رغم‭ ‬تسارع‭ ‬المُتغيّرات‭ ‬الجيوستراتيجية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬أفضت‭ ‬إلى‭ ‬تحولات‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬بحكم‭ ‬تراجع‭ ‬هيمنة‭ ‬القطب‭ ‬الأحادي‭ ‬الأمريكي‭-‬الأوروبي‭ ‬بصورة‭ ‬فعلية،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوضع‭ ‬الداخلي‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬هذا‭ ‬الطرف‭ ‬يصرّ‭ ‬بمساندة‭ ‬وكلائه‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬على‭ ‬اختزال‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬حول‭ ‬موافقة‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬لصرف‭ ‬مبلغ‭ ‬زهيد‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬ولا‭ ‬وزن‭ ‬له‭ ‬مقابل‭ ‬تنازلات‭ ‬تستهدف‭ ‬مؤسساتنا‭ ‬وثرواتنا‭ ‬العمومية‭ ‬وبدعوى‭ ‬جوفاء‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬موافقة‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬سوف‭ ‬تفتح‭ ‬المجال‭ ‬لتدفق‭ ‬أموال‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬مُتعددة‭ ‬لم‭ ‬يتبين‭ ‬مصدرها‭ ‬بطريقة‭ ‬رسمية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التراجع‭ ‬الواضح‭ ‬لدور‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭. ‬

هذا‭ ‬التصرف‭ ‬الابتزازي‭ ‬إن‭ ‬دل‭ ‬على‭ ‬شيء‭ ‬فهو‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬هروب‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬القطب‭ ‬الأمريكي‭-‬الأوروبي‭ ‬لإحكام‭ ‬قبضته‭ ‬على‭ ‬تونس‭ ‬بصفتها‭ ‬منطقة‭ ‬استراتيجية‭ ‬مُطلّة‭ ‬على‭ ‬الحوضين‭ ‬الغربي‭ ‬والشرقي‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬ومجاورة‭ ‬غربيا‭ ‬للشقيقة‭ ‬الجزائر‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬انحيازها‭ ‬لبلدان‭ ‬مجموعة‭ ‬‮”‬البريكس‮”‬‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يشتد‭ ‬فيه‭ ‬الصراع‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬القوى‭ ‬الصاعدة‭ ‬لتكريس‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬جديد‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‭. ‬

من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬يبدو‭ ‬جليا‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬السعودي‭-‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬توقيعه‭ ‬في‭ ‬بكين‭ ‬برعاية‭ ‬الصين‭ ‬بصفتها‭ ‬رمز‭ ‬القوى‭ ‬الصاعدة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يعتبر‭ ‬تحد‭ ‬واضح‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الامريكية‭ ‬يتأكد‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القرار‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬اتخذته‭ ‬بلدان‭ ‬الخليج‭ ‬بتخفيض‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬أوبك‭+ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬بتوافق‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬وإيران‭. ‬هذه‭ ‬الانتكاسة‭ ‬الجديدة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬جعلت‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬تكلف‭ ‬‮«‬وليام‭ ‬برنس‮»‬‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬جهاز‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي‭ ‬للقيام‭ ‬بزيارة‭ ‬خاصة‭ ‬للمملكة‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬لومها‭ ‬لحليفها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬السابق‭ ‬غير‭ ‬انها‭ ‬تبدو‭ ‬خطوة‭ ‬لحفظ‭ ‬ماء‭ ‬الوجه‭ ‬لا‭ ‬أكثر‭.‬

إذا‭ ‬ما‭ ‬اضفنا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬للنفوذ‭ ‬الفرنسي‭-‬الأوروبي‭ ‬تجلى‭ ‬عبر‭ ‬فرض‭ ‬خروج‭ ‬القوات‭ ‬الفرنسية‭ ‬من‭ ‬مالي‭ ‬في‭ ‬مدة‭ ‬زمنية‭ ‬ملزمة‭ ‬حددتها‭ ‬السلطات‭ ‬المالية‭ ‬بشهر‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إلغاء‭ ‬الاتفاق‭ ‬الدفاعي‭ ‬بين‭ ‬فرنسا‭ ‬‮«‬وبوركينا‭-‬فاسو‮»‬‭ ‬ليُفضي‭ ‬إلى‭ ‬انسحاب‭ ‬القوى‭ ‬الفرنسية‭ ‬كذلك‭. ‬وقد‭ ‬تزامنت‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬مع‭ ‬قرار‭ ‬التشاد‭ ‬الأخير‭ ‬بطرد‭ ‬السفير‭ ‬الألماني‭ ‬وتنامي‭ ‬الحركات‭ ‬الشبابية‭ ‬المنددة‭ ‬باستعمار‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬للبلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬الحديثة‭ ‬العهد‭ ‬بالاستقلال‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬نهب‭ ‬ثرواتها‭ ‬المعدنية‭ ‬والزراعية‭ ‬ودفعت‭ ‬بشعوبها‭ ‬إلى‭ ‬الفقر‭ ‬والبطالة‭ ‬واللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الهجرة‭ ‬السرية‭. ‬كما‭ ‬سيطرت‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬مفاصل‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬الهامة‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الافريقية‭ ‬طالت‭ ‬المواني‭ ‬والتجارة‭ ‬بالخصوص‭. ‬وقد‭ ‬اشتهرت‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬بولوري”‮  ” ‬Bolloré‭ ‬‮”‬‭ ‬الفرنسية‭ ‬بسيطرتها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬العولمة‭ ‬وبرامج‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الكبرى‭ ‬لصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬22‭ ‬لزمة‭ ‬تصرف‭ ‬في‭ ‬مواني‭ ‬ومحطات‭ ‬نقل‭ ‬لسكك‭ ‬حديدية‭ ‬إفريقية‭ ‬كبرى‭ ‬طالت‭ ‬ميناء‭ ‬‮”‬دوالا‮”‬‭ ‬في‭ ‬الكاميرون‭ ‬و66‭ ‬ ميناء‭ ‬جاف‭ ‬ومحطتين‭ ‬نهريتين‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬250‭ ‬وكالة‭ ‬نقل‭. ‬وقد‭ ‬أعلن‭ ‬مؤخرا‭ ‬مع‭ ‬مطلع‭ ‬سنة‭ ‬2023‭ ‬قراره‭ ‬بالانسحاب‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬التي‭ ‬سيطر‭ ‬عليها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬ويتعرض‭ ‬حاليا‭ ‬إلى‭ ‬إحالة‭ ‬مجموعته‭ ‬على‭ ‬القضاء‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬تتعلق‭ ‬بتصرفه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللزمات‭. ‬

وهي‭ ‬بالمناسبة‭ ‬المجموعة‭ ‬التي‭ ‬تبحث‭ ‬على‭ ‬لزمة‭ ‬للتصرف‭ ‬في‭ ‬ميناء‭ ‬رادس‭ ‬بتونس‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬التهجم‭ ‬على‭ ‬خدماته‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬الثورة‭ ‬عبر‭ ‬عملية‭ ‬مُمنهجة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعطيل‭ ‬سير‭ ‬عمله‭ ‬ثم‭ ‬اتهام‭ ‬الشركة‭ ‬العمومية‭ ‬التي‭ ‬تسهر‭ ‬على‭ ‬تسييره‭ ‬منذ‭ ‬الاستقلال‭ ‬بعدم‭ ‬الكفاءة‭ ‬سعيا‭ ‬لعرضه‭ ‬لصفقة‭ ‬لزمات‭. ‬وهي‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تمريرها‭ ‬عبر‭ ‬برامج‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬يتوكل‭ ‬بفرضها‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭.   ‬‭   ‬

هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تفشي‭ ‬الفساد‭ ‬والتهريب‭ ‬بإسناد‭ ‬سياسي‭ ‬عسكري‭ ‬فرنسي‭ ‬وأوروبي‭ ‬يعتمد‭ ‬تنصيب‭ ‬مسؤولين‭ ‬محليين‭ ‬طيعين‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالحهم‭ ‬أو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الإطاحة‭ ‬واغتيال‭ ‬كل‭ ‬وطني‭ ‬يعارض‭ ‬هذه‭ ‬المصالح‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬‮«‬توماس‭ ‬سانكرا‮»‬‭ ‬وغيره‭ ‬بالعشرات‭. ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬عملية‭ ‬انقلاب‭ ‬تمت‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬بين‭ ‬سنة‭ ‬1960‭ ‬وسنة‭ ‬2000‭ ‬العديد‭ ‬منها‭ ‬متورطة‭ ‬فيها‭ ‬بلدان‭ ‬أوروبية‭ ‬وفي‭ ‬طليعتهم‭ ‬فرنسا‭. ‬

هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬دمر‭ ‬اقتصاد‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬حركات‭ ‬شبابية‭ ‬للمطالبة‭ ‬بالاستقلال‭ ‬الحقيقي‭ ‬للبلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬وبالقطع‭ ‬مع‭ ‬الغطرسة‭ ‬الفرنسية‭-‬الأوروبية‭ ‬دفعت‭ ‬بالرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬للاعتراف‭ ‬بهذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬وبفشل‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بهذه‭ ‬المغانم‭ ‬نتيجة‭ ‬التحولات‭ ‬العالمية‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬فيها‭ ‬القوى‭ ‬الصاعدة‭ ‬دورا‭ ‬هاما‭ ‬خاصة‭ ‬منها‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭.   ‬

مؤشرات‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬صادمة‭ ‬تُبيّن‭ ‬كيف‭ ‬تم‭ ‬استدراج‭ ‬تونس‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬المفلس

حول‭ ‬موضوع‭ ‬الاستدراج‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬التذكير‭ ‬بالكتاب‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬سنة‭ ‬2014‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬ستوكهولم‭ ‬بالسويد‭ ‬بتأليف‭ ‬المؤرخين‭ ‬السويديين‭ ‬‮”‬بايو‭ ‬هانسان‮ ‬‭ ‬‮”‬Peo Hansen‮””‬‭ ‬و‮”‬ستيفان‭ ‬جونسن‮ ‬‭ “‬Stefan Jonsson‮””‬‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮”‬أوروبا‭-‬إفريقيا‭: ‬الأصول‭ ‬الاستعمارية‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‮”‬‭ ‬‮”‬Eurafrique‭: ‬Aux origine coloniales de l’Union européenne‭ ‬‮”‬‭ ‬والذي‭ ‬تمت‭ ‬ترجمته‭ ‬ونشره‭ ‬بدار‭ ‬‮”‬La découverte”‬‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2022 ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬القيم‭ ‬‮”‬‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسية‭ ‬للتكامل‭ ‬الأوروبي‭ ‬الذي‭ ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬الخمسينيات‭ ‬هو‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مستعمرات‭ ‬أوروبا‭ ‬وخاصة‭ ‬منها‭ ‬الأفريقية‮”‬‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬وزنا‭ ‬بين‭ ‬العملاقين‭ ‬الأمريكي‭ ‬والسوفييتي‭ ‬الذين‭ ‬خرجا‭ ‬منتصرين‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬أشعلتها‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬الاستعمارية‭ )‬فرنسا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وألمانيا ). ‬

لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬تم‭ ‬التنصيص‭ ‬في‭ ‬‮”‬معاهدة‭ ‬روما‮” ‬‭ ‬للستة‭ ‬بلدان‭ ‬المؤسسة‭ ‬للمجموعة‭ ‬الأوروبية‭ ‬المُوّقع‭ ‬عليها‭ ‬سنة‭ ‬1957‭ ‬‮«‬أنه‭ ‬يحق‭ ‬لبلدان‭ ‬المجموعة‭ ‬الأوروبية‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقيات‭ ‬شراكة‭ ‬مع‭ ‬البلدان‭ ‬التابعة‭ ‬لمنطقة‭ ‬الفرنك‭ ‬بالنسبة‭ ‬لفرنسا‭ ‬ومع‭ ‬المملكة‭ ‬الليبية‭ ‬والصومال‭ ‬بالنسبة‭ ‬لإيطاليا‭ ‬‮”والكنغو‮”‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬لبلجيكا”‬وسورينام‮”‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهولندا‭ ‬‮ ‬‭. ‬وهنا‭ ‬تكتمل‭ ‬الصورة‭ ‬التي‭ ‬أكدها‭ ‬الكتاب‭ ‬بالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬الوثائق‭ ‬والمداولات‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اعتمادها‭.  ‬

تباعا‭ ‬لهذا‭ ‬المخطط‭ ‬تم‭ ‬توقيع‭ ‬أول‭ ‬اتفاق‭ ‬شراكة‭ ‬مع‭ ‬تونس‭ ‬سنة‭ ‬1969‭ ‬والثاني‭ ‬سنة‭ ‬1976‭ ‬والثالث‭ ‬سنة‭ ‬1995‭ ‬وهو‭ ‬اتفاق‭ ‬غير‭ ‬متكافئ‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬النسيج‭ ‬الصناعي‭ ‬التونسي‭ ‬الذي‭ ‬اسسته‭ ‬حكومات‭ ‬الاستقلال‭ ‬بين‭ ‬سنة‭ ‬1960‭ ‬وسنة‭ ‬1990‭ ‬عبر‭ ‬قرار‭ ‬رفع‭ ‬المعاليم‭ ‬الديوانية‭ ‬على‭ ‬المنتوجات‭ ‬الموردة‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.  ‬

تداعيات‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق،‭ ‬التي‭ ‬رفضت‭ ‬كل‭ ‬الحكومات‭ ‬التي‭ ‬تداولت‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭ ‬وبعدها‭ ‬وإلى‭ ‬اليوم‭ ‬تقييمها‭ ‬بكل‭ ‬جدية‭ ‬وبكل‭ ‬موضوعية‭ ‬لكشف‭ ‬الحقائق،‭ ‬تتلخص‭ ‬في‭ ‬المؤشرات‭ ‬التالية‭:‬

إفلاس‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬مؤسسة‭ ‬صناعية‭ ‬تونسية‭ ‬بطاقة‭ ‬تشغيل‭ ‬40‭ ‬مواطن‭ ‬للواحدة‭ ‬في‭ ‬المدة‭ ‬بين‭ ‬سنة‭ ‬1996‭ ‬(بداية‭ ‬تفكيك‭ ‬المعاليم‭ ‬الديوانية) ‬وسنة‭ ‬2010‭ ‬ سنتين‭ ‬بعد‭ ‬نهاية‭ ‬التفكيك‭ ‬سنة‭ ‬2008،‭ ‬بشهادة‭ ‬تقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للإحصاء‭ ‬سنة‭ ‬2013 ‬وذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬الممارسات‭ ‬المخلة‭ ‬بقواعد‭ ‬المنافسة‭ ‬التي‭ ‬مارستها‭ ‬الشركات‭ ‬الأوروبية‭ ‬بتغطية‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬بلدان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬التي‭ ‬ضغطت‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬التونسية‭ ‬لكيلا‭ ‬تطبق‭ ‬قوانين‭ ‬الحماية‭ ‬المصادق‭ ‬عليها‭ ‬دوليا‭. ‬

‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستمر‭ ‬وهيكلي‭ ‬لنسبة‭ ‬البطالة‭ ‬نتيجة‭ ‬التصحر‭ ‬الصناعي‭. ‬عدد‭ ‬المعطلين‭ ‬عن‭ ‬الشغل‭ ‬يراوح‭ ‬المليون‭ ‬مواطن‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الشهادات‭ ‬الجامعية‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬انتشار‭ ‬ظاهرة‭ ‬الهجرة‭ ‬السرية‭ ‬وهجرة‭ ‬الأدمغة‭.‬

ارتفاع‭ ‬ظاهرة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الموازي‭ ‬الذي‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ %‬25‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭ ‬و‭%‬50‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬اختلال‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المنظم‭ ‬وانتشار‭ ‬التهرب‭ ‬الجبائي‭ ‬بصفة‭ ‬خطيرة‭.  ‬

اختلال‭ ‬هيكلي‭ ‬للموازنات‭ ‬المالية‭ ‬الخارجية‭ ‬للبلاد‭ ‬نتيجة‭ ‬التوريد‭ ‬المفرط‭ ‬والعشوائي‭: ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ارتفاع‭ ‬إجمالي‭ ‬العجز‭ ‬التجاري‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬العام‭ ‬المعتمد‭ ‬عالميا‭ ‬منذ‭ ‬2010‭ ‬إلى‭ ‬مبلغ‭ ‬رهيب‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬286‭,‬5‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬بين‭ ‬سنة‭ ‬2011‭ ‬وسنة‭ ‬2022‭ ‬أي‭ ‬على‭ ‬مدة‭ ‬12‭ ‬سنة‭ ‬الأخيرة‭ ‬مقابل‭ ‬91‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬سنة‭ ‬السابقة‭ ‬بين‭ ‬سنة‭ ‬1999‭ ‬وسنة‭ ‬2010‭ ‬أي‭ ‬بضعف‭ ‬3‭,‬15‭ ‬مرة‭ ‬يتم‭ ‬تغطيتها‭ ‬بالعملة‭ ‬الأجنبية؟

مما‭ ‬نتج‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تنامي‭ ‬المديونية‭ ‬العمومية‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬114‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭ ‬يمثل‭ ‬الدين‭ ‬الخارجي‭ ‬منها‭ ‬بين‭ %‬60‭ ‬و‭%‬70‭ ‬منها‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المديونية‭ ‬تعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬%100‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬الذي‭ ‬يشكو‭ ‬ركودا‭ ‬كبيرا‭ ‬ومستمر‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2011‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬حيث‭ ‬معدل‭ ‬نسبة‭ ‬النمو‭ ‬السنوي‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ %‬1‭ ‬فقط‭. ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬خلق‭ ‬للثروة‭ ‬وللقيمة‭ ‬المضافة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬طويل‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬خطير‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬البلاد‭.   ‬

كما‭ ‬تشهد‭ ‬البلاد‭ ‬عملية‭ ‬تستر‭ ‬على‭ ‬المؤشرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للبلاد‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعجز‭ ‬التجاري‭ ‬بتواطئ‭ ‬مع‭ ‬الطرف‭ ‬الأوروبي‭ ‬وخاصة‭ ‬منه‭ ‬الطرف‭ ‬الفرنسي‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬سفيره‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬خاصة،‭ ‬حيث‭ ‬يمعن‭ ‬في‭ ‬ادعاء‭ ‬وجود‭ ‬فائض‭ ‬تجاري‭ ‬لصالح‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬مبادلاتها‭ ‬مع‭ ‬فرنسا‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬عار‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭. ‬وقد‭ ‬قدمنا‭ ‬ردا‭ ‬معززا‭ ‬بحجج‭ ‬دامغة‭ ‬نُشر‭ ‬بأـسبوعية‭ ‬الشارع‭ ‬المغاربي‭ ‬عدد‭ ‬330‭ ‬بتاريخ‭ ‬الثلاثاء‭ ‬11‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022،‭ ‬لنفي‭ ‬هذا‭ ‬الادعاء‭ ‬الباطل‭ ‬الذي‭ ‬يستخف‭ ‬بذكاء‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يرد‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭ ‬الإذاعة‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تبنت‭ ‬ادعائه‭ ‬بطريقة‭ ‬مضرة‭ ‬للأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الوطني‭ ‬وترتقي‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬لا‭ ‬يليق‭ ‬بمواطن‭ ‬تونسي‭ ‬ويتطلب‭ ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬بالنظر‭ ‬لخطورة‭ ‬ما‭ ‬أقدم‭ ‬عليه‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬بلد‭ ‬أجنبي‭ ‬استعمر‭ ‬تونس‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬طويل‭ ‬ونكل‭ ‬بالشعب‭ ‬التونسي‭.  ‬

لكل‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬تقديمه‭ ‬البديل‭ ‬المطروح‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬موقف‭ ‬مُوحّد‭ ‬للتحرّر‭ ‬من‭ ‬الهيمنة‭ ‬الخارجية‭ ‬ومن‭ ‬وكلائها‭ ‬في‭ ‬الداخل

هذا‭ ‬البديل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينطلق‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬متينة‭ ‬وواضحة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تجمع‭ ‬الأغلبية‭ ‬العظمى‭ ‬للشعب‭ ‬التونسي‭ ‬ويلتزم‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬على‭ ‬تكريسها‭ ‬بكل‭ ‬أمانة‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬وكل‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬سياسية‭ ‬كانت‭ ‬أو‭ ‬منظمات‭ ‬وطنية‭ ‬أو‭ ‬مجتمع‭ ‬مدني‭. ‬هذا‭ ‬البديل‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬سيادية‭ ‬تعتمد‭ ‬سن‭ ‬قوانين‭ ‬جريئة‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬وتقييم‭ ‬اتفاقات‭ ‬الشراكة‭ ‬وحق‭ ‬تفعيل‭ ‬قوانين‭ ‬حماية‭ ‬المنتوج‭ ‬الوطني‭ ‬وحق‭ ‬ترشيد‭ ‬التوريد‭ ‬وبعث‭ ‬مشاريع‭ ‬كبرى‭ ‬لمقاومة‭ ‬التصحر‭ ‬الصناعي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وتشجيع‭ ‬الإنتاج‭ ‬الزراعي‭. ‬اين‭ ‬نحن‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬والبلاد‭ ‬تبدو‭ ‬معطلة‭ ‬تماما‭.  ‬

‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬وفي‭ ‬علاقة‭ ‬بالموقف‭ ‬من‭ ‬الهجمة‭ ‬الابتزازية‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬الطرف‭ ‬الأمريكي‭-‬الأوروبي‭ ‬لدفع‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬تنازلات‭ ‬مهينة‭ ‬وتفاعلا‭ ‬مع‭ ‬موقف‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬رفضه‭ ‬تقديم‭ ‬التنازلات‭ ‬المطلوبة‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬الذات‭ ‬كبديل‭ ‬على‭ ‬الابتزاز‭ ‬الأمريكي‭-‬الأوروبي‭ ‬غير‭ ‬انه‭ ‬أولا‭ ‬لم‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬عينها‭ ‬والتي‭ ‬تشتغل‭ ‬تحت‭ ‬مسؤوليته‭ ‬مباشرة‭ ‬لتفصح‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭:‬

‭- ‬عن‭ ‬تفاصيل‭ ‬تلك‭ ‬التنازلات‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬وبجميع‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬تنشط‭ ‬فيها‭. ‬

‭- ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬فتح‭ ‬كل‭ ‬الملفات‭ ‬المعنية‭ ‬للنقاش‭ ‬والتقييم‭ ‬الموضوعي‭ ‬والجدي‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬الدعم‭ ‬لبيان‭ ‬وجوده‭ ‬من‭ ‬عدمه‭. ‬نذكر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬مسألة‭ ‬دعم‭ ‬المحروقات‭ ‬حيث‭ ‬تتحصل‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬على‭ ‬الاستهلاك‭ ‬وأداء‭ ‬على‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬مرتفعا‭ ‬جدا‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ %‬52‭ ‬من‭ ‬سعر‭ ‬اللتر‭ ‬الواحد؟

من‭ ‬ذلك‭ ‬أيضا‭ ‬فاتورة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والغاز‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬فواتير‭ ‬منها‭ ‬أداء‭ ‬لصالح‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة‭ ‬وأداء‭ ‬لصالح‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬وأتاوى‭ ‬لصالح‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتلفزة‭ ‬الوطنية‭ ‬بخلاف‭ ‬التسعيرة‭ ‬التصاعدية‭ ‬لاستهلاك‭ ‬الكهرباء‭ ‬والغاز‭ ‬وجميعها‭ ‬يخضع‭ ‬للأداء‭ ‬على‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة؟‭ ‬فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬دعم؟‭ ‬

كذلك‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬توضيح‭ ‬موقفه‭ ‬أمام‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬تمسك‭ ‬برفضه‭ ‬القبول‭ ‬والتوقيع‭ ‬على‭ ‬تنازلات‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تُنهك‭ ‬وتُفقّر‭ ‬غالبية‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬وهو‭ ‬مُحق‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ولكنه‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬عيّن‭ ‬حكومة‭ ‬تعمل‭ ‬تحت‭ ‬مسؤوليته‭ ‬المطلقة‭ ‬صادقت‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التنازلات‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬وزاري‭ ‬بعد‭ ‬التفاوض‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬وأعلمته‭ ‬بالمصادقة‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وهو‭ ‬موقف‭ ‬متعارض‭ ‬مع‭ ‬موقف‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬صرحت‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬وكان‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬ان‭ ‬يُطالب‭ ‬الحكومة‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬بديل‭ ‬وطني‭ ‬يُمكّنه‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬قراره‭ ‬في‭ ‬الرفض‭ ‬على‭ ‬بينة‭ ‬وعلى‭ ‬أسس‭ ‬متينة‭ ‬تُطمئن‭ ‬الشعب‭ ‬وكل‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬تتعامل‭ ‬معها‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬وترفع‭ ‬كل‭ ‬لبس‭ ‬عن‭ ‬الموقف‭ ‬الرسمي‭ ‬التونسي.

‭  ‬*نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 11 افريل 2023

الشارع المغاربي/ جمال الدين العويديدي – جنات بن عبد الله-احمد بن مصطفى : 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *