة الأميركية باليد الطولى فيما يتعلق بالقدرة العسكرية لمدة 15-20 سنة على الأقل فإن وقوع حرب غير تقليدية وغير متماثلة يمكن أن تؤثر سلبا على أفضلية أمريكا وخاصة إذا قررت الصين الانخراط في هجمات إلكترونية على الأنظمة الإلكترونية وأنظمة الأقمار الصناعية الأميركية مع هجمات على البنية التحتية.

ويقول محللون إن الرد على قدرة الصين على عرض قوتها في أماكن تبعد مئات الأميال عن حدودها يستوجب أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتطوير قاذفات طويلة المدى قادرة على اختراق الدفاعات المعقدة وتتمتع بقوة كبيرة وبينما تتحول المصالح الأمنية الأمريكية إلى منطقة المحيط الهادي فإن الأميريكيين يعتمدون الآن على قواعد برية متقدمة أصبحت أكثر عرضة للهجوم وأساطيل حاملات طائرات مع طائرات تكتيكية بإمكانها الانخراط في القتال ضمن قطر يبلغ 300-500 ميل (482 -805 كلم).  لكن وجود قاذفة بعيدة المدى هي أكثر فعالية من حيث الكلفة مقارنة بقاذفات المواجهة وصواريخ كروز وبخلاف القاذفات التكتيكية القصيرة المدى فإن قواعدها لن تكون معرضة للهجوم.
بالرغم من ذلك فإن التحدي الأكثر خطورة الآن كما يرى البعض هو ترتيب أمور الاقتصاد الأمريكي وكيفية إدارة ذلك الاقتصاد . ولكن بدون تمكن أمريكا من تحقيق ذلك فإن احتمالية وقوع متاعب بين الولايات المتحدة الأميركية والصين سوف تستمر في الزيادة.

ويرى “جوزيف س. ناي” الأستاذ في جامعة هارفارد، أن الولايات المتحدة بعد أن أهدرت العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، في حربين بائستين في العراق وأفغانستان، بدأت تنتبه لما يحدث في آسيا. مبيناً أن القرار الذي اتخذه الرئيس أوباما بإرسال ألفين و500 جندي من مشاة البحرية الأمريكية إلى قاعدة “داروين” في شمال أستراليا، هو إشارة قوية إلى ذلك التحول الجديد، إذ إن ” عودة آسيا إلى مركز الشؤون العالمية هوالتحول الأكبر للقوى العظمى في القرن الحادي
والعشرين”.
كان مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق اوضح أن اليابان والهند أدركتا أخيرا أن الشراكات الاقتصادية الأكثر استقرارا على مستوى العالم، كانت مبنية على قاعدة متينة من التعاون الأمني، وباعتبارهما بلدين يفتقران إلى الطاقة، ويعتمدان بشدة على واردات النفط من الخليج العربي، يشعران بالقلق البالغ من محاولات سيطرة “الصين” البحرية على إمدادات الطاقة وطرق نقلها، فضلاً عن قوتها العسكرية المتنامية، ولهذا السبب وافق البلدان على البدء في إجراء تدريبات بحرية وجوية مشتركة بداية من عام 2012، بالإضافة إلى التعاون المشترك في مجال الدفاع الصاروخي مع الولايات المتحدة وإسرائيل على التوالي، من أجل الحفاظ على الاستقرار في المحيطين الهندي والهادي.

وحسب مستشار أوباما للأمن القومي، فإن هذا التحول باتجاه آسيا والشرق الأدنى معناه أن أجزاء أخرى من العالم لم تعد على الدرجة نفسها من الأهمية، خاصة أن السياسة الخارجية الأمريكية ابتليت على حد تعبيره على مدى العقد الماضي بالحرب في العراق وأفغانستان، فضلاً عن “فوبيا” الإرهاب وتنظيم القاعدة، والانتشار النووي في إيران وكوريا الشمالية.

مستشار الأمن القومي الأمريكي، ووزير الخارجية الأشهر في مرحلة الحرب الباردة، هنري كيسنجر، رأى أن تحول موازين القوة في القرن الحادي والعشرين، في المجال الاقتصادي، وربما السياسي العسكري، من الغرب للشرق، يمهد الطريق
للحرب العالمية الثالثة، التي سيكون طرفاها روسيا والصين من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى.
وتنبأ كيسنجر في حوار مع صحيفة “ديلي سكيب” اليومية، التي تصدر في نيويورك، بأن هذه الحرب لن يخرج منها منتصرا إلا الولايات المتحدة. رغم أن واشنطن أخطأت عندما تركت الصين تضاعف من قدراتها العسكرية، وروسيا حتى تتعافى من الإرث الشيوعي، وتندمج في الاقتصاد الرأسمالي، وهو الأمر الذي جعل كلاً من الصين وروسيا “قوة عظمى”، إلا أنه أضاف
يبدو أن هذا الشعور المبالغ فيه بتلك “القوة” سيكون سببا في سرعة زوالهما.

ويؤكد كيسنجر أيضاً أن أصحاب القرار في الولايات المتحدة أصدروا تعليمات للقوات المسلحة باحتلال سبع دول شرق أوسطية بطرق غير مباشرة، من أجل استغلال مواردها الطبيعية، خصوصاً النفط والغاز، مشيرا إلى أن السيطرة على البترول هي الطريق للتحكم في دول المنطقة، والسيطرة على الغذاء هي السبيل للسيطرة على شعوبها.

 

حرب سرية

 

ويقدر خبراء أن حروبا سرية كثيرة تدور أساسا ومنذ مدة ليست بقصيرة بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، والصين وروسيا وحلفائهما من جهة أخرى.
ولم تقر حكومة الولايات المتحدة رسميا إلا في الآونة الأخيرة بتطويرها أسلحة إلكترونية، كما أنها لم تعترف قط باستخدامها. وكانت قد وردت أنباء عن هجمات في وقت من الأوقات على أجهزة كومبيوتر شخصية يستخدمها أعضاء “القاعدة”، وعن هجمات يجري التفكير فيها على أجهزة الكومبيوتر التي تتحكم في أنظمة الدفاع الجوي في عدد من دول الشرق الأوسط وباكستان، بما فيها هجمات خلال الحرب الجوية بقيادة “ناتو” على ليبيا سنة 2011.

 

سلاح ذو حدين

 

أفاد تقرير تم إعداده للكونجرس الأمريكي أن مؤهلات الصين في مجال التجسس عبر الانترنت ” التجسس الإلكتروني” بلغت مستوى يمكنها معه أن تشكل خطرا على الجيش الأمريكي في حال نشوب نزاع بين البلدين.
والتقرير الذي أعدته مجموعة “نورثروب جرومان” الأمريكية للدفاع لحساب لجنة مراجعة العلاقات الاقتصادية والأمنية بين الصين والولايات المتحدة، يوضح أن الجيش الصيني يولي أهمية كبيرة “لحرب المعلومات”.
وقال التقرير إن “قادة الجيش الصيني أدرجوا الفكرة القائلة إن نجاح معركة يستند إلى قدرة مراقبة المعلومات والأنظمة المعلوماتية للخصم”.
وأضاف أن “خبراء الجيش الصيني يحددون بطريقة منهجية البنى التحتية اللوجستية وأنظمة القيادة والمراقبة ومراكز الثقل الاستراتيجية للولايات المتحدة التي سيهاجمونها بطريقة شبه أكيدة في الدرجة الأولى في حال نشوب نزاع”.
ويحذر التقرير بذلك من أن الكفاءات الصينية في هذا المجال “متقدمة جدا إلى حد أنها تطرح خطرا حقيقيا على العمليات العسكرية الأمريكية في حال نشوب نزاع” مع بكين، وعلى سبيل المثال ” لحماية تايوان”.
وذكر التقرير من جهة أخرى أن الشركات الصينية التي تقيم بعضها شراكات أجنبية تقدم لها التكنولوجيا، تسمح للجيش الشعبي الصيني أن يكون في المقدمة في مجال الأبحاث والتكنولوجيا في هذا المجال.

ان التحول في تركيز استراتيجية الولايات المتحدة يعتبر خطوة للمواجهة مع الصين. بالرغم من النفي الرسمي العلني الأمريكي لمحاولة احتواء الصين، توجد شكوك واسعة حول الأجندة الخفية لواشنطن خلف تلك الاستراتيجية ومنها مواجهة النفوذ الصيني المتصاعد في منطقة أسيا الباسيفيك. هذا التحول في الاستراتيجية يعكس “اعترافا” بتصاعد أهمية تلك المنطقة بالنسبة لأمن وثروة أمريكا في المستقبل بالإضافة إلى نفوذها في العالم.

 

الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية والاستراتيجية