توفيق المديني

يتوجه القادة العرب إلى قمة الجزائر التي ستعقد في أول نوفمبر المقبل ، إذ يصادف هذا اليوم الذكرى الثامنة و الستين لاندلاع الثورة الجزائرية عام 1954، التي تُعَدُّ أول ثورة مناهضة للكولونيالية الفرنسية استمرت ثامني سنوات ، وسقط خلالها ما يقارب مليون ونصف المليون شهيد.
وبصرف النظر عن اختيارهذه الرمزية التاريخية لعقد قمة الجزائر مطلع نوفمر ،فإنَّ هذه القمة العربية سيغيب عنها ستة قادة من الدول العربية،وفي مقدمتهم ولي العهد المملكة السعودية محمد بن سلمان،إضافة لأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح ، وسينوب عنه ولي العهد مشعل الأحمد الصباح، كما سينوب نائب رئيس الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم عن رئيس البلاد محمد بن زايد آل نهيان.كما أنَّه من المرجح أن ينوب وزيرا خارجية سلطنة عمان والبحرين عن سلطان عمان هيثم بن طارق وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، كما سيغيب الرئيس اللبناني ميشال عون عن القمة العربية بسبب عقد مجلس النواب جلسات لانتخاب خلف له، حيث تنتهي ولايته في 31 أكتوبر الجاري.
أما فيما يخص المغرب، فقد عادت مجلة جون أفريك المقربة من السلطات المغربية، لتؤكد من جديد، في خبر آخر، حضور الملك محمد السادس للقمة العربية المنتظر عقدها في الجزائر شهر نوفمبر المقبل.وقالت المجلة الفرنسية، في غياب تأكيد رسمي من المغرب، وفقا لما وصفتها بـ”مصادر جزائرية رسمية”، إنَّ الملك سيحضر القمة العربية في الجزائر، مرفوقًا بولي العهد الأمير مولاي الحسن.
تعقد القمة العربية في الجزائر تحت شعار”لمِّ الشَمْلِ”،وعادة تُقَاسُ نجاحات القمم العربية بحضور معظم الرؤساء و الملوك العرب مؤتمراتهأ، لكنَّ في هذه القمة هناك أقل بقليل من ثلث القادة العرب سيتغيب عن حضورهأ بصرف النظر عن المبررات و الأسباب و الدوافع، التي تظل محل تأويلات مختلفة.
ما هي الظروف الإقليمية و الدولية لعقد هذه القمة؟
أولاً: تعقد هذه القمة العربية في ظل مناخ جيو – استراتيجي معقد، حيث الكثير من الأسئلة والهواجس التي تشغل العالم العربي شعوباً وأنظمة، وهي أسئلة استراتيجية يتوجب على النظام العربي والإقليمي أن يُجِيبَ عنها.فهناك الحروب الأهلية التي تشهدها أكثر من دولة عربية في ليبيا وسورية واليمن، وهذه الحروب الأهلية تغذيها دولاً عربية،وأخرى إقليمية،ودولية،ورغم مرور أكثر من عشر سنوات من بداية ما يسمى “الربيع العربي”، فلغاية الآن لم ترس هذه الدول الآنفة الذكر على تسوية سياسية تخرجها من أزماتها البنيوية،لا سيما أنَّ الحلول لم تعد بأيدي الدول العربية، بل أصبحت تتحكم فيها الأطراف الإقليمية و الدولية.
ثانيًا:بعد أكثر من أربعة عقود من عقد اتفاقيات كامب ديفيد عام 1979، انتقل العالم العربي من مرحلة التسوية إلى إبرام اتفاقيات التطبيع مع العدو الصهيوني ،تحت اسم”اتفاقيات إبراهام”منذ العام 2020، إذ فرضت النظم السياسية العربية في (الإمارات ، البحرين، السودان، المغرب) التي وقعت هذه الاتفاقيات على شعوبها الرضوخ السريع لـ”إسرائيل كصديقة وحليفة” والإسرائيليين كأصدقاء وحلفاء في زمن قياسي ومفاجئ،وإن كانت هناك مقاومة حقيقية للتطبيع في المغرب والسودان والبحرين.
وتكمن خطورة اتفاقيات أبراهام التطبيعية،في تقليص حجم التأييد للقضية الفلسطينية، لا سيما في ظل بناء هذه الأنظمة العربية (كالمغرب، والإمارات، والبحرين) تحالفات استرتيجية مع الكيان الصهيوني في مجالات الاقتصاد والاستثمار والثقافة والتعليم والاتصال،والمؤسسات العسكرية والأمنية، كونها تشكل سنداً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياًو أمنيا وعسكريًا لمشروعات التطبيع، تؤثر في اتجاهات الرأي العربي نحو القضية الفلسطينية، كما ستؤثر اتفاقيات التطبيع في مجالات الثقافة والتعليم بفاعلية عالية على المدى البعيد، إذا أخذت الدول المطبعة خطوات عملية في ذلك، محققة أهداف إسرائيل التي ضمنتها في أغلب اتفاقيات السلام، بداية من كامب ديفيد إلى اتفاقية أبراهام، سواء في نصوص أو مبادئ الاتفاقيات، التي تشمل أهداف تعزيز الصداقة، ووقف أعمال التحريض وأشكاله، وإقامة علاقات حضارية وثقافية.
ثالثًا:تعقد هذه القمة العربية وكل العالم يعيش تداعيات الحرب بين روسيا و الغرب والحلف الأطلسي التي تدور رحاها في أوكرانيا،في ظل نظام دولي أحادي القطبية تسيره وتقوده أمريكا بمفردها لكنَّه في طور الاحتضار،وفي ظل الفوضى العالمية وما يتخللها من مبادرات وتحركات لجهة بناء نظام دولي متعدد الأقطاب، يشهد على ذلك صعود العملاق الروسي من جديد كلاعب أساسي، إلى جانب العملاق الصيني، في مواجهة الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة. ومما لا شك فيه أنَّ الشرق الأوسط بات يحتل حيزاً مهماً من هذا الصراع الدولي، بسبب وجود النفط، وبسبب التركيز الأمريكي على بقاء النظام الرأسمالي الليبرالي العالمي الذي يعتمد على تدفق النفط و الغاز العربيين .فالحرب الروسية في أوكرانيا أدخلت المنطقة العربية في تجاذبات سياسية جديدة يطبعها اللايقين والشك ،أربكت الاصطفافات و التحالفات التي كانت قائمة،في انتظار أن تتّضح نتائج هذه الحرب.
رابعًا:تنعقد القمة العربية في ظروف بالغة الخطورة والجدية تواجهها الأمة العربية، بعد أن أصبحت الدول الاقليمية العربية الكبرى التي تقود عادة النظام الإقليمي العربي على هذا النحو من الارتباك والضياع، لجهة عجزها عن تطوير دينامياتها الخاصة. فالعراق أكبر شاهد على حال الدول العربية، إذ حوّله الغزو الأميركي من دولة كبرى الى دولة فاشلة كبرى، كما أوشك على الاختفاء من خريطة العالم. أما مصر، فهي نموذج لحال أخرى للدول العربية، إذ تتعرض لضغوط حتى لا تمارس دورها الطبيعي كدولة لها كيان وثقل سياسي. وسورية هي العينة الثالثة، التي تعاني من العقوبات الدولية،ومن رفض بعض الدول العربية عودتها لأخذ مكانها الطبيعي في جامعة الدول العربية،وبالتالي حضورها القمة العربية.
خامسًا: تنعقد هذه القمة العربية بالجزائر في ضوء إعلان المغرب أنَّه سيستقبل “قمة النقب 2” خلال شهر كانون الثاني/ يناير 2023بمدينة الداخلة في الصحراء، وسيحضر فيها وزراء خارجية الكيان الصهيوني ومصر والإمارات والأردن والبحرين، فضلا عن الولايات المتحدة.
وذكرت القناة التلفزيونية الإسرائيلية “i24NEWS” أنَّ مصادر مغربية مطلعة أبلغتها بأنَّ “المغرب يستعد لاستقبال مجموعات العمل التي سيكون هدفها دفع مشاريع في مجالات الأمن الإقليمي، والأمن الغذائي والمائي، والطاقة، والصحة، والتعليم، والسياحة، تمهيدا لقمة النقب 2”.
وفي هذا السياق كشفت المصادر ذاتها أنَّ “المغرب يسعى لإقناع السلطة الفلسطينية من أجل المشاركة في القمة”.ولفتت القناة إلى أنَّ وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة كان خاطب خلال قمة النقب بجنوب فلسطين المحتلة والتي انعقدت في 28 آذار/ مارس 2022، وزراء الخارجية المشاركين قائلا: “نأمل أن نلتقي في صحراء أخرى لكن بالروح نفسها”، في إشارة إلى رغبته في “احتضان الاجتماع بالصحراء المغربية”.
هل تمتلك القمة العربية حلولاً للملفات الشائكة؟
لم تعد القمم العربية تثير اهتماماً كثيراً، سواء داخل المنطقة العربية أو خارجها، لأنَّ كل بياناتها وقراراتها لم يتحقق منها شيء على أرض الواقع طيلة العقود الماضية. ولن يختلف الحال مع ما سيصدر عن قمة الجزائر المرتقبة،فهذا الواقع المرير يفرض على القادة العرب مسؤوليات فعلية تقتضي مواقف حاسمة في مواجهة تحدِّيات سياسية وأمنية واقتصادية لم يعد من الجائز التعامل معها بلا مبالاة أو تقاعس. الملفات كثيرة وخطيرة باتت تُهَدِّدُ الوجود العربي برمته، بدءاً من الملف السوري ، إلى الملف الفلسطيني ،فالملف اللبناني، وأيضاً الملف السوداني والصومالي والوضع الصحراوي، من دون أن نسقط من حسابنا الملف النووي الإيراني وتداعياته على المنطقة، إذا قررت الولايات المتحدة وإسرائيل تفجيرالحرب على إيران.
الملف الأول السوري، ويقتضي أن تتخذ القمة العربية في الجزائر قرارات شجاعة لجهة عودة سورية إلى احتلال موقعها الطبيعي في جامعة الدول العربية،وإقرار إنشاء صندوق مالي عربي لإعادة إعمار هذا البلد العربي ، وإخراجه من أزماته الاقتصادية و المالية الكبيرة،من أجل كسر الحصار و العقوبات التي تعاني منها سورية منذ أكثر من عقد من الزمن، وإعادة التأكيد على احترام وحدة سورية وسيادتها واستقلالها،وانسحاب قوات الاحتلالين الأمريكي و التركي من الأراضي السورية المحتلة في الشمال الشرقي و الغربي من البلاد،الذي يحتوي على أهم الثروات الطبيعية في سورية من نفط وغاز وقمح وقطن وماء وزيتون، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام إرادة الشعب السوري وخياراته في تقرير مستقبله بنفسه.
فما نشهده اليوم على المسرح السياسي السوري قيام عدة أطراف إقليمية ودولية مستخدمة وكلائها السوريين للقيام بتمزيق هوية سورية الوطنية والقومية إلى هويات إثنية ومذهبية متشظية بدورها. إنَّ هوية سورية العربية التي حافظت عليها الأنظمة السابقة وجعلتها الصورة الوحيدة للمواطنة، تعمل الإمبريالية الأمريكية و الكيان الصهيوني وتركيا و المعارضة السورية،على إحلال محلها صور متعددة من الهوية تقوم على أساس عرقي ومذهبي وطائفي ،حيث أصبحت العروبة بالنسبة إليها بمنزلة عبءٍ شديدٍ، أو مصدر خجلٍ أو شماعة تعلق عليها المآسي والإخفاق للشعب السوري.
الملف الفلسطيني. ففي ظل استمرار دعم الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي للكيان الصهيوني ، بينما يستمر هذا الأخير في سياسة الاستيطان لضم كامل الضفة الغربية، وتهويد القدس، وخوض الحرب بلا هوادة ضد المقاومة الفلسطينية في نابلس وجنين وغزة، ينتظر الشعب الفلسطيني من قمة الجزائر أن تبادر إلى تقديم الدعم الكامل للمقاومة الفلسطينية على الصعد كافة، وعدم الرضوخ لضغوط الإدارة الأمريكية الرامية من خلال حركتها الديبلوماسية النشطة إلى خفض سقف القمة العربية المقبلة ودفعها باتجاه تسريع قضية التطبيع مع إسرائيل والتمهيد لمنظومة الشرق الأوسط الجديد، مستغلة تفكك النظام العربي الذي لا يملك أي مشروع مستقبلي للمنطقة العربية في ظل إصابته بالإعياءِ الشديدِ وتَنَصُّلِهِ من التزاماته وقضاياه.
وتوفر الصراعات والخلافات بين العرب التربة الخصبة لإسرائيل والولايات المتحدة لتنفيذ مخططاتهما في المنطقة، ما يفرض على العرب، وقادتهم، التنبه إلى مصيرهم، وقبل ذلك كله السعي نحو توحّد المواقف بعيداً عن المصالح الآنية. وما يحدث في فلسطين وسورية وليبيا، واليمن ،والسودان يُنْبِئُ بمخاطر مقبلة إزاء الجزائر والمغرب، فضلاً عن بؤر ساخنة مرشحة للظهور في العديد من الدول العربية.
لا أمل يُرْجَى من قمة الجزائر
هناك قناعة كاملة لدى الشعوب العربية ، أنَّ القمم العربية لم تعدْ تُثِيرُ اهتمامها ،إلى درجة أنّ انعقادها أو تأجيلها لم يَعُدْ ذا موضوع، ولذلك، فإنَّ السياسات التي كرستها القمم العربية المختلفة تقوم على ما يلي:
1- حرية كل نظام عربي في انتهاج السياسات التي يراها داخلياً وخارجياً، ومنع أي تدخل في شؤون هذه الأنظمة. وهكذا كرست القمم العربية السياسات القطرية، وأكَّدَتْ ضرورة حمايتها. فتحدِّياتِ الأمة العربية معروفة منذ زمن، لكنَّ القمم العربية لم تلتفت إليها لاعتبارات عدَّة أبرزها: الانقسام تحت شعارات من طراز “دول معتدلة وأخرى متطرفة”، واستمرار التمزّق العربي وانهيار النظام الإقليمي العربي القديم منذ غزو العراق الكويت عام 1990، والغزو الأمريكي للعراق في عام 2003. فكل نظام عربي يحمل أجندته الخاصة. وأمام هذا الواقع، فإنَّ الاستعانة بالإمبريالية الأمريكية لحل المشكلات فاقمها تعقيداً، بينما المطلوب هو إحداث تغيير في الاستراتيجيات لجهة إيجاد خطابٍ حازمٍ وحاسمٍ للولايات المتحدة، يُقْنِعُهَا بأنَّ مصالحها مرتبطة بتسوية قضايا المنطقة بشكل عادل وغير منحاز للكيان الصهيوني.
2- تكريس الحل الاستسلامي للقضية الفلسطينية، لأنَّه ينسجم مع هذه السياسات القطرية، ويتوافق مع سياسات الطبقة الحاكمة المتجهة نحو تعميق الارتباط بسياسة الإمبريالية الأمريكية، خصوصاً بعد احتلال العراق، والحرب الإرهابية الكونية على سورية.
3-إنَّ جميع الدول العربية عاجزةٌ وفاشلةٌ،و هي دولٌ ريعيةٌ،والسلطات الحاكمة فيها لا تريد أن تبلور مشروعًا وطنيًا وقوميا للتغيير في الوطن العربي.وهناك إسرائيل تخوض حرب إبادة حقيقية ضد الشعب الفلسطيني لاقتلاعه من أرضه وتهويد كامل فلسطين، على رغم كل حديث الحكام العرب عن السلام… فعن أي سلام نتحدث؟ وما علاقة لغتنا بلغة العدو؟
إنَّ لغة العدو واضحةٌ ومحدودةٌ. إنَّه يريد تصفية القضية الفلسطينية وإخضاع الأمة العربية وتفتيتها ونهب ثروات العرب والمسلمين، ولذلك فهو يُفَجِّرُ حُرُوباً ويتحدث عن مشروع “الشرق الأوسط الكبير”. فما الذي ستفعله القمة العربية في الجزائر ، والحكام العرب يطبعون مع العدو الصهيوني ، ويعتبرونه صديقًا بل حليفًا،كما هو الحال في المغرب، والإمارات ،والبحرين.
4-إنَّ القمة العربية في الجزائر تظل عاجزةً و مآلها الإخفاق التام كمثيلاتها من القمم العربية السابقة ، إذْ لم تُحَقِّقْ على أرض الواقع للمواطن العربي أيّ شيء على امتداد 77 عاماً من وجود جامعة الدول العربية،ولم تَحْمِلْ شيئاً جديداً للشعوب العربية، في ظل مشهدٍ يَشِي بأنَّ لا إرادة متوافرة لدى القادة العرب للبحث جِدِّياً في القضايَا والتحدِّياتِ، لا سيما بعد الانهيار الكامل لمؤسسات العمل العربي المشترك..
ولايبدو أنَّ الشعوب العربية العزلاء، والمحكوم بالقوة، و الممنوعة عن التعبير عن إرادتها ، والممنوعة عن تنظيم قواها ، ومحاسبة حاكميها ، معنيةٌ ، لأنَّها تعيشُ في ظروف قمع ثقيلة. ولا يتوقع أنْ يُؤَدِّيَ حديث الديمقراطية إلى شيءٍ. و ماذا يفيد حديث التعددية والديمقراطية ،إذا كانت حقوق الإنسان غير قائمة أصلاً، و إذا كانت الأنظمة التي فرضت سلطتها بالقوة، هي الباقية؟
وفي ظل غياب إرادة الشعوب العربية ، تُنَظِّمُ الأنظمة العربية مهرجانًا سنويًا لعقد القمة ، وتُسَخِّرُ له أجهزة الإعلام للتطبيل و التزمير له. كما أنَّ القوى الحاكمة، تُعَيِّنُ مجالس نواب(برلمانات) و مجالس شيوخ، و تُكَوِّنُ أحزابًا و جمعياتٍ، و تُوَظِّفُ أتْبَاعًا على نطاقٍ واسعٍ، ووظيفة هذا الركام كله: تأييد السلطة القائمة في قراراتها حتى المتعارضة مع المصالح القومية.
خاتمة:
إنَّ الشعوب العربية مازالت بعيدة عن أن تملك القدرة لممارسة سلطتها، و هي مُغَيِّبَةٌ ومحرومةٌ من حقوقها. و مادام الأمر كذلك فإنَّ الأنظمة العربية مسؤولةٌ عن إخفاق القمة العربية ، و بالتالي عن إخفاق العمل العربي المشترك.
أي قمة هذه التي تُعقد اليوم والقضية الفلسطينية مُهَدِّدةٌ بالتصفية،والكيانات السياسية لعددٍ من الدول العربية مُهَدِّدةٌ بالتفكّكِ و التقسيمِ على أساسٍ طائفيٍّ ومذهبيٍّ وعِرْقِيٍّ ، بل لعلَّهَا قد تفكّكتْ فعلاً، ووحدة شعوبها تكاد تضيع في غياهب الفتنة المدبّرة بقرارٍ واعٍ وقصدٍ مقصودٍ لم تعدْ الإمبريالية الأمريكية تَتَورَّعُ عن الجَهْرِ بهِ سياسة رسمية معتمدة؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *