أخبار, البارزة 0 comments on مفاوضات سد النهضة… مصر ترفض إعادة المحاصصة والبيع

مفاوضات سد النهضة… مصر ترفض إعادة المحاصصة والبيع

أعلنت وزارة الموارد المائية والري المصرية، أمس الأحد، انتهاء فعاليات الاجتماع الوزاري الثلاثي بشأن سد النهضة، الذي عُقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يومي 23 و24 سبتمبر/ أيلول الحالي، بمشاركة وفود التفاوض من مصر والسودان وإثيوبيا، وذلك من دون أن تسفر الجولة التفاوضية “عن تحقيق أي تقدم يذكر في مفاوضات السد الإثيوبي”. وقالت الوزارة، في بيان لها، إنّ “الجولة التفاوضية شهدت توجهاً إثيوبياً للتراجع عن عدد من التوافقات التي سبق التوصل إليها بين الدول الثلاث في إطار العملية التفاوضية، مع الاستمرار في رفض الأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة، والترتيبات الفنية المتفق عليها دولياً”.

وكانت الجولة قد عُقدت وسط خلافات كبيرة في الرؤى بين مصر وإثيوبيا بشأن تفسير نصوص اتفاق المبادئ الموقع عام 2015 في العاصمة السودانية الخرطوم من جانب زعماء الدول الثلاث، وذلك في ظل تمسك أديس أبابا بحصة رسمية على غرار القاهرة والخرطوم من مياه النهر تحت مسمى “الاستخدام المنصف”.

وكشف مصدر مصري في وزارة الري على اطلاع بتفاصيل الجوانب الفنية لأزمة السد، لـ”العربي الجديد”، عن أن “الموقف الإثيوبي المتعنّت، الذي يظهر غياب حسن النوايا، دفع مصر للتشدد في موقفها بالتمسك باتفاق قانوني ملزم”، مشيراً إلى أن “الهدف ليس سد النهضة في حد ذاته، كون السد بات بالفعل أمراً واقعاً، وأن المناورة بشأن أزمته تكاد تكون محدودة”.

وقال المصدر إن “موقف القاهرة يكمن في وضع مبدأ عام، حتى لا يكون تجاوز الأعراف والمواثيق الدولية أمراً معتاداً”. وشدد على أن “هناك مخاوف لدى مصر من خطط إثيوبيا لبناء سدود جديدة، وهو ما يعني أنه إذا مرّ الموقف الإثيوبي الحالي بشكل سهل ومن دون إقرار اتفاق قانوني ملزم لكافة الأطراف، فستكون الأمور مسألة وقت لاندلاع أزمة جديدة مع أول سد جديد تشرع أديس أبابا في بنائه”.

 

رفض مصري للتصورات الإثيوبية

 

وأكد المصدر المصري “تمسك القاهرة برفض التصورات الإثيوبية الرامية للحصول على حصة من مياه النهر تصل إلى نحو 20 مليار متر مكعب من المياه”، موضحاً أن المفاوضين المصريين “قدموا خلال جولات التفاوض السابقة، التي شارك فيها مراقبون من الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي والإمارات، ما يوضح عدم صحة الدفوع الإثيوبية بشأن استحواذ مصر على مياه النيل”.

وأشار إلى أن “حوض نهر النيل يسري به 3.4 تريليونات متر مكعب من المياه، وتبلغ حصة إثيوبيا وحدها من تلك المياه 150 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليار متر مكعب، ومصر على 55.5 مليار متر مكعب”.

دبلوماسي مصري: هامش حركة القاهرة يضيق مع انتهاء كل عملية ملء جديدة لسد النهضة

من جهته، رأى دبلوماسي مصري معني بملف القرن الأفريقي أن “ما يزيد من صعوبة الأزمة هو الأوضاع الداخلية في إثيوبيا وتوظيف ملف السد في الخطاب الحكومي الداخلي في ظل الأزمات التي تواجهها الحكومة هناك”، موضحاً في حديثٍ لـ”العربي الجديد” أنه “لا يوجد في جعبة القاهرة حتى الآن سوى بعض الوعود من دولة الإمارات التي ترعى جولة المفاوضات الحالية، من دون أن تكون هناك ضمانات حقيقية بشأن التزام إثيوبي”.

ولفت الدبلوماسي إلى أن “هامش الحركة المصرية يضيق مع انتهاء كل عملية ملء جديدة، خصوصاً أن السد بات يحتجز خلفه حالياً نحو 42 مليار متر مكعب من المياه، وهو ما يعني أن ما يجرى التفاوض حوله ليس كثيراً”.

وحول رغبة أديس أبابا في الحصول على حصة من المياه، أو اشتراط بنود تسمح لها ببيع المياه مستقبلاً على غرار النفط في حالة الدول النفطية، قال الدبلوماسي المصري إن القاهرة “لن تسمح بصياغة بنود تفتح الباب أمام إعادة تقسيم حصص المياه أو بيعها لها مستقبلاً”.

وأضاف أن “القاهرة لا تمانع إنشاء مشروعات إثيوبية تقوم على المياه، لإدراكها التام بأن لدى إثيوبيا من المياه ما يغنيها تماماً عن حصة مصر كاملة”. وشدّد على أن “الأمر له أبعاد أخرى، وهو ضمان مورد جديد عبر بيعها تلك الحصة التي ترغب في الحصول عليها في نهاية المطاف لمصر، على اعتبار أن القاهرة في حال قارنت بين كلفة تحلية المياه وشراء تلك الحصة التي ستغنيها عن التحلية، فإن الكلفة في حالة الشراء ستكون أقل كثيراً من تكلفة التحلية”.

وكان مسؤولون وسياسيون مصريون حذروا من خطورة السد على بلدهم، ومنهم وزير الخارجية سامح شكري، الذي قال في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء السبت، إنه “ليس هناك مجال للاعتقاد الخاطئ بإمكانية فرض الأمر الواقع، عندما يتصل الأمر بحياة أكثر من مائة مليون مصري”.

وأضاف أن “بلاده لا تزال حريصة على مواصلة مفاوضات سد النهضة، من أجل التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، على الرغم من التعنت الإثيوبي والممارسات الأحادية”، متهماً أديس أبابا بـ”التمادي في ملء وتشغيل السد بشكل أحادي، في خرق صريح لقواعد القانون الدولي”.

وفي السياق، قال أستاذ القانون الدولي العام في مصر أيمن سلامة، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “الموقف المصري بعد الملء الرابع لأكبر سد في القارة الأفريقية ليس سهلاً، ولا توجد أي أرضية للاتفاق بين إثيوبيا، دولة المنبع لنهر النيل الأزرق، وبين مصر دولة المصب، كما لا توجد أرضية قانونية أو فنية مشتركة أو أساس مشترك لتحقيق توافق على قضايا قانونية وفنية خلافية صعبة، بدأت منذ أن شرعت إثيوبيا في بناء السد عام 2011”.

وأضاف سلامة أن “إثيوبيا ترفض تماماً إبرام اتفاق فني يترجم المبادئ العامة العشرة التي نص عليها اتفاق إعلان المبادئ لسد النهضة الموقعة في الخرطوم في مارس/آذار 2015، لأنه سيترجم هذه المبادئ تفصيلياً وتفسيرياً وسيكون ملزماً للدول الثلاث، ولكن إثيوبيا تقبل فقط توقيع ما يسمى بالتوجيهات العامة الإرشادية لتشغيل وملء سد النهضة”.

اتهم شكري إثيوبيا بتشغيل السد بشكل أحادي

وأوضح سلامة أن “هذه المبادئ الإرشادية التوجيهية ليست ملزمة كما الاتفاقيات الدولية والمعاهدات”، لافتاً إلى أن “الظروف الواقعية الدولية ليست في صالح مصر ولا السودان، لكنها في صالح إثيوبيا”.

وتابع: “نجحت اثيوبيا في استهلاك واستنزاف الوقت وتحقيق ما تصبو إليه، وهناك دول كبرى إقليمية وغير إقليمية استثمرت في سد النهضة، وهناك دول مجاورة لإثيوبيا في القرن الأفريقي وخارجه، تنتظر بشغف بدء حصولها على الكهرباء منخفضة التكاليف من سد النهضة، لذلك كل هذه التحديات ضد السودان ومصر في مسألة النزاع حول مسألة النهضة”. وحول مسألة مراجعة اتفاق إعلان المبادئ، قال إن مصر “لن تجني من الانسحاب من اتفاق المبادئ الذي وقعته عام 2015 أي ثمرة”.

 

مفاوضات سد النهضة

 

من جهته، قال خبير المياه الدولي المصري ضياء الدين القوصي، لـ”العربي الجديد”، تعليقاً على جولة المفاوضات الأخيرة في أديس أبابا، إن “الغرض الرئيسي من هذه الجلسات هو أن يعرف الجميع، محلياً وإقليمياً ودولياً، أن مصر لم تدخر أي جهد ولم تترك أي فرصة للوصول إلى اتفاق بالطرق الدبلوماسية، وعن طريق المفاوضات، تمهيداً لاتخاذ إجراءات أخرى في المستقبل”.

أما خبير السدود المصري محمد حافظ، فاعتبر في حديث لـ”العربي الجديد” أن مفاوضات أديس أبابا “فشل جديد يضاف إلى سلسلة الفشل السابقة التي توجت بها جولات المفاوضات بين إثيوبيا ومصر”.

وأضاف أن “الجانب المصري لا يتحدث بصراحة مع الشعب بقوله إن المفاوضات تجرى حول آلية عمل السد، بينما الجانب الإثيوبي يؤكد أن المفاوضات تتعلق بكمية المياه التي ستخصم من حصة مصر، والتي وافقت عليها مصر في عهد (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب، وهو خفض حصتها إلى 37 مليار متر مكعب، بدلاً من 40 مليارا ونصف مليار، بينما وصل التنازل المصري إلى 9 مليارات، وذلك فيما تؤكد إثيوبيا أن الخصم يصل إلى 16 مليار متر مكعب، وهناك بعض المعلومات تتحدث عن خصم 22 مليار”.

أخبار, البارزة 0 comments on مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي: لا ننوي فكّ الارتباط الاقتصادي مع الصين

مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي: لا ننوي فكّ الارتباط الاقتصادي مع الصين

قال مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، فالديس دومبروفسكيس، اليوم السبت، إن الاتحاد الأوروبي ليست لديه نية لفك الارتباط مع الصين، لكنه يحتاج إلى حماية نفسه في المواقف التي يساء فيها استخدام انفتاحه.

يأتي ذلك في الوقت الذي يتطلع فيه الجانبان إلى تهدئة التوترات المتزايدة بشأن الجغرافيا السياسية والتجارة.

وتوترت العلاقات بسبب علاقات بكين بموسكو بعد اجتياح القوات الروسية لأوكرانيا، ومساعي الاتحاد الأوروبي لتقليل الاعتماد على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقال دومبروفسكيس في كلمة ألقاها في المؤتمر السنوي لقمة باند في شنغهاي، إن الاتحاد الأوروبي سجل تجارة ثنائية قياسية مع الصين العام الماضي، لكنها “غير متوازنة للغاية”، مشيراً إلى عجز تجاري بلغ حوالى 400 مليار يورو.

ودومبروفسكيس في زيارة للصين لمدة أربعة أيام، سعياً لإقامة علاقات اقتصادية أكثر توازناً مع الاتحاد الأوروبي.

ووصل إلى الصين بعد أسبوع تقريباً من إعلان المفوضية الأوروبية أنها ستحقق في ما إذا كانت ستفرض تعريفات عقابية لحماية المنتجين الأوروبيين من واردات السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة التي تقول إنها تستفيد من الدعم الحكومي.

وتهدف الزيارة إلى تجديد الحوار مع الصين بعد جائحة كوفيد-19، حيث يسعى الجانبان لتهدئة التوترات بشأن قضايا تراوح من الاستثمار الأجنبي والتجارة والجغرافيا السياسية إلى الانتقادات الغربية لعلاقات بكين الوثيقة مع موسكو بعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.

ويقول الاتحاد الأوروبي إن القيود الصينية على الشركات الأوروبية من بين أسباب عجزه التجاري البالغ 400 مليار يورو.

أخبار, البارزة 0 comments on جزيرة لامبيدوزا الإيطالية… جبهة المواجهة الأوروبية للهجرة

جزيرة لامبيدوزا الإيطالية… جبهة المواجهة الأوروبية للهجرة

يبلغ عدد سكان جزيرة لامبيدوزا الإيطالية حوالي 6 آلاف، ولكنها تستقبل في بعض الأيام أكثر من هذا العدد من المهاجرين غير النظاميين، الذين يصلون إليها في قوارب من تونس، كما حصل في 12 و13 من الشهر الحالي، عندما استقبلت على التوالي 5 آلاف و3 آلاف منهم، ما أثار استنفاراً أوروبياً، بعد إعلان سلطات المدينة حالة الطوارئ.

وتعد لامبيدوزا محطة مثالية للمهاجرين غير النظاميين القادمين من تونس، بسبب قربها من سواحل مدينة صفاقس على نحو خاص، حيث تبعد عنها 180 كيلومتراً. ويتوقف زمن الرحلة، ومستوى الأمان، على نوعية القوارب المستخدمة، وحالة الطقس، لكنها في كل الأحوال تراوح بين ثلاث وعشر ساعات، وهي أقصر مدة للوصول إلى الضفة الأخرى.

وتراوح أسعار العبور بين 1500 دولار أميركي و5 آلاف، حسب وسيلة النقل وخبرة المهربين، الذين صاروا على درجة عالية من الحرفية خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وبذلك تحولت سواحل مدينة صفاقس الفقيرة إلى نقطة حلم للعبور نحو الجزيرة الإيطالية، للتونسيين والأفارقة، الذين قصدوها بعشرات الآلاف.

تضاعف أعداد المهاجرين غير النظاميين خلال العاميَن الماضيَين

تفيد الإحصاءات الرسمية بأن أعداد الذين باتوا يصلون إلى الجزيرة الإيطالية من صفاقس خلال 48 ساعة، يوازي عددهم في عام واحد في 2019 و2020، حين تمكن من العبور في ذلك الوقت 8 آلاف شخص، وفق تقارير الأمم المتحدة، بينما وصل الرقم إلى 8 آلاف خلال 48 ساعة، قبيل منتصف الشهر الحالي.

وتؤكد إيطاليا أن الأرقام تضاعفت خلال العامَين الماضيَين، وقد وصلت خلال العام الماضي إلى 60 ألفاً، بينما بلغت خلال الأشهر التسعة من العام الحالي 123 ألفاً. وتفيد التقديرات بأن العدد المتوقع حتى نهاية العام الحالي سوف يتجاوز 100 ألف، ليصل خلال السنة الحالية إلى ربع مليون من تونس إلى جزيرة لامبيدوزا وحدها.

ومع ذلك، فإن الأرقام لم تتجاوز بعد أرقام عام 2016، وهو العام الذي وصل فيه أكثر من 181 ألف شخص، كثيرون منهم سوريون فارون من الحرب إلى إيطاليا.

شكل الواصلون من تونس هذا العام نصف الوافدين غير النظاميين إلى الاتحاد الأوروبي

وقد شكل الواصلون من تونس هذا العام نصف الوافدين غير النظاميين إلى الاتحاد الأوروبي حتى الآن، بحسب “الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل” (فرونتكس) التابعة للاتحاد الأوروبي. ووفقاً للوكالة، فإن المهاجرين الذين يصلون عبر البحر الأبيض المتوسط، هم في الغالب من ساحل العاج ومصر وغينيا.

وقدرت “فرونتكس” في بيان لها، الأسبوع الماضي، أن ضغط الهجرة غير الشرعية المتزايد قد يستمر على هذا الطريق في الأشهر المقبلة، مع قيام المهربين بتخفيض الأسعار على المهاجرين الذين يغادرون ليبيا أو تونس، في سياق منافسة شرسة بين الجماعات المتخصصة بالتهريب.

اتهام تونس بالتساهل بشأن الهجرة غير النظامية

هناك أسباب كثيرة للارتفاع المتزايد في الأرقام خلال الأسابيع الأخيرة، ومنهم من ينسبها إلى الطقس الصيفي، حيث البحر هادئ، ويسمح بوصول القوارب من دون مشاكل، ولذلك تعد أعداد الضحايا قليلة بالمقارنة مع فترات الشتاء. غير أن ذلك لا يكفي وحده، ولذا ركزت وسائل الإعلام الأوروبية الحديث عن مسائل أخرى.

ثمة من يرى أن وصول 8 آلاف مهاجر على متن 199 مركباً، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من مدينة واحدة في تونس خلال 48 ساعة، سببه سهولة الانتقال.

وهذا يعني برأيهم أنه ليست هناك إجراءات منع من طرف السلطات التونسية، التي يبدو أنها توقفت عن مراقبة الشواطئ ومطاردة المهربين حسب الاتفاقات مع الاتحاد الأوروبي للحد من الهجرة غير الشرعية.

ويذهب أصحاب هذا الرأي إلى اتهام السلطات التونسية بتسهيل هجرة هذه الأعداد الضخمة، من أجل توجيه رسالة صريحة إلى أوروبا، هدفها تسوّل أكبر قدر من الدعم الاقتصادي المباشر، وعبر المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي، للحصول على قروض مالية مهمة وميسّرة، من أجل تحريك عجلة الاقتصاد المتوقفة.

حملة السلطات التونسية بوجه الهجرة غير النظامية

ويبدو أن تونس تلقت رسائل الغضب من إيطاليا وأوروبا، لذلك تحركت بعد أيام وقامت بحملة أمنية واسعة النطاق، مدعومة بطائرات ووحدات مكافحة الإرهاب في مدينة صفاقس، استهدفت المهربين.

ونقلت قنوات تلفزة صور وحدات من الحرس الوطني التونسي، تدهم منازل تأوي مئات المهاجرين، واعترضت شاحنات تحمل مهاجرين باتجاه الشواطئ، واحتجزت عديداً من القوارب، وألقت القبض على مهربين.

وطوق المئات من العناصر الأمنية التونسية، منتصف الشهر الحالي، أماكن تعرف بأنها “نقاط أمنية سوداء” في مناطق جبنيانة وقرقنة والمساترية، وفي صفاقس. وصدر بيان عن وزارة الداخلية التونسية، يقول إن الحملة جاءت بناء على تعليمات من الرئيس قيس سعيّد لمواجهة “التدفق غير المقبول للمهاجرين”.

وما عزز توجيه أصابع الاتهام للسلطات التونسية هو أنه سبق أن زارت تونس في يوليو/ تموز الماضي كل من رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، وجرى التوقيع على اتفاق “شراكة استراتيجية شاملة”، يُقدّم الاتحاد الأوروبي بمقتضاه مساعدة مالية لتونس كي تعزز، في المقابل، كفاحها ضد الهجرة غير النظامية عبر البحر الأبيض المتوسط.

مهمة صعبة أمام تونس لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا

تمتد السواحل البحرية التونسية حوالي 1500 كيلومتر، لذا فإن السلطات التونسية تجد نفسها أمام مهمة صعبة للغاية، في سياق يتميّز بأوضاع اقتصادية بالغة الشدة.

وقد منحت إيطاليا لتونس 82 سفينة للسيطرة بشكل أفضل على سواحلها، وبالتالي تقديم المساعدة اللوجستية والتقنية لجعل حرس الحدود التونسيين أكثر كفاءة. لكن هذه السفن والـ900 مليون يورو، لم تنجح في وقف الهجرة غير الشرعية.

يمارس الاتحاد الأوروبي ضغوطاً على تونس لتولي دور الشرطي الذي يضمن  حدود أوروبا

وتبدو الحكومة التونسية وسط حالة من الاضطراب في مواجهة هذا الوضع. من جهة يمارس عليها الاتحاد الأوروبي ضغوطاً، لتولي دور الشرطي الذي يضمن إبقاء حدود أوروبا حصناً منيعاً، ومن جهة أخرى، لا يبدو الرئيس سعيّد مستعداً لتولي هذه المهمة بثمن بخس.

وهنا تبرز مفارقة أن سعيّد نفسه يستخدم خطاباً مناهضاً للهجرة، بشكل أساسي تجاه مهاجري جنوب الصحراء الكبرى. وأعرب عن آرائه بشأن الهجرة في خطابه الشهير في 21 فبراير/ شباط الماضي، الذي أثار ردود فعل سلبية وإدانات، باعتباره عنصرياً، ويغذّي الكراهية ضد الأجانب.

وفي الوقت ذاته تدهورت حقوق الإنسان في تونس، وزادت معاملة اللاجئين الأفارقة سوءاً، وماتت أعداد كبيرة من اللاجئين في البحر، وفي الصحراء ما بين تونس وليبيا، عندما طردتهم السلطات التونسية خلال الصيف الماضي.

يلتقي سعيّد في السياسة الشعبوية، ويتشارك الرؤية المعادية للأجانب والهجرة مع رئيسة الوزراء الإيطالية، ورؤساء دول أوروبية أخرى، غير أن الثمن الذي يحصل عليه مقابل ذلك، لا يبدو أنه يوازي العمل المطلوب منه. ومن هنا فإن المسألة مفتوحة على احتمالات شتى، بما فيها حصول تدخلات أوروبية ضد تونس.

مواقف أوروبية غير مشجعة

ردود الفعل الأوروبية الرسمية كانت على درجة عالية من الحرج بعد الاستغاثات التي وجهتها الحكومة الإيطالية، ولذلك قامت رئيسة المفوضية الأوروبية بزيارة تضامن في 17 من الشهر الحالي إلى الجزيرة، غير أن إيطاليا تنتظر مواقف صارمة، بما في ذلك تعزيز القوات الأوروبية المكلفة بمواجهة الهجرة في مياه البحر المتوسط.

المواقف الأوروبية غير مشجعة، ومنها ما برز صريحاً، مثلما هو الأمر في حالة ألمانيا، التي رفضت صراحة قبول مهاجرين من الذين يصلون عن طريق إيطاليا، ولذلك أسباب عديدة، منها أنها بحاجة إلى عدد قليل من المهاجرين، شرط أن يكونوا يداً عاملة مؤهلة.

ثم أنها تشعر بعبء كبير من قبل اللاجئين الأوكرانيين، الذين فاق عددهم المليون على أراضيها.

ليست ألمانيا وحدها التي رفضت تقاسم أعباء الهجرة المتوسطية، بل جميع الدول البعيدة عن البحر المتوسط مثل تشيكيا وهنغاريا والدول الاسكندنافية، وحتى البلد المتوسطي اليونان الذي يعاني مثل إيطاليا من التدفق الكثيف للمهاجرين، وبالتالي يقع العبء على إيطاليا وفرنسا وإسبانيا.

وشهدت الأيام الماضية تحركات على مستوى الاتحاد الأوروبي من أجل إحياء عملية المراقبة الأوروبية المعروفة باسم “صوفيا” التي تم إيقافها عام 2004، رغم أنها أثبتت جدواها وقدرتها على الحد من الهجرة غير النظامية. ومن شأن هذه الخطوة أن تساهم في تعزيز مراقبة مراكب المهاجرين، ولكن من غير الواضح ماذا سيعقب المراقبة من خطوات.

الأوضاع تتفاقم على نحو يتجاوز طاقة إيطاليا وأوروبا، وعلى بُعد أقل من عام من الانتخابات البرلمانية الأوروبية المقررة في يونيو/ حزيران المقبل. ويبدو الاستثمار العنصري للمسألة في أفضل أحواله، إذ يلقى هذا السوق رواجاً، حيث سارع زعماء اليمين الفرنسي المتطرف إلى إيطاليا، ووصل الأمر بزعيمة حزب “التجمّع الوطني” اليميني المتطرف في فرنسا مارين لوبان إلى حد المزايدة على ميلوني، معتبرة أن الاستراتيجية التي تتبعها الأخيرة سهلة ولا تؤدي إلى نتائج بعيدة، كما تأخذ عليها أنها تعتمد على الاتحاد الأوروبي في حل المشكلة.

ليست وحدها ميلوني التي لا تمتلك حلاً يؤدي إلى نتائج على المدى البعيد. الكل يبدو عاجزاً عن وقف الهجرة، أو تحويلها إلى ورقة أوروبية رابحة في ظل حاجة أوروبا إلى يد عاملة شابة.

ومن ناحية أخرى، رغم أن إيطاليا هي التي تشهد استقبال أفواج كبيرة من المهاجرين غير النظاميين، فإن أغلبية هؤلاء لا يستقرون هناك، بل يكملون الطريق إلى بلدان أوروبية أخرى، بدليل أن عدد المتقدمين للجوء في فرنسا يتجاوز عددهم بالنسبة لإيطاليا. وفرنسا مرغوبة أكثر بسبب سهولة اللغة للقادمين من بلدان أفريقيا الفرنكوفونية.

السياسة الأوروبية تجاه الهجرة فاشلة أيضاً لأنها غير عادلة، وما تعاني منه أوروبا اليوم هو أعداد اللاجئين الأوكرانيين، التي تتزايد تبعاً لتطورات الحرب، وهي تفوق الهجرة القادمة من أفريقيا بأكثر من عشر مرات. ففي الوقت نفسه الذي استقبلت في إيطاليا 8 آلاف مهاجر، وصل إلى ألمانيا 100 ألف لاجئ أوكراني. ولو جرى تطبيق مبدأ التضامن الأوروبي، لكان يجب على إيطاليا أن تستقبل قسماً من هؤلاء.

 

العربي الجديد

أخبار, البارزة 0 comments on هل تقف أوكرانيا وراء هجمات نُفذت ضد قوات “الدعم السريع” في السودان؟

هل تقف أوكرانيا وراء هجمات نُفذت ضد قوات “الدعم السريع” في السودان؟

كشف تحقيق نشرته شبكة “سي أن أن” الأميركية، اليوم الأربعاء، أن أوكرانيا “قد تكون” وراء هجمات جوية وبرية، من ضمنها هجمات بطائرات مسيّرة، نُفذت ضد قوات الدعم السريع في السودان، التي يُعتقد على نطاق واسع أنها مدعومة من مجموعة “فاغنر” الروسية.

واستخدمت الشبكة في تحقيقها مقاطع فيديو مصورة أظهرت الطائرات المسيّرة التي نفذت تلك الهجمات، وطلبت من خبراء مختصين في هذا المجال مراجعتها.

وبحسب الشبكة، فقد أظهرت مراجعة مقاطع الفيديو المصورة أن التكتيكات العسكرية المستخدمة كانت شبيهة بتلك المستخدمة من قبل الجيش الأوكراني، كما أظهر أحد مقاطع الفيديو كلمات باللغة الإنكليزية واللغة الأوكرانية على وحدة التحكم الخاصة بإحدى الطائرات المسيّرة، فيما ظهر في المقطع ذاته الشخص المسؤول عن التحكم بالمسيّرة، الذي قالت الصحيفة إنّه “يبدو أجنبياً”، مع أنه كان يضع قناعاً يغطي جزءاً من وجهه.

وحصلت الشبكة على سلسلة من مقاطع الفيديو للعملية، تظهر 14 ضربة مختلفة على أسلحة ومعدات قوات الدعم السريع.

وخلال حديثه مع الشبكة الأميركية، وصف مصدر عسكري أوكراني العملية بأنها من عمل “جيش غير سوداني”. وعندما سُئل عما إذا كانت كييف تقف وراء هذه  الهجمات، اكتفى المصدر بالقول إنّ “القوات الخاصة الأوكرانية هي المسؤولة على الأرجح”. فيما قال مصدر عسكري سوداني إنّه “ليس لديه علم بعملية أوكرانية في السودان”، ولا يعتقد أن ذلك صحيح.

وقال باحث بريطاني يدير موقعاً إلكترونياً متخصصاً بتحديد الأسلحة، بعد أن طلبت منه الشبكة مراجعة مقاطع الفيديو، إنّ جهاز التحكم الذي يظهر في المسيّرات يشبه تلك التي تستخدمها القوات الأوكرانية في هجماتها على روسيا.

وأوضح باحث متخصص في التقنيات العسكرية الناشئة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة، أن بعض أنواع الطائرات التي ظهرت في مقاطع الفيديو تُرى في القارة الأفريقية لأول مرة على الإطلاق، مؤكداً: “شهدنا ارتفاعاً في استخدام هذه الأنواع من الطائرات في أوكرانيا خلال العام الماضي”.

ومع أن تاريخ تصوير مقاطع الفيديو لم يكن معروفاً، إلا أن الشبكة تتبعت الموقع الذي ظهر أنه جرت مهاجمته، وأظهر المقطع أن الهجوم حصل على جسر شمبات الذي يربط بين أم درمان والخرطوم، وعند مطابقته مع التقارير المحلية على وسائل التواصل الاجتماعي، كشفت الشبكة أن الهجوم وقع في 8 سبتمبر/أيلول الماضي، أي بعد يومين فقط من قيام مجموعة “فاغنر” الروسية بتسهيل وصول قافلة أسلحة كبيرة إلى قوات الدعم السريع بالقرب من حدود تشاد، بحسب ما أفاد مصدر سوداني الشبكة الأميركية.

وأوضح المصدر السوداني أن عدداً كبيراً من المركبات، بما في ذلك عدة شاحنات تحمل أسلحة من مجموعة “فاغنر”، وصلت إلى السودان في 6 سبتمبر/أيلول الماضي.

وأظهرت صور أقمار صناعية حصلت عليها “سي أن أن”، أكثر من 100 مركبة، بما فيها عشرات الشاحنات، في المنطقة نفسها التي تحدث عنها المصدر السوداني، وهو ما يؤكد حديثه، بحسب الشبكة ذاتها.

وقال مصدران عسكريان تشاديان، في حديثهما مع الشبكة، إنّ القافلة سافرت عبر تشاد إلى السودان، الأمر الذي من شأنه أن يشير إلى توسع نطاق نفوذ روسيا ومجموعة فاغنر في أفريقيا.

هذه المعطيات، بحسب الصحيفة، تُظهر أن الهجمات التي نُفذت، حينها، كان الهدف منها استهداف شحنات الأسلحة التي وصلت إلى قوات الدعم السريع من مجموعة “فاغنر” الروسية.

ويبدو أن العديد من المسؤولين الأميركيين، الذين طلبت الشبكة منهم التعليق على الحادثة، لم يكونوا على علم بما جرى، وأعربوا عن دهشتهم من الإشارة إلى أن أوكرانيا قد تكون متورطة في هذا الهجوم.

ووفقاً لـ”سي أن أن”، فإن هذا الهجوم، إن كانت كييف متورطة فعلاً في تنفيذه، من شأنه أن ينقل الحرب بين أوكرانيا وروسيا إلى ما هو أبعد من حدودهما.

العربي الجديد

أخبار, البارزة 0 comments on الصراع المستمر في كاراباخ: تاريخ مضطرب وحروب دامية بين أرمينيا وأذربيجان

الصراع المستمر في كاراباخ: تاريخ مضطرب وحروب دامية بين أرمينيا وأذربيجان

تفصل بين أرمينيا وأذربيجان عقود من الجفاء والكراهية بشأن إقليم كاراباخ حيث أُعلن وقف لإطلاق النار، اليوم الأربعاء، بعد هجوم خاطف شنته باكو في هذا الجيب الانفصالي.

كاراباخ

تعد منطقة كاراباخ سبب العلاقات المضطربة بين يريفان وباكو. أعلن هذا الجيب ذو الغالبية الأرمينية الذي ألحقته السلطات السوفييتية بأذربيجان عام 1921، استقلاله من جانب واحد عام 1991، بدعم من أرمينيا.

بعد ذلك، نشبت حرب عام 1988 استمرت حتى العام 1994 خلّفت 30 ألف قتيل ومئات الآلاف من اللاجئين. سمحت الهزيمة التي منيت بها باكو ليريفان بالسيطرة على المنطقة ومناطق أذربيجانية مجاورة.

في خريف العام 2020، اندلعت حرب جديدة أسفرت عن مقتل 6500 شخص خلال ستة أسابيع. لكن هذه المرة، انتهت الحرب بهزيمة أرمينيا التي أُجبرت على التنازل عن مناطق مهمّة لأذربيجان في كاراباخ ومحيطها.

نشرت موسكو التي أدت دور الوسيط للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار، قوات تدخّل في المنطقة لحفظ السلام. لكن هؤلاء الجنود الروس البالغ عددهم ألفين لم يتمكنوا من منع وقوع اشتباكات ولا الحصار الذي فرضته باكو لأشهر وقالت يريفان إن هدفه “التطهير الإثني”.

ثورات

شهدت أرمينيا، الدولة الفقيرة وغير الساحلية نصيبها من الثورات والقمع المميت بالإضافة إلى انتخابات متنازع عليها بشدّة، بسبب نزعات المحسوبية والاستبداد لدى مختلف قادتها.

في ربيع 2018، أدّت ثورة سلمية إلى وصول رئيس الحكومة نيكول باشينيان إلى السلطة. نفذ هذا الأخير إصلاحات أشيد بها على نطاق واسع لإضفاء الطابع الديمقراطي على المؤسسات واجتثاث الفساد.

ورغم هزيمته في القتال الذي دار في العام 2020، تمكّن من تحقيق فوز انتخابي ساحق في الانتخابات التشريعية المبكرة التي أجريت في يونيو/حزيران 2021.

من جهتها، تخضع أذربيجان، الواقعة على شواطئ بحر قزوين، لسيطرة عائلة واحدة منذ العام 1993. فقد حكم حيدر علييف، الجنرال السابق في جهاز الاستخبارات السوفييتية، البلاد بقبضة من حديد حتى أكتوبر/تشرين الثاني 2003، ثمّ سلّم السلطة لابنه إلهام قبل أسابيع قليلة من وفاته.

وإلهام علييف، مثل والده، لم يسمح بظهور أي معارضة. في العام 2017، عيّن زوجته مهريبان أول نائبة لرئيس أذربيجان.

أما روسيا القوة الإقليمية الرئيسية، فتربطها بأرمينيا علاقات أوثق من تلك التي تربطها بأذربيجان، لكنّها تبيع الأسلحة للبلدين.

انضمّت يريفان إلى التحالفات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تسيطر عليها موسكو، ومن أبرزها منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

وتحتاج أرمينيا إلى دعم روسي، فيما تزيد عدوّتها التي تعدّ أغنى منها بكثير، إنفاقها العسكري.

لكن هذا العام، وبسبب استيائه من عدم اكتراث روسيا أو عجزها عن التصرف في كاراباخ، ابتعد باشينيان عن موسكو وذهب إلى حد تنظيم مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول.

 نفط مقابل مغتربين

خلال السنوات الأخيرة، سعت أذربيجان بفضل ثروتها النفطية إلى تقديم نفسها للعالم، وللغرب خصوصاً، بصورة بعيدة عن سمعتها المرتبطة بالاستبداد والمحسوبية.

استثمرت بشكل خاص في الرعاية، خصوصاً في مجال كرة القدم. ومنذ العام 2016، تحوّلت أذربيجان أيضاً إلى موقع لسباق الجائزة الكبرى للفورمولا واحد.

في العام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، تحوّلت أذربيجان إلى مورّد نفط بديل عن روسيا في أوروبا.

في المقابل، يتميّز الأرمن المغتربون بعددهم الكبير وتأثيرهم في العالم. ومن المشاهير الذين لديهم أصول أرمنية، نجمة تلفزيون الواقع العالمية كيم كارداشيان والمغنّي شارل أزنافور والمغنية والممثلة شير وبطل العالم في كرة القدم يوري دجوركاييف.

(فرانس برس)

أخبار, البارزة 0 comments on نتنياهو يلتقي بايدن لأول مرة منذ ترؤسه الحكومة الحالية: 4 ملفات على الطاولة

نتنياهو يلتقي بايدن لأول مرة منذ ترؤسه الحكومة الحالية: 4 ملفات على الطاولة

يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك لأول مرة منذ تولي الأخير رئاسة الحكومة الإسرائيلية الحالية قبل نحو تسعة أشهر، وفي ضوء خلافات بين الطرفين إزاء عدد من القضايا.

ويستمر اللقاء لنحو ساعة من الزمن بحسب ما أشار مكتب نتنياهو.

ومن المتوقع أن يناقش الزعيمان خلال اللقاء 4 ملفات أساسية:

  • مسألة التطبيع بين إسرائيل والسعودية وإبرام اتفاق أميركي- سعودي إسرائيلي، في مقدّمة هذه الملفات.
  • التوتر الحاصل في الساحة الفلسطينية في ظل ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين.
  • ومناقشة الأزمة الإسرائيلية الداخلية المتعلقة بالتعديلات القضائية التي تقودها حكومة نتنياهو.
  • كما من المرجّح إثارة الملف النووي الإيراني.

ويأتي لقاء اليوم في مرحلة شهدت انتقادات شديدة اللهجة أحياناً وجهتها الإدارة الأميركية ضد الحكومة الإسرائيلية، بمن في ذلك الرئيس بايدن نفسه الذي وصفها بأنها الأكثر تطرفاً منذ عقود.

لكنها بالمقابل لم تتخذ أي خطوات فعلية للتخفيف من حدة ممارسات حكومة الاحتلال على مختلف الأصعدة، خصوصاً في الضفة الغربية المحتلة. كما لم يؤثر التوتر على العلاقة الراسخة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والتعاون في الجانب الأمني ومختلف المستويات.

وناشد بايدن نتنياهو في أكثر من مناسبة وقف قوانين التعديلات القضائية، وعدم المضي في تشريعات لا تحظى بتوافق واسع في إسرائيل، خاصة في ظل التظاهرات والاحتجاجات الواسعة من قبل معارضي الخطة، لكن الائتلاف الحاكم ماضٍ في طريقه، الأمر الذي كان أحد أسباب عدم دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض حتى اليوم رغم رغبته الكبيرة بذلك، واستبدال ذلك بلقاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي مارس/آذار الماضي، قال بايدن إن نتنياهو لن يُدعى الى البيت الأبيض في “الفترة القريبة”.

وفي يوليو/تموز الماضي أجرى الزعيمان مكالمة هاتفية، أعلن مكتب نتنياهو بعدها، أن بايدن دعاه إلى الولايات المتحدة. وادّعى مسؤولون في مكتب نتنياهو لاحقاً بأن الرئيس الأميركي دعاه إلى البيت الأبيض، فيما اكتفى الطرف الأميركي في حينه، بالقول إن لقاءً سيُعقد بينهما على أرض الولايات المتحدة.

في غضون ذلك، نقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، ما عادت لتؤكده اليوم، بأن الرئيس الأميركي سيسأل رئيس الوزراء الإسرائيلي إن كانت حكومته مستعدة لاتخاذ خطوات مهمة وجديّة لصالح الفلسطينيين، كجزء من المفاوضات للتوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية.

ويكتسب هذا السؤال أهمية خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، للتلفزيون الرسمي، الاثنين، إنه “لا يوجد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بدون دولة فلسطينية مستقلة”، مشدداً على أهمية إعادة حل الدولتين إلى الواجهة، ما قد يحمل رسالة إلى الجانب الإسرائيلي بأن اتفاقية التطبيع يجب أن تشمل القضية الفلسطينية.

ويتعارض الطرح السعودي في هذا السياق كلياً مع توجهات حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة التي تعارض أي خطوات لصالح الفلسطينيين وترفض معظم مركّباتها ربط التطبيع بالقضية الفلسطينية.

في المقابل، أشار بايدن في خطابه أمس الثلاثاء في الجمعية العامة، إلى أن التطبيع بين إسرائيل والسعودية لن يكون على حساب اتفاق إسرائيلي- فلسطيني على أساس حل الدولتين.

ومن المنتظر أن يناقش بايدن ونتنياهو في لقائهما اليوم، بحسب العديد من التقارير الإسرائيلية، طلب السعودية إقامة برنامج نووي مدني، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم على أراضيها.

ويرافق رئيس “الموساد” الإسرائيلي دافيد (ددي) بارنيع نتنياهو، ومن المتوقع مشاركته في جزء من لقائه مع بايدن. وكان بارنيع قد دُعي إلى البيت الأبيض قبل نحو شهرين من أجل عرض موقف المستوى الأمني الإسرائيلي حيال قضية النووي السعودي.

في غضون ذلك، نقلت صحيفة “هآرتس” اليوم الأربعاء، أن خبراء نوويين كبارا في إسرائيل والولايات المتحدة، لم تسمهم، حذّروا سابقاً من أن الموافقة الأميركية على تخصيب اليورانيوم في السعودية ستدفع دولا أخرى، بينها كوريا الجنوبية، إلى تقديم طلب مشابه إلى واشنطن.

ويعارض المستوى الأمني الإسرائيلي بشدة البرنامج النووي السعودي، كما أبدى العديد من المسؤولين الأمنيين في الآونة الأخيرة، تخوّفهم من موافقة نتنياهو عليه، في سبيل إنجاح اتفاقية التطبيع التي يبدي اهتماماً كبيراً بها.

يذكر أن نتنياهو التقى أمس بشكل منفصل، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ولاحقت الاحتجاجات المعارضة لخطة التعديلات القضائية نتنياهو إلى نيويورك، التي شهدت تظاهرات بهذا الصدد، من المنتظر أن تستمر في الأيام القريبة، كما ستُنظم اليوم تظاهرة مركزية خلال لقاء نتنياهو وبايدن.

العربي الجديد
أخبار, البارزة 0 comments on اجتماع رفيع المستوى في الأمم المتحدة بشأن السودان

اجتماع رفيع المستوى في الأمم المتحدة بشأن السودان

تعقد الأمم المتحدة في نيويورك، وعلى هامش أعمال الجمعية العامة رفيعة المستوى، اجتماعا وزاريا حول الأزمة في السودان.

ويأتي الاجتماع أيضا بالتنسيق مع كل من مصر وقطر السعودية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، من أجل تسليط الضوء على التحديات ونقص التمويل والعقبات التي تواجه تقديم المساعدات الإنسانية ووصولها.

ويهدف الاجتماع إلى حث الدول الأعضاء على تقديم المزيد من الدعم لخطط استجابة الأمم المتحدة الإنسانية في السودان والمنطقة. وسيناقش الاجتماع تبعات عدم التحرك وتقديم ما يكفي من الدعم. ويأتي هذا الاجتماع في الوقت الذي تدخل فيه الأزمة السودانية شهرها السادس دون أن يلوح هناك حل في الأفق.

وحذر بيان صادر عن “مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية” (أوتشا) من انتشار الأزمة الإنسانية وعلى نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد مع توسع رقعة الأعمال العدائية والعنف الإثني. ولفت الانتباه أيضاً إلى التحديات التي تواجهها دول الجوار بسبب تدفق اللاجئين والعائدين.

وتحذر الأمم المتحدة من “ارتفاع معدلات سوء التغذية، مما يُنذر بالوفاة المبكّرة لآلاف الأطفال السودانيين”، وتشير إلى أن نصف سكان السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد. ويقف أكثر من 6 ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة. ورصدت الأمم المتحدة كذلك تفشي الحصبة والأمراض الأخرى. كما أشارت إلى خطر حدوث خسائر فادحة بين النساء والفتيات بسبب العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وتحدث البيان عن نزوح أكثر من 5 ملايين شخص عن ديارهم، بما في ذلك أكثر من مليون شخص لجأوا إلى البلدان المجاورة، وهي جمهورية أفريقيا الوسطى والتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.

وتشير “أوتشا” إلى أنه وعلى الرغم من اتساع نطاق جهود الإغاثة، إلا أنها لا تزال غير كافية وتعاني من نقص التمويل، ويواجه عمال الإغاثة تحديات كبيرة في ما يخص وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها أو الوصول إلى مناطق معينة. وتشهد الدول المجاورة، والتي تعاني أصلا من أزمات، تحديات لتلبية احتياجات اللاجئين الفارين من العنف.

ويقف البيان عند “افتقار ملايين الأشخاص، ولا سيما في الخرطوم ودارفور وكردفان، إلى الغذاء والماء والمأوى والكهرباء والتعليم والرعاية الصحية. كما يحتاج الأطفال إلى المساعدة العاجلة. وبدون زيادة الدعم، سيواجه 1.7 مليون طفل رضيع خطر فقدان اللقاحات المنقذة للحياة، كما يعاني ما يقرب من 700 ألف طفل من سوء التغذية الحاد، ومعرضون بشدة لخطر الوفاة”.

وتشير الأمم المتحدة أيضاً إلى أن “خطة الاستجابة الإنسانية للسودان تحتاج إلى 2.6 مليار دولار أميركي، لمساعدة 18 مليون شخص حتى نهاية هذا العام، وتم تمويلها حتى الآن بنسبة 31 في المئة فقط. وتسعى خطة السودان الإقليمية للاستجابة للاجئين، إلى جمع مليار دولار لدعم اللاجئين والعائدين والمجتمعات المضيفة في خمس دول مجاورة للسودان، وتم تمويلها حتى الآن بنسبة 27 في المئة”. وبحسب الأمم المتحدة، فإن الدول المانحة تعهدت في مؤتمر المانحين، الذي عقد في جنيف في يونيو/حزيران الماضي، بتقديم ما يقرب من 1.5 مليار دولار للاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة.

أخبار, البارزة 0 comments on شركة إسرائيلية تبيع مسيّرات مسلحة لدولة أوروبية بقيمة 95 مليون دولار

شركة إسرائيلية تبيع مسيّرات مسلحة لدولة أوروبية بقيمة 95 مليون دولار

أعلنت شركة أمنية إسرائيلية، الاثنين، بيع طائرات بدون طيار مسلحة بقيمة 95 مليون دولار لدولة أوروبية.ولم تسمِّ شركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية (مقرها في المملكة المتحدة) اسم الدولة الأوروبية التي تعاقدت معها لشراء هذا النوع من الطائرات بدون طيار.

وأعلنت “إلبيت سيستمز” في تصريح مكتوب إنها “حصلت على عقد بقيمة 95 مليون دولار لتوريد طائرات بدون طيار SkyStriker إلى دولة أوروبية” دون أن تسمها.

وقالت: “سيتم تنفيذ العقد على مدى عامين”.

وأضافت: “كجزء من العقد، ستوفر شركة “إلبيت سييستمز” عدة مئات من وحدات SkyStriker”.

وأشارت إلى أن هذا النوع من الطائرات بدون طيار “يمكنه تحديد موقع الأهداف المحددة للمشغل ومهاجمتها برأس حربي يصل إلى 10 كغم، ما يتيح أداءً عالي الدقة”.

وقالت: “تتيح SkyStriker، المجهزة بمحرك كهربائي، عمليات سرية تصل إلى ساعتين وبمدى يصل إلى 100 كيلومتر”.

ويطلق في “إسرائيل” على هذا النوع من الطائرات بدون طيار لقب “الطائرة بدون طيار الانتحارية”.وتعد “إلبيت سيستمز” أكبر شركة أسلحة إسرائيلية مملوكة للقطاع الخاص في بريطانيا، وأكبر عميل منفرد لها هو وزارة الحرب الإسرائيلية.

وتمتلك الشركة 9 مواقع في جميع أنحاء بريطانيا، 4 منها مخصصة للأسلحة، بعد إغلاق مصنعها في مدينة أولدهام بمانشستر الكبرى في إنجلترا نهائيا تحت ضغط ناشطين.

وتزود الشركة الجيش الإسرائيلي بنحو 85% من طائراته المسيّرة التي يستخدمها في المراقبة اليومية والهجمات المنتظمة، بالإضافة إلى الذخائر وجميع مكونات الطائرات الإسرائيلية.

وارتفعت أرباح الشركة بشكل كبير بعد استخدام معداتها في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، ما ساعدها على إبرام عقود مع جيوش في أنحاء عديدة من العالم.

أخبار, البارزة 0 comments on الملء الرابع لسد النهضة… تحذيرات من وضع “خطير”

الملء الرابع لسد النهضة… تحذيرات من وضع “خطير”

منذ بدء إثيوبيا تشييد سدّ النهضة في عام 2011، دأب الخطاب الرسمي المصري على التأكيد أن المشروع الذي وصلت كلفته إلى أكثر من 4 مليارات دولار، هو بمثابة “خطر وجودي” يهدد الحياة في مصر.

ولكن على الرغم من ذلك، وقّعت الحكومة المصرية اتفاقاً مع كل من إثيوبيا والسودان في عام 2015، كان أول اعتراف من القاهرة بحق أديس أبابا في إنشاء السد. إلا أن التوقيع لم يضمن لمصر مراعاة مخاوفها من عملية الملء، التي أنجزت مرحلتها الرابعة قبل أيام، وهو ما دفع خبراء مصريين للمطالبة بتدخل “حاسم” لمواجهة ذلك الخطر.

أزمة سدّ النهضة… خطر “وجودي” يهدد مصر

خبير المياه الدولي ضياء الدين القوصي، وصف الوضع الحالي بـ”الخطير للغاية”. وقال في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “العام الحالي والذي يليه أيضاً، يمكن لمصر أن تسد العجز الناتج عن ملء سد النهضة، من خلال الاستدانة من بحيرة ناصر، لكن في حال استمر التصرف الإثيوبي على هذا النحو، فإن مصر ستدخل أزمة مياه خطيرة للغاية، تصل إلى حد العطش، بعد عامين على أبعد تقدير، في ظل اعتماد مصر بنسبة 97 في المائة على هذه المياه الواردة من النيل”.

وأضاف القوصي: “سيكون هناك ملء خامس وسادس وسابع حتى تصل كمية المياه المحجوزة خلف السد إلى 74 مليار متر مكعب، وفي حال كان هناك فيضان ضعيف أو أقل من متوسط، فإن مصر والسودان لن يحصلا على أي حصة من النيل، وبالتالي سندخل في أزمة مياه شديدة ستنعكس على كافة مناحي الحياة”.

واعتبر أنه “أمام هذا الخطر الوجودي الذي سيصيب مصر، فلن يكون أمامها إلا التصرف الخشن، فإما أن نموت من العطش أو نموت بالحرب نحن ومن يقطع عنا المياه، وهو حق أصيل لمصر وفقاً لكل المعاهدات والاتفاقيات الدولية”. لكنه شدّد على أن “إثيوبيا تتعامل برعونة شديدة حتى اللحظة، وكأنها لا تستوعب العبث الذي تقوم به بحق مصر والسودان”.

ضياء الدين القوصي: مصر قد تدخل أزمة مياه خطيرة للغاية، تصل إلى حد العطش، بعد عامين على أبعد تقدير

بدوره، قال أستاذ هندسة السدود المصري محمد حافظ، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “من أول الآثار الكارثية للملء الرابع لسد النهضة، أن وزارة الري المصرية، لن تسمح بخروج الحصة المصرية التي تُقدّر بـ55 مليار متر مكعب في السنة، من بحيرة ناصر، وستقلص ذلك إلى نحو 12 ملياراً فقط، وبالتالي تخرج 40 إلى 45 مليار للشعب المصري على مدار السنة”.

وأوضح حافظ أن “هذا الأمر تكرر ما بين عامي 2013 و2019، عندما حسمت وزارة الري من الحصة المصرية الدستورية البالغة 55.5 مليارا، 10 إلى 11 ملياراً تخزنها في السد العالي، بينما حسم الكمية هذا العام والعام المقبل، يأتي للحرص على المياه في بحيرة ناصر، قبل أن تنفد بشكل كامل، وهذا سيؤدي إلى حرمان بعض الأراضي من الري وتقليص مساحات قصب السكر والرز وعدم ضخ مياه إلى مساحات كبيرة من الأراضي خصوصاً التي تعتمد على مياه الترع”.

وأشار حافظ إلى أن “ما خزنته إثيوبيا بلغ 21 مليار متر مكعب، بشكل حي، لكنها حجزت 28 ملياراً كان من المفترض أن تصل إلى بحيرة ناصر، لكن حُرمنا منها”. ولفت إلى أنه “بالإضافة إلى الفيضان الحالي ووفقاً للعديد من القراءات والتوقعات كمنظمة إيغاد (الهيئة الحكومية للتنمية)، فإن الفيضان الحالي شبه جاف وأقل من المتوسط”.

وبيّن أنه “في حال كان الفيضان أقل من المتوسط (شبه جاف)، فإن تدفقات النيل الأزرق قد تقل عن 40 ملياراً، وفي أحسن أحوال التدفق الضعيف لهذا العام، وهي أولى السنوات العجاف، قد يكون 40 ملياراً، بينما قد يقل عن ذلك لاحقاً”.

وأشار إلى أن “إثيوبيا حجزت منها على مدار العام 28 مليارا، والسودان يحجز 8.5 مليارات، بإجمالي 36.5، وهنا فإنه من الممكن أن يصل في أحسن الأحوال إلى مصر 3.5 مليارات، قد تنخفض لـ2 أو إلى 1 أو إلى صفر، وقد تصل إلى مستوى أن السدود السودانية لا تجد مياها لاستكمال التخزين”. وأوضح حافظ أنه “نتيجة لما سبق، فإن الدولة المصرية ستضطر إلى أن تستورد العديد من الأطعمة التي كان المفترض زراعتها في مصر”.

عباس شراقي: يزداد الخطر من حدوث الزلازل بجانب نشاط الأخدود الأفريقي العظيم

تأثيرات بيئية واقتصادية واجتماعية وسياسية

أما أستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة عباس شراقي، فقال في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، إن “أضرار التخزين بصفة عامة متعددة، وهناك فرق بين وجود أضرار تعمل الدولة على عدم وصولها إلى المواطن، وعدم وجود أضرار على الإطلاق، وتقوم الدولة على ترشيد استهلاك المياه، وإنفاق عشرات، بل مئات المليارات من الجنيهات على مشروعات تطوير الري والزراعة، وإعادة استخدام المياه بعد معالجتها، وتبطين الترع، والتوسع في إنشاء الصوب الزراعية وغيرها، حتى نحافظ على احتياطي مائي جيد في السد العالي، يضمن الأمن المائي للمواطنين”.

وأوضح شراقي أن “أضرار التخزين المائي في إثيوبيا، تنقسم إلى: أضرار مائية واقتصادية، وسياسية، واجتماعية، وبيئية”. وأوضح أنه “في البداية، فإن الأضرار المائية والاقتصادية تتمثل في أن أي كمية مياه تخزن في سد النهضة قليلة أو كبيرة، هذا العام أو في الأعوام المقبلة، هي مياه مصرية – سودانية، وهي الخسارة الأولى المباشرة، والتي لو استغلت في الزراعة لحققت عائداً اقتصادياً قدره مليار دولار لكل مليار متر مكعب، بالإضافة إلى تحديد مساحة الأرز بحوالي 1.1 مليون فدان، والتكاليف الباهظة بعشرات المليارات من الجنيهات في إنشاء محطات معالجة المياه لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، وتبطين الترع، وتطوير الري الحقلي، والتوسع في الصوب الزراعية وغيرها”.

وأوضح شراقي أن “حصة المياه المصرية والتي تقدر بـ55.5 مليار مكعب، هي متوسط الإيراد، بمعنى أن المياه التي تزيد عن الحصة، تعوض سنة أخرى تكون الحصة فيها أقل، وبالتالي فقد تلك الزيادة في أي سنة، يعني عدم الحصول على الحصة كاملة في سنوات الجفاف”.

نادر نور الدين: إذا استمرت السنوات العجاف، فسيزداد تأثيرها على انخفاض منسوب بحيرة السد العالي

وبيّن أستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة أن “الأضرار البيئية للملء الرابع، تتعلق بزيادة الفاقد من البخر، مع اتساع سطح البحيرة، وكذلك التسرب في الصخور المحيطة لخزان السد من خلال التشققات والفراغات، وزيادة الحمل الناتج من وزن السدين الرئيسي والمكمل (إجمالي 75 مليون طن) والمياه والطمي (نحو 45 مليار طن) على الأرض المتشققة، ما يزيد من استعدادها لحدوث الزلازل بجانب نشاط الأخدود الأفريقي العظيم، الذي يعتبر أكبر فالق على يابس الكرة الأرضية، ويشكل أنشط المناطق الزلزالية والبركانية في أفريقيا”.

وأوضح شراقي أنه “من المتوقع أن تتحلل الأشجار الغارقة في مياه البحيرة، وتؤثر على نوعية المياه. كما سيحدث تغير في التنوع البيولوجي للمنطقة، وغرق بعض المناطق التعدينية، وانتقال بعض العناصر الثقيلة مثل الرصاص والنحاس واليورانيوم والمنغنيز إلى المياه، وتغير محلي في المناخ لإقليم بني شنقول من حيث درجة الحرارة والأمطار”.

وحول أضرار السد المحتملة على مصر، قال أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، والخبير الاستراتيجي في الجمعية العمومية لمنظمة “فاو” (منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة)، نادر نور الدين، في حديث لـ”العربي الجديد”: “الأضرار ستكون على مخزون بحيرة السد العالي هذا العام، ولن يكون هناك تأثير مباشر على قطاعات الزراعة أو الصناعة أو الاستخدام المنزلي”.

وأشار إلى أن “بحيرة السد العالي امتلأت على آخرها لأن الفيضان كان غزيراً للغاية، ووصل مخزونها إلى 162 مليار متر مكعب، وبالتالي سوف يتم سحب نصيب مصر الذي حسم بسبب الملء الرابع، والبالغ 20 مليار متر مكعب، من مخزون بحيرة السد العالي، وسيكون الحسم من مصر 13 ملياراً ونحو 7 مليارات من السودان”.

وتابع: “عموماً إذا استمرت السنوات العجاف التي بدأت هذا العام مع الملء الرابع، فسيزداد تأثيرها على انخفاض منسوب بحيرة السد العالي، إلا إذا جاء فيضان غزير، فيكون تعويضا من القدر، على ما خزنته إثيوبيا حالياً ومستقبلاً”.

أخبار, البارزة 0 comments on المفوضية الأوروبية تدعم جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في مواجهة موجات المهاجرين الأفارقة

المفوضية الأوروبية تدعم جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في مواجهة موجات المهاجرين الأفارقة

زارت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، مركز استقبال المهاجرين في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، استجابة لدعوة جورجيا ميلوني، رئيس الوزراء الإيطالية، للاتحاد الأوروبي بتقديم المساعدة للتعامل مع قوارب المهاجرين الصغيرة.

يأتي هذا بعد أن وصل أكثر من 8000 مهاجر إلى الجزيرة خلال الأيام الثلاثة الماضي، ووصفت جورجيا ميلوني ما يجري بأن إيطاليا تتعرض “لضغوط كبيرة”.

واعترفت أورسولا يوم الأحد، بأن قضية المهاجرين تمثل “تحديا أوروبيا وتحتاج إلى استجابة أوروبية”.

وأشادت أورسولا في مؤتمر صحفي مع رئيسة وزراء إيطاليا، بمواطني لامبيدوزا على الدعم الذي قدموه للمهاجرين، الذين قالت إنهم وصلوا إلى الجزيرة “ببساطة بسبب موقعها”.

وتعهدت بزيادة الدعم لنقل المهاجرين خارج لامبيدوزا، وكذلك تكثيف الجهود ضد مهربي البشر الذين سهلوا القيام برحلات خطيرة وغير قانونية.