· الكلفة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية لتعطيل قرارات الاتحاد المغاربي باهضه جدا

65 عاما كاملة مرت على اجتماع ثلة من كبار زعماء الحركة الوطنية التونسية والجزائرية والمغربية في مدينة طنجة المغربية ما بين 27 و 30 أفريل 1958 وإعلانهم الشهير بإطلاق مشروع الوحدة المغاربية والتنسيق بين قيادات المنطقة وشعوبها .

بهذه المناسبة انتظم ملتقى حواري علمي ثقافي سياسي افتراضي شارك فيه عشرات المثقفين والخبراء والجامعيين والسياسيين المستقلين من الجزائر وليبيا وموريتانيا وتونس والمغرب .كما حضر جلسته الافتتاحية الأمين العام للاتحاد المغاربي وزير خارجية تونس سابقا الطيب البكوش وشخصيات علمية اعتبارية من كل دول المنطقة ومن بين ممثلي الجالية المغاربية في المهجر.

وقد نوهت كل الكلمات بالجهود المتعاقبة منذ عشرات السنين لدعم ” العمل المشترك ” ، بعد أن أكدت كل الدراسات والتقارير العلمية أن الكلفة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والأمنية والسياسية لعدم انجاز قرارات التكامل المغاربي باهضة جدا ، بينها حرمان كل دولة من الدول الخمسة فرصة تحسين نسبة نموها السنوية بما لايقل عن نقطتين .

كان الملتقى تحت شعار:” 65 عاما عن مؤتمر طنجة : أي مستقبل للحلم المغاربي ؟”، وقد دعت له وساهمت في تأثيثه 4 منظمات مغاربية غير حكومية هي مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية في الرباط ،الذي يرأسه الأكاديمي ووزير التعليم العالي السابق في المغرب عبد الله ساعف ، ومؤسسة ابن رشد للدراسات الاستراتيجية العربية والإفريقية بتونس التي يرأسها الإعلامي والأكاديمي كمال بن يونس ، والتكتل الجمعوي بطنجة الكبرى الذي يرأسه الكاتب والإعلامي المغربي أحمد الطلحي، والمؤسسة الألمانية المغاربية للثقافة والإعلام التي يرأسها الإعلامي والجامعي المغاربي – الألماني منصف السليمي.

خبراء من الدول الخمسة

ومن أبرز الذين شاركوا في الملتقى شخصيات اعتبارية جزائرية على غرار الإعلامي الجزائري عثمان اللحياني والمفكر والأستاذ في جامعة الجزائر المركزية أمين الزاوي مركز الدراسات حول الشرق الأوسط والأدنى في جامعة فليبس في ماربورغ/ألمانيا والأستاذ رشيد اوعيسى ونخبة من الأكاديميين الجزاتئريين بينهم الاساتذة فوزي بن الدريدي ومصطفى الراجعي ومحمد هناد .

ومن موريتانيا شارك بالخصوص رئيس المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية في نواكشوط الأستاذ ديدي ولد السالك ورئيسة المبادرة الموريتانية الوطنية للفاعلين الشباب والنساء في صنع القرار والتنمية الأستاذة أمينتو بلال .

ومن تونس كان بين المشاركين بالخصوص الديبلوماسي السابق والباحث الشاب البشير الجويني والخبير الاقتصادي الدولي رضا الشكندالي و ممثل منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية عبد الجليل البدوي و الأكاديمي والإعلامي كمال بن يونس والخبير في علوم تكنولنوجيا الاتصال علي غريب.

ومن المغرب شاركت نخبة من المثقفات والمثقفين بينهم رئيسة المنتدى الديمقراطي المغربي السيدة كريمة غراض والأساتذة محمد حركات ومحمد حيتوم وادريس بن سعيد وعلال القندوسي واحمد الطلحي وبعد الله ساعف .

ومن ليبيا ساهم في تأثيث الحدث الأساتذة سلمى المنفي وآمال العبيدي ومصطفى الساقزلي ..

توصيات إلى صناع القرار

هذا الملتقى الحواري الافتراضي الذي أداره عن بعد الإعلامي التونسي الألماني منصف السليمي ، نوه باللقاء التاريخي الذي جمع قبل 65 عاما في طنجة قيادات الحزب الدستوري التونسي وجبهة التحرير الوطني الجزائرية وحزب الاستقلال المغربي وممثلي المجتمع المدني المغاربي الذين أمنوا مبكرا بوحدة مصير شعوب المنطقة ودولها .
وأوصى المشاركون صناع القرار الرسمي والشعبي والمؤسسات العلمية والثقافية والإعلامية في المنطقة المغاربية بالمضي في خطوات عملية ل” تفعيل المشروع المغاربي خدمة لمصالح المواطنين ورجال الأعمال ودول المنطقة، والاستفادة من فرص ترفيع نسب النمو في البلدان الخمسة وتكريس شعارات تحرير تنقل المسافرين ورؤوس الأموال والسلع وبناء اقتصاديات ومؤسسات مندمجة”.
وأوصى المشاركون الإعلاميين والمثقفين والسياسيين بالخصوص ب ” تجاوز الخلافات القديمة والجديدة ” و” معالجة قضايا الخلاف سياسيا ” والتركيز على “قضايا الأجيال القادمة ” و”استشراف المستقبل والانطلاق من رمزية ذكرى مؤتمر الهيئات الشعبية والأحزاب الوطنية المنعقد في 1958 بطنجة للبناء والتحرر من مخلفات نزاعات الماضي .

رؤية استراتيجية

وتوجهت المداخلات العلمية والورقات وحصص النقاش العام بنداء إلى صناع القرار في المنطقة من أجل إطلاق حوار معمق بين كل الجهات الفاعلة على الصعيدين الرسمية والشعبي من أجل بلورة “رؤية استراتيجية جديدة” تساهم في تحقيق أحلام الزعماء الوطنيين ورواد الدولة الحديثة في إنجاز “المغرب الكبير” الذين وحدت بينهم منذ مرحلة الكفاح ضد الاستعمار مكاتب المغرب العربي في القاهرة ودمشق وبرلين وغيرها ، بهدف التنسيق بين حركات التحرر الوطني والأحزاب المؤمنة بالاستقلال والمصير المشترك في كامل شمال افريقيا.

وأوصى المشاركون بأن تأخذ “الرؤية الجديدة” بعين الاعتبار الدراسات الاسترايتجية العميقة التي سلطت الأضواء على التحديات المتزايدة على المستويين الإقليمي والدولي، أساسا في مجالات التنمية الشاملة وتغيرات المناخ وتطور عالم المعرفة والتقنيات و الرقمنة .
ودعوا الى إعادة الاعتبار للفكرالاستراتيجي عند تفعيل جهود البناء المغاربي المشترك ، والتحرر من الاعتبارات الظرفية وردود الفعل العابرة .

دور المجتمع المدني ومجتمع المعرفة

وأكد المشاركون في الندوة على ضرورة تفعيل دور المجتمع المدني والمعرفي في إعادة الحياة إلى حلم الأجيال في انجاز “الفكرة المغاربية”، والتي اعتبروا أنها أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى بسبب المتغيرات الإقليمية والدولية والمستجدات الجيو استراتيجية والسياسية الظرفية .

اشراك النخب

ودعت الندوة إلى إطلاق مسارات للتفكير المشترك عبر إشراك النخب والهيئات نشيطة في حقول المعرفة والثقافة والمجتمع المدني ومجتمع المعرفة ، في دعم مسارات التعاون والاندماج المغاربي، بهدف ترسيخ التراكم و الاستفادة من كل التجارب البناء ة المغاربية السابقة وتطويرها، في مختلف القطاعات، مع الاستفادة من مئات القرارات والمعاهدات المشتركة التي سبق أن توصل إليها المسؤولون المغاربيون منذ لقاء القمة التشاوري في زيرالدة بالجزائر في 1988 وقمة مراكش التأسيسية للاتحاد في فيفري 1989 ثم القمم المغاربية والمؤتمرات الوزارية والفنية المغاربية المتعاقبة بتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا والمغرب .

آلية متابعة دائمة

كما أوصت هذه الندوة الافتراضية بإطلاق مشاورات على نطاق هيئات ونخب من المجتمع المدني ومجتمع المعرفة من البلدان المغاربية الخمسة وفي أوساط الجاليات المغاربية المهاجرة، لتشكيل آلية متابعة دائمة للتواصل والتنسيق والتحرك المشترك من أجل تحقيق أهداف هذه المبادرة النابعة من القيم التي جمعت الزعماء الوطنيين في مؤتمر المغرب العربي الكبير بطنجة قبل 65 عاما ثم في كل مؤسسات العمل المغاربي المشترك في كل القطاعات على الصعيدين الرسمي والشعبي .

أمل هل يتحقق ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *