من المقرر أن تختتم اليوم الخميس في العاصمة الجزائرية الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الـ31 ، في مستوى المندوبين .

وينتظر أن يعقد اليوم اجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري ، على أن يعقد غدا الجمعة بمشاركة وزراء الشؤون الاقتصادية العرب .

وتكتمل التحضيرات للقمة باجتماع وزراء الخارجية العرب يومي السبت والأحد 29 و30 أكتوبر على أن تعقد اجتماعات ” مجلس جامعة الدول العربية “على مستوى الرؤساء والملوك والأمراء الثلاثاء والأربعاء القادمين ، بالتزامن مع احتفالات وتظاهرات إقليمية ودولية قررت الجزائر تنظيمها بمناسبة الذكرى ال68 لاندلاع الثورة المسلحة ضد سلطات الاحتلال الفرنسي .

وقد استلمت الجزائر رسميا رئاسة القمة من تونس خلال اجتماع المندوبين ، استعدادا للجلسة الافتتاحية ل” لمجلس الرئاسة ” الذي سيسلم فيه الرئيس قيس سعيد الرئاسة رسميا لنظيره الجزائري عبد المجيد تبون .

لكن ماذا عن جدول أعمال الجلسات الرسمية وغير الرسمية لهذه القمة العربية ال31 ؟

هل سوف تحقق هذه القمة أهدافها أو قدرا منها أم يحصل العكس؟

وهل ستفتح آفاقا جديدا للعمل العربي المشترك الذي يمر بأزمة خانقة لأسباب عديدة من بينها “الخلافات بين العواصم العربية” التي تحركها ” لوبيات”و و” مافيات ” محلية ودولية مما تسبب في تأجيل موعد قمة الجزائر مرارا وسبق له أن أدى إلى ” اعتذار” بعض العواصم العربية عن استضافتها ؟

صحيح أن المحافظة على ” الشقف” ، أي على مؤسسات جامعة الدول العربية التي تأسست منذ 1946 ، قد يكون مفيدا ..

وصحيح أن تنظيم مؤتمرات يشارك فيها مئات الخبراء والمسؤولين الاقتصاديين والديبلوماسيين والسياسيين مهم جدا ..

وصحيح أن اجتماعات وزراء الاقتصاد العرب قبل القمة قد يساهم في ” تحريك” بعض ملفات الشراكة الاقتصادية الثنائية والثلاثية والجماعية ..إلى جانب مساهمتها في ” تحيين ” بعض القرارات والاتفاقيات والمعاهدات حول الغاء الحواجز الديوانية ( القمرقية) والجبائية وتطوير فرص المبادلات وحرية تنقل المسافرين والسلع ورؤوس الأموال ..

لكن هل سوف يكون مسموحا لكل القادة العرب الحضور في أعلى مستوى في جلسات القمة ، رغم الانتقادات التي سبق أن وجهها مسؤولون غربيون واسرائيليون كبار الى القيادة الجزائرية، بعد أن تهموها ب” التعاون أكثر من اللازم ” مع موسكو وبيكين وطهران وأنقرة ومع قيادات حركات التحرر الوطني الفلسطينية ، التي صنفتها تل أبيب وحلفائها ” إرهابية “؟

ورغم تراجع الجزائر عن دعوة القيادة السورية للمشاركة في القمة ال31 هل سوف يسمح لها بعرض ” مشروع مصالحة عربية مع دمشق ” و إلغاء قرار طرد سوريا من جامعة الدول العربية الذي صدر في نوفمبر 2011 عن مجلس وزراء الخارجية العرب المنعقد في القاهرة .

ولئن رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باتفاق المصالحة المبرم مؤخرا في الجزائر بين السلطة الفلسطينية وقيادات فتح والجهاد وحماس فهل سوف يسمح للقيادات العربية التي سوف تشارك في القمة بأن يدعموه قولا وفعلا ؟

أم يكون مصيره مثلما كان مصير وساطات سابقة كثيرة بين قيادات فتح وحماس والجهاد رعتها منذ 2006 عدة دول بينها المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا وايران ومصر ..؟

وهل سيوافق ممثلو القاهرة والرباط على أن يصبح للجزائر “دور استراتيجي في الملف الفلسطيني” الذي تعتبره السلطات المصرية ضمن ” مجالها الحيوي ” بينما تعبر الرباط نفسها ” الدولة العربية الأكثر تأثيرا فيه “، لأنها ترأس ” لجنة القدس ” ولأن حوالي مليون مواطن يهودي مغربي هاجروا خلال السبعين عاما الماضية وأصيح أغلبهم يحمل في نفس الوقت ” جوازا إسرائيليا ” ، أي أنهم ” أقوى لوبي يهودي داخل إسرائيل وعالميا ” ؟

وإذا صدقت الانباء عن تغيب العاهل المغربي وولي العهد السعودي وعدد من قادة المنطقة عن القمة فهل سيحضرها الرئيس المصري شخصيا رغم انتقادات القاهرة ل” تزايد الدور الجزائري في ليبيا ” وفي النزاع بين مصر واثيوبيا حول المياه وفي ” الملف الفلسطيني “؟

واذا كان من أبرز الأهداف التي رفعتها القمة ” تحقيق المصالحة العربية ” فكيف تتأثر أجواء القمة ب” التصعيد الجديد ” بين الرباط والجزائر بسبب “الملف الصحراوي”. وقد ساهم هذا التصعيد في اجهاض قمة اليابان افريقيا ( تيكاد 8 ) التي عقدت بتونس يومي 27 و 28 أوت الماضي بحضور زعيم جبهة البوليزاريو الذي تعتبره المغرب ” انفصاليا وزعيم تنظيم إرهابي يقيم في الجزائر..) بينما تابعت الجزائر دعمها له عبر تسهيل زياراته إلى عدد من الدول الإفريقية ،بينها جمهورية جنوب افريقيا ، بصفته ” رئيس الجمهورية العربية الصحراوية “..

مرة أخرى قد يتسبب ” الملف الصحراوي” في تأجيل مشروع المصالحة بين البلدان المغاربية والعربية ..

وخلافا على ماجرت عليه العادة فلن تعقد ” قمة مغاربية مصغرة ” ، على هامش قمة الجزائر ، رغم كل ما قيل عن الوساطات التي قامت بها الرياض وأبو ظبي بين قيادات المغرب والجزائر وتونس .

إذن سيزداد شلل هياكل ” الاتحاد المغاربي ” ..خاصة أن استقالة الأمين العام المنتهية ولايته منذ مدة ، الوزير السابق للخارجية الطيب البكوش ، تصبح رسمية بدءا من يوم 1 نوفمبر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *