زادت تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الإثنين، بشأن مفاوضات فيينا، من حالة التشاؤم التي باتت تخيم عليها خلال الأيام الأخيرة بعد تفاؤل الأطراف والحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق. 

وفيما اقترب توقف المفاوضات من شهر، لا مؤشر على استئنافها قريباً، حيث ربطه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في مؤتمره الصحافي الأول في السنة الإيرانية الجديدة بقرار واشنطن لِحلحلة القضايا العالقة، قائلاً إن الإدارة الأميركية تريد اختزالها في قضية أو قضيتين، “لكن الموضوع الأساسي هو انتفاعنا (الاقتصادي) من الاتفاق النووي”. 

وأضاف خطيب زادة: “إذا ما قدمت واشنطن رداً مناسباً (بشأن القضايا العالقة) فيمكننا العودة إلى فيينا ليس لأجل التفاوض وإنما لإكمال الاتفاق وإنهائه”، مؤكداً: “لم نتلق بعد رداً جديداً من الأميركيين”، حول مقترحاتنا بشأن المواضيع المتبقية في مفاوضات فيينا. 

واتّهم المتحدث الإيراني، الرئيس الأميركي جو بايدن، بأنه ليس بصدد العودة إلى التزامات بلاده بالاتفاق النووي، وأنه اتخذ حل القضايا المتبقية رهين مسائل سياسته الداخلية، قائلاً إن الإدارة الأميركية “لم تتخذ بعد قرارها السياسي حول القضايا الشائكة بمفاوضات فيينا”. 

وفي السياق، أكد خطيب زادة أن بلاده “لن تنتظر للأبد”، وأنها “لن تتنازل عن خطوطها الحمراء ومطالبها”، متهماً واشنطن بإطالة أمد المفاوضات ووقفها بسبب توجهاتها، وداعيا إياها إلى اتخاذ القرار السياسي اللازم في أسرع وقت ممكن لإحياء الاتفاق النووي. 

وقال إن “مفتاح انفراج مفاوضات فيينا في البيت الأبيض”، مشيراً إلى زيارة منسق مفاوضات فيينا أنريكي مورا الذي يشغل منصب نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى إيران وثم الولايات المتحدة، خلال الأسبوع الماضي. وقال إن إيران لم تتلق بعد رداً من واشنطن على مقترحاتها. 

إلى ذلك، زاد خلال اليومين الأخيرين، زخم التحركات الدبلوماسية بشأن مفاوضات فيينا، حيث أجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس الأحد، مباحثات هاتفية مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي قال لغوتيريس إن مفاوضات فيينا اقتربت من اتفاق، مشيرا إلى تقديم بلاده مقترحات حول القضايا المتبقية من خلال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن “الكرة اليوم في ملعب أميركا”. 

في الأثناء، أجرى وزير الخارجية العماني، بدر بن حمد البوسعيدي، مساء الأحد، اتصالا مع أمير عبداللهيان، ركز على بحث مفاوضات فيينا والأزمة اليمنية. وانتقد الوزير الإيراني، فرض واشنطن أخيراً عقوبات على أشخاص وكيانات إيرانية لارتباطهم بالحرس الثوري الإيراني الذي تصر طهران على ضرورة إخراجه من قائمة الإرهاب الأميركية. 

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لاتفاق جيد ومستدام، لكن الطرف الأميركي من خلال طموحه يتحمل مسؤولية إطالة أمد المفاوضات”. 

وتوقفت مفاوضات فيينا في الـ11 من الشهر الماضي، وعاد المفاوضون إلى عواصمهم، وذلك بطلب من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، الذي يعتبر أيضاً كبير منسقي الاتفاق النووي والمفاوضات الجارية لإحيائه، قائلاً إنّ هناك حاجة إلى “وقفةٍ” في محادثات فيينا. 

مع ذلك، استمرت المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في العواصم، خلال الأسبوعين الأخيرين، عبر منسقها إنريكي مورا الذي تبادلَ الرسائل بين الطرفين، فضلاً عن نقل أطراف إقليمية أيضاً هذه الرسائل بينهما. 

يشار إلى أن موضوع رفع “الحرس الثوري” الإيراني من قائمة الإرهاب الأميركية يعتبر أهم قضية عالقة أمام مفاوضات فيينا للتوصل إلى اتفاق. وظلت طهران تكرر أن ذلك من خطوطها الحمراء، ولن تتنازل عنه. وفي الجانب الآخر، ظلت الولايات المتحدة الأميركية ترفض التجاوب مع هذا الطلب الإيراني، مؤكدة أنها ستبقي العقوبات على الحرس ومؤسساته. 

الحوار مع السعودية

وعلى صعيد آخر، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إلى الحوار المعلق بين طهران والرياض، معلناً استعداد بلاده لاستئنافه. 

وأكد خطيب زادة أن “هذه الحوارات بحاجة إلى أجندة واضحة”، قائلاً: “إننا قدمنا آراءنا بشكل مكتوب” للجانب السعودي، “فمن الأفضل أن تقوم السعودية أيضاً بتقديم وجهات نظرها بشكل مكتوب”. 

وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل/نيسان 2021، في بغداد، بعدما تكللت جهود الحكومة العراقية بالنجاح لجمع الطرفين على طاولة واحدة. وعقدت طهران والرياض حتى الآن أربع جولات، آخرها كان أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.  

وكان من المقرر أن تنعقد الجولة الخامسة حسب إعلان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، لكن إيران ألغتها قبل الموعد بثلاثة أيام احتجاجاً على تنفيذ السعودية إعدامات يوم 12 من الشهر الماضي شملت يمنيين أعضاء في جماعة الحوثيين وبعض أبناء الطائفة الشيعية بالسعودية.

العربي الجديد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *