+ اعتراضات على هرولة دول افريقية نحو ” التطبيع ”

نظمت المؤسسة العربية والافريقية للدراسات الاستراتيجية ابن رشد بالاشتراك مع جمعية ” تونس للكفاءات ” يوم السبت 18 فبراير 2023 ندوة شارك فيها نخبة من الخبراء التونسيين والعرب والافارقة حول ” المتغيرات في افريقيا وبوادر بناء نظام اقليمي ودولي جديدين و دعم مسار التحرر الوطني ومحور المقاومة ” .
وبعد متابعة عدد من الورقات العلمية و المداخلات على عين المكان وعبر شبكة الانترنيت والهاتف اسفرت الندوة عن عدة توصيات من بينها :

اولا على المستوى الاقتصادي :
اوصي المشاركون بوضع حد لسياسات الهيمنة الاحتكار و ابتزاز الثروات التي تمارسها عدة حكومات وشركات عالمية عملاقة، اغلبها اوربية وامريكية ، بهدف تمديد مرحلة تبعية اقتصاديات الدول والشعوب والشركات الافريقية ماليا وتكنولوجيا ومعرفيا وتجاريا وتعطيل مسارات بناء اقتصاديات وطنية مستقلة، وتحقيق الامن الغذائي و التنمية الشاملة.
واذ وقع التحذير من مخططات القوى الاستعمارية القديمة والجديدة اعتماد مزيد من السياسات الاقتصادية التي تؤبد تبعية اقتصاديات بلدان النصف الجنوبي من العالم وبصفة خاصة الدول الافريقية …
ودعت الورقات السلطات السياسية والادارية والمؤسسات العمومية والخاصة الى تشجيع المبادلات البينية الثنائية والجماعية تجارة واستثمارا و تكنواوجيا حتى تنجح سياسات مقاومة الاستعمار الجديد والمؤامرات التي تستهدف راس مال الوطني و الطبقات الشعبية و الموارد المالية والاقتصادية للبلدان الافريقية.

ثانيا : على المستوى الجيو استراتيجي

اوصى المشاركون بمواكبة الانتفاضات والثورات التي برزت في عدة دول افريقية ضد القوى الاستعمارية الاوربية التقليدية ، وخاصة في بلدان الساحل والصحراء الافريقية ، مثل مالي و بوركينا فاسو وساحل العاج و جمهورية افريقيا الوسطى وروندا والكاميرون والتشاد والنيجر …
ودعت الورقات الى فهم مبررات بروز هذه الثورات والانتفاضات بما فيها تلك التي صعدت خطابا جديدا و راديكاليا لمقاومة دور بعض العواصم الغربية ، التي وقع اتهامها بتحمل مسؤولية الازمات الاجتماعية والسياسية والامنية وتهريب ثروات افريقيا من معادن ثمينة ومحروقات ومواد غذائية…
وحذرت المداخلات من سياسات توريط الاطراف السياسية الحكومية والمعارضة في مزيد من النزاعات المسلحة و” الحروب الاهلية ” والحروب بالوكالة ..التي قد تستخدمها بعض دول الحلف الاطلسي ذريعة لتبرير نشر مزيد من قواتها وقواعدها العسكرية في مواقع استراتيجية افريقية عديدة .

ثالثا : على المستوى الثقافي والاعلامي

اوصت الندوة بدعم جهود الدول و الهيئات الاهلية الوطنية الافريقية التي تدعم مسارات التحرر الوطني و مقاومة المخططات الاستعمارية القديمة والجديدة ، بالتنسيق مع الحكومات الوطنية والمنظمات المستقلة في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية …
واكدت الندوة على ضرورة دعم الثقافة الوطنية ووسائل الاعلام والاتصال التقليدية و الالكترونية التي تخدم خيارات التحرر الوطني و مقاومة الهيمنة الاجنبية على مختلف المستويات ..
واعتبرت الندوة ان النخب الاعلامية والثقافية والسياسية مدعوة الى الانخراط في مشاريع بناء نظام اقليمي ونظام دولي جديدين ينتصران لمطالب الشعوب الافريقية في التحرر الوطني ومقاومة التبعية وكل انواع الهيمنة الاجنبية …بما في ذلك فيما يتعلق بهيمنة مزيد من الشركات المتعددة الجنسيات الاسرائلية و العربية على قطاعات الاعلام والثقافة و تكنولوجيات الاتصالات في كثير من الدول العربية والافريقية..

رابعا : على المستوى الديبلوماسي

دعت الورقات والنقاشات الدول والهيئات الاهلية العربية والافريقية الى تنويع شراكاتها وعلاقاتها الديبلوماسية اقليميا ودوليا ، والى الانفتاح على ” التجمعات الدولية الصاعدة ” مثل المنتدى الدولي ” شنغهاي ” الذي يضم الصين والهند وروسيا وايران وعدة دول اسلامية اسيوية ..
وحذرت المداخلات من هرولة بعض العواصم الافريقية نحو التطبيع مع سلطات الاحتلال الاسرائلية و تبادل الزيارات والدعوات مع حكام تل ابيب الذين صعدوا عدوانهم وغاراتهم على سوريا و كثفوا حملات قصف الشعب الفلسطيني الاعزل في قطاع غزة وفي الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلين .
ودعت الندوة الاتحاد الافريقي والدول المنحازة لخيارات التحرر الوطني و مقاومة الاحتلال الى الانحياز مجددا لمطالب شعب فلسطين في التحرر الوطني وبناء دولة مستقلة قولا وفعلا تكون عاصمتها مدينة القدس الشريف .. كما دعت الى ان تكون الدول العربية والافريقية والإسلامية والاسيوية والامريكية اللاتينية طرفا في اعادة بناء النظام الدولي الجديد .

كمال بن يونس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *