انطلقت في قصر دولمه بهتشة بمدينة إسطنبول محادثات سلام جديدة مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، تستمرّ لمدة يومين، وهي تُعقد بعد أكثر من شهر على بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.

وأكد مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ميخائيلو بودولياك، أنه تجري مناقشة الضمانات الأمنية، وترتيب وقف لإطلاق النار، وذلك لحل المشاكل الإنسانية.

وأضاف بودولياك عبر التلفزيون الأوكراني، “تجري الآن مشاورات مكثفة حول بعض القضايا المهمة، أهمها اتفاق على ضمانات دولية لأمن أوكرانيا، لأننا بهذا الاتفاق سنتمكن من إنهاء الحرب كما تحتاج أوكرانيا”. وأردف “القضية الثانية هي وقف إطلاق النار لحل كل المشكلات الإنسانية المتفاقمة”.

وأوضح أنّ مشكلة أخرى تتمثل في “تصعيد الحرب” التي تتضمن ما قال إنه “انتهاك لقواعد الحرب”، من دون أن يعطي تفاصيل.

وكان بودولياك قال في وقت سابق على “تويتر”، إنّ الوفود ستبحث “البنود الأساسية لعملية التفاوض. تعمل الوفود بشكل متوازٍ على مناقشة مجموعة كاملة من القضايا الخلافية”.

لقاء من دون مصافحة

وذكر التلفزيون الأوكراني أنّ المحادثات مع روسيا بدأت في تركيا، اليوم الثلاثاء، من دون أن يتصافح أعضاء الوفدين.

وقال مراسل أوكراني: “كان هناك ترحيب بارد ولم تكن هناك مصافحة”، من دون أن يوضح ما إذا كان قد شهد اجتماع الوفود أو أنّ المسؤولين أبلغوه بذلك.

والأحد، اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على استضافة إسطنبول الاجتماع المقبل لمفاوضات الوفدين الروسي والأوكراني.

أردوغان: محادثات إسطنبول ستمهّد الطريق لعقد اجتماع بين بوتين وزيلينسكي

وأكد أردوغان للوفدين الروسي والأوكراني قبل المحادثات، أنّ إحراز تقدم في الاجتماع بإسطنبول، اليوم الثلاثاء، سيمهد الطريق لعقد اجتماع بين زعيمي البلدين.

وفي خطاب أمام المفاوضين في إسطنبول بثه التلفزيون، قال أردوغان إنّ الوقت قد حان لإجراء محادثات تسفر عن نتائج ملموسة، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار، قائلاً إنّ “وقف هذه المأساة” في يد الجانبين.

وأعرب أردوغان عن إيمانه بعدم خسارة أي طرف في معادلة السلام العادل للأزمة الروسية الأوكرانية، مؤكداً أنّ إطالة أمد الحرب في أوكرانيا التي اندلعت في 24 فبراير/ شباط الماضي، “ليست في صالح أحد”. وأضاف أنّ تركيا التي كانت شاهدة على العديد من المآسي في منطقتها، تسعى لعدم تكرار تلك المآسي شمال البحر الأسود.

وأردف قائلاً: “تعاملنا بإنصاف في كافة المنابر الدولية مع الطرفين (الروسي والأوكراني) عبر ضمان حقوقهما ومراعاة حساسياتهما”.

ووصل الوفدان الروسي والأوكراني إلى مدينة إسطنبول، الإثنين، تمهيداً لعقد الاجتماع. وهبطت الطائرة التي تقلّ الوفد الأوكراني في مطار أتاتورك، قبل أن ينتقل إلى مكان إقامته. وفي وقت سابق، وصل الوفد الروسي إلى إسطنبول.

وصول الوفد الأوكراني إلى إسطنبول (إسلام ياقوت/الأناضول)

وصول الوفد الأوكراني إلى إسطنبول (إسلام ياقوت/الأناضول)

وأكد أردوغان، في مؤتمر صحافي، الإثنين، عقب اجتماع الحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، أنّ الاتصالات الهاتفية مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي “تسير في اتجاه إيجابي”.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في تصريحات لقنوات محلية مساء الإثنين، إنّ الاتفاق على وقف لإطلاق النار هو أقصى ما تطمح إليه بلاده في المفاوضات التي ستجريها مع روسيا في تركيا، مضيفاً: “الحد الأدنى هو حلّ المشاكل الإنسانية، والأقصى هو التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار”.

من جهته، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، إنّ قرار بدء المفاوضات الروسية الأوكرانية وجهًا لوجه مهم بحد ذاته.

وقال، في تصريح صحافي، الإثنين: “في الوقت الحالي نلتزم بسياستنا المتمثلة في عدم الكشف عن أي تفاصيل حول المفاوضات، لأننا نعتقد أن كشف التفاصيل سيضر بعملية التفاوض”.

لكنه كشف أنّ روسيا وأوكرانيا لم تحرزا حتى الآن أي “تقدم كبير” في مفاوضاتهما، مؤكداً أنّه “حتى الآن، لا يمكننا ملاحظة أي تقدم كبير”، ومشيراً كذلك إلى أن “لا تقدم” أيضاً في مسألة تنظيم لقاء محتمل بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وصول الوفد الروسي إلى إسطنبول (سرحات كاغداس/الأناضول)

الوفد الروسي وصل في وقت سابق إلى إسطنبول (سرحات كاغداس/الأناضول)

وسبق أن جرت جولة مفوضات بين روسيا وأوكرانيا حضورياً، في 10 مارس/آذار في أنطاليا بتركيا، على مستوى وزيرَي خارجية البلدين بدعوة من أنقرة، لكنّها لم تفضِ إلى نتائج ملموسة.

وعقد الجانبان سابقاً كذلك جولات تفاوض عدة، بدأت في بيلاروسيا، ثمّ استمرّت عن بعد عبر خاصية الفيديو.

وبعد إعلان بوتين، في 24 فبراير/شباط الماضي، عن بدء ما سمّاها “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا بهدف ما قال إنه “تحييد السلاح والقضاء على النازية”، قدمت روسيا مجموعة من المطالب لوقف أعمال القتال، بما فيها اعتراف كييف بالسيادة الروسية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، واستقلال “جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين” المعلنتين من طرف واحد.

العربي الجديد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *